PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ ثنيّاتٌ أدبِيَّة ] الغولة والسبع بنات~



sєcяєτ
24-07-2013, 13:54
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1928416&stc=1&d=1381655428



http://im36.gulfup.com/Vwhac.png

sєcяєτ
24-07-2013, 14:01
http://im31.gulfup.com/IEAoI.png
لطالما أمتعتنا جداتنا وأمهاتنا بأروع الحكايات , تعرفنا فيها تراثنا وتمتعنا بقصصها , سرحنا بخيالنا .. بعيداً .. بعيداً , كم تمنينا لو نكون جزءاً منها ؟
نخوض غمار أحداثها بأنفسنا ؟ ولكن هذا لم يحدث قط !
لكنّ هذا لم يمنع تلكـ الحكايات من أن ترسخ داخل قلوبنا ولا تمحى مهما طال الزمان و دارت الأيام ..
فها أنا اليوم .. أكتب تلكـ القصة التي عبًرت وبكل جدارة عن تاريخي .. أصالة شعبي .. عروبة فلســـــطين .

http://im31.gulfup.com/q9VPB.png
في هذه القصة تعلمتُ أن أكون طيبةً حنونة .. أفكر بعقلانية وأجد طريقةً ذكية لحل الأمور ..
لا أخاف من أحد إلا من خالقي ♥
أحسن لمن أساء إليّ .
أترككم مع القصة سائلةً المولى عز وجلّ أن تجدوا فيها المتعة والفائدة ..

الرجاء عدم الرد~

sєcяєτ
24-07-2013, 14:14
http://im32.gulfup.com/SHu6D.png






كان يا مكان , في قديم الزمان , يا صحب يا إخوان , كان هناكـ سبع أخوات يتيمات الأب والأم , يسكنّ في غرفٍ متجاورة , كنّ جميعاً يعملنّ في الخياطة والنَسيج ليكسبنّ قوت يومهنّ , في يومٍ من الأيام , وبينما الأخت الصغرى تخيط ما ستبيعه في الغد , هبّت ريحٌ قوية كفاية لإطفاء شمعتها التي تنير لها حجرتها , والتي كانت تخيط على ضوئها .


آه .. ماذا سأفعل؟! عليّ إنهاء هذه القطعة الليلة وإلا لن آكل غداً ...لا بأس سأذهب لأختي الكبرى علّها تعطيني عوداً من الكبريت أضيء بهِ الشمعة .

وذهبت الأخت الصغرى إلى حجرة أختها الكبرى .. لتدق بابها فتفتح لها أختها :


ماذا هناكـ؟
آه .. أنا آسفة ولكن شمعتي انطفأت بينما أعمل وأعواد الكبريت نفذت من عندي , هل لكـِ بإعطائي واحداً؟
اذهبي من هنا واطلبي هذا من الذي أطفأ الشمعة !

وصفعت الباب في وجه أختها من دون أن تسمع ردّها حتى ..
فكرت الأخت الصغرى بأن أختها ربما متضايقة من شيءٍ ما أو أي شيءٍ يبرر تصرفها هذا .. لتذهب لأختها الثانية .. وتدق بابها ويدور الحوار السابق نفسه , بيد أن هذه الأخت قالت لها :


ليس لدي الكثير من أعواد الكبريت , وأنا أفضّل الاحتفاظ بها لنفسي للطوارئ

وصفعت الباب هي أيضاً .. ليتكرر الموقف مع بقية أخواتها ..
لتقف الأخت الصغرى حائرة فيما ستفعل!!
هل ستعود أدراجها وتنام ؟ أم تعود لتترجى أخواتها لإعطائها نوراً ؟ أم ..؟
ولكن فجأة وهي تتلفت حولها حائرة رأت ناراً في الأفق .. لتتجه نحوها دون أيّ تفكير.


سأصل إلى حيث تلكـ النار وأضيء شمعتي ثم أعود أدراجي .. آه يا لسعادتي سوف أكمل عملي ..

