PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : -:[ الـمــوت فـي الـفـلـسـفــة الـحـديـثــة ]:-



JUDGE
04-10-2013, 12:45
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1937569&stc=1&d=1384041462


http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1902573&d=1375731289


.
.

شارك في اخراج هذا الموضوع
المصممة المبدعة

Vampire Lust

جميع الحقوق محفوظة لــ

JUDGE

JUDGE
04-10-2013, 12:48
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1902576&d=1375731289

.


مقدمة عامة
كيفية تعلم الموت
الموت ليس ممكنا
أنفسنا تبقى بعد أجسامنا
الأمل في حياة أخرى
العقل البشري لا يمكن تدميره
هل من كائن يفنى تماما
إنكار الخلود
حجة لإثبات الخلود
تصالح الروح مع ذاتها
الهدف الحق للحياة
خاتمة


.

JUDGE
04-10-2013, 12:54
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1902577&d=1375731289

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا أهلا بيكم ^_^

اليوم موعدنا مع الجزء الثاني من سلسلة الموت التي بدأناها في العام الماضي
تحدثنا في الجزء الاول (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1041194) عن الموت في العصور القديمة

اما اليوم فسنتناول الموت من وجهة نظر الفكر الغربي الحديث

تحدثنا في الجزء الاول عن الموت في منظور الاسلام
وعرفنا أن أن وجودنا في هذا العالم ليس أمراً عبثياً أو لا طائل من ورائه
بل إن هناك هدفاً ومغزى من وجودنا وبلا شك لابد أن يكون هناك هدف

لا شك انه لابد أن يكون هناك دار قرار حيث توضع العدالة موضع التنفيذ
فيتلقى الظالمون العقاب الذي يستحقونه، ويلقى الصالحون الثواب والنعيم الذي وعدوه.

اذا فإن المنظور الإسلامي بصدد الحياة بعد الموت يقتضي الإيمان بيوم يحاسب فيه الناس على أعمالهم
حيث سيقف جميع البشر بين يدي الخالق سبحانه وتعالى ليفصل بينهم
والإيمان بهذا اليوم هو أمر لا غنى عنه ليحيى المرء حياة من السكينة والاطمئنان نابعة من اليقين
أن هناك حياة بعد الموت وأن جميع البشر سيبعثون من قبورهم

وتحدثنا عن رؤية عديد من الفلاسفة للموت أمثال ارسطو وافلاطون

ورأينا وجهات مختلفة حول الموت في العهد القديم والعهد الجديد

ففي العهد القديم الموت قد احتل مرتبة هامة في أفكار العبرانيين القدامى

أما بالنسبة الى العهد الجديد فقد اعتبر الموت هو ألد اعداءه
الا ان هذا العدو تم قهره من خلال النظرية المسيحية حيث يبعث الموتى في يوم الدينونة
فتفتح القبور ويقف القديس والخاطئ أمام الرب ويحاكم وذلك هو بعث الجسم وليس خلود النفس
فخلود النفس ليس من المسيحية وإنما هو من أمور الوثنية

لقد اصبح العالم الاخر من خلال جهود الكنيسة مصدرا للارهاب لا للعزاء

فلضمان وجود سعيد في العالم الاخر ولتجنب التعرض بصورة ابدية لعذاب لا يمكن تخيله
كان من الضروري ان يحيا المرء في هذا العالم حياة تتجاوز طاقة معظم الناس اللهم الا قلة من الزهاد الورعين

وفي الوقت نفسه انتشر وعي حاد بالموت كنتيجة لنشاط القسس ونظم الرهبنة

والكلمات الاتية تعبر عن هذا الوعي (( اننا في الموت حينما نكون في قلب الحياة ))

.

JUDGE
04-10-2013, 13:10
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1902578&d=1375731370

.

مع ميشيل دي مونتين ظهر في العالم الغربي
رد على الموت قدر له ان يكون البديل الاكثر شيوعا للرد المسيحي على الموت

وما يميز هذا الرد عن الردود التي سبق ان طرحت في الجزء الاول
ان طبيعة الموت كفت عن اتكون القضية الرئيسية حيث ان الموت اصبح ينظر اليه كأنه فناء شامل

ويعترف مونتين في مقالاته بأن الخوف من الموت قد عذبه طويلا
حتى حينما كان في كامل صحته فالحياة مقدر عليها بالموت ذلك الموت الذي يتهددها في كل لحظة

فما الذي يمكن للمرء ان يفعله ازاء تسلط فكرة الموت عليه والاثار التي تصيبه بالشلل والمترتبة على الخوف من الموت ؟!
ان على المرء ان يتعلم كيفية التعايش مع هذه الفكرة

لقد كانت معرفة مونتين بالكتاب القدامى وخاصة شيشرون هو الذي اوضح له الطريق
(( ان الفلسفة هي التي يمكن أن تعلم الانسان كيف لا يخشى الموت والاحتضار ذلك لأن التفلسف هو أن تتعلم كيف تموت ))

ويكرر لنا مونتين بعض الحجج ليبين لنا ان الموت لا ينبغي ان يكون موضع خوف
حيث لا يعدو ان يكون لحظة انه طبيعي !!

(( ان موتك جزء من نظام الكون انه شرط خلقك بضعة من ذاتك . . الموت هو هدف وجودك ))

ان كبت فكرة الموت هو العلاج الدارج المألوف أما الفيلسوف فهو يدرك الموت ويعرف انه ينتظره في كل مكان

ويقول مونتين ان التفكير في الموت باستمرار هو خير وسيلة لقهر الخوف منه
فعلى المرء أن يألف الموت فليس ثمة شيء مألوف بمقدوره ان يكون مخيفا لكن المرء في الوقت ذاته
يتعين عليه ان يبقي ذاته متحررة من كافة الارتباطات ولا يبالغ في اهمية شيء ما

باختصار

(( ان على المرء ان يبقي فعليه في قدميه طوال الوقت وان يستعد للرحيل بمجرد اخطاره ))

لمزيد من المعرفة عن مونتين

أحد أكثر الكتاب الفرنسيين تأثيرا في عصر النهضة الفرنسي رائد المقالة الحديثة في أوروبا
كان يقلد اليونانين والكلاسيكيين في عادتهم في رصف الحكم والأمثال في ثوب مسجوع
وتأثر كثيراً بكتابات أرسطو ولكنه تفرد بأسلوبه المرسل هو وظهرت شخصيته بوضوح.

.

JUDGE
04-10-2013, 13:29
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1902579&d=1375731370

.

هناك تشابها بين اراء الفيلسوف برونو فيما يتعلق بالطبيعة واراء مونتين

حيث ان مونتين يتحدث عن الكونية الطبيعية
ويقول ان من يرى نفسه فيها يمكنه هو وحده ان يقدر الاشياء بحسب عظمتها ونسبها الجوهرية
ويضيف قائلا ان هذا الكون هو المرآة الحقة التي يتعين ان ننظر اليها اذا ما اردنا ان نعرف
هل نحن في وضع طيب وهل نسلك سلوكا سليما ؟!!

غير ان هناك فارقا اساسيا بين هذين المفكرين (( برونو ومونتين ))

فالطبيعة الانسانية هي في نهاية المطاف المرشد الذي يبحث عنه مونتين
والتي يسعى على اساسها لصياغة فلسفة للحياة فهو لا يكترث كثيرا بالكون
في حين ان علم الكونيات بالنسبة لبرونو هو الايمان الطاغي في حياته
ومن خلال هذا العلم سارت خطاه نحو اخلاق جديدة ونحو فلسفة حديثة

غير ان ما يربط بين المفكرين حقا هو اهتمامهم بالموت

ففي كتاب (( حول الكون اللانهائي )) وهو احد اعمال برونو الرئيسية اخذنا احدى عباراته

(( من يهبني أجنحة ومن يمحو مخاوفي من الموت والعذاب ))

ان هذا الكون على نحو ما تصوره هذا المفكر وعلى نحو ما عرفناه
يختلف الى حد كبير عن كون كوبرنيكوس الذي ظل كونا مغلقا
على الرغم من ازاحة الارض عن المركز فهو محاطا بمجال من النجوم الثابتة يضم ذاته وكافة الاشياء
ولهذا السبب فانه غير قابل للحركة بل انه في الحقيقة اطار الكون الذي تشير اليه حركة كافة النجوم الاخرى ومواقعها

اما اطار الكون بالنسبة لبرونو فقد اطاح بالشمس من عرشها باعتبارها مركز الكون
وقال انها مجرد نجم والنجوم الاخرى شموس مثلها وأصر على ان الكون لا يحيط به مجال من النجوم الثابتة
وانما هو لامتناه يضم عدد غير متناه من العوالم

(( ان من يظن انه ليس هناك من الكواكب اكثر مما نعرف بالفعل
يشبه في غروره ذلك الذي يعتقد انه ليس هناك طيور اخرى تحلق في الهواء غير تلك التي يراها من نافذته الصغيرة
وكما انه ثابت ان هذا العالم موجود فكذلك ليس اقل ثباتا ان كلا من العوالم الاخرى التي لا حصر لها موجود ))

بل ان برونو يمضي متجاوزا هذا فيقول
ان من يعتقد انه في الفضاء اللامتناهي وفي العوالم التي لا حصر لها
والتي من المؤكد ان معظمها يتمتع بحظ أفضل من حظنا لا يوجد الا الضوء الذي نراه هو شخص احمق تماما

العجيب ان هذا الكلام قيل قبل اختراع التلسكوب وفي وقت لم يكن فيه عدد النجوم يمكن رؤيتها بالعين المجردة

ويجب ان اشير ان لانهائية هذا الكون عند برونو كانت لها الصبغة السحرية لاتقاء الخوف من التغير والتحلل والموت

فسبب لا تناهي الكون لا يمكن ان تكون هناك نهاية حقيقية لأي شيء
فحتى اصغر اجزائه تتغير في مظهرها فحسب وتغير شكلها فقط

لكنها لا يمكن ان تفنى وهذا الكون اللامتناهي ممتليء بالمادة لا خواء فيه ولا عدم يمكن ان يبتلع الاشياء

.

JUDGE
04-10-2013, 13:48
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1902580&d=1375731370

.

صاحب تلك النظرية هو رينيه ديكارت

لقد كان للعلوم عند ديكارت هدف عملي بصورة محددة هو تسخير الطبيعة لخدمة اغراض الانسان
بل كان هدفه الذي سعى اليه في حياته هو قهر الموت لا في النفس فقط بل في الجسم ايضا

جدير بالذكر ان ديكارت كان مهتما الى حد كبير بالطب طوال الشطر الاعظم من حياته
وكان على استعداد دائم لتقديم المشورة الطبية لكن الطب كان يعني بالنسبة له ما يفوق كثيرا الشفاء او تخفيف المعاناة

فقد كان ديكارت على اقتناع تام بأنه من خلال المعرفة الافضل بالجسم البشري
وعن طريق الغذاء المناسب سيغدو من الممكن مد نطاق عمر البشر الى قرون عديدة

وقد كانت هذه الفكرة من افكاره المشهورة الى حد ان الملكة كريستينا ملكة السويد لم تتمالك نفسها من السخرية منه
حينما توفى في الثالة والخمسين من عمره اثناء نزوله بضيافتها في ستوكهولم

ولكن ايا كان مدى اهتمام ديكارت باطالة الحياة فانه ادرك في النهاية الطابع الطوباوي لتوقعاته

ففي خطاب له الى شانو عام 1646 يقول
(( بدلا من ايجاد سبل للحفاظ على الحياة اكتشفت سبيلا أكثر سهولة ويقينية هو ألا نخشى الموت ))

وفي خطاب أقدم عهدا كتبه ديكارت عام 1642 الى صديقه كونستانتين ايوجين
نجد ان العلاج الذي يصفه للشفاء من خشية الموت يتمثل في اقتناعه الجازم بأن (( أنفسنا تبقى بعد أجسامنا ))
وان هذا الاعتقاد قائم لا على تعاليم الدين وانما على اسباب طبيعية بالغة الوضوح

ويقول ديكارت
ان شهادة العقل الطبيعي تثبت ان الجسم ينتمي الى عالم المادة [ الجوهر الممتد ]
والذي يخضع لقوانين الحركة والذي يمكن اعتباره نظاما ميكانيكيا بينما العقل جوهر مفكر غير ممتد
وهناك ثنائية متطرفة بين هذين النوعين من الجوهر وما يمنح الجسم الحياة ليس العقل او النفس وانما الارواح الحيوانية .

فالعقل او النفس يسكن الجسم ومسألة تفاعلهما هي المشكلة المحورية التي يحاول ديكارت القيام بحلها

وكتابه انفعالات النفس يبين لنا صورة واضحة لوظائف النفس وتميزها عن وظائف الجسم في عدة فقرات من الكتاب لا داعي لذكرها

لكن في اعتقادنا الشخصي ان شهادة العقل الطبيعي لم تكن هي التي ادت الى وجهة نظر ديكارت القائلة بأن نفوسنا خالدة
بل كان العامل الحاسم هو الامل في اننا سوف نستمتع بنعيم الحياة الاخرى بعد ان نموت

لمزيد من المعرفة عن ديكارت

فيلسوف ورياضي وفيزيائي فرنسي ويلقب بـ"أبو الفلسفة الحديثة"
وكثير من الأطروحات الفلسفية الغربية التي جاءت بعده هي انعكاسات لأطروحاته والتي ما زالت تدرس حتى اليوم
خصوصا كتاب تأملات في الفلسفة الأولى الذي ما زال يشكل النص القياسي لمعظم كليات الفلسفة
كما أن لديكارت تأثير واضح في علم الرياضيات فقد اخترع نظاما رياضيا سمي باسمه وهو نظام الإحداثيات الديكارتية
فضلا عن الفلسفة وأسهم إسهاما كبيرا في هذه العلوم وديكارت هو صاحب المقولة الشهيرة [ أنا أفكر إذن أنا موجود ]

.

JUDGE
04-10-2013, 14:09
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1902581&d=1375731370

.

صاحب هذه النظرية هو العالم بليز بسكال

لا يندرج بسكال في اطار دراسة الردود الفلسفية على الموت
لأنه يرى ان الفلسفة ليس جديرة بالدراسة ولذلك يمكن القول ان دراسته كانت تكرار للموقف المسيحي
حيث اهتم بالبرهنة على صحة النظرية المسيحية

لكن بالرغم من ذلك فإن لـ بسكال اهمية في اطار هذا البحث
لوعيه بالوضع الانساني وهيمنة التفكير في الموت عليه وذعره امام هذه الفكرة
واقتناعه بأنه اذا ما أدى الموت الى فناء الحياة فإنها تغدو مهزلة مجردة من المعنى

كما ان بسكال لا يتفهم اللامبالاة التي يبديها الكثيرون نحو السؤال الهام الخاص بما اذا كان الموت يقضي عليهم كلية والى الأبد

فـ في رأيه
خلود النفس هو امر بالغ الاهمية لنا يؤثر فينا بعمق كبير الى حد ان المرء ينبغي ان يكون قد فقد كل شعور
ليظل لا مباليا ازاء مسألة ما اذا كانت هناك حقيقة حول هذا الامر او لم تكن

ولهذا فإننا نجد بسكال العالم الرياضي لا يبالي بالخلاف حول النظرة الجديدة الى العالم فيقول

من المهم بالنسبة للحياة بأسرها أن نعرف ما اذا كانت النفس فانية أو خالدة
كما انه ليس هناك خير في الحياة الا الامل في حياة اخرى ولا يكون المرء سعيدا الا بقدر اقترابه من هذا الامل

مشكلة الخلود هي في رأي بسكال المشكلة الاكثر عمقا والاشد الحاحا
فقد كان على استعداد لمساعدة الاخرين في العثور على الرد الذي عثر هو عليه في ايمانه الديني

لمزيد من المعرفة عن بسكال

باسكال Blaise Pascal فيزيائي ورياضي وفيلسوف فرنسي
اشتهر بتجاربه على السوائل في مجال الفيزياء وبأعماله الخاصة بنظرية الاحتمالات في الرياضيات هو من اخترع الآلة الحاسبة
واستطاع باسكال أن يسهم في إيجاد أسلوب جديد في النثر الفرنسي بمجموعته الرسائل الريفيّة.


.

JUDGE
04-10-2013, 14:24
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1902582&d=1375731370

.

صاحب هذه النظرية الفيلسوف باروخ سبينوزا

يحتل اسبينوزا مكانة مرموقة بين فلاسفة القرن السابع عشر العظام وقد كان بدوره ينشد الخلاص
لكنه اتخذ طريقا للوصول اليه يتعارض بشكل مباشر مع طريق بسكال ومع التراث المسيحي بصفة عامة

وبالرغم من ذلك فانه لم يكن عقلانيا متشددا ومفكرا هادئا على نحو ما يبدو للكثيرين

قغالبا ما كان يذكر اسبينوزا على انه صوت الحكمة الفلسفية ذاتها فيما يتعلق بالموت حيث يشير علينا بألا نفكر بالموت

فهو نموذج للفيلسوف الحق الذي يقف من الموت موقف اللامبالاة الكاملة

وتقوم الحجة الاساسية لنظرة هذا الفيلسوف الى الموت والتي يبدو فيها رفضه للموت
على القضية 67 الشهيرة الواردة في الجزء الرابع من مؤلفه [ الأخلاق ]

والتي تقول
(( الانسان الحر لا يفكر في الموت الا أقل القليل لأن حكمته هي تأمل الحياة لا الموت ))

لكن اصرار اسبينوزا على عدم التفكير في الموت يجعلنا نشكك في لامبالاته هو نفسه بالموت

فتعريفه للانسان الحر الذي يقدمه في البرهنة على القضية الشهيرة
يظهر لنا ان عدم التفكير في الموت لا يعني طرحه وراء ظهرك أي تجاهله !!
ويقول اسبينوزا ان الانسان الحر هو انسان يعيش في هدى العقل ولا يقوده الخوف وانما يرغب بصورة مباشرة فيما هو خير

ولذلك فان هذا الانسان لا يفكر في شيء اقل مما يفكر في الموت لكن حكمته هي تأمل الحياة

الانسان الحر اذن هو الانسان الحكيم والقضية 67 ليست نصيحة بعدم التفكير في الموت
لانه ما من رجل حكيم يقوم بمثل هذه الحماقة بل تقول ان القدرة على عدم التفكير في الموت تأتي نتيجة للاستخدام السليم للعقل

فـ اسبينوزا لا يقول ان الانسان الحر لا ينبغي له ان يفكر في الموت وانما يقول ان الانسان الحر لا يفكر في الموت بالفعل

ان اسبينوزا يعلم ان المرء لا يستطيع بفعل اختياري بسيط ان يتوقف عن التفكير في الموت
كما انه يدرك تماما الصعوبة الكبرى التي يواجهها المرء لكي يصبح حكيما

ويقول في نهاية كتاب الأخلاق
ان الطريق الذي أشرت اليه باعتباره يؤدي الى الوصول لهذه النتيجة لكن كل الامور الممتازة عسيرة بقدر ما هي نادرة


لمزيد من المعرفة عن اسبينوزا

Baruch Spinoza هو فيلسوف هولندي من أهم فلاسفة القرن 17
ولد في 24 نوفمبر 1632 في أمستردام وتوفي في 21 فبراير 1677 في لاهاي
عرف فلاسفة العرب واليهود ومؤلفات ديكارت وكتب "مقالة في إصلاح الإدراك" صدر له أثناء حياته
امتاز باستقامة أخلاقه وخطّ لنفسه نهجاٍ فلسفيّاٍ

.

JUDGE
04-10-2013, 17:11
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1902583&d=1375731429

.

يمثل الفيلسوف ليبنتز صاحب تلك النظرية
رد فعل تجاه التصور الميكانيكي للطبيعة الذي ساد مذهبي ديكارت واسبينوزا
ويحاول ان يضم موقفهما الميكانيكي مع رؤية غائبة للطبيعة وان يحقق مصالحة بين الدين والفلسفة

ويرى فيلسوفنا بأن المحدثين قد مضوا الى ابعد مما ينبغي ما داموا قد جعلوا من كل شيء آلة
وعلى الرغم من ان الفارق بين العقل والجسم لا يستبعد امكانية كونهما خواصا لنفس الجوهر
لا انه ليس هناك جوهر واحد وانما عدد لامتناه من الجواهر
ويتعين ان نتصور طبيعة هذه الذرات الروحية باعتبارها مماثلة لنفوس البشر والحيوانات

وكل جوهر من هذه الجواهر الفردية انما هو فكرة من افكار الله
وقد تحققت من خلال الانبثاق المستمر وضرورة ان نجد الذرات الروحية تلك في تناسق مع بعضها ترجع الى التناسق الشامل
وهذا التناسق الشامل كان موضع ايمان ليبنتز

في كتاب [ مباديء الطبيعة واللطف الالهي ]
يحاول ليبنتز لن يجد حلا لمشكلة العقل والجسم التي اثارت الكثير من الصعوبات بالنسبة لديكارت ويؤكد أن الطبيعة كلها ملاء

واشار ليبنتز الى ضرورة التمييز بين الادراك الحسي والذي يعد الحالة الداخلية للذرة الروحية
التي تمثل الاشياء الخارجية وبين الوعي الذاتي الذي يقوم على الاستنباط للحالة الداخلية والذي لا يمنح لكل النفوس في كل الاوقات
حيث يعتقد ان الديكارتيين نسوا القيام بهذا التمييز لاعتقادهم الخاطيء بأن الحيوانات الدنيا ليست لها نفس

ويذهب الى القول بأن على المرء ان يتجنب الخلط
بين غياب طويل عن الوعي ينبع من تخبط عظيم في الادراك وبين الموت المطلق الذي يتوقف فيه كل ادراك

وقد أكدت هذه الفكرة في رأيه الرأي الضعيف القائل بأن
بعض النفوس يقضى عليها كما أكدت ايضا الافكار الرديئة للبعض الذين نازعوا في خلود النفس

ويرى ان النفس البشرية هي اكثر كثيرا من مجرد نفس بسيطة فهي نفس عقلانية او روح

" فيما يتعلق بالنفس العقلانية او العقل الروحي فانها تتضمن ما يفوق ما في الذرات الروحية او حتى مجرد النفس البسيطة
انها ليست مرآة فحسب لكون من الكائنات المخلوقة وانما هي كذلك صورة للألوهية

فليس للعقل ادراك فحسب لأعمال الرب وانما هو قادر دائما على ابداع شيء يماثل تلك الاعمال
في خلال عالمه المصغر على النحو الذي سمح له بأن يفعل ما يفعله الرب في العالم الكبير "

لأن ليبتنز يرغب كما اراد ديكارت في تبرير تعاليم الدين من خلال شهادة العقل الطبيعي

فيقول

(( ولكن لكي يتم الحكم بواسطة العقل الطبيعي ان الرب سيحافظ دائما لا على جوهرنا فحسب
وانما كذلك على شخصنا أي على الذاكرة والمعرفة بما نحن عليه
فإنه من الضروري ان نربط بين هذا الوعي الاخلاقي وبين اصحاب الميتافيزيقا
أي انه على المرء ان يعتبر الرب لا المبدأ والمسبب لكل الجواهر والموجودات فحسب
وانما هو كذلك الاول على جميع الاشخاص والجواهر العاقلة أو الملك المطلق لأكثر المدن او الجمهوريات كمالا
والتي هي ..جمهورية الكون .. ))

لمزيد من المعرفة عن ليبتنز

Gottfried Wilhelm Leibniz فيلسوف ورياضي وفيزيائي ومؤرخ ودبلوماسي ألماني
ولد في مدينة لايبزيغ Leipzig بألمانيا، وتُوفِّي في مدينة هانوڤر Hannover.
كان أبوه من رجال القانون وأستاذاً لعلم الأخلاق في جامعة لايبزيغ ويقتني مكتبة حافلة
أفاد منها ليبنتز أكثر مما أفاد من دراسته في المدارس التي تعلّم فيها.

.

JUDGE
04-10-2013, 17:32
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1902584&d=1375731429

.

انقسم الفلاسفة والفقهاء الى تيارين مختلفين بخصوص مسألة الخلود

التيار المؤيد لا يشهد عليه تدفق لا يتوقف من الكتابات وحسب
أي الكتابات التي تتناول ما بعد الحياة وقد اتخذ بعضها شكل خطابات من الموتى
تصف بالتفصيل وضع الموتى في الحياة الاخرى ليس الكتابات وحسب
وانما كذلك من خلال الاولوية التي خظيت بها مسألة خلود النفس في الكتابات الفلسفية

واكبر مثال على ذلك كتاب [ فيدون ] لموسى مندلسون 1767
والذي صيغ من حيث الشكل على غرار محاورة أفلاطون وحظى بالكثيرين من القراء والمعلقين
ما يخص تلك المحاورة بالتفصيل موجود في الجزء الاول هـنــا (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1041194&p=32268611&viewfull=1#post32268611)

كما كان هناك انتعاش ملحوظ في الاهتمام بنظرية التناسخ

اما التيار المعارض الذي ينكر خلود النفس فقد بدأ في تأكيد ذاته في القرن السابع عشر
غير انه يتعين التزام الحذر حتى لا يتم الخلط بين فكر هذا التيار وبين تفكير صحيح بحثا عن الرد الحق على الموت بالنسبة للفيلسوف

حيث يعد توماس هوبز [ 1588 – 1679 ] مثالا لما نقصده

ففيما يتعلق بالموت فإن جميع النتائج المادية التي يقود الفكر العقلاني هوبز اليها
قد تم التخلي عنها من اجل وعد بالبعث تطرحه المسيحية على المؤمن الحق
فـ هوبز يعتقد ان النفس ليست خالدة لكن الرب في يوم الدينونة سيبعث المخلصين بأجسام روحانية مجيدة
بينما سيعاني الخطاة موتا ثانيا وابديا

وتلك بالطبع معجزة لكن الرب الذي كان بمقدوره ان ينفخ الحياة في قطعة من اللحم
له القوة ذاتها التي تمكنه من ان يهب الحياة مرة أخرى وان يجدد هيكله العظمي الهامد المتعفن
فيحيله الى جسم رائع روحاني خالد

ومع الفلاسفة الماديين الفرنسيين في القرن الثامن عشر أصبح انكار خلود النفس هو الموقف الفلسفي الأكثر أصالة
وكما كان الحال بالنسبة للفلاسفة الانسانيين خلال عصر النهضة كان التأكيد عند الفلاسفة الفرنسيين على الحياة
وما الموت الا محض حادث طبيعي مؤلم لا يمكن تجنبه ومن الأفضل ان يزاح التفكير فيه الى الهامش

وفي اتفاق مع روح التنوير في ايمانها المتوهج بقوى العقل جرى التركيز على القول
بأن الحياة يمكن تحسينها وان السعادة يمكن تحقيقها في هذه الحياة الدنيا
وهي الحياة الوحيدة التي يمكن ان توجد وبالتالي هي الحياة الوحيدة التي لها اهمية

اما الخلود فهو اكذوبة كنهوتية يتعين كشف النقاب عنها والقضاء عليها
لتحقيق حياة أفضل في اطار الحرية والسعادة للكافة في الوقت الراهن وللاجيال القادمة

لمزيد من المعرفة عن توماس هوبز

يعد توماس هوبز أحد أكبر فلاسفة القرن السابع عشر بإنجلترا وأكثرهم شهرة
خصوصا في المجال القانوني حيث كان بالإضافة إلى إشتغاله بالفلسفة والأخلاق والتاريخ
فقيها قانونيا ساهم بشكل كبير في بلورة كثير من الأطروحات التي تميز بها هذا القرن على المستوى السياسي والحقوقي.

كما عرف بمساهمته في التأسيس لكثير من المفاهيم التي لعبت دورا كبيرا
ليس فقط على مستوى النظرية السياسية بل كذلك على مستوى الفعل والتطبيق في كثير من البلدان
وعلى رأسها مفهوم العقد الاجتماعي .

كذلك يعتبر هوبز من الفلاسفة الذين وظفوا مفهوم الحق الطبيعي في تفسيرهم لكثير من القضايا المطروحة في عصرهم.

.

JUDGE
04-10-2013, 18:10
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1902585&d=1375731429

.

كان كانط يدرك مواطن الضعف في مواقف القائلين بالخلود ونازع موسى مندلسون
حينما ذهب هذا الاخير الى عرض حجة جديدة في كتابه [ فيدون ]
بعد ان تحقق من ان الحجة المعتادة لاثبات خلود النفس والقائمة على بساطتها ليست كافية
لأن النفس يمكن ان تختفي

هذه الحجة تقول بأن هذا الاختفاء الذي يعادل الفناء الحقيقي
لا يمكن ان يحدث ما دامت النفس لا يمكن ان تنفصل او تقل او تتحول الى لا شيء تدريجيا

وقد فند كانط في كتابه [ نقد العقل الخالص ] برهان مندلسون الخاص بدوام النفس قائلا
بأنه حتى اذا سلمنا بأن النفس بسيطة وانها ليست ذات طبيعة ممتدة
فإنها رغم ذلك ذات طبيعة مكثفة ويمكن بالتالي ان تنحدر الى العدم بالفقدان التدريجي لقواها

وهكذا فإن دوام النفس الذي ينظر اليه كموضوع للاحساس الداخلي يظل بلا برهان بل غير قابل للبرهان

وينتقد كذلك أراء هيردر Herder التي عبرت عن اقتناعه
بأن الاعتقاد بوجود حياة مقبلة امر ضروري بل وطبيعي بالنسبة للانسان
حيث قدم نظرية الميلاد الجديد وهنا يتم التخلي عن فكرة الخلود القائمة على التناقض العقلاني بين الروح والمادة
لصالح الايمان بميلاد جديد روحي وجسماني يقوم على الوحدة الصوفية للخلق

وعلى الرغم من تلك الانتقادات

فإن كانط التزم منذ البداية بالايمان بالوجود اللامتناهي الممتد
وبشخصية موجود عاقل واحد وهو نفسه العقلاني الواحد ذاته على نحو ما يعرف بالخلود

ان من الصعب ان نحدد على وجه الدقة
متى اصبح كانط مقتنعا بأن للعقل البشري حدودا في قدرته على تقديم اليقين
فيما يتعلق بالموضوع الوحيد الصحيح للميتافيزيقا أي الله والحرية والخلود

الا انه على ما يبدو شعر قبل ان يعكف على [ نقد العقل الخالص ] الذي ظهر عام 1781
بأن معيار اليقين بالنسبة لهذه المعتقدات يوجد في التجربة الاخلاقية من خلال العقل العملي

والانجاز الفذ الذي يمثله نقد العقل الخالص والذي اعتبره البعض اعظم انتصار والبعض الاخر اكثر الهزائم اذلالا للعقل البشري
انما يستهدف هذا اساسا (( انكار المعرفة لافساح المجال للايمان ))

يقول كانط في كتاباته
" ان افتراض وجود الله والحرية والخلود لا يمكن السماح به
ما لم يتم في الوقت نفسه حرمان العقل النظري من طموحاته الى استبصار مفارق متعال "

وعلى ذلك ووفقا للمباديء النظرية ليس هناك ادنى مبرر للتأكيد
بأن النفس تستطيع بعد توقف كافة الاتصالات بالعالم المادي ان تواصل التفكير

ان كانط مقتنع بأن الانسان يستشعر بداخله نداء لاعداد نفسه
من خلال سلوكه في هذا العالم ليكون مواطنا في عالم أفضل يحلق اليه بفكره

ويصر كانط انه ما من احد سيكون بمقدوره حقا ان يتباهى بأنه يعرف ان هناك إلها وحياة مستقبلية
واذا كان يعرف ذلك فإنه يكون عند كانط الانسان ذاته الذي سعى اليه طويلا دونما جدوى

حيث انه يقول انني أؤمن حتما بوجود إله وحياة مستقبلية
وإني لعلى يقين من انه ليس هناك ما يمكن ان يهز هذا الايمان

غير ان اقتناع كانط ليس يقينيا منطقيا وانما هو يقين اخلاقي يقوم على اسس ذاتية للعاطفة الاخلاقية

لمزيد من المعرفة عن ايمانويل كانط

يعتبر الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط من كبار الشخصيات المؤثرة في تاريخ الفلسفة الحديثة والمعاصرة
ومن أبرز مؤسسي المذهب العقلي في الفلسفة عامة
عاش في ألمانيا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر في الفترة ما بين " 1724 - 1804 "
وتأثر بالظروف التي كانت سائدة في ذلك العصر الى جانب تأثره أيضا بنشأته الدينية الصارمة وتربيته العقلية الدقيقة

.

JUDGE
04-10-2013, 18:23
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1902586&d=1375731429

.

سيصاب بخيبة أمل الذين يتجهون اتجاه هيجل
متوقعين أن يجدوا في الفلسفة المثالية المطلقة التي قال بها حججا جديدة
تبرهن على الخلود الشخصي فهو لا يتناول في أي موضوع من كتاباته هذا الموضوع باستفاضة

وذهب بعض المفسرين الى القول بأن هيجل قد نظر الى الخلود
على انه شاهد على الروح اللامتناهية والقيمة المطلقة للفردية الروحية

أما فيما يتعلق بالفرد فإنه بعد أن يؤدي دوره الهامشي على ساحة العالم
يختفي كلية ليفسح المجال لفكرة اخرى هي وحدها التي تتسم بالخلود

وقد كان هيجل يعي الموت على نحو مؤلم وعنيف
واذا كان موقفه في كتاباته انكارا محضا للخلود فإنه كان يسعى للوصول الى تبرير للموت وتقديم هذا المبرر

لقد حاول هيجل في البداية تبرير موت الانسان بـ [ جدل الحب ]
أي الحب الذي يدعو الى تجاوز ذاته وقد تخلى فيما بعد عن هذه الفكرة
وذلك حينما شرع يمعن التفكير أكثر فأكثر ي اخضاع الفرد للدولة لا للنوع

وعندئذ اصبح الموت بالنسبة لهيجل ما يعبر عنه بالاصطلاح الألماني ein Aufheben
ومثل هذا الموت او معاناته وألمه هو عنصر تصالح الروح مع ذاتها

.

JUDGE
05-10-2013, 01:41
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1902588&d=1375731495

.

يعتبر القرآن الكريم الموت مصيبة تحل بالإنسان في أية لحظة من حياته ويحتاج ذلك إلي صبر ورضا بما قسمه الله سبحانه‏

حيث يقول تعالي في محكم التتزيل‏ [ فأصابتكم مصيبة الموت‏ ]

‏ فالموت أمر جلل‏‏ مهما كانت العقيدة القوية تخفف منه‏
وتقلل من تأثيره علي الإنسان‏‏ فالموت مصيبة بكل ما تحمل الكلمة من معاني‏
لأنه يعني أن نفسا كانت تعيش بين أهلها وذويها ثم ترحل لتعيش عالما آخر وهو عالم البرزخ إلي وقت لا يعلمه إلا الله‏.‏

إن للموت فلسفة في الإسلام يكشف عنها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لابنته فاطمة
عندما تتحدث عن كرب أبيها الرسول ومعاناته من الموت فتقول
واكرب أبتاه فيجيبها‏ أنه لا كرب علي أبيها بعد الآن‏.‏

فالموت يضع نهاية للكرب‏ وأحيانا للمرض‏ ويطوي معه صفحات من البلاء الذي لا يمكن أن ينجو منه أحد من بني آدم‏‏
ويضع الموت نهاية لهذه الآلام التي تسبق الموت أحيانا وتعاصره في معظم الأحيان‏.‏

الإنسان في الحياة يملك نفسه وعمله‏ فهي دار عمل‏ لكنه يجب أن يعرف أنه في الآخرة لا عمل‏‏
وإنما الجزاء إما جنة وإما نار‏ حسب ما يكون عمل الإنسان في الدنيا‏‏
ومن ثم يهدينا الموت إلي ضرورة أن نعمل صالحا يرضي الله ويجعلنا ننال ثوابه في الآخرة‏.‏

ومن فلسفة الموت الواضحة والتي ننساها أحيانا‏ أنه مهما يطل بنا الزمن فإنه سيفرق بيننا وبين الحياة‏

وتبرز فلسفة الموت في الإسلام من وجهة أخري واضحة فهي تذكر بالآخرة‏‏
وتذكرنا بالمآل الذي سنسير اليه‏ مهما يطل بنا الزمن‏‏ لذا فمن أراد وعظا فكفي بالموت واعظا‏‏
إن الذي يعرف مبدأ أن الموت ينتظره مهما يطل به الزمن‏‏ لا يقدم علي فعل شر‏ ولا يأتي عملا يغضب الله‏‏
بل إنه يكثر من الأعمال الصالحة‏‏ ويبتعد عن الأعمال السيئة‏‏ ويكف عن الإضرار بالناس‏
ولا يأتي عملا يعرف أن حسابه عليه عند الله عسير‏

لذا

الموت يذكر بالآخره‏

ومن فلسفة الموت في الإسلام أيضا تهذيب النفس‏‏ وأنه يرقق القلب‏‏ ويسيل الدمع‏,‏ ويذكر بالآخرة‏‏

يقول الله تعالى في سورة الجمعة
[ قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون‏ ]‏
فلا أحد منا يريد الموت‏ الكل يفر منه‏‏ لكنه من حقائق الحياة المؤكدة‏ ومن حقائق الإسلام الثابتة

.

JUDGE
05-10-2013, 01:50
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1902589&d=1375731495

.

هااا قد وصلنا الى نهاية موضوعنا

وفي الختام لا نقول وداعا ولكن نقول الى اللقاء
ونختم كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

" سبحانك اللهم وبحمك نشهد ألا اله الا أنت نستغفرك ونتوب اليك "

المصادر

كتاب الموت في الفكر الغربي

تأليف جاك شورون
ترجمة كامل يوسف حسين

موقع ويكبيديا الموسوعة الحرة
موقع صحيفة الأهرام

:applause:

أحب أن أوجه الشكر لمصممة الفواصل المبدعة

Vampire Lust

جميع الحقوق محفوظة للكاتب الباحث

JUDGE

.
.
.

Kikuko Hisamats
05-10-2013, 02:27
وأخيراً بعد انتظار للموضوع المنتظر ،


ان على المرء ان يتعلم كيفية التعايش مع هذه الفكرة
وبالمقارنة مع الفكر الإسلامي ،
فنحن نؤمن بالموت ومتعايشين معه بعد إيماننا به ..



(( بدلا من ايجاد سبل للحفاظ على الحياة اكتشفت سبيلا أكثر سهولة ويقينية هو ألا نخشى الموت ))
ولأننا نعلم المراحل التي يمر بها الإنسان أثناء وبعد موته ،
من وجهة نظري الشخصية يستحيل ألا نهابه ! ،
ولا أقصد بالمهابة أن نخشاه دوماً وفي كل وقت وإنما نتفكر ونتأمل أحياناً
إلى أن نصل إلى إلى مرحلة " ما فوق التفكر " وهي الأمور التي لا نستطيع التفكر بها
وما نلبث أن نعود للواقع حتى نشعر بقشعريرة تسري في أجسادنا ..

ذكّرني ذلك بحلقة نقاش كان قد سُئل بها:
" هل يُقرز الجسد أنزيماً عند سماعه بالموت ! "



اما الخلود فهو اكذوبة كنهوتية يتعين كشف النقاب عنها والقضاء عليها
لتحقيق حياة أفضل في اطار الحرية والسعادة للكافة في الوقت الراهن وللاجيال القادمة

لوهلة ضعتُ هنا لكن سرعان ما أدركتُ ما عنيته بالخلود الذي يُنكر الموت وليس الخلود ما بعده ..

ذكرني موضوعك في عبارات عديدة تروق لي ألا ومنها:
" أن حياتنا لم تبدأ بعد "
قد يسأل البعض وماذا تسمين هذه الحياة؟
سأقول هي مجرد فترة لجمع الأعمال وحسب !
فمفهوم الحياة الأصح يتمثل بخلودها والحياة الخالدة هي الحياة
في الآخرة -أي ما بعد الموت-

أعجبني موضوعك كثيراً ،
هُناك بعض الفرضيات التي لم أسمع بها من قبل
كنتُ قد قرأتُها هنا ..

يعطيك العافية على الطرح ،
وبانتظار جديدك ::جيد::

.:GENERAL:.
05-10-2013, 14:01
يمه .. موضوع دموي .. وتصميم دموي ... واللي كتبه وصممه مراقبين بلون احمر دموي .. ايه الرعب دا ::تدخين:: << تظاهر ممل بالخوف ..

موضوع شيق قرات بعض سطوره وساحاول الاستمتاع باكمال قراءته .. ولفت نظري :


فـ في رأيه
خلود النفس هو امر بالغ الاهمية لنا يؤثر فينا بعمق كبير الى حد ان المرء ينبغي ان يكون قد فقد كل شعور
ليظل لا مباليا ازاء مسألة ما اذا كانت هناك حقيقة حول هذا الامر او لم تكن

صحيح .. فمعرفة ان هناك حياة ثانية هو دافع للالتزام بالمبادئ الحسنة .. فلو ان لنا حياة الدنيا فقط ونموت ترابا .. لن يفكر الناس الا بمتعتهم الخاصة بانانية قصوى مبنية على ان ياكل كل انسان الاخر .. ولن يكون هناك حب صادق بل حب استهلاكي .. وننظر لبعضنا لبعض كاننا وجبات سريعة ..

شكرا لك قاضي على الموضوع الشيق .. ولفامبير عالتصميم العتيق ..

=)

S A L L Y
07-10-2013, 18:25
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


أهلاً بالقاضي, :أوو:
واخيراً انتهى موضوعك الخُرافي, تحرقت شوقاً للقراءة, خاصة ان العنوان هو ما جذبني :تدخين:
قبل أن ابدأ بالتعليق عن الموضوع, يجب أن أقول ان هذه المادة سبب لي العديد من الكوابيس :ميت:
استاذتي كانت مجنونة بكل معنى الكلمة, وقول أنها كانت عجوز شمطاء هو مجاملة لها :تعجب::ضحكة:
لكن علي أن أُقر بأن الفلسفة مادة رائعة ومشوقة خاصة ان كنت تفهمها !

الموت مفهوم أهتم بدراسته معظم الفلاسفة,
سواء اولائك ذوي النظريات المُلحدة, أو حتى اولائك من يؤمنون بوجود الله!

الموضوع قيم جداً, ولولا ضيق الوقت, لأخذت كل فيلسوف وعلقت عنه :مذنب:
ربما سأعود في وقت لاحق :بكاء: واعتذر على التأخير في الرد !

ابدعت بحق, دام تألقك يارب ::سعادة::

sis sis
07-10-2013, 22:25
موضوعك سيفيدني كثيراً .. يلزمني قراءته متأنيـا
لي عودة ..

H I N A T A
08-10-2013, 19:42
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قاضينا المُبجل اسعد الله أيامك ^^
ما شاء الله يبدو أن الموضوع رائع ومفيد أيضاً الا أنه دسم قليلاً ^^" لذا لي عوده غداً بإذن الله ^^

ودُمتم في رعاية الله وحِفظه ..~

SaJa Wi
10-10-2013, 14:04
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


الموت :d
الجزء الأول من الموضوع فاتني :غياب: لا بأس وجدت تعقيدات في افكار الفلاسفة المعاصرون
ربما بسب تأثر أفكارهم بالعلوم الجديدة مثل الانثروبلوجيا او علم النفس ...


وعلى سيرتهم قرأت شيئا بخصوص ذلك وقد كان منطقياً بالنسبة لي




"وبالنسبة للفلسفة فإنها تؤكد أن الإنسان لا يدرك موته في حقيقة الأمر إلا من خلال علاقته بموت الآخر، خاصة إذا كان هذا "الآخر" قريبا له او عزيز على قلبه "

+



فكما يموت الفلاسفة دائما فان لهم حياة قد عاشوا فيها وآمنوا ومن طريقة موتهم نفهم طريقتهم في التفكير



^مبالغة طريفة :d

وعن الفلسفة القديمة اظنها اكثر قربا للواقع لانها تربط دائما فكرة الموت وتتحدث عن علاقة الجسد بالروح :نظارة:


احسست براحة عجيبة مع بساطة في المضمون عند فقرة الإسلام سبحان الله :بكاء:

موضوع راقي وغني ماشالله ::جيد::
ومن الجيد ان نعلم فكر الآخر عن الموت وخصوصاً الفلاسفة :نظارة:
وقد اتحت لي التعرف على افكارهم من خلال موضوعك الغني بالمعلومات واعجبتني جدا فقرة النبذة ::جيد::


شكراً لك




في حفظ الرحمن

winny
11-10-2013, 18:35
هممم
موضوع فريد من نوعه
يجب قرائته جيداً من قبلي والرد.
لي عودة ان شاء الله.

☂Rain
12-10-2013, 08:56
لي عودة ان شاء الله

Hardy Boy
12-10-2013, 15:48
[COLOR=#000000]وبالمقارنة مع الفكر الإسلامي ،
فنحن نؤمن بالموت ومتعايشين معه بعد إيماننا به ..


ولأننا نعلم المراحل التي يمر بها الإنسان أثناء وبعد موته ،
من وجهة نظري الشخصية يستحيل ألا نهابه ! ،
ولا أقصد بالمهابة أن نخشاه دوماً وفي كل وقت وإنما نتفكر ونتأمل أحياناً
إلى أن نصل إلى إلى مرحلة " ما فوق التفكر " وهي الأمور التي لا نستطيع التفكر بها
وما نلبث أن نعود للواقع حتى نشعر بقشعريرة تسري في أجسادنا ..

ذكّرني ذلك بحلقة نقاش كان قد سُئل بها:
" هل يُقرز الجسد أنزيماً عند سماعه بالموت ! "


[COLOR=#000000]لوهلة ضعتُ هنا لكن سرعان ما أدركتُ ما عنيته بالخلود الذي يُنكر الموت وليس الخلود ما بعده ..

ذكرني موضوعك في عبارات عديدة تروق لي ألا ومنها:
" أن حياتنا لم تبدأ بعد "
قد يسأل البعض وماذا تسمين هذه الحياة؟
سأقول هي مجرد فترة لجمع الأعمال وحسب !
فمفهوم الحياة الأصح يتمثل بخلودها والحياة الخالدة هي الحياة
في الآخرة -أي ما بعد الموت-






كلام كبير :e402:

وشكرا لصاحب الموضوع

القاتله الحساسه
12-10-2013, 17:57
موضوع أثار فضولي

جميل طرحك وجميل تنسيقك

أسجل مروري وإعجابي

RaWaQaN
12-10-2013, 23:26
الحممد لله على نعمة الاسلام

ريحنننا من هالمعتقدات والفلسلفه الي مالها اول ولا اخررر

يعطييك الف عااافيه اخوي موضوعك مرتب ومتعوب علييه

orrora
14-10-2013, 16:46
وأخيراً ::سعادة::

حجز ^^

jassim2
14-10-2013, 17:59
موضوع مهم شكرا جزيلا لك