PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : هَفْوة (قصة قصيرة)



دهليــز
06-09-2013, 00:32
صرخ جاك منادياً : "جين!"
لم تكن جين في أي مكان. لقد تلاشت فجأة في المدينة المهجورة. وقد أوشك الليل أن يمتص ما تبقى من بصيص الشمس.
" إن لم تغلق هذا التلفاز حالاً سأكسر جهاز التحكم فيك "
كان هذا الصوت حتماً دخيلاً على القصة. لكن الأخير طار من مقبعه و أغلق التلفاز فوراً، فهو يعلم أن هذا الصوت لا يمزح.
"أحقاً تحب هذه الأفلام السخيفة؟" لم يكن سؤالاً صعباً، أومأ الفتى بالإيجاب.
" ألا تشعر بأنها قد تؤثر فيك بطريقة ما؟" كان طارق أحمقاً حقاً بسؤال فتى في العاشرة من عمره سؤالاً كبيراً كهذا.
"لا" طبعاً.
فسأله مرة أخيرة " بِم كنت تؤمن سابقاً مرة أخرى؟ "
" يبدو أن ذاكرتك تضعف كل يوم، لقد أخبرتك 6 مرات حتى الآن سيدي"
فزع طارق من مكانه " الم أقل لك أن اسمي طارق؟! "
ارتبك جعفر، وباغته بالإجابة على سؤاله السابق " لقد كنت أؤمن بأننا خلقنا لنشر المحبة للمخلوقا-"
لم يكملها حتى انفجر أحدهم ضاحكاً! " تباً يا فتى، أنتم حقاً مسلسل كرتوني مضحك "
لم يبدو أن الفتى كان يشاركه الضحك، بل تجمد وجهه من التعابير.
" ولكن لم أختلف يوماً عما أنا عليه اليوم " قال جعفر.
" جيمس أو جعفر، لا فرق ".
لم يبدو أن طارق استوعب ما قاله الفتى فقد أكمل قراءة الجريدة وقد عاد مستلقياً على الأريكة.
راقبه جعفر بشرود وهو يكمل على الرغم من ذلك " لا تبدو حياتي مختلفة كثيرا عما سبق. وكأني ما أزال أعيش في الماضي."
هنا التفت طارق بوجهه إلى الفتى الذي أكمل شارداً " أنت تضحك. تضحك مما كنت أفعله سابقاً. فلِم لا تضحك على نفسك؟ فأنت مثلي.
مثل والداي.
تحب الحياة ".

دهليــز
06-09-2013, 00:36
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أعتبر هذه القصة دعوة للتفكر في حياتنا اليومية. لا شيء أكثر.
لا أتوقع منها أن تكون مثالية، بل على العكس أنا أنتظر الكثير من النقد اللاذع لأني لم أبالي كثيراً بتنميقها.
و سأكون شاكرة لأي تعليق :)

Virus20
06-09-2013, 01:21
مُذهلة !
أراها جميلةً حقاً , كتبتها بشكلٍ جيد للغاية .. بل ممتاز !
وصفكِ بسيط لكن الجمال ينبعثُ منه بشكلٍ واضح
كما أن فكرة ما خطّت يداكِ أعجبتني حقاً ..

لا أعرف كيف أنتقد , وحتى لو عرفت
فأنا لا أرى ما أنتقدكِ عليه , لأنها بكُل ما تعنيه الكلمة " قصةٌ رائعة .. !

فقط هذا الجزء احترتُ به


" إن لم تغلق هذا التلفاز حالاً سأكسر جهاز التحكم فيك "

همم .. أشعر بأنها ستكون أفضل لو بدَّلتِ " فيك " بـ " عليك "
ألا توافقينني الرأي ؟

صحيحٌ أنكِ لم تصفي بشكل كبير
بما أنها قصةٌ قصيرة , ولكنها رغم ذلك متوازنة الأطراف
فالوصف والسرد والفكرة تنطق بالجمال
كما قلت .. أراها عظيمة حقاً ..

اعذريني على قُصر الرد
وتابعي ..

في امان الله

دهليــز
06-09-2013, 09:06
Virus20

أهلاً وسهلاً بك أخي.
حقاً لا أعلم ما أقوله بعد إذ قرأت ردك، سعيدة أن قصتي المتواضعة أعجبتك، وأسعد أنك فهمت ما أرمي إليه.


" إن لم تغلق هذا التلفاز حالاً سأكسر جهاز التحكم فيك "
أوافقك تماماً أن "عليك" هي الصحيحة، لكنني تعمدت اختيار الثانية لما لها من نكهة فكاهية. ففي الحقيقة، هذه الجملة تدفعني للضحك~

ما عساي أقول، أولاً تشرفت بمرورك الكريم من هنا، وبردك المثلج للصدر.
شكراً لك أخي.

كنت أخشى أنني بالغت بالغموض.
يمكنني من الآن فصاعداً ترك ملء الفراغات للقراء الأذكياء.

ahmadmanga
06-09-2013, 09:55
السلام عليكم ...

بالرغم أنّ تتبع القصّة كان صعبا علي أول مرّة (تخيلتها خطأ + لم أعتقد أن جين و جاك شخصيتان في التلفاز)...
وجدتها ممتعة حين أعدت قراءتها !!

