PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : أدغال ماجيماند



darҚ MooЙ
28-08-2013, 20:17
http://www.m5zn.com/newuploads/2013/08/28/png//f447c187a74c81c.png



http://im37.gulfup.com/aeUlw.png

في بقعة من أجمل البقاع.. حيث تراقصت شلالات " كويزرا " المتلئلئة بألوان الطيف على بحيرة البجع الملكية

والتي أحاطتها سلسلةٌ من أكثر المناطق إبهاراً

أدغال " ماجيماند " الشهيرة

حول نارٍ أضرموها قريباً من البحيرة تحلق أولئك الثلاثة يتسامرون مستمتعين بشي سمك كويزرا الفريد

انما أحدهم بدا غير مستمتعٍ بذلك البتة !

- أهذا مااستطعتم اختياره للعشاء الليلة .. شكراً لكم إنه لاختيار عظيم حقاً .. الرفاق الأسوأ على الاطلاق
بابتسامة مستفزة قال ذلك الشاب عاجي الشعر فيروزي العينين : أنا من اخترته لسموكِ .. فقد علمت مقدار عشقكِ لهذه الوجبة العظيمة
جحدته بنظرة ساخطة من عينيها ياقوتيتا اللون : إنه لكرمٌ منك سمو الفارس الوحش
قالت ذلك ونهضت غاضبة وهي تربط شعرها الأحمر بلون عينيها وتتجه نحو رفيقتهم الصغيرة لتجلس بجوارها
بينما كانت الأخيرة تلتقط احدى السمكات وتبدأ بنزع الحسك عنها فالتقط هو الآخر سمكته وبدأ يتناولها بشهية

- أمي .. انها لذيذة للغاية تذوقيها
قالت تلك الصغيرة الحسناء ذلك باسمة فماكان من والدتها إلا أن قالت محاولة عدم اظهار تذمرها : ربما لاحقاً عزيزتي
- كما تشائين .. لن أجبركِ
عادت تأكل بلباقتها المعهودة ووالدتها تتأملها بحنان وحب ..

خيم السكون لفترة على تلك البقعة التي احتوت ثلاثة من أشهر وأبرز شخصيات مملكة كلاديسيا العظيمة

الملكة فلوريدا المتفردة بذلك الشعر الياقوتي العجيب وطفلتها الأميرة إيف ذات الشعر الزهري بخصلاتٍ ذهبية تفرقت على سطحه مضفية رونقاً خاصاً وانسجاماً مع عينيها الذهبيتين

والأخير .. كان الفارس المقدام الملكي المسمى بالقمر المظلم .. ذو القوة المبهرة التي يهابه الجميع لها

صمتهم ذاك لم يطل كثيراً .. فنسمات الربيع العذبة أطلقت العنان لذاكرتهم باستحضار أكثر اللحظات متعة .. في مغامرتهم الفريدة بتلك الأدغال الأكثر غرابة !

- إنها لمعجزة جليلة أن اجتمعنا مجدداً بعد تلك الأيام العصيبة
قالت ذلك الملكة الحمراء بعدما تنهدت بعمق واسترخت متكئة على باطن كفيها وهي تتأمل النجوم المضيئة بصخب في صدر السماء .. فما كان من تلك الأميرة الا أن أرخت رأسها على فخد والدتها التي سارعت تمسح بكفها عليه باسمة :
- بقدر ماكان وقتاً عصيباً .. فهو كذلك ممتع للغاية
حرك الفارس عصاً رقيقة في النار سرعان مااشتعلت ليضمها لرفيقاتها بينما يقول ضاحكاً : لاسيما حين يكون عدوك هو كريفيري المريض بداء الأنا !

بذهول وقلق هتفت كلتيهما : كريفيري !!

- أجل مابكما لما كل هذا الخوف ؟!
أجابته الأميرة باستنكار : ذلك الوحش هو الأكثر رعباً فكيف تجرؤ على قتاله ؟
متابعة لتساؤلها بلهفة قالت الملكة : بل كيف تواجه مثله حتى .. ألم تخشى أن يتحقق ماخط في الأسطورة عنه ؟

بابتسامته الواثقة أجاب : مثلي لايخاف من هو أكبر منه فكيف أخشاه أو أخشى سطوراً كُتبت عنه ؟ كان لابد من المخاطرة والا ماكنتم لتجدوني أمامكم الآن

فضول اعترى الأميرة الصغيرة مااستطاعت مقاومته فبادرت قائلة بلهفة : قص علينا ماجرى لك هناك .. كلي شوق لمعرفة تفاصيل لقائكما وكيف تخلصت منه

مؤيدة قالت الأخرى : ام وأنا كذلك أخبرنا بكل شيء

اعتدل في جلسته باسماً وقال بجدية : حسناً لكما هذا .. فلتستمعا الى قصتي وكريفري المتعجرف اذاً !

http://www.m5zn.com/newuploads/2013/08/28/png//654c971f4c3170f.png
منذ يومين وحينما هبت تلك العاصفة اللعينة مخترقة صفوف الفرسان ومفرقة جموعهم
ألقت بي على شواطيء بحيرة الليلك الأرجوانية العجيبة ..لأستفيق بعد غفوةٍ لم أحتسب مقدارها
نهضت أستكشف خفايا تلك البقعة الخالية الا من زهور الليلك وبحيرته الممتدة على مرأى البصر
حتى خلت أن لاسبيل للخروج أو النجاة من تلك البقعة المعزولة والتي حكت الأساطير أن لامفر منها !
واذا بي أسمع صوتاً يشبه في علوه زئير الليوث المجتمعة سوياً في بقعة ضيقة
قبضت كفي على سيفي متأهباً لقتال ذلك المجهول .. والذي روت الأساطير عن شخصه المبجل بأنه وحش لايمكنك الفرار منه .. وأن نظرة من عينيه تقودك للهلاك المحتم .. وسرعان ماتغدو ليلكية مصطفة مع رفيقاتها من الضحايا !
دون أن أملك مجالاً للتفكير حتى .. وجدته بهيئته المهيبة أمامي مباشرة يخرج من البحيرة الأرجوانية المتموجة مياهها
ذلك الوحش بجسد التنين وقرنٍ لمع ذهبياً في أم رأسهِ ضخماً طويلاً .. وجناحان شفافان يصفقان على جنبيه مخلفان إثر ذلك عاصفة هوجاء دفعتني للخلف أميالاً عدة !
نهضت بصعوبة متكئاً على سيفي وأنا بالكاد أستدرك مايحدث معي .. وماان رفعت الجزء العلوي من جسدي حتى رأيت رأسه الضخم قريباً مني .. وقد كان يظلني كالسماء حالما اقترب وقد استشعرت حجمه المهول !

سيفي لن يكون سوى ابرة تدغدغه فقط ! فما السبيل لنجاتي اذاً .. هذا فقط ماكنت أفكر فيه وقتها وأنا أحاول التفكير بسرعة قبل أن يداهمني بهجومٍ لاأستطيع ردعه ..

فتح فاه وهو يبتعد وقد برزت أنيابه الذهبية بلون قرنه ناطقاً بصوتٍ انعكست له في الأفق أصداءاً عدة

- أجبني من تكون أيها الدخيل ؟ للرحيل من هنا ليس لك من سبيل !

لحظاتٍ قصيرة حاولت فيها ايجاد أي شيء يمكنني من المقاومة .. فاستجمعت شجاعتي ونهضت دون أن أبدي له خوفاً أو تردداً .. وصرخت به كي يسمع صوتي الذي أيقنت أنه لن يصله بسهولة مقارنة بضخامته وعلو صوته : انني زائر قطع السهول والوديان بحثاً عن حاكمٍ جليل يحكم هذه البقعة .. فضولي واعجابي بشخصه المبجل وماسمعته عنه من حسن المقال أفقداني الصبر والمقاومة .. وأبيت الا أن ألقاه وأتعرف اليه شخصياً .. فإن دللتني عليه أكن لك شاكراً أيها العظيم !

صوب كريفيري عيناه المشابهتان لعينا الأفعى نحوي وقد لمحت بريقاً ذهبياً عجيباً بهما :
أتقول الحق ؟

أجبت بجدية وثقة : بكل تأكيد .. أوتراني أمازح عظيماً مثلك ؟

صمت قليلاً كأنما يفكر ومالبث أن سأل : لو أنك على حقٍ فأجبني عن أسئلةٍ ثلاث إن حللتها كان خلاصك .. وإن أخفقت فهو هلاكك !

وضعت يدي على صدري وبعهد الفرسان أدليت متكئاً على احدى ركبتيّ : ذلك عهدي أيها العظيم الضخم

قرب رأسه مجدداً متفحصاً وسرعان ماأبعده وقد أطلق لجناحيه العنان ليحلق وقد غطا البقعة بجسده الذي لم أستطع تقدير حجمه المهول حتى استقر على تلة عظيمة أحاطتها زهور الليلك من كل جانب منتهية بتلك البحيرة التي غدا ذلك الشعاع الذهبي الممتد من قرنه منعكساً على صفحتها الأرجوانية المبهرة

هتف بصوته الذي بدا متزناً أخيراً بعدما كاد يصيبني بالصمم لقربه مني :
إن كنت تعرف حاكم هذه المنطقة .. فأجبني عن أسئلةٍ ثلاث هي منقذك
- أجبني أيها الدخيل الغريب .. من يكون حارس الليلك العجيب ؟!

بسرعة أعدت سؤاله في ذهني محاولاً معرفة مايريده بالتحديد للاجابة .. فهل هو يرغب بأن أنطق باسمه أو رسمه أو لربما مايتناقله شعب مملكتنا عنه فأجبت بأول مااستحضره عقلي
" كريفري .. ان اسمه كريفري !"

نظر نحوي بنظرة شكٍ مريبة .. رغم ارتياحي أنه تمكن من سماعي دون أن أعلي صوتي .. انما كل ماأخشاه أن يكتشف حقيقة وصولي لمملكته فيثور غاضباً ويحدث مالاتحمد عقباه

ارتياح خالجني حالما رأيته يعيد رأسه قليلاً للخلف باستقرارٍ ليتهيأ لسؤاله التالي والذي أطلقه بكل فخر :

- لهذه المملكة اسمٌ مشهور .. هو بارز وهو مستور .. وعليه تربو الأسماك والطيور
جلت ببصري حولي متفكراً في سؤاله الذي لاأستطيع تذكر اجابته .. كل ماأتذكره هو أنها سميت بأشهر معلمٍ فيها .. وفوراً وقع بصري على البحيرة الضخمة الأرجوانية .. وأحلتها بعدها لزهور الليلك التي غطت الأرجاء ودون أن أراجع اجابتي قلت قبل أن ينفذ صبره : بحيرة الليلك ؟!
بدا غاضباً مما أقلقني فحسبتني أخفقت .. لكنه زمجر بسؤاله الثالث دون أن يمنحني فرصةً للتنفس :


شيءٌ يسير علي طحنه وهدمه .. وعسير عليك لمسه ووصله .. ويضمني وأنا أضمه

هنا صمت الفارس ينظر لتلكما الفتاتين بدهاء : ماتحسبا كان الجواب ؟

بحيرة قالت الملكة فلوريدا : لست أعلم .. انما مااستطعت الالمام به من خلال أسئلته السابقة .. فالجواب محيط به كما أظن ؟

وضعت الأميرة إيف يدها على ذقنها مفكرة بينما تقول : وأنا أظنه يختبر مقدار ماتلم به عنه .. فإن كنت صادقاً فستعرف كل تفاصيل الوحش الذي أعجبك كما ادعيت .. انما لم أفهم مايقصده بأحجيته تلك !

اتسعت ابتسامته وهو يقول بفخر : كلتاكما محقتان .. لكنكما لم تعطياني الاجابة بعد .. ولذا سأخبركما البقية

كنت أدركت ماقد توصلتما له .. فعرفت أن مايقصده ويريده هو شيء يخصه محيطٌ به .. ولا يضم المرأ سوى مسكنه .. إنما لو قلت أنه يسكن البحيرة سأكون مصيباً فقد رأيته يخرج منها .. لكنني تمهلت وفكرت قليلاً بكلمته الأخيرة .. فكيف له أن يضم الماء ؟! اذاً فما فكرت به خاطيء حتماً
وماان نظرت له أدركت مايعنيه .. فقد كان جسده الضخم يلتف حول تلك التلة العجيبة والتي اتضح لي ماإن أمعنت النظر فيها أنها مسكنه حقاً !

أجبته حينها باسماً : منزلك بعيد المدى والذي لايمكنني وصوله بينما يمكنك ضمه وتهديمه ان شئت .. هي تلك التلة التي استقر جلالتك عليها

- جلالتك ! .. أخبرني من أكون ياهذا ؟!
قال ذلك ساخطاً وصراخه خلف عاصفة جديدة مزعجة بالكاد تماسكت فيها متكئاً بسيفي على الأرض وقد غرزته بها .. وماا إن هدأت قلت وقد حافظت على ابتسامتي : وكيف أجهل مقصدي ومثلي الأعلى .. الحاكم الذي جبت العالم بحثاً عنه .. شككت في باديء الأمر بصدق ماظننت ولكني متيقن الآن أنك من أبحث عنه .. وفيت بعهدي ولا أظن مثلك يخلف بعهده .. أولست محقاً جلالتك ؟!

بدا أن غضبه هدأ قليلاً فغروره قد حل مكانه .. وسرعان ماحلق من جديد وحط في بقعة مالبثت أن برزت فيها فجوة كبيرة أعقبتها دوامة ذهبية اللون تموج بسرعة

قال مخاطباً اياي وهو يحلق عالياً : لقد نجوت هذه المرة .. إنما عليك أن تعلم أن من المحرم على أي بشريٍ دخول مملكتي والخروج منها .. كان يجب أن تكون طعاماً لي أو ليلكية أمتع ناظري بها .. ولكني عفوت عنك هذه المرة ولتكن شاكراً


أجبته ونشوة النصر تدغدغ قلبي : فخر لي أن ألتقي سموكم ..شكراً جزيلاً وأعتذر لاضاعتي وقتكم الثمين

لم يجب واكتفى بأن حرك جناحيه لتبدأ عاصفته المزعجة .. والتي ألقت بي في تلك الدوامة التي مااستفقت منها الا وأنا حرٌ طليق أستنشق هواءاً نقياً بعيداً عن أنفاس كريفيري العفنة

ضحكت كلتاهما بمرح أعقبته الحاكمة قائلة بامتنان : شكراً لعودتك سالماً اذاً .. لم أتوقع أن ينجو أحدهم من كريفيري المرعب .. لكنك كنت حكيماً كما هي عادتك

بغرور قال : ولو .. أنا الأفضل دائماً

بسخرية أجابته الأميرة : يالك من متعجرف .. إنك أكثر غروراً من كريفيري حتى

أطلقت كلاً منهما ضحكة مستمتعة وكلاً منهما تؤيد الأخرى بينما ظل مبتسماً بثقة وكأن لاشيء يمكنه التأثير به بل أردف يقول بلا اكتراث : ولما لا .. يحق لمثلي الغرور بالطبع

توقفت الحاكمة فلوريدا عن الضحك فجأة وقد بدأت تسعل وهي تبعد ذلك الدخان المنبعث من السمك المشوي ومالبثت أن قالت باشمئزاز :
- كم أكره هذه الرائحة
أعقبت وهي تبتعد لتجلس بجوار البحيرة :
- هذه الرائحة المزعجة تعيد لي صوراً من أسوأ مغامراتي حقاً .. مغامرة مليئة بالسمك
بمكر قال الفارس وهو يخلع درعه الذي تصدر زي الفرسان الأزرق الفاخر : مغامرة السمك هذه تبدو مسلية .. كلي آذان صاغية لسموكِ ..

- تهزأ بي ها

بحماس قالت الصغيرة الحسناء : هيا أمي احكي لنا ماجرى فكلي شوقٌ لمعرفة التفاصيل

fĿ♡ŔĪdΛ
28-08-2013, 20:29
تنهدت بنفاذ صبر ثم مالبثت أن أغمضت عينيها هنيهة تفكر وتستعيد تلك الحادثة العجيبة

فتحت عينيها وهي تنظر لهما بجدية وتقول بانسجام : اذاً استمعا لحكايتي

http://www.m5zn.com/newuploads/2013/08/28/png//ef0087aadbb40a1.png
منذ يومين وحينما غادرنا القصر وافترقنا كنت قد توجهت مع حاشيتي الى منطقة سمعت بحدوث الكثير من الغرائب فيها .. وكان أن قررت زيارتها بنفسي لمعرفة حقيقة مايجري فيها !

وفي ساعةٍ توقفنا فيها لتناول الغذاء .. رغبت بالسير وحيدة أستنشق بعض الهواء العذب وأسترخي في أحضان الطبيعة .. واذا بي وبينما أنا في لذيذ قيلولة سرقتني لحيظات بجانب النهر.. سمعت أصواتاً غريبة تخبطت بجانبي وأقضت مضجعي ، فتحت عينيّ أستقصي مايكون واذا بي بنور وهاجٍ أعمى بصري لفترة قصيرة !

شممت فيها رائحة تستنكرها حواسي .. وما إن انجلت الغشاوة عن بصري حتى وجدتني في مكان عجيب بدا كما لو كان مملكة الأسماك العظمى !!

ذهلت وصرت أنظر حولي حيث البحيرات والأنهار الممتدة في كل حدب وصوب .. وشجيراتٍ صغيرة تزين تلك البقعة .. والشلالات قد علا نغمها وتقافزت منها خيوط قوس المطر المتلئلئة .. وفي صدر البحيرة كانت تجلس حورية بشعر أشقر طويل للغاية .. وتاجٍ ماسيٍ يتصدر رأسها وعيناها الصفراوان بلون شعرها تضيئان كما لو كانت سمكةً على هيئة بشرية استنكرتها لوهلة .. وحولها تقافزت السمكات العجيبة ذات الألوان والأشكال الفريدة المتميزة .. كان عالماً غريباً عجيبًا بحق !

مستفزاً قال الفارس : اوه العالم المفضل لدى سمو الملكة ليتني كنت معكِ حينها لكنا اصطدنا الكثير من السمك لنطهوه عشاءاً لكِ

- اشش اصمت والا سمعتك .. ملكة الأسماك تلك متوحشة أكثر مما يبديه مظهرها
بتعجب قالت الأميرة : أحقاً ! ومالذي قامت بفعله لكِ ؟!
تنهدت الحاكمة فلوريدا وهي تستعيد مجريات ماحدث في ذهنها سريعاً ومالبثت أن أكملت :

نظرت نحوي بعد هنيهة قصيرة وسبحت بسرعة خاطفة لأجدها أمامي تجحدني بنظراتٍ مخيفة من عينيها الغريبتين .. قائلةً بنبرتها التي اتضح لي فيها كم كانت ساخطة غاضبة :

مالذي تفعلينه في مملكتي أيتها البشرية المتوحشة .. لابد وأنكِ من يسرق أطفالي ليغتدي بهم .. سأذيقكِ اليوم معنى أن تكوني شواءاً لأحدهم

ودون أن تمنحني فرصة للحديث صرخت بمن أسمتهم أبنائها : علي بالحربة لقتل هذه اللعينة وجهزوا الموقد لشيها !!

صرخت بلا وعي : قتلي ؟!! وشييّ كذلك ؟!

أجابتني وكل غضب الدنيا تجمع في عينيها : عقاب كل من يؤذي عائلتي وأطفالي

أجبتها مستنكرة أدافع عن نفسي : ومن قال اني ممن يستلذون طعم أطفالكِ العفن اسألي جميع شعب مملكتي وإن كنت قد تناولت سمكة واحدة برغبة مني فسأصنع من نفسي طعاماً لكِ دون أن تأمري حتى .. الرحمة ! وهاقد أصبح هذا الكائن المزعج متحدثاً كذلك .. لطالما قلت أني أكره السمك ولكن أحدهم لم يكن ليؤيدني هذه نتائج حبها وتناولها اذهبي لهم وعاقبيهم أنا لاشأن لي بأطفالكِ المزعجين بل أتمنى أن لا أراهم في مملكتي ذلك اليوم سيكون يوم سعدي

توقفت لألتقط أنفاسي بعد حديثي المتتابع لأستدرك نظراتهم الدهشة المصوبة نحوي .. فدون أن أدرك أظنني تماديت قليلاً ..

