PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : عطر الحب~The Scent Of Love- تمت إضافة الأجزاء الجديدة



ΐηѕρΐяαтΐση
13-07-2013, 03:21
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتهـ...
رمضان كريـــــــــــــــــــــــــم يا شباب :e418:
كل عام و أنتم بألف خير...رمضان في الصيف له نكهة مختلفة فعلاً :e404:
اليوم قررت أنزل الرواية من أول و جديد :e404: نظراً لأن القديمة من زمااااان جداً
منذ عامين تقريباً :e108:
و نظراً لأن هناك طلبات كثيييرة على الخاص بتكملتها :e414: قررنا إعادة نشرها
ياااااا رب التفاعل اليوم يكون زي النسخة القديمة :e417:

بسم الله الرحمن الرحيم...توكلنا على الله :e418:

ΐηѕρΐяαтΐση
13-07-2013, 03:31
الفصل الأول



قاعة ضخمة..واسعة ، تلونت جدرانها باللون البني الرائق الذي يميل للصفرة ، و أرضيتها الخشبية ذات
اللون البني المحروق تغطت بسجاد مشمشي اللون فاخر الخامة .
على نهج القاعة الدائري ، ارتصت طاولات الحضور على هيئة دوائر صغيرة ، كل طاولة جلس عليها ما بين 4 إلى 6 أشخاص...
تلتمع كؤوس شرابهم الوردي تحت ضوء الثريات المذهبة المتدلية من السقف المزخرف .
على جهة اليمين ، سارت تلك الفتاة اليافعة..ذات القامة الممشوقة و الشعر الذهبي اللامع و تنورة ثوبها القصيرة ذات اللون الأخضر
تتراقص مع نغمات كعب حذائها العالي و هو يرتطم بالأرضية . بدت متجهة إلى إحدى الطاولات في ذلك الركن الهادئ
و على شفتيها ابتسامة اجتذبت أنظار كل الرجال بالقاعة سرقة .
وصلت إلى طاولتها المنشودة ، فقالت بلكنة انكليزية بحتة : هذه الحفلة أكثر من رائعة ! ما رأيك يا أبي ؟!
رفع الرجل الجالس بمقابلتها بصره إليها ، ثم قال بنفس اللكنة السابقة : أجل ! يكفي أجوائها الإنجليزية الساحرة !
جالت الفتاة بعينيها الزرقاء في المكان حول والدها و كأنها تبحث عن شخص ما ، ثم التفتت إليه مرة أخرى قائلة : أين تاليا ؟! أنا لا أراها ؟!
زم والدها شفتيه قائلاً بلا اكتراث : لقد كانت هنا منذ قليل ! اتجهت لأصافح أحد معارفي..لربما طلبها أحد الشباب للرقص !
هزت الفتاة رأسها إيجاباً ثم استدارت مرة أخرى و لكن إلى ساحة الرقص الكبيرة التي توسطت القاعة .
وقعت عيناها على فتاة طويلة ذات شعر بني مسترسل على ظهرها بنعومة بالغة ، ترتدي ثوباً زهري اللون و قد أمسك
بيدها شاب وسيم الوجه ، يراقصها و عيناه معلقة بها..اقتربت منهما و هي تنادي : تاليا !
استدارت تاليا إليها بعينيها الخضراء مبتسمة و قد توقفت عن الرقص : مرحباً توكو !
بادلتها توكو الابتسام و هي تقول مراقبة تصرف الفتى الذي بدا معجباً بشقيقتها لأقصى درجة : ألن تعرفيني برفيقك ؟!
أومأت تاليا بسعادة و قالت بشيء من الحماسة المتوارية : هذا مايكل و هذه شقيقتي توكو !
صافحته توكو و هي تتأمله ، لقد كان وسيماً فعلاً..طويل القامة عريض المنكبين ، ذو وجه أبيض مع عينين
رماديتين و شعر بني فاتح قد مشطه بعناية .
قال مايكل و هو يتأمل الفتاتين : حقاً أنا محظوظ الليلة ! لقد قابلت ملكتي جمال في هذه الحفلة الرائعة !
ضحكت الفتاتان على مجاملته و صوت تصفيق الحضور من حولهما لانتهاء الرقصة يعلو أكثر فأكثر .
حيته تاليا برقة بالغة و هي تصافحه : شكراً جزيلاً لك على المجاملة الرقيقة و على الرقصة الرائعة !
انفرجت زاويتي فمه بابتسامة رائعة قائلاً : ليتني كنت مقيم هنا ! لتمكنت من رؤيتكِ مرة أخرى ! و لكن تعرفين ظروفي كما رويت لكِ !
أمالت تاليا رأسها بقليل من الحزن تقول : لا بأس عليك ! مع وجود هذه النوعية من الأشخاص الانتهازيين صعب أن تتمتع بحياتك !
أومأ لها و هو يقول منسحباً : تشرفت بلقائكما آنستاي !
ثم استدار راحلاً و كذلك فعلت الفتاتان ، سارتا بجوار بعضهما حتى طاولة والدهما فقالت توكو و قد بدا عليها
شيء من الإرهاق : هلا عدنا الآن يا أبي ؟! بدأت أشعر بالإرهاق و غداً يوم شاق !
أومأ لها والدها ناهضاً من مكانه فظهر بكامل ملامحه ، رجل قد خالط شعره الأسود خصال بيضاء رفيعة ، بدا من
حلته السوداء القاتمة الهيبة و الوقار على الرغم من ملامحه التي بدت و كأنه لم يتعدى الخامسة و الثلاثين من عمره .
فسار هو و الفتاتان لخارج القاعة بهدوء ، حتى وصلوا إلى سيارة سوداء فاخرة فركبوها..قال السائق الذي انتهى
لتوه من إغلاق الأبواب للفتاتين : إلى القصر يا سيد ويلير ؟!
أومأ له ويلير قائلاً : أجل ! و أخبرني كم الساعة من فضلك !
قال السائق و هو ينظر بساعة يده : إنه منتصف الليل يا سيدي !
ثم انطلقت السيارة مسرعة إلى وجهتهم .
بعد حوالي ساعتين ، كانت كلتا الفتاتين بملابس النوم جالستين على إحدى الأرائك الملونة بغرفة توكو .
قالت تاليا و قد بدا الحزن على محياها : إنه شاب رائع ! والده و شقيقه الأكبر يعملان بمجال الاستثمار الخارجي على نحو واسع !
لكنهم تعرضوا لنكبة مالية حادة فحجز المصرف على كل أملاكهم ..!
زمت توكو شفتيها متعجبة : هذا غريب ! لم يبد عليه الحزن إطلاقاً ! على العكس بدا مشرقاً و متفائلاً جداً !
أومأت لها تاليا و هي تنظر لعينيها الزرقاء قائلة : أظن أنه لو كان قد بقي يوم آخر لكنت قد وقعت بحبه بالفعل !
ابتسمت توكو و هي ترى الحياء قد بدأ يلتهم وجنتي شقيقتها فاشياً اللون الأحمر عليهما ، فقالت هادئة : و ما الذي أجبره على الرحيل ؟!
قطبت تاليا بشدة و قالت بضيق خالطته نبرة حزن : قال لي أن والده اضطر لطلب مساعدة عمه الذي لا يعرف عنه شيء !
و بالمقابل سيجبره عمه هو و شقيقه على التزوج من ابنتيه القبيحتين !
ارتفع حاجب توكو الأيمن و قالت متعجبة : قبيحتان ؟! يا الهي..! ما هذا الرجل ؟! مسكين مايكل...
ستتزوج القبيحة بينما تاليا الجميلة تكاد تموت غيظاً !
فنظرت لها تاليا و انهالت عليها ضرباً بالوسادة الريشية قائلة : كم أنتِ غليظة غليظة ! تصبحين على خير يا غليظة !
ثم نهضت مسرعة إلى غرفتها و صوت ضحكات توكو المرتفع يلاحقها .
..............................................
ارتفعت الشمس إلى عرشها بالسماء الفسيحة ، فوق السحب البيضاء القطنية تربعت ..تطل بأشعتها على أراضي تلك العزبة الكبيرة .
توقفت سيارة سوداء ضخمة أمام باب القصر الكبير ، فنزل السائق مهرولاً يفتح أبواب السيارة
لأسياده و ما لبث أن انطلق إلى حقيبة السيارة حتى يخرج منها الحقائب الضخمة .
علا صوت ذلك الشاب صاحب العينين الرماديتين متذمراً : الجو حار هنا ! حار للغاية !
رمقه شقيقه_ بنظرة أشبه ما تكون نظرة احتقار_ بعينيه الزرقاء الحادة ، ثم التفت إلى الرجل ضخم الهيئة
ذو الشعر البني الكثيف قائلاً : أليس على عمي العزيز الحضور لاستقبالنا ؟!
لم يجبه والده الذي اخذ يتطلع بالقصر الضخم دون أن يصدر أي حركة حتى ، أخذ شهيقاً قوياً و أخرجه
بعمق ثم تقدم يصعد درجات السلم الرخامية البيضاء و هو يقول : احملا الحقائب بأنفسكما و اتبعاني !
انصاع الشابين لأمر والدهما و تبعاه على الفور بعد أن حملا حقائبهما و حقائبه ، دخل الثلاثة القصر الكبير..وقعت عيني
والدهما على ويلير الواقف بداخل غرفة مجاورة للدرج الكبير يحدق به و قد اعتلى ملامحه الوجوم التام ،
فقال لهما و هو يبادله النظرات : ابقيا هنا !
أخذ الفتى ذو الشعر الأسود و العيون الزرقاء الحادة يراقب والده و هو يتقدم نحو عمه الذي لم يره بحياته سوى اليوم ،
قال و هو يبتلع ريقه بصعوبة : ليست لديك أدنى فكرة يا مايكل !
نظر له شقيقه فعلم على الفور مما يعاني فقال و قد بدا الأسى على ملامحه الوسيمة : بل أنا أدرك تماماً
ما الذي تعنيه يا دارك ! و أنا آسف لذلك أكثر منك !
ظل دارك جامداً بمكانه كالصنم يراقب شفتي والده الذي يحاول جاهداً إقناع أخيه بما يريده بلا فائدة ، فضغط على قبضته بقوة شديدة .
قال مايكل محاولاً تلطيف الأمر على شقيقه الكبير : انظر ! الخادمات يراقبننا و كأننا كائنات من المريخ! هذا طبيعي..مسكينات !
تعشن مع وحشين لا فتاتين ! أنا متأكد من أنهما قبيحتان للغاية !
حاول دارك مجاراته في قوله حتى لا يضايقه : و ما الذي يجعلك متأكداً هكذا يا ذكي ؟!
ابتسم مايكل باستخفاف قائلاً : ما الداعي الذي يجعل عمنا العزيز الذي لا نعرفه يبالغ في إخفائهما بهذا القدر ؟!
مؤكد لأنه يخجل من قبحهما !
رفع دارك حاجبيه يقول : حسناً ! كما تشاء !
انتقل لمسامعهما صوت ضحكات قادمة من أعلى الدرج ، فانتبها على الفور..قال مايكل : مستحيل أن تكون هذه الضحكات لإحداهما !
أخذ دارك يمعن النظر في الدرج و هو يستمع لصوت الأقدام النازلة عليه ، حتى ظهرت فتاة شقراء بارعة
الجمال اعتلت ملامحها الملائكية ضحكة أظهرت بياض أسنانها اللؤلئية .
وقع بصرها عليه فبدأت ضحكتها بالاختفاء و هي متفاجئة تماماً بكم الشبه بين هذا الشاب أزرق العينين و والدها !
فتح مايكل ثغره و هو يقول : مستحيل ! هذا مستحيل !
حينها نظرت إليه الفتاة على الفور ، فانعقد حاجبيها بضيق شديد و هي تجيل نظرها فيه بطريقة أقل ما يقال عليها أنها احتقار .
تناقل لسمعها صوت والدها من الغرفة المجاورة : توكو..! أهذه أنتِ ؟!
دخلت توكو الغرفة و هي تحاول إزالة تلك العقدة بحاجبيها دون فائدة ، بل إنها ازدادت
حين دخلت كلمات والدها نطاق سمعها : صافحي عمكِ سيبتميوس !
امتدت يد عمها الذي كان ابنه الآخر الواقف بالخارج يشبهه كثيراً فصافحته محاولة الابتسام ، تابع والدها
حديثه : سوف يبقى عمكِ و ولديه الاثنين معنا لفترة مؤقتة بالقصر !
أجابته و هي تتكلف الابتسام : بالطبع ! أهلاً بهم !
ابتسم والدها قائلاً يربت على كتفها : الآن عزيزتي ! اذهبي و راقبي العمال بالأرض فأنا لم أخرج لأطل عليهم اليوم !
أومأت له توكو و استأذنت بالرحيل مستديرة لمواجهة أبناء عمومتها الاثنين ، سارت بمحاذاتهما و مايكل يحاول
أن يبحث عن كلمات ليقولها دون فائدة ، بينما شقيقه العابس ظل يراقبها و يمعن النظر بعينيها..فعلى الرغم
من اتفاق عيناهما باللون إلا أنهما مختلفتان من حيث الحدة...و الوداعة !
للحظة دامت لأقل من ثانيتين التقت عيناهما و هي تمر لجواره بكل خفة ، أسرعت الخطى نحو الباب المفتوح
و خرجت تركض على درجات السلم و هي تنادي : ليوناردو !
بالداخل ، ظل الشابان متجمدين في مكانهما ، يجيلان النظر في الباب الذي خرجت منه توكو
قال مايكل بندم شديد : لا أصدق أنها هذه الفتاة !! حقاً إنه أمر غريب !
نظر إليه دارك و قال متعجباً : و ما الغريب بالضبط ؟!
تنهد مايكل بيأس و بادل شقيقه النظر : البارحة رويت لك عن سهرتي الرائعة بالحفلة الراقصة ، و الفتاة التي راقصتها..!
أومأ دارك برأسه و هو لا يفهم إلام يرمي أخوه من هذا الحديث ، فأردف مايكل : هذه الشقراء تكون شقيقة تاليا !!
ارتفع حاجب دارك و قد تمكنت تلك الضحكة من الفرار من بين شفتيه ، قال ساخراً من شقيقه النادم : الفتاة التي
أخبرتها أنك مجبر على التزوج من ابنة عمك القبيحة ؟!! حقاً يا له من حظ !
تناهى لمسامعهما صوت والدهما الضاحك : تعال لأعرفك بابنيّ الاثنين !
استدار الشابان لمواجهة عمهما ويلير الذي كان قد غلبه الوجوم بطريقة ملفتة ، امتدت يد مايكل على
الفور لمصافحته قائلاً محاولاً نسيان ندمه : مرحباً عمي ! أنا مايكل !
رمقه ويلير بنظرة ضيق شديد ثم قال و هو يمد يده إليه مرغماً : أفضل أن تناديني سيدي !
تشنج وجه مايكل عندما سمع تلك الكلمات من عمه لكنه لم يبدِ أي اعتراض على ما طلبه ، فقط
أومأ برأسه فانتقل بصر ويلير لشقيقه الواجم الذي كان كثير الشبه به .
قال سيبتميوس : هذا دارك ! ابني الكبير ! إنه لا يشبهني بشيء على الإطلاق..حتى طباعه !
إنه يشبهك بكل شيء !
ظل الاثنين يتبادلان النظرات دون حراك ، فقال سيبتميوس مرة أخرى : صافح عمك يا دارك !
لكن دارك لم يستجب لوالده ، بل قال بكل برود مما أثار حفيظة ويلير : سررت بلقائك سيدي !
رفع ويلير حاجبه الأيمن بابتسامة استخفاف : أنت تتعلم سريعاً ! ذكي !
لم يجبه دارك بل اكتفى بمبادلته النظر بينما سيبتميوس يكاد يموت غيظاً بسبب تصرفات
ابنه الحمقاء بنظره ، فهو لم يأبه أبداً بأمر عزة نفسه أو كرامته في هذا الموقف بالذات .
فهو على علم تام بطباع شقيقه الصغير ويلير ، المشابهة كثيراً لابنه العنيد .
تناهى لمسامع الأربعة صوت صراخ عنيف قادم من الخارج ، فزع الجميع و زاغت عينا
ويلير بكل اتجاه و هو يصيح عالياً : تاليا ! هذا صوت تاليا !

vemak
13-07-2013, 03:49
جميل جدا
:em_1f60e:
كل عام وانتي بخير
:e04c:
اعجبتني كلمة مشمشي
تحياتي لك

Amai chan
13-07-2013, 11:36
و يا إلهي لا أصدق عيناي

لا أصدق ما أرى

هل بالفعل عدتي

خلت أنك لن تعودي و لن تكملي القصة أبدا

تفاجأة عندما رأيت العنوان و قلت في نفسي ما هذا؟؟؟

لي عودة بعد القراءة

مِـدَاد`
13-07-2013, 12:18
دآآآآآآآآآآآآآآآآرك عآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآد طآآآآآآيرة أخبر أحدهم @__________________@ !!!!!
يا فرحتي بهذه الصفحة :قلوبآآآآت:
أهلااااا وسهلااااا ومرحبااااا بعودة أميرة الرومانسية فرووووسة :سعآآآدة:
سنربطك بالأغلال حتى لا تهربي مرة ثانية :ضحكة:

Golden.Girl
13-07-2013, 12:37
واااااااااااااااااااااااااااااااااااو روعة اكمليها اكمليها :e106:

prison of zero
13-07-2013, 13:20
حجــــــز كبيــــر ولي عودة إن شاء الله...

( لا تســـعني الفرحة الأن ^^ )

مِـدَاد`
13-07-2013, 14:43
فروسة سؤال استعجالي حارق قلوبنا لو سمحتِ :أبونملة:
هو احنا في النسخة السابقة كنا في الفصل كآآآم ؟ :أبونملة:
لأني رجعت للرواية ولم أجد أرقاما للفصول :ميت:
طبعا حتى نعرف بالتقريب إلى متى ستحترق قلوبنا لمعرفة ماذا حصل بعد آخر فصل :بكاء::بكاء::بكاء:

رميلة
13-07-2013, 15:55
يمه الحقيني داارك الوسيم رجع اخ يا قلبي e106
انا مو مصدقة حدا يقرصني ممكن اكون احلم :ضحكة:
صارلي مدة ادخل واقول ممكن حطت بارت جديد بعد البارت الاخير :غول:
بس ما لقيت غير الهوا :ضحكة:
يالله شوفي من الافضل تحطي موضوعين موضوع للمتابعين القدامى يلي يستنوا البارت المكمل :ضحكة:
وموضوع للمتابعين الجدد خليهم يقروا على مهل
تبي البارت من وقت ما كانوا بالمشفى اهئ اهئ

ΐηѕρΐяαтΐση
13-07-2013, 16:05
جميل جدا
:em_1f60e:
كل عام وانتي بخير
:e04c:
اعجبتني كلمة مشمشي
تحياتي لك


السلام عليكم و رحمة الله و بركاتهـ..
:em_1f619::em_1f619::em_1f619::em_1f619::em_1f619:
عموووووو فيمااااااااااك يا هلا يا هلا :e414:
ما عندك فكرة رؤيتك في أحد مواضيعي كيف ترفع من معنوياتي :e40a:
و أنت بألف خير ياااااا رب و دوماً متألق معنا و رافع من معنوياتنا دووماً :e056:
أحب اللون المشمشي لا أعرف لماذا :em_1f62c:

ΐηѕρΐяαтΐση
13-07-2013, 16:10
و يا إلهي لا أصدق عيناي

لا أصدق ما أرى

هل بالفعل عدتي

خلت أنك لن تعودي و لن تكملي القصة أبدا

تفاجأة عندما رأيت العنوان و قلت في نفسها ما هذا؟؟؟

لي عودة بعد القراءة


إحم إحم يا جماعة و الله كانت ظروف قاااتلة :e407:
المهم تسامحوني على هذا الغياب :e40f: سابقاً كنت أتهم الكتاب بترك رواياتهم بلا نهاية
الآن أنا منهم :em_1f605:
الحمد لله عدنا و بإذن الله لن نرحل :em_1f62c:
اشتقت لمكسات :e411:
شرفتينا ناتسوكو..و بانتظار عودتك :e418:
بأمان الرحمن~

مِـدَاد`
13-07-2013, 16:38
يمه الحقيني داارك الوسيم رجع اخ يا قلبي e106
انا مو مصدقة حدا يقرصني ممكن اكون احلم :ضحكة:
صارلي مدة ادخل واقول ممكن حطت بارت جديد بعد البارت الاخير :غول:
بس ما لقيت غير الهوا :ضحكة:
يالله شوفي من الافضل تحطي موضوعين موضوع للمتابعين القدامى يلي يستنوا البارت المكمل :ضحكة:
وموضوع للمتابعين الجدد خليهم يقروا على مهل
تبي البارت من وقت ما كانوا بالمشفى اهئ اهئ


للي بالأحمر + 1000000000000000000000000000 :ضحكة:

رميلة
13-07-2013, 16:41
للي بالأحمر + 1000000000000000000000000000 :ضحكة:




الحمد لله انو عندي مؤيدين
ساهم في نشرها وستحصل على البارت :ضحكة:

Beautiful Liar
13-07-2013, 16:43
سأعــــــــــــــــــــــــــود

ΐηѕρΐяαтΐση
13-07-2013, 16:58
دآآآآآآآآآآآآآآآآرك عآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآد طآآآآآآيرة أخبر أحدهم @__________________@ !!!!!
يا فرحتي بهذه الصفحة :قلوبآآآآت:
أهلااااا وسهلااااا ومرحبااااا بعودة أميرة الرومانسية فرووووسة :سعآآآدة:
سنربطك بالأغلال حتى لا تهربي مرة ثانية :ضحكة:



هههههههههههههههههههههههههه :em_1f606:
توقعتك بالمقعد الأول و لكن لا بأس بالثاني e404
يا مرحبا بيكي خالتوووووو :e418:
و الله فكرة حلوة...أنا كمان أضمن إني هافضل هنا على طوووول :e415:



فروسة سؤال استعجالي حارق قلوبنا لو سمحتِ :أبونملة:
هو احنا في النسخة السابقة كنا في الفصل كآآآم ؟ :أبونملة:
لأني رجعت للرواية ولم أجد أرقاما للفصول :ميت:
طبعا حتى نعرف بالتقريب إلى متى ستحترق قلوبنا لمعرفة ماذا حصل بعد آخر فصل :بكاء::بكاء::بكاء:



إحم إحم..لأنه لم يكن هناك أرقام بالقديمة قررت وضعها بالجديدة :e404:
ممممم..بس تقريباً إحنا وقفنا في القديمة عند الفصل العاشر أو التاسع :em_1f605:
عارفة إني هاضرب و يمكن تقتلوني :e404:





للي بالأحمر + 1000000000000000000000000000 :ضحكة:



انتي متحمسة وحدك مش محتاجة حد يشجعك عليا أصلاً :e108:
مش قولت إني هاضرب هنا النهاردة :e40f:

ΐηѕρΐяαтΐση
13-07-2013, 17:09
دآآآآآآآآآآآآآآآآرك عآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآد طآآآآآآيرة أخبر أحدهم @__________________@ !!!!!
يا فرحتي بهذه الصفحة :قلوبآآآآت:
أهلااااا وسهلااااا ومرحبااااا بعودة أميرة الرومانسية فرووووسة :سعآآآدة:
سنربطك بالأغلال حتى لا تهربي مرة ثانية :ضحكة:



هههههههههههههههههههههههههه :em_1f606:
توقعتك بالمقعد الأول و لكن لا بأس بالثاني e404
يا مرحبا بيكي خالتوووووو :e418:
و الله فكرة حلوة...أنا كمان أضمن إني هافضل هنا على طوووول :e415:



فروسة سؤال استعجالي حارق قلوبنا لو سمحتِ :أبونملة:
هو احنا في النسخة السابقة كنا في الفصل كآآآم ؟ :أبونملة:
لأني رجعت للرواية ولم أجد أرقاما للفصول :ميت:
طبعا حتى نعرف بالتقريب إلى متى ستحترق قلوبنا لمعرفة ماذا حصل بعد آخر فصل :بكاء::بكاء::بكاء:



إحم إحم..لأنه لم يكن هناك أرقام بالقديمة قررت وضعها بالجديدة :e404:
ممممم..بس تقريباً إحنا وقفنا في القديمة عند الفصل العاشر أو التاسع :em_1f605:
عارفة إني هاضرب و يمكن تقتلوني :e404:





للي بالأحمر + 1000000000000000000000000000 :ضحكة:



انتي متحمسة وحدك مش محتاجة حد يشجعك عليا أصلاً :e108:
مش قولت إني هاضرب هنا النهاردة :e40f:

Šiļěnť Řoŝe
13-07-2013, 17:56
حجز ولي عودة :e057:

Amai chan
13-07-2013, 19:01
أنا فعلا لن أحتمل مدة طويلة حتى الوصول إلى ما توقفنا عليه سابقا

سوف أجن قبل ذلك اليوم

كما أنني لن أنزع من رأسي إحتمال أن الآنسة فارسة ضوء القمر ستفر مجددا

أوافق sirano و رميلة ....يعني هل كنت مضطرة لإعادتها من إكمالها؟؟؟

لن أصبرررررررررررررررررررررررررررررررررررررر

أهئ أهئ ...أحذرك أن تتأخري بإنزال الأجزاء

أيضا يجب أن تقيدوها بالأغلال و الآن كما قالت sirano فنحن لا نضمن عدم هروبها

إنه إحتمال وارد بنسة 80 بالمئة كما فعلت بنا بالمرات السابقة

Šiļěnť Řoŝe
13-07-2013, 21:57
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يارب يعود رمضان على المة الاسلامية بالخير
كل عام وانت بالف خير عزيزتي
القصة جميلة بالفعل
بصراحة هي المرة الاولى لي التي اقرأ فيها قصة ليست كاندامية
واكثر شئ اعجبني صلة القرابة بين تاليا ومارك :d
دمت بخير

prison of zero
13-07-2013, 22:23
حجــــــز كبيــــر ولي عودة إن شاء الله...

( لا تســـعني الفرحة الأن ^^ )




ها قـــد عدتُ مجدداً للرد على روايتكِ الجميـــلة..

في الحقيقة , لقد كنتُ أتابع روايتكِ " القديـــمة " على حسب قول الأعضاء..

لكنني لم أقرأ منها سوى فصلين فقط , هذا لأنني قد أصبتُ بالإحباط لأنها رواية غير متكملة..

لكني رقصتُ فرحاً عندما أعدتِ كتابتها من جديد...^^

أتمنى ألا تتأخري علينا بالأجــزاء القادمة فانا متشوقة كثيراً..

سأعلق على الشخصيات لاحقاً فأنا لم أخذ ذلك الانطباع القوي نحوهم..

أسرعي في إنزال البـــارت عزيزتي...

في حفــظ الله

ΐηѕρΐяαтΐση
14-07-2013, 02:07
واااااااااااااااااااااااااااااااااااو روعة اكمليها اكمليها :e106:


يسلموووو بإذن الله ننهيها هذه المرة :e418:

ΐηѕρΐяαтΐση
14-07-2013, 12:22
يمه الحقيني داارك الوسيم رجع اخ يا قلبي e106
انا مو مصدقة حدا يقرصني ممكن اكون احلم :ضحكة:
صارلي مدة ادخل واقول ممكن حطت بارت جديد بعد البارت الاخير :غول:
بس ما لقيت غير الهوا :ضحكة:
يالله شوفي من الافضل تحطي موضوعين موضوع للمتابعين القدامى يلي يستنوا البارت المكمل :ضحكة:
وموضوع للمتابعين الجدد خليهم يقروا على مهل
تبي البارت من وقت ما كانوا بالمشفى اهئ اهئ





:em_1f62c:
المفروض أعمل موضوع مخصوص لمعجبين السيد دارك :ضحكة:
مممممم...أعرف و الله أنه ظلم للمتابعين القدامى و لكن لو ما افتتحته ما كنتم
لتتذكروا سطراً واحداً :em_1f629: الرواية منذ 2011 :e40b:
و لكن أعدكِ عزيزتي رمووولة أنني سأضع بارتاً كل يوم حتى نصل للجزء الذي توقفنا عنده
و ربما عندها أتوقف :em_1f62c: <<<< لو فعلتها لتقتلني خالتووو سيرانو :e107:









الحمد لله انو عندي مؤيدين
ساهم في نشرها وستحصل على البارت :ضحكة:



هههههههههههههههههههههههههههه :e412:
كل عام و أنتِ بألف خير و رمضان كريم :e106:
بأمان الله~

ΐηѕρΐяαтΐση
14-07-2013, 12:31
سأعــــــــــــــــــــــــــود



بالانتظار :e418:




أنا فعلا لن أحتمل مدة طويلة حتى الوصول إلى ما توقفنا عليه سابقا

سوف أجن قبل ذلك اليوم

كما أنني لن أنزع من رأسي إحتمال أن الآنسة فارسة ضوء القمر ستفر مجددا

أوافق sirano و رميلة ....يعني هل كنت مضطرة لإعادتها من إكمالها؟؟؟

لن أصبرررررررررررررررررررررررررررررررررررررر

أهئ أهئ ...أحذرك أن تتأخري بإنزال الأجزاء

أيضا يجب أن تقيدوها بالأغلال و الآن كما قالت sirano فنحن لا نضمن عدم هروبها

إنه إحتمال وارد بنسة 80 بالمئة كما فعلت بنا بالمرات السابقة



:em_1f62c: :em_1f62c:
أعدكِ بأنني لن أهرب...و الله لن أهرب هذه المرة :e411:
صبراً يا شباب صبراً و الله سنصل بسررعة للبارت الذي تريدونه :em_1f605:
سأضعهم سريييييعاً و الله :em_1f62c:
رمضان كريم:e418:
بأمان الله~

ΐηѕρΐяαтΐση
14-07-2013, 12:36
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يارب يعود رمضان على المة الاسلامية بالخير
كل عام وانت بالف خير عزيزتي
القصة جميلة بالفعل
بصراحة هي المرة الاولى لي التي اقرأ فيها قصة ليست كاندامية
واكثر شئ اعجبني صلة القرابة بين تاليا ومارك :d
دمت بخير



و أنتِ بألف خير يا رب :e418:
لي الشرف أن أكون أول تجربة غير كاندامية لكِ :e417:
أجمل شيء في هذه الروايات شخصياتها ::لقافة:: أنا أعشقهم جميعاً :e417:
أحياناً أتمنى لو كانوا حقيقة :ضحكة:
شكراً لوجودك معنا :e418:
بأمان الله~

ΐηѕρΐяαтΐση
14-07-2013, 12:51
ها قـــد عدتُ مجدداً للرد على روايتكِ الجميـــلة..

في الحقيقة , لقد كنتُ أتابع روايتكِ " القديـــمة " على حسب قول الأعضاء..

لكنني لم أقرأ منها سوى فصلين فقط , هذا لأنني قد أصبتُ بالإحباط لأنها رواية غير متكملة..

لكني رقصتُ فرحاً عندما أعدتِ كتابتها من جديد...^^

أتمنى ألا تتأخري علينا بالأجــزاء القادمة فانا متشوقة كثيراً..

سأعلق على الشخصيات لاحقاً فأنا لم أخذ ذلك الانطباع القوي نحوهم..

أسرعي في إنزال البـــارت عزيزتي...

في حفــظ الله



إذاً هناك قارئة ستكون متحمسة لما هو قادم :em_1f62c:
كل عام و أنتِ بخير :e418:
لا تقلقي البارت سينزل بعد دقائق...فقط النت يحترم ذاته معي :em_1f624:
بانتظارك :em_1f619:
في أمان الله~

ΐηѕρΐяαтΐση
14-07-2013, 13:11
الفصل الثاني

تناهى لمسامع الأربعة صوت صراخ عنيف قادم من الخارج ، فزع الجميع و زاغت عينا
ويلير بكل اتجاه و هو يصيح عالياً : تاليا ! هذا صوت تاليا !
.................................
اتجه الأربعة للخارج مسرعين ليروا ما الأمر ، و بمجرد أن خرجوا من باب القصر العملاق حتى
وقع بصرهم على ذلك الشاب الواقف بمنتصف الساحة أمام القصر .
بدا مضطرباً و هائجاً لأقصى درجة ، ممسك ببندقية طويلة يوجهها بأي اتجاه كل ثانية .
صرخ ويلير : ماذا يجري هنا ؟! لماذا أنت ممسك بهذه البندقية توم ؟!
نظر إليه الشاب المضطرب و هو يضحك بهستيريا شديدة قائلاً : سيد ويلير ؟! متى شرفتنا بمجيئك ؟!
تركزت أنظار الجميع على ويلير الذي بدا مرتبكاً بدوره ، أردف الشاب و هو يوجه البندقية نحو رأس
توكو الواقفة بجواره : أجئت لترى الأميرة الجميلة و أنا أقتلها ؟!
صرخ ويلير على الفور غاضباً : توم ! أيها المجنون !! ما الذي تفعله ؟!
ارتفع صوت ضحكات الشاب عالياً أمام أعين الجميع ، لكنه ما لبث أن صرخ فجأة بغضب : ما الذي أفعله ؟!
أنا أتخلص من ظلمك لي أيها الحقير !! أنتقم منك كما فعلت بي..! أنت حرمتني من حبيبتي و ها أنا أحرمك من ابنتك الجميلة !
أليست هذه من تذكرك بزوجتك الراحلة كثيراً ؟!!
اندفعت الدماء إلى وجه ويلير سريعاً ، و تشنجت عضلات وجهه المضطرب..خطا خطوتين للأمام باتجاه
ذلك الشاب الممسك ببندقيته و بابنته ، فصرخ توم على الفور : إياك و الاقتراب !! سوف أقتلها !
فاضت الدموع من عيني توكو الزرقاء ، و هي تراقب حركات والدها المرتبكة..قالت بصوت واهن : أرجوك توم ! لا داعي لكل ما تفعله..!
نظر إلى وجهها و بدأ يتأمله بنظرات مجنونة ، ثم اقترب من أذنها اليمنى
و بدأ يهمس : أنتِ لا تعرفين ماذا فعلتِ بي أنتِ و والدكِ !!
ما أفعله الآن هو أقل رد فعل على ما فعلتماه بي !!
ارتفعت يده إلى رقبتها فتزايدت دموعها أكثر بينما صرخ هو : ودعي الجميع الآن يا عزيزتي ! فأنتِ راحلة !
همس مايكل لدارك الواقف لجواره : ألن نفعل شيئاً يا دارك ؟!
كان دارك مرتبكاً ، لا يعرف ماذا يمكن أن تكون العاقبة إذا تدخل و حاول إنقاذها ، لربما يحاول هذا المعتوه قتله ثم يقتلها بعد ذلك !
و لكن إن لم يتدخل فقد يفقد تلك الفتاة التي أثارت عيناها اهتمامه و بشدة فقط بنظرة منهما !
ضغط على قبضته بشدة و هو يحزم من أمره جيداً ، همس لمايكل بهدوء شديد : لا تحدث أي حركة ملفتة للانتباه !
حاول أن تغطيني بينما أحاول أنا الوصول إليها !
أومأ له مايكل بحركة تكاد تكون غير مرئية ، فبدأ دارك بالتحرك من خلفهم جميعاً و مايكل يخفيه
كما طلب منه...التف حول دائرة العاملين الذين اجتمعوا خائفين حول هذا الشاب حتى صار خلف ظهره تماماً ،
لاحظ ويلير و سيبتميوس وجوده ، فصرخ سيبتميوس : دارك ماذا تفعل ؟!
استدار له الشاب على الفور فعاجله دارك بلكمة قوية بعينه أفقدته شيئاً من توازنه ،
فاجتذب توكو من بين يديه على الفور ثم جعلها خلف ظهره .
لكن ما لبث أن عاد الشاب لتوازنه حتى كاد أن يطلق نيران بندقيته على دارك لولا أنه أمسك
بها و جعل فوهتها إلى صدر الشاب فاستقرت الرصاصة بين ضلوعه مسقطة إياه أرضاً .
صرخ الجميع و هما يراقبان كلا الشابين يسقط أرضاً ، ركضت توكو إلى منقذها و هي تشعر
بأن قلبها قد خرج من مكانه ، أخذت تهزه و هي تحاول الحديث بلا فائدة بينما تنهمر الدموع من عينيها بغزارة .
أمسك فجأة بيديها و هو يستدير لمقابلتها ، التقت عينيه بعينيها الدامعتين و هو يبتلع ريقه بصعوبة قائلاً : لقد انتهى أمره !
أسرع ويلير إلى ابنته الدامعة و كذلك فعلت شقيقتها تاليا ، بينما ظل سيبتميوس متعجباً
من تصرف ابنه الغريب عليه ، أما مايكل فقد ركض كبقية العائلة .
هبط ويلير إلى ابنته و اجتذب يديها من يدي دارك و هو يعانقها بشدة ، قال باضطراب شديد : خفت عليكِ كثيراً !
بينما هي..ظلت عيناها معلقتين بعيني دارك الذي بدا متعجباً من نفسه أكثر من أي شخص آخر ،
فهذه هي المرة الأولى التي يتصرف فيها بهذا الشكل ، عادة لا يأبه لمشاكل الآخرين الذين يخصونه...
و لكنه خاطر بحياته لأجل فتاة عرف اليوم فقط أنها ابنة عمه !
أخيراً ، أدرك أنه لا يزال راقداً على الأرض يحدق بعينيها..فنهض سريعاً و هو يقول : يجب عليكم محو هذه الفوضى هنا !
نظر الجميع إليه بينما نهض ويلير و معه ابنته التي كانت ممسكة بيد شقيقتها ،
تناهى لمسامع دارك صوت قوي من خلفه : لا داعي للقلق ! أنا سأهتم بكل شيء !
التفت دارك خلفه ليرى ذلك الشاب الطويل ، مفتول العضلات ، ذو الشعر البني المحروق يحدق به بعينين لهما نفس اللون .
لم يجبه دارك ، بل ظل يراقبه و هو يتحرك بالقرب من توكو حتى وضع يده على ذراعها الأيمن
و هو يقول و قد غطى وجهه تعبير القلق : هل أنتِ بخير ؟! لقد طلبت الشرطة و الإسعاف !
لربما يكون من الأفضل أن يفحصك طبيب للاطمئنان على صحتك !
ابتسمت توكو بهدوء و قالت بأنفاس متقطعة لم تهدأ بعد : لا بأس ! أنا بخير ! يجب أن يفحص الطبيب ابن عمي..!
نظر إليها دارك متعجباً لأنها لم تنطق اسمه ، فاستدرك ويلير الأمر فقال : توكو عزيزتي ! هذا ابن عمكِ الكبير..دارك !
ضحكت توكو بوهن مازحة : مظلم جداً !
انفرجت زاويتي فم دارك بابتسامة خفيفة ، و قال : لا داعي للطبيب ! أنا بخير !
أومأ له ويلير و هو ينظر إليه قائلاً بلهجة حانية نوعاً ما مما أثار استغراب الجميع : شكراً جزيلاً لك !
حجراتكم الثلاثة جاهزة بانتظاركم !
ثم أشار إلى الشاب ذو الشعر البني لمحروق و قال : هذا ماركو ! إنه مدير أعمالي..!
سوف يطلعكم على نظام هذا المنزل و قواعده !
ارتفع حاجب دارك و هو يبادل ماركو النظر ، لم يعجبه هذا الشاب على الإطلاق و لا يعرف ما السبب !
قال ماركو مرحباً : تشرفت بلقاء السادة الثلاث ! أرجو أن تتبعوا الخادمة سيلا إلى غرفكم الآن
و بعد أن تنالوا قسطاً من الراحة سيكون لنا حديث طويل !
استدار الثلاثة تابعين تلك الخادمة التي أمرت اثنين آخرين بحمل الحقائب ، تتبعهم أنظار الفتاتين..
ضغطت توكو على يد شقيقتها و هي تهمس : أحتاج إلى الذهاب إلى غرفتي على الفور !
ابتسمت لها تاليا بحب و أخذت بيدها قائلة : لا تقلقي ! ستكون الأمور بخير !
ثم سارتا بعد أن ألقتا نظرتين سريعتين على الشاب المنصرع على الأرض غارقاً بدمائه ،
و قد سرت في جسديهما قشعريرة شديدة من هذا المشهد .

ΐηѕρΐяαтΐση
14-07-2013, 13:24
رن منبهها مثيراً ضجة عالية بحجرتها التي اعتادت على الهدوء ، فتحت عيونها بصعوبة فهي لم تنم جيداً البارحة بسبب كثرة التفكير .
فجأة ، اندفعت كل أحداث البارحة إلى ذهنها دفعة واحدة ، فنهضت جالسة و هي تفرك عينيها الزرقاء بضيق .
تنهدت بضيق عندما تذكرت هؤلاء الأشخاص الذين اقتحموا قصرها البارحة ، و قدموا ليعيشوا معها هي و شقيقتها و والدها رغماً عنهم .
لم تعرف أبداً لماذا لم يرفض والدها طلب أخيه !!
فعلى ما سمعت في المرات النادرة التي تحدث فيها والدها عن عائلته ، رسمت صورة في ذهنها لجدها برجل ظالم قوي لا يقهره أحد ،
و عمها لا يختلف عنه كثيراً ، همهما الأول و الأخير الحصول على المال و القوة ! معتبران إياهما مصدر السعادة الأبدية !
أنزلت قدميها أرضاً و هي لا تنفك تفكر في كل هذه الأمور ، أخذت منشفتها الطويلة من الخزانة و اتجهت للحمام بغرفتها...
لربما يساعدها حمام دافئ على الاسترخاء قليلاً .
بعد دقائق ، كانت قد تجهزت تماماً للنزول و الاهتمام بشئون العمال..فهي تعشق العمل معهم و تحب كثيراً قضاء الوقت برفقتهم...
هم أناس بسطاء ، همهم الوحيد بالحياة هو الحصول على رزقهم و الرضا به بكل قناعة ، مما ضمن لهم شيئاً من السعادة الأبدية .
فتحت باب غرفتها و هي تزيل خصلات شعرها الطويلة عن عينيها ، وقع بصرها على هؤلاء العمال بالغرفة المقابلة لغرفتها..
ينقلون قطع الأثاث الضخمة إليها ، بينما بوسط الغرفة وقف هذا الشاب _دارك_ يأمر و ينهى حسب إرادته .
أخذت تتأمله بعناية ، هو لم يبد هكذا البارحة عندما أنقذها...عندما كان ممسكاً بيدها...عندما نظرت إلى
عينيه الزرقاء الحادة ، لقد كان هادئاً...متلهفاً لشيء ما لا تعرفه !
أما اليوم ، فهو واقف هناك بكل برود..يبدو على ملامحه الغرور و الاستعلاء ، و من طريقة وقفته العجرفة و اللا مبالاة !
بدا متغيراً بنسبة تصل إلى المائة بالمائة !
أدار رأسه نحوها فالتقت عيونهما ، توقف عن الكلام لمدة ثانيتين شعرت فيهما أنه قد عاد كالبارحة ،
لكنه ما لبث أن أدار وجهه مجدداً و تابع ما كان يقوله .
ابتلعت ريقها و هي تنظر إلى الأرض بضيق ، ثم انطلقت متجهة إلى الدرج لتنزل عليه إلى طاولة الفطور .
كان والدها يجلس على رأس الطاولة من ناحية ، و عمها من ناحية أخرى ، أما تاليا فكانت تواجه مايكل الذي جلس في مكانها المجاور لويلير .
أسرعت بالتهام كعكة صغيرة و هي تقول : صباح الخير ! أنا بالأرض يا أبي !
أومأ لها والدها مبتسماً ، فأسرعت الخطى نحو الباب لتنطلق متجهة إلى مزارع والدها الكبيرة .
تناهى لمسمعها صوت قوي من خلفها : صباح الخير أيتها الأميرة الجميلة !
استدارت لتقع عينيها على شاب طويل ، أبيض البشرة ذا شعر أشقر و عيون زرقاء ، و قد برزت عضلات صدره من ذلك القميص البالي عديم الأزرار .
لم تجبه ، بل ظلت تحدق به مقطبة بسبب الشمس الحارقة ، فأردف بابتسامة ساخرة : ألم يلقبكِ توم هكذا البارحة ؟!
ضربته على ذراعه القوية بخفة و هي تقول متذمرة : ليو ! لا تعاود ذكر اسمه مرة أخرى ! كاد قلبي أن ينفلق نصفين بسبب هذا المعتوه البارحة !
سار بمحاذاتها و هو يمسك بيدها يربت عليها قائلاً : أعلم ! لقد كنت على وشك الامساك به لولا ذلك الشاب ! ضيفكم الشبيه بوالدكِ كثيراً !
هزت رأسها إيجاباً و هي تقول : من المفترض أنه ابن عمي الكبير ! ما رأيك به يا ليوناردو ؟!
زم ليو شفتيه قائلاً : بصراحة ! لم يعجبني بتاتاً ! بدا متعجرفاً و مغروراً للغاية منذ أن نزل من تلك السيارة !
ضحكت توكو بخفة و هي تسير في دوائر حوله في سعادة : أتعلم ليو ؟! أنت أعز صديق لدي ! لا أعرف ماذا كان سيحدث لي لو لم تكن أنت و تاليا بحياتي !
فابتسم ليو و هو يوقفها جاذباً إياها وراءه : كنتِ ستكونين بخير أنا متأكد ! الآن وراءنا عمل كثير فهيا بنا !
عالياً ، من تلك النافذة الزجاجية وقف يراقبهما بعينيه الزرقاء ، و هو يشعر بصخرة كبيرة قد أطبقت على صدره بمجرد أن رأى يده تلمس يدها .
زفر الهواء من رئتيه بشدة ، ثم استدار مواجهاً رئيس العمال الذي قال : لقد أنهينا العمل سيدي ! لم يبق سوى تلك اللوحة ، أين نضعها لك ؟!
كان يمسك بيده لوحة كبيرة مغطاة بقطعة حريرية سوداء ، فأخذها دارك منه و هو يقول : أنا سأهتم بها! يمكنكم الانصراف !
فاستدار العمال و هم يغمغمون و يتهامسون عن مدى غروره و عجرفته ، بينما أسند هو تلك اللوحة إلى
خزانته الخشبية السوداء..وقف أمامها لمدة دقيقة و هو شارد تماماً ! فبهذه اللوحة اختبأت كل أسراره و مشاعره !
باليوم الوحيد الذي قرر فيه الاعتراف بأن لديه قلب كباقي الناس ، اتجه إلى تلك اللوحة و أمسك بفرشاته ليرسم شيئاً لا يعرفه و لا يعرف كيف نتج !
و مع ذلك ، قرر إخفاء هذا القلب مرة أخرى و لكن هذه المرة أخفاه باللوحة بعيداً حيث لا يمكن لأحد أن ينبش في صدره باحثاً عن ذلك القلب .
و لكن...منذ أن رأى تلك الفتاة ملائكية الملامح كما بدا له ، شعر بأن قلبه سوف يعود و أن النبض سيسري به من جديد !
و هذا كان ما يخشاه طوال العشرين سنة الماضية !
أغمض عينيه و هو يحاول إبعاد تلك الأفكار التي بدت له كالعقارب السوداء من رأسه ، ثم فتحها من جديد و اتجه إلى خارج الغرفة ،
مغلقاً الباب ذاهباً إلى طاولة الفطور التي طال انتظارها له .
بعد دقائق ، كان جالساً على الطاولة معهم بجوار والده سيبتميوس ، لم يتناول الكثير من الطعام ! إذ كان مشغولاً بمراقبة تصرفات تاليا الغاضبة و نظراتها التي استحقرت شقيقه مايكل !
بالطبع هو يعرف السبب وراء تلك التصرفات كلها ، لطالما كان مايكل متسرعاً و متهوراً فيما ينطلق خارجاً من بين شفتيه ،
مما يثير غضب الكثير من الناس منه و يجعله غير مؤهل بتاتاً للعمل معه هو و والده !
فجأة و بدون مقدمات ، رمت تاليا المنشفة البيضاء التي بيدها ناهضة و هي تقول : لقد اكتفيت !
أنا ذاهبة لأساعد توكو و العمال بالأرض يا أبي !
نظر لها والدها بتعجب قائلاً : لكنكِ لم تتناولِ بقية طعامكِ !!
هزت رأسها بضيق و هي ترحل : قلت أنني اكتفيت !
راقبها مايكل بنظرات قلقة و هي تعبر الغرفة الكبيرة متوجهة للخارج دون أن تعيره أي انتباه ، بينما كتم دارك ضحكة كادت تفر من بين شفتيه .
مرت حوالي ساعتين على وقت الضحى ، إذ كانت عقارب الساعة تشير للواحدة ظهراً .
كان كلاً من دارك و مايكل يتجولان بالقصر الكبير ليستكشفاه ، وقف مايكل مستنداً إلى الحائط منحنياً على ركبتيه قائلاً : لقد تعبت ! كفى يا دارك !
انفرجت زاويتي فمه بابتسامة ساخرة و هو يقول : نحن لم نصل حتى إلى نصف هذا المكان !! ما أغنى هذا الرجل !
اعتدل مايكل في وقفته و هو يتجه نحو النافذة التي توسطت الحائط المقابل له ،
أبعد عنها الستائر اللؤلؤية فوقعت عيناه على الفتاتين بالأسفل .
قال بسرعة : دارك تعال إلى هنا على الفور !
اتجه شقيقه إليه و نظر إلى ما كان ينظر له ، فوجد الفتاتين مع ذلك الشاب الأشقر...كانوا يلعبون بالماء !
ضغط على قبضته ، و هو يشعر بضيق شديد لا يفهم من أين هو مصدره !
قال بنبرة خالطها الغضب : لم نستكشف الحديقة بعد ! هيا بنا !
فعلا صوت مايكل متذمراً : دارك ! أخبرتك أنني تعبت ! لماذا لا تأبه بما أقول دائماً ؟؟!
لكن دارك تابع طريقه كأنه لا يسمع ما يقول .
بعد قليل ، كان الشابين بالأسفل يتجهون إلى هؤلاء الثلاثة .
صاح ليو و هو يمسك بخرطوم المياه : إنها نهايتكِ أيتها الجميلة !!
ثم شرع يركض خلف توكو التي أخذ تصرخ و هي تقهقه بشدة ،
تناهى لمسامعهما صوت دارك القوي : ما هذه الفوضى ؟! تركتم أعمالكم حتى تلهوا ؟!
فتوقف كلٌ من ليو و توكو ناظرين إليه بتعجب ، بينما تاليا فقد تغيرت ملامح وجهها بمجرد أن رأت مايكل .
عض ليو على شفتيه و رمى خرطوم المياه الذي كان بيده ، قال و هو يقترب من توكو : ألن تعرفيني به ؟!
ابتلعت توكو ريقها و هي تقلب عينيها بضيق ، قالت دون أن تنظر إلى دارك : هذا ليو ! صديقي المفضل !
عاجلها دارك قبل أن تكمل تعريفه : أنا دارك ويلير ! ابن عمها الأكبر !
كان مايكل ينظر إلى كل منهما و ينتظر أن تمتد يد أحدهما لمصافحة الآخر لكن دون جدوى ،
أما توكو فقد قالت و الضيق لا يزال مسيطراً عليها : هل من شيء آخر ؟!
نظر إليها و قد عقد حاجبيه السميكين ببعضهما قائلاً : أنتِ هنا للعمل و ليس للعب ! كما أنه مجرد عامل !
غير مسموح له بتخطي حدود مهنته المتواضعة أبداً !
نظرت إليه توكو و قد اتسعت عيناها غضباً مما يقوله ، بينما ارتفع حاجب ليو ببرود غريب .
صرخت توكو بوجهه : من أنت حتى تحاسبني على ما أفعله ؟! و من أنت حتى تحكم على ليو بهذه الطريقة ؟!
نظر إلى عينيها مباشرة ، كانتا تشعان غضباً لا تفهمه فكادت توكو أن تصرخ بوجهه مرة
أخرى لكن ليو جذبها من ذراعها قائلاً : لا تضيعي وقتكِ مع تافه مثله !
تحولت أنظار دارك الغاضبة إليه على الفور ، فأردف ليو ببرود : يبدو أنه لا يزال متمسكاً بعجرفته التي نشأ بها عندما كان ثرياً !
هو لا يلاحظ أنه يعيش الآن عالة على هذه العائلة !!
تكورت قبضة دارك و اشتعلت عيناه غضباً فوق غضبه ، قال و هو يصر على أسنانه : لو كنت مكانك...لانتبهت جيداً لما يخرج من بين شفتي !!
اقترب ليو منه و قال بنفس الطريقة : و أنا كذلك سيد...ويلير !
تسارعت ضربات قلب توكو و هي تلاحظ أن الأمر يتطور إلى شجار عنيف ، فأبعدت فيما بينهما قائلة : ليو ! من فضلك دعنا نذهب و لا تأبه لما يقول !
لكنه لم يستجب لأمرها بل وقف يحدق بدارك المشتعل غضباً ، فأعادت تكرار طلبها : ليو ! هيا بنا !!
ثم دفعته للخلف و هي تشير لتاليا ، فاستجاب إليها أخيراً و سار معها .
زفر دارك الهواء من رئتيه بقوة شديدة تنم عن غضبه ، استدار راحلاً دون أن يتحدث بكلمة
واحدة تاركاً تاليا و مايكل واقفين معاً بتلك الحديقة الكبيرة .
مرت دقيقة كاملة و مايكل صامت تماماً يحاول إبعاد عينيه بأي اتجاه لا يلتقي فيه بعينيها الخضراء ،
تناهى لمسمعه صوتها المخملي الناعم : لا أظن بأن تفاديك النظر إليّ سيحل المشكلة التي بيننا !
عض على شفتيه و هو يتابع إبعاد عينيه الرمادية عن عينيها قائلاً باستنكار : و هل توجد مشكلة بيننا ؟!
ملأت رئتيها بالهواء بشدة ثم زفرته بقوة و هي تقول بصوت مرتفع : إذا كنت ترى هذا فلا بأس على الإطلاق ! صحيح ! لا توجد أي مشكلة مع قبيحة مثلي..
حينها اندفع قائلاً ينظر إلى عينيها بتوسل : أنا لم أكن أعرف أنكما ابنتي عمي !
ابتسمت تاليا بسخرية و هي تنظر إلى عينيه مباشرة : حقاً..؟! و لكن على حسب ما تحدثت به يومها بدا
أنك تعرف عمك و ابنتيه..و صحيح..؟! هل سيجبرك والدي على التزوج منا بالفعل ؟! فعلى ما أرى يبدو أنه لا يحبكما كثيراً !
قال و هو ينظر إلى عينيها الخضراء مباشرة : أنا...
أردفت مقاطعة حديثه : كما توقعت..! يا لك من مغفل و أحمق لا..
قاطعها و قد طغى شيء من الغضب الطفيف على صوته الرنان : أتعلمين ؟! أنا قلت ما لدي..صدقي أو لا تفعلي هذا شيء يعود لكِ !
فعضت على شفتيها بغضب و هو تتابع النظر إليه ، استدارت و اندفعت تسير مبتعدة عنه .
لم يكن هكذا ليلة الحفلة الراقصة ، لم يكن بهذا الخرق الشديد ! لقد كان شاباً أنيقاً لبقاً
يسهل التحدث معه و مبادلته الحديث الراقي...أما الآن فهو لا يقول إلا التفاهات التي تثير أعصابها !
بعيداً في الركن الشمالي للحديقة ، جلس ليو تحت تلك الشجرة التي أطلت على جزء صغير من البحر الهائج المحيط بمدينتهم الجميلة .
أمسك بيده غصن عار من الأوراق بينما اعتلت ملامح الضيق و الغضب وجهه الجميل .
تناهى لمسمعه وقع خطوات خفيفة لطالما عرف صاحبته ، فهي الوحيدة بالقصر التي ترتدي هذا الحذاء الكلاسيكي أثناء العمل .
قال دون أن يلتفت إليها : أرجوكِ توكو ! اذهبي من هنا...أود الجلوس وحدي قليلاً !
قدمت و جلست إلى جواره كأنها لم تسمع ما قاله منذ لحظات ، قالت بنبرة تفيض رقة
و هي تمسح على شعره الذهبي الناعم : ليو...! أنت تعرف أنني لن أتركك أبداً !
هبت نسمات لطفية عبثت بخصلات شعره تحت يديها و خصلات شعرها المجدلة ، قال بنبرة حزن عميق : لا أعرف لكن..
نظر إليها و هو يردف متعجباً : أنا لا أعرف لماذا لا أشعر بالانتماء إلى هذا المكان ؟! أكره كل ما فيه..الأراضي و الأشجار حتى بيوت العمال !!
توقف عن الكلام و هو يضع يده اليسرى فوق يدها الناعمة ثم استأنف بحنان : لكن أنتِ..
أنتِ الشخص الوحيد الذي يخفف من وطأة كل هذا عليّ !
ارتسمت ابتسامة ملائكية عذبة على شفتيها الكرزيتين ، قالت و هي تمسك بيده
و تقترب منه أكثر : و أنت أيضاً ليو...أنت أفضل شيء في هذا المنزل !
أخذ يراقبها كأنه يعلم ما ستقوله بعد ذلك ، رفعت رأسها لتطلع في السماء الزرقاء و الدموع تلتمع بعينيها اللتين تحملان نفس اللون الصافي ،
قالت و البكاء يخنق نبرة صوتها : أفضل شيء تركته لي أمي !
فوضع وجهها الجميل بين يديه الاثنتين و قبل جبينها ، قال و هو يضمها إلى صدره : و أنتِ أفضل هدية أهدتها لي السيدة فيولا !
قالت جاهشة بالبكاء الشديد الذي أخذ يحرق فؤادها : أرجوك لا تغضب من هذا الغبي ! هو لا يعرفني و لا يعرفك !!
لا يعرف مدى روعتك ليو..! أنا لا أعرفه و لا أعرف والده بالأحرى أنا خائفة منهم جميعاً !
ابتسم ليو بعذوبة و هو يزيد من قوة ضمها لصدره قائلاً : أنا لن أدع أحداً يمسكِ بسوء أبداً ! لن أدعهم يجرحونكِ إطلاقاً !
و هذه ستكون المرة الأخيرة التي سأسمح فيها لأحد منهم بالتدخل في أي موقف مثل موقف توم !
ضغطت بيديها على قميصه المهترئ ، و دفنت وجهها بصدره مفجرة كل ما كان بصدرها !
-أيها الغبي ! أنت توقع العلف بكل مكان !!
هكذا انطلقت الكلمات كالرصاص من فم ماركو الغاضب إلى فتى يبدو من ملامحه الصغيرة أنه
لا يتجاوز التاسعة يوزع علف المواشي على الزرائب العديدة التي انتشرت بأراضي السيد ويلير .
قال الفتى و قد تجمعت كرات من الدموع في عينيه : أنا آسف سيد ماركو..أشعر بدوار بسبب حرارتي المرتفـ...
صرخ بوجهه مكشراً بشدة : دوار ؟! أنت لا تعمل هنا حتى تقول لنا أنك مريض ! أكمل عملك و إلا سيخصم من مرتبك ما تهمله !
تناهى لماسمعه صوت دارك العميق : ما الذي يجري هنا ؟!
فالتفت ماركو إلى يمينه ليرى دارك قادماً متجهاً نحوه ، قال بتعجب : دارك ! ماذا تفعل هنا ؟!
قال دارك ببرود و هو يحدق بالفتى الدامع : لماذا تعاملهم بتلك الطريقة ؟! إنه طفل مريض !
قلب ماركو عينيه بضيق و هو يقول بلا مبالاة جاذباً دارك من يده : لا تهتم لهؤلاء العمال ! أخبرني لماذا أنت هنا ؟!
حك دارك رأسه و هو يتأمل العمال حوله و هم يعملون في دأب قائلاً : كنت أود أن أسألك عن شاب يعمل هنا..اسمه ليوناردو ؟!
تغيرت ملامح ماركو على الفور بمجرد أن دخل الاسم نطاق سمعه ، ارتسمت على وجهه نظرة
أقرب إلى الاشمئزاز منها للاستحقار قائلاً : يبدو أنك التقيت به ! حسناً...إنه صديق توكو المقرب أو بالأحرى هي تظن ذلك !
أومأ دارك له و هو يتطلع فيما حوله ، إنه لا يزال يشعر بوجود تلك الصخرة
قابعة على صدره منذ الصباح..بل إنها ازدادت وزناً عندما رآهما معاً عن قرب !
ابتلع ريقه و هو يقول محاولاً إخفاء حربه النفسية : هل هما صديقان من وقت طويل ؟!
ارتسمت على شفتي ماركو ابتسامة سخرية لاذعة و هو يتأمل العمال حوله : بلى !
تقريباً منذ أن ولدت توكو و هو يلازمها..بل إنه لا يفارقها دقيقة !
عض على شفتيه بشدة و قد اعتلت ملامح العبوس وجهه ، قال بصوت بارد : حسناً !
ثم استدار راحلاً بينما ظل ماركو يحدق بأثره ، همس و هو يضغط على قبضة يده : لماذا هي ؟!
لماذا تكون هي دوماً من تسألون عنه ؟!
بدا دارك و كأنه يشد قدميه زحفاً على الأرض...لقد تثاقل جسده كله و شعربالخدر الشديد في أطرافه
بدت هذه الفتاة بالنسبة له بصيص طفيف من الأمل ! شعاع بسيط يطفو بالفضاء البعيد أمامه ! أما الآن..
فهو يدرك تماماً لمن هي ! و يدرك لمن قررت هي أن تسلم قلبها ! فكل ما سيفعله بعد ذلك سيكون بلا معنى..بدون لون أو طعم !
صعد إلى غرفته و قد عادت مشاعره إلى ذلك المكان المظلم بداخله من جديد ، ظل بها بقية اليوم يتحاشى
الالتقاء بتلك الفتاة التي سحرته بنظرتها و بعيداً عن ذلك الفتى الذي سرق الأمل منه !
أشارت عقارب الساعات الموجودة بالمنزل الضخم إلى العاشرة ، إنه موعد النوم الرسمي لكل من بالمنزل..
حتى الخدم التجئوا إلى مهاجعهم أخيراً بعد يوم عمل شاق و طويل .
صعدت درجات السلم ببطء خوفاً من أن تحدث ضجة توقظ أحدهم ، توقفت أمام باب غرفتها و أمسكت بمقبضه الذهبي..
كادت أن تدخل لولا ذلك الصوت الذي تناهى لمسامعها !
إنه يدندن..! هكذا همست بتعجب و دهشة ، لقد كان دارك بغرفته يدندن لحناً رقيقاً ناعماً أجبرها على إدارة رأسها إليه..
بعد أن عاهدت نفسها بألا تتحدث معه مرة أخرى أبداً كما كان الوضع قبل أن يأتي فهي لا تعرفه و لا تريد أن تعرفه بعد ما فعل صباح اليوم ، و لكن ذلك اللحن..
تلك النغمات المتصاعدة من نبرات صوته الصدّاح ! أنشأت رغبة غريبة في داخلها حثتها على الوقوف و الاستماع .
حثتها على الاقتراب من باب الغرفة المقابلة و الابتسام بشدة كلما دخلت نغمة جديدة إلى نطاق سمعها !
فتحت عينيها الزرقاء فجأة و هي ترفرف بهما باستغراب ، لقد توقف اللحن..توقفت الدندنة !
نظرت إلى ساعة يدها لترى أنها تشير إلى الحادية عشر و النصف...همست بخوف شديد : يا الهي !!
ثم رفعت بصرها لتحدق في باب الغرفة بعينين متسعتين و هي تضع يدها على قلبها ،
همست مرة أخرى و لكن بعبوس غريب : ماذا يجري ؟! لماذا أنا لازلت واقفة هنا ؟!
حركت قدميها للخلف سريعاً ثم دخلت لتختبأ بغرفتها بعيداً عن غرفته ،
و قد أصبحت على علم تام بمدى الضرر الذي يستطيع ابن عمها الغريب أن يلحقه بها !

Šiļěnť Řoŝe
15-07-2013, 16:03
حجز :em_1f60b:

ΐηѕρΐяαтΐση
15-07-2013, 16:21
حجز :em_1f60b:



بانتظارك :e418:

ΐηѕρΐяαтΐση
15-07-2013, 17:14
حجز /



:ضحكة:
يا هلا يا هلا :e414:
بانتظارك :e417:

lovelyroucka
15-07-2013, 18:04
البارت جاااااااااااااااااااامد جداً و أكثر من رائع
مش قادرة أستنى البارت الجاى
فعلاً إنتى كاتبة رائعة و موهوبة جداً :) :)

Marsilla
15-07-2013, 19:34
.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مررررررررحبا بعودتك فارسة ضوء القمر .. اشتقت اليك وروايتك ..
رمضان مبارك عليك وعلي مكسات كلها ..
اوووه سعيدة جدا بعودة الرواية .. ساكون متابعة باذن الله ..
البارتان جميلان جدا .. انتظر القادم .. تقبلي مروري ..

C.F SWAT
15-07-2013, 19:37
السلام عليكم ورحمة الله ..

صراحة ما شدني إلى الدخول والقراءة اسم الكاتبة + كون الردود فيها قليلة فتوقعت أن الرواية لا تزال في بداياتها .
لن أعلق على الأسلوب كون ما وضعتِ هنا فصول نشرتها قديماً ليست مقياساً لأسلوبكِ الآن .

السطور الآولى من الرواية ذكرتني بثلاث كلمات :
-Pride and Prejudice-
على الرغم من الاختلاف الجذري بين الروايتين ، إلا أن الجو العام في الحفلة الراقصة ذكرني برائعة Jane Austen

أحب بداية الرواية التي تجعل القارئ وكأنه في قلب الحدث ، وهذا ما وفقتِ فيه بجدارة .
لكن هنالك بعض النقاط التي لم أفهمها صراحة أهمها :

١. كيف يمكن لشخص أن يدير فوهة بندقية ويوجهها إلى صدر الشخص الممسك بها ؟
٢. كيف سارت الحياة بشكل فوق الطبيعي بعد مقتل ذلك الشخص ؟ لا شرطة ، لا تحقيق ، لا هلع ؟

بوجه عام الأسلوب كان جيد ، وأراهن بأن أسلوبكِ الآن تطور عن هذا بشكل ملحوظ ^^
في أمان الله .

Miss saw
16-07-2013, 11:51
بسم الله الرحمن الرحيم |
والسّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته |

كيف الحال عزيزتي فرّوسة, عساكِ أن تكوني بأفضل صحّةٍ وحال إن شاء الله :أوو:
حسناً, برمضان الفائت قد أنزلتِ لنا قصّة وهربتِ :تعجب: , ولا تضني أنني لن أطالبكِ بإنهائها عاجلاً أو آجلاً :تعجب:
ولكن ليسَ قبل أن تُنهي لنا هذهِ التُحفة التي طالما سمعتها - أو بالأحرى قرأتها :d - تتداول على لسانِ معظم الأعضاء هُنا, خصوصاً دارك هذا :غياب:.

بدايةً وبعدَ ما قِيْل, أحبّ أن أسطّر لكِ إعجابي على سلاسة أسلوبكِ وفصاحة قلمكِ الذي شدّني لإتمام الفصلين باندماجٍ كبير وتطلّعٍ شغوف للآتي.
لا أحب حرقَ الأحداث على نفسي هُنا, مساء البارحة وبعد إنهائي للفصلين بزمنٍ قياسيٍّ صغير جداً - :لعق: - ذهبت لملفّكِ بنيّة إنهائي لما وصلتُ إليه في الموضوع السابق, لكنني قررتُ الصبرَ والتأنّي معكِ :غياب:.
لهذا لا تطيلي الغياب كثيراً بينَ الفصول أرجوكِ :بكاء:, فمن يكتب هذا الرد متابعاً شريراً قد يفعل البلاوي لو تأخرتِ :غول: < :d أتيتُ بسلام :ضحكة:.

\

الرواية, وحسبما رأيت إلى الآن مكتنفة بالغموض, عنصر التشويق يطغى على أرجائها, ورشّة الرومنس بأسلوبكِ البديع يغرقني حبّاً بفحواها :غياب::em_1f495:
طبيعة سيرِ الأحداث حتى الآن هادئة ومشوّقة, متلهفة لمعرفة أشياءَ كثيرة قد بدت لي غامضة :أوو:
الحِكبة.. سنتكلّم عنها مستقبلاً إن شاء الله, مع العِلم بأنني واثقة من أجادتكِ للحبكة على أصولها :أوو:
الشخصيات.. حتى الان بدت لي القصة بطابعٍ أنيق, عائلة ارستقراطيّة منقسمة لقسمين.. احداثاً مرتبطة بالماضي ستكون حليفة الصرعات الحاضرة, والمستقبل سيكون وليدُ نتائج هذهِ الصراعات. مترقبة للآتي بشوقٍ كبير:أوو:.


توكو \\ أحببتها كثيراً, بدتْ لي نقيّة وحكيمة وهادئة, قد يكون لديها طابع من التمرّد الجميل, وسيعطيها هذا التمرّد إنطباعاً أكثر جمالاً عليها ليتركَ احداث الفصول الاتية مشوّقة.

تاليا \\ شبيهة أختها هُنا, إلا أنني أراها أكثر جرأة من توكو قليلاً :موسوس:, أحببتها هي أيضاً.

دارك \\ هذا الكائن العجيب الغريب الذي أحببته دون شكٍّ :غياب:, هوَ متعجرف وبارد هذا واضح, لكنه يملك طباعاً أخرى لا يكشفها لأحد, ولربما السبب يعود للماضي - الماضي البعيد أقصد :موسوس: - متلهفة لمعرفة ما يخفيه خلف تلكَ اللوحة الغريبة:نظارة: , وملتهفة لمعرفة سرّ انجذابه السريع هذا نحوَ توكو :موسوس:.

مايكل \\ متسّرع وعفويّ بتصرفاته, يتكلّم بقلبه لا بعقله, وهذا ما يعطيه سلبية كبيرة, إذ هوَ يقول ما لا يعلم بعواقبه, وزلّته تلكَ أمام ابنة عمه - وهو لا يعلم من تكون - أوقعته بمشكلته الحالية.. يستاهل:تعجب:

ماركو :تعجب: \\ أكرهه :غول:

ليو :غياب: \\ من يكون هذا الكائن :ضحكة: ؟ اعتقد أن وجوده سيحمل عواقب ومشاكل :d
أحببته رغمَ كل شيء,
اود معرفة سرذ الرابط الغريب بينه وبين توكو :موسوس:
مالذي عنته بأنه أجمل هدية من أمها معرفش أيه :موسوس:.

ويليير وأخوه \\ هُممم حتى الان الغموض الذي يلف الماضي يجعلني لا أستطيع نطق الحكم عليهما. لهذا سأجلس مترقبّة :أوو:.

/


الفصل الثاني كان مشوقاً وخلاباً ,لا تتأخري بجلب الفصل الثالث لطفاً :أوو:

هناك شيءٌ واحدٌ فقط أحب التعليق عليه :d
لفت نظري كثرة استعمالكِ لعلامات التعجّب باماكن لا تستوجب وضع التعجب :d
فقط حاولي تلافيها بالمستقبل :لحية:

هذا كلّ شيءٍ لديّ , معذرة على الردّ الطويل :مرتبك:
وكما وضّحت أكثّر من مرة في الأعلى, بانتظار الاتي بشوقٍ كبير :أوو:
بحفظِ الرحمن ياحلوة :أوو:

Šiļěnť Řoŝe
16-07-2013, 16:22
مساء الخير
عذرا على التأخير الشديد
حقا البارت اكثر من رائع
استمتع بقراءته جدا
وصفك للشخصيات وانسجام الاحداث متقن للغاية
في البداية توقعت ان الاحداث ستدور حول مايكل وتاليا
ولكنها بدأت تأخذ مجرى اخر
وبالرغم من قسوة دارك وغروره الا انه اعجبني حقا
واسمحي لي بسؤال ما علاقة توم بويلير وتوكو ؟
شكرا على البارت الرائع
دمت بخير
:em_1f600:

prison of zero
16-07-2013, 17:48
حجـــز :em_1f61b:

ΐηѕρΐяαтΐση
17-07-2013, 00:43
البارت جاااااااااااااااااااامد جداً و أكثر من رائع
مش قادرة أستنى البارت الجاى
فعلاً إنتى كاتبة رائعة و موهوبة جداً :) :)



ربنا يخليكي :e418:
كلماتك شجعتني كثيراً..أتمنى أن تتابعيني للنهاية :e056:
كل عام و أنتِ بألف خير..رمضانك كريم إن شاء الله :em_1f619:
دمتِ بحفظ الرحمن~

ΐηѕρΐяαтΐση
17-07-2013, 00:46
.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مررررررررحبا بعودتك فارسة ضوء القمر .. اشتقت اليك وروايتك ..
رمضان مبارك عليك وعلي مكسات كلها ..
اوووه سعيدة جدا بعودة الرواية .. ساكون متابعة باذن الله ..
البارتان جميلان جدا .. انتظر القادم .. تقبلي مروري ..




ميسااااااااااااااااااكي تشااان :e106:
أنتِ متابعة مخلصة حقاً...نورتِ النسخة الجديدة تماماً كما كنتِ بالقديمة :em_1f619:
بإذن الله معي للنهاية..
كل عام و أنتِ بألف خير ياا رب :e418:
دمتِ بأمان الله~

ΐηѕρΐяαтΐση
17-07-2013, 01:31
السلام عليكم ورحمة الله ..

صراحة ما شدني إلى الدخول والقراءة اسم الكاتبة + كون الردود فيها قليلة فتوقعت أن الرواية لا تزال في بداياتها .
لن أعلق على الأسلوب كون ما وضعتِ هنا فصول نشرتها قديماً ليست مقياساً لأسلوبكِ الآن .

السطور الآولى من الرواية ذكرتني بثلاث كلمات :
-Pride and Prejudice-
على الرغم من الاختلاف الجذري بين الروايتين ، إلا أن الجو العام في الحفلة الراقصة ذكرني برائعة Jane Austen

أحب بداية الرواية التي تجعل القارئ وكأنه في قلب الحدث ، وهذا ما وفقتِ فيه بجدارة .
لكن هنالك بعض النقاط التي لم أفهمها صراحة أهمها :

١. كيف يمكن لشخص أن يدير فوهة بندقية ويوجهها إلى صدر الشخص الممسك بها ؟
٢. كيف سارت الحياة بشكل فوق الطبيعي بعد مقتل ذلك الشخص ؟ لا شرطة ، لا تحقيق ، لا هلع ؟

بوجه عام الأسلوب كان جيد ، وأراهن بأن أسلوبكِ الآن تطور عن هذا بشكل ملحوظ ^^
في أمان الله .



و عليكم السلام و رحمة الله و بركاتهـ..
:e056: :e056:

سيد سوات العزيز :e056: مرحباً بك في روايتي المتواضعة
فخر و غرور ؟! و الله لي الشرف أن تشبهني بها :e106:
أحب هذه الرواية كثييييييييراً و الفيلم أيضاً :e106: جين أوستين كاتبة بااااارعة
كم أعشقها !!
و لكن لازلت لا أفهم ما وجه الشبه بين رواياتي المسكينة و هذه الرواية الرهيييبة ؟! :موسوس: :ضحكة:

بالنسبة لملاحظاتك الدقيقة :مرتبك:
النقطة الأولى ، ربما أنا لم أجد وصف هذه النقطة بالذات..أنت تعلم حينما تتخيل مشهداً ما
تتخيله على أكمل وجه..و لكن عندما تحاول أن تسطر ذلك على الورق لن يكون بالجودة ذاتها
في هذا المشهد بالذات عندما أعدت القراءة...

أنا لم أوفق أبـــــداً في وصف ما أراه بخيالي :e058: و ربما أنت محق...ربما إذا حاولت إعادة كتابة هذا
الموقف سيختلف الأسلوب و لو قليلاً...إذا تابعت معي للنهاية ربما تدرك الفرق :لقافة:

النقطة الثانية ، عدم وجود تحقيق يعود لسبب مهم بالفصول القادمة :ضحكة: ويلير شرير للغاية و لا أحد يدرك ذلك :غول:

و أخيراً مشكوووور جداً لمرورك العطر على روايتي :e056: اسمك وحده بموضوعي
يرفع كثيراً من معنوياتي المنخفضة هذه الأيام.. :e058:
رمضانك كريم..و كل عام و أنت بألف خير ياااا رب :e418:
دمت بحفظ الرحمن~

ΐηѕρΐяαтΐση
17-07-2013, 16:20
بسم الله الرحمن الرحيم |
والسّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته |

كيف الحال عزيزتي فرّوسة, عساكِ أن تكوني بأفضل صحّةٍ وحال إن شاء الله :أوو:
حسناً, برمضان الفائت قد أنزلتِ لنا قصّة وهربتِ :تعجب: , ولا تضني أنني لن أطالبكِ بإنهائها عاجلاً أو آجلاً :تعجب:
ولكن ليسَ قبل أن تُنهي لنا هذهِ التُحفة التي طالما سمعتها - أو بالأحرى قرأتها :d - تتداول على لسانِ معظم الأعضاء هُنا, خصوصاً دارك هذا :غياب:.

بدايةً وبعدَ ما قِيْل, أحبّ أن أسطّر لكِ إعجابي على سلاسة أسلوبكِ وفصاحة قلمكِ الذي شدّني لإتمام الفصلين باندماجٍ كبير وتطلّعٍ شغوف للآتي.
لا أحب حرقَ الأحداث على نفسي هُنا, مساء البارحة وبعد إنهائي للفصلين بزمنٍ قياسيٍّ صغير جداً - :لعق: - ذهبت لملفّكِ بنيّة إنهائي لما وصلتُ إليه في الموضوع السابق, لكنني قررتُ الصبرَ والتأنّي معكِ :غياب:.
لهذا لا تطيلي الغياب كثيراً بينَ الفصول أرجوكِ :بكاء:, فمن يكتب هذا الرد متابعاً شريراً قد يفعل البلاوي لو تأخرتِ :غول: < :d أتيتُ بسلام :ضحكة:.

\

الرواية, وحسبما رأيت إلى الآن مكتنفة بالغموض, عنصر التشويق يطغى على أرجائها, ورشّة الرومنس بأسلوبكِ البديع يغرقني حبّاً بفحواها :غياب::em_1f495:
طبيعة سيرِ الأحداث حتى الآن هادئة ومشوّقة, متلهفة لمعرفة أشياءَ كثيرة قد بدت لي غامضة :أوو:
الحِكبة.. سنتكلّم عنها مستقبلاً إن شاء الله, مع العِلم بأنني واثقة من أجادتكِ للحبكة على أصولها :أوو:
الشخصيات.. حتى الان بدت لي القصة بطابعٍ أنيق, عائلة ارستقراطيّة منقسمة لقسمين.. احداثاً مرتبطة بالماضي ستكون حليفة الصرعات الحاضرة, والمستقبل سيكون وليدُ نتائج هذهِ الصراعات. مترقبة للآتي بشوقٍ كبير:أوو:.


توكو \\ أحببتها كثيراً, بدتْ لي نقيّة وحكيمة وهادئة, قد يكون لديها طابع من التمرّد الجميل, وسيعطيها هذا التمرّد إنطباعاً أكثر جمالاً عليها ليتركَ احداث الفصول الاتية مشوّقة.

تاليا \\ شبيهة أختها هُنا, إلا أنني أراها أكثر جرأة من توكو قليلاً :موسوس:, أحببتها هي أيضاً.

دارك \\ هذا الكائن العجيب الغريب الذي أحببته دون شكٍّ :غياب:, هوَ متعجرف وبارد هذا واضح, لكنه يملك طباعاً أخرى لا يكشفها لأحد, ولربما السبب يعود للماضي - الماضي البعيد أقصد :موسوس: - متلهفة لمعرفة ما يخفيه خلف تلكَ اللوحة الغريبة:نظارة: , وملتهفة لمعرفة سرّ انجذابه السريع هذا نحوَ توكو :موسوس:.

مايكل \\ متسّرع وعفويّ بتصرفاته, يتكلّم بقلبه لا بعقله, وهذا ما يعطيه سلبية كبيرة, إذ هوَ يقول ما لا يعلم بعواقبه, وزلّته تلكَ أمام ابنة عمه - وهو لا يعلم من تكون - أوقعته بمشكلته الحالية.. يستاهل:تعجب:

ماركو :تعجب: \\ أكرهه :غول:

ليو :غياب: \\ من يكون هذا الكائن :ضحكة: ؟ اعتقد أن وجوده سيحمل عواقب ومشاكل :d
أحببته رغمَ كل شيء,
اود معرفة سرذ الرابط الغريب بينه وبين توكو :موسوس:
مالذي عنته بأنه أجمل هدية من أمها معرفش أيه :موسوس:.

ويليير وأخوه \\ هُممم حتى الان الغموض الذي يلف الماضي يجعلني لا أستطيع نطق الحكم عليهما. لهذا سأجلس مترقبّة :أوو:.

/


الفصل الثاني كان مشوقاً وخلاباً ,لا تتأخري بجلب الفصل الثالث لطفاً :أوو:

هناك شيءٌ واحدٌ فقط أحب التعليق عليه :d
لفت نظري كثرة استعمالكِ لعلامات التعجّب باماكن لا تستوجب وضع التعجب :d
فقط حاولي تلافيها بالمستقبل :لحية:

هذا كلّ شيءٍ لديّ , معذرة على الردّ الطويل :مرتبك:
وكما وضّحت أكثّر من مرة في الأعلى, بانتظار الاتي بشوقٍ كبير :أوو:
بحفظِ الرحمن ياحلوة :أوو:



لدي أسطوورة في روايتي :موسوس:
يااااااااااا فرحتي :ضحكة:
نورتِ روايتي المتواضعة مايث :e056:

لا أدري كيف اشتهرت هذه الرواية أثناء غيابي هكذا :موسوس: اكتشفت أن هناك الكثير من الجماهير الخفية
تطالب بها و أنا لا أدري :ضحكة:
أي قصة نشرتها رمضان الماضي ؟! :موسوس: عقلي توقف عن العمل بسبب الصيام :ضحكة:

شكراً جزيلاً لكِ على مديحكِ اللطيف :e414: لا أظنني أستحق كل هذا أخجلتيني و الله :e414:
مايث الغشاشة :غول: تريدين الغش من النسخة القديمة ؟؟! إذا فعلتيها أقتلك :غول: :غول:

دارك هذا خارب عقول كثيرة..عقول ما ظننت أن هناك ما يمكن أن يخربها :ضحكة:
لكنه خرب عقلي أنا أولاً :em_1f62c: و قبل أي شخص..و بالتالي طبيعي جداً أن تقعي بحبه أنتِ الأخرى
مع أن ليوناردو أفضل بكثير..أحب عفويته و صراحته :e106:

تحليلك للشخصيات رائع جداً..و أيضاً أنتِ محقة بحديثكِ عن الماضي
الماضي يشكل أكبر مشكلة لهذه العائلة بقسميها...:لقافة:

أما عن علامات التعجب فهي عادة سيئة لا أدري متى و لا كيف اكتسبتها :تعجب:
منذ أن دخلت مكسات و أنا أستعملها :e403: ربما لأنني متعجبة طوال الوقت :ضحكة:

ردك الطويل هو أجمل ما رأيت مايث لا تقلقي :لقافة: إذا قل عن هذا الطول يوماً ما فسوف أقتلكِ :غول:
رمضانك كريم..و كل عام و أنتِ بألف خير يااا رب :e418:

بأمان و حفظ الله ~

ΐηѕρΐяαтΐση
17-07-2013, 16:25
مساء الخير
عذرا على التأخير الشديد
حقا البارت اكثر من رائع
استمتع بقراءته جدا
وصفك للشخصيات وانسجام الاحداث متقن للغاية
في البداية توقعت ان الاحداث ستدور حول مايكل وتاليا
ولكنها بدأت تأخذ مجرى اخر
وبالرغم من قسوة دارك وغروره الا انه اعجبني حقا
واسمحي لي بسؤال ما علاقة توم بويلير وتوكو ؟
شكرا على البارت الرائع
دمت بخير
:em_1f600:



مساء النور و الخيرات :e418:
كل عام و أنتِ بألف خير :لقافة: شكراً جزيلاً على مرورك
العطر بموضوعي :e056:
عندما نشرتها بأول مرة ظن الجميع أنها تدور حول تاليا و مايكل :ضحكة: لكن بوجه عام
هي تدور حول الجميع فالعلاقات متشابكة بهذه الرواية :e056:
علاقة توم بويلير و عائلته سر لن أفصح عنه...تابعي للنهاية :e405:
رمضانك كريم إن شاء الله
دمتِ بحفظ الرحمن~

ΐηѕρΐяαтΐση
17-07-2013, 16:26
حجـــز :em_1f61b:



بانتظارك على أحر من الجمر :e418:

ΐηѕρΐяαтΐση
17-07-2013, 16:31
الفصل الثالث



مرت أيام عديدة في ذلك القصر ، دارك و توكو كلاهما يحاولان تجنب الحديث المشترك بينهما ،
أما مايكل فهو لم يترك شيئاً إلا و قد فعله حتى ترضى عنه تاليا إلا أنها لم ترضَ عنه إلى الآن .
كانت الساعة تقريباً الواحدة بعد الظهر ، الكل في عمل دائب و لا يوجد من هو يتحدث قط..
بل الجميع منهمك بعمله الشاق في تلك الأراضي الخضراء .
كانت تاليا واقفة إلى جوار توكو التي كانت تعتني بالأراضي الشمالية مع العمال ، قالت تاليا
و هي تحدق بذلك الشاب صاحب الشعر الأسود و العيون الزرقاء الجالس على إحدى غصون تلك الشجرة
العملاقة المواجهة لهم يقرأ بكتاب ما : أريد فقط أن أفهم ! لماذا لا يتحدث أبداً ؟! أ أكل القط لسانه ؟!
لم تضحك توكو على دعابة شقيقتها بل قالت و هي تدون إحدى الملاحظات على ورقة صغيرة بيدها : من تقصدين ؟!
عبست تاليا و قالت بصوت مرتفع : من أقصد تظنين ؟؟! أقصد دارك الجالس هناك !
نظرت توكو إلى حيث أشارت شقيقتها لتجده لا يزال جالس على وضعيته حتى الآن ،
أزاحت بصرها سريعاً ثم قالت : لا شأن لنا به ! يفعل ما يشاء !
رفعت تاليا حاجبيها و هي تقول بتساؤل : ترى لماذا خرج من غرفته اليوم ؟!
لقد قضى بها قرابة الثلاثة أسابيع دون أن يتحدث مع أحد أو يخرج حتى إلى الحديقة !
فقط يتناول الوجبات اليومية التي اختزلها في الغداء فقط !
نظرت توكو إليها معاتبة قائلة بضيق : تاليا..! أنتِ تعيقين العمل ! توقفي عن الحديث عنه...
تناهى إلى مسامع الجميع أصوات بوق سيارة مرتفع جداً بدرجة مزعجة ، فنظر الجميع
بما فيهم دارك و توكو و تاليا إلى مكان تلك السيارة لتتسع عيون الجميع ..
لقد كانت سبعة سيارات نقل ضخمة حمل على كل منها أزهار بأعداد خيالية بألوان الطيف السبعة ،
تتقدمهم سيارة سوداء فاخرة مكشوفة الظهر ، حمل بداخلها أزهار وردية و بيضاء ، يقودها ابن عم الفتاتين الصغير مايكل .
اتسعت ابتسامته عندما وقع بصره على تاليا المصدومة ، أوقف سيارته و بالتالي
السبعة الأخريات خلفه ثم ترجل عنها حاملاً بيده باقات الورد العديدة ذات اللونين الوردي و الأبيض .
تقدم إليها و مد يده ليقدم تلك الباقات المزينة بشرائط ذهبية لامعة عند أسفلها ليديها ،
قال و التوسل بادٍ في صوته : أرجوكِ ! أرجوكِ ! أرجوكِ سامحيني عما قلته في تلك الليلة !
ظلت تاليا ثابتة بمكانها مباعدة ما بين شفتيها غير مصدقة ، بينما احتارت عينا توكو المتحمسة إلى من تنظر فيهما ،
أما دارك فقد ارتسم شبح ابتسامة إعجاب بتصرف شقيقه الرومانسي على وجهه .
وخزتها توكو بمرفقها هامسة : قولي أي شيء !
عضت تاليا على شفتيها و صدرها يعلو و يهبط بشدة بسبب تسارع ضربات قلبها و حركات تنفسها ،
قالت بصوت لم تتخيل أنه كان سيخرج : هل كل هذا لي أنا ؟!
هز رأسه سريعاً منتظراً أي كلمة أخرى ترضيه ، رفعت منكبيها و ابتسامتها تتسع قائلة : هذا رائع للغاية !
أنت رائع للغاية...يا الهي ! حقاً..لا أعرف ماذا أقول ؟!
اتسعت ابتسامة مايكل أكثر فكثير حتى أصبحت تملأ وجهه كله ثم قال : إذاً هل سامحتيني على هذا الكلام ؟!
أومأت له بسعادة كبيرة بينما تتناول الورد من يديه ، فأدار وجهه على الفور
و قال للرجال الذين يقودون السبع سيارات : أنزلوا تلك الأزهار و وزعوها بكل ركن من القصر !
فانصاع الرجال لأمره و كذلك العمال الذين عرضوا المساعدة الفورية ،
راقبت توكو شقيقتها و هي تنصرف مع ابن عمها اللطيف بعيداً عنها يتحدثان بحماس و سعادة ،
أدارت وجهها لابن عمها الآخر فالتقت عيونهما..
هذه المرة كانت غير سابقاتها ، لقد استمر في التحديق بعينيها لمدة دقيقة كاملة
و كأنه يريد أن يقول الكثير مما لا يستطيع الإفصاح به . أخيراً أنزل وجهه أرضاً
و نزل من على غصن تلك الشجرة بقفزة رشيقة .
أخذت تراقبه و هو يقترب منها ببطء ، بدا و كأنه قد قرر أخيراً أن يتحدث إليها..
أخيراً قرر إنهاء فترة التجاهل المزعجة هذه رغم أنها كانت تريدها أكثر منه .
تناهى لمسمعها صوت ليو العميق من ورائها : مرحباً يا جميلتي !
التفتت إليه على الفور مبتسمة فأمسكت بيده و هي تقول : مرحباً ! أرأيت ما كان هنا منذ قليل ؟!
أطلق ضحكة عالية ظهرت فيها بحة صوته قائلاً : بلى ! هل حولتم القصر إلى مشفى عام ؟!
فضحكت على دعابته بسرعة ، قفز إلى ذهنها ذلك الشاب الذي كان يتجه إليها منذ قليل فأدارت وجهها سريعاً...
تلاشت ابتسامتها عندما أدركت أنه قد تلاشى قبلها !
ابتلعت ريقها و هي تشعر بالضيق الشديد فقال ليو الذي
لاحظ هذا عليها _لطالما تمكن من استشعار موجات مشاعرها و تفكيرها عن بعد_ : ماذا هناك ؟! هل يضايقكِ شيء ما ؟!
هزت رأسها نفياً و هي تقول محاولة الابتسام : أبداً ليو ! لا يوجد شيء !
مرت ساعات النهار بعدها عادية ، قضتها توكو برفقة ليو الذي كان يبدو للجميع كملاكها الحارس
لا يفارقها أبداً و ليس لديه أي مانع في أن يرمي بنفسه إلى النار من أجلها..جعله هذا شهماً
في نظر الكثيرين و جعله ذلك أيضاً متطفلاً و سارقاً في نظر شخص واحد فقط !
حانت ساعة العشاء حيث أنها السابعة مساءً ، تجمع جميع أفراد العائلة حول الطاولة...أخذ
دارك يتأمل مكان توكو الشاغر و وجهه خالٍ من أي تعبير ، بينما كانت عيون تاليا و مايكل
تلمع أكثر مما تلمع كؤوس شراب الورد تحت الثريات المذهبة !
بالنهاية ، أزاح دارك عينيه عن الكرسي بيأس و تأمل طبق الحساء الذي يتصاعد منه البخار الساخن في هواء الغرفة ،
و مع أنه طبق الحساء المفضل لديه إلا أن رائحته أشعرته برغبة في التقيؤ .
تناهى لمسمعهم جميعاً أصوات تشاجر عالية قادمة من الخارج و تقترب منهم ،
دخلت توكو و هي تصرخ بغضب : كم مرة عليّ أن أذكر لكم أنني حرة ؟؟!! أنا لست جارية بهذا المنزل !
تلاها صوت ماركو الغاضب يصرخ بنفس الحدة : و كم مرة علينا أن نذكر لكِ أنه مجرد خادم ؟!
توقفت في مكانها و استدارت إليه ، صرخت بقوة شديدة جعلت الجميع ينهض من مكانه
و يحاول التدخل : توقف عن نعته بهذا اللقب ! ليو صديقي و ليس خادماً لأحد !
اقترب ماركو كثيراً منها و أمسك ذراعها بقوة شديدة قائلاً بينما أخذت تتأوه هي بألم : أنتِ فتاة ساذجة !
لا تعرفين أنه يستغلكِ ليصل إلى أموالك !! كفاكِ حماقة !
انتقل لمسمعهم فجأة صوت لطمة قوية على أثرها تراجع ماركو إلى الخلف خطوات كثيرة ، انتقلت أنظار الجميع
إلى صاحب تلك الضربة القوية...لقد كان دارك ، واقف إلى جوار توكو و صدره يعلو و يهبط بقوة عارمة ،
ممسكاً إياها من يدها و جاعلها وراء ظهره تماماً كما أنقذها عند لقائه الأول بها .
اتسعت عيونها و هي ترى تلك الدماء تتجمع تحت جلده الأبيض في وجهه بينما يصرخ غاضباً : ليس لك الحق في أن تلمسها !
إذا كان هو خادم فأنت مثله !
تجمد الكل بمكانه و هم يراقبون ردة فعل ماركو البطيئة التي ما لبثت أن تحولت إلى زئير مخيف متجه بكل قوته إلى وجه دارك ،
صاح ويلير صيحة هزت أرجاء القصر كله : كــــــــفـــــــــــــــــــــــــى !!
فتوقف ماركو مكانه يضغط على قبضة يده بقوة شديدة ، بينما وقف دارك متأهباً لأي حركة مفاجأة منه..
سارع ويلير من نظراته بين الاثنين ثم قال أخيراً : الذين لا يحترمون القواعد بمنزلي فلا مكان لهم بين جدرانه !! ماركو..!
نظر إليه على الفور و عيونه البندقية تشتعل غضباً ، أردف ويلير بغضب : أنت اخترقت القواعد !
لقد آذيت ابنتي و وقف ابن عمها في وجهك..
قاطعه ماركو بنبرة لا تخلو من السخرية : لقد كانت تتسكع في تلك المنطقة الخطرة ! تتسكع مع هذا الحقير ليوناردو..!
زفر ويلير بغضب و نظره يتحول إلى ابنته الواقفة خلف دارك ، قال بحدة : أعلم أنكِ تحبين هذا الفتى
كثيراً و لكن اعلمي أن لصبري حدود ! لن أسمح لأي منكما باختراقها !
ثم نظر إلى البقية و قال محاولاً أن يهدأ : لقد انتهى العشاء فلينصرف كل إلى مهجعه خلال عشر دقائق !
أما أنت يا ماركو فتعال معي..!
سار كلاً من ويلير و ماركو الذي ودع دارك بنظرة تهديد قاسية إلى خارج صالة الطعام ،
بينما رحل كلاً من تاليا و مايكل و سيبتميوس _الذي كان يتفاجأ بتصرفات ابنه يوماً بعد يوم _إلى مهاجعهم .
أدار عيونه بالقاعة ليدرك أنهما قد صارا وحدهما بالفعل ، شعر بتلك المشاعر تتسرب
من داخل أعماق أعماق قلبه كما تتسرب المياه من زجاجة مفتوحة..ظل متجمداً في مكانه لا يجرؤ على الالتفات إليها حتى !
أما هي ، فقد شعرت بقلبها الصغير يتقافز قفزات متسارعة كأنه يود الخروج من مكانه..
ودت لو أنها تستطيع تهدئة نفسها لكنها فعلاً لم تعرف ما هو الطريق إلى ذلك !
ظلت خلفه متشبثة بقميصه الأسود برفق !
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تحاول أن تقول تلك الكلمة ، لكنها فوجئت بحلقها الجاف..
فاجئها هو فقال بهدوء : بإمكانك ترك قميصي الآن !
فتركته مسرعة و هي تشعر بالفزع ، لقد لاحظ هذا بينما لم تلاحظه هي..أردف دون أن
يستدير إليها : ربما أنتِ تكنين مشاعر لذلك الشاب..! لكن عليكِ أن تتذكري أيضاً أنتِ..
قاطعته مسرعة : إنه صديقي فقط ! أحب قضاء الوقت معه !
عض على شفتيه بشدة بمجرد أن تقافزت تلك الكلمات إلى أذنه ، ملأ رئتيه بالهواء الساخن الذي امتلأت به الغرفة...
قال بحدة دون أن ينظر إليها : لو أنه صديقكِ فقط فلماذا يمسك بيدكِ ؟! لو أنه صديقك فقط لماذا يعانقكِ؟! لو أنه ليس حبيبكِ...
صرخت غاضبة قاطعة ذلك التصاعد الغريب بنبرة صوته : توقف ! إنه صديقي ليس إلا ! ثم ما همك أنت بهذا الأمر ؟!
يمسك بيدي أو يعانقني إنه أمر يخصني !! كما أنه لم يمسك بيدي إلا مرات قليلة جداً و لم يعانـ..
قاطعها بغضب مكبوت : لم أطلب منكِ تبريراً !
فردت بسرعة شديد : و أنا لا أعطيك واحداً ! أنا أدافع عن نفسي !
استدار إليها سريعاً ففوجئ بمدى قربه منها ، أصبحت المسافة بينهما بضعة سنتيمترات بسيطة ،
ابتلع ريقه ثم قال و هو يحملق في عينيها : أنا لم اتهمكِ بشيء ! إلا إذا رأيتيه اتهاماً !!
فزمت شفتيها بغضب و هي تبادله حملقته الغريبة : أنت غير قابل للنقاش ! لن أتعب نفسي معك بعد اليوم سيد دارك !
بمجرد أن سمع اسمه يخرج من شفتيها شعر بأن آخر زمام كان يمنع مشاعره
من التسرب الكامل قد طار و اختفى بعيداً ، هو على استعداد تام الآن أن يقسم بأنه
يشعر بمشاعره تبلله..تغيرت نظراته إليها تماماً فلاحظت هي ذلك ! و كأنه نزع قناعاً مرعباً حجرياً ليكشف عن وجه رقيق تنجذب إليه أي فتاة ...
شعر بارتخاء كل أطرافه و عضلاته ، كأنه كان يحمل أطناناً من الحجارة و تخلص منها أخيراً !
قال و هو يمنع نفسه من الابتسام شاعراً بأن محاولاته في ذلك ستذهب سدى : هذه المرة الأولى
التي أسمعكِ تنادين اسمي فيها!
فأبعدت عينيها عن عينيه بسرعة و هي تقول بارتباك : و ما المشكلة في ذلك ؟! هذا أمر عادي..
اقترب منها أكثر فاحمرت وجنتيها ، قال و قد ابتسم أخيراً : إذاً أنا لم أسمع اسمي من قبل !
شعرت بأن الدنيا كلها تذوب من حولها فقط من حرارة وجنتيها المشعتين ،
هوت شفتيها على بعضهما فلم تستطع الحديث...فقط تحدق بتلك الابتسامة
التي تكاد تدفع نصف عمرها..بل عمرها كاملاً حتى تراها دوماً !
أمال رأسه بهدوء عندما لاحظ تورد وجنتيها ، قال بهدوء : إذا قلتِ بأنه مجرد صديق فأنا أصدقكِ توكو !
ابتسمت بشدة عندما سمعت كلمته الأخيرة ، قالت و هي تزيح تلك الخصلة
الناعمة عن عينيها : هذه المرة الأولى التي تنطق فيها اسمي !
انحنى برقة قائلاً : أعتذر منكِ حقاً فأنا لم أعرف النطق إلا بعد أن سمعت اسمكِ !
فضحكت و وجنتيها تزداد تورداً ، قالت بصوت ناعم : أشكرك كثيراً على ما فعلت معي إلى الآن !
لقد أنقذتني مرة و مرة أخرى دافعت عني !
فابتسم تلك الابتسامة الجديدة المحببة إليها كثيراً : أنا مستعد لفعل أي شيء يجعلكِ سعيدة !
تبادلا نظرات طويلة تحمل معانٍ كثيرة ، فختمتها توكو بثلاث كلمات : تصبح على خير !
ثم دارت من حوله لتسير خارج تلك الصالة التي أصبحت فجأة مكانهما المفضل ، فقد شهدت أول حديث حي متبادل بين الاثنين..
حديث جعل قلبها يدق كأنما لم يدق من قبل ! و جعل قلبه ينبض بتلك المشاعر
التي نسي أنها كانت موجودة لديه كبقية البشر حتى نظر إلى عينيها !

Šiļěnť Řoŝe
17-07-2013, 17:30
​حجززززززززززززززززززززززززززززززززز

Šiļěnť Řoŝe
17-07-2013, 17:33
حجززززززززززززززززززززززززززززززززز

Flight Risk
17-07-2013, 21:12
حجز :e106:

Šiļěnť Řoŝe
17-07-2013, 22:08
مساء الخير
كيف حالك عزيزتي ؟
حقا البارت كان اكثر من رائع
بل ممتع جدا
مشاعر دارك وتوكو بدات تظهر اخيرا فدفاعه الدائم عنها ينم عن مشاعره تجاهها
وايضا مصالحة مايكل لتاليا والطريقة التي صالحها بها كانت مناسبة حقا فاحب شئ الى البنات ان تصالحهن بالازهار
بانتظار البارت القادم بفارغ الصبر
اراك بخير:e057:

Miss saw
17-07-2013, 23:18
نزل الفصل :موسوس:
والتهمته بعشر دقائق مرّت كالريح عليّ :بكاء:
بخصوص الغشّ :ضحكة:
حسناً أنتِ فقط لا تتأخري وأنا لن أغش :مكر: :ضحكة:



ردك الطويل هو أجمل ما رأيت مايث لا تقلقي cheeky إذا قل عن هذا الطول يوماً ما فسوف أقتلكِ ogre


:ضحكة: هُناك شيء يجب أن تعلميه عن ردودي :ضحكة:
لو حصل وكتبت يوماً ردّا يقلّ عن 20 سطراً تقريباً فقولي أن ميث بمزاجٍ عكر :ضحكة:
لهذا ردودي بالعادة تكن جرائد ومقالات عالمية :ضحكة:
فلا تقلقي من ناحية الطول , قد يزداد ولا ينقص :ضحكة:

ومن أجل إيفائي بوعدي هذا , ساعود لكِ غداً بردٍّ يشبع ضمأكِ :ضحكة:
إن شاء الله لن أتأخر :لحية:

Marsilla
17-07-2013, 23:43
حجز

prison of zero
18-07-2013, 00:08
الســـــــــــلام , على فارستي الجميــلة . كيف الحال ؟

كتبتُ رداً طويـــلاً عندما وضعتِ الجزء الثالث , لكنه حذف اللعنة عليه ><

على العموم , يبدو أن القصة تزداد تشويقاً يوماً بعد يوم ^^

دارك , يبدو ان عطر الحب قد بدأ يفوح منه بالفعل , فهو يحب توكو من اول لقاء بينهما..

توكو , يعتقد البعض أنها تحب ليوناردو , لكنها الأن بدأت تميل لـ دراك كثيراً >> هذا رائع ^^

ليوناردو , إنه يحب توكو , لكنها للأسف تعتبره مجرد صديق لها لا أكثر , لكني لاحظتُ أنها يشبهها كثيراً

من ناحية لون الشعر والعينين..

تاليا ومايكل , يالهما من ثنائي جميـــل , وحقيقةً...انصدمتُ من كم الشاحنات التي أحضرها مايكل

لتاليا , تحتاج هذه الفتاة لمعجزة لكي نرضيها فقط !!

ذلك الموقف الذي حدث بين دارك وتوكو , ياااه ياله من موقف رومانسي بالفعل..!

الفصل قصير , لكن لا مشكلة ستعوضينه في الفصل القادم صحيح ؟؟

سننتظرك عزيزتي فلا تتأخري..

في حفــــظ الله

Flight Risk
18-07-2013, 21:14
كالعادة ابداع ليس له حدود
بانتظار جديدك
و كلي شوق لاعرف تكملة النسخة السابقة
دمتي بحفظ الباري

Miss saw
18-07-2013, 22:04
السّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته ..
كيف حالكِ اليوم عزيزتي ؟ بأفضل صحّة إن شاء المولى العزيز :أوو:

فصلُ البارحة كان مشحوناً باحداثٍ كثيرة
أولاً هذا المايكل ذو المشاعر المرهفة, لم أتخيّل أنه قد يفعل شيئاً كهذا من أجلِ أن ترضى تاليا عليه ,
لا أدرِ لِمَ :موسوس: , لكنني لستُ مرتاحة له كثيراً ::مغتاظ::
قدوم العائلة بحدّ ذاته لستُ مرتاحة له =_=
أشعر أن مأساةً ستحصل +_+
وشعوري الكريه هذا لا أحبه أبداً :نوم: ,
من جهة أمر مايكل وأبيه وأخيه , ومن جهةٍ أخرى دارك الذي استفرد بالغموض الكبير بالرواية لحدّ الان .. ومن جهة ثالثة ليو :موسوس:
أشعر أن هناك أشياء كبيرة تخصّه بهذهِ الرواية :صمت:
جملة توكو عن أنه أجمل هدية من أمها لها لم أفهمها حتى الان :موسوس:.

\

حسناً دعينا من أمرِ الغموض ولننتقل لأاحداث البارت ..
راق لي ما فعله مايكل كثيراً, خطوةٌ جريئة لحصولهِ على رضى تاليا, وقد نال مراده بجدارة .. ناهيكِ على انه كلفّه كثيراً :ضحكة: ..

أما بخصوص هذا الماركو :تعجب:
كم أود تمزيقه إرباً إرباً :غول:
مالذي يفكّر نفسه فاعلاً هاه !!
لو كان هوَ مالك هذا المنزل لفعل ما يشاء مع ليو , لكنه ليس سوى مساعد لويليير :غول:
ثم مهلاً لحظة :موسوس:
هل يعقل أن ماركو قد يكنّ مشاعراً ما تجاه توكو :موسوس: ؟
لا أدرِ لم قفز هذا التفكير على عقلي ولكنني أشكّ بنواياه مع توكو وليو .. وقد ضهر دارك الآن على الساحة :لقافة: !

\

أما دارك من ناحيةٍ أخرى :صمت: لا أدرِ كيف أصف شعوري وأنا أقرا المقطع الأخير ..
كيف لذلك الجليد أن يكون بهذا الدفئ الغريب :غياب:
وأتساءل أيضاً عن سبب حبّه السريع لتوكو :موسوس:
الأمر له علاقة باللوحة لا أدرِ لِمَ ::مغتاظ:: ..

اعتقد أن الأحداث المقبلة ستبدأ بالسخونية :ضحكة:
بين ليو ودارك تحديداً :غياب: ..

مترقبّة للآتي وبلهفة كبيرة :غياب:

لا تتأخري وإلا ذهبت وغششت :لقافة: < :d
احببت ما سطّر هُنا كثيراً :أوو:

القاكِ على خير عزيزتي :)

Marsilla
19-07-2013, 20:22
.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

البارت روووووووووووووووووووووووووووووعة جدا .. احداثه في قمة الجمال ..
الموقف الاول بين تاليا و مايكل جميييييل جدا .. ذلك الفتي حقا في غاية الرومانسية .. :em_1f606:
اعجبتني السبع سيارات فكرة جميلة .. وموقف تاليا من دارك كان مضحكا جدا .. :e415: .. اعجبتني فكرة ان القط اكل لسانه ، او ربما لا يتحدث الا لتوكو :e402:
اما عندما تشاجرا ماركو وتوكو .. اردت ان اخنق ذلك الغبي علي تعديه حدوده .. :e416: .. اعتقد انه يحمل مشاعر لتوكو بطريقة ما ..
ولكنه مع ذلك جيد لاعطاء دارك الفرصة حتي يفقد اعصابه وتتسرب مشاعره .. :e402: ، ويدافع عن توكو بتلك الطريقة ..
تدخل دارك كان رااااااااااااااااااااااااااااائعا ، و في غاية الجمال .. اما تلك اللكمة اعطتني شعورا انه جينتل مان حقيقي .. هههههههههه :em_1f606:
لا يبدو ان ذلك الماركو جيدا ابدا ورربما ورائه شيئا خطير .. الحقيقة لا اذكر كثيرا مما قرأت من قبل :em_1f615: .. لذا ساتابع من جديد :e056:
الموقف الاخير بين دارك وتوكو روووووووووووووووووووووووووووعة جدا .. وصفك لمشاعر دارك كان جميلا جدا :e106: احسنتي في ذلك ..

الشخصيات : :e414:

دارك : انه فتي رااااااااااااااائع جدا اعجبني كثيرا كل ما فيه بروده وكل شئ .. انا عادة احب امثاله :em_1f606: .. انه من نوعي المفضل لان الباردون يكونون عكس الظاهر غالبا .. وهذا هو المميز فيهم ..

مايكل : شخص .. ظريييييييييييييييييييييييف ورومانسي للغاية وهذا ما يميزه اعتقد انه مناسب لتاليا كثيرا .. وتوينز رائع :e057: .. حركته تلك ليجعل تاليا تعفو عنه واستخدامه لكل الاساليب كان جميلا .. انه يعجبني :e106:

ليوناردو : بريييييييييييييييييئ جدا وصفاته جميلة .. تعامله مع توكو جميل .. انهما صديقان رائعان وكونه ملاكها الحارس يعجبني .. نادرا ما تجدين شخصا بصفاته .. اما كونه متطفلا وسارقا في نظر شخص واحد .. اعتقد ان هذا سيتغير في الايام القادمة ، او انه تغير بالفعل في نهاية هذا البارت .. :em_1f608:

توكو : انها فتاة لطييييييييييييييييييييييييفة للغاية ، عقلانية ومتزنة ، ولكنها مع ذلك رقيقة جدا وطفولية وعنيدة قليلا .. ربما :em_1f636: .. انها تعجبني وتناسب دارك كثيرا .. كما ان كونها من اخرجته عن شعوره وبروده ايضا :e415:

تاليا : انها طفوووووووووووووووولية جدا .. كما انها عنيدة جدا .. لقد اخذت كلمة قبيحة بنفس ثائرة جدا .. وغضبت بسببها كثيرا .. يا لها من فتاة :e401: ولكنها ومايكل متناسبان في الصفات ويليقان ببعض كثيرا .. :e057:

اعتذر للرد المتأخر ، ولكنها ظروف .. وقد انتبهت انني لم اكن اعلق علي البارتات في السابق تعليقا جيدا :e107: :e40f: .. ولكنني ساعلق الان :e106: ..
انتظر البارت القادم .. تقبلي مروري :e418:

ΐηѕρΐяαтΐση
21-07-2013, 00:35
الفصل الرابع

كم مرة عليه أن يعيد تلك الذكرى في رأسه..؟! كم مرة عليه أن يستعيد وقع كلماتها على أذنه ؟!
كم مرة عليه أن يعيد شريط الأحداث بكل ما يحمله من مشاعر شعر بأنها تملأ
قلبه الآن لتجعله متخماً غير قابل لاستيعاب أي شيء سوى كلماتها..؟!
لقد مرت أيام عديدة على تلك المحادثة الصغيرة بينهما ، صحيح أنهما لم يتحدثا بعدها
سوى بالتحيات الصباحية و المسائية إلا أن كلاهما كان يشعر بتغير شيء ما..
شيء ما تحرك من مكانه و لم يعد قابلاً للعودة كما كان !
بدا هذا الشيء واضحاً جداً في لقاءتهما الصغيرة ، فيبتسم كل منهما للآخر دون حديث . تكفي العيون فهي تقوم بالواجب و أكثر !
على طاولة الفطور ، جلس الجميع يتناولوا الخبز المحمص مع مربى الفريز الطازجة . كان دارك كلما سنحت
له الفرصة يسترق بضع النظرات إليها ، أما هي فقد انشغلت بمراقبة تاليا التي بدت سعيدة و على وشك الطيران !
انحنت عليها و همست بأذنها مبتسمة : ماذا يجري ؟! أشعر بأن قدميكِ لا تلمسان الأرض !
ردت عليها و هي تحدق بصحنها الذي شغلته قطعة الخبز المحمص : كلا ! إنهما فوق السحاب الآن !
فاتسعت ابتسامة توكو أكثر ، قال ويلير الذي لاحظ غمغمة الفتاتين : توكو..؟! هل لديكِ عمل كثير اليوم بالأراضي ؟!
نظرت إليه على الفور مبتسمة ثم قالت : لا يا أبي ! سوف أوصي العمال ببعض الأشياء ثم أتفرغ بعدها ! لماذا السؤال ؟!
ابتسم ويلير بسعادة كبيرة و هو يقول محركاً بصره بين الجميع الذين ترقبوا لكلامه : اليوم ستكون مناسبة مميزة...
إنه الحادي و العشرين من سيبتمبر بداية فصل الخريف !
تبادل دارك و مايكل النظرات المتعجبة بينما قالت تاليا بسعادة :هل ستكون الحفلة اليوم ؟!
أومأ لها والدها قائلاً : طلبت من ماركو الاهتمام بالقصر حتى تتمكنا من الخروج للتسوق..!
قال سيبتميوس الذي بدا معجباً كثيراً بالفكرة : إذاً..لازلت تسير على طقوس زوجتك العزيزة ؟!
لم يجبه ويلير إلا بذلك الضيق الذي بدا على محياه ، بينما قالت توكو محدثة دارك و مايكل
الذي بدا التعجب على وجهيهما : إنها حفلة الخريف ! حفلة نقوم بها كل عام للاحتفال بإجازة العمال...
حيث يخف الضغط على أراضينا خلال الشهور الثلاثة القادمة !
كاد مايكل أن يقول شيئاً ما إلا أن ويلير عاجله : صحيح توكو..! لدي خبر لأجلك !
توجهت أنظار الجالسين إليه و هو يردف بحماس : نيكولاس قادم اليوم !
بدا و كأن تلك الابتسامة العذبة على وشك التلاشي لكنها تمكنت من الأمر ، راقبها دارك بفضول
فقد شعر بتغير ملامحها..قالت متصنعة السعادة : رائع ! سأكون بانتظاره !
عضت على شفتيها ثم نهضت بهدوء عن الطاولة تقول : اعذروني ! علي الانتهاء من عملي مبكراً !
ثم استدارت راحلة دون أن تلقي بالاً للشخص الذي بدا مهتماً للغاية بالتغير المفاجئ في مشاعرها ،
نزلت درجات السلم الرخامية و اتجهت إلى حيث يوجد الشخص الوحيد الذي يفهمها .
انعطفت إلى أقصى اليمين عند الاستدارة الثانية بالحديقة الأمامية لتخرج على منطقة
من يراها لا يعتقد أبداً أنها جزء من هذا القصر رائع الجمال ،
حيث بدا هذا الجزء من الحديقة غير منسق على الإطلاق .
انتشرت به الأعشاب الضارة و الأوراق المتساقطة ، بينما وقف عند الزاوية منزل بسيط..قديم مهترئ الطلاء ،
نوافذه قد سدت فتحاتها بورق الكارتون ليس إلا..و قد اتخذت حبال الغسيل شكل الدائرة حوله .
اقتربت من الباب ثم طرقته ، ففتح ذلك الشاب الأشقر الذي كان لا يرتدي شيئاً سوى سرواله الجينزي الممزق .
نظرت إليه و الدموع تتكون في عينيها ، فقال بخوف و قلق بينما يجذبها إلى صدره : ماذا هناك ؟!
قالت بصوت وهن : نيكولاس ! إنه قادم..الليلة !
أطلق زفرة عالية مشحونة بالغضب و هو يمسح على شعرها الناعم بيده ، قال بهدوء : هذا الحقير...!
اسمعيني جيداً توكو..
رفعت بصرها إليه فمسح دموعها و قال و هو يضغط على كل حرف
من كلماته : وعدتكِ بأنني لن أدع أحداً يؤذيكِ..! و هذا الحقير بالذات..لن أدعه يقترب منكِ أبداً !
ظلت تحدق به و الدموع تلتمع في عينيها فأردف بمرح : الآن أريني ابتسامتك أيتها الجميلة !
فابتسمت بشدة و دموعها لا تزال تتساقط ، أمسك بيدها و هو
يغلق باب منزله قائلاً : دعكِ من هذا المنزل المهترئ ! تعالي نجلس على البحر !
بذلك الدهليز الطويل و بجوار النافذة ذات الستائر اللؤلؤية ، وقف دارك مترقباً ينتظر
ظهور توكو بأي لحظة في أرض تلك الحديقة الواسعة . لسبب ما شعر أنها كانت تتجه إلى
ليوناردو عندما نهضت من على طاولة الفطور . لقد بدأ يفهم طبيعة العلاقة بينهما تقريباً ،
إنه فعلاً يبدو كملاكها الحارس لكن دارك كره ذلك كثيراً .
و رغم أنه كان يتوقع ظهور توكو مع ليوناردو إلا أنه كان يأمل العكس .
تناهى لمسامعه صوت تاليا الهادئ : دارك..! ماذا تفعل هنا ؟!
نظر إليها على الفور ، في الحقيقة هو لم يتحدث لتاليا قط منذ أن دخل هذا القصر
سوى بلغة الإشارة و الإيماءات للتحية فبدا غريباً له أن تتحدث معه ، لقد كان بدأ يظن أنها تتجنبه خوفاً منه .
قال بصوت خال من أي تعبير : لا شيء !
ظلت تحدق به دون أن تتحدث لمدة دقيقة أو دقيقتين ، هو لم يرغب بالحديث الآن صراحة مع أنه ود كثيراً
لو يتعرف إلى تلك الفتاة التي على ما يبدو أنها حبيبة شقيقه الأصغر و لكن..
كل ما يشغل باله حالياً هو وجه توكو المتغير صباح اليوم..قال على الفور و كأنه تذكر للتو بأن تاليا هي شقيقة توكو : تاليا..!
من هو نيكولاس هذا..؟! لقد تغيرت ملامح توكو اليوم على الفطور عندما ذكر والدكِ اسمه !
عضت تاليا على شفتيها و هي تفكر في سؤاله ، اقتربت من النافذة الواقف عندها
ثم قالت بصوت بارد حزين: إنه شخص خائن و حقير..!
صمتت لدقيقة فانتظرها دارك لتكمل جملتها ، أردفت بحزن : لقد كان حبيب توكو قبل أربعة أعوام ،
حينها كانت هي بالسابعة عشر لا تزال يافعة و صغيرة ! بينما هو كان بالحادية و العشرين !
استغلها استغلال كامل ليصل لأموال أبي ! حتى أنه أعلن عن رغبته بخطبتها !
اتسعت عيني دارك و تلك الكلمات تدخل نطاق سمعه ، تصور و لو للحظة أنها برفقة شخص
هو لا يعرفه في ثوب الزفاف...فارتعشت يداه و هو يقول :و هي بتلك السن الصغيرة ؟!
ابتسمت تاليا بسخرية ثم قالت : لم يأبه لأي شيء ! كنا قد أعددنا المراسم و أتممنا الأمر على
أكمل وجه..لكن قبل موعد الخطبة بأيام قليلة اكتشفنا أنه قد خطب فتاة أخرى بالفعل !
نظرت إليه فلاحظ تلك الدموع التي حجبت رؤية عينيها الخضراء الجميلة ،
قالت بصوت ظهر فيه البكاء : ليس لديك أدنى فكرة عن الألم النفسي الذي مرت به توكو حينها !
لقد كانت ممتنعة عن الطعام و الشراب حتى النوم كانت لا تستطيع..دائمة البكاء و الصمت !
ابتلعت ريقها ثم ظهرت تلك الابتسامة الرقيقة على محياها قائلة : لكن ليو كان موجوداً الحمد لله !
لازلت أحمد الله كل يوم على وجود هذا الفتى بحياتها ! لولاه لكانت انتهت منذ وقت طويل !
عند نهاية حديثها ، كان دارك يحدق في اللا شيء..غامت عيناه بحزن عميق و ظلام دامس !
كأنه قد أدرك هذه المرة و دون أدنى شك بأن توكو واقعة في غرام هذا الشاب الأشقر !
استند على الحائط بينما قالت تاليا شيئاً ما هو لم يسمعه ثم استدارت راحلة عنه .
نظر من وراء ذلك الزجاج الشفاف ليراهما معاً كما توقع ، يمسك بيدها و يسير بمحاذاتها مبتسماً .
وضع يده على قلبه هامساً : إنها ليست لك ! ليست لك !
مرت الساعات بسرعة ، فخرجت توكو و تاليا معاً للتسوق و عادتا بالفعل..
رفضت توكو البقاء في غرفتها لتستعد و ادعت بأنها سوف تكون جاهزة عند الموعد ،
و أضاعت الوقت في وضع لمساتها الأخيرة على تزيين القصر و الحديقة !
نظر إلى عقارب ساعته السوداء فرآها تشير إلى التاسعة ، إنها بداية الحفلة
فحسب ما فهم سوف يتأخر ميعاد النوم الليلة إلى منتصف الليل !
رفع بصره ليتطلع بالحديقة الساحرة ، لقد زينت الأشجار العملاقة بشرائط فضية و وردية
بينما انتشرت أوراق الزهور التي تحمل نفس اللون على الأرض الخضراء...ارتصت الطاولات الصغيرة
على هيئة خطوط متعرجة و قد زينت كل طاولة بمفرش فضي اللون وضعت عليه مزهرية
بها أزهار تحمل اللونين الأبيض و الوردي...لقد كانت لمسات توكو واضحة بكل الأجواء ،
حتى تلك الأضواء البيضاء الرقيقة التي ارتفعت عالياً على غصون الأشجار بدا
و كأنها تبعث موجات من النعومة و الهدوء تهمس باسمها في كل اتجاه !
ابتسم بخفاء و هو يرقب هؤلاء الحضور ، لقد كانوا أكثر شيء مضحك في الحفلة !
كلهم ارتدوا من الأزياء و المجوهرات ما يبرزهم أكثر عن غيرهم محاولين لفت الانتباه بذلك..مما جعلهم كلهم متشابهين في نظره !
نظر إلى ما يرتديه هو...كانت حلة شديدة السوداء مع ربطة
عنق تحمل اللون الأحمر الدافئ و ذلك الحذاء الذي أخذت الأضواء البيضاء تنعكس عليه لشدة لمعانه .
تناهى لمسامعه صوت ناعم مخملي أحب أن يسمعه و بشدة : هل تتأمل حذائك أم أنه يهيأ لي..؟!
التفت خلفه فاتعقد لسانه على الفور...إلى أي مدى يمكن أن يصل جمال تلك الفتاة ؟!
لأي حد يمكن أن يكون تأثيرها به و بقلبه..؟!
متى تتوقف عن اللمعان الذي يجذبه إليها من رقبته كسلسلة حديدية شديدة القوة ؟!
لقد ارتدت ثوباً وردياً بلون تلك الزهور الرقيقة ، بالكاد يصل إلى أسفل ركبتيها..يظهر كتفيها و يغطي بقية
ذراعيها و قد تركت شعرها الذهبي ينسدل بنعومة شديدة على ظهرها المكشوف..
ابتلع ريقه و هو يقول مبتسماً : أنا أتأملكِ أنتِ الآن !
توردت وجنتيها فطرفت بعينيها في ارتباك ، قالت وهي تتقدم لتقف بجواره محاولة تغيير الموضوع : هل رأيت أبي ؟!
لقد طلب مني أن أحضر مبكراً..!
قال و هو يجيل عينيه بها : ربما هو برفقة أحد الضيوف..!
ودت لو أنها تستطيع إزاحة ناظريها إليه لكنها لم تستطع بسبب تحديقه المستمر بها ،
فقالت بهدوء و هي تمشي باتجاه بوابة الحديقة : سوف أبحث عنه !
سارت مبتعدة عنه و هو يتابعها بناظريه..إنه واثق تماماً بأنه لو استمر بالتحديق بها إلى الأبد فلن يمل أبداً !
تناهى لمسامعه صوت ضحكات ابنة عمه الصغرى ، فحول بصريه عندما غابت توكو عن عينيه إلى الخلف .
لقد كانت تاليا برفقة أخيه ، ارتدت ثوباً أصفر ذو شرائط فضية رفيعة على خصرها
و ظهرها و قد أخذت خصلات شعرها البنية اللولبية بالتقافز كلما هبت نسمات الهواء .
ابتسم برفق و هو يراقب ملامح شقيقه السعيد ، لم يرى فتاة تمكنت من إسعاده بهذه الطريقة من قبل..
في الحقيقة هو ممتن لوجودها بحياته !
سارت توكو بخطوات متباطئة كثيراً ، هي تشعر بخوف شديد من وجود هذا الشخص الكريه برفقة والدها...
صحيح أنه قد اعتذر منها مئات المرات و كذلك من والدها و ادعى أنه تغير تماماَ إلا أنها لم تسامحه يوماً..
بينما والدها فعل ! بل إنه وافق على وجود عمل مشترك بينهما !!
لذا فهي لن تتعجب أبداً إذا حاول والدها تقريبه منها..!
فجأة ، أمسك أحدهم بيدها أدارها إلى وجهه ، بالطبع لا يفعل ذلك سوى
ليوناردو الذي بدا وسيماً للغاية على الرغم من بساطة ملابسه !
تأملت خصلات شعره الذهبية التي أرجعها للخلف بمثبت الشعر
و هي تبتسم قائلة : ربما عليك أن تحاول تعليمي هذه التسريحة..!
ارتفعت زاوية فمه بابتسامة خبيثة محببة لها كثيراً ثم قال : حقاً..؟!
و لماذا هل تنوين العمل كمصففة شعر للرجال ؟!
ضحكت بخفة وهي تحول بصرها إلى والدها الواقف عند البوابة الحديدية لتتغير ملامح وجهها بالكامل ،
لقد وقعت عيناها الزرقاء عليه...شاب طويل مع شعر أسود ناعم و عيون خضراء حادة ،
ارتدى تلك الحلة الرمادية و ربطة العنق بصلية اللون .
ارتجف جسدها فجأة فشعر بها ليو ، قال و قد انعكس قلقه على نبرة صوته : توكو..ماذا بكِ ؟!
لم تجبه فرفع بصره إلى حيث تنظر هي ، التفت الشاب الأنيق برفقة والدها نحوهم و شرعا في المشي باتجاههما ،
صر ليوناردو على أسنانه بقوة بينما تشبثت توكو بيديه اللتين تحيطان بها .
همست محاولة الحفاظ على هدوئها : أرجوك..حافظ على أعصابك أثناء وجوده !
طرف بعينيه مشيراً إليها ، وقف والدها و هذا الشخص أمام بصرها على بعد بضع الأذرع البسيطة .
أخذت تتأمله و عيناها لا تنطقان إلا بكل ما عرفته يوماً من مشاعر الخوف و القلق ،
فهو بالنسبة لها مصدر للألم..الخوف و الرعب الغير طبيعي ، تحرك عينيها بكل اتجاه حتى لا ينظر إليها مباشرة .
أما هو ، فلم يكن تعبير وجهه يخبر بأي شيء إلا الإعجاب الكامل...كان يتأملها مباعداً
ما بين شفتيه و هو يشعر بتلك النبضات الصغيرة تتسارع أكثر فأكثر !
ابتسم ثم قال أخيراً فخرج صوته واثقاً قوياً كما عهدته دوماً : لقد مرت أربعة أعوام ! تغيرتِ كثيراً !
قالت بصوت لا حياة فيه : أنت لم تتغير أبداً !
أخذ ليوناردو ينقل بصره بينهما و يداه لا تزالان معلقتين على توكو ،
التقت عيناه بعيني ويلير الزرقاء ففهم على الفور ما مغزاها..أنزل يديه من على توكو و لكنه ظل على مقربة منها تحسباً .
على مقربة ليست ببعيدة عن كل هذا ، وقف دارك يتأمل ذلك الموقف...
لقد بدا واضحاً تلك المسحة من الحزن التي أخذت تلمع في عينيها
و في الوقت نفسه لاحظ تلك النظرة المجنونة التي تنم عن إعجاب شديد من قبل ذلك الشاب الغريب .
تناهى لمسمعه صوت مايكل الضاحك من خلفه : ماذا هناك ؟!
ألن تجد إحدى الجميلات لتدردش معها قليلاً..؟!
التفت إليه و هو يتأمل وجهه ، قال بملامح جامدة : لا ! لن أفعل !
تصاعدت تلك النغمات الناعمة بين الحضور ، حيث تعالت من الآلات الموسيقية
التي عزفت عليها تلك الفرقة بقيادة تاليا...حيث كان صوت كمانها هو الأقوى !
نظرت توكو نحو شقيقتها التي تعزف و قد طغت ملامح القلق على وجهها الجميل ،
قال نيكولاس و هو يمسك بيدها سريعاً : أظن أنكِ لن تمانعي رقصة بسيطة بعد أربعة أعوام من الفراق ؟!
كادت أن تتحدث لولا والدها الذي عاجلها قائلاً : لا أظن أنها ستمانع على الإطلاق !
فما كان منها إلا التزام الصمت و السير وراء هذا الشخص الذي أصبحت تشعر بالخوف نحوه أكثر من ذي قبل ،
وقف و التفت إليها..قربها إليه كثيراً ثم أمسك بيدها بينما تعلقت يده الأخرى على خصرها .
تناهى لمسمع دارك صوت مايكل الذي كان ينظر خلفه : من هذا الشخص الذي يراقص توكو ؟!
التفت دارك على الفور ليشعر بقلبه يهوي بين ضلوعه منفلقاً إلى مئات من الشظايا المحترقة ،
ضغط على قبضة يده بقوة شديدة جعلت الدماء تفر من بين تلك الخدوش الصغيرة التي أحدثتها أظافره بكفه .
قال بصوت ميت بارد : أترى أي فتاة تستحق أن أدردش معها بالفعل يا مايكي ؟!
نظر مايكل إلى شقيقه متعجباً و بشدة ، ثم انطلقت عيناه تبحثان بكل اتجاه
عن الفتاة المرادة حتى وقع بصره على فتاة متوسطة الطول ترتدي ثوباً زهري اللون و شعرها الأحمر قد ارتفع عن ظهرها بقليل .
قال مشيراً إليها : هل تفي هذه الفتاة بالغرض ؟!
نظر شقيقه إلى حيث يشير ، ثم أومأ له قائلاً و هو يتجه نحوها : لا بأس بها !
خطوات صغيرة متقاربة أخذ يدور بها نيكولاس مع توكو و هو يتأمل وجهها الساحر ،
قال بصوت انعكست فيه مشاعره الخفية التي لم تعرفها توكو : صدقيني أولا تفعلي...لكنني اشتقت إليكِ كثيراً !
ابتلعت توكو ريقها و هي تبعد بصرها عنه باحثة عن أي شيء لتتعلق عيناها به ،
قالت بقلق : صدقني أو لا تفعل...أنا لم أشتق إليك على الإطلاق !
تنهد نيكولاس بصبر ثم قال متابعاً النظر إليها : غير صحيح ! أنا متأكد من أنكِ اشتقتِ إليّ دون دراية منكِ !
انتظر منها جواباً لكنها لم تفعل..و كيف تفعل و قد وقع بصرها عليه
و هو يضاحك تلك الفتاة في محاولات مستمرة لمغازلتها ؟!!
بهذه اللحظة شعرت بمئات من الإبر و السكاكين التي لا تنفك تنغرز بقلبها الصغير ، كيف أمكنه فعل ذلك ؟!
كيف..؟! لكن الإجابة سريعاً ما وصلت إلى عقلها...من تكون هي كي تحاسبه ؟! ماذا تعني له ؟!
أنزلت بصرها أرضاً و هي تشعر بدوار عجيب ، نزعت يدها من يد نيكولاس و أبعدت يده الأخرى عنها...
اتجهت سريعاً نحو ليو الذي أنبأت وجهه بمشاعر مظلمة للغاية .
قالت بصوت مخنوق : أرجوك ليو ! دعنا نبتعد من هنا !
ظل واقفاً يحدق بها متعجباً و بنفس الوقت ود أن ينقض على هذا الحقير نيكولاس ،
لكنه بالنهاية ما كان ليرفض لها طلباً .
أمسك بيدها و سار معها مبتعدين تحت أنظار والدها و نيكولاس...
حول دارك وجهه نحوها و هو يقول بنفسه: ربما يجب أن تبدأ بعض الألعاب النارية هنا..!

ΐηѕρΐяαтΐση
21-07-2013, 00:36
عذراً على التأخير و لكن النت صعب قليلاً..:ميت:
لي عودة بإذن الله مع الردود..أتمنى أن يعجبكم البارت :لقافة:
بأمان الله~

Šiļěnť Řoŝe
21-07-2013, 00:59
حجز :em_1f62c:
يسلمو حب مافي اي مشكلة

ΐηѕρΐяαтΐση
21-07-2013, 03:45
الســـــــــــلام , على فارستي الجميــلة . كيف الحال ؟

كتبتُ رداً طويـــلاً عندما وضعتِ الجزء الثالث , لكنه حذف اللعنة عليه ><

على العموم , يبدو أن القصة تزداد تشويقاً يوماً بعد يوم ^^

دارك , يبدو ان عطر الحب قد بدأ يفوح منه بالفعل , فهو يحب توكو من اول لقاء بينهما..

توكو , يعتقد البعض أنها تحب ليوناردو , لكنها الأن بدأت تميل لـ دراك كثيراً >> هذا رائع ^^

ليوناردو , إنه يحب توكو , لكنها للأسف تعتبره مجرد صديق لها لا أكثر , لكني لاحظتُ أنها يشبهها كثيراً

من ناحية لون الشعر والعينين..

تاليا ومايكل , يالهما من ثنائي جميـــل , وحقيقةً...انصدمتُ من كم الشاحنات التي أحضرها مايكل

لتاليا , تحتاج هذه الفتاة لمعجزة لكي نرضيها فقط !!

ذلك الموقف الذي حدث بين دارك وتوكو , ياااه ياله من موقف رومانسي بالفعل..!

الفصل قصير , لكن لا مشكلة ستعوضينه في الفصل القادم صحيح ؟؟

سننتظرك عزيزتي فلا تتأخري..

في حفــــظ الله



و عليكم السلام و رحمة الله و بركاتهـ..
أنا بخير الحمد لله :e056: كيف حالكِ أنتِ ؟!
لا بأس يحدث ذلك معي كثيراً مما يثير غضبي :e416:
كل ما أريده أن تشعروا بالميل نحو الاثنين..دارك و ليو بحيث تتعاطفا مع كلاهما :d
لكنني لاحظت أن الجميع هنا يعشق دارك بطريقة غريبة :موسوس: الفتى خرب العقول :غياب:
مايكل أغضب تاليا حقاً فلا تلوميها..لو أنا بمكانها لن أسامحه إلا بقاطرة من الأزهار :em_1f611:
لا أعرف ما رأيك بالفصل الرابع..لكنه تقريباً بمثل طول الثالث :e401: يلا يا رب يعجبكم :لقافة:
أنتظرك دوماً..دمتِ بحفظ الرحمن~

ΐηѕρΐяαтΐση
21-07-2013, 03:49
كالعادة ابداع ليس له حدود
بانتظار جديدك
و كلي شوق لاعرف تكملة النسخة السابقة
دمتي بحفظ الباري



هل تعرفين أنني عندما دخلت إلى النسخة القديمة انتبهت لوجودكِ كثيراً :لقافة:
لقد تابعتِ بالأجزاء الأخير قبل أن اتوقف بجزئين تقريباً صحيح ؟ :موسوس:
اسمحي لي أولاً أن أبدي إعجابي الشديد بالتوقيع الخاص بكِ..
تعجبني فتاة البيانو كثيراً :غياب: بشعرها الرائع :e414:
إذا كانت من أنمي معين أخبريني باسمه على الفور بليييز :d
أتمنى أن تتابعي معي للنهاية و إن شاء الله
سأنهيها هذه المرة :e056:
كل عام و أنتِ بألف خير..دمتِ بحفظ الرحمن~

ΐηѕρΐяαтΐση
22-07-2013, 15:09
لي عودة اخرى :)

Marsilla
22-07-2013, 18:03
حجز

Black Perla
22-07-2013, 18:31
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيف حالك يا فارسة ضوء القمر؟

ان شاء الله بخير

و كل عام و انت بخير

ماشاءالله حلو قصتك و الله يبارك لك بأناملك المبدعة

بس في شيء أبغى أقول لك.....

ما أعرف في أي بلد الي (التي) يصير فيه أحداث

بس ما في شيء بين الأقارب صلة بالحب فقط صلة أخوة و صداقة, لا تقولي لي بأن عائلة توكو من طراز القديم :e40e:

و عندي تعليقات:

توكو: ياي, البريئة مرة و الي مسوية نفسها ياي :em_1f60e: :e40e:, أمزح أمزح ^___^, شخصية حلوة بس ما أحبها و لا أكرهها.

تاليا: أكره هذه البنت الصراحة :e11a:, أنا أشوفها شيطان عنيد تشوف نفسها أفضل و أحلى بنت في العالم.

مايكل: يا ولد انت, كل شوية متهور؟ يا حبيبي! :e40e:

دارك: أيها الظلام, منذ متى و لك القلب؟ أيها الشر, منذ متى و أصبحت بطلا؟ أيها الكئيب أو عابس الوجه, منذ متى و أنت تبتسم؟ أيها الخبيث, منذ متى و أردت سعادة لمن غيرك؟
لا تخاف أنا أحبك, كشخصية مفضلة :em_1f605:

ويلير: أنت والد غريب! :e108:

أبو دارك: أب طماع :e11a: فأكرهك يا سيد, بس مو أكثر من تاليا اليع :e40e:

ليوناردو: تضحي نفسك علشان توكو؟ في كل شيء؟ أوكي لو في يوم القيامة, لو توكو تدخل الجنهم تضحي نفسك؟ أمزح معاك :em_1f605:

ماركو: ما لك دخل في حياة توكو و لا غيرها, و من تكون عشان تتدخل؟

نيكولاس: يقال أن فرصة ثانية يوجد, بس (لكن) حظك تعيس

Marsilla
23-07-2013, 05:04
.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

البارت رووووووووووووووووووووووعة جدا ..
لا يعجبني ذلك النيكولاس ابدا .. وما فعله مع توكو بذيئا للغاية ..
اما دارك فهو .. غبي لم تعجبني حركته عندما غازل الفتاة ذات الشعر الاحمر ..
احسست ان هذا ليس من طباعه حتي لو اسفزه تصرف توكو بالرقص مع ذاك النيكولاس ..
انتظر البارت القادم .. تقبلي مروري ..

ΐηѕρΐяαтΐση
24-07-2013, 21:10
السّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته ..
كيف حالكِ اليوم عزيزتي ؟ بأفضل صحّة إن شاء المولى العزيز :أوو:

فصلُ البارحة كان مشحوناً باحداثٍ كثيرة
أولاً هذا المايكل ذو المشاعر المرهفة, لم أتخيّل أنه قد يفعل شيئاً كهذا من أجلِ أن ترضى تاليا عليه ,
لا أدرِ لِمَ :موسوس: , لكنني لستُ مرتاحة له كثيراً ::مغتاظ::
قدوم العائلة بحدّ ذاته لستُ مرتاحة له =_=
أشعر أن مأساةً ستحصل +_+
وشعوري الكريه هذا لا أحبه أبداً :نوم: ,
من جهة أمر مايكل وأبيه وأخيه , ومن جهةٍ أخرى دارك الذي استفرد بالغموض الكبير بالرواية لحدّ الان .. ومن جهة ثالثة ليو :موسوس:
أشعر أن هناك أشياء كبيرة تخصّه بهذهِ الرواية :صمت:
جملة توكو عن أنه أجمل هدية من أمها لها لم أفهمها حتى الان :موسوس:.

\

حسناً دعينا من أمرِ الغموض ولننتقل لأاحداث البارت ..
راق لي ما فعله مايكل كثيراً, خطوةٌ جريئة لحصولهِ على رضى تاليا, وقد نال مراده بجدارة .. ناهيكِ على انه كلفّه كثيراً :ضحكة: ..

أما بخصوص هذا الماركو :تعجب:
كم أود تمزيقه إرباً إرباً :غول:
مالذي يفكّر نفسه فاعلاً هاه !!
لو كان هوَ مالك هذا المنزل لفعل ما يشاء مع ليو , لكنه ليس سوى مساعد لويليير :غول:
ثم مهلاً لحظة :موسوس:
هل يعقل أن ماركو قد يكنّ مشاعراً ما تجاه توكو :موسوس: ؟
لا أدرِ لم قفز هذا التفكير على عقلي ولكنني أشكّ بنواياه مع توكو وليو .. وقد ضهر دارك الآن على الساحة :لقافة: !

\

أما دارك من ناحيةٍ أخرى :صمت: لا أدرِ كيف أصف شعوري وأنا أقرا المقطع الأخير ..
كيف لذلك الجليد أن يكون بهذا الدفئ الغريب :غياب:
وأتساءل أيضاً عن سبب حبّه السريع لتوكو :موسوس:
الأمر له علاقة باللوحة لا أدرِ لِمَ ::مغتاظ:: ..

اعتقد أن الأحداث المقبلة ستبدأ بالسخونية :ضحكة:
بين ليو ودارك تحديداً :غياب: ..

مترقبّة للآتي وبلهفة كبيرة :غياب:

لا تتأخري وإلا ذهبت وغششت :لقافة: < :d
احببت ما سطّر هُنا كثيراً :أوو:

القاكِ على خير عزيزتي :)



ميث العثووولة :أوو:
الحمد لله أنا تمام...أنتِ كيف أحوالك ؟!
هههههههههههههههههههههه أنتِ الوحيدة التي لم يعجبها تصرف مايكل :غياب:
فلنقل أنه شاب متباه يحب المظاهر...ربما هو سطحي لكنه طيب القلب بلا شك :لقافة:
دارك هذا مزاجه عالي :d رومانسي و بارد بنفس الوقت :نظارة: أحب هذا التناقض :أوو:
قدوم العائلة هو بداية مشاكل الفتاتين المسكينتين..و لكن لأكون صريحة معك :لقافة: لا أحب أن يكره
القراء أي من شخصيات الرواية..بمعنى أن كل منهم لديه نقطة ضعف تجعل القراء يتعاطفون
معه و بالتالي يصعب كره أحدهم كراهية مطلقة :d
نورتينا بوجودك ميث بانتظار ردك على البارت الأخير :أوو:
دمتِِ بحفظ الرحمن إن شاء الله~

ΐηѕρΐяαтΐση
24-07-2013, 21:15
.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

البارت روووووووووووووووووووووووووووووعة جدا .. احداثه في قمة الجمال ..
الموقف الاول بين تاليا و مايكل جميييييل جدا .. ذلك الفتي حقا في غاية الرومانسية .. :em_1f606:
اعجبتني السبع سيارات فكرة جميلة .. وموقف تاليا من دارك كان مضحكا جدا .. :e415: .. اعجبتني فكرة ان القط اكل لسانه ، او ربما لا يتحدث الا لتوكو :e402:
اما عندما تشاجرا ماركو وتوكو .. اردت ان اخنق ذلك الغبي علي تعديه حدوده .. :e416: .. اعتقد انه يحمل مشاعر لتوكو بطريقة ما ..
ولكنه مع ذلك جيد لاعطاء دارك الفرصة حتي يفقد اعصابه وتتسرب مشاعره .. :e402: ، ويدافع عن توكو بتلك الطريقة ..
تدخل دارك كان رااااااااااااااااااااااااااااائعا ، و في غاية الجمال .. اما تلك اللكمة اعطتني شعورا انه جينتل مان حقيقي .. هههههههههه :em_1f606:
لا يبدو ان ذلك الماركو جيدا ابدا ورربما ورائه شيئا خطير .. الحقيقة لا اذكر كثيرا مما قرأت من قبل :em_1f615: .. لذا ساتابع من جديد :e056:
الموقف الاخير بين دارك وتوكو روووووووووووووووووووووووووووعة جدا .. وصفك لمشاعر دارك كان جميلا جدا :e106: احسنتي في ذلك ..

الشخصيات : :e414:

دارك : انه فتي رااااااااااااااائع جدا اعجبني كثيرا كل ما فيه بروده وكل شئ .. انا عادة احب امثاله :em_1f606: .. انه من نوعي المفضل لان الباردون يكونون عكس الظاهر غالبا .. وهذا هو المميز فيهم ..

مايكل : شخص .. ظريييييييييييييييييييييييف ورومانسي للغاية وهذا ما يميزه اعتقد انه مناسب لتاليا كثيرا .. وتوينز رائع :e057: .. حركته تلك ليجعل تاليا تعفو عنه واستخدامه لكل الاساليب كان جميلا .. انه يعجبني :e106:

ليوناردو : بريييييييييييييييييئ جدا وصفاته جميلة .. تعامله مع توكو جميل .. انهما صديقان رائعان وكونه ملاكها الحارس يعجبني .. نادرا ما تجدين شخصا بصفاته .. اما كونه متطفلا وسارقا في نظر شخص واحد .. اعتقد ان هذا سيتغير في الايام القادمة ، او انه تغير بالفعل في نهاية هذا البارت .. :em_1f608:

توكو : انها فتاة لطييييييييييييييييييييييييفة للغاية ، عقلانية ومتزنة ، ولكنها مع ذلك رقيقة جدا وطفولية وعنيدة قليلا .. ربما :em_1f636: .. انها تعجبني وتناسب دارك كثيرا .. كما ان كونها من اخرجته عن شعوره وبروده ايضا :e415:

تاليا : انها طفوووووووووووووووولية جدا .. كما انها عنيدة جدا .. لقد اخذت كلمة قبيحة بنفس ثائرة جدا .. وغضبت بسببها كثيرا .. يا لها من فتاة :e401: ولكنها ومايكل متناسبان في الصفات ويليقان ببعض كثيرا .. :e057:

اعتذر للرد المتأخر ، ولكنها ظروف .. وقد انتبهت انني لم اكن اعلق علي البارتات في السابق تعليقا جيدا :e107: :e40f: .. ولكنني ساعلق الان :e106: ..
انتظر البارت القادم .. تقبلي مروري :e418:



مرحبا ميسا تشان :أوو:
كم أحب اسمكِ هذا الأنمي كان روووعة و الله :أوو: :أوو:
كيف حالك ؟ يا رب تكوني بأفضل الاحوال
أنتِ مثال نموذجي لما يجب أن يكون عليه القاريء ميسا تشان :لقافة: لقد تعاطفتِ مع الجميع
ما عدا ماركو...ربما ستتعاطفين معه لاحقاً..وجودك منور الرواية :أوو:
يا رب تدومي لي متابعة حلوة على طول !
دمتِ بحفظ الرحمن~

Miss saw
25-07-2013, 22:01
السّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته ..

فروووستي الغالية :أوو: , كيفَ حالكِ عزيزتي ..
معذرة على التأخير الطويل :مرتبك:
التهمت الفصل منذُ أوّل لحظة أنزلته فيه .. ولكنّ الالتهام أتى من خلفِ الجوّال :نينجا: ..
فتأخرت لضروفٍ أعاقتني :بكاء: ..

دعكِ من تأخيري ولننتقل لهذا الفصل الـذي حيّرني بصورةٍ كبيرة ..
تتوالى السّطور وتزداد حيرتي مع كلِّ سطرٍ جديد ..
حقّا بدأتُ أشعر بالارتياب الغريب تجاه ليو وماضيه .. :موسوس:
دارك وعائلته . وما سبب قدومهم للمكان ..؟!
والده .. لستُ مُرتاحة لهُ إطلاقا :تعجب:!
هوَ يخفي شيئاً ما وراء ابتسامته وودّه تجاهَ أخيه :موسوس:
< لمَ هذا الكُره من قبل أخيه الصغير بالمناسبة :موسوس: ؟
متحيّنة بشدّة للأحداث الآتية ... :غياب:

الفصل كانَ بغاية الجمال .. خصوصاً طريقتكِ بوصفِ المشاعر .. راقت لي للغاية وأحببتها ..
هذا النيكولاس لم أرتحْ له .. :موسوس:
لكنني التمست حبّه لِتوكو :نينجا:
أيعقل أنّه قد تغير بعد كل تلكَ السنين ؟ ..
لندعْ الأحداث القادمة تجيبني :غياب:

موقف ليو مع توكو حين أتى هذا النيكولاس أعجبني للغاية ..
وكيفَ وصفتِ شكله بالحفلة جعلني أسرح متخيّلةً شكله كالأمير ..
هل سيأتي عليه يوماً ويصبحُ كما تتمناه توكو ؟
إلى متى قسوة والدها معَ ليو .. فهوَ لم يفعل سوى الخير لابنتيه ::مغتاظ::
لابدّ وأن يكون هُناك سبب :موسوس:

}


بدا هذا الشيء واضحاً جداً في لقاءتهما الصغيرة ، فيبتسم كل منهما للآخر دون حديث . تكفي العيون فهي تقوم بالواجب و أكثر !

أعجبني هذا المقطع, تخيّلتْ ما قد يُقال بنظراتِ العيون تلك ..~


ردت عليها و هي تحدق بصحنها الذي شغلته قطعة الخبز المحمص : كلا ! إنهما فوق السحاب الآن !

البنت واقعة وغارقة بالحبّ يَ جماعة :ضحكة:


اليوم ستكون مناسبة مميزة...
إنه الحادي و العشرين من سيبتمبر بداية فصل الخريف !

تعلمين أن هذا اليوم هوَ ميلاد خالي - حفظه الله - :ضحكة:
خطرَ على بالي مباشرةً ما أن قرأتُ التاريخ :ضحكة:


قال سيبتميوس الذي بدا معجباً كثيراً بالفكرة : إذاً..لازلت تسير على طقوس زوجتك العزيزة ؟!
هذا الي معرفش اسمو ايه < لساتني بحاول ألفظ الأسم :ضحكة:
مُعجباً بما قامَ به اخاه :موسوس:
إذن فقد كانَ على وفاقٍ مع زوجته المرحومة :لقافة: ؟


قالت بصوت وهن : نيكولاس ! إنه قادم..الليلة !
هذا الـنيكولاس .. ببادئ الأمر تطايرت الأغوال حولَ رأسي وأنا افكّر بمالذي قد يكون فعله معها لتكون بهذا الشعف المنافي لشخصيتها القويّة ..
ولكن بنهاية الفصل لا أدرِ... هُناك شيءٌ - أو على الأقل خفيف للغاية - طيّب بداخله .. :موسوس: ..
اعتقد انه لا يزال يحبها .. وهوَ نادم بالفعل ::مغتاظ::
لكن ليبتعد عن الطريق وإلا أرسلتُ لهُ أغوالي :غول: !



يغلق باب منزله قائلاً : دعكِ من هذا المنزل المهترئ ! تعالي نجلس على البحر !
بذلك الدهليز الطويل و بجوار النافذة ذات الستائر اللؤلؤية ، وقف دارك مترقباً ينتظر

لو أنكِ على الأقل فصلتِ بين هذا السطر والسطر الذي يليه بشيء يبين أن الحدث السابق قد أنتهى .. وحلّ محلّه حدثُ جديد ..
فقد اختلطت عليّ ألأمور وقد كنت مندمجة مع مشهد ليو وتوكور .. :لحية:


صمتت لدقيقة فانتظرها دارك لتكمل جملتها ، أردفت بحزن : لقد كان حبيب توكو قبل أربعة أعوام ،
حينها كانت هي بالسابعة عشر لا تزال يافعة و صغيرة ! بينما هو كان بالحادية و العشرين !
استغلها استغلال كامل ليصل لأموال أبي ! حتى أنه أعلن عن رغبته بخطبتها !
اتسعت عيني دارك و تلك الكلمات تدخل نطاق سمعه ، تصور و لو للحظة أنها برفقة شخص
هو لا يعرفه في ثوب الزفاف..

:غول: !!!


..فارتعشت يداه و هو يقول :و هي بتلك السن الصغيرة ؟!
يالبّي عليك يا دارك :بكاء:
عاملها جيّداً مستقبلاً :تعجب:
البنت كانت متعرضة لنكسة عاطفية :صمت:


قالت بصوت ظهر فيه البكاء : ليس لديك أدنى فكرة عن الألم النفسي الذي مرت به توكو حينها !
لقد كانت ممتنعة عن الطعام و الشراب حتى النوم كانت لا تستطيع..دائمة البكاء و الصمت !
ابتلعت ريقها ثم ظهرت تلك الابتسامة الرقيقة على محياها قائلة : لكن ليو كان موجوداً الحمد لله !
لازلت أحمد الله كل يوم على وجود هذا الفتى بحياتها ! لولاه لكانت انتهت منذ وقت طويل !

ولا أزال احبّ ليو كثيراً .. :لحية:


ضغط على قبضة يده بقوة شديدة جعلت الدماء تفر من بين تلك الخدوش الصغيرة التي أحدثتها أظافره بكفه .

ما يزعجني بشخصية دارك هوَ عدم سيطرته على نفسه وفهمه الخاطئ بشكٍل سريع لتوكو
وأرجّح سبب هذا الأمر لماضٍ سحيق مع فتاةٍ ما ::مغتاظ::
لوكان فعلاً هذا السبب فلا يجوز أن يرى كل الفتيات بذاتِ الهيكلية :تعجب:
أنا اعترض :غول: !!


قالت بصوت مخنوق : أرجوك ليو ! دعنا نبتعد من هنا !
شخصية توكور - برغم حدّتها وقوّتها - إلا انها حساسة وعاطفية للغاية
وما يعجبني هوَ أنها لا تضهر هذهِ الخصلة إلّا أمام المقربين منها وبشدّة
أحببتها كثيراً ..

\

مترقبة الآتي بلهفةٍ كبيرة فروسة ..
لا تتأخري أرجوكِ :بكاء:

بحفظِ الرحمن يا غالية :أوو:

Miss saw
25-07-2013, 22:11
^

هذا الردْ هوَ تعويض على التأخير :لحية:
ولو تأخرتِ بالفصل أنزلي لنا فصلين مرّة واحدة :لقافة: < مساومة من العيار الثقيل :ضحكة:

Beautiful Liar
25-07-2013, 22:13
ســــــــــــــــــأعود

Miss saw
03-08-2013, 06:58
إذن فرّوسة اتوقع في أول أيام عيد الفطر المبارك ينزل بارتين صحيح :لقافة: ؟

تأخرتِ :غول: !!

ΐηѕρΐяαтΐση
04-08-2013, 15:31
إحم إحم :مرتبك:
أعرف أنني متأخرة و لكن و الله لدينا ظروف بالمنزل :نوم:
ادعو الله أن يزيل عنا عنا هذه الغمة :بكاء: البارت قادم في الطريق
طوييييل و الله يا ميث :d

ΐηѕρΐяαтΐση
04-08-2013, 15:50
الفصل الخامس



ربما كان لهذه الحفلة تأثيراً أسوأ بكثير مما اعتقدت توكو ، فعودة نيكولاس لم تكن عاقبتها الوحيدة
بل عودة الحال القديمة بينها و بين دارك أيضاً..
لقد عاد كلاً منهما إلى حالة التجاهل التام التي كانا عليها سابقاً !
بل إن توكو قد أصبحت أقل ظهوراً بالقصر و السبب في ذلك هو وجود نيكولاس ،
حيث لم يكن لديه مكان للسكن سوى الفندق فاقترح والدها مشكوراً أن يبقى عندهم !
أصبحت تكره المرور في دهاليز القصر أو حتى المشي على الدرج..بل إنها تختبئ أحياناً في أي خزانة يقع بصرها عليها.
ثم أن نيكولاس غريباً جداً ، أصبح شغله الشاغل إرضاء توكو بأية وسيلة كانت..
حتى أنه يبحث عنها طوال اليوم كأنهما يلعبان الغميضة ، و لكن هذا لم يعجب لا ليو و لا ماركو كثيراً..!
أما دارك ، فقد أصبح يتحاشى التعامل مع أي شيء يخصها و لو من بعيد .

نظرت إلى عقارب ساعتها متأففة فوجدتها الثالثة ظهراً ، مسحت قطرات العرق الشفافة
من على جبينها بملل و هي تهمس : إلى متى سأظل مختبئة هكذا ؟!
نظرت حولها ، فقد كانت جالسة خلف المقعد الخشبي الكبير بحديقة الورد بمنزلهم ،
تناهى لمسامعها صوت نيكولاس القوي : و أخيراً وجدتكِ !
رفعت رأسها سريعاً و هي تنهض من على الأرض ، سارت مهرولة لتتجاوزه قائلة : آسفة نيك ! ورائي عمل كثير اليوم !
أمسك بمعصمها فتوقفت و قد اعتلى ملامحها الضيق ، قال بنبرة حانية : لماذا تهربين مني توكو ؟!
أنا لا أريد سوى قليل من الحديث !
التفتت إليه و قد لمعت عينيها بمسحة من الغضب ، عاجلها قبل أن تقول
أي شيء : فقط انظري إلى عيني ! هل هذا صعب ؟!
قالت باندفاع : ماذا تريد يا نيك ؟! سريعاً لو سمحت فكما تعرف لدي أشغال كثيرة !
اتسعت ابتسامته عندما دخلت تلك الكلمات نطاق سمعه ، جذبها من يدها و أجلسها أمامه على الكرسي الخشبي..
قال بسعادة : أولاً أود أن أخبركِ بموجز بسيط عما حدث لي خلال الأربعة أعوام الماضية...لقد تغيرت كثيراً !
أصبحت شخص آخر تماماً..شغلت كل وقتي بالعمل الشريف صدقيني و ابتعدت تماماً عن أي أعمال مشبوهة !
لقد أصبحت ثرياً فقط من أعمالي الجديدة !
عقدت حاجبيها ببعضهما و هي تزيح ببصرها بعيداً أثناء تحدثه عن نفسه و حياته ، هو دائماً لا يتحدث عن أحد سواه ، رفعت بصرها عالياً
حيث ارتفعت قامات قصر والدها العملاق..بإحدى تلك النافذات وقف هو يراقب حديثهما الخافت .
إنه دارك الذي بدت عيناه تشتعلان غضباً من شيء ما تساءلت عن ماهيته ،
لقد استمر في تجاهلها التام طوال الأيام القليلة الماضية !
بينما لم تعرف ما هو السبب..ما الخطأ الذي ارتكبته جعله يغير طريقة تعامله معها إلى هذه الدرجة ؟!
أعادها نيك بصوته المرتفع إلى المكان الجالسة به : و أخيراً..مجيئي إلى هنا كان سببه طلب السماح منكِ !
التفتت إليه بحدة ، قالت و قد زادت سرعة تنفسها و اتساع عينيها : السماح..؟!
عض على شفتيه و قد بدا على ملامحه الندم الشديد ، قال دون أن يرفع بصره إليها : أعلم أنني سببت لكِ الكثير من الألم توكو..
و أعلم أن فعلتي لم تكن هينة بالمرة لكن..
نهضت صارخة بوجهه : لكن..؟! هل تعلم كم المعاناة التي تسببت بها ؟!
هل تعرف عدد الليالي التي كنت أبكي فيها دون أن يصل إلى جفوني النوم ؟!
هل تعرف كم مرة شعرت برأسي و هو على وشك الانفجار من التفكير مراراً و تكراراً لماذا أنا..؟!
نظر إليها و قد بدت ملامحه معذبة تماماً مع كل كلمة تخرج من ثغرها الصغير ، أردفت و قد ترقرقت الدموع بعينيها : صحيح نيك..لماذا أنا بالذات ؟؟!
لماذا لم تكن أي فتاة أخرى ؟!
قال بصوت يشتعل بالعذاب : كنت أحمقاً !! فتى طائش لم يعرف قيمة ما بيده..!
هزت رأسها ثم استدارت راحلة فأمسك بيديها و وقف أمامها معترضاً الطريق ، جثا على ركبتيه قائلاً : أرجوكِ...أرجوكِ توكو !
سامحيني ! أنا آسف..آسف بكل معنى الكلمة ! أنا لا أرى سوى وجهكِ أمام عيني !
لا أكاد أرى شيئاً آخر في هذه الدنيا سواكِ أنتِ..أنتِ فقط !!
دام الصمت لفترة طويلة...تحدق فيه و التعجب قد احتل الجزء الأكبر من ملامح الغضب على وجهها ،
لم تسمعه يوماً يعتذر عن أي شيء فعله من قبل !
قال و قد تدحرجت دمعة غريبة عليه و عليها من عينيه : أنا أحبكِ..! أحبكِ من كل قلبي و لا يسعني فعل شيء لهذا الأمر !
أدارت وجهها على الفور نحو منقذها الواقف بالنافذة العلوية للقصر ،
و لسبب ما لا تعرفه..أخذت تحدق فيه بخوف شديد أو ربما طلباً للنجدة..!
لاحظ هو تلك النظرة التي أرسلتها له عبر النسيم...تسارعت أنفاسه و اختفى في لمح البصر من تلك النافذة راكضاً إليها ،
هذه النظرة..ربما لم يستطع هو تحديد مغزاها بالضبط لكنه شعر فيها بحاجتها إلى وجوده !
ما هي إلا ثوان حتى كان ظاهراً يركض عند أول الحديقة الواسعة ،
قال نيكولاس محاولاً الابتسام : لماذا أنتِ صامتة ؟! ألا تصدقي كلماتي ؟!
نظرت إليه ثم أعادت النظر إلى الشاب الذي اقتحم حياتها منذ عدة أسابيع فقط ،
كان يقترب و على وجهه لهفة إلى شيء ما..لهفة غير طبيعية !
قال نيكولاس مجدداً و لكن بصوت مرتفع للغاية : أنا أحبكِ...!
تجمد مكانه بمجرد أن دخلت تلك الكلمات نطاق سمعه ، بلا حراك أخذ يحاول استيعاب هاتين الكلمتين..
هل قال لها "أنا أحبكِ" ؟! هل قالها هذا الفتى الغريب ؟!
هل أحضرته إلى هنا كي يستمع إلى هذه الكلمة فقط ؟؟! من تظن نفسها ؟!
نظر إليها فالتقت عيونهما ، كانت نظرتها تحمل كل معانِ الاستغاثة أما هو..فنظراته كانت باردة كالصقيع في شهر كانون الأول البارد..
بلا معنى بلا شعور ! تحولت نظرتها تلقائياً إلى تعجب..بل خوف من ذلك البرود المخيف الذي بعثتها نظراته في نفسها !
شعر نيكولاس بوجود شخص آخر بالمكان ، فنهض واقفاً ملتفتاً إليه : مـ..مرحباً !
لم يلق جواباً كما توقعت توكو تماماً ، على الأقل تمكنت من توقع تصرف واحد منه !
ربما هو ليس ذاك الشخص..ربما هو ليس فارس أحلامها الهمام..ليس هو نفسه الشخص الذي أنقذها من الموت !
حبست كميات من الهواء في رئتيها ثم أخرجتها قائلة : لا تنتظر جواباً !
إنه لا يتحدث إلى أي شخص بهذا المنزل يا نيكي ! فقط من يعجبونه !
نظر إليها دارك بنظرات غاضبة متعجبة بينما مرت هي بجواره بكل سرعة
فلم ينل منها إلا نظرة غضب ممزوجة بالاستحقار الشديد فقط !
ضغط على قبضة يده بقوة شديدة و قد أحنى رأسه بطريقة أخافت نيكولاس قليلاً ، رمقه بنظرة باردة أخيرة ثم استدار راحلاً .

مرت عقارب الساعة بعدها كأنها تركض خلف شيء ما ،
فحل الليل سريعاً جداً مسدلاً ستائره المعتمة على أراضي تلك العزبة الضخمة .
بالحديقة الخلفية للقصر و المطلة على تلك البركة الصناعية الصغيرة ، حاصرت الزهور ذات الألوان الرقيقة جوانبها
من كل تجاه بينما كسى العشب الأخضر الرطب الأرضية..بالوسط علقت تلك الأرجوحة الطويلة التي تسلق عليها القليل من الياسمين الأبيض .
دخلتها على أطراف أصابعها و كأنها تتسلل إلى مكان ما ليس ملكها ،
خلعت حذائها الأبيض الذي تناسب كثيراً مع ثوبها القطني الخفيف عديم الأكمام الحامل نفس لون زهرة الياسمين الجميلة .
وضعتهما جانباً و هي تعض على شفتيها الكرزيتين مرجعة خصلات شعرها الذهبية اللامعة للخلف ،
وضعت قدميها على العشب فشعرت بدغدغة الطين الرطب لقدميها مما بعث الابتسامة على شفتيها .
اتجهت سريعاً إلى تلك الأرجوحة الطويلة ، جلست عليها مرجعة رأسها للخلف مغمضة عينيها الزرقاوتين بكل ارتياح...
عبأت رئتيها بالهواء النقي المحمل برائحة مياه البركة الممزوجة بشذى الأزهار الصغيرة .
ابتسمت بشدة و هي تحرك تلك الأرجوحة رافعة قدميها من على الأرض بكل خفة ،
خرجت تلك الكلمات الخافتة من شفتيها محدثة نفسها : ترى...متى سأراه ؟! متى سأرى هذا الفارس الوسيم..
متى سيأتي ليخطفني على فرسه الأبيض ؟!
قهقهت بخفة و هي تتذكر ذلك اليوم المرعب ، همست من جديد : بالتأكيد لن يكون هذا الأحمق ذو العيون الزرقاء و الشعر الأسود !
توقفت الأرجوحة فقطبت بانزعاج قائلة : أتبخل علي نسمات الهواء بدفعة خفيفة ؟!
فجأة ، اندفعت الأجوحة عالياً في الهواء مما أرعبها و بشدة..أحكمت أناملها حول الحبال الطويلة
و هي تكتم تلك الصرخة التي أبت الانطلاق عالياً احتراماً لهيبة الليل !
تناهى لمسامعها صوت تلك القهقهة الخافتة مما دفعها إلى النظر خلفها
و الأرجوحة بالهواء ، إنه ذلك الفتى البارد...إنه دارك !!!
صرخت بغضب : ماذا...؟!
اختل توازنها على تلك الأرجوحة فأطلقت صرخة حاولت التحكم بها بينما هوت بجسدها على الأرض الرطبة ،
فتصاعدت قهقهاته عالياً أكثر فأكثر لدرجة جعلته يستند على الأرجوحة التي أوقفها بيده .
نظرت إليه و قد زمت شفتيها بغضب شديد ، ترقرقت الدموع بعينيها الواسعة و هي تنهض واقفة أمامه...
وضع يده على شفتيه محاولاً الكف عن الضحك بلا فائدة .
قالت بنبرة تصاعدية : هل سمعت ما قلته منذ قليل ؟!
فتعالت ضحكاته أكثر بلا شعور منه ، ارتفعت يدها ثم هوت سريعاً على وجنته اليمنى بقوة شديدة مثيرة صوت مرتفع للغاية..
اتسعت عيونه و وجهه مائل بسبب الصفعة !
رفع بصره إليها ببطء ، قالت بغضب شديد صارخة : إياك...إياك و العبث معي أبداً أيها المتعجرف !
أخذ يراقبها غير مصدق لما يراه ، أردفت مكشرة عن أسنانها بطريقة تشبه مصاصي
الدماء قليلاً بنظره : أنت شخص متعجرف و مغرور بل وحقير أيضاً !! كيف تجرؤ على التنصت عليّ ؟!!
كيف تجرؤ على السخرية مني ؟؟! ألا تعرف من أنا ؟؟! أنا توكو ويلير ثوديوس ويلير !!
أطلق ضحكة ساخرة من بين شفتيه ، اقترب منها و هو يقول بنفس
النبرة التصاعدية_لعلها وراثة بالعائلة_: و من تظنينني ؟! ابن الجيران ؟!
تبادلا النظرات الغاضبة فأردف بقوة و ثقة كبيرة : أنا دارك سيبتميوس ثوديوس ويلير !!
أشهر شاب عازب في روما كلها ! و اعلمي...أنني سأسخر منكِ وقتما شئت و سأتنصت عليكِ وقتما شئت !
أنا أفعل ما أشاء و لن تستطيع فتاة حمقاء مثلكِ أن توقفني !
رفعت يدها مرة أخرى فكادت أن تهوي على خده الأيسر هذه المرة لولا يده التي أمسكتها بقوة ،
جذبها إليه حتى صارت ملتصقة به تماماً فابتسم قائلاً ببرود : و لا تنسي..أنا الفتى..و أنتِ الفتاة !
صرخت بغضب شديد : أحمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــق !!!ّ
ثم استدارت بقوة راحلة ممسكة بحذائها الأبيض ، بينما شيعها هو بنظرات أقرب ما تكون نظرات سعادة غير طبيعية لما حدث !

ΐηѕρΐяαтΐση
04-08-2013, 16:08
الفصل السادس



أسابيع عديدة مرت على ذلك اللقاء المشتعل ، القصر في حالة غير طبيعية من الغضب المشحون بالتوتر الصامت .
فقط بضعة نظرات هي التي وضحت ذلك لكل قاطني ذلك المنزل العملاق !
تحولت الأمور من السيء للأسوأ بين دارك و توكو ، حيث أنها لم تترك وسيلة لإغاظته حتى فعلتها..بل إن نيكولاس صار أقرب من
ذي قبل إليها بينما كان هذا الأمر بالتحديد يثير غضب كل من ليوناردو و ماركو و بالطبع دارك
الذي كان يشعر بطبقات من الحمم البركانية ترتفع أكثر فأكثر بصدره كلما رآهما معاً .
و رداً على هذا ، لم يدخر أي جهد في إثارة غضبها و إغاظتها هو الآخر..فلم يترك فتاة في الحي الفاخر الذي يسكنوه إلا و صادقها ،
و انتهى الأمر بأن دعا إحداهن على الغداء بالقصر..مما زاد الطين بلة !
كانت تلك الأيام هي الأولى في شهر ديسمبر البارد ، بدايات الشتاء التي تحمل معها عادة كل الخير لأجل تلك الأراضي الملتفة حول القصر الكبير .
غابت الشمس خلف السحب الرمادية متوارية عن الأنظار كأنها خجلة من الشتاء ، بينما انتشرت تلك الرائحة الرطبة في أرجاء العزبة كلها .
بالأراضي الشمالية ، وقفت كالعادة تراقب العمل و العمال بالأراضي التي ازدانت خضرة .
رسمت ابتسامة عذبة على شفتيها قد أخفتها داخل وشاحها الصوفي الأحمر الملتف حول عنقها ،
بينما وضعت يديها بجيب السترة الطويلة ذات اللون الرمادي و قد أخذت تحك حذائها الأسود
الطويل بالأرض بطريقة صبيانية بدت جذابة رغم ذلك .
تناهى لمسامعها صوت ليو العميق : العمدة قادم إلينا !
التفتت سريعاً و على وجهها نظرة انعكست على نبرتها المتعجبة : إلى عزبتنا ؟! نحن..؟!
توقف ليو أمامها و هو يلهث واضعاً يديه على كتفيها ، ثم قال بسعادة : لقد ركضت من مكتب البلدية إلى هنا..مسافة كبيرة !
ابتسمت له توكو و هي مترقبة للقادم من حديثه ، فأردف و قد لمعت عيناه بفرح كبير : لقد قرر العمدة زيارة مزرعتنا هذه السنة !
من يعلم...؟! قد يتعاقد معنا المصنع المحلي هذا العام ! و هكذا لن يضيع محصول الذرة للصيف الماضي..!
قلبت عينيها بتوتر و هي تقول بنبرة مشابهة : أتمنى يا ليو ! لعل هذا الأمر يعوضنا عن الخسارة المالية العام الماضي !
سوف تتحسن الأوضاع كثيراً إن تعاقدنا معهم !
انتقل لمسامعهما صوت ضحكات تاليا و مايكل القادمين من خلف ليو ، فقالت توكو سريعاً راسمة على وجهها تعبير مرح : غير على الموضوع !
لا أريد أن ينتقل أمر ظروفنا إلى المتعجرف الكبير !
فضحك ليو على سخريتها من دارك ، ثم التفت إلى الحبيبين تاليا و مايكل .
قالت تاليا مبتسمة تنظر إليه هو و توكو : مرحباً ! كيف يجري العمل ؟!
زمت توكو شفتيها قائلة بتذمر : و ما شأنكِ أنتِ بالعمل يا صغيرتي ؟! يكفيكِ مايكي يشغل وقت فراغك !
ضحك مايكل بصوت مرتفع و هو يربت على ذراع توكو قائلاً : صدقيني هي لا تمانع على الإطلاق !
وخزته تاليا بمرفقها ثم قالت معاودة الابتسام : لا أرى ماركو و لا نيك ! أين هما..؟!
تغيرت ملامح ليو كثيراً عند ذكر اسم الاثنين ، ربما هو لا يصرح لتوكو بالأمر لكنه لا يستطيع إخفاء انزعاجه من كلا الشابين ،
أما مايكل فقد تغير وجهه تغيراً لحظياً ليس أكثر..لعل الأمر متعلقاً بشقيقه !
أجابتها توكو و هي تتأمل الأراضي حولهم : ماركو يعمل بالأراضي الجنوبية بينما نيك بالأراضي الشرقية مع والدي !
رن هاتف مايكل فجأة مثيراً ضجة عالية ، فأخرجه من جيبه معتذراً : المعذرة ! مرحباً..!
ظل الثلاثة يراقبونه يبتعد عنهم و هو يتحدث ، ملاحظين تعابير وجهه التي لم تبشر بالخير على الإطلاق
حيث بدا منزعجاً جداً من محدثه على الطرف الآخر من الهاتف .
همست تاليا لشقيقتها و هي تسحبها من يدها بعيداً عن ليو الذي
كان مهتماً بمراقبة مايكل : توكو...ما الذي يجري بينكِ و بين دارك بالضبط ؟!
طرفت توكو بعينيها قائلة بضيق : ما الذي يجري ؟!
تنهدت تاليا بقلة صبر ثم قالت بنبرة تحمل نفس الشعور : أنتما لا تتحدثان أبداً كما أنكما لا تنفكان عن النظر
لبعضكما بطريقة أشعر فيها بأن أحدكما يود لو أنه يقتل الآخر !
هذا بالإضافة إلى أنكما _بارك الله فيكما_ لا تتوقفان عن إغاظة بعضكما بشتى الوسائل !
هزت توكو رأسها نفياً فتبعثرت خصلاتها الذهبية حول وجهها ، قالت بصوت متكسر قليلاً : ما تقولينه غير صحيح !
لا يوجد بيننا شيء مشترك لنتحدث فيه و أيضاً أنا لا أنظر له بتلك الطريقة..
بتر جملتها صوت بوق السيارة المرتفع القادم من البوابة الشمالية للقصر ، فالتفتت عيونهما نحوها لتقع على تلك السيارة السوداء الفارهة .
بدا دارك واضحاً خلال زجاجها الشفاف و هو يرتدي تلك النظارات السوداء ،
قالت تاليا بإعجاب : أخبرني مايكي أنه و والده قد استعادا نشاطهما من جديد و أن العمل يمشي كما يريدان بالضبط !
أرى هذا واضحاً الآن !
نزل دارك من السيارة ثم نزع نظاراته و هو يتجه نحوهما ،
قال بصوت واثق و هو يتوقف أمام الفتاتين : هل بإمكاننا التحدث قليلاً ؟!
عضت تاليا على شفتيها ثم قالت و هي تستدير إلى مايكل : حسناً توكو..أنا سأصعد إلى المنزل !
أومأت لها توكو مشيحة بنظرها عن دارك تماماً ، قالت بعد أن ابتعدت شقيقتها : ماذا تريد ؟!
نظر إلى وجهها قائلاً بهدوئه المعتاد : سمعت أن العمدة قادم إليكم !
توكو و هي تتأمل ما حولها أو على الأقل تتظاهر بذلك : ثم...؟! ماذا هناك ؟!
دام الصمت لفترة طويلة ، بدا دارك فيها متوتراً و للمرة الأولى..أغمض عينيه قائلاً : إذا طلب منكم التعاقد مع المصنع المحلي...
أدارت توكو وجهها نحوه على الفور و قد ترقبت لبقية جملته ، فقال مبادلاً إياها النظر : لا تضعي إمضائك على العقد !
هزت رأسها نفياً مقطبة و هي تقول : لم أفهم ! ماذا تعني..؟!
قال بثقة شديدة و قد تسللت نبرات التعجرف إلى صوته قليلاً : أعني...أن عقد المصنع لا يجب أن يكون لكم !
عقد المصنع لشركة أجنبية أخرى قد اتفقت على السعر بالفعل..!
صرخت توكو غاضبة : ماذا ؟! ما الذي تقوله ؟؟! شركة أجنبية..؟؟؟ و لكنه مصنع محلي ،
كيف يتعاقد مع شركة أجنبية ؟؟!
ارتفع حاجبه ببرود ثم قال : أخبرتكِ ما لدي ! لذا أرجو منكِ عدم المحاولة
لإقناعهم بالتنازل لأن ذلك سيكون مستحيلاً !
ثم خطا بعيداً عنها راحلاً باتجاه سيارته بينما أخذت هي تصرخ عليه : دارك..! ماذا تعني بهذا الكلام ! دارك!
انطلقت سيارته سريعاً على الطريق خارج القصر محدثة عاصفة صغيرة من التراب ،
ظلت واقفة بمكانها و صدرها يعلو و يهبط بقوة..شعرت برغبة عارمة في الصراخ و بقوة !
لماذا يفعل هذا ؟! ما دخله في أمور عملها هي و والدها ؟!
ضغطت على قبضة يدها بقوة ثم اتجهت تركض نحو القصر و ليو يرمقها بتلك النظرات المتعجبة .
صعدت الدرجات الرخامية سريعاً ثم دفعت الباب المفتوح ، صرخت بقوة : مايـــــــكل !
ما هي إلا ثوان حتى ظهر ابن عمها الأصغر أمامها و على وجهه ارتسمت علامات الفزع من صراخها المزعج ،
قال بقلق : ماذا هناك ؟!
قالت بصوت واثق بدا الغضب فيه : ما هي طبيعة عمل والدك بالضبط ؟!
زاغت عيونه قليلاً و لم يجبها فكررت السؤال مرة أخرى : ما هي طبيعة العمل ؟!
قال بهدوء : استثمار..!
تأملته و هي تشعر بأن الأمور قد بدأت تتضح شيئاً فشيئاً ،
سألت بصوت أضعف من المرة السابقة : استثمار محلي ؟!
هز مايكل رأسه نفياً ثم قال بشيء من الندم : نحن من روما توكو ! أصلنا إيطالي !
كيف سيكون استثمارنا محلي ؟!
اتسعت عيونها و هي تفهم أخيراً ، الشركة الأجنبية ما هي إلا شركة عمها !
و العقد و السعر هما اتفقا عليه مع المصنع المحلي...ما كانت كلماته سوى تحذير و إنذار !
ضاقت عيناها بغضب شديد و هي تقول بنبرة حاولت إبقائها هادئة : أين تقع شركتكم ؟!
قال مايكل و هو يقترب منها : سأخبركِ و لكن عديني بألا تخبري دارك و أبي بأنني فعلت !
أومأت برأسها له بينما أعطاها هو بطاقة صغيرة مردفاً : ها هو العنوان و رقم الهاتف !
أخذتها و انطلقت دون أن تقول حرف واحد ، ركبت بالسيارة البيضاء الرياضية ثم اطلقت العنان لقدمها على دواسة البنزين .
ما هي إلا دقائق حتى أصبحت أمام مقر الشركة الفاخر ، خرجت من السيارة و قد صفعت الباب
خلفها صاعدة على درجات السم البيضاء ، دفعت الباب الزجاجي بقوة لتقع عيونها على تلك الشابة ذات الشعر الأسود القصير .
قالت بصوت مرتفع : دارك ويلير موجود ؟!
التفتت إليها الفتاة بارتباك ، قالت و قد تركت الأوراق التي كانت بيديها : أجل آنستي ! و لكنه لا يريد من أحد أن يزعجه !
ضحكت توكو بسخرية ثم قالت و هي تتجه نحو باب الغرفة المجاورة : حقاً ؟! هل أصبح شخصاً بهذه الأهمية ؟!
صاحت الفتاة محاولة منعها من الدخول : أيتها الآنسة أرجوكِ !
لكن توكو كانت قد دخلت بالفعل ، وقع بصرها عليه جالس على مكتبه...بمجرد أن رآها نهض سريعاً .
كاد أن يتحدث لكنها عاجلته بغضب مشتعل تقذفه عيونها كالأسهم : إذاً..هذه هي الشركة الأجنبية ! صحيح؟!
قال بهدوء غريب : أرجوكِ يا توكو ! يا آنسة دعينا وحدنا !
صرخت توكو على الفور : و لماذا ؟! لماذا تتركنا وحدنا ؟! أبيننا حديث ؟!
تأملها دارك بغضب كبير و عيون متسعة على آخرها ، قالت و هي تقترب منه : أنت أحقر شخص قابلته في حياتي على الإطلاق !
لم أقابل من هو أحقر و أبشع منك !
حاول أن يمسك بيدها لكنها دفعته بعيداً عنها و بقوة شديدة صارخة : لا تلمسني ! لم أعد أرغب برؤية وجهك على الإطلاق !
اخرج من حياتي و خلصني !! لماذا اقتحمت منزلنا أصلاً ؟! اخرج من حياتي !!
اخترقت تلك الكلمات كل طبقات صدره لتغرز سمها بقلبه ، حدق بها و قد ارتخت كل عضلات جسده..
كانت الدموع تتساقط من عينيها بل تفيض و بقوة !
انسحبت مساعدته بهدوء بينما حاول هو الاقتراب من توكو فما كان منها إلا أنها قد قفزت للخلف خطوتين ،
قالت و قد اختنق صوتها من البكاء : أنا أكرهك...! أكرهك و بشدة !
استدارت لترحل فشعر أن قلبه سيقفز من مكانه لكي يمنعها ، لكن كبرياءه ما كان ليسمح له !
ركضت سريعاً مبتعدة عن ذلك المكان ، ركبت بالسيارة و دموعها لا تتوقف عن الانهمار ،
قادت كالمجنونة متجهة لقصرها حيث يوجد الشخص الوحيد الذي يفهمها !

وصلت للقصر بعدها بدقائق ، نزلت من السيارة مسرعة و اتجهت إلى حيث تركت ليو قبل خروجها .
وقع بصرها عليه واقف مع أحد العمال يتحدثان ، صاحت من بعيد : ليـــــــــو !
التفت إليها على الفور فرأى دموعها تلمع في عينيها ، ركض إليها خائفاً و بمجرد أن اقترب منها
حتى ارتمت سريعاً بصدره تبكي بحرقة .
قال بصوت مرتعب : ما الذي يجري ؟! لماذا تبكين ؟! منذ قليل كنتِ سعيدة بخبر مجيء العمدة !
قالت بصوت مخنوق : أنا متعبة يا ليو ! متعبة للغاية !
لماذا يجب علينا أن نلتقي بأشخاص لا نعرفهم ؟! لماذا لا نريح رؤوسنا و نبتعد عنهم كما كنا سابقاً ؟!
أدرك ليو على الفور عمن تتحدث ، فأجابها بصمت طويل أخذ يتأمل خلاله حال تلك الفتاة...
ربما لا يدرك أحد الأمر ، ربما لايفهمون كم تعني له ! لقد حكمت عليه الحياة بأن يعيش ذليلاً تحت طاعة هذا الرجل الذي لا يطيقه..
حكمت عليه بالفقر و الذل و الهوان ! لكنها أدركته بشيء طفيف من الرحمة..

ΐηѕρΐяαтΐση
04-08-2013, 16:08
لقد أودعت لديه هذه الفتاة التي تشبهه كثيراً ! شعرها الأشقر و عيونها الزرقاء..بل ملامح وجهها أيضاً ،
لم يفهم يوماً من أين أتى هذا الشبه كله لكنه كان يعلم أنها يجب أن تكون شقيقته أو حتى ابنته...
لعل الأمر مضحك لكنها كانت يجب أن تكون قريبة منه بأي شكل من الأشكال !
قال بصوت يذوب عذاباً كأن هناك ناراً ما تشتعل بأحباله الصوتية : لا يجب عليكِ أن تكوني بهذا الضعف !
رفع وجهها إليه و ابتسم ابتسامته العذبة الرائعة : لا يجب أن يزعجكِ مخلوق ! إن هؤلاء الحمقى لا يعرفوا قيمتكِ على الإطلاق !
مسح دموعها و طبع قبلة رقيقة على جبينها ، ثم قال بصوت انعكس فيه كل
ما يشعر به اتجاهها : سيأتي اليوم الذي يدركون فيه قيمة ما بأيديهم !
سيأتي يوم يعلمون أن ما لديهم بهذا المنزل كنز ثمين..!
ابتسمت توكو بوهن ، قالت محاولة المزاح : أتتحدث عني أم عنك ؟!
ابتلع ريقه بصعوبة و قد ظهر على وجهه نظرة عذاب ، لا يمكن أن يكون هذا الوجه الوسيم بتلك الملامح الملائكية
لمجرد خادم في بيت آلـ ويلير أبداً ! يجب أن يكون وجهاً لأمير ما أو ربما فارس همام إن
كان الأمير أمر مبالغ فيه ! لكنه و بلا شك أوسم الفتيان على الإطلاق بأي مكان سيتواجد فيه !
قال و هو ينظر باتجاه القصر : هناك أمر أود أن أحدثكِ فيه !
تأملته بقلق و هي تمسح دموعها ، قالت بهدوء : ماذا هناك ؟!
نظر إليها و على وجهه ارتسمت ملامح عدم الارتياح ، قال بنفس هدوئها : أريد الرحيل..!
اتسعت عيونها و هي تحاول جاهدة استيعاب كلماته المخيفة ، ابتعدت عنه بفزع ،
قالت و هي ترتجف من شدة البكاء الذي أصابها فجأة : ترحل..؟! ترحل إلى أين..؟!
قاطعها محاولاً تهدئتها : حسناً...ربما كان هذا توقيتاً سيئاً للحديث ! انسي ما قلت !
صرخت بوجهه فتناثرت دموعها على وجنتيها : انسى ؟! حتى أنت يا ليو ؟! لن أسامحك بحياتي كلها..لن أسامحك !
ثم استدارت راكضة و هو خلفها كالمجنون ، دخلت سيارة دارك مسرعة من البوابة و توقفت جانباً ،
نزل منها و هو يراقب ما يجري..
صرخ ليو محاولاً اللحاق بها : توكو..تمهلي أرجوكِ !
دخلت القصر و ورائها ليو الذي لحق به دارك ، كانت تاليا برفقة مايكل
و ماركو جالسين بالصالة فنهضوا واقفين عندما لاحظوا ما يجري .
صاحت تاليا بخوف : ماذا يحدث ؟! لماذا تبكين يا توكو ؟!
لم ترد عليها بل انطلقت تركض على الدرج الطويل ، حاول ليو اللحاق
بها فمنعه ماركو معترضاً طريقه : ماذا تظن نفسك فاعلاً أيها الحقير ؟!
توقف ليو و قد كشر عن أنيابه : ابتعد عن وجهي ماركو !
رد ماركو باستفزاز : و إن لم أفعل..؟!
تكورت قبضة ليو و صدره يعلو و يهبط ، دون شعور منه خرج منه زئير قوي
و هو يوجه تلك القبضة إلى أنف ماركو..صرخت كل من تاليا و توكو : ليو !!
أسرع دارك نحوه يحاول منعه ، لكن ليو دفعه بعيداً عنه صارخاً : كفى ! كفى تحكماً و إذلالاً !
أنا بشر مثلكم لماذا لا تفهمون الأمر ؟!
نظر إليه ماركو و قد جنّ تماماً ، صرخ و كاد أن يهاجمه لولا مايكل الذي اعترض طريقه : أيها الخادم الحقير !َ!!
فقد ليو أعصابه تماماً فهجم على ماركو مبعداً مايكل عن طريقه و انهال عليه ضرباً مبرحاً ،
أخذت توكو تصرخ على دارك الواقف على مسافة قريبة من ليو : أوقفه يا دارك ! أوقفه !!
في تلك اللحظة دخل ويلير و برفقته نيكولاس ، وقع بصره على ما يحدث فانطلق نحو ليو كالمجنون..
أبعده عن ماركو فلطمه بقوة شديدة على وجهه مما جعلى الدماء تندفع خارج شفتيه أرضاً..
صرخت توكو و هي تنزل الدرج راكضة : أبــــــــــــــــــــــــــــي ! توقف !!
ما استمع والدها ، بل كأنه قد رأى الفرصة سانحة أمامه لضربه و ها هو ينتهزها مسرعاً ،
أسرعت توكو من خطاها فانزلقت قدمها تحتها فوقعت متدحرجة على درجات السلم بينما تعالت صرخاتها .
التفت دارك بفزع إلى ابنته فعاجله ليو بتلك اللكمة القوية التي أرجعته للخلف كثيراً ،
صرخت تاليا بفزع بينما ركض هو نحو توكو التي انتهى بها الأمر أسفل السلم مغشياً عليها .
هبط أرضاً و هو يصرخ : توكو...توكو أجيبيني !!
ارتفع زئير ويلير عالياً : أبعدوه عنها ! أبعدوه من أمامي !
فدفعه دارك بعيداً عن توكو ثم حملها بسرعة صارخاً : فليطلب أحد منكم سيارة الإسعاف !
رأسها ينزف بشدة!!
أخرج نيكولاس هاتفه و ضرب الأرقام عليه سريعاً ، بينما ركض كلاً من تاليا
و مايكل خلف دارك الذي خرج إلى الحديقة منتظراً الإسعاف .
ظل ليو واقفاً يحدق بويلير و ماركو و عيناه تقذفان نيران الغضب ،
بينما الاثنين الآخرين وقفا يبادلانه النظرات بحقد مشتعل .
قال ليو و هو يشير بإصبعه نحو ويلير : لو كنت بمكانك...لاحترست جيداً ممن حولي !
ثم استدار راكضاً خلف من ذهبوا مع توكو ، تجمد ويلير بمكانه و غضبه يحرقه بشره..
صرخ بماركو : اذهب و حضر السيارة سريعاً ! علينا اللحاق بهم إلى المشفى !
انطلق ماركو كالصاروخ إلى الخارج لينفذ أمر سيده ، تناهى لمسامع الجميع صوت سيارة الإسعاف فانطلق ويلير و نيكولاس للخارج أيضاً .
نزل من السيارة اثنين مع نقالة وضعوا عليها توكو برفق ، بينما وقفت تاليا بجوار
مايكل و الدموع لا تتوقف عن الفيض من عينيها الخضراء..قال مايكل سريعاً : اصعدي معها و أنا و دارك سنلحق بكما بالسيارة !
أومأت له سريعاً ثم صعدت مع توكو سيارة الإسعاف ، في حين ركض
كلاً من مايكل و دارك إلى سيارتهما السوداء.
تناهى لمسامع تاليا صراخ ليو : تمهلي..! أنا قادم معكِ !
قفز برشاقة إلى داخل السيارة ثم جلس لجوارها و هو يمسك بيد توكو الغائبة عن الوعي ،
نظرت تاليا إلى خصلات شعرها التي اصتبغت بالأحمر فزاد بكاؤها أكثر فأكثر .
انطلقت السيارة سريعاً و ورائها سيارة دارك و سيارة ويلير ، رن هاتف مايكل فأجاب سريعاً : مرحباً !
أخذ دارك ينظر إليه حتى انتهى من مكالمته ، قال بفضول : هل هو أبي ؟!
أومأ له مايكل قائلاً : سيأتي على المشفى مباشرة..!
فعاد دارك إلى الطريق بعيونه القلقة ، ربت مايكل على كتفه و هو يقول محاولاً طمأنته : اهدأ قليلاً ستكون بخير !
هز دارك رأسه نفياً ، قال بصوت مخنوق : أنا السبب..! أنا من ضايقتها بحديثي !
ما كان علي أبداً أن أذكر لها موضوع المصنع ! ما كان يجب علي أن أتحدث معها بهذا الموضوع !
لم يجبه مايكل بل اكتفى بالتحديق في الطريق ، لقد كان قلبه ينبض فزعاً مما يحدث...
إذا كان دارك هو من أغضبها فمؤكد بسبب الحديث الذي دار بينهما في الشركة ! ما كان عليه أن يعطيها العنوان أبداً..!
بسيارة ويلير التي قادها ماركو ، قال نيك بخوف شديد : أشعر بالخوف الشديد عليها..! لقد اصتبغ شعرها كله بالدماء !
قال ويلير و هو يهتز إثر غضبه الشديد : أقسم أنني سأقتله إذا أصابها مكروه ! هو لا يعرفني بعد..!
ضغط ماركو على المقود تحت يديه ، قال و هو يصر على أسنانه : و لا يعرفني هذا الخادم الحقير..!

مرت دقائق فصارت سيارات العائلة كلها أمام المشفى ، على مقاعد الانتظار جلس مايكل بجوار تاليا ،
بينما وقف ويلير و بجواره ماركو و نيك أمام باب حجرة توكو ، أما دارك و ليو فلم يتوقفا عن السير ذهاباً و إياباً في صالة الانتظار الصغيرة .
خرج الطبيب فاتجه نحوه كل أفراد العائلة ، قال ويلير بصوت وهن : سيدي..ما الأخبار ؟!
قال الطبيب بصوت هادئ : اصطدامها بالأرض كان شديداً ! يجب أن تبقى تحت مراقبتنا لمدة ثلاثة أيام..!
قد يكون هناك ارتجاج بالمخ..!
قال ليو بصوته المبحوح : هل يمكنني الدخول ؟!
أجابه الطبيب بقلق : حسناً..و لكن لا تكثروا من أعدادكم بالغرفة ! فقط شخصين..!
أومأ له ليو ، ثم أمسك بيد تاليا و أسرع للداخل بينما راقبه البقية بكل غضب..
قال ويلير و هو يهم بالاتجاه وراءه : سوف أريه ! هذا الحقير..!
أمسك به دارك قائلاً بإصرار : أرجوك سيدي ! لا أظن أنك تود إزعاج المرضى ! لا داعي للصوت المرتفع ! فلننتظره ليخرج !
تناهى لمسامعهم صوت سيبتميوس القوي من الخلف : ويلير..! ما أخبارها ؟!
صمت ويلير بينما تبادل النظرات القلقة مع شقيقه الكبير ، قال مايكل بحزن : سوف تبقى تحت رعايتهم لمدة ثلاثة أيام !
بالداخل ، جلس ليو بجوار فراشها ممسكاً بيدها و قد بللت دموعه الملاءة البيضاء ،
قال بصوت قد التهمه الحزن بالكامل : أنا آسف...آسف على ما قلته !
طبع قبلة رقيقة على جبينها بينما قالت تاليا بهدوء : ليو..! أظن أن والدي يغلي بالخارج !
بما أنك قد اطمأننت عليها فاخرج ليدخلوا !
التفت إليها بحدة شديدة قائلاً : ماذا تقولين ؟! هل أتركها و أذهب ؟! لن أذهب لأي مكان أنا باقٍ هنا حتى تستفيق !
ربتت على كتفه و هي تقول بإلحاح : أعلم أنك لا ترغب بتركها و أعلم أنها لن ترغب بذلك أيضاً ،
و لكن ما أقوله هو أن تبقى خارجاً حتى لا نثير غضب والدي أكثر ! لا داعي للضجة بالمشفى !
قلب ليو عينيه بتفكير ثم نهض واقفاً يقول : حسناً..أنا بالخارج إذا ما استفاقت !
أومأت له تاليا مبتسمة بوهن ، فخرج من الغرفة ليدخل ويلير و ماركو و نيك مع مايكل على الفور..
قالت بغضب طفيف : ألم يقل الطبيب أن عدد الأشخاص المسموح بهم اثنين فقط ؟؟!
اقترب منها مايكل بهدوء ، قال محاولاً تهدئتها : لا بأس تاليا..! سيفقدوا عقولهم إن لم يطمأنوا عليها !
تأففت تاليا بغضب ثم أشاحت ببصرها عنهم جميعاً ، همست : هذا لا يحتمل ! لماذا يدخل ماركو و نيك ؟!
بالخارج ، جلس ليو بزاوية بعيدة بالصالة بينما وقف دارك و والده يتهامسان في شيء ما..بدا و كأن
هناك نقاش حاد يدور بينهما انتهى بأن سيبتميوس قد قال بصوت مرتفع للغاية : لا أدري ماذا أصابك ؟!
أخبر ويلير أنني رحلت بسبب أعمالي..سلام !
ثم سار باتجاه ليو رامقاً إياه بنظرة استحقار حادة ، نظر ليو متجاهلاً إياه نحو دارك الذي ضغط بأنامله الدقيقة
على ما بين عينيه بإرهاق..أسند رأسه إلى الحائط ناظراً للسقف .
قال بصوت هادئ : أنا لا ألومك على ما حدث لها !
أدرك ليو أن الحديث موجه له ، فأدار وجهه قائلاً بحدة : لم أطلب وجهة نظرك !
أردف دارك بضحكة ساخرة ، بينما تابع ليو : منذ أول يوم وطأت أقدامكم أنت و عائلتك القصر
و توكو لا تفعل شيء سوى البكاء ! أنت دائماً ما تبكيها !
أخفض دارك بصره إلى الأرض ثم سار إلى أن جلس بجوار ليو ، قال بصوت خافت : هل أنت واقع في غرامها ؟!
نظر إليه ليو بعيون متسعة على آخرها ، رفع يده لتتخلل خصلات شعره الذهبية لترجعها إلى الخلف..
قال بابتسامة عذبة : توكو كشقيقتي ! أنا أحبها و أحميها بسبب شعوري نحوها بالمسئولية !
لم يرد عليه شيء سوى الصمت مما دفعه للنظر إلى دارك الجالس لجواره لتتسع عيونه أكثر ،
لقد ارتسمت تلك الابتسامة الرقيقة على شفتيه...ابتسامة نابعة من سعادة داخلية !
هذه المرة الأولى التي يرى وجهه عارياً من أي غرور أو عجرفة !
قال بسخرية : لم أكن أعرف أن وجهك بهذا الجمال ! أين اختفت عجرفتك ؟!
ضحك دارك بخفة و هو يبادل ليو النظرات ، قال متظاهراً بالحدة : تظهر فقط عندما أستشعر خطر أي شاب قريب من توكو !
فتعالت ضحكات الاثنين ، تناهى لمسامعهما صوت مايكل المتعجب : ماذا تفعلان ؟! علام تضحكان ؟!
انقلبت ضحكاتهما إلى سعال شديد ، فنهض دارك سريعاً قائلاً : لن أسامحك على ما فعلته بها !
نظر إليه ليو بينما همس بتعجب : هل جنّ هذا الفتى ؟!
ثم نهض عندما رأى ويلير و البقية يخرجون من غرفة توكو ، قال ويلير سريعاً موجهاً حديثه
لماركو و نيك: لم يعد هناك حاجة لبقاءنا هنا ! تاليا ستبقى و أنا سآتي غداً لأطمئن عليها !
أومأ له مايكل قائلاً : سوف أبقى أنا و دارك مع تاليا ! لا تقلق يا عمي..!
قذفه ويلير بنظرات حادة فوخزه دارك في ذراعه ، فسارع يقول بتعلثم : أقــ...أقصد يا سيدي !
فاستدار ويلير مع ماركو و نيك راحلين ، بينما انفجر الثلاثة الآخرون في الضحك الشديد...
طلت تاليا برأسها من الغرفة و هي تراقب والدها يرحل مع نيك و ماركو ، التفتت سريعاً
إلى الثلاثة الآخرين قائلة بابتسامة : ألا ترغب بالدخول دارك ؟!
تجمد دارك بمكانه و هو يشعر بالارتباك الشديد ، اعوجت شفتي ليو بابتسامة هادئة فقد عرف و تأكد من أنه يحبها
و واقع بغرامها لأقصى درجة..قال مايكل الذي تعجب من ردة فعل شقيقه البطيئة : ماذا تنتظر ؟! ادخل..!
فتحرك دارك دون أن ينطق بحرف واحد ، خرجت تاليا ثم انتظرته ليدخل و أغلقت باب الغرفة . تجمدت قدماه
و هو يتأمل الفراش الصغير الذي انشغل بجسدها المرهق ، رفع يده و وضعها على صدره...فقلبه على وشك القفز من بين ضلوعه..!
شعر بتلك القطرات الساخنة تتساقط على يده ببطء ، هل يبكي..؟! لقد نسي أن البكاء من
إحدى الخواص التي تميز البشر ! مط شفتيه كطفل صغير بينما ضاقت عيناه بالدموع و هو يسير مقترباً منها ،
جلس بجوارها ثم احتضن يدها بكفيه و قربها إلى شفتيه..قال بصوت مخنوق بالبكاء : أنا آسف...سامحيني !
إذا لم تسامحيني فما الفائدة من وجودي ؟! ما الفائدة من بقائي هنا..؟! من يعلم..؟ لعلي خُلقت حتى أكون لجوارك !!
أنزل يدها إلى صدره حيث موضع قلبه ، قال بهدوء : هل تشعرين به ؟! يكاد يشق صدري طريقاً ليصل إليكِ!
نهض ببطء ثم دنا من وجنتها اليمنى طابعاً قبلة رقيقة عليها ، همس بأذنها : أعدكِ بأنني لن أغضبكِ مرة أخرى !
أعدكِ بأنني سأكون دوماً موجوداً..!

ΐηѕρΐяαтΐση
04-08-2013, 16:09
لا يوجد ما هو أطول من ذلك :غول:
لي عودة مع الردود :سعادة2:
لدي طلب بسيط شباب...ممكن تقيموا الرواية لأعرف
آرائكم واضحة :مرتبك:
مشكورين

Šiļěnť Řoŝe
04-08-2013, 17:14
واخيييييييييييييييييييييييييييييييييييرا البارت

Marsilla
04-08-2013, 21:32
حجز مطول نوعا ما وربما ارد سريعا حسب الظروف :e411:

Rin Moon
05-08-2013, 05:18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أولا أشكرك فارسة ضؤ القمر على هذة القصة الممتعة:e00e:

أنسجمت وصممت ما أنام :sleeping:إلين ما أشوف النهاية معاهم
توكو فقعت لي قلبي هي ودلعها طفشت العالم :e059:
وماركو كمان ايش دخل امه يهدد خير الدنيا سايبة ولا قاهرني
يعصب زي السيد ويلر :em_1f479:
ما عجبني ليو الا لمن كفخهم ياليت كمان ادى توكو كف عالماشي >>>>>>>>حاقدة عليها:mad::mad:

ودارك:e20c: اوووووف من جد كل ما اتاوه تأوهت معاه آآآآآخ منجد عذاب تعال عندي
:e106: وخلك من توكو ودلعها
من جد متعه بس ليش تاليا سامجة:em_1f636: هي ومايكل يرفعو لي ضغطي بالذات لمن حبتة من الورود هبلة
أعذرني والله دخلت جو:em_1f605:
كم أعمارهم الشخصيات>>>>>هذا شي مهم عندي
وكمان هم وين عايشين بالضبط سمعت اصد قرات ان دارك اشهر شاب اعزب بروما:e106:
وبعدين توكو الدلوعة:e40e:تقول روما أجنبية أنا تهت هنا شوية:e40b:
صح أشبهم على ليو فاقع لي قلبي بببرودة قال توكو أختي قال:heart-borken:
ياخي حبها عدل بلا أختي بلا خرابيط (وخلي دارك فاضي لي):redface:
الله يسعدك فارسة ضؤ القمر وان شاء الله أضل متابعة جيدة لك:joyous:

ΐηѕρΐяαтΐση
08-08-2013, 02:13
السّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته ..

فروووستي الغالية :أوو: , كيفَ حالكِ عزيزتي ..
معذرة على التأخير الطويل :مرتبك:
التهمت الفصل منذُ أوّل لحظة أنزلته فيه .. ولكنّ الالتهام أتى من خلفِ الجوّال :نينجا: ..
فتأخرت لضروفٍ أعاقتني :بكاء: ..

دعكِ من تأخيري ولننتقل لهذا الفصل الـذي حيّرني بصورةٍ كبيرة ..
تتوالى السّطور وتزداد حيرتي مع كلِّ سطرٍ جديد ..
حقّا بدأتُ أشعر بالارتياب الغريب تجاه ليو وماضيه .. :موسوس:
دارك وعائلته . وما سبب قدومهم للمكان ..؟!
والده .. لستُ مُرتاحة لهُ إطلاقا :تعجب:!
هوَ يخفي شيئاً ما وراء ابتسامته وودّه تجاهَ أخيه :موسوس:
< لمَ هذا الكُره من قبل أخيه الصغير بالمناسبة :موسوس: ؟
متحيّنة بشدّة للأحداث الآتية ... :غياب:

الفصل كانَ بغاية الجمال .. خصوصاً طريقتكِ بوصفِ المشاعر .. راقت لي للغاية وأحببتها ..
هذا النيكولاس لم أرتحْ له .. :موسوس:
لكنني التمست حبّه لِتوكو :نينجا:
أيعقل أنّه قد تغير بعد كل تلكَ السنين ؟ ..
لندعْ الأحداث القادمة تجيبني :غياب:

موقف ليو مع توكو حين أتى هذا النيكولاس أعجبني للغاية ..
وكيفَ وصفتِ شكله بالحفلة جعلني أسرح متخيّلةً شكله كالأمير ..
هل سيأتي عليه يوماً ويصبحُ كما تتمناه توكو ؟
إلى متى قسوة والدها معَ ليو .. فهوَ لم يفعل سوى الخير لابنتيه ::مغتاظ::
لابدّ وأن يكون هُناك سبب :موسوس:

}



أعجبني هذا المقطع, تخيّلتْ ما قد يُقال بنظراتِ العيون تلك ..~



البنت واقعة وغارقة بالحبّ يَ جماعة :ضحكة:



تعلمين أن هذا اليوم هوَ ميلاد خالي - حفظه الله - :ضحكة:
خطرَ على بالي مباشرةً ما أن قرأتُ التاريخ :ضحكة:


هذا الي معرفش اسمو ايه < لساتني بحاول ألفظ الأسم :ضحكة:
مُعجباً بما قامَ به اخاه :موسوس:
إذن فقد كانَ على وفاقٍ مع زوجته المرحومة :لقافة: ؟


هذا الـنيكولاس .. ببادئ الأمر تطايرت الأغوال حولَ رأسي وأنا افكّر بمالذي قد يكون فعله معها لتكون بهذا الشعف المنافي لشخصيتها القويّة ..
ولكن بنهاية الفصل لا أدرِ... هُناك شيءٌ - أو على الأقل خفيف للغاية - طيّب بداخله .. :موسوس: ..
اعتقد انه لا يزال يحبها .. وهوَ نادم بالفعل ::مغتاظ::
لكن ليبتعد عن الطريق وإلا أرسلتُ لهُ أغوالي :غول: !



لو أنكِ على الأقل فصلتِ بين هذا السطر والسطر الذي يليه بشيء يبين أن الحدث السابق قد أنتهى .. وحلّ محلّه حدثُ جديد ..
فقد اختلطت عليّ ألأمور وقد كنت مندمجة مع مشهد ليو وتوكور .. :لحية:



:غول: !!!


يالبّي عليك يا دارك :بكاء:
عاملها جيّداً مستقبلاً :تعجب:
البنت كانت متعرضة لنكسة عاطفية :صمت:



ولا أزال احبّ ليو كثيراً .. :لحية:



ما يزعجني بشخصية دارك هوَ عدم سيطرته على نفسه وفهمه الخاطئ بشكٍل سريع لتوكو
وأرجّح سبب هذا الأمر لماضٍ سحيق مع فتاةٍ ما ::مغتاظ::
لوكان فعلاً هذا السبب فلا يجوز أن يرى كل الفتيات بذاتِ الهيكلية :تعجب:
أنا اعترض :غول: !!


شخصية توكور - برغم حدّتها وقوّتها - إلا انها حساسة وعاطفية للغاية
وما يعجبني هوَ أنها لا تضهر هذهِ الخصلة إلّا أمام المقربين منها وبشدّة
أحببتها كثيراً ..

\

مترقبة الآتي بلهفةٍ كبيرة فروسة ..
لا تتأخري أرجوكِ :بكاء:

بحفظِ الرحمن يا غالية :أوو:




كل سنة و أنتِ بألف خير و صحة و سلامة :أوو:
لا تخذليني أبداً أبداً بارك الله فيكِ و الله...يا ليتني أرى هؤلاء المتخفين منورين مثلك
بالموضوع :غول:
أعجبني تحليلك للشخصيات كثيراً :لقافة: بالذات توكو :أوو:
أخبرتني فتاة من قبل أنها كثيرة البكاء :ميت: و ردة فعلها دوماً ما يكون مبالغاً فيها
لذلك حاولت كثيراً تغيير هذه الصفة في الأجزاء الأخيرة..و هذا منطقي نظراً لما سيحدث بالمستقبل :d
مممممممممم...ربما دارك يتعامل معها هكذا بسبب أجندة خاصة به..:لقافة:
في هذه الرواية بالذات هناك ما يجمع بين كل ثنائي من الأبطال و في المجمل تتكون صورة العائلة :أوو:
تدرين هذه العائلة الأرستقراطية التي تبدو مثالية أمام الجميع..واجهة لامعة لدرجة يرغب الجميع بالانتماء إليها :نوم:
و لكن لا أحد يدري ماذا يحدث داخل هذه العائلة..لا أحد يعرف الحقيقة :d
أتمنى فقط أن يكون سير الأحداث منطقي نوع ما..لاحظت عندما أعدت قراءة بعض الأجزاء أن هناك أخطاء سخيفة :ميت:
بالطبع لن تتردي في انتقادي إذا رأيتِ مثل هذا الشيء :أوو: و إلا أكلتك :غول:
سأسن أسناني على رد أطول على البارتين فوق :d
بانتظارك ميث :أوو:
دمتِ بحفظ الرحمن~

ΐηѕρΐяαтΐση
08-08-2013, 02:17
واخيييييييييييييييييييييييييييييييييييرا البارت


حجز مطول نوعا ما وربما ارد سريعا حسب الظروف :e411:



إجاااااازة للجميع بمناسبة العيد..يعني مش مهم يطول الحجز :أوو:
كل عام و أنتما بألف خير عزيزتاي :أوو:
دمتما بحفظ الرحمن~

ΐηѕρΐяαтΐση
08-08-2013, 02:36
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أولا أشكرك فارسة ضؤ القمر على هذة القصة الممتعة:e00e:

أنسجمت وصممت ما أنام :sleeping:إلين ما أشوف النهاية معاهم
توكو فقعت لي قلبي هي ودلعها طفشت العالم :e059:
وماركو كمان ايش دخل امه يهدد خير الدنيا سايبة ولا قاهرني
يعصب زي السيد ويلر :em_1f479:
ما عجبني ليو الا لمن كفخهم ياليت كمان ادى توكو كف عالماشي >>>>>>>>حاقدة عليها:mad::mad:

ودارك:e20c: اوووووف من جد كل ما اتاوه تأوهت معاه آآآآآخ منجد عذاب تعال عندي
:e106: وخلك من توكو ودلعها
من جد متعه بس ليش تاليا سامجة:em_1f636: هي ومايكل يرفعو لي ضغطي بالذات لمن حبتة من الورود هبلة
أعذرني والله دخلت جو:em_1f605:
كم أعمارهم الشخصيات>>>>>هذا شي مهم عندي
وكمان هم وين عايشين بالضبط سمعت اصد قرات ان دارك اشهر شاب اعزب بروما:e106:
وبعدين توكو الدلوعة:e40e:تقول روما أجنبية أنا تهت هنا شوية:e40b:
صح أشبهم على ليو فاقع لي قلبي بببرودة قال توكو أختي قال:heart-borken:
ياخي حبها عدل بلا أختي بلا خرابيط (وخلي دارك فاضي لي):redface:
الله يسعدك فارسة ضؤ القمر وان شاء الله أضل متابعة جيدة لك:joyous:




و عليكم السلام و رحمة الله و بركاتهـ...
كل عام و أنتِ بألف خير :أوو:
:موسوس:
أول متابعة تكره توكو...و لكن بما أنك معجبة بـ دارك فلا بأس :ضحكة:
أحداث القصة تدور في لندن بـ إنجلترا :أوو: بينما دارك و مايكل عاشا حياتهما كاملة في
روما بـ إيطاليا :لقافة: سيتضح ذلك لاحقاً !
أعمار الأبطال وضحتها بالبارت السابق..


صمتت لدقيقة فانتظرها دارك لتكمل جملتها ، أردفت بحزن : لقد كان حبيب توكو قبل أربعة أعوام ،
حينها كانت هي بالسابعة عشر لا تزال يافعة و صغيرة ! بينما هو كان بالحادية و العشرين !
استغلها استغلال كامل ليصل لأموال أبي ! حتى أنه أعلن عن رغبته بخطبتها !
اتسعت عيني دارك و تلك الكلمات تدخل نطاق سمعه ، تصور و لو للحظة أنها برفقة شخص
هو لا يعرفه في ثوب الزفاف..


أي أن توكو بالحادية و العشرين الآن..دارك يكبرها بثلاثة أعوام تقريباً :أوو:
الأبطال جميعهم في هذه الحقبة العمرية من 20-25 لا أكثر و لا أقل :d

نورتِ الرواية بوجودك العطر :أوو:
عيد سعيد..و دمتِ بحفظ الرحمن~

Miss saw
08-08-2013, 04:03
لا تخذليني أبداً أبداً بارك الله فيكِ و الله...يا ليتني أرى هؤلاء المتخفين منورين مثلك
بالموضوع :غول:

لا تخشي اختفائي أبداً كوني أغرمت بروايتكِ ولن أعتقكِ حتى أرى آخر فصل فيها .. < وإكمالكِ لرواية مصاصين الدماء تلك :موسوس: :بكاء:
يا جمالك فروستي :أوو:


بالطبع لن تتردي في انتقادي إذا رأيتِ مثل هذا الشيء :أوو: و إلا أكلتك :غول:
سأسن أسناني على رد أطول على البارتين فوق :لقافة:


هههههههههههههههههه بالنسبة للمقطع الاول فَ حاظر من عيوني :D
أما بالنسبة للمقطع الثاني فصدقيني طلبكِ هذا قد تورطتِ فيه :d
وسآتيكِ بردٍّ طويلٍ جداً فتحيني قدومه :ضحكة:

وبالنسبة لتعليقكِ عن عائلة دارك وتوكو فأنا أعلم بهذا :نوم: ~
آمل فقط أن تكون الفصول القادمة تحمل كلّ الخير :بكاء: < أشك :تعجب: !

~

المهم فروستي :أوو:
التهمت الفصلين وقد كانااااا خلّابين جداً جداً
وسآتيكِ بالردّ المفصل بعد أنتهاء أزمة الضيوف كي أكون بذهنٍ صافٍ :أوو: ~

طابت يُمناكِ يا رائعة :أوو:

وعيدكِ سعيد إن شاء الله :أوو:

shymaa ali
08-08-2013, 21:15
جميل جداً أن أراكِ وقد أعدتي افتتاح الرواية >> داخلة كدا من غير لا احم ولا دستور
لقد انتظرتك طويلا وبصمت في الموضوع الآخر يا فتاة :e058:
لكنكِ شريرة وستجعلينني أنتظر مدة قبل الإتيان بجديد أليس كذلك ؟:e407:
علي كل أظنني لن أكتب تعليقاً ما لفترة حتى نزول الأجزاء الجديدة تماما وعندها أخبريني وسأسرع إلي هنا ، اتفقنا ؟ e057

ΐηѕρΐяαтΐση
11-08-2013, 02:37
شيماء :أوو:
لا تقلقي إن شاء الله نصل سريعاً إلى الجزء الأخير :لقافة:

ميث :غول:
لن أتحدث فأنتِ تعرفين ما أريد :غول:

ميسا تشان :أوو: و روز
بانتظاركما :أوو:

+

مُلاَحظة هَامة~
سأغيب فترة..لدي سفر لمدة عشرة أيام ثم لنا عودة مع بارت طويييييل :e404:

ΐηѕρΐяαтΐση
29-08-2013, 15:09
و اااااااااااااا حسرتاااااااااااااه على اللي كاتبته :بكاء: :ميت:
جاري إعادة وضع البارتات :ميت:

shymaa ali
29-08-2013, 19:42
و اااااااااااااا حسرتاااااااااااااه على اللي كاتبته :بكاء: :ميت:
جاري إعادة وضع البارتات :ميت:


لا تنسي تحطي الجديد معها ولك عندي ذاك الرد السنع المتسنع بس :em_1f624:

ΐηѕρΐяαтΐση
29-08-2013, 20:30
الفصل الخامس

مر أسبوع كامل على ما حدث ، طلب الطبيب من توكو البقاء لمدة أكثر حتى يطمئن تماماً على صحتها و بالتالي بقت معها تاليا !
توطدت العلاقة أكثر فأكثر بين دارك و ليو ، فقد أزال دارك ذلك الحاجز بينهما عندما سأله عن طبيعة مشاعره ناحية توكو..ليكتشف أنها كانت محقة بحبها و تعلقها الشديد به ! هو صديق حقيقي ، يعتمد عليه في الشدائد.
كان شعور ليو الشيء نفسه ، شعر بأن دارك الذي رآه لأول مرة بالقصر ليس هذا الشاب المضحك الذي عرفه منذ أسبوع في حادثة غريبة ، لم يكن ليتخيل أن إصابة توكو بمكروه قد تؤدي إلى إكسابه صديق رائع كهذا..أما شعوره نحو مايكل فكان واحداً منذ البداية ، هو شاب مستهتر و كثير الكلام لكنه يحب تاليا كثيراً و هذا هو المهم..فتاليا أيضاً غالية عنده !
تسللت خيوط من أشعة الشمس الذهبية من بين تلك الستائر البيضاء بغرفة توكو ، جلست على سرير تتناول فطورها البسيط بينما تاليا لجوارها .
قالت بعدما وضعت قطعة من الخبز بالمربى في فمها : لقد مللت من البقاء هنا ! أنا آكل بشره ! أليست هذه علامة على تحسني ؟؟!
ابتسمت تاليا و هي تقول : نحن ننفذ أوامر الطبيب ! لا علاقة للأمر بمللك !
تأففت توكو متذمرة ، نظرت إلى باقات الزهور المتعددة أمامها..قد انتصبت أمامها أربع زهريات امتلأت كل واحدة بزهور ذات ألوان وديعة..الأولى بالبنفسجي و الثانية بالأصفر أما الثالثة و الرابعة فكانتا أكثر ما أعجبها ، واحدة بها زهور التوليب و الياسمين البيضاء ، و الأخرى ورود جورية حمراء رائعة الجمال .
طرفت بعينيها متعجبة ثم قالت : ممن كل تلك الزهور ؟!
نهضت تاليا و هي تشير للأولى : ذات اللون البنفسجي لماركو ، و ذات اللون الأصفر لنيك أما الحمراء فهي لــ ليو و البيضاء لداركي !
ظهر شبح ابتسامة على شفتيها عندما سمعت تاليا تنطق اسم دارك كما أصبحت تنطقه هي ، لقد كانت تقلدها لتثير غيظها...قالت بدلال : أنا لا أنطقه هكذا !
وضعت تاليا يدها على رسها قائلة بتعجب : هل تعرفين ؟! هناك أمر غريب يجري بين دارك و ليو !
هزت توكو رأسها بتساؤل ، فأردفت شقيقتها : إنهما أشبه بالأصدقاء الحقيقيين ! دارك لا يخرج من البيت إلا و يتحدث مع ليو ! و ليو لا يهم بفعل شيء ما إلا و يسأل دارك عنه أولاً !
قالت توكو و قد بدأت ابتسامتها تظهر : هل تعنين أنهما قد صارا صديقين بالفعل ؟!
مطت تاليا شفتيها غير مصدقة : على ما يبدو أن الأمر هكذا !
فاتسعت ابتسامة توكو أكثر ، قالت تاليا و كأنها تذكرت شيئاً ما : و لن تصدقي هذا أيضاً !ّ
صمتت قليلاً بينما تحركت توكو بترقب ، قالت مجدداً : لدينا جيران جدد بالمزرعة المجاورة ! لديهم ابنة بعمركِ..إنها رائعة الجمال ! ذات شعر برونزي و عيون خضراء حادة !
أظن أن ليو مغرماً بها !
صرخت توكو بفرح غير مصدقة : لا تقولي ! مستحيل..ليو معجب بإحداهن ؟!
أومأت لها بسرعة قائلة : و لكنني لم أحبها كثيراً ! على ما يبدو...إنها تشبه دارك من حيث برود الأعصاب و الغموض..!
هزت توكو رأسها ثم قالت بابتسامة واسعة : كل هذا ليس مهماً ! ما أهتم به هو أن ليو وقع بالحب أخيراً !! يا الهي متى سأخرج من هذا السجن و أرتاح..؟؟!
تعالت ضحكات تاليا من تذمرها الغاضب ، بينما تأففت توكو بغضب شديد .


خارج أسوار المشفى و بأقصى شمال البلدة الصغيرة ، بأراضي تلك المزرعة الكبيرة....جلس ليو على أحد فروع الشجرة الضخمة المطلة على مزرعة الجيران .
بدا موقعه استراتيجي من حيث المكان ، فقد استطاع كشف كل تلك المنطقة أمامه..لقد ظهر له بيت المزرعة الذي يعتبر كوخاً بالنسبة لقصر سيده ، و ظهر له اسطبل الخيول في أقصى الشرق .
أخذت عيناه تمسحان تلك الأراضي بسرعة شديدة بحثاً عنها ، فوقع بصره عليها أخيراً فاتسعت ابتسامته..
هذه الفتاة ذات الشعر البرونزي المائل للأحمر ، على خيلها الأسود الشامخ..نزلت من عليه بحركة رشيقة مثل قوامها ثم اتجهت إلى داخل الاسطبل بينما عيونه لا تفارقها لحظة .
تناهى لمسامعه صوت دارك المازح : لا أصدق أنك تمتلك تلك العادة ! هل تتجسس على جيرانك يا ليو ؟!
نظر إليه بتفاجأ ثم قال محاولاً الإنكار : لا أبداً...! لدي بعض الفضول فقط للتعرف على الجيران الجدد !
خرجت الفتاة من الاسطبل و توجهت إلى مقدمة منزلها ، فرآها دارك..اتسعت ابتسامته و هو يقول ساخراً : بعض الفضول للتعرف على الجيران أم بنات الجيران يا ليو ؟!!
لم يجبه ليو سوى بإشاحة بصره عنه ، فكادت تلك الضحكة تفر من بين شفتي دارك عندما رأى احمرار طفيف في وجنتيه...في الحقيقة ، لم يسبق له أن شعر بتلك السعادة من قبل ! لو يعلم أنه كان سيجد هنا في هذه العزبة فتاة أحلامه و الصديق الذي يحلم به منذ زمن طويل لما تردد و لو لثانية في المجيء إلى هنا !
ضرب كتف ليو ضاحكاً ، فبادله ليو الضحكات نفسها..قال بعدها و هو يتأمل ذلك المنزل : لم أشعر بهذا الشعور من قبل ! لا أرى شيئاً سوى وجهها في أي مكان أذهب إليه...و لا أشعر بوجود أي شخص أثناء وجودها !
أمال دارك رأسه و هو يتأمل حال صديقه الجديد ، قال مبتسماً : ما اسمها ؟!
رفع ليو كتفيه و هو يزم شفتيه قائلاً : لا أعرف ! ليست لدي أدنى فكرة عن اسمها أو عائلتها أو من أي مكان جاءت !
حول دارك بصره إلى المزرعة المجاورة ثم قال بقليل من القلق : لقد سمعت من مركز البلدية أنهم أغنياء جداً ! ثروتهم تمتد إلى المليارات..لكنهم دوماً متواضعين ! على ما أظن أن لقبها هو كريتشر !
قطب ليوناردو بمجرد سماعه لتلك الكلمات ، إذاً دارك يخبره بلطف أنه ليس من مستواها..! هي ابنة عائلة مرموقة و هو ابن الخادمين !
ابتلع ريقه بصعوبة ثم قال محاولاً تغيير الموضوع : إلى أين كنت ذاهب بهذه الساعة ؟! إنها التاسعة صباحاً! ألا تبدأ أعمالك عادة عند الظهر ؟!
أومأ له دارك قائلاً و قد انعكست على نبرة صوته تلك السعادة التي تملكته منذ قليل : أجل...و لكنني ذاهب لزيارة توكو !
ارتفع حاجب ليو بإعجاب ، قال و هو ينزل من تلك الشجرة و وراءه دارك : إذاً بلغها تحياتي !
أومأ له دارك و هو يستدير راحلاً ، فناداه ليوناردو مجدداً : لا تنسى الياسمين الأبيض .
فضحك دارك دون أن يدير ظهره ، ركب بالسيارة و انطلق إلى وجهته و هو يشعر بأنه و لأول مرة...إنسان لن يفرط في مشاعره مرة أخرى أبداً..


بحديقة المشفى الواسعة ، جلست توكو و شقيقتها على إحدى الكراسي البيضاء...أخذت تاليا تراقب شقيقتها الكبيرة التي
لم تشعر يوماً بأنها أكبر منها..بل على العكس ، كانت توكو دوماً كالشقيقة الصغرى و تاليا هي الكبرى !
بدت توكو شاردة في شيء ما ، أياً كان هذا الشيء فلابد أنه جميل جداً بسبب ظهور تلك الابتسامة العذبة على شفتيها الكرزيتين.
من بعيد و على بوابة الحديقة ، وقف الشاب ذو الشعر الأسود و العيون الزرقاء يراقبها بلهفة شديدة ،
أمسك بيده باقة الورد الجوري الأحمر المزينة بشريطة لامعة تزيد من جمالها الساحر .
ما كان ليتخيل يوماً أنه قد يقع بالحب و بهذه الطريقة ، ما كان ليعرف كم أن تلك المشاعر جميلة و رائعة لو لم يلتقي بها !
لو لم تظهر بحياته لربما كان قد أكملها كأنه جماد لا يشعر و لا يحس ! هي أجمل وردة جورية رآها بحياته كلها...
لعله كان يغض بصره عن أي وردة تقابله ، لكن جمالها هي أجبره على الالتفات إليها و الوقوع بغرامها !
تقدم إليها بخطوات واسعة ، محملة بكل ما شعر به من لهفة و شوق فقد اشتاق إليها كثيراً ، بل إنه كالظمآن الذي لا يجد ماءً ليرويه...
لكن عيونها الزرقاء الوحيدة القادرة على إشباعه...ليستا بماء أبداً ! بل إنهما كالخمر الذي يسكره و يفقده توازنه بالكامل..!
تناهى لمسامعه صوت تاليا المرح يجذبه من شروده بها ليكتشف أنه قد صار أمامهما بالفعل : مرحباً دارك !
ابتسم بهدوء مجيباً تحيتها : مرحباً ! كيف الحال اليوم ؟!
عضت تاليا على شفتيها و هي تقول مراقبة شقيقتها المرتبكة بطرف عينها : ها هي المريضة لديك ! أسألها بنفسك حالما اتصل بمايكل !
ثم نهضت سريعاً ليجلس دارك مكانها ، وضع الباقة بينه و بين توكو و التزم الصمت الكامل..هو يعرف أنها لا تزال غاضبة منه بسبب العقد !
ابتلع ريقه بصعوبة ، كاد أن يتحدث لكنها عاجلته بعصبية : هل وقعت العقد مع المصنع ؟!
لم ينظر إليها بل اكتفى بالتحديق في ذلك العشب الأخضر الزاهي ، قال بهدوء : لقد رفضت التوقيع !
اتسعت عيونها بصدمة ، التفتت إليه سريعاً قائلة بغضب : هل تمزح ؟! ماذا تراني حمقاء أم..؟!
قاطعها واضعاً كفه على يدها الناعمة : بل لأنني لا أحتمل كرهك لي !
في هذه اللحظة بالذات ، بدت عيناه و كأنهما تذوبان من نار خفية...لقد كان ينظر إليها مباشرة ! دون أن يطرف بعينه حتى..!
شعرت بنار حارقة بوجنتيها ، فأسرعت بنزع يدها من تحت كفه و أدارت وجهها بعيداً عنه...
تسارعت ضربات قلبها عندما أردف بهدوء : أنا آسف على ما سببته لكِ من عذاب !
التمعت الدموع بعينيها عندما تذكرت ذلك اليوم الذي دخلت فيه المشفى ، فارتجف جسدها كردة فعل لبكائها ،
قال بسرعة بعد أن لاحظ ذلك : أعلم أنني السبب في كل ما حدث بذلك اليوم ! أنا آسف حقاً..و مستعد لفعل أي شيء لأثبت لكِ ذلك !
مسحت دموعها بسرعة ثم التفتت إليه قائلة : أخرجني من هنا ! أكاد أختنق من البقاء بهذا السجن !
تنهد بإرهاق ثم قال بنبرة ملحة : لم يأمر الطبيب بذلك !
قالت بحدة و قد ضاقت عيناها بغضب : ألم تقل بأنك ستفعل أي شيء لتثبت لي أسفك ؟!
رفع حاجبه محتجاً : هذا غش ! اختاري شيئاً بيدي لأفعله !
زمت شفتيها متذمرة : إذاً أرني جمال قدميك و اخرج من هنا الآن !
ضرب على كرسيها بقوة و هو يقول بنبرة مهددة : هذه آخر مرة ستحدث ! لن أستمع لكلامكِ مجدداً !
اتسعت عيونها بفزع ، ثم التفتت لتراه قد ذهب لتنفيذ رغبتها الأولى بالفعل فابتسمت و بشدة و هي تشعر بفرحة لم تشعر بها منذ وفاة والدتها قبل عشر سنوات !
بعد قليل ، وقفت تاليا و توكو معاً أمام بوابة المشفى بانتظار دارك ليحضر السيارة من المرآب .
قالت تاليا بسعادة : أنتِ ماكرة ! تستغلين حب الفتى...
صرخت توكو بوجهها : أستغل ماذا ؟! أي حب تتحدثين عنه ؟! إنه شاعر بالمسئولية لأنني بالمشفى ليس إلا .
ردت تاليا بسخرية : أجل..أجل ، لكنكِ لا...!
نظرت توكو لشقيقتها التي بترت جملتها فجأة ، كانت تحدق بشيء ما لا تراه توكو فاستدارت لترى ما تراه شقيقتها فما كانت ردة فعلها أقل من ردة فعل شقيقتها !
لقد كان نيكولاس ، متقدماً فرقة موسيقية هائلة تعزف لحناً رقيقاً رائعاً ، ممسكاً بيده باقة تلونت بجميع أنواع و ألوان الزهور الجميلة
و على وجهه رسم ابتسامة تُفقد توازن أي فتاة !
تناهى لمسامعها صوت إغلاق باب سيارة دارك من خلفها ، فالتفتت إليه لترى ذلك الوجوم الفظيع قد عاد ليكسي وجهه مرة أخرى .
ظلت تجيل النظر في كلا الشابين ، فـ نيك واقف ينتظرها لتركض إليه و دارك واقف ينتظرها معتقداً بأنها من أخبرت نيك بموعد خروجها من المشفى !
همست تاليا بارتباك : ماذا ستفعلين ؟! مع من تذهبين ؟!
ضغطت على قبضة يدها ، قالت و هي تكاد تستدير لدارك : الموضوع منتهي !
تناهى لمسامعها صوت محرك سيارته يزأر ، نظرت بعيون متسعة لسيارته التي اختفت للتو عن أنظارها مبتعدة عن بوابة المشفى .
وضعت تاليا يدها على شفتيها غير مصدقة لما فعله دارك ، همست بغضب : أحمق كبير !
زمت توكو شفتيها و هي تمنع تلك الرغبة بالبكاء من الانفجار ، استدارت من جديد لنيك
محاولة رسم تلك الابتسامة المزيفة قائلة : شكراً جزيلاً على الاحتفال يا نيك ! هل بإمكاننا الإسراع فأنا متعبة بالفعل !
أومأ لها سريعاً ، ثم قال بسعادة غير عادية : حسناً بالطبع ! تفضلا معي .
ركب الثلاثة بالسيارة الزرقاء ، ثم انطلقوا متجهين للقصر بينما تملك تاليا شعور فظيع بالخوف و الرعب مما سيحدث بين شقيقتها و ابن عمها الأحمق بعد ذلك
وصلت السيارة أخيراً لبوابة القصر الكبير ، نزلت توكو بسرعة دون أن تلقي بالاً لتلك النداءات المستمرة من تاليا و نيكولاس .
صعدت درجات السلم راكضة ، حتى وصلت للطابق الذي ضمّ غرفتها هي و دارك ، وقفت بين بابي الغرفتين تلهث بشدة .
أخذت تتأمل باب غرفته ، بدا قاسياً جامداً تماماً كقلبه الذي لا يعطي فرصاً أخرى على الإطلاق ! بدا يابساً كرأسه الذي لا يستمع لأحد !
طرقته بقوة شديدة ففتحت الباب إحدى الخادمات تنظر إلى آنستها متعجبة ، قالت توكو بارتباك : أين دارك ؟!
رفعت الخادمة كتفيها قائلة : خرج منذ الصباح الباكر و لم يعد للآن آنستي !
فتراجعت توكو للخلف داخلة لغرفتها و هي تقول : حسناً...أنا متعبة ! أخبريهم ألا يزعجوني !
أومأت لها الخادمة على الفور ، ثم استدارت مبتعدة . بالداخل ، أراحت توكو جسدها المرهق على فراشها ، هي تعرف بأنها لا تزال متعبة
و لكن لم يكن بإمكانها البقاء أكثر بذلك السجن ! فقد كانت تموت شوقاً لمنزلها و أرضها !
أيضاً كانت ترغب برؤية تلك الفتاة التي سرقت قلب ليوناردو صديقها المفضل !
و لكن بإمكان كل ذلك أن ينتظر فهي بحاجة للنوم الآن..عندما تستيقظ سيكون تعاملها مع الظروف المحيطة بها أفضل بلا شك!

ΐηѕρΐяαтΐση
29-08-2013, 20:38
الفصل السادس

كالعادة ، الوقت يمر بهذا المنزل دون أن يشعر به أحد ، فقد تلونت السماء سريعاً بألوان الغروب اللطيفة..تاركة طيف رائع من مزيج من الأحمر و البرتقالي و البنفسجي يلوح بالأفق البعيدة .
علم كل من بالمنزل بأمر عودة توكو ، بدا ويلير غاضباً في البداية لأنها خرجت و خالفت أوامر الطبيب لكنه مع ذلك لم يستطع إخفاء سعادته بعودة ابنته الحبيبة إلى المنزل .
علم ليوناردو أيضاً ، فبدا منظره مضحكاً و هو يحاول التسلل إلى الدور العلوي حيث غرفة توكو..كان ماركو دائماً ما يقبض عليه و يصرخ بوجهه و لا ينقذه سوى وجود تاليا بالجوار . و على هذا الأساس ظل ينتظر بالحديقة لعلها تخرج أو تنزل !
أما عن دارك ، فهو لم يعد للآن..حتى أنه لم يتصل ليسأل عن أخبارها ، مما أثار غضب تاليا كثيراً..فقد كان تصرفه صباحاً أكثر من كافٍ لمضايقتها !


خرجت توكو أخيراً من غرفتها بعد أن غيرت ثيابها سريعاً ، نزلت سريعاً إلى الحديقة و برأسها تزاحمت مئات الأفكار...على رأسها تصرف دارك و فتاة ليو بالطبع !
وقع بصرها على ليو الجالس على فرع الشجرة الذي أصبح مكانه المفضل منذ قدوم الجيران الجدد ، ركضت إليه سريعاً ثم وقفت تحاول تسلق الشجرة بصعوبة .
انتقل لمسامع ليو صوت محاولاتها البائسة ، فالتفت إليها مبتسماً بشدة ، قال و قد نسى ما كان يراقبه منذ قليل : لا أصدق ! أنتِ هنا أخيراً !
مد يده إليها فرفعها سريعاً ، ثم جذبها إلى صدره معانقاً إياها بقوة...قال و هو يدفن وجهه في شعرها : يا الهي ! كم خفت عليكِ و أنتِ هناك !
أغمضت عينيها بشدة ، قالت و هي تبتسم بارتياح : صدقني..كنت أفكر بردة فعل والدي اتجاهك فقط !
ابتعد عنها و هو يريح ظهره على جذع الشجرة قائلاً : لقد كان هناك أناس آخرين قلقين عليكِ أيضاً !
تأملت ضحكته الساخرة بضيق ، فقد فهمت ما يرمي إليه و لكن ما الفائدة إذا كان هؤلاء الأشخاص لا يعطون فرص أخرى للتعبير ؟!
تعجب ليو من تغير ملامحها ، فرغب بالاستفسار عن ذلك لكنها عاجلته بقولها : إذاً ! أين هي سعيدة الحظ؟؟!
ارتفع حاجب ليو بارتباك ، همس بغضب : لا أصدق أنه فعلها !
قالت توكو بعد أن لاحظت همسه ضاحكة : ماذا تقول ؟!
قلب عينيه بتوتر و هو يشيح برأسه بعيداً عنها قائلاً : أقول ماذا تقصدين ؟!
ابتسمت توكو بسخرية ، لطالما كان ليوناردو فاشلاً بالكذب ، نظرت إلى المزرعة المجاورة فوقع بصرها على الفتاة
ذات الشعر البرونزي..قالت بمكر و هي تنزل من تلك الشجرة : حسناً..! لم نحيي جيراننا الجدد حتى الآن !
اتسعت عيون ليو بخوف ثم صرخ يركض ورائها محاولاً منعها مما تنوي فعله : توقفي يا مجنونة ! ماذا تفعلين ؟!
لم تأبه توكو لصراخه ، بل اتجهت راكضة إلى مزرعة الجيران مديرة رأسها إليه ، صرخ ليو : انتهبي !
فجأة اصطدمت بشيء ما فوقعت أرضاً و بقوة ، تناثرت خصلات شعرها الأشقر على الأرض الطينية..رفعت بصرها لترى تلك الفتاة التي كانت تراقبها منذ قليل .
شعر أسود لامع و قصير..يصل إلى أكتافها المرفوعة بشموخ تخللته تلك الخصلات الحمراء المشتعلة مما أضفى لوناً برونزياً رائعاً على شعرها كله ، عيون خضراء حادة التمعت تحت خصلات الشعر القصيرة على جبينها أخذت تحملق فيها باستحقار شديد .
نهضت توكو واقفة بصعوبة و هي تشعر بذلك الصداع الرهيب ، ابتسمت بارتباك قائلة : المعذرة لم أنتبه !
مدت يدها إلى الأمام و ابتسامة واثقة قد رسمت نفسها على شفتيها قائلة : توكو ويلير ! جارتكِ بالمزرعة المجاورة !
تأملت الفتاة يدها المعلقة بالهواء بكل برود ، ثم رفعت بصرها لتجيله بها هي و ليو قائلة : إذا كانت الرؤية لديكِ ضعيفة...فيستحسن أن ترتدي نظارات !
كست الصدمة وجه توكو بالكامل ، لقد كانت تاليا محقة..هذه الفتاة تشبه دارك بطريقة غريبة !
تناهى لمسامع الثلاثة صوت الخادم الغليظ قادم من خلف الفتاة ذات الشعر البرونزي : آنسة نورا..! السيدة جيني تطلب رؤيتكِ !
أدارت الفتاة رأسها إلى تلك السيدة ذات الشعر الأحمر ، حيث وقفت بالشرفة الخارجية للمنزل تحدق بالثلاثة ، قالت بثقة : حسناً ! أخبرها أنني قادمة !
قالت توكو بنبرة ملحة : أتينا لإلقاء التحية فقط !
رمقتها الفتاة بنظرة استحقار أخرى ، قالت ببرود : نظفي نفسكِ من الطين أولاً ثم تعالي لإلقاء التحية !
شعر ليو بعروقه تكاد تخرج منه بسبب طريقة حديثها الوقحة ، قال بقوة : هذا يكفي توكو ! أظن أن والدكِ قلق عليكِ الآن !
فاستدارت توكو لتسير أمامه ، بينما ظلت الفتاة تحدق به..رفع بصره عالياً حيث تلك السيدة ففوجيء بذلك التعبير الحاني على وجهها أثناء تحديقها به أيضاً .
قلب عينيه بينهما متعجباً ، فأنهت ذلك السيدة بقولها : نورا..! تعالي إلى هنا !
تنهدت نورا ثم صاحت بقوة مستديرة : قادمة أمي !
فرحل ليوناردو أيضاً باتجاه توكو التي ظلت واقفة تنتظره ، قال بغضب : أرجوكِ ! لا تفعلي شيئاً كهذا مرة أخرى !
رفعت حاجبيها متعجبة : هل أنت متأكد من أنك تحب هذه الفتاة ؟!
قال بابتسامة ساخرة بينما أمسك بيدها برفق : أنا لا أهتم لأي شخص يمكن أن يزعجكِ يا عزيزتي !
فابتسمت بشدة و هي تتنفس الصعداء ، لسبب ما لم تعجبها هذه الفتاة أبداً..ليس لأنها تحدثت بهذه الطريقة الغريبة معها ،
و لكن ربما لأنها ذكرتها بدارك الذي أصبحت ذكراه تثير الضيق فجأة .


بالمزرعة الأخرى ، دخلت نورا الشرفة حيث وقفت والدتها تحدق بتوكو و ليو من بعيد..قالت بصوت جامد : يا الهي ! لقد أصبح شاباً وسيماً !
أخفضت نورا بصرها إلى الأرض و قد سيطر عليها ذلك التعبير الحزين ، أردفت والدتها و الدموع تترقرق بعيونها الخضراء : كم اشتقت إليه ! لقد مرت خمسة و عشرون عاماً ! يا الهي..!
وضعت نورا يدها على يد والدتها ، قالت بهدوء : الحمد لله أننا وجدناه يا أمي ! هو الآن تحت عيوننا..و لن نفقده مرة أخرى ! فقط علينا بالصبر !
عضت جيني على شفتيها و الدموع تتساقط على وجنتيها الحمراوتين : لا أستطيع ! ليست لديكِ أدنى فكرة عن كمية القهر التي أشعر بها الآن !!
عانقتها نورا بقوة مغمضة عيونها و هي تقول بنبرة انعكست عليها كل مشاعر الغضب و الكره التي امتلأ بها قلبها : لا تقلقي ! سوف أجعلهم يدفعون الثمن غالياً..و غالياً جداً !


أصبحت الساعة الآن الحادية عشر مساءً ، حلّ المساء بسكونه الناعم...و جماله الخلاب فقد صبغ الكون كله بألوانه الباردة الرائعة..أزرق قاتم و قرمزي هاديء !
بالحديقة الصغيرة ذات أرجوحة الياسمين ، جلست توكو و ظهرها و قدميها بالهواء..كانت عيونها الزرقاء معلقة بالسماء التي تناثرت في فنائها تلك القطع البراقة اللامعة ، إنها أجمل فوضى و عشوائية يمكن للعين أن تراها...فوضى طبيعية لم تفسدها لمسات الإنسان القاسية !
أصبح رأسها مشغولاً بذلك الفتى الذي اقتحم حياتها عنوة ، تارة يحتل تفكيرها و تارة يرحل و يتركها تغرق بتساؤلاتها الكثيرة عنه .
لماذا لا يريحها و يوضح لها موقفه منها ؟! لماذا لا يخبرها بطبيعة مشاعره ناحيتها ؟! هل يحبها..أم يمقتها ؟! ربما هو لا يحبها لكنه بالتأكيد لا يمقتها !!
و لكن السؤال الأهم ، هل تحبه هي..؟! أم أنها مجرد حركات صبيانية لم تستطع أن تفعلها أثناء مراهقتها فتفعلها الآن مفرغة ذلك الشعور الذي لم تحظى به بذلك السن ؟!
أغمضت عيونها بإرهاق شديد ، لقد آلمها رأسها من كثرة التفكير..لماذا يرغب بتعذيبها إلى هذا الحد ؟! أيستمتع بالأمر ؟! أم أنه حقاً لا يستطيع التعبير عن مشاعره ؟!
عضت على شفتيها و هي تهز رأسها بقوة لتطرد تلك الأفكار الغريبة منه ، و لكن الآن هناك شيء يجب أن تتأكد منه على الأٌقل ! ألا و هو طبيعة شعورها ناحيته..هل تحبه أم لا ؟!
كيف لها أن تتأكد من هذا الأمر يا ترى ؟! كيف لها أن تعرف..؟
هذا بالإضافة إلى كلمات ليو التي بدأت تتسلل إلى قلبها و معها الخوف و الرعب من أن يرحل فعلاً ! ترى هل غير رأيه...أم أنه لا يزال مصراً على قراره الغريب هذا ؟!
انتقل لمسامعها صوت إطارات سيارة تتوقف بالمرآب الأمامي للمنزل ، فتحت عيونها على آخرهما ثم نزلت من الأرجوحة ، ركضت إلى مصدر الصوت فكان كما توقعت...إنها سيارة دارك !
نزل من السيارة ثم أغلق بابها بقوة ، استند إليها و رفع بصره إلى السماء عالياً...بدا مرهقاً للغاية ، قميصه الأسود الخفيف مبلل بسبب الأمطار التي هطلت منذ قليل ، كذلك خصلات شعره السوداء التي أخذت تقطر قطرات صغيرة من الماء..!
عضت على شفتيها بارتباك ، هل تذهب إليه أم تصعد لغرفتها متجاهلة إياه ؟!
لكنه مبلل...! و قد يمرض بسبب هذا !
عقدت عزمها و حركت قدميها إليه عاقدة ذراعها خلف ظهرها ، تناهى لمسامعه وقع أقدامها على الأرض الطينية المبللة فأخفض بصره إلى الأرض .
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تقول بصوت جامد : الجو بارد و ملابسك مبللة !
لم يجبها بل استمر بتحديقه الذي بدا لا متناهي بالأرض ، دون شعور منها..مطت شفتيها و غاصت عيونها بالدمع..قالت بنبرة مكتومة بعض الشيء : حسناً..افعل ما تشاء !
كادت أن تستدير لكنه جذبها إليه من ذراعها بقوة ، أصبحت المسافة بينهما عدة سنتيمترات بسيطة ، أخذت تحدق به بعيون متسعة و هي تستشعر حرارة يده المرتفعة على جلدها بينما قال هو بهمس لا يكاد يسمع : لماذا...؟! هل تستطيعين إخباري لماذا أنا هنا ؟!
هزت رأسها نفياً ، فطرف بعينيه ببطء كأنه يشعر بالنعاس..رفع يده الأخرى إلى خصرها و اتخذ وضعية الرقص بينما لم يتوقف عن إرسال تلك النظرات الحزينة المباشرة إلى عينيها ، استأنف همسه الحزين : هل أنا هنا حتى تعذبيني ؟!
ارتفع حاجبها بغضب و كادت أن تتحدث فأشار لها بالصمت مردفاً : لن يتحدث أحد سواي الليلة !
فحدقت به مصدومة من تصرفاته الغريبة ، بل على الأحرى من تغير مجرى الأحداث المفاجئ..فقبل أن يأتي كانت ترسم الخطط
و تضع خطوات الطريقة الجافة التي ستتعامل بها معه ، أما الآن فها هي بين ذراعيه..ترقص معه على نغمات صوته الحزين ،
صوته كان أكثر شيء لا تستطيع مقاومته فهو عذب لدرجة تجعلها ترغب بالبكاء..!
قال بهدوء و قد رسم ابتسامة رقيقة على شفتيه : هل تعرفين..عندما كنت بروما..رأيت الكثير و الكثير من الفتيات !
كنّ ينتظرنّ مني إشارة واحدة..واحدة فقط فيترامينّ تحت قدميّ ! أما أنتِ...أنتِ تثيرين جنوني ! كلما نظرت إليكِ أفاجأ بتلك العيون تذبحني
و تذبحني بلا رحمة ! منذ أول يومٍ رأيتكِ فيه عند نهاية درجات السلم...منذ أول وهلة دخلت فيها ضحكاتكِ نطاق سمعي..
و أنتِ تسحبيني ورائك بتلك السلسلة النارية من رقبتي