PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ ثنيّاتٌ أدبيَّة ] نتَيف نتَيفان



أمواج المحيط
24-07-2013, 15:10
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1928416&stc=1&d=1381655428




http://store2.up-00.com/Apr13/HTE74994.png (http://www.up-00.com/)

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً وسهلاً بكم في هذا الوضوع



بين الشرق والغرب قصصٌ تتناقلها الأجيال
يحكيها الكبار للصغار على مدى السنين
بعض هذه القصص تتشابه وبعضها تكون مميزة وفريدة
القصة التي اخترتها لكم اليوم هي القصة الوحيدة التي أتذكرها مِن حكايا جدتي حفظها الله
وهي قصة تراثية في المكان الذي أعيش فيه
المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية
كما أن هذه القصة موجودة في البحرين أيضاً
ورغم اختلاف بعض تفاصيل القصة مِن مدينة لأخرى في كل بلد إلا أن ذلك لمْ يغيِّر مِن الفكرة الأصلية للقصة
إنها خرافة: نتَيف نتَيفان
وبداية اسمه تُنطق: اِنـ
أترككم مع القصة



http://store2.up-00.com/Apr13/puf76546.png (http://www.up-00.com/)

في أحد البيوت الصغيرة في المنطقة الشرقية جلست الجدة أم أحمد بسعادة مع ضيفتها وصديقها القديمة أم عبد الله القادمة مِن البحرين ، كنتا تتحدثان عن أيام الصبا ومعهما فاطمة وزينب حفيدتا أم أحمد اللتان كادتا تنامان مِن الملل بعد أن تعطّل التلفاز لكن اسماً عجيباً لفت انتباههما في كلام الجدتين
سألت زينب بفضول:"ما هو نتَيف نتَيفان؟"
ردت جدتها أم أحمد:"إنها قصةٌ تراثية عن شخصٍ اسمه نتَيف نتَيفان ، وهي قصة جميلة جداً"
ضحكت أم عبد الله: "وما أدراهما مَن نتيف نتيفان؟ إنها قصةٌ قديمة"
قالت أم أحمد: "ما رأيكما أن تتوقفا عن التحديق بشاشة التلفاز التي لا تعمل ، وتستمعا إلى القصة على لسان أم عبد الله؟" ، قفزت الطفلتان للجلوس عند قدمي الجدتين فبدأت أم عبد الله:

"كان يا مكان في قديم الزمان ، كان هناك امرأة لا تستطيع أن تُنجب أطفالاً ، فكانت تتألم كلما رأت طفلاً وتتمنى أن يرزقها الله ولداً ، ذات يومٍ ذهبت إلى السوق واشترت سبع أرغفةٍ مِن الخبز"

قاطعتها أم أحمد: "بل أربع أرغفة!"
- "سبع"
- "أربع"
- "سبـ..."

اعترضتهما فاطمة: "حسناً! سبعة أو أربعة.. هل هناك فرق في القصة باختلاف عدد الأخوة؟" ، فردت الجدتان بصوت واحد: "لا"
قالت فاطمة بهدوء: "أكملا القصة رجاء!"
ابتسمت الجدتان ثم عادت أم عبد الله تكمل القصة:

"عادت تلك المرأة إلى بيتها حاملةً أرغفة الخبز ، ثم وضعتها في مَهْد للأطفال وأخذت تهز المَهد كما لو أنّ فيه طفلاً ، وأصبحت تهز المهد معظم الوقت حتى تعبت يداها ، وذات يوم جاءت إلى بيتها فقيرة ، فأدخلتها المرأة إلىالبيت طالبة منها أن تهز المهد بدلاً منها بينما تُحضر بعض المال ، فاتجهت الفقيرة إلى المهد وتعجبت حين وجدت الخبز فيه ، ومدت يدها و"نتفت" قطعة مِن أحد الأرغفة -أي: قطعت جزءاً صغيراً- فسالت قطعة الخبز دماً!
كان الله -عزّ وجل- قد رحم المرأة واستجاب إلى دعائها ، فأصبحت أرغفة الخبز أطفالاً حقاً ، ثم كبروا وأصبحوا رجالاً أصحاء ، وأما رغيف الخبز المقطوع فقد كبر أيضاً لكنه كان بأذنٍ واحدة لأن الرغيف لمْ يكن كاملاً ولهذا..."

هنا قاطعتها أم أحمد ثانية: "بل أصبح قزماً صغير الحجم وقصير القامة لهذا سُموه نتَيف نتَيفان"
اعترفت أم عبد الله: "كلامكِ منطقيٌ أكثر"
هتفت زينب وفاطمة باندماج: "وماذا حدث بعدها لـ نتَيف نتَيفان؟" ، فأكملت:

"كَبِر الأخوة وأصبحوا أقوياء بينما نتَيف نتَيفان كان موضع الاستهزاء والسخرية بسبب شكله ، وكان لكل واحد منهم حصان بينما لمْ يكن لدى نتَيف نتَيفان إلا تيس ليركب عليه ، وذات يوم ذهبوا جميعاً إلى أمهم وسألوها: "أليس لنا أي أقارب؟ خالة؟ عم؟" ، ولمْ تكن تلك المرة الأولى التي يسألون فيها هذا السؤال فأخبرتهم أن لهم عمة تسكن في بلاد بعيدة ، فقرر الإخوة السفر لزيارتها فـ..."

قاطعتها أم أحمد:"ليس هكذا! بل أخبرتهم أمهم أن زوجها قد ترك كنزاً مدفوناً في الصحراء ، وفي تلك الصحراء تسكن سُعلُوَة"
سألت زينب: "سُعلوَة؟"
قالت أم أحمد: "إنه اسمٌ لأنثى الجِن"
قالت فاطمة بحماس: "كنزٌ وجِن؟! أكملي أنتِ يا جدتي أرجوكِ!"
التفتت أم أحمد إلى صديقتها التي أبدت موافقتها وقالت ضاحكة: "على الأقل لنْ تقاطيعيني يا عزيزتي" ، فأكملت أم أحمد هذه المرة:

"انطلق الإخوة للبحث عن كنز أبيهم ، فركب كلٌ منهم حصانه وبقي نتَيف نتَيفان الذي لمْ يكن يستطيع الركوب على الأحصنة لقصر قامته ، ولمْ يكن يرغب في أن يركب التيس فقال لإخوته: "دعوني أركب معكم" ، فرفضوا ذلك وسخروا منه
غضب نتَيف نتَيفان ودعا عليهم: "الله يعطيكم بحر في بحر في بحر!"
بعد مدة من بداية الرحلة فوجئ الأخوة ببحر واسع يقطع طريقهم فنادوا أخاهم: "يا نتَيف نتَيفان يا أخانا تعال وساعدنا" ، فرد عليهم: "لستُ أخاكم ولا أباكم!"
أخذ الإخوة يدعونه للقدوم ويرجونه إلى أن وافق ، فتقدم راكباً تيسه وهو يقول: "تيسي يشرب وأنا أشرب! سأصنع لإخوتي طريقاً!" ، وفعلاً أخذ البحر يختفي شيئاً فشيئاً حتى تمكنوا جميعاً مِن العبور ، فطلب نتَيف نتَيفان مِن إخوته أن يركب معهم لكنهم رفضوا وتركوه
غضب نتَيف نتَيفان ودعا: "الله يعطيكم أسل في أسل في أسل!"
بعد مدة توقف الأخوة مِن جديد بسبب كمية هائلة مِن نبات الأسل اعترضت طريقهم ، ومرة أخرى نادوا أخاهم: "يا نتَيف نتَيفان يا أخانا تعال وساعدنا" ، فرد عليهم: "لستُ أخاكم ولا أباكم!" ، فتوددوا إليه حتى رضي ، فانطلق بتيسه قائلا: "تيسي يأكل وأنا آكل! سأصنع لإخوتي طريقاً!" ، فأخذت النباتات تختفي مِن أمامهم ، فأكمل الأخوة طريقهم متجاهلين نتَيف نتَيفان الذي أعاد طلبه عليهم
دعا نتَيف نتَيفان في تلك المرة: "الله يعطيكم جبل في جبل في جبل"
بعد مدة توقف الأخوة بسبب جبال شاهقة اعترضت طريقهم فنادوا: "يا نتَيف نتَيفانيا أخانا تعال وساعدنا" ، فرد عليهم: "لستُ أخاكم ولا أباكم!"
كرروا رجاءهم وأعادوا توددهم حتى تقدمهم بتيسه قائلا: "تيسي يكسر وأنا أكسر! سأصنع لإخوتي طريقاً!" ، فعبر الإخوة لكنهم في تلك المرة قبلوا طلبه ، فركب نتَيف نتَيفان مع أحدهم بينما حمل آخر التيس معه ، ثم تابعوا مسيرهم حتى وصلوا إلى مكان الكنز ورأوا السُّعلوَة وقد كانت مخيفة جداً لكنهم سلموا عليها فردت السلام وقالت: "لولا سلامكم الذي سبق كلامكم لأكلتُ لحمكم وشربتُ دمكم!"
اطمأن الإخوة وسألوها عن الكنز فدلتهم عليه ثم دعتهم ليناموا بعد رحلتهم الطويلة في بيتها الصغير ، فذهبوا معها وناموا إلا نتَيف نتَيفان الذي لمْ يثق بها بينما جلست هي حيث تراقبهم ثم قالت بصوتٍ مسموع: "حلّ الليل ونامت العيون ، ولمْ تبقَ إلا عيني وعينكَ يا الله!" ، فرد نتَيف نتَيفان: "وأنا معكِ يا عمة!" فسكتت السُّعلوَة بعض الوقت ثم أعادت جملتها فرد عليها نتَيف نتَيفان بنفس الرد ، وبقيت تكرر الجملة من حينٍ لآخر وهو يرد إلى أن كررتها ولمْ تسمع رداً
كانت السعلوة تنتظر نومهم حتى تجهز ما تحتاجه لآكلهم فنهضت بسرعة دون ان تدري أن نتَيف نتَيفان تعمّد التظاهر بالنوم ، فأيقظ أخوته وأخبرهم أنّ عليهم الهرب بعد أن يضع كل واحد منهم جذع نخله مكانه حتى يبدو بأنهم ما يزالون نياماً ، ففعلوا كما قال وأسرعوا بالفرار حاملين كنزهم ، ولمْ تنتبه السُّعلوَة لما فعلوه إلا بعد أن هربوا فقالت: "نتَيف نتَيفان هو السبب بالتأكيد!"
أما نتَيف نتَيفان فقد عاد مع إخوته إلى أمهم بعد أن أصبح موضع احترام إخوته وتقديرهم ، وعاشوا جميعاً بسعادة وهناء!"

سألت أم أحمد: "هل أعجبتكم القصة؟"
ردت زينب وفاطمة بسرور: "كثيراً"
قالت أم عبد الله: "لكن قصتي أكثر مرحاً فقد حصل في الطريق كما قالت أم أحمد إلى أن وصلوا إلى سيدة سألوها ما إذا كانت عمتهم فأجابت بالإيجاب وجهزت لهم مكاناً للنوم في بيتها ، ثم حدث كما قالت جدتكما أيضاً فقد كانت تلك المرأة ساحرة آكلة للحوم البشر لكن نتَيف نتَيفان اكتشفها وهرب مع إخوته
الفرق هو أنهم حين عادوا إلى أمهم سألوها كيف تحاول عمتهم أكلهم ، فاعترفت أمهم أنه ليس لديهم عمة لكنها كذبت إشفاقاً عليهم ، ولم تتصور أنهم سيقعون بين يدي ساحرة!"

حدقت الطفلتان في أم عبد الله للحظة ، ثم انفجرتا ضحكاً


http://store2.up-00.com/Apr13/umJ76546.png (http://www.up-00.com/)
ممنوع النقل دون ذكر اسمي واسم المنتدى

ريحانةُ العربِ
14-11-2013, 03:08
شكرًا على القصةِ كانت ممتعة .


بواسطة تطبيق منتديات مكسات

أمواج المحيط
17-11-2013, 10:43
بعد هذا الرد الوحيد ، والذي جاء بعد وقتٍ طويل نسيتُ فيه هذا الموضوع
قمتُ بإعادة قراءة ما كتبتُه هنا
لا ألوم أحداً لأنه لمْ يرد :e412:
حقاً.. كيف كتبتُ هذا الشيء؟

المهم


Alice Saudi

أشكركِ شُكراً جزيلاً يا أختي لأنكِ رددتِ على هذا الموضوع رغم عدم كفاءته
ألف ألف شكر :e20c:

ريحانةُ العربِ
17-11-2013, 11:33
حقًا ! لكنها أعجبتني ، فأنا أُحِبُّ مِثْلَ هذه القصص الخيالية ، لاتيأسِ فعدد الردود لا يهم ؛ المهمُ هو الأسلوبُ ، والحبكة ، وتجنبُ الأخطاء قدر المستطاع ، ولقد وجدتُ شروطي في قصتكِ تلك.


قلبي يتفطرُ على إخوتي ، يُعدمون شنقًا بسبب كونهم عرب !
يا أحواز سامحينا ! فالدنيا تنادينا!