Aljumaily
26-09-2013, 09:09
وهي قصيدة لوالدي من (399) بيت . إستعرض فيها تاريخ الإسلام من الخلافة الراشدية الى نهاية الدولة العثمانية!
[size=5]حمدًا لك اللهمَّ يا ذا الإنعامْ= ببعثة الهادي بدينِ الإسلامْ
ثمَّ صلاةً معْ سلامٍ عطِرٍ= لأحمدَ المختارِ خيرِ البشرِ
وآلهِ والصحبِ جيلِ الخيَرِ= وبعدُ ذا نظمٌ لخيرِ السيَرِ
أسألُه سبحانه التسديدا= والمنهجَ المصيبَ والرشيدا
نسب النبي صلى الله عليه وسلم
للمصطفى المختارِ نعمَ النسبُ= آباؤه مِن الكماة انتخبوا
مِن نسل(إسماعيلَ) كان (عدنانْ)= ولـ(معدٍّ)بعدَه عالي الشانْ
منه (نزارٌ)وانتَخبْ منه (مضرْ)= (إلياس) ابنُه فـ(مـدرِكُ) الـفخَرْ
(خزيمةٌ) (كنانةٌ)فـ(النضْرْ)= ومنه(مالكٌ)ومنهُ(فهْرٌ)
و(غالبٌ)منه (لؤيٌٌّ) (كعْبٌ)= ومنه(مرةُ) ويعلو الكعْبُ
(كلابٌ) ابنُه(قصيٌّ) ذو الشرَفْ=(عبدُ منافٍ) (هاشمٌ) جودًا وصَفْ
و(شيبةُ) ومنه(عبدُ اللهِ)= ومنه مَن به الورى يباهي
(أحمدُ)مَن للعالمين رحمَهْ= مِن ربِّنا ومنَّة ونعمَهْ
صلّى عليه اللهُ ربُّ الناسِ= في كلِّ إصباحٍ وفي الأماسي
وأمُّه(آمنة) بنتُ(وهَبْ)= ميَّزها كريمُ خلْق وحسَبْ
مِن الكرام الشمِّ آلِ (زُهرَهْ)= بيتُ النبيِّ طيبة وطُُهْرَهْ
مولده الشريف صلى الله عليه وسلم
مولدُه كان بعامِ الفيلِ= مِن بعد ذاك الحدثِ الجليلِ
في يوم الاثنين كما قد وردا= عن النبيِّ بحديثٍ أسنِدا
لكنْ على التحديد في الشهر اختُلِفْ= كذاك تحديدٌ بيومٍ ما عُرِفْ
تسميته محمَّدًا صلى الله عليه وسلَّم
(محمَّدًا) سمّاه (عبدُ المطلبْ)= باسمٍ حبيبٍ إذ له الجدُّ مُحِبْ
وافق ما اختار له مولاهُ= وهْو الذي اصطفاهُ واجتباهُ
إرضاعه وكفالته صلى الله عليه وسلَّم:
(ثويبةٌ) فازت بأسبقيَّهْ= إذ أرضعتْ وبعدَها (السعديَّهْ)
إذ أرسِل الرضيعُ للبوادي= لصحَّة اللسانِ والفؤادِ
وصحَّةِ الهواء للأبدانِ= أهمُّ ما يُطلََب للصبيانِ
وعادَ بعدَ مدَّة لأمِّهِ= لمّا قضتْ لجدِّه فعمِّهِ
عمله في كفالة عمِّه أبي طالب وسفره معه
وعند عمِّه رعى الأغناما= لكي يقودَ بعدَها الأناما
وبعدَها رافقه في السفرِ= للشام إذ شاع عظيمُ الخبرِ
لمّا رآهما (بَحيرا) الراهبُ= وظهرتْ مِن أمرِِه العجائب
فحذَّر العمَّ وعادَ مسرِعا= عليه مِن كيد اليهودِ فزِعا
أعماله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة:
وحضر (الفجارَ) معْ أعمامِهِ= مناولا مَن شاء مِن سهامِهِ
وبعدَها شارك في (الفضولِ)= أنعمْ بذاك الموقف النبيلِ
ورفعُه لـ(لحجرِ) المكرَّمْ= أطفأ نارًا أوشكت أن تُضرَمْ
زواجه صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها
وعلمت (خديجةٌٌ) بفضلِهِ=ِلما سرى في قومه من نبلِهِ
فحرصت على اقترانه بِها=وذاك حقًّا مبتغى أهل النهى
وقد حباهُ ربُُهُ الذريَّهْ= من تلكُمِِ الطاهرة الزكيَّهْ
خلوته صلى الله عليه وسلم في غار حراء ونزول الوحي ودعوته:
إليه قد حبِّب الاختلاءُ= في جبل قيل له (حراءُ)
فيه أتاه الوحيُ بالآياتِ=(اقرأ) وتلك أعظمُ الخيراتِ
فهْي بداية الرجا والرحمهْ= وهْي انطلاقة الهدى والحكمهْ
فقام يدعو الناسَ للرحمنِ= ونبذ دينِ الجهلِ والأوثانِِ
أوَّل مَن أجابه الكريمَهْ=(خديجةٌ) زوجتُهُ العظيمَهْ
وبعدَها صديقُه الوفيُّ= ذاك (أبو بكرٍ) تلا (عليُّ)
ومَن له السبق فليس يُشكِلُ= في كلِّ صنفٍ كانَ منهم أوَّلُ
وبعدُ(عثمانُ) (زبيرٌ) (سعدٌ)= و(طلحةٌ) عزٌّ لهمْ ومجدٌ
كان (بلالٌ) سابقَ العبيدِ= و(ياسرُ) القدوةَ للشهيدِ
و(آل ياسرٍ) مثالُ الصبرِ= بشراهمُ بجنَّة ونَهرٍ
معاناته صلى الله عليه وسلم
أوَّلَ أمره دعا بسرٍّ= كي لا ينالَه العدا بشرٍّ
وحين جاء الأمرُ بالجهرِ اعتلى= فوقَ الصفا وأمرَ ربِّه تلا
فردَّه القومُ قبيح الردِّ= وحُرموا ما في الهدى مِن سعدٍ
أشدُّهم في ذلكمْ (أبو لهبْ)= و(زوجُه) تلك التي تُلقي الحطبْ
قلْ و(أبو جهلٍ) كذاك (عقبَهْ)= و(النضرُ) و(العاصي) أبانوا حربَهْ
و(أسودٌ) وافق فعلُه اسمَهُ= كذلك (الوليدُ) زاد جُرمَهُ
ويهجرُ الأصحاب أغلى الأوطانْ= على القلوبِ لبلاد السودانْ
أرضِ(النجاشي) يبتغون الإنصافْ= ممّا لقوا مِن الأذى والإجحافْ
إسلام عمر وحمزة رضي الله عنهما:
وكان عزُّهُم بإسلامِ (عمرْ)= مِن بعد (حمزةٍ) ودينُهم ظهَرْ
ويومَها سمِّيَ بالفاروقِ= ثاني الوزيرينِ على التحقيقِ
فقد أصاب المشركينَ غُمَّهْ= وكان رفعة لشأن الأمَّهْ
الحصار ووفاة خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب
فضيَّقتْ قريشٌ الحصارا= ومنعتْ بذلك التجّارا
مِن أن يبيعوا هاشمًا طعاما= ليخذلوا أو يلقوا الحِماما
وكَتبتْ بذلكمْ صحيفَهْ= وعُلِّقت بالكعبة الشريفَهْ
ومعَ (هاشم) (بنو المطَّلِبِ)= ْتضامنوا وذاك فعلُ النُّجُبِ
فدخل الشِّعب سنينَ بلغتْ= ثلاثة فيها (خديجة) قضتْ
ومعها قضى كذاك (عمُّهُ)= لذاك زاد شجوه وهمُّهُ
وذاك بعد بعثه بعشرٍ= والعسرُ لا بدَّ له مِنْ يسرٍ
هجرته صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وحادثة الإسراء
ثمَّ تلتْ هجرتَه للطائفِ= مِن الكريم أكرمُ اللطائفِ
أكرمه مولاه بـ(الإسراءِ)= لـ(لقدسِ) فـ(المعراجِ للسماءِ)
أطلَعه على عظيم ملكِهِ= فيا غباءَ جاهلٍ في شركِهِ
وعاد بالتثبيت والتأييدِ= والعزم والتمكين والتسديدِ
هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة:
وإن أبى نصرتَه الأقاربُ= فاز بها الأباعدُ الأجانبُ
فالسعدُ والخيرُ لأهل طيبَهْ= وللعداة الخزيُ ثُمَّ الخيبَهْ
فهاجرَ الأصحابُ للمدينََهْ= بالدين والعقيدة المبينَهْ
قد تركوا الأهلَ مع الأموالِ= في طاعةٍ لله ذي الجلالِ
واختَصَّ في هجرته الصدّيقا= مصاحبًا ومؤنسًا رفيقا
وفي الطريق اختبآ في الغارِ= لله ما في الغارِ مِن أسرارٍ
يُذكِرنا بأمر (غارٍ) قد سبقْ= وإنَّما الفوز جزاء مَن صدقْ
ووصل الركبُ لتلك الدارِ= وقد زهتْ بطلعة المختارِ
وأنشأ الهادي بجمعِ الأخيارْ= مهاجرينَ إخوةً للأنصارْ
وأنشأ المسجدَ للصلاةِ= والحكمِ فيما جدَّ مِن حالاتٍ
وزال مِن بينِهم النزاعُ= والحقدُ والبغضاءُ والصراعُ
أعظمْ بـ(سعدِ أوسِهم)مِن باسلٍ11 = أكرمْ بـ(سعدِ خزرجٍ) من باذلٍ
وشعرُ (حسانَ) على الكفارِ= يفعل فعل الصارم البتّارِ
واستُبدِل الودُّ بذاك البغضِِ= وفتحوا شرقَ وغربَ الأرضِِ
فهمْ أشداءُ على الكفّارِِ= وراحموا إخوانِهم والجارِِ
رضا الإله تلك أسمى غايَهْ= طاعتُهم لأحمدَ الهدايَهْ
غزواته صلى الله عليه وسلم إلى الفتح
وعزُّهمْ في ساحة الجهادِ= هبّوا إذا ما سمعوا المنادي
تنبيك عنهم (أحُدٌ) و(الأحزابْ)= ( بدرٌ) (حنينٌ) إنَّهمْ أسدُ الغابْ
و(خيبرٌ) إذ غدرت يهودٌ= ونُقِضتْ عندهمُ العهودُ
وكيدهمْ قد بان والعداءُ= وكان بعد ذلك الجلاءُ
وبعد ذاك طهِّرت أرض العربْ= ممَّنْ بها كانوا البلاء والجربْفتح مكة:
وبعد طولِ بعدِه عن مهدِهِ= أتاهُ مولاهُ بصدق وعدِهِ
أكرمَه بفتحِه المبينِ= بمنِّه للحرمِ الأمينِ
والناسُ يأتونَ له أفواجا= ونورُ هديه غدا وهّاجا
صار أعاديه له إخوانا= إيمانُهم أضحى لهمْ أمانا
دارُ (أبي سفيانَ) صارتْ حَرَما= ونالَ مِن بعد الحروبِ سلَما
