P H
01-02-2014, 11:08
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1993450&stc=1&d=1399193502
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1960891&d=1391246867
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1960885&stc=1&d=1391246495
إن في جينات البشر - حتى أكثرهم تحضرا - بصمة تفاضل و عنصرية , قد تقتل تلك الجينة بقوة التواضع أو أنها ستنقضي بموت الإنسان نفسه.
أنا بشرية عادية أمتلك في نفسي نوعا من العنصرية النتنة كوصمة تذكرني بطبيعتي غير الكاملة أنظر إلى الحديقة القريبة من دارنا فتشمئز ذاتي
من العمالة التي تقضي معظم أوقاتهم فيها ، و هذا هو نوع العنصرية العرقية -النوع الذي أعاني منه - ، أحاول حاليا القضاء على هذه العنصرية المعتملة في كياني
و من هنا واتتني فكرة فعل حسن , قد يشفيني مما أنا فيه و يشفع لي أمام من أعبد , عملا كان ليدخل البهجة في نفسي
كما كان ليدخل في قلب فقير وجد دراهم تلقى في كفه . و لكن المشكلة لم تكن في اختفاء همتي , كانت المجتمع .
أعني بالله عليكم ما الخطأ في كون المرء أستاذ بكم و صم ؟! حاولت مرارا فهم الأسباب التي طرحها علي والدي و أساتذتي ولكنني عجزت فهمهم كما عجزوا هم عن استمالتي .
- ولكن يا ابنتي لديك شهادة ستدخلك جامعة الملك سعود الصحية !
احمر وجهي حنقا اثر الجملة التي ترددت على مسمعي ألف مرة منذ التخرج ثم حاولت تبديد ذلك الغضب و نقله للأرض التي أقعد فوقها
- لا أريد دخول القسم الصحي أفضل التربية الخاصة .
دارت عينا والدي كما كان يفعل في أيام طفولتي العنيدة ، بل إنني أكاد اسمع نبرة التأنيب التي يستعملها تلك الأيام
- يا نجلاء يا طفلتي إن قسما كالتربية الخاصة لا يرتاده خريجو قسم العلوم الطبيعية ، و بالأخص خريجة بعلامة ممتازة .
هززت رأسي نفيا ثم أخذت أعبر بيدي كلما شعرت بحاجة لتأكيد كلمة ما
- تقول هدى بأنني لو قدمت أوراقي فستتوسط من أجلي لأدخل القسم . و ما العيب في كوني أستاذة للبكم ، لطالما أردت هذا و إنك يا أبي لأولا بتشجيعي من هدى .
لست في الحقيقة ممن يحب استغلال الوسائط للوصول لمأرب ما ، ولكني أعلم بكفاءتي و استئهالي مقعدا في قاعة القسم لذا فسأسامح نفسي .
تنهد أبي بهدوء ثم أخذ شدقيه في التحرك علمت حينها أنه يقول بعبارته الصامتة هذه " ما اقتنعت " .
- يا أبي ، صدقني هذا أفضل لي و للمرضى الذين كنت لأعالجهم في المستقبل ، هذا لو حدث و تخرجت من القسم .
بإمكاني رؤية ابتسامة على وشك الظهور ، و هذه إشارة طيبة و علامة حسنه .
قبلت رأسه ثم خرجت من المجلس قبل أن يتحول النقاش على رأسي و افقد السيطرة على زمام الأمور ،فأنا أذكى من أن أجزم بأنني أقنعته تماماً لكنني من المعرفة به إذ أعلم أنه على الأقل تفهم رغبتي .
تلك كانت آخر مواجهة لي مع والدي بالأمر الجلل الذي اتخذته على حين فجأة ، ولا أنسى بالطبع ردات فعل أستاذاتي و قد يمكنني الجزم بالرغم من اختلاف أسبابهن اللاتي واجهنني بها
أن رغبتهن واحدة لا ثاني لها ، فلا أحد يخطئ نغمة القرف الناعمة من حناجرهن و هذه النغمة ناتجة عن العنصرية كما ذكرت آنفا
فهن يرين بأنني طالبة متميزة لا يجوز لها العمل في سبيل بشر ناقصين . إنه لأمر محزن كوننا لا نزال نرى ذوي الاحتياجات الخاصة نوعا ناقصا من البشر
لا أتفضل أنا الأخرى على منطقهم إذ أنني أعلم بمكان عميق داخلي يوجد إنسان بدائي يرفض الاختلاط بمن هم دونه ولكنني أقله أحاول لجم ذلك البشري حتى أنسى وجوده .
كفاني ثرثرة على الورق الله يعلم بأنه لو استطاعت الحديث لرجمتني بكلمات حادة تشعل خدي احمرارا .
سأقف هنا ولن أكمل حتى أجد لرغبتي طاعة أو لأمنيتي تحققا .
الخريجة نجلاء الخالد
2007-1428
___
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1960884&stc=1&d=1391246495
يا رب العالمين !
اللهم أحسن خاتمتنا و خاتمة المسلمين !
لا أعلم كم كان لينقضي من زمن حتى أتذكر هذا الدفتر البالي القديم و لكنني وقعت عليه صدفة و أجد أنه لمن
حق هذه السطور الضجرة العلم بما جرى و حصل قبل السنين الست المنصرمة .
إنني أنا أ.نجلاء الخالد وجدت لنفسي طريقا وعرة للحصول على مطلبي ، أجل قبلت في قسم التربية الخاصة بعد مقابلة أرهبت فؤادي و أرعبت عقلي
التزمت هدى بوعدها - و هي ابنة عمي الأكبر - لي و أدخلتني لهذه المقابلة - كنت أعلم أنني سأقبل بسبب الواسطة ولكن هذا لم يمنعني من الشعور بتوتر غريب تجاه تلك المقابلة-
درست و تخرجت من الجامعة بمعدل ممتاز يضمن لي وظيفة في إحدى المدارس المتخصصة .
بإمكانك أيتها الصفحات تخيل رد فعل والدي , لكنك بالطبع لن تخمني الإجابة الصحيحة لِم ؟
لأنه أخذ يفاخر بي أمام إخوته – عادت حليمة لعادتها القديمة – لا أحب بالطبع أسلوب والدي في المفاخره ,لكنني لم أردعه يوما
فأنا مجرد ابنة خجول اعتادت الوجوم في حضوره لكنني هذه المرة لن امتعض لأنني و لأول مرة في حياتي أشعر أنا ذاتي بفخر كبير .
أما الوظيفة , فلم تمض عدة شهور من تقديم المقابلات و الأوراق حتى حصلت عليها و حدث أن درست الصم كما رغبت سابقا . ياه كم هو رائع أن يعلم الإنسان بأنه محق !
لا أقول بأن الأمر كان سهلا علي فقد اضطررت تعلم لغتهم في الصيف حتى أباشر وظيفتي مطلع العام الدراسي ، و نعم لقد ضحكن بلا شهقات و قهقهن بلا صوت من حركات يدي المتوترة حتى أحمر وجهي أمامهن .
هن ؟ أتسألين عنهن ؟ إنهن صف كأي صف آخرين في هذه البلاد , الرؤوس السود ذاتها التباين الطولي ذاته , الثنايا المفقودة ذاتها , و لكن أفضل لأنها أهدئ و أنشط
أما حجرة الصف فعادية جدا , تقليدية جدا , و مريحة جدا بكراسيها الصغيرة و طاولاتها المتناسبة ,جدرانها البيضاء و سبورتها العريضة .
أنا الآن أكمل مذكرتي هذه في صفي – بما أنني أرغب بإكمال التدوين الآن - أعطيت طالباتي حصة حرة فأنا متقدمة في الدروس .
أريد استذكار مشاعري و انطباعاتي الأولى في الصف علي أن أكتبها هنا قد تكون ذكرى مشوشة و مشاعر انقضت و نسيت إلا أنني سأحاول تذكرها حتى أكنزها كَنز شَحيح يعبد المال .
أذكر أولا إعجابي بلغتهم الملونة المتحركة ، فأنت تقرئين شروق الشمس في كفوفهن ، و ترين المشاعر ترقص بين أيديهن ليتك أيتها الصفحات تبصرين ما أبصرته من جمال حتى ترينهن يرسمن سطور الشعراء بأناملهن المتمرسة ، أكنت لتبكين تأثرًا أم لما وقع عليهن من افتراء و ظلم ؟ - فما من طفل يفهم تلك السطور و يترجمها بلغة تشعرك بحرارتها دون الإخلال بجمالها الأدبي إلا طفل معجزة -.
أعترف بأنني كنت - ولازلت - أخرج من الحصة وقد تعلمت كلمة أو كلمتين جديدتين أكررهما بكفي حتى ترسخ في ذهني و استعملها متى احتجتها ، اذكر مبادرتهن في إحدى الأيام حينما طلبت مني إحداهن - وقد كانت صماء لا بكماء - أن أعلمها النطق و مخارج الحروف حتى تستطيع قول جملة ( من العايدين ) لوالديها في عيد الأضحى المبارك ، أقسم لك أيتها الصفحات بأنني بكيت يومها بكاء كان ليروي قرية بأكملها ، تلك الطفلة الجميلة الصغيرة تدرك بأنها مصدر عار لوالديها ، و أرادت إرضاءهما بتلك الجملة ، تلك الكلمتين اللتين تحسبهما سيغيران واقع كونها صماء .و سأكتفي بذكر الحزن الذي يعتمل كياني كلما لمحت تلك الطفلة فلم يتغير شيء في عالمها الصامت الساكن - خيبة في عينيها تفطر الأفئدة -.
كدت أن أنسى ذكر الاكتشاف الرهيب الذي لاحظته مع الأيام ، قد تسخرين مني أيتها الصفحات ولكنني لاحظت صوتا خافتا كلما قامت إحداهن بحركة سريعة أو متعجلة صوت خبطة الأصابع فوق الكفوف ، الهمس الرقيق لارتطام الأيادي بالهواء في الأيام التي تحفنا بها الرياح ، و أظنني أصبحت اسمع صوت حماستهن و غضبهن ، بل و حتى حبورهن . قد أكون مهووسة و هذا احتمال وارد و لكنني أجزم لك بأن الصوت يصل أذني . أرجوا أن تكتفي أيتها الصفحات القنوع فلن اكتب المزيد لا أريد تفويت الدروس التي أتلقاها من طالباتي خفية .
أ. نجلاء الخالد
2013-1434
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1960892&d=1391246867
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1960891&d=1391246867
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1960885&stc=1&d=1391246495
إن في جينات البشر - حتى أكثرهم تحضرا - بصمة تفاضل و عنصرية , قد تقتل تلك الجينة بقوة التواضع أو أنها ستنقضي بموت الإنسان نفسه.
أنا بشرية عادية أمتلك في نفسي نوعا من العنصرية النتنة كوصمة تذكرني بطبيعتي غير الكاملة أنظر إلى الحديقة القريبة من دارنا فتشمئز ذاتي
من العمالة التي تقضي معظم أوقاتهم فيها ، و هذا هو نوع العنصرية العرقية -النوع الذي أعاني منه - ، أحاول حاليا القضاء على هذه العنصرية المعتملة في كياني
و من هنا واتتني فكرة فعل حسن , قد يشفيني مما أنا فيه و يشفع لي أمام من أعبد , عملا كان ليدخل البهجة في نفسي
كما كان ليدخل في قلب فقير وجد دراهم تلقى في كفه . و لكن المشكلة لم تكن في اختفاء همتي , كانت المجتمع .
أعني بالله عليكم ما الخطأ في كون المرء أستاذ بكم و صم ؟! حاولت مرارا فهم الأسباب التي طرحها علي والدي و أساتذتي ولكنني عجزت فهمهم كما عجزوا هم عن استمالتي .
- ولكن يا ابنتي لديك شهادة ستدخلك جامعة الملك سعود الصحية !
احمر وجهي حنقا اثر الجملة التي ترددت على مسمعي ألف مرة منذ التخرج ثم حاولت تبديد ذلك الغضب و نقله للأرض التي أقعد فوقها
- لا أريد دخول القسم الصحي أفضل التربية الخاصة .
دارت عينا والدي كما كان يفعل في أيام طفولتي العنيدة ، بل إنني أكاد اسمع نبرة التأنيب التي يستعملها تلك الأيام
- يا نجلاء يا طفلتي إن قسما كالتربية الخاصة لا يرتاده خريجو قسم العلوم الطبيعية ، و بالأخص خريجة بعلامة ممتازة .
هززت رأسي نفيا ثم أخذت أعبر بيدي كلما شعرت بحاجة لتأكيد كلمة ما
- تقول هدى بأنني لو قدمت أوراقي فستتوسط من أجلي لأدخل القسم . و ما العيب في كوني أستاذة للبكم ، لطالما أردت هذا و إنك يا أبي لأولا بتشجيعي من هدى .
لست في الحقيقة ممن يحب استغلال الوسائط للوصول لمأرب ما ، ولكني أعلم بكفاءتي و استئهالي مقعدا في قاعة القسم لذا فسأسامح نفسي .
تنهد أبي بهدوء ثم أخذ شدقيه في التحرك علمت حينها أنه يقول بعبارته الصامتة هذه " ما اقتنعت " .
- يا أبي ، صدقني هذا أفضل لي و للمرضى الذين كنت لأعالجهم في المستقبل ، هذا لو حدث و تخرجت من القسم .
بإمكاني رؤية ابتسامة على وشك الظهور ، و هذه إشارة طيبة و علامة حسنه .
قبلت رأسه ثم خرجت من المجلس قبل أن يتحول النقاش على رأسي و افقد السيطرة على زمام الأمور ،فأنا أذكى من أن أجزم بأنني أقنعته تماماً لكنني من المعرفة به إذ أعلم أنه على الأقل تفهم رغبتي .
تلك كانت آخر مواجهة لي مع والدي بالأمر الجلل الذي اتخذته على حين فجأة ، ولا أنسى بالطبع ردات فعل أستاذاتي و قد يمكنني الجزم بالرغم من اختلاف أسبابهن اللاتي واجهنني بها
أن رغبتهن واحدة لا ثاني لها ، فلا أحد يخطئ نغمة القرف الناعمة من حناجرهن و هذه النغمة ناتجة عن العنصرية كما ذكرت آنفا
فهن يرين بأنني طالبة متميزة لا يجوز لها العمل في سبيل بشر ناقصين . إنه لأمر محزن كوننا لا نزال نرى ذوي الاحتياجات الخاصة نوعا ناقصا من البشر
لا أتفضل أنا الأخرى على منطقهم إذ أنني أعلم بمكان عميق داخلي يوجد إنسان بدائي يرفض الاختلاط بمن هم دونه ولكنني أقله أحاول لجم ذلك البشري حتى أنسى وجوده .
كفاني ثرثرة على الورق الله يعلم بأنه لو استطاعت الحديث لرجمتني بكلمات حادة تشعل خدي احمرارا .
سأقف هنا ولن أكمل حتى أجد لرغبتي طاعة أو لأمنيتي تحققا .
الخريجة نجلاء الخالد
2007-1428
___
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1960884&stc=1&d=1391246495
يا رب العالمين !
اللهم أحسن خاتمتنا و خاتمة المسلمين !
لا أعلم كم كان لينقضي من زمن حتى أتذكر هذا الدفتر البالي القديم و لكنني وقعت عليه صدفة و أجد أنه لمن
حق هذه السطور الضجرة العلم بما جرى و حصل قبل السنين الست المنصرمة .
إنني أنا أ.نجلاء الخالد وجدت لنفسي طريقا وعرة للحصول على مطلبي ، أجل قبلت في قسم التربية الخاصة بعد مقابلة أرهبت فؤادي و أرعبت عقلي
التزمت هدى بوعدها - و هي ابنة عمي الأكبر - لي و أدخلتني لهذه المقابلة - كنت أعلم أنني سأقبل بسبب الواسطة ولكن هذا لم يمنعني من الشعور بتوتر غريب تجاه تلك المقابلة-
درست و تخرجت من الجامعة بمعدل ممتاز يضمن لي وظيفة في إحدى المدارس المتخصصة .
بإمكانك أيتها الصفحات تخيل رد فعل والدي , لكنك بالطبع لن تخمني الإجابة الصحيحة لِم ؟
لأنه أخذ يفاخر بي أمام إخوته – عادت حليمة لعادتها القديمة – لا أحب بالطبع أسلوب والدي في المفاخره ,لكنني لم أردعه يوما
فأنا مجرد ابنة خجول اعتادت الوجوم في حضوره لكنني هذه المرة لن امتعض لأنني و لأول مرة في حياتي أشعر أنا ذاتي بفخر كبير .
أما الوظيفة , فلم تمض عدة شهور من تقديم المقابلات و الأوراق حتى حصلت عليها و حدث أن درست الصم كما رغبت سابقا . ياه كم هو رائع أن يعلم الإنسان بأنه محق !
لا أقول بأن الأمر كان سهلا علي فقد اضطررت تعلم لغتهم في الصيف حتى أباشر وظيفتي مطلع العام الدراسي ، و نعم لقد ضحكن بلا شهقات و قهقهن بلا صوت من حركات يدي المتوترة حتى أحمر وجهي أمامهن .
هن ؟ أتسألين عنهن ؟ إنهن صف كأي صف آخرين في هذه البلاد , الرؤوس السود ذاتها التباين الطولي ذاته , الثنايا المفقودة ذاتها , و لكن أفضل لأنها أهدئ و أنشط
أما حجرة الصف فعادية جدا , تقليدية جدا , و مريحة جدا بكراسيها الصغيرة و طاولاتها المتناسبة ,جدرانها البيضاء و سبورتها العريضة .
أنا الآن أكمل مذكرتي هذه في صفي – بما أنني أرغب بإكمال التدوين الآن - أعطيت طالباتي حصة حرة فأنا متقدمة في الدروس .
أريد استذكار مشاعري و انطباعاتي الأولى في الصف علي أن أكتبها هنا قد تكون ذكرى مشوشة و مشاعر انقضت و نسيت إلا أنني سأحاول تذكرها حتى أكنزها كَنز شَحيح يعبد المال .
أذكر أولا إعجابي بلغتهم الملونة المتحركة ، فأنت تقرئين شروق الشمس في كفوفهن ، و ترين المشاعر ترقص بين أيديهن ليتك أيتها الصفحات تبصرين ما أبصرته من جمال حتى ترينهن يرسمن سطور الشعراء بأناملهن المتمرسة ، أكنت لتبكين تأثرًا أم لما وقع عليهن من افتراء و ظلم ؟ - فما من طفل يفهم تلك السطور و يترجمها بلغة تشعرك بحرارتها دون الإخلال بجمالها الأدبي إلا طفل معجزة -.
أعترف بأنني كنت - ولازلت - أخرج من الحصة وقد تعلمت كلمة أو كلمتين جديدتين أكررهما بكفي حتى ترسخ في ذهني و استعملها متى احتجتها ، اذكر مبادرتهن في إحدى الأيام حينما طلبت مني إحداهن - وقد كانت صماء لا بكماء - أن أعلمها النطق و مخارج الحروف حتى تستطيع قول جملة ( من العايدين ) لوالديها في عيد الأضحى المبارك ، أقسم لك أيتها الصفحات بأنني بكيت يومها بكاء كان ليروي قرية بأكملها ، تلك الطفلة الجميلة الصغيرة تدرك بأنها مصدر عار لوالديها ، و أرادت إرضاءهما بتلك الجملة ، تلك الكلمتين اللتين تحسبهما سيغيران واقع كونها صماء .و سأكتفي بذكر الحزن الذي يعتمل كياني كلما لمحت تلك الطفلة فلم يتغير شيء في عالمها الصامت الساكن - خيبة في عينيها تفطر الأفئدة -.
كدت أن أنسى ذكر الاكتشاف الرهيب الذي لاحظته مع الأيام ، قد تسخرين مني أيتها الصفحات ولكنني لاحظت صوتا خافتا كلما قامت إحداهن بحركة سريعة أو متعجلة صوت خبطة الأصابع فوق الكفوف ، الهمس الرقيق لارتطام الأيادي بالهواء في الأيام التي تحفنا بها الرياح ، و أظنني أصبحت اسمع صوت حماستهن و غضبهن ، بل و حتى حبورهن . قد أكون مهووسة و هذا احتمال وارد و لكنني أجزم لك بأن الصوت يصل أذني . أرجوا أن تكتفي أيتها الصفحات القنوع فلن اكتب المزيد لا أريد تفويت الدروس التي أتلقاها من طالباتي خفية .
أ. نجلاء الخالد
2013-1434
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1960892&d=1391246867