- حسناً قليلاً فقط .. حسبما أظن
قلت ذلك بارتباك وأنا أراهم يتهامسون فيما بينهم فتراجعت بخوفٍ خطواتٍ للخلف قصيرة لكنها استوقفتني صارخة :
الكذب سيضاعف عقابكِ أيتها البشرية المتوحشة .. تقتلين أطفالي وتأكلينهم وشعبكِ وتريدين الهرب بلا عقاب ! الويل لكِ !

" ألا تفهم هذه شيئاً ؟! أو ستظل تتهمني بكل سذاجة هكذا.. وليتهما اتهمتني بأمرٍ معقول انما بهذا ؟!! انها حقاً مجنونة بل الأكثر جنوناً على وجه هذا الكوكب بل والعالم بأسره "

صرخت بها مستاءة : ألا تفهمين ياهذه ؟! أأخرج معدتي لكِ لتصدقي أن سمكة لم تدخل بها يوماً ؟!
بكل جدية قالت : أجل افعلي !

أظنها مجنونة حقاً بل واثقة من أنها كذلك .. قطبت حاجبي وقد قررت تجاهلها واستدرت للخلف مغادرة .. لكنها ظهرت أمامي من عدمٍ لتفزعني مجدداً

- ماخطبكِ معي هاا أيتها المجنونة كفاكِ هذياناً كل من يعيش على ظهر الكوكب يعرف مقدار كرهي للأسماك فلا تحاولي اغضابي أكثر .. بامكانكِ محاسبة سكان كلاديسيا ان شئتِ أما أنا فلاتقحميني بهذا الأمر رجاءاً يكفي ماذقته من جروحٍ تسببتها عائلتكِ لي في صغري
بريبة قالت : وكيف أصدق هذا ؟

أجبتها بنفاذ صبر : صدقاً لاعلم لي .. ابتعدي ودعيني أعود قبل أن تفتقدني حاشيتي

عادت لعرشها المائي بعدما ظلت صامتة تفكر لفترة ومالبثت أن قالت : لمملكتي فروع في كل قطرة ماء تنساب على وجه البسيطة ! لايمكنني تملك جميعها .. فالبعض وجد ليكون هبةً وغذاءاً لبني البشر وكذا للأسماك الكبيرة .. والبعض وجد لحماية ورعاية الوليدات من الأسماك وآخرون هم المصدر الرئيسي لتكاثرها والآن اظنكِ عرفتِ مايحق لكم تناوله من أفراد عائلتي ومالايحق !

بضجر قلت : ليتكِ منعتها جميعها فلا فائدة ترجى منها على أي حال .. على كلٍ أنا ذاهبة سأبلغ رسالتكِ حتماً

غادرت مستاءة وقد ظننت أنها ستحقق لي الخلاص من عالم الأسماك المزعج .. ولكن كما يبدو لانهاية له أبداً .. هي مصدر ازعاج في كل حين حتى حين رغبت بقيلولة هانئة لم أتمكن من الحصول عليها فسحقاً لها .. واذا بشيء ما يستوقفني .. التفت واذا بي بتلك المزعجة مجدداً وهي تقول : لم أنتقم بعد لقتلكِ صغيراتي العزيزات

اعتراني الذهول والغضب ووددت قتلها حقاً لكني فوجئت بعشراتٍ الأسماك تسبح نحوي وكأنما المكان بدأ يتحول تدريجياً الى مياه تغمر تلك البقعة فما كان مني الا أن أطلق العنان لساقي بذعر وأنطلق مسرعة نحو المجهول .. هدفي الوحيد كان الخلاص من تلك الأزمة الكبيرة .. واذا بي أدخل بوابة الخلاص أخيراً لأخرج من تلك المنطقة المليئة بالسمكات المجنونة والتي كادت بالفعل أن تقضي علي ولكني تعثرت بشدة وتصبغت بالوحل من رأسي وحتى أخمص قدمي ّ وتهت كما ترون في هذه الأدغال وحقاً شاكرة لأنني التقيتكم والا لكنت بقيت عالقة هنا دون أن أعرف طريقاً للخلاص .. وتطلبون مني أن أحبها .. هيهات بعد مالقيته منها

ضحك كليهما بشدة ماإن أنهت حديثها فنظرت لهما باستياء شديد : تباً لكما أنا غاضبة الآن حقاً

بمرح قالت الأميرة ايف بين ضحكاتها : لا أرجوكِ لاتغضبي أمي .. كان الأمر مثيراً بالفعل

أردف الفارس الذي لم يستطع قطع ضحكاته : مسكينة أنتِ .. لو أنكِ أحببتها ماكانت آذتكِ

استطردت فلوريدا مغيرةً دفة الموضوع قائلة : انه دوركِ لتخبرينا بما جرى معكِ في رحلتكِ

الاميرة ايف
28-08-2013, 20:33
توقفت الأميرة ايف عن الضحك فجأة وهي تنظر لهما بارتباك : ماذا ؟ أنا ؟

أجاب الفارس بمرح : بالطبع أخبرينا بسرعة

بضجر قالت : انما لاتهزئا بي اتفقنا ؟

أومأ كليهما بالايجاب بجدية وفضول فأردفت تقول

http://www.m5zn.com/newuploads/2013/08/28/png//ab1fb0911bca070.png

حين غادر كليكما القصر شعرت بالملل الشديد وقررت الخروج منه وخوض مغامرة ممتعة تسليني
وبالفعل استبدلت ملابس الأميرات لأرتدي ملابس الفرسان وأتسلل من القصر خفية .. وقد امتطيت جريفينا الفرس النبيلة الشقراء وبها هرولت نحو الشرق دون قصد مكانٍ محدد

واذا بها تقودني لمتاهة فيروس الأكثر غموضاً في المملكة .. وما حل المساء علي الا وأنا ضائعة في قلبها .. دب الفزع بي وبدأت أوصالي ترتعش كلما تناهت لمسامعي تلك الأصوات المخيفة من زئير وعويل .. والفرس تقودني نحو المجهول وتغوص بي في أعماق الخطر دون أن أملك خيار المقاومة حتى !

خبرتي القليلة ماكانت لتسعفني في وضع كذاك .. ومالبثت أن وجدتني أمام قضبانٍ حديدية أحاطت مدخلاً لسجنٍ ما .. والسجين المجهول بداخله يئن حزيناً مكتئباً .. مما جعلني أشفق عليه وأقرر مساعدته للخلاص من محنته !

وبالفعل تركت جريفينا وتوجهت نحو تلك القضبان محاولة ايجاد المدخل منها وماكنت لأجده أبداً !
صرخت بذلك السجين : كيف أحررك ؟ ومن تكون ؟

اقترب ذلك السجين من النور قليلاً لأراه طفلاً ذو وجه بريء مسالم ودموعه تقاطرت على وجنتيه

فجأة تذكرت أسطورة تحكي عن سجين المتاهة المحظور الاقتراب منه فهو يلتهم كل شيء بقضمة واحدة ! .. لكنني كلما نظرت لتلكما العينان الأرجوانيتان البريئتان استنكرت وكذبت تلك الأسطورة !

غامرت بسؤاله مجدداً : من تكون وكيف أحررك ؟!

أجابني ببراءة وأسى : أنا لست أعلم كيف يكون الخلاص ولكن قرن تلك الفرس قد يكون نافعاً لتحطيم القضبان !

نظرت نحو جريفينا واستدركت مايعنيه فهي بالفعل تملك قرناً فولاذياً عجيباً .. وبسرعة أمرتها أن تحطم تلك القضبان لكنها أبت .. وبعد محاولاتٍ عدة انصاعت لي تلك العنيدة وحطمت من القضبان مايكفي لفتح بوابة صغيرة ينفذ منها ذلك الطفل

وحينها اقترب خطواتٍ منها وقد شقت ابتسامة ممتنة طريقها نحو شفتيه .. ومالبث أن خرج وقد انعكس نور الشمس الذهبي على جسده حتى بدأ بالتحول شيئاً فشيئاً .. وتبدلت هيئته الطفولية الرائعة لغول مخيفٍ بشع التهم فرسي المسكين في طرفة عين !!

اتسعت عيناي بذهول وأنا بالكاد أستطيع استيعاب شيءٍ مما يحدث .. وماان نظر نحوي حتى استجمعت شجاعتي دون ادراكٍ مطلقةً العنان لساقي بمجاراة الرياح أركض هاربة منه وهو يسرع خلفي !!

ومن حسن حظي فإن حجمي الصغير كان كفيلاً بمساعدتي لعبور المناطق الضيقة التي لايمكنه عبوره فتقدمته سريعاً لكنه لايزال لاييأس من اللحاق بي وهو يصرخ سآكلكِ !! فأدركت أنني ارتكبت خطأً فادحاً لا أعرف كيف أصلحه بوضعي ذاك

فكرت وفكرت وقررت اتخاذ خطوةٍ جريئة وقتال ذلك المتوحش .. فجمعت بسرعة ماوجدت من حصيات وأخذت غصناً ربطت فيه حزامي المطاطي وصوبته نحوه والذخيرة هي ماجمعت من الحصى

وماان لاح لناظري حتى صرت أرميه بها في عينيه وجبينه .. لكن الصدمة أنه لم يتوقف أبداً ولم يردعه ذلك بل كان يقترب ويقترب فصرخت فزعة وهرولت مجدداً هاربة

واذا بي أصل لطريق مسدود أمامي بحيرة وخلفي الغول فقلت بيأس : لا مفر من القتال !

وخطرت لي حينها فكرة فنظرت خلفي وقد بت أرى رأسه يلمع من خلف الأشجار فأعدت نظري للأمام بعزم وقفزت في تلك المياه لأغوص فيها منتظرة رحيله .. مر الوقت بطيئاً ثقيلاً وأنا لا أعرف مايحدث في الخارج .. كل ماشعرت به هو شيء ما يسبح في الأعماق متجهاً لي

أخفضت طرفي واذا بي بوحش بحري مخيف ذو زعانف كبيرة وعينان جاحظتان !!

سبحت للأعلى فوراً وخرجت من الماء لأرى أن الغول ينتظرني !! فيالها من مصيبة وحش امامي ووحش خلفي

كدت استسلم للموت لولا أن قفزت لذهني فكرة سريعة أنقذتني وسرعان ماخرجت من الماء واستلقيت على العشب مخفضة رأسي وقد قفز الوحش البحري فاغراً فاه ليلتهمني في الوقت الذي انقض فيه الغول عليه ليأكلني ظناً منه أن الوحش أنا .. واذا بكل منهما يقتل الآخر ويسقط مضرجاً بدمه

اعتدلت جالسة وأنا بالكاد أتنفس .. أهي الحقيقة أنني تخلصت منهما !

كانت بالفعل أعجوبة ومعجزة عظيمة .. سرعان ماهربت من ذلك المكان وخضت مغامرات أقل خطورة حتى خرجت من تلك المتاهة المخيفة .. وحمداً لله التقيتكم ومابقي سوى أن نعود للقصر لأرتاح هناك من عناء هذه المغامرة المرعبة

قالت فلوريدا بخوف : كان ذلك مرعباً حقاً حمداً لله أنكِ لازلتِ على قيد الحياة

بينما قال الفارس دارك : هذا لتتعلمي أن لاتنقادي لفضولكِ مجدداً أيتها الطفلة

- ستصمت أم لا ؟
- ماذا ان قلت لا ؟
ألقت حجرة صغيرة على رأسه فتأوه متألماً : شريرة
- تستحق
واذا بصوت الحاكمة يقاطعهم وهي تقول بسعادة : انظرا !!

نظر كليهما ليجدا الشمس ترتفع للسماء ناشرة ضيائها الذهبي في البقاع .. وقد لاحت أعلام القصر لهم أخيرا لتتسع ابتساماتهم ويصرخوا بفرح مهنئين بعضهم البعض .. مبتدئين رحلة جديدة .. هي رحلة العودة للديار .. مودعين أدغال ماجيماند والتي احتضنتهم بمغامراتٍ شيقة ممتعة رغم صعوباتها !

فإلى اللقاء ماجيماند ومرحباً بكِ كلاديسيا !

انتهـــــــــى

C U T I E
05-09-2013, 18:03
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أدغال ماجيماند

استمتعت جددًا وانا أقراها :e106:

تسلمون على مجهودكم الطيب :سعادة2:

Good luck :تدخين: