PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ ثنيّاتٌ أدبِيَّة ] أُسْطُورَةٌ آكِلُ القُلوبْ



Crystal Soul~
24-07-2013, 11:55
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1928416&stc=1&d=1381655428





http://im36.gulfup.com/Ho526.png

Crystal Soul~
24-07-2013, 12:22
http://im38.gulfup.com/5h3Kl.png


كغيرنا من شعوب العالم كانت هنالك حكايات أثرت تراثنا اتصفت بالخروج عن المألوف
و ابتكار الجديد ، هنا أقدم لكم قصة شعبية جزائرية سمعناها من الأجداد
و هي حقيقة آكل قلوب الأطفال "حدّو" و هو كائن يخرج بوقت الظهيرة
ليقتلع قلوب الأطفال و يأكلها


.


http://im35.gulfup.com/PYett.png



أتى يوم الجمعة فيه و تجمعت فيه العائلة ببيت الجد، بعد تناول طبق الكسكس من يدي جدتي الزكية. أراد الأولاد الخروج للخارج و اللعب مع الجيران ، منعتهم جدتي وقالت سيخرج إليكم "حدُّو" ،جلس الأولاد حول جدتي بخوف فضحكت و قالت سأحكي لكم قصته و أخيه.
كان يامكان و سالف العصر و الأوان كان هناك ملك بلغ في غناه أعالي العز و البذخ ، و كان له ولدان وحيد و مقدام تعودا على الدلال و راحة البال .
فكأي أب خائف على أبنائه و ملك قلق على مملكته إتجه إلى حكيم قرية بعيدة و شكى له حاله و رجاه أن يمن له ببعض من حكمته ،
رد عليه الحكيم قائلا: بهذه الطريقة قد تفقد أحدهما كل حسب جوهره و تفكيره .فقال الملك بسرعة:لا خير في ولد جوهره خبيث
أومأ الالحكيم برأسه موافقا ثم طلب من الملك إحضار تفاحتين من شجرة النور النابتة فوق تلة الظلام و عباءتي الأميران.
فعل الملك ما طلبه الحكيم و أحضر له التفاحتين و فوقهما العباءتين ، مسح الحكيم كل تفاحة بعباءة ثم نقش فيها كلام بخط رقيق و قال براحة :إنطلق يا سيدي و كن مرتاح البال و بعد 3 أيام سيظهر لك من تعلق به الآمال . تعجب الملك من كلامه ثم عاد إلى قصره .
في صباح اليوم التالي إختفي الأميران من فراشهما و وجد محلهما تفاحة حمراء لامعة منقوشة بكلام رقيق فدعى لهما الملك بالسداد و التوفيق
إستيقظ وحيد بخمول و نظر حوله بعدم استيعاب و استغراب ففزع عند رؤيته لصقران يتقاتلان بالقرب منه و أفعى بقربه شرع بالصراخ لكن صوتا رنانا همس بأذنه ساخرا: إياك و الصراخ يظنونك ميتا و هم لا يأكلون جثث الفراخ
كان سيرد على الإهانة لولا أن الصوت رجع يغني فأغمي على كل من في المكان. إستيقظ مجددا لكن هذه المرة وسط غابة فحك عينيه بتوجس عند رؤيته لامرأة فاتنة إسترسل شعرها الأشقر أسفل خصرها يتماوج بدلال تنظر إليه بعين بنفسجية عميقة و فم صغير نطق بصوت رقيق : قرية الأقزام حطمها غول من أيام و حول نصفهم إلى حجارة تنطق بكلام تحاول به جذب إنتباهك فتلتفت إليها و حينئد قل على نفسك السلام.
و إختفت كما ظهرت نظر وحيد الى مكانها باستهجان ،أعلي أن أعيش يوما غريبا كهذا و أنا الأمير المرتاح ؟
سار باتجاه النهر ثم قطعه عبر حجارة مصفوفة و هو يسمع الحجارة و الأشجار تناديه و تغريه بأن يستدير بعد فترة من السير خيل له أن رأى شخصا متمددا وراء شجرة قاقترب ببطء و نظر من جانب الشخص فصاح بتعجب: مقدام أأنت أيضا بهذا المكان المشؤوم؟
إستقام مقدام بسرعة و وضع سبابته على شفته بمعنى أصمت و قال بصوت بطيء منخفض: صمتا يا وحيد إن هذه الغابة مسكونة بمخلوقات خطيرة آكلة للبشر تستفيق عند الصراخ .
رد عليه وحيد ساخرا:يبدو أنك جربت ذلك يا رفيق
سمع مقدام صوتا هامسا من خلفه يناديه فسأل شقيقه: ألم تسمع الصوت الذي ينادي بإسمي ، و عندما باشر بالاستدارة الى مصدره قاطعته ظهور الجنية الشقراء لتقول بتعجب:أنا من قلت له ذلك ، و أنت إياك و الإستدارة لأي شيء أو شخص يناديك فإنك حينها ستتحول إلى حجر ، نظرت إلى وحيد بلوم قائلة :ويحك يا وحيد لم تحذر أخاك ..لم تنتظره ليجيب فقد حركت يداها بطريقة متناغمة مع همهمات تلفظت بها ليظهر بجانب كل منهما جوادا كالبرق و سيفا سلال و قالت : سيرا بطريق الغروب أسفل نجمة الشمال و و دعا الطمع و الإنجذاب لأي جمال فهما هلاك مهمتكما هذه ، الأقزام بقمة الأفعى ذات السبع رؤوس و ما يقتلها إلا ملح حورية الذهب و حارسة الجبال و الغول بجبل الريح و الظلام ثم اختفت بنفس سرعة ظهورها. بدون أي تعليق سار الشقيقان بطريق الغروب يرقبان نجمة الشمال حتى بلغا هضبة خلفها خمس جبال بين كل واحد و آخر بحر شاسع ، توقفا ليقطفا بعضا من التفاح من شجرة أسفل الهضبة لكن و حين اقترابها طارت تفاحتان من الشجرة نحوهما فرفعا سيفهما ليمسكاها و لكن وحيد لم يستطع فنزل من جواده ليلتقطها ،أكملا سيرهما يتحدثان عن واقعهما الحالي و عن إمكانية الإستيقاظ منه تخللته مناوشات بين الأخوين حتى وصلا إلى قمة الجبل الأول فنظرا إلى البحر الذهبي اللامع أمامهما بإعجاب و حين نزولهما وجدا أن رمل البحر ذهب ، إشتعلت عيناهما بالحماس من هذا المكان الذي يزداد غرابة كلما تقدما خطوة قال وحيد بسعادة: سأأسس مملكتا لوحدي بهذا الذهب و سأكون أغنى من والدي حتى .ضحك مقدام من قول شقيقه عند علمه هو يمزح ثم و فجأة ظهرت دوامة بقلب البحر خرجت منها حورية ذات ذيل وشعر ذهبي فاتن و قالت بصوت ناغم:ماذا لدينا هنا فارسان لقتل الغول أم خادمان له ؟.تنحنح مقدام ثم وخز شقيقه الذي كاد يتكلم و قال: نعمل تحت طاعة الغول يا آنستي و جئنا له بصيد وفير من الغابة المجاورة فهل تسمحين لنا بالمرور ؟، أردف بمدح: شقيقي مصاب فهلا تكرمت و قدمت لنا شفاء؟
إحتدت عينا الحورية بمكر وقالت: صيد وفير ،ها؟ أتراه أنتما تقدمان رقابكما له؟ تقدما و خدا كيس الملح هذا و حقا لا أتمنى لكما التوفيق . أخدا الكيس ثم مرا على الجبل الأول و بحره ثم الجبل الثاني أسفله بحر زمردي اللون فزاد لمعان عينا وحيد فتوعد بطريق عودته لإن يأخد من الأول و الثاني الكثير ، ثم الثالث و بحره و حينما وصلا إلى الجبل الرابع و نزلا برأسيهما الى الماء الملون أمامهما فهذا عقيق يلمع و ذهب و زمرد كل قطعة تنادي أنا الأجمل ، ظهر فجأة رأس قبيح أسود اللون على السطح ثم لحقه رأس آخر و آخر حتى صارت سبع رؤوس ، رفعا رأسيهما برهبة نحو الجسم الذي بدأ بالظهور و شهرا سيفهما نحوها لكنها ضربت الماء برأسها لتشكل موجة عظيمة أغرقتهما، بعد ضربات متتالية من الطرفين، أمسك وحيد الملح الذي قدمته لهما الحورية و رماه بعيني كل رأس من رؤوس الأفعى حى رأيا عيناها تحترف و ليزيد هيجانها
تحامل مقدام على نفسه ثم أمسك سيفه و سبح لجسمها و بالضبط منبت رؤوسها و ضربها هناك ثم وضع الملح مكان الجرح و عاد قبل أن تقضي عليه بتخبطها ، نظراإليها تتخبط و تختفي رؤوسها وحدا تلو الآخر حتى هدأت المياه ،فجلس وحيد على الشاطئ بين هذه الأحجار و قال بتعب تشوبه شهوة: ماذا أريد بثروة الغول مقابل هذا إذهب أنت و أنا سأبقى أنتظر ،لن أخاطر بحياتي أكثر . و بينما هو في غمرة طمعه سمع همسا وراءه فاستدار و بعدها عم الصمت..
كان مقدام قد مشى و ترك شقيقه يجمع ما يستطيع و صعد إلى قمة الجبل الخامس و نظر إلى المخزن العظيم الذي استقر عليه بداخله الأقزام دخل و حررهم فشكروه و قدمو له خنجرا سحريا و نصحوه ألا يركز بعين الغول اليمنى فهي تخدع الكائن و تحوله فورا
مشى الأمير بين الغابات و التلال حتى وصل إلى منطقة مظلمة تهب بها رياح ضارية ، وصل إلى قصر عظيم أعلى قمة الجبل تربع على بحيرة جليدية عكست السحب السوداء الكئيبة .دخل إلى القصر عبر الباب المفتوح حذرا، سمع خطوات قادمة نحوه فاختبأ أسفل طاولة بجانبه ، تقدم الغول نحو الطاولة فأمسك مقدام خنجره و شد عليه ، سمع ابتعاد خطواته فزفر بارتياح ، نظر إلى العينين اللتان تنظران اليه بشهوانية من الجهة الأخرى برعب شتت انتباهه عنها ثم رمى بالخنجر عليه فأصابها ، ركض من اسفل الطاولة و استقام على قدميه يسد أذنيه عن صراخ الغول القبيح .. سمع الغول يقول بغضب : عرفت ذلك مذ رميت التفاحة و أمسكتها بسيفك ! لكنك لن تهزمني يا فتى
أمسك منجله و بدأ يضرب به الأرض و مقدام في حالة دفاع و بعد ساعة خارت قوى الغول و مقدام و لكن في غفلة من الوحش قفز و سدد سيفه يسار صدره فخر الغول على الأرض ميتاً.
نظر إلى يمينه حيث ظهرت جنية الأقزام و قالت بسعادة و فخر: أنت كنت الفارس المقدام المنتظر ، بفضلك تحررنا من الغول و استرجعت طاقتي و سأحرر أقزامي من قيد الحجر
ابتسم مقدام على قولها فرحا بانجازه ثم تلاشى بسرعة تاركا وراءه السيف
عمت الفرحة بلاد الأقزام عدا وحيد الذي حقد على شقيقه و تحسر على قلبه الذي قدمه للجنية لتتحرر روحه من الحجر
و قرر حينها أن يكرس حياته لجمع أكبر عدد من قلوب الأشخاص و الأطفال ليستعيد قلبه و جسده من لعنة الغول
من ذلك الوقت ، أصبح وحيد يسمى "حدو" لأن حده عالم الأقزام أسير له
بظهيرة اليوم التالي عرف الملك بأن الأصغر من نجح في الإختبار و الآخر فشل ،أقام لإبنه حفل تتويج و بلحظة تنازل الملك عن العرش لابنه ظهر وحيد و تقدم من شقيقه و إقتلع فلبه أمام الجميع.
و هكذا هي أسطورة "حدو" الرجل الذي يخرج وقت الظهيرة ليقتلع قلوب الأطفال

Crystal Soul~
24-07-2013, 12:29
http://im38.gulfup.com/NaMKX.png

كيف حالكم يا أطيب ناس؟ ان شاء الله بخير..
رغم أنني أمر بظروف صعبة الآن وضعت قصتي بين أيديكم و الشكر يعود إلى أقرب شخص لتشجيعها لي
على عدم الإنسحاب
أعدت كتابة كل القصة بطريقتي الخاصة هع1 مع أنها كانت لتكون أجمل لو كانت بلهجتي :أوو:
لخصتها إلى أقصى درجة XD
بعض التصاميم ليست من تصميمي :نوم:
لا تلهيكم القراءة عن عباداتكم:قلب:
أعذروا ثرثرتي الكثيرة
http://im38.gulfup.com/lBxEP.png

Fяεεzιηg ωόĻf~
24-07-2013, 16:20
لي عودة :لحية:

şᴏƲĻ ɷ
24-07-2013, 21:57
يآهـ حكايَة سحريَّة جميْلة, لوهلة
خلِت أنَّني فِي ذلِك العالم السَّحري والأنهار
الجذَّابة والأقزام والغول المُخيْف والجنيَّة الفاتنة
كلِّ ذلِك كان يأخذُنِي نحو عوالم رائعة

الحكاية جميلة جداَ,
وصفكِ رائع فعلاً وقَد استمتعت بذلِك كثيْراً
حتَّى ودَدت لُو أحكيَها لأختِي بكلِماتكِ هذِه ذاتها دُون تغييْر :e056:

اختيآركِ مُمتاز, بالتَّوفيق فِي المُسابقة

أمواج المحيط
25-07-2013, 03:04
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


مــــــــذهلة! قصة أسطورية رائعة! :e327:
ما شاء الله.. لقد أحسنتِ الاختيار فعلاً!
القصة كأنها مِن القصص المشهورة عن الفرسان والأبطال
هل الأدب الجزائري يحتوي على الكثير مِن القصص التي تشبه هذه؟
أريد حقاً أن أعرف!
أحداث القصة وطريقة الوصف في قمة الأبداع
"حركت يداها بطريقة متناغمة مع همهمات تلفظت بها ليظهر بجانب كل منهما جوادا كالبرق و سيفا سلال"
يا إلهي! شعرتُ بأنني أراها! ما شاء الله
قصة جميلة جداً
والنهاية مميزة ومبتكرة ومذهلة!


بالتوفيـــــــــق :e303:
في أمان الله