وقول (لا تثريبَ) رمزُ صفحٍ= فاهَ به قلبُ نبيٍّ سمْحٍ
وأكمل الدينَ الكريمُ الهادي= ونعمة أتمَّ للعبادِ
بعد ثمانٍ أعقبتْ للهجْرَهْ= وكان قبلَها قضاء العمْرَهْ
بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم:
1 ـ أزواجه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن
(خديجة الكبرى) مع (الصدّيقهْ)= و(حفصة) التقية الشفيقهْ
و(سودة) و(رملة) و(هندُ)= و(زينبانِ) رفعةٌ ومجدٌ
وقلْ (جويريَّة)معْ (ميمونهْ)= (صفيَّة)جواهرٌ مَصونَهْ
2 ـ أولاده صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم
أبناؤه (القاسمُ) (عبدُ اللهِ)= ثمَّ السميُّ لخليلِ اللهِ
بناته (فاطمة) الزكيَّهْ= و(أمُّ كلثومٍ) تلتْ (رقيَّهْ)
و(زينبُ الكبرى)غصونٌ أزهرَتْ= زهراؤهمْ خيرَ ثمارٍ أثمرَتْ
3ـ أعمامُه صلى الله عليه وسلم وعمّاتُه
أعمامُه من الذكور عشرَهْ= أختار منهم ستة مشتهرَهْ
فاثنان قد ماتا بجاهليَّهْ= لم يدركا الرسالة السنيَّهْ
(حارث)و(الزبير) قـلْ:وأدركـا ها اثنان لا على الرشادِ هلكا
(عبدُ منافٍ)مع (عبد العزّى) = واثنان بالإيمان نالا فوزا
وذاكما (الحمزة) و(العباسُ)= إذ لهما مِن الـهـدى أقبــاسٌ
عمّاتُه (عاتكةٌ) و(برَّهْ)= (صفيَّة) أمُّ الزبير البرّهْ
(أروى)(أميمةُ)مع (البيضاءِ)= جدَّة (ذي النورين والحياءِ)
مرضه والتحاقه صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى
وصلاة أبي بكر رضي الله عنه:
وبعد ذاك قد أجابَ الداعي= وسورةُ (النصرِ) بذاك ناعٍ
ومرِض المختارُ بعد حجِّهِ= ثمَّ تمامِ شرعِه ونهجِهِ20
واستأذَن النساءَ أن يُمرَّضا= في بيتِ (مَن كَنَّ لها كلََّ الرضا)
وللصلاة استخلَفَ الصدّيقا= فزادَهُ التأييدَ والتوثيقا
وفي (ربيعِ أوّلٍ) يوم اثنينْ= مِن بعد عشرٍ ماتَ خيرُ الكونينْ
سنة إحدى عشرة للهجرهْ= ودفنُه كان ببيتِ البرَّهْ
(عائشةِ)الصدق ابنةِ(الصدّيقِ)= إذ قد تلا والختمُ بـ(الفاروقْ)
فحُقِّقتْ رؤيتُها (الأقمارا)= وامتلأتْ حُجْرتُها أنوارا
أعظمَ مولانا الجليلُ أجرَهُ= وزادَه فضلا وأعلى قدرَهُ
صلّى عليه اللهُ كلَّ حينٍ= والآلِ والصحبِ ليومِ الدينِ
تمَّ نظمها يوم الأربعاء 26/ جمادى الآخرة /1433هـ الموافق16/ 5 /2012 م
الخلافة الراشدة:
وفاة (أحمدٍ) لأدهى قاصمَهْ= وعزمة(الصدّيقِ) كانت عاصمَهْ
فقامَ بالأمر عظيمُ الهمَّهْ= يدأبُ في جمع شتاتِ الأمَّهْ
وأنفذ الجيش الذي أعدَّهُ= نبيُّنا ولمْ يخالفْ عهدّهُ
رُغم توالي المحَن الشدادِ= وكان ذا التسديدِ والرشادِ
فأرعبَ العدوَّ أيَّ رعبٍ= مقطعًا منه نياطََ القلبِ
وبعد ذاك قاتلَ المرتدِّينْ= هيهاتَ أنْ يَرى انتقاصًا في الدينْ
مِن مانعي الزكاة والكذّابينْ= ومكَّن الإسلامَ أيَّ تمكينْ
أعدَّ مثلَ(خالدٍ) و(عكرمَهْ)= ومزَّق (العَنسيَّ) معْ (مُسيلِمًهْ)
ورجع الناسُ لدين الرحمنْ= وشاعَ أمنٌ في ظِلال الإيمانْ
في عهدِه قد تمَّ جمعُ القرآنْ= وذاك توفيقُ العظيمِ المنّانْ
وابتدأ الفتوحَ بالعراقِ= لدحرِ أهل الشركِ والشقاقِ
والشامِ إذ هلالُ نصرٍ سطعا= إلى لقاء الله لبّى مسرِعا
وكان في (اليرموك)جندُ اللهِ= حاديهُمُ للنصر (سيفُ اللهِ)
ومثلَما نابَ عن الشمسَ القمَرْ= بعد (أبي بكرٍ) تولاها (عمَرْ)
وشمَّر الساعدَ للجهادِ= ونشر التوحيد في العبادِ
وأطفأ النارَ بنور الإيمانْ= وألبس الصليبَ ثوبَ الخذلانْ
أتمَّ فتحَ الشام ثمَّ مصرِ= مع العراق ماضيًا في الأمرِ
بـ(قادسية) هوى المجوسُ نصرًا أتمَّ الملكُ القدّوسُ
وفتح الأقصى وكان صُلحا= وقد رأوه راحمًا وسمْحا
فالعدلُ فيه مضرب الأمثالِ= والزهدُ لا يُجمَع في مقالٍ
وكان مِن خوف على الرعيَّهْ= ما حدثتْ معركة بحريَّهْ
ذاك الذي قد شمل البلادا= بعدلِه وأنصف العبادا
أذاق أصحابَ الضلال ذعْرا= فجسَّدوه طعنة وغدرا
ففاز في الختام بالشهادَهْ= عند أداء أعظمِ العبادَهْ
فكان أن أوصى لجمعٍٍ أخيارْ= لستة صفوةِ صحب المختارْ
فاختير (ذو النورين) والحياءِ= والعزم والهمَّة والسخاءِ
فقام بالأمر بعون اللهِ= ما كان بالعاجز أو باللاهي
وواصل الفتوح للأمصارِ= وأنشأ الأسطولَ في البحارِ
(ذاتُ) الصواري)سطَّرت أمجادا= تزيِّن الألحان والإنشادا
وأُغدِقتْ في عهده الخيراتُ= فساء مَن خابت لهمْ غاياتٌ
مِن اليهود البهتِ أهل المكرِ= ونشروا في الناس خبثَ الفكرِ
ولوَّث العقولَ فكرُ (ابن سبا)= ذاك لما عشَّش فيها مِن غبا
لها استجاب زمرة الأشرارِ= حثالةُ الثلاثة الأمصارِ
بغوا على الخليفة الإمامِ= بما ادَّعوا مِن باطل اتِّهامٍ
لمَن حباه الله بالرضوانِ= وزاد نورَ بيته (النورانِ)
فسفكوا الدم الحرام جهرا= وقد أتوا فعلا شنيعًا نكرا
فحلَّ فيهم انتقام الجبّارْ= وبعدها مصيرُهم إلى النارْ
واجتمع الناس على(أبي الحسَنْ)= وهْو يرى تتابعًا مِن الفتَنْ
قال: دعوني واذهبوا لغيري= من قوة الشرِّ وضعف الخيرِ
لكنَّما قيامُه بالواجبِ= قبِلَها ولمْ يكنْ بالراغبِ
فقام بالأمرِ وذاك الحقُّ= وقد توارى مَن صفوفًا شقّوا
وقد أثاروا الحرب والخصومَهْ= توزَّعوا بين بني العمومَهْ
واستُشهِد (المبشَّرانِ) بعدما= قد كاد أمرُ الصلح أن يُتمَّما
وأشعِلتْ بين العراق والشامْ= نارٌ قضى فيها رجالُ الإسلامْ
وخَرجتْ بين صفوف الأمَّهْ= مَن استباحتْ ما لَها من حُرمَهْ
(عليُّ)قد قاتلهم في (النهروانْ)= مِن بعد ما شرُّهمُ قد استبانْ
وكانَ بعد ذلك انتقامٌ= والهدفُ الأكابرُ الأعلامُ
(عمرو)(عليٌّ) ثالثٌ(معاويَهْ)= خصومُهمْ تسعى لنارٍ حامِيَهْ
فنَجيا وقد قضى (عليٌّ)= جنى عليه ذلك الشقيُّ
وكان ذاك عامَ أربعينِ= من هجرة للمصطفى الأمينِ
فبايع الأجنادُ لابنه (الحسَنْ)= وأسرع السيِّد في درء الفتَنْ
محقِّقًا بشارة مِن (جدِّهِ)= بورِك حسنُ فعلِه وقصدِهِ
وبايع (ابنَ عمِّهِ) الكريما=وكان ذاك موقفًا عظيما
وكان عامُ الصلح والجماعَهْ= والأُلفِ والسلام والوداعَهْ
وتمَّمتْ مدَّتُه الخلافََهْ= وهي شهورُ الأنس واللطافََهْ
الخلافة الأمويّة:
وتمَّ أمرُ الملك لـ(ابن صخرٍ)= مِن بيت عزٍّ شامخ وفخرٍ
خالٌ كريمٌ ولوحيٍ كاتبٌ= لقد علتْ بفضلِه المراتبُ
للدين قد أعلى بناء شامخا= مثلَ الجبالِ الراسياتِ راسخا
به ابتدا حكمُ بني أميَّهْ= لدولة عظيمة قويَّهْ
قد عُرفتْ بدولة الفتوحاتْ= للحقِّ فيها تتعالى الراياتْ
إذ فَتحتْ (أندلسًا)معْ(هندٍ)= و(السندِ) تمضي بالهدى والرشدِ
لمّا قضى حلَّ (يزيدُ) بعدَهُ= ثمَّ الذي(جدَّد باسمٍ جدَّهُ)
ثمَّ تلا (مروانُ)وهْو ابنُ الحكمْ= إذ زال حكمُ (ابنِ الزبير) فحكمْ
وجاء (عبدُ الملكِ) المجدِّدُ= لما بنى المؤسِّسُ المشيِّدُ
وبعدَه (وليدُهمْ)(سليمانْ)= ثمَّ (أشجُّ) مَن لعدلٍ عنوانْ
يُذَكِّر الناس بعهد جدِّهِ=بعدلِه وزهِدِه ورشدِه
وهْو بحقٍّ سابعٌ للخلفا= مقامُه كالشمسِ ما ثمَّ خفا
ثمَّ (يزيدُ)بعدَه (هشامٌ)= ثمَّ (الوليدُ) بعدَه الهُمامُ
ذاك (يزيدُ) مَن دُعي بالناقصِ= لكنَّهُ معدنُ فضلٍ خالصٍ
واختمْ بـ(مروانَ)الحمارِ الجَعْدي= أذاقَه كاسَ المنونِ مُردٍ
وكانَ بعدَ ذلك الزوالُ=إذ المحالُ أنْ يدومَ الحالُ
في سنة اثنين تلَتْ ثلاثينْ= ومائةٍ قد أصبحوا في الماضينْ
الجمعة 4/ رجب /1433 هـ
]
[size=5]حمدًا لك اللهمَّ يا ذا الإنعامْ= ببعثة الهادي بدينِ الإسلامْ
ثمَّ صلاةً معْ سلامٍ عطِرٍ= لأحمدَ المختارِ خيرِ البشرِ
وآلهِ والصحبِ جيلِ الخيَرِ= وبعدُ ذا نظمٌ لخيرِ السيَرِ
أسألُه سبحانه التسديدا= والمنهجَ المصيبَ والرشيدا
نسب النبي صلى الله عليه وسلم
للمصطفى المختارِ نعمَ النسبُ= آباؤه مِن الكماة انتخبوا
مِن نسل(إسماعيلَ) كان (عدنانْ)= ولـ(معدٍّ)بعدَه عالي الشانْ
منه (نزارٌ)وانتَخبْ منه (مضرْ)= (إلياس) ابنُه فـ(مـدرِكُ) الـفخَرْ
(خزيمةٌ) (كنانةٌ)فـ(النضْرْ)= ومنه(مالكٌ)ومنهُ(فهْرٌ)
و(غالبٌ)منه (لؤيٌٌّ) (كعْبٌ)= ومنه(مرةُ) ويعلو الكعْبُ
(كلابٌ) ابنُه(قصيٌّ) ذو الشرَفْ=(عبدُ منافٍ) (هاشمٌ) جودًا وصَفْ
و(شيبةُ) ومنه(عبدُ اللهِ)= ومنه مَن به الورى يباهي
(أحمدُ)مَن للعالمين رحمَهْ= مِن ربِّنا ومنَّة ونعمَهْ
صلّى عليه اللهُ ربُّ الناسِ= في كلِّ إصباحٍ وفي الأماسي
وأمُّه(آمنة) بنتُ(وهَبْ)= ميَّزها كريمُ خلْق وحسَبْ
مِن الكرام الشمِّ آلِ (زُهرَهْ)= بيتُ النبيِّ طيبة وطُُهْرَهْ
مولده الشريف صلى الله عليه وسلم
مولدُه كان بعامِ الفيلِ= مِن بعد ذاك الحدثِ الجليلِ
في يوم الاثنين كما قد وردا= عن النبيِّ بحديثٍ أسنِدا
لكنْ على التحديد في الشهر اختُلِفْ= كذاك تحديدٌ بيومٍ ما عُرِفْ
تسميته محمَّدًا صلى الله عليه وسلَّم
(محمَّدًا) سمّاه (عبدُ المطلبْ)= باسمٍ حبيبٍ إذ له الجدُّ مُحِبْ
وافق ما اختار له مولاهُ= وهْو الذي اصطفاهُ واجتباهُ
إرضاعه وكفالته صلى الله عليه وسلَّم:
(ثويبةٌ) فازت بأسبقيَّهْ= إذ أرضعتْ وبعدَها (السعديَّهْ)
إذ أرسِل الرضيعُ للبوادي= لصحَّة اللسانِ والفؤادِ
وصحَّةِ الهواء للأبدانِ= أهمُّ ما يُطلََب للصبيانِ
وعادَ بعدَ مدَّة لأمِّهِ= لمّا قضتْ لجدِّه فعمِّهِ
عمله في كفالة عمِّه أبي طالب وسفره معه
وعند عمِّه رعى الأغناما= لكي يقودَ بعدَها الأناما
وبعدَها رافقه في السفرِ= للشام إذ شاع عظيمُ الخبرِ
لمّا رآهما (بَحيرا) الراهبُ= وظهرتْ مِن أمرِِه العجائب
فحذَّر العمَّ وعادَ مسرِعا= عليه مِن كيد اليهودِ فزِعا
أعماله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة:
وحضر (الفجارَ) معْ أعمامِهِ= مناولا مَن شاء مِن سهامِهِ
وبعدَها شارك في (الفضولِ)= أنعمْ بذاك الموقف النبيلِ
ورفعُه لـ(لحجرِ) المكرَّمْ= أطفأ نارًا أوشكت أن تُضرَمْ
زواجه صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها
وعلمت (خديجةٌٌ) بفضلِهِ=ِلما سرى في قومه من نبلِهِ
فحرصت على اقترانه بِها=وذاك حقًّا مبتغى أهل النهى
وقد حباهُ ربُُهُ الذريَّهْ= من تلكُمِِ الطاهرة الزكيَّهْ
خلوته صلى الله عليه وسلم في غار حراء ونزول الوحي ودعوته:
إليه قد حبِّب الاختلاءُ= في جبل قيل له (حراءُ)
فيه أتاه الوحيُ بالآياتِ=(اقرأ) وتلك أعظمُ الخيراتِ
فهْي بداية الرجا والرحمهْ= وهْي انطلاقة الهدى والحكمهْ
فقام يدعو الناسَ للرحمنِ= ونبذ دينِ الجهلِ والأوثانِِ
أوَّل مَن أجابه الكريمَهْ=(خديجةٌ) زوجتُهُ العظيمَهْ
وبعدَها صديقُه الوفيُّ= ذاك (أبو بكرٍ) تلا (عليُّ)
ومَن له السبق فليس يُشكِلُ= في كلِّ صنفٍ كانَ منهم أوَّلُ
وبعدُ(عثمانُ) (زبيرٌ) (سعدٌ)= و(طلحةٌ) عزٌّ لهمْ ومجدٌ
كان (بلالٌ) سابقَ العبيدِ= و(ياسرُ) القدوةَ للشهيدِ
و(آل ياسرٍ) مثالُ الصبرِ= بشراهمُ بجنَّة ونَهرٍ
معاناته صلى الله عليه وسلم
أوَّلَ أمره دعا بسرٍّ= كي لا ينالَه العدا بشرٍّ
وحين جاء الأمرُ بالجهرِ اعتلى= فوقَ الصفا وأمرَ ربِّه تلا
فردَّه القومُ قبيح الردِّ= وحُرموا ما في الهدى مِن سعدٍ
أشدُّهم في ذلكمْ (أبو لهبْ)= و(زوجُه) تلك التي تُلقي الحطبْ
قلْ و(أبو جهلٍ) كذاك (عقبَهْ)= و(النضرُ) و(العاصي) أبانوا حربَهْ
و(أسودٌ) وافق فعلُه اسمَهُ= كذلك (الوليدُ) زاد جُرمَهُ
ويهجرُ الأصحاب أغلى الأوطانْ= على القلوبِ لبلاد السودانْ
أرضِ(النجاشي) يبتغون الإنصافْ= ممّا لقوا مِن الأذى والإجحافْ
إسلام عمر وحمزة رضي الله عنهما:
وكان عزُّهُم بإسلامِ (عمرْ)= مِن بعد (حمزةٍ) ودينُهم ظهَرْ
ويومَها سمِّيَ بالفاروقِ= ثاني الوزيرينِ على التحقيقِ
فقد أصاب المشركينَ غُمَّهْ= وكان رفعة لشأن الأمَّهْ
الحصار ووفاة خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب
فضيَّقتْ قريشٌ الحصارا= ومنعتْ بذلك التجّارا
مِن أن يبيعوا هاشمًا طعاما= ليخذلوا أو يلقوا الحِماما
وكَتبتْ بذلكمْ صحيفَهْ= وعُلِّقت بالكعبة الشريفَهْ
ومعَ (هاشم) (بنو المطَّلِبِ)= ْتضامنوا وذاك فعلُ النُّجُبِ
فدخل الشِّعب سنينَ بلغتْ= ثلاثة فيها (خديجة) قضتْ
ومعها قضى كذاك (عمُّهُ)= لذاك زاد شجوه وهمُّهُ
وذاك بعد بعثه بعشرٍ= والعسرُ لا بدَّ له مِنْ يسرٍ
هجرته صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وحادثة الإسراء
ثمَّ تلتْ هجرتَه للطائفِ= مِن الكريم أكرمُ اللطائفِ
أكرمه مولاه بـ(الإسراءِ)= لـ(لقدسِ) فـ(المعراجِ للسماءِ)
أطلَعه على عظيم ملكِهِ= فيا غباءَ جاهلٍ في شركِهِ
وعاد بالتثبيت والتأييدِ= والعزم والتمكين والتسديدِ
هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة:
وإن أبى نصرتَه الأقاربُ= فاز بها الأباعدُ الأجانبُ
فالسعدُ والخيرُ لأهل طيبَهْ= وللعداة الخزيُ ثُمَّ الخيبَهْ
فهاجرَ الأصحابُ للمدينََهْ= بالدين والعقيدة المبينَهْ
قد تركوا الأهلَ مع الأموالِ= في طاعةٍ لله ذي الجلالِ
واختَصَّ في هجرته الصدّيقا= مصاحبًا ومؤنسًا رفيقا
وفي الطريق اختبآ في الغارِ= لله ما في الغارِ مِن أسرارٍ
يُذكِرنا بأمر (غارٍ) قد سبقْ= وإنَّما الفوز جزاء مَن صدقْ
ووصل الركبُ لتلك الدارِ= وقد زهتْ بطلعة المختارِ
وأنشأ الهادي بجمعِ الأخيارْ= مهاجرينَ إخوةً للأنصارْ
وأنشأ المسجدَ للصلاةِ= والحكمِ فيما جدَّ مِن حالاتٍ
وزال مِن بينِهم النزاعُ= والحقدُ والبغضاءُ والصراعُ
أعظمْ بـ(سعدِ أوسِهم)مِن باسلٍ11 = أكرمْ بـ(سعدِ خزرجٍ) من باذلٍ
وشعرُ (حسانَ) على الكفارِ= يفعل فعل الصارم البتّارِ
واستُبدِل الودُّ بذاك البغضِِ= وفتحوا شرقَ وغربَ الأرضِِ
فهمْ أشداءُ على الكفّارِِ= وراحموا إخوانِهم والجارِِ
رضا الإله تلك أسمى غايَهْ= طاعتُهم لأحمدَ الهدايَهْ
غزواته صلى الله عليه وسلم إلى الفتح
وعزُّهمْ في ساحة الجهادِ= هبّوا إذا ما سمعوا المنادي
تنبيك عنهم (أحُدٌ) و(الأحزابْ)= ( بدرٌ) (حنينٌ) إنَّهمْ أسدُ الغابْ
و(خيبرٌ) إذ غدرت يهودٌ= ونُقِضتْ عندهمُ العهودُ
وكيدهمْ قد بان والعداءُ= وكان بعد ذلك الجلاءُ
وبعد ذاك طهِّرت أرض العربْ= ممَّنْ بها كانوا البلاء والجربْفتح مكة:
وبعد طولِ بعدِه عن مهدِهِ= أتاهُ مولاهُ بصدق وعدِهِ
أكرمَه بفتحِه المبينِ= بمنِّه للحرمِ الأمينِ
والناسُ يأتونَ له أفواجا= ونورُ هديه غدا وهّاجا
صار أعاديه له إخوانا= إيمانُهم أضحى لهمْ أمانا
دارُ (أبي سفيانَ) صارتْ حَرَما= ونالَ مِن بعد الحروبِ سلَما
وقول (لا تثريبَ) رمزُ صفحٍ= فاهَ به قلبُ نبيٍّ سمْحٍ
وأكمل الدينَ الكريمُ الهادي= ونعمة أتمَّ للعبادِ
بعد ثمانٍ أعقبتْ للهجْرَهْ= وكان قبلَها قضاء العمْرَهْ
بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم:
1 ـ أزواجه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن
(خديجة الكبرى) مع (الصدّيقهْ)= و(حفصة) التقية الشفيقهْ
و(سودة) و(رملة) و(هندُ)= و(زينبانِ) رفعةٌ ومجدٌ
وقلْ (جويريَّة)معْ (ميمونهْ)= (صفيَّة)جواهرٌ مَصونَهْ
2 ـ أولاده صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم
أبناؤه (القاسمُ) (عبدُ اللهِ)= ثمَّ السميُّ لخليلِ اللهِ
بناته (فاطمة) الزكيَّهْ= و(أمُّ كلثومٍ) تلتْ (رقيَّهْ)
و(زينبُ الكبرى)غصونٌ أزهرَتْ= زهراؤهمْ خيرَ ثمارٍ أثمرَتْ
3ـ أعمامُه صلى الله عليه وسلم وعمّاتُه
أعمامُه من الذكور عشرَهْ= أختار منهم ستة مشتهرَهْ
فاثنان قد ماتا بجاهليَّهْ= لم يدركا الرسالة السنيَّهْ
(حارث)و(الزبير) قـلْ:وأدركـا ها اثنان لا على الرشادِ هلكا
(عبدُ منافٍ)مع (عبد العزّى) = واثنان بالإيمان نالا فوزا
وذاكما (الحمزة) و(العباسُ)= إذ لهما مِن الـهـدى أقبــاسٌ
عمّاتُه (عاتكةٌ) و(برَّهْ)= (صفيَّة) أمُّ الزبير البرّهْ
(أروى)(أميمةُ)مع (البيضاءِ)= جدَّة (ذي النورين والحياءِ)
مرضه والتحاقه صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى
وصلاة أبي بكر رضي الله عنه:
وبعد ذاك قد أجابَ الداعي= وسورةُ (النصرِ) بذاك ناعٍ
ومرِض المختارُ بعد حجِّهِ= ثمَّ تمامِ شرعِه ونهجِهِ20
واستأذَن النساءَ أن يُمرَّضا= في بيتِ (مَن كَنَّ لها كلََّ الرضا)
وللصلاة استخلَفَ الصدّيقا= فزادَهُ التأييدَ والتوثيقا
وفي (ربيعِ أوّلٍ) يوم اثنينْ= مِن بعد عشرٍ ماتَ خيرُ الكونينْ
سنة إحدى عشرة للهجرهْ= ودفنُه كان ببيتِ البرَّهْ
(عائشةِ)الصدق ابنةِ(الصدّيقِ)= إذ قد تلا والختمُ بـ(الفاروقْ)
فحُقِّقتْ رؤيتُها (الأقمارا)= وامتلأتْ حُجْرتُها أنوارا
أعظمَ مولانا الجليلُ أجرَهُ= وزادَه فضلا وأعلى قدرَهُ
صلّى عليه اللهُ كلَّ حينٍ= والآلِ والصحبِ ليومِ الدينِ
تمَّ نظمها يوم الأربعاء 26/ جمادى الآخرة /1433هـ الموافق16/ 5 /2012 م
الخلافة الراشدة:
وفاة (أحمدٍ) لأدهى قاصمَهْ= وعزمة(الصدّيقِ) كانت عاصمَهْ
فقامَ بالأمر عظيمُ الهمَّهْ= يدأبُ في جمع شتاتِ الأمَّهْ
وأنفذ الجيش الذي أعدَّهُ= نبيُّنا ولمْ يخالفْ عهدّهُ
رُغم توالي المحَن الشدادِ= وكان ذا التسديدِ والرشادِ
فأرعبَ العدوَّ أيَّ رعبٍ= مقطعًا منه نياطََ القلبِ
وبعد ذاك قاتلَ المرتدِّينْ= هيهاتَ أنْ يَرى انتقاصًا في الدينْ
مِن مانعي الزكاة والكذّابينْ= ومكَّن الإسلامَ أيَّ تمكينْ
أعدَّ مثلَ(خالدٍ) و(عكرمَهْ)= ومزَّق (العَنسيَّ) معْ (مُسيلِمًهْ)
ورجع الناسُ لدين الرحمنْ= وشاعَ أمنٌ في ظِلال الإيمانْ
في عهدِه قد تمَّ جمعُ القرآنْ= وذاك توفيقُ العظيمِ المنّانْ
وابتدأ الفتوحَ بالعراقِ= لدحرِ أهل الشركِ والشقاقِ
والشامِ إذ هلالُ نصرٍ سطعا= إلى لقاء الله لبّى مسرِعا
وكان في (اليرموك)جندُ اللهِ= حاديهُمُ للنصر (سيفُ اللهِ)
ومثلَما نابَ عن الشمسَ القمَرْ= بعد (أبي بكرٍ) تولاها (عمَرْ)
وشمَّر الساعدَ للجهادِ= ونشر التوحيد في العبادِ
وأطفأ النارَ بنور الإيمانْ= وألبس الصليبَ ثوبَ الخذلانْ
أتمَّ فتحَ الشام ثمَّ مصرِ= مع العراق ماضيًا في الأمرِ
بـ(قادسية) هوى المجوسُ نصرًا أتمَّ الملكُ القدّوسُ
وفتح الأقصى وكان صُلحا= وقد رأوه راحمًا وسمْحا
فالعدلُ فيه مضرب الأمثالِ= والزهدُ لا يُجمَع في مقالٍ
وكان مِن خوف على الرعيَّهْ= ما حدثتْ معركة بحريَّهْ
ذاك الذي قد شمل البلادا= بعدلِه وأنصف العبادا
أذاق أصحابَ الضلال ذعْرا= فجسَّدوه طعنة وغدرا
ففاز في الختام بالشهادَهْ= عند أداء أعظمِ العبادَهْ
فكان أن أوصى لجمعٍٍ أخيارْ= لستة صفوةِ صحب المختارْ
فاختير (ذو النورين) والحياءِ= والعزم والهمَّة والسخاءِ
فقام بالأمر بعون اللهِ= ما كان بالعاجز أو باللاهي
وواصل الفتوح للأمصارِ= وأنشأ الأسطولَ في البحارِ
(ذاتُ) الصواري)سطَّرت أمجادا= تزيِّن الألحان والإنشادا
وأُغدِقتْ في عهده الخيراتُ= فساء مَن خابت لهمْ غاياتٌ
مِن اليهود البهتِ أهل المكرِ= ونشروا في الناس خبثَ الفكرِ
ولوَّث العقولَ فكرُ (ابن سبا)= ذاك لما عشَّش فيها مِن غبا
لها استجاب زمرة الأشرارِ= حثالةُ الثلاثة الأمصارِ
بغوا على الخليفة الإمامِ= بما ادَّعوا مِن باطل اتِّهامٍ
لمَن حباه الله بالرضوانِ= وزاد نورَ بيته (النورانِ)
فسفكوا الدم الحرام جهرا= وقد أتوا فعلا شنيعًا نكرا
فحلَّ فيهم انتقام الجبّارْ= وبعدها مصيرُهم إلى النارْ
واجتمع الناس على(أبي الحسَنْ)= وهْو يرى تتابعًا مِن الفتَنْ
قال: دعوني واذهبوا لغيري= من قوة الشرِّ وضعف الخيرِ
لكنَّما قيامُه بالواجبِ= قبِلَها ولمْ يكنْ بالراغبِ
فقام بالأمرِ وذاك الحقُّ= وقد توارى مَن صفوفًا شقّوا
وقد أثاروا الحرب والخصومَهْ= توزَّعوا بين بني العمومَهْ
واستُشهِد (المبشَّرانِ) بعدما= قد كاد أمرُ الصلح أن يُتمَّما
وأشعِلتْ بين العراق والشامْ= نارٌ قضى فيها رجالُ الإسلامْ
وخَرجتْ بين صفوف الأمَّهْ= مَن استباحتْ ما لَها من حُرمَهْ
(عليُّ)قد قاتلهم في (النهروانْ)= مِن بعد ما شرُّهمُ قد استبانْ
وكانَ بعد ذلك انتقامٌ= والهدفُ الأكابرُ الأعلامُ
(عمرو)(عليٌّ) ثالثٌ(معاويَهْ)= خصومُهمْ تسعى لنارٍ حامِيَهْ
فنَجيا وقد قضى (عليٌّ)= جنى عليه ذلك الشقيُّ
وكان ذاك عامَ أربعينِ= من هجرة للمصطفى الأمينِ
فبايع الأجنادُ لابنه (الحسَنْ)= وأسرع السيِّد في درء الفتَنْ
محقِّقًا بشارة مِن (جدِّهِ)= بورِك حسنُ فعلِه وقصدِهِ
وبايع (ابنَ عمِّهِ) الكريما=وكان ذاك موقفًا عظيما
وكان عامُ الصلح والجماعَهْ= والأُلفِ والسلام والوداعَهْ
وتمَّمتْ مدَّتُه الخلافََهْ= وهي شهورُ الأنس واللطافََهْ
الخلافة الأمويّة:
وتمَّ أمرُ الملك لـ(ابن صخرٍ)= مِن بيت عزٍّ شامخ وفخرٍ
خالٌ كريمٌ ولوحيٍ كاتبٌ= لقد علتْ بفضلِه المراتبُ
للدين قد أعلى بناء شامخا= مثلَ الجبالِ الراسياتِ راسخا
به ابتدا حكمُ بني أميَّهْ= لدولة عظيمة قويَّهْ
قد عُرفتْ بدولة الفتوحاتْ= للحقِّ فيها تتعالى الراياتْ
إذ فَتحتْ (أندلسًا)معْ(هندٍ)= و(السندِ) تمضي بالهدى والرشدِ
لمّا قضى حلَّ (يزيدُ) بعدَهُ= ثمَّ الذي(جدَّد باسمٍ جدَّهُ)
ثمَّ تلا (مروانُ)وهْو ابنُ الحكمْ= إذ زال حكمُ (ابنِ الزبير) فحكمْ
وجاء (عبدُ الملكِ) المجدِّدُ= لما بنى المؤسِّسُ المشيِّدُ
وبعدَه (وليدُهمْ)(سليمانْ)= ثمَّ (أشجُّ) مَن لعدلٍ عنوانْ
يُذَكِّر الناس بعهد جدِّهِ=بعدلِه وزهِدِه ورشدِه
وهْو بحقٍّ سابعٌ للخلفا= مقامُه كالشمسِ ما ثمَّ خفا
ثمَّ (يزيدُ)بعدَه (هشامٌ)= ثمَّ (الوليدُ) بعدَه الهُمامُ
ذاك (يزيدُ) مَن دُعي بالناقصِ= لكنَّهُ معدنُ فضلٍ خالصٍ
واختمْ بـ(مروانَ)الحمارِ الجَعْدي= أذاقَه كاسَ المنونِ مُردٍ
وكانَ بعدَ ذلك الزوالُ=إذ المحالُ أنْ يدومَ الحالُ
في سنة اثنين تلَتْ ثلاثينْ= ومائةٍ قد أصبحوا في الماضينْ
الجمعة 4/ رجب /1433 هـ
]