لكن أعتقد أنّه هذا الجزء يحتاج لتوضيح :

لم يكملها حتى انفجر أحدهم ضاحكاً! " تباً يا فتى، أنتم حقاً مسلسل كرتوني مضحك "
لم يبدو أن الفتى كان يشاركه الضحك، بل تجمد وجهه من التعابير.
فهمتها على أنّ الفتى الذي تجمد وجهه هو جعفر ... (أليس كذلك؟) لكن مازلت أشعر بعدم الوضوح :em_1f615:



و هناك خطأ في اللغة هنا :

مثلي.
مثل والداي.

"والداي" نكنتب هكذا في حالة النصب ...
لكن الكلمة يجب أن تكون مجرورة هكذا "والديّ"

أرتب النسيان
06-09-2013, 11:23
القصة رائعة لكن تحتاج الى توضيح أكثر
(لم يكملها حتى انفجر أحدهم ضاحكاً! )
هنا هل كان طارق هو المقصود؟

استمري فيبدو أن لديك قلم رائع

أرتب النسيان
06-09-2013, 11:24
واختيارك للعنوان اختيار موفق

دهليــز
06-09-2013, 13:17
ahmadmanga

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أهلاً بك أخي. يبدو أن حدسي في كون بعض المقاطع لن تكون مفهومة تماماً صار حقيقة، لا ألومك. كانت قصة سريعة.


لم يكملها حتى انفجر أحدهم ضاحكاً! " تباً يا فتى، أنتم حقاً مسلسل كرتوني مضحك "
لم يبدو أن الفتى كان يشاركه الضحك، بل تجمد وجهه من التعابير.
نعم إن الفتى المتجمد هو جعفر. قد يبدو غير مفهوم فعلاً من هنا لكن بتتبع الحوار ستفهم ردة فعل كل واحد منهم.


مثلي.
مثل والداي.
شكراً لك أخي. أنا فاشلة بجدارة فيما يتعلق بالقوانين النحوية.
شعرت أن الكلمة خاطئة لكن..:em_1f629:" كما قلت..فاشلة.

أسعدني مرورك الكريم و ردك الذي أعطاني ملاحظات لأخطائي، شاكرة لك كرمك.

دهليــز
06-09-2013, 13:24
أرتب النسيان
أهلاً بك عزيزتي.


(لم يكملها حتى انفجر أحدهم ضاحكاً! )
نعم ان طارق هو المقصود.
أعتذر لكم حقاً على الحيرة التي اوقعتكم بها.

كم يسعدني أن تنال هذه القصة الأكثر من متواضعة اعجابك، والعنوان كذلك، فأنا ما أزال مبتدئة.
أتمنى أن أراك مجدداً ربما-إن شاء الله-~

مِـدَاد`
06-09-2013, 13:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من دواعي سروري أن أتواجد أخيرا في أحد صفحات المبدعة سرداب ^__^
عساكِ بخير وإبداع يا رب :سعادة2: ~
يااااه زمآآآآن عن الرد في قسم القصص والله، :d
ما أقول إلا الله يعينك علي يا سرداب بعد كل هذا الانقطاع، في قنابل تصديع وثرثرة ومحاضرات في الطريق :نينجا:
وبسم الله نبدأ دون تعطيل :d


-

أظن أنني لم أفوت لك من قبل أي قصة هنا، أو في قسم الواقعية،
ودوما أجد ذلك السرد الشيق والحوار اللاذع الجذاب في كتاباتك، وهو سر إعجابي بقلمك وتتبعي له بشغف ~
بالطبع علاوة على حكمتك وخيالك الفذ الذي يطبع كل قصة تقريبا، خصوصا تلك التي في الواقعية ما شاء الله تبارك الرحمن .

بالنسبة لنصك هذا، فهو قصة قصيرة جدا إذ لم يتعد الصفحة الواحدة .

في المجمل *

تعقيبا على المغزى الذي كونته في رأسي من القصة، ولا أدري إن كان صائبا أم لا،
خصوصا أنني انتظرت ممن علق قبلي التنويه على ما فهم من القصة لأقارب ما بين رؤيتي ورؤاهم، ولكن لا أحد علق على ذلك مع الأسف .

لو لم أقرأ في سطريكِ التقديميين في الرد الثاني عبارة : [ يشبه ما نعيشه في حياتنا اليومية ] ، لما كونت مغزى واضح من القصة .
هو المغزى مؤكد موجود، ولكنه ضاع في تركيب القصة الذي يحتاج عملا أكثر.
والذي تبدى لي، أن الكاتبة تريد أن تقول أننا مسلمون بالمسمى فقط،
ورثنا الإسلام عن آبائنا فقط مجرد اسم وشكليات دون عقيدة عميقة حقيقية تحدث الفارق الحقيقي بيننا كمسلمين وغير المسلمين .
ولهذا لما جعفر - جيمس سابقا - الذي أصبح يعيش في كنف طارق المسلم بطريقة ما، لم يشعر بفرق بينما كان عليه من عقيدة غريبة وما صار إليه مع طارق، وذلك لشدة السطحية التي يعيش بها طارق ويمارس بها دينه، والأرجح من سطري الكاتبة التقديميين أنه الإسلام .
ولهذا قال جعفر لطارق في آخر كلامه بل وتقريبا في كل عبارة نطق بها : لا فرق بيننا، أنت تشبه والدي، تحب الحياة .
والديه غير المسلمين واللذين علماه أن يؤمن بأنهم خلقوا كي ينشروا المحبة بين المخلوقات .

الفكرة - إن كانت كما فهمتها - فقد كانت جميلة جدا ، لو أن الكاتبة عمقت الرمز أكثر، وتعمقت في الشخصيات خصوصا طارق بشكل أكبر، وربطت خيوط كيف أصبح جيمس يعيش عند طارق باسم جعفر.



تفصيلا *

ما أعاب النص أن السرد كان متداخلا جدا "بل تقريبا مغيبا تماما"،
إذ لم يخدم أبدا توتر الأحداث ولم ينجح في وضع القارئ ضمن قلب الصراع،
والسبب كثرة الحوارات التي كانت مسهبة في معظمها تفصيلية بشكل أفقد النص غموضه وقوته وتشويقه وجماليته، كان يمكن حذف الكثير من الحوارات والاستعاضة عنها بأفعال سردية تحرك من الإيقاع السردي للنص بشكل حيوي أكثر، ووصف مكثف يعمق المغزى الدلالي والرمزي، ونختنق !
أو الاكتفاء فعلا بالحوارات ولكن تكثيفها وجعلها أكثر إيجازا وتلغيزا باختزال الكثير مما كشف فيها وهدر جمالية النص ورمزيته وإيحاءاته كلها، حتى ضاعت الفكرة .


ولنبدأ مع :

- البداية :




صرخ جاك منادياً : "جين!"
لم تكن جين في أي مكان. لقد تلاشت فجأة في المدينة المهجورة. وقد أوشك الليل أن يمتص ما تبقى من بصيص الشمس.
" إن لم تغلق هذا التلفاز حالاً سأكسر جهاز التحكم فيك "
كان هذا الصوت حتماً دخيلاً على القصة.

تبدو مشوقة فعلا!
ولكن المشكلة أنه لم يخطر لي على بال أن مشهد جين مقتطف من التلفاز !
وظننت أن جين هي أخت جعفر وفرت من المنزل :em_1f62e:
وأكملت القصة وأنا أتساءل عن مصير جين ؟ حتى قرأت في أحد الردود أظن حديثا عن التلفاز فانتبهت إلى أن ذلك ما كان يشاهده جعفر !
كان الأولى أن تستهلي قصتك بشيء كـَ : كانت عيناه مثبتتين على الشاشة لا تزيغ، رف طرفه وقد اندمج مع المشهد عندما .... صرخ جاك منادياً : "جين!"
لم تكن جين في أي مكان. لقد تلاشت فجأة في المدينة المهجورة. وقد أوشك الليل أن يمتص ما تبقى من بصيص الشمس.
" إن لم تغلق هذا التلفاز حالاً سأكسر جهاز التحكم فيك "
كان هذا الصوت حتماً دخيلاً على القصة.


كمثال فقط، هنالك أكثر من طريقة لتدمجي مشهد التلفاز في الحدث "منفصلا دون أن يشوش القارئ " مع المحافظة على عنصر المفاجأة باقتطاع حوارات الفلم مع صراخ طارق،
ولكن عقلي من النعاس غير قادر على اختلاق غير ما اقترحته، إنما أنت بالتأكيد في وسعكِ ذلك مع شيء من التأني والتفكير والاجتهاد وإتعاب مخيلتك وتطويع لغتك السردية أكثر .
ولو أني وفي العموم لست واثقة كثيرا أن المشهد الذي كان يعرض في التلفاز قد خدم كثيرا مغزى وفكرة القصة .



كان هذا الصوت حتماً دخيلاً على القصة.
كل كلمة في القصة القصيرة جدا بحقها وقدرها ومعناها ودقتها !
والكلمات التي تحتمل أكثر من معنى وتشتت القارئ عن قنصة الحدث وترميه في متاهات التأويل لأجل محاولة فهم مقصد الكاتب "من جملة عابرة غير ذات أهمية " في نص من بضعة أسطر، هو ضربة قاصمة تماما لنجاح القصة القصيرة جدا .
دخيلا على القصة؟ القصة المعروضة على التلفاز، أم قصة النص يعني التي اسمها [ هفوة ] ، أم القصة بالمعنى الذي نستخدمه عادة للتعبير عن الجو أو الحالة كأن نقول : ما قصتك ؟


- الجسد :

لشدة عومان القصة في إسهاب الحوارات التي جعلت المشهد باردا بين الشخصيتين رغم احتدام الصراع بين عقيدتيهما ومنهجههما في الحياة، والقصة تحكي عن طفل كافر يعطي لبالغ مسلم درسا في العقيدة !
لشدة هذا الإسهاب المبالغ فيه لم أكد أشعر بحدة الصراع والعقدة، فهمتهما واستوعبتهما كفكرة نعم، لكن عشتهما كمتفاعل مع الحدث والصراع، أبدا لم يحصل !




"أحقاً تحب هذه الأفلام السخيفة؟" لم يكن سؤالاً صعباً، أومأ الفتى بالإيجاب.

إن أجزنا أن منحى الحوار الذي فتحه طارق يعطينا بشكل ما مدى سطحية وتزمت شخصية طارق وطريقتها السلبية والسيئة جدا في التعامل مع الأطفال، ومنهجه الساخر ونظرته المتعالية في التعاطي مع الحياة ومن حوله، فالعبارة المسطر تحتها حشو لا حاجة له .



" ألا تشعر بأنها قد تؤثر فيك بطريقة ما؟" كان طارق أحمقاً حقاً بسؤال فتى في العاشرة من عمره سؤالاً كبيراً كهذا.
"لا" طبعاً.
تمنيتُ فعلا لو وثق الكاتب أكثر بقدرتي على الاستقراء والفهم والتلقي وأمسك نفسه عن مثل هذا الاستطراد الزائد المسطر تحته، وجعلني أدرك بنفسي مدى حمق وتعنت طارق وجهله مع ولد في عمر العاشرة !
بمثل هذه الاستطرادات والإطناب والحشو والاسترسال في الشرح، يفقد الكاتب قصته القصيرة جدا قوتها، ومركز قوتها : التركيز والتكثيف والتلغيز والحذف والإيجاز .


فسأله مرة أخيرة " بِم كنت تؤمن سابقاً مرة أخرى؟ "
" يبدو أن ذاكرتك تضعف كل يوم، لقد أخبرتك 6 مرات حتى الآن سيدي"
فزع طارق من مكانه " الم أقل لك أن اسمي طارق؟! "
ارتبك جعفر، وباغته بالإجابة على سؤاله السابق " لقد كنت أؤمن بأننا خلقنا لنشر المحبة للمخلوقا-"



وإن كانت القصة القصيرة جدا تعتمد على الإيجاز والحذف، فإن ذلك لا يعني أن نحذف ما يجب ذكره لفهم ما يجري، فمالذي يجعل جعفر ينادي طارق سيدي ويجعل طارق يرفض هذه المناداة؟ ومالصلة التي تربطهما إن كانت هناك صلة بينهما؟ وإن لم تكن موجودة فمالذي أتى بجعفر عند طارق ؟
وفي كل الأحوال فما سطرتُ تحته لا يمكن أن يخدم الحبكة وتقدم الأحداث وإزالة اللبس بأي شكل .
هذا الإبهام الزائد عن الحد في الاهتمام بالهوامش كالفيلم والتلفاز، دون التركيز على إعطاء أدوار معينة واضحة في القصة وأبعاد للشخصيات خلال السرد، أفقد الصراع عمقه واحتدامه، فلا يمكنني التوفيق بين بناء الصراع بشكل واضح في رأسي ومحاولة تخمين ما تمثله كينونة كل شخصية في القصة واختلاق أبعادها بنفسي بالطريقة التي توائم الصراع وتعزز عمقه في نفسي .
سأشعر أنني أكتب القصة بنفسي ولا أقرأها ...



لم يكملها حتى انفجر أحدهم ضاحكاً! " تباً يا فتى، أنتم حقاً مسلسل كرتوني مضحك "
لم يكن هنالك من داع لاستخدام [ أحدهم ] بدل [ طارق ] في هذه العبارة ولا أحد سواهما في الغرفة، لأن ذلك أوحى بدخول شخص ثالث منتصف الحديث هو غير موجود فعلا، والمقصود كان طارق ولا أحد غيره .



لم يبدو أن الفتى كان يشاركه الضحك، بل تجمد وجهه من التعابير.
لماذا يبدُ ؟ ولكنه لم يكن يشاركه الضحك حقيقة وليس مجازا أو بشكل مبهم حيث كان يبتسم ببلاهة وارتباك مثلا، هو لم يكن يضحك حقا، بل تجمد وجهه!
إذن هو لم يبدُ إنما لم يكن ، يضحك !


" ولكن لم أختلف يوماً عما أنا عليه اليوم " قال جعفر.
" جيمس أو جعفر، لا فرق ".



مجددا الحوارات دون علامات ترقيم أو متحدث واضح، والحوار ككل مرة يتجه نحو الإسهاب المبالغ فيه بحيث يتبلد ذهن القارئ تماما عن أي استثارة أو تيقظ ومحاولة متلهفة لاختلاق تصور مسبق عن النهاية، بل كل شيء يقدم له بكل سخاء على طبق من ذهب .




لم يبدو أن طارق استوعب ما قاله الفتى فقد أكمل قراءة الجريدة وقد عاد مستلقياً على الأريكة.
هنا، استخدام [ لم يبدُ ] ، كان مفهوما .
ولكن لم أجد حاجة إلى الإشارة إلى أن طارق كان مستلقيا على الأريكة، إذ منذ البداية لم يتحدد أهو كان مارا من غرفة التلفاز ليباغت جعفر بكل هذا الكلام وهو واقف عند الباب، أم أنه كان معه منذ البداية في الغرفة جالسا على الأريكة، ولكن مالذي أصابه حتى ينتفض فجأة في وجه الصبي على ما يعرض في التلفاز إن كان متواجدا منذ البداية معه ؟
ومن أين أتت الجريدة التي أكمل قراءتها ؟ هل أخبرتنا أنه كان يقرأها حتى يكمل ذلك بعد التوقف ؟



راقبه جعفر بشرود وهو يكمل على الرغم من ذلك " لا تبدو حياتي مختلفة كثيرا عما سبق. وكأني ما أزال أعيش في الماضي."

مجددا الحوار المسهب، والمشكلة أنه يتكرر بنفس المعنى بل والصياغة تقريبا .
ما سطر تحته، وصف مسهب ميال لأن يكون في القصة القصيرة والرواية، أما القصة القصيرة جدا فهي تحتاج لسرد ووصف أكثر تكثيفا وتحديدا من هذا بكثير، أكثر خدمة للحبكة من مجرد حشد للأوصاف والأفعال دون إضفاء أي حركية وحيوية حقيقية للسرد وإنماء للحدث .


- النهاية :


هنا التفت طارق بوجهه إلى الفتى الذي أكمل شارداً " أنت تضحك. تضحك مما كنت أفعله سابقاً. فلِم لا تضحك على نفسك؟ فأنت مثلي.
مثل والداي.
تحب الحياة ".
نفس الكلام السابق بالضبط، ولو أنه بتأنيب وعتاب أكثر بكثيييير على الكاتبة،
لأن هذه هي النهاية !!
ولشدة تشابه كلمات جعفر منذ بداية القصة وحتى هذه النهاية الرتيبة الباردة الشاردة كشرود جعفر، الهادئة كنبرته، فلن ألام على توقعي لفقرة أخرى تحت هذه بكلام آخر، بنفس المعنى، أو في أحسن توقعاتي بقفلة أخرى، بصدمة حقيقية تصلح لأن تكون نهاية القصة الصادمة المدهشة لي كقارئ!


-


كملخص، الفكرة كما قلت - إن وفقتُ في الوصول إليها كما أحببتِ إيصالها - فقد كانت رائعة جدا!
جدا ! واختيارك للقالب الذي ستوصلين به الفكرة ( طفل غير مسلم متبنى من طرف مسلم ) كان موفقا جدا ومثيرا للإعجاب بحق !
ولكن كان عليك الاجتهاد أكثر بكثير والتعب على إخراج القصة بالشكل المطلوب، من خلال توظيف أسس القصة القصيرة جدا .
وتعميق الشخصيات أكثر، من خلال التطرق لدلالات أعمق من مجرد حوار سطحي بين طارق وجعفر، أتذكر في هذا السياق قصة قصيرة جدا تحت عنوان : قطيعة ،
من أعجب ما قرأت بسطرين اثنين لا غير !





بعد الفراغ من تأديته صلاة سنة راتبة في بيته شرع في الدعاء والاستغفار ,
ابتدرته ابنته الصغيرة بسؤال , قائلة : أبي العزيز عمي الذي في القرية الفلانية هل معه بنات مثلنا أم لا ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!





لقد أوصل الكاتب نفس فكرتك ولكن بشكل أعمق أكثر إبهارا وحبسا للأنفاس وتخييبا لآفاقنا كقراء وتصوراتنا لم قد يحدث في خلال هذه الكلمات القليلة جدا، فعل كل هذا وأكثر، مع أن قصته لم تتعد سطرين اثنين !
ومن الواضح أن الكاتب متمرس ومحترف في هذا الفن، ولم أضعه على سبيل المقارنة، إنما على سبيل مثال لنتعلم منه جميعا .

والقصة القصيرة جدا فن صعب للغاية، للغاية !
ولكنه ممتع في صعوبته، ورائع في محاولة الاطلاع على أسسه وتطبيقها والتمرن عليها باستمرار حتى التمكن منها .

-


ختاما، اسمحي لي من فضلك أن أستغل قصتك لأتحدث عن ، ربما يجوز لي أن أسميها ظاهرة في القسم أو موضة غريبة !
وهي عبارة غريبة انتشرت مؤخرا عند كتاب القصص القصيرة، إذ ينشرون نصوصا لا تستحق حتى الوقت الذي نخصصه لأجل قراءتها، لا هدف فيها ولا رؤية ولا فكرة ولا مغزى ولا لغة ولا أي شيء، مطلقا !
ويذيلون مواضيعهم بعبارة، صدقا لا أفهم أهي ذريعة لسوء نصوصهم، أم ميزة وتميز لها، أم استفزاز للقراء المتأملين في أقلامهم مثلي ، لا أدري حقيقة !
ألا وهي : القصة كتبتها سريعا وعفويا وصاروخيا ونشرتها دون التدقيق فيها وبلا أي تعديل !
أو : القصة كتبتها بعد يومين كاملين من السهر في أربع دقائق وخمسة أعشار من الثانية، وعشقتها فلم أحب التعديل عليها ونشرتها كما هي !
أولا، ليس من العفوية في شيء أن تنشر مسودة نصك لقرائك ! وما لم تعدل نصك وتنقحه وتهذب أفكاره وحبكته وشخوصه وزمانه ومكانه عشرات المرات قبل النشر، فلا تسم ما نشرته [ قصة ]، ففي العالم أجمع تسمى تلك [ مسودة ] ! ولا أظن أن محترفا قد ينشر لقرائه مسودة مفتخرا مزهوا بذلك !
وأما ثانيا، وهي الذريعة الأكثر إدهاشا [ عشقتها فلم أشأ التعديل عليها ] ، بالله مين لاعب عليكم بهالتخريفة؟؟ =___=
ألسنا لما نحب شيئا، نجمله، نحسنه، نزينه، نقومه، نفني أنفسنا لأجل أن يظهر بأحسن حلة!
ويستحيل بأي حال من الأحوال أن نرضى بشكله المترهل الأول ليظهر أمام الناس بدعوى العشق !

جديا، من المؤسف حقا أن نرى مثل هذه العقليات اللامبالية في التفكير تستشري بين رواد القسم كتاب الغد !
لما تنزل مثل هذه المواضيع أفقد مزاجي أياما بسبب مثل هذه الشاكلات من التفكير المستهتر بذائقة القراء، بل ومكانة الكاتب نفسه !
أدخل متلهفة للقصة لأفاجأ بمسودة، لا والمشكلة أن الكاتب يقدم لهذه المسودة بمقدمة شجاعة جدا تبيح له نشر مثل هذه النصوص المخيبة جدا بكل فخر !
فرعاكم الله، وأسعدكم، لمصلحتكم، وبالطبع لمصلحتي كقارئ،
بعدا عن مثل هذا النوع من التسابق للنشر، أو رفع عدد المواضيع، أو التلهف لردود أقسم لكم أن كلها مجاملة ممرضة أو في أحسن أحوالها صادقة عن عدم معرفة،
اكتبوا ما يستحق القراءة، لتنالوا ردودا تستحقونها وتستحقكم !!
ولا أحد يركض خلفكم، وكتاباتكم لن تحبكم لما تعرضونها علينا مسودات تحتاج لآلاف التدقيقات في كل جوانبا التركيبية واللغوية، تأنوا فلا أحد خلفكم، بل أمامكم قراء متلهفون لقراءة شيء يستحق وقتهم وتأملهم فيكم !
ارحمونا الله يرحمكم والله اليوم يا محلاه لما يختم بقصة جميلة "متعوب عليها" من هنا أو هناك، منكم تحديدا :أبونملة:
ويا ما أخيبه لما ينتهي بأنصاف القصص وأرباعها والمسودات البايخة المخيبة :أبونملة:

خلصت المحاضرة وثرثرتي ارتاحوا :d
بس اللي في القلب من مثل هذي المسودات والعبارات ما يخلص والله،
الله يرضى عليكم لا تخلونا نشوفها مرة ثانية =___=
وزي ختام كل محاضرة من هذه المنابر، والعبارة الشهيرة :
اكرهوني بكل قوتكم، أهم شي تطوروا وأمتعوني بما لديكم من طاقات كتابة إبداعية خلابة وهبتموها دون غيركم لتكتبوا قصص لا مسودات :d




-

السموحة منك حبيبتي سرداب، على هذه الفسحة الكبيرة التي أخذتها في موضوعك، =_=
ولكن بحق، نادرة جدا هي القصص التي تدعوني للرد بهذا الإسهاب والحمية، وأختمها بمحاضرة للجميع :d
ربما ثلاث قصص فقط فعلت فيها هذا، لشدة إبداع أصحابها، واستكانتهم لمستويات أدنى بكثير من طاقاتهم الجبارة والعبقرية، فلا أتحمل الصمت وأنفجر على هذا النحو المدمر =_=
أتمنى من كل قلبي أنه ليس مدمرا، :موسوس: بل بناء !
والورد لا يزكو حتى يسحق، تربيتُ عليها ومازلت أؤمن بها وأتأمل دوما من يطبقها علي، ويسحقني إن كنت أستحق السحق !


-


أنتظر منك كل جديد ومبدع ورهيف وحكيم كالمعتاد يا سرداب الحكيمة،
المعذرة على طول الرد وإن كان فيه ما يخز القلب بقسوة فهو لأجل الجميع .
زادك الله فضلا على فضل ولا حرمنا إبداعاتك ~

دهليــز
07-09-2013, 16:49
ѕɩʀαno

أهلاً وسهلاً بكِ عزيزتي، متشوقة لعودتك-ان شاء الله- :)

hangy
07-09-2013, 20:39
قصة رائعة عنوانها زاد من روعتها ارجو لكي توفيق المستمر

prison of zero
08-09-2013, 10:58
السلام عليكم ورحمة الله وبركـــاته , كيف الحال سِرداب ؟


تعجبني تلك القصص القصيرة جداً , التي تكون لذيذة رغم قصرها وبساطتها , الذي الوحيد الذي أزعجني قليلاً هو عدم معرفة من قائل تلك وذاك..
فقط.
أتمنى أن أرى جديدكِ عزيزتي دائماً , وحتي ذلك الوقت كوني بخـــير..^^

في حفـــــظ الله

دهليــز
08-09-2013, 21:35
هيكوراشي_كاجومي

أهلاً بكِ عزيزتي، وشكراً لكِ! سيسعدني أن أراكِ مجدداً.

prison of zero

وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته، أهلاً بكِ prison^^
بخير الحمدلله، أتمنى أن تكوني كذلك.

يسعدني أنها قد أمتعتك ولو قليلاً، فالصدق هو أني لم أبذل جهداً فيها.
كل ما كان يهمني هو المعنى، فيبدو أني ارتكبت أخطاءاً افسدت على القراء القصة.

شكراً لكِ عزيزتي، و أتمنى أن ألقاكِ مجدداً.
دمتِ كما يحب الله.

لاڤينيا . .
09-09-2013, 18:10
القراءة الأولى الضائعة :أحول: !
لنا عودة بعد أخرى أكثر تركيزا بإذن الله سردابْ ،،

دهليــز
09-09-2013, 19:20
القراءة الأولى الضائعة :أحول: !
لنا عودة بعد أخرى أكثر تركيزا بإذن الله سردابْ ،،

أهلاً وسهلاً بكِ وولف، سعيدة لرؤية كاتبة مميزة مثلك هنا~
بإذن الله، وأنا بإنتظارك :)

مِـدَاد`
10-09-2013, 01:55
تم تدمير الرد :نينجا::d
#10 (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1079979&p=33906603&viewfull=1#post33906603)
الله يسعد قلبك سرداب ~

دهليــز
10-09-2013, 11:50
ѕɩʀαno

يا فتاة أنا لم أكن أسعد يوماً برد مثل يومي هذا!
حتماً أحتاج للتمعن في ما كتبته، و أشكرك على التعنيف فوالله أني أستحق أضعافه! :e416: اعتدت على تدليل نفسي.
و المحاضرة الرائعة..هل يمكن أن أكون أكثر حظاً من وجودها في صفحتي المتواضعة؟
ѕɩʀαno، لقد أصبحتي معلمتي الجديدة. حفظك الله.

دهليــز
11-09-2013, 20:40
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من دواعي سروري أن أتواجد أخيرا في أحد صفحات المبدعة سرداب ^__^

و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته، أهلاً بك عزيزتي سيرانو.
أنا الأكثر سروراً بتواجدك هنا^^



أظن أنني لم أفوت لك من قبل أي قصة هنا، أو في قسم الواقعية،
ودوما أجد ذلك السرد الشيق والحوار اللاذع الجذاب في كتاباتك، وهو سر إعجابي بقلمك وتتبعي له بشغف ~
بالطبع علاوة على حكمتك وخيالك الفذ الذي يطبع كل قصة تقريبا، خصوصا تلك التي في الواقعية ما شاء الله تبارك الرحمن .

لم أتوقع ذلك أبداً، سعيدة لإطراءك حقاً. ليتني حقاً كنت بتلك الحكمة.


بالنسبة لنصك هذا، فهو قصة قصيرة جدا إذ لم يتعد الصفحة الواحدة .


حسناً. لا أدافع عن نفسي إنما أود أن أوضح أني كنت أريد إيصال معنى بقصة قصيرة. لم أبالي كثيراً بتنميقها لما أصابني من ملل شديد من السيناريو!
أردت أن أرميها و أكمل كتابة قصة أخرى في مخيلتي إلا أنني فكرت في وضعها طالما هدفي المعنى لا المتعة لما للمعنى من أهمية عندي.
أعتذر على ذلك. كان يجب أن أتقن عملي.ولكن على كل حال، كل الأخطاء الموجودة هي أخطاء أعاني منها في كل قصصي ولو لم يكن واضحاً.



لو لم أقرأ في سطريكِ التقديميين في الرد الثاني عبارة : [ يشبه ما نعيشه في حياتنا اليومية ] ، لما كونت مغزى واضح من القصة .
هو المغزى مؤكد موجود، ولكنه ضاع في تركيب القصة الذي يحتاج عملا أكثر.
والذي تبدى لي، أن الكاتبة تريد أن تقول أننا مسلمون بالمسمى فقط،

بالضبط!
و أعترف بفشلي.


ورثنا الإسلام عن آبائنا فقط مجرد اسم وشكليات دون عقيدة عميقة حقيقية تحدث الفارق الحقيقي بيننا كمسلمين وغير المسلمين .
ولهذا لما جعفر - جيمس سابقا - الذي أصبح يعيش في كنف طارق المسلم بطريقة ما، لم يشعر بفرق بينما كان عليه من عقيدة غريبة وما صار إليه مع طارق، وذلك لشدة السطحية التي يعيش بها طارق ويمارس بها دينه، والأرجح من سطري الكاتبة التقديميين أنه الإسلام .
ولهذا قال جعفر لطارق في آخر كلامه بل وتقريبا في كل عبارة نطق بها : لا فرق بيننا، أنت تشبه والدي، تحب الحياة .
والديه غير المسلمين واللذين علماه أن يؤمن بأنهم خلقوا كي ينشروا المحبة بين المخلوقات .

بالضبط. لقد فهمتها.


الفكرة - إن كانت كما فهمتها - فقد كانت جميلة جدا ، لو أن الكاتبة عمقت الرمز أكثر، وتعمقت في الشخصيات خصوصا طارق بشكل أكبر، وربطت خيوط كيف أصبح جيمس يعيش عند طارق باسم جعفر.

سعيدة أنك تظنين ذلك. ملاحظات قيمة حقاً.






كملخص، الفكرة كما قلت - إن وفقتُ في الوصول إليها كما أحببتِ إيصالها - فقد كانت رائعة جدا!
جدا ! واختيارك للقالب الذي ستوصلين به الفكرة ( طفل غير مسلم متبنى من طرف مسلم ) كان موفقا جدا ومثيرا للإعجاب بحق !
ولكن كان عليك الاجتهاد أكثر بكثير والتعب على إخراج القصة بالشكل المطلوب، من خلال توظيف أسس القصة القصيرة جدا .
وتعميق الشخصيات أكثر، من خلال التطرق لدلالات أعمق من مجرد حوار سطحي بين طارق وجعفر، أتذكر في هذا السياق قصة قصيرة جدا تحت عنوان : قطيعة ،
من أعجب ما قرأت بسطرين اثنين لا غير !

أشكرك حقاً على إقتطاع جزءاً من وقتك لتعليمي فن كتابة القصص. لدي الكثير لأتعلمه، وأنتي الوحيدة التي توافقني على ذلك.
أعلم أنك حيث تقفين تعلمين جيداً بل ترينني بوضوح، أنني لست سوى مبتدئة و بشدة، ولشدة التباين في مستويانا كان التعنيف أشد. وهذا أمر محمود و نادراً ما أجد المتمرسين يتبرعون بوقتهم في تعليم مبتدئ ما، لذلك شكراً لكِ من صميم القلب.



والقصة القصيرة جدا فن صعب للغاية، للغاية !
ولكنه ممتع في صعوبته، ورائع في محاولة الاطلاع على أسسه وتطبيقها والتمرن عليها باستمرار حتى التمكن منها .

لقد بدأت بتعلم كتابة القصص القصيرة أولاً، فإن فهمتها و تمكنت منها، سأتمكن بعدها من كتابة رواية ناجحة تستحق التقدير. أخذت هذه النصيحة من كاتب كبير.




أولا، ليس من العفوية في شيء أن تنشر مسودة نصك لقرائك ! وما لم تعدل نصك وتنقحه وتهذب أفكاره وحبكته وشخوصه وزمانه ومكانه عشرات المرات قبل النشر، فلا تسم ما نشرته [ قصة ]، ففي العالم أجمع تسمى تلك [ مسودة ] ! ولا أظن أن محترفا قد ينشر لقرائه مسودة مفتخرا مزهوا بذلك !
جديا، من المؤسف حقا أن نرى مثل هذه العقليات اللامبالية في التفكير تستشري بين رواد القسم كتاب الغد !
لما تنزل مثل هذه المواضيع أفقد مزاجي أياما بسبب مثل هذه الشاكلات من التفكير المستهتر بذائقة القراء، بل ومكانة الكاتب نفسه !
أدخل متلهفة للقصة لأفاجأ بمسودة، لا والمشكلة أن الكاتب يقدم لهذه المسودة بمقدمة شجاعة جدا تبيح له نشر مثل هذه النصوص المخيبة جدا بكل فخر !
فرعاكم الله، وأسعدكم، لمصلحتكم، وبالطبع لمصلحتي كقارئ،
بعدا عن مثل هذا النوع من التسابق للنشر، أو رفع عدد المواضيع، أو التلهف لردود أقسم لكم أن كلها مجاملة ممرضة أو في أحسن أحوالها صادقة عن عدم معرفة،
اكتبوا ما يستحق القراءة، لتنالوا ردودا تستحقونها وتستحقكم !!
ولا أحد يركض خلفكم، وكتاباتكم لن تحبكم لما تعرضونها علينا مسودات تحتاج لآلاف التدقيقات في كل جوانبا التركيبية واللغوية، تأنوا فلا أحد خلفكم، بل أمامكم قراء متلهفون لقراءة شيء يستحق وقتهم وتأملهم فيكم !

أعتذر وبشدة على ذلك و أتفهم شعورك فقد شعرت بمثل هذا من قبل. و هنا عبارة لفتتني تماماً و هي:لا أحد يركض خلفكم
في الحقيقة هذا أمر أردده على نفسي كثيراً حين كنت أرسم سابقاً، و أرددها اليوم على الكتابة لكن..ظننت أنني فعلت صواباً هذه المرة للمعنى.
أعتذر على ذلك سيرانو، أعلم أنه أمر محبط. أعدك بأني لن أقدم على فعل مثل هذا مرة أخرى، وإلا فيمكنك سحقي كما شئتي :d


السموحة منك حبيبتي سرداب، على هذه الفسحة الكبيرة التي أخذتها في موضوعك، =_=
ولكن بحق، نادرة جدا هي القصص التي تدعوني للرد بهذا الإسهاب والحمية، وأختمها بمحاضرة للجميع :d
ربما ثلاث قصص فقط فعلت فيها هذا، لشدة إبداع أصحابها، واستكانتهم لمستويات أدنى بكثير من طاقاتهم الجبارة والعبقرية، فلا أتحمل الصمت وأنفجر على هذا النحو المدمر =_=
أتمنى من كل قلبي أنه ليس مدمرا، :موسوس: بل بناء !
والورد لا يزكو حتى يسحق، تربيتُ عليها ومازلت أؤمن بها وأتأمل دوما من يطبقها علي، ويسحقني إن كنت أستحق السحق !


لقد أصبح لصفحتي قيمة بتواجد دروسك القيمة هنا، لذلك لا بأس.
و كون قلمي المتواضع نال منك إهتماماً ولو بشيء بسيط فهذا فخر لي حقاً لأن أنال إطراءاً من كاتبة متمرسة مثلك.



أنتظر منك كل جديد ومبدع ورهيف وحكيم كالمعتاد يا سرداب الحكيمة،
المعذرة على طول الرد وإن كان فيه ما يخز القلب بقسوة فهو لأجل الجميع .
زادك الله فضلا على فضل ولا حرمنا إبداعاتك ~

آمين ولكِ ولجميع المسلمين يارب.
ليتني كنت حكيمة حقاً، أسأل الله أن أكون كذلك يوماً ما.
حفظكِ الله يا معلمتي، و أعتذر بشدة لسوء تعبيري عن إمتناني الشديد لتواجدك هنا و وقتك الثمين و كل شيء.
اسعدكِ الله كما أسعدتني، وبالتوفيق لكِ. :)