PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : روح طيبة أخرى (قصة قصيرة )



P H
02-01-2014, 08:49
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1993452&stc=1&d=1399193502


_


استويت فوق سريري جالسة في شيء من التراخي ، غير محيدة ناظري عن الجدار قبالتي ، ساكنة كل السكون إن كان بإمكاني وصف حالي
إذ أن الشيء الوحيد الذي كان يتحرك بي هو صدري في عملية التنفس لأجل البقاء حية ، و بقية أعضائي الداخلية طبعا تتحرك بالرغم مني ، و إنني لأحمد الله
أن رحم الإنسان فجعل منها أعضاء لا إرادية ، إذ لو كان لي سلطان على هذه الأعضاء لهلكت حينها لا محاله ذلك أن تركيزي كله انصب على السخرية من طبيعة حالي
و بساطة تفكيري و لربما سذاجتي (( إن المرء قد يكون ذكيا ، ولكن ذكاءه لا يكفي لأجل أن يتصرف بذكاء )) أليس هذا هو الأمر ؟
أين ذلك النداء الذي كان يحذرني حينما سمحت لنفسي بأن أفتن بهم كما تفتن الفراشة لمرأى النار اللاهبة أو المصباح الساخن
إن ذلك كله سخف ، فلا فائدة ترجى الآن لقد حدث الحادث و انتهى فلا أمل لعودته رغم كل الحسرات و العبرات التي قد أذرفها حدادا على الكبرياء المخدوش
كنت أنظر إليهم نظرة المنبوذ إلى نافذة قصر حافل بالملذات و الضحكات.
فأين كل هذا الآن ؟ إني أمعن النظر في الفترة الأخيرة عليهم فما أرى إلا حثالة يتحدثون بسفاسف لا تخرجهم بفائدة ، إنهم يهتمون بأشكالهم كما تهتم العروس بهندامها
فيفتنون الناظرين و لكن ما إن تستمع إلى أحاديثهم حتى تشمئز منهم أشد الاشمئزاز بل إنك قد تشعر أيضا باحتقار لعينيك الخادعتين
إذ سمحتا لك و إن كان لفترة وجيزة أن تعجب بهذا المظهر الجذاب
لكني أنا اختلفت عن شأن سائر الناس الحصفاء النبهاء ، الذين يستمعون و ينصتون إلى غرائزهم الطبيعية فينفرون
لقد كنت على شيء من الحماسة و الغبطة أنني سددت أذني في عناد و سمحت لنفسي بالحكم من أشكالهم -إنك قد تظن أيها القارئ أنني أخطأت حينما حكمت بالشكل
و لكن كيف لي أن لا أفعل ؟ إننا قد سمعنا دوما عن حكايات بهذا الشأن ولكننا دوما كنا نسعد بأن الأمر ينتهي بانجلاء اللعنة و ظهور ذلك الفارس الشهم
الأمير الوسيم فترضى نفوسنا اللئيمة و نسعد بعد أن اطمأنت قلوبنا بأن جميلتنا لن تمضي حياتها مع قبيح لا يقاربها بالجمال ، ولنفرض بأننا كنا قد أحببنا ذلك القبيح
رغم ما قيل عن دمامته حينما تسرد تلك القصة علينا ، ألسنا دوما حينما ننظر إلى فلم ما نرى بأن المخرج قد اختار و اصطفى أجمل طاقم للتمثيل ، رغم أن البطلة
يفترض بها أن تكون دميمة كما يقتضي النص ؟ أليس ذلك لأننا دوما نحب أن تكون بطلتنا جميلة و إن كانت في حكاية الفلم منبوذة قليلة الأصدقاء ؟
إنك إن أنكرت فقد تكون امرؤ شهما لا أعترف بوجوده في هذا العالم و لربما كنت ممن لا يرغب برؤية حقيقته المرة و غير الكاملة ، و لكنك إن وافقتني و لو في سرك لأنت إذا عاذري
و تستطيع أن تفهم زلتي هذه - فلقد كنت أغمض عيني عن زلاتهم و وقاحتهم مبررة إياها بسبب من الأسباب ، و أحيانا أخرى أتجاهل كون فضولهم المتبجح وقاحة
و قلة من التهذيب بل و حتى إن كان فيه منقصة من حقي ، و لكن كيف لي أن لا أتجاهله بينما كان عقلي مسحورا بهم!
إنني أذكر أول مرة أتيت فيها إلى صفهم ، و أذكر الطريقة التي تحلقوا فيها حولي
- أنت ، ما هو اسمك أيتها المستجدة ؟
عجبت من أنها لم تنتبه إلي حينما عرفت بنفسي قبالة الأستاذة على الأرجح أنها لم تسمعني
- أنا فهدة إبراهيم
حينها قفزت علي فتاة ما متقدمة الأخرى بينما ترفع صوتها من أجل أن يتضح بين كل هذا الهمس حيال اسمي أنا" الطالبة الجديدة"
-و من أين أتيتِ ، أعني من أي منطقة ؟
على الأرجح أنها هي الأخرى كانت تخاطب صديقتها في حماسة عقب هذه الإجازة فلم تستمع لي حينما عرفت نفسي مسبقا
- لقد أتيت من المنطقة الوسطى
و أخذوا ينشدونني عن المكان الذي أعيش به بالتحديد و عن مدرستي القديمة كأن الأمر يعنيهم
لكن ليذهب كل ذلك إلى جحيم جهنم ، أو إلى أي مكان كريه آخر
إنني لا أرغب بالتفكير في هذا الأمر ، لشد ما تحمر وجنتاي الآن من تفكيري الأبله ، إنني واثقة بأنني لن أنسى هذه المذلة ما حييت
كنت احسبهن ينشد بهذا التعرف إلي ، لتكون بيني أنا –العنصر الجديد - مكانا بينهن ، فأنا لست بتلك السذاجة التي تصور لي بأن هندامي العادي
و ملامحي العادية تستقطب انتباه أحد ليجعلني رفيقا له .
شعرت حيالهن بوفاء منذ اللحظة الأولى ، ولا أعلم لم ، ربما هي طبيعتي الطيبة أو هي غريزة المؤازرة لمن يتلقين الدروس في ذات الحجرة و تحت عين السقف ، و لكن هذه
ليست بالمشكلة الآن فالأمر توقف عقب استجوابي ذاك ولن أكون مجحفة بحقن إذ أقول بأنهن نبذنني ، لكنك تستطيع أيها القارئ إذا رأيتنا متحلقات على الأرض أن تعلم بأنني
الحلقة الضعيفة ، لكنني كنت سعيدة بهذه البادرة منهن و إن كانت صغيرة في الواقع كنت احسبهن متواضعات كريمات - بإمكانك شتمي هنا أيها القارئ الكريم ، لأنني أنا نفسي
اشتمها إذا ما تذكرت ذلك ولن أحرمك اللذة بقول ما في نفسك – فالأمر قد طال و حان للطفلة التي بداخلي أن تصفع على ناصيتها ، انتهى الأمر ببداية الفسحة و أنا أيها القارئ
لست بمن يجرؤ على الالتصاق بمجموعة محدده ، و من الساخر أن أقول هذا لكنني لا التصق بأحد لأنني أحسبه يحط قليلا من كرامة الإنسان كبشري بعقل واع
كأن تبجيل أحدهم من المرة الأولى و موافقته بكل ما يقول يرفع من قدري كبشرية مفكرة.
لذا فضلت البقاء في الفصل ، حتى إذ استبد بي الجوع نزلت إلى المقصف لشراء ما يسد جوعي ، لكن و في طريقي إلى هناك شد صوت مألوف سمعي.
(انظروا أليست تلك الجديدة ، لم عليها أن تمشي بكل هذه العجلة ؟ هناك ما يكفي ليأكل الجميع )
(بإمكاني تخيلها بهذا الطول و تلك المشية في السوق ، كأنها جنية عجوز قصيرة تهرول في انسيابه)
لم التفت حينها ، دخلت المقصف ، و وقفت هناك بلا شهية ، بلا صديقة ، بلا كبرياء
خرجت بعد أن حسبتهن ذلفن من الساحة الأمامية ، و مشيت بترو مطرقة برأسي للأرض
أكافح عارا استبد بي ، و أداوي كبرياء جريح ، و أمنع دمعا حبيس
تبا ، لكل فكرة طيبة ظننتها بهن ، و اللعنة علي إذ امتدحتهن لكل من سأل عن(فتيات المدرسة الجديدة) . و الويل لي إذا ما ظننت بالناس الحسنا.

*هكذا أيه القارئ عرفت قصة عن قتل روح ساذجة طيبه أخرى في هذا المجتمع

2\1\2014

موجْ !
02-01-2014, 11:15
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
كيف حالك !

لا أعلم لما ذكرني العنوان بقضية لمى الروقي !!
و كعادة اخطائي التقنية الحاسوبية .. قرأت السطر الأخير قبل الأول
" هكذا أيه القارئ عرفت قصة عن قتل روح ساذجة طيبه أخرى في هذا المجتمع "
فقد أكد لي هذا السطر أن القصة سوف تتحدث عن الطفلة لمى .. لكن توقعاتي خانتني تمامًأ !

تبا ، لكل فكرة طيبة ظننتها بهن ، و اللعنة علي إذ امتدحتهن لكل من سأل عن(فتيات المدرسة الجديدة) . و الويل لي إذا ما ظننت بالناس الحسنا.
هذا الذي أرغب في قوله لكنني ولا زلت انتظر الفرصة المناسبة رغم ان تخرجي سيكون قريبًا :d !

أعدت القراءة مجددًا ... ربما لأن مغزى القصة وضح في النهاية .. لكن عندما قرأتها مجددًا
أصبح تاثير السطور الأول في القراءة الثانية مختلف و بشدة عن تأثيرها من القراءة الأولى

لا فائدة ترجى الآن لقد حدث الحادث و انتهى فلا أمل لعودته رغم كل الحسرات و العبرات التي قد أذرفها حدادا على الكبرياء المخدوش
كبرياء مخدوش ... ! هاتان الكلمتان بثت بي العديد من الذكريات ! ربما لأن أغلب مشاكلي بسبب كبريائي هذا :d !
على أي حال لقد أحببتً هذا المقطع .. فيما مضى كنت أنا أيضَا كذلك ابكي حدادا على كبريائي :d !

لدي ملاحظات بسيطة ان سمحتِ لي بذكرها !

عدا كون الخط صغيرًا مما جعلني أنسخ القصة و اضعها في مستند لقرائتها :d
إلا ان القصة تكاد تخلو من علامات الترقيم .. فهناك وجود طفيف للفاصلة فقط !!
ربما لهذا السبب شعرت بقليل من الغرابة حينما قرأت

إذ لو كان لي سلطان على هذه الأعضاء لهلكت حينها لا محاله ( . ) ذلك أن تركيزي كله انصب على السخرية من طبيعة حالي
و بساطة تفكيري و لربما سذاجتي (( إن المرء قد يكون ذكيا ، ولكن ذكاءه لا يكفي لأجل أن يتصرف بذكاء )) أليس هذا هو الأمر ؟
هل ترين النقطة ؟! لا أعلم حقًا ان كان موقعها صحيحًا لكن هناك " شعور بداخلي " يخبرنني أنه في هذا المقطع بالذات يجب فصل الجمل عن بعضها بأي طريقة كانت
سواء بعلامات ترقيم او تركيب لغوي آخر !! او ربما استبدال " ذلك " بكلمة أخرى ؟! لا اعلم
فقرائتها لم تكن سهلة رغم ان المعنى واضح و بشدة !
بالمناسبة .. احببت الجملة جدًأ ! " ان المرء قد يكون ذكيًا , لكن ذكاءه لا يكفي لأجل أن يتصرف بذكاء " .. انتِ محقة تماما !

شد انتبهاي لتكرارك " أيها القارئ "
خصوصا في هذا المقطع

شعرت حيالهن بوفاء منذ اللحظة الأولى ، ولا أعلم لم ، ربما هي طبيعتي الطيبة أو هي غريزة المؤازرة لمن يتلقين الدروس في ذات الحجرة و تحت عين السقف ، و لكن هذه
ليست بالمشكلة الآن فالأمر توقف عقب استجوابي ذاك ولن أكون مجحفة بحقن إذ أقول بأنهن نبذنني ، لكنك تستطيع أيها القارئ إذا رأيتنا متحلقات على الأرض أن تعلم بأنني
الحلقة الضعيفة ، لكنني كنت سعيدة بهذه البادرة منهن و إن كانت صغيرة في الواقع كنت احسبهن متواضعات كريمات - بإمكانك شتمي هنا أيها القارئ الكريم ، لأنني أنا نفسي
اشتمها إذا ما تذكرت ذلك ولن أحرمك اللذة بقول ما في نفسك – فالأمر قد طال و حان للطفلة التي بداخلي أن تصفع على ناصيتها ، انتهى الأمر ببداية الفسحة و أنا أيها القارئ
لست بمن يجرؤ على الالتصاق بمجموعة محدده ، و من الساخر أن أقول هذا لكنني لا التصق بأحد لأنني أحسبه يحط قليلا من كرامة الإنسان كبشري بعقل واع

قد أكون دقيقة جدا لكن " أيها " تلفت الانتباه ... فتكرارها بهذا الشكل يلفت الانتباه بشدة =)" !!
ربما هو هذا المطلوب .. لفتنا كقراء و فتح أعيننا حول سخافة الموقف الذي مرت به فهدة !

جميل ما كتبته .. اقصوصة واقعية تمامًأ !!
عذرا على ازعاجك ^^