هرولت في طريقها بسرعة , والنار تتضح لها شيئاً فشيئاً حتى وصلتها , اقتربت أكثر لترى ناراً كبيرة , موضوعاً عليها قِدرْ ,لم تجد أحداً قرب النار أو القِدر , فأضاءت شمعتها وهمّت بالعودة , بيد أنها توقفت عن التفكير في العودة !! لتبدأ في التفكير بما يحتويه ذلكـ القدر ؟؟


لن يحدث شيء إن ألقيتُ نظرة .. ثم أنه ليس هناكـ أحد هنا ,

فتحت القدر لترى قطعَ لحمٍ كبيرة تُطبخ .. رائحتهُ شهية جداً فما بال طعمه؟؟


هذا هو ما أحتاجه بالضبط .. ولكنني لا أعرف لمن هذا كي أستأذن منه ..

لتسمع حركةً خلفها و تلتفت بحركةٍ عفوية , لترى صبياً بشعرٍ منفوش , ملابس رثة , بشرته متسخة , أظافره طويلة !!
ليقول لها بصوتٍ مخيفٌ نوعاً ما : من أنتي ؟؟ ابتعدي عن طعامنا .. وإلا أخبرتُ أمي الغولة !!
أمه الغولة؟! إذن هذا الطعام للغولة !! إذن سوف آخذه .. إنها شريرة وسارقة أيضاً .. سآخذه وأعطي كل محتاجٍ أعرفه !! ولكن كيف؟؟ وكيف اعرف ما في داخل هذا القدر , هل هو خروف أم يكون إنسان يا ترى؟ لتلمع فكرةٌ في رأسها .. وترد على سؤال الفتى السابق متصنعةً الرقة والهدوء : اعذرني .. ولكن لِم تطبخون الدجاج في قدرٍ كبيرٍ كهذا؟؟


هذا ليس دجاجاً .. هذا لحم الضأن .. هيا اذهبي من هنا قبل أن تأتي أمي الغولة وتضعكـِ في هذا القدر ..
آه .. أنت طيبُ القلب .. ولكن ليتني أستطيع الرحيل فقدمي قد جرحت !! هل لكـَ أن تُحضر لي قماشاً نظيفاً أضعه على الجرح ؟! تستطيع ان تحضره من ذاكـ البيت هناكـ ..

أعجب الغول الصغير بمدحها له .. وذهب يحضر لها ما طلبت .. بينما بدأت هي بالاسرع بوضع قطع اللحم في الشال الذي كانت تلف به نفسها .. وما إن انتهت كان الغول الصغير قد أتى .. شكرته لحسن صنيعه ثم تصنعت اللطف لتقول : لقد ألقيت نظرة على اللحم في القدر ,إنها قليلة .. هل تكفيكم حقاً؟


إنها ليست قليلة .. لقد كان خروفاً كبيراً
تعال وانظر بنفسكـ

ليتقدم الغول الصغير ناحية القدر ويميل إليه ليرى ما بداخله , فانتهزت الفتاة الصغرى الفرصة و دفعته داخل القدر , وأغلقته عليه .
أخذت اللحم الملفوف بشالها و شمعتها التي أضاءتها وعادت إلى حجرتها بسرعة قبل أن تأتي الغولة , وزّعت قطع اللحم على المحتاجين , ولم تنسَ أخواتها أيضاً اللواتي خجلنّ من تعاملهنّ السابق والمشين معها .
بينما وصلت الغولة لمكان القدر بعدما يئست من محاولة إيجاد ابنها الغول .. لتبدأ بإخراج اللحم .. لتجد أنه قد تغير ..لتقول بصوتٍ أجش : لم يكن في اللحم أظافر كهذه ! ولا شعر .. ولا ..!!
لتعي أنّ هذا هو ابنها .. فتقسم على الانتقام له .. لتتنكر في اليوم التالي في زي بائعة حليّ , وتبدأ بالبيع لتصل حجرات السبع بنات قبيل غروب الشمس !!
بدأت بالأخت الكبرى لتقول لها بعد أن دخلت حجرتها : إنكـِ جميلة جداً .. يداكـِ تناسب أساوري تماماً يا ابنتي .. خذي جربيها ..


لترد عليها الأخت الكبرى .. ولكنني لا أملكـ المال !
المال ليس مهم! سوف أهديكـِ ما يعجبكـِ
آه .. هذا لطفٌ منكـِ يا خالة , شكراً لكـِ

بدأت الأخت الكبرى برؤية الأساور والحليّ .. وعينا الغولة تتفحص الحجرة .. لتسألها بعد انتهائها من تفحص الحجرة السريع ذاكـ : ماذا أكلتِ على العشاء البارحة با ابنتي؟


آه .. العشاء .. لقد كان لذيذاً جداً .. لحم الضأن ..

لتنفرج أسارير الغولة ..أخيراً وجدت من تبحث عنه .. وسألتها مرةً أخرى لتتأكد من شكوكها :أنا أحب لحم الضأن جداً .. هل تبقى لديكـِ منه ؟؟


للأسف لا يا خالة .. أختي الصغرى هي من أحضرته لي .. ربما لديها المزيد .. لا أدري! يمكنكـِ الذهاب إليها إنها في الحجرة السابعة .
شكراً لكِ يا ابنتي .

خرجت الغولة بعد أن أعطت للفتاة ما تريد .. واتجهت للحجرة السابعة .. لتفعل المثل مع الأخت الصغرى .. وتصل حيث سألتها : مذا أكلتِ على العشاء البارحة يا ابنتي؟
لترد الاخت الصغرى بسعادة بالغة : لقد أكلتُ الضأن بعدما سرقته من الغولة ..
لتقص عليها الحكاية كلها .. لتثني عليها وتشكرها لأنها خلصت الناس من الغول هذا !!
وهي تعرف جيداً أنها قتلت ابنها...
لتقول لها بألم متصنع : آه .. أخذنا الكلام .. كيف سأعود الآن ؟ بيتي بعيد ..لا أقوى على السير في الظلام !!


لا بأس يا خالة .. سأرافقكـِ .. هيا بنا !
شكراً لكـِ يا ابنتي.

تأخذ الغولة الفتاة إلى مكان القدر .. ولكن في وسط الطريق لاحطت الفتاة أنّ هذا الطريق يصل إلى مكان القدر والغولة !!
لتنظر إلى العجوز التي ترافقها فترى الاظافر الطويلة , وقدميها المتسخة من تحت العباءة !
بدأتا لفتاة بالتفكير في طريقة تخلصها من هذه الورطة , فقالت للعجوز – الغولة - : ما رأيكـ أن نستريح هنا قليلاً ؟؟ لقد تعبتُ و أنت بالتأكيد تعبتِ .. أليس كذلك؟
تلعثمت العجوز :أاه.. أاجل.. تعبت .. لنستريح .
وبينما هما جالستان .. عرضت الفتاة على الغولة أن تنظف لها شعرها .. فوافقت الغولة بسرعة !
وأصبحت الفتاة كلما تُخرج قملةً من رأسها تصيح بصوتٍ عالٍ : جاي يا عرب جاي!
وتكرر الأمر أكثر من مرة .. ولم تمضي نصف ساعةٍ حتى كان رجال القرية قد أتوا إلى حيث الصوت .. منهم من أتى بفأس ومنهم من أتى بسكين , وآخر أحضرعصا .. وهكذا.
فصاحت الفتاة الأخت الصغرى ..: هذه الغولة تريد أكلي .. وهي من سرق خرافكم و أولادكم ..
لينقضّ عليها أهل القرية جميعاً ..ليتخلص الناس من شر الغولة وابنها بفضل هذه الفتاة الطيبة والذكية ~

وتوتة توتة خلصت الحدوتة .. حلوة ولا ملتوتة ؟!

http://im37.gulfup.com/hw6x0.png


و ختــاماً ..

كم أتمنى لو تعود تلكـ الأيام ..
التي نسمع فيها حكاية ً منكـِ يا أمي ..
في ليلةٍ ظلماء ..
حيث أغطيتنا تغطينا كلنا لا يبان سوى وجهنا ..
نستمع إلى ذلك الأمير الذي فاز بمحبوبته ..
فنفرح ونحلم ~
أو إلى تلكـ الغولة أكلة الأطفال..
فنجزع ونبكي ~
كم اشتقت إلى حضنكـ يا أمي ♥
وكم اشتقت لحكايتكـِ يا جدتي ♥



/ ♥ /



الحقوق لمنتدى مكسات ولي..
أرجو عدم النقل بدون ذكر المصدر
في رعاية الرحمن
رمضـــان كريـــم

şᴏƲĻ ɷ
24-07-2013, 22:00
حجز
>>> أكره الحجز ولكِن ما باليد حيلة :e058:


حكايَة جميْلَة جدَّاً,
للأسَف أشَفقت على ابن الغُولة الأحمقَ :محبط:
ولِكن شرُّوره وعائلته أودَت بهم لتلكَ
النَّهاية بفضَل الأخت الصَّغرى الِّتي تعامَلت بذكاءْ مع
مَن أساء لها وَ انتهزَت فرصَة فعل الخيْر مهما كان
ذلِك صعباً ومخيْفاً متى ما سنحَت لها الفرصَة دُون تردَّد
لقَد أعجبِت بذكاءها وقوَّتها وعفوها حقَّاً


شُكراً لحكآيتك الجميْلَة وَ هذا المُوضوع اللَّطيْف
+ رآق لِي بنر المُوضوع جدَّاً ما شاء الله


دُمِت بأحسَن حآل و بالتَّوفيْق لكِ

أمواج المحيط
25-07-2013, 02:38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ما شاء الله.. قصة جميلة
يبدو أن الأخت الصغرى قوية وجريئة وذكية فعلاً حتى تفعل كل هذا!
تسرق طعام غولة مُعرضة نفسها للقتل.. قلتُ هِه لا بأس
لك أن تدفع ابن الغولة إلى داخل القدر؟! :eek:
بصراحة أشفقتُ على الفتى المسكين!! :جرح:
أعجبني رجال القرية حين فهموا نداءها ولبوا النداء :أوو:


بالتوفيق
في أمان الله

Miss saw
26-07-2013, 20:16
السّلام عليكم ورحمةٌ من الله وبركاته ..~

كيفَ حالكِ قلبوووشتي وعمري..
إن شااء الله بكامل صحّتكِ وعافيتكِ
ما شاء الله عليكِ يا روحي .. تباركَ الرحمن !*
لم أكن أعلم أنكِ تملكين قلماً ينبضُ بالإبداع هكذا ..
تلاعبكِ بالكلمات والمفردات وكيفية صياغتها وحنكتكِ بإعادة بلورة القصة باضافة لمستكِ الخاصة .. أصفت بريقاً لامعاً على القصة وأعطت رونقاً لابدّ من الاشادة اليه..~
اعجبتني القصة كثيراً..
وراق لي تصرف الأخت الصغرى < وقدْ كرهت الأخريات الستّ :غول: !!
في البدء, حزنتُ على موتِ الغول الطفل كثيراً :بكاء:
بدى لي مُسالماً و ودوداً :d
لكني فكرت فيما بعد أنه لو كبر , فسيصبح كابوساً مدمّراً للقريةِ حتى أكثر من أمه الشريرة :d
فخيراً ما فعلت الاخت الصغرى ..
ذكيّة وجريئة وشجاعة للغاية .. ناهيكِ عن كرمها الكبير .. فحتى بعدَ فضاضة أخواتها معها, لم تمنع نفسها من إعطائهم ما حصلت عليهِ من اللحم.
أحببت طريقة تفكيرها بكيفية الخلاص من الغولة الشريرة.

وقبل أن اخطّ رحالي بعيداً.. لابدّ من الإشادة أيضاً بجماليّة التصميم وتنسيقِ الكلام وبريقه الذي أضفى جمالاً إضافياً فوقّ محتواه وما نسجته أناملكِ ..
مووفقة يا غالية ..
بحفظِ الرحمن حبيبتي :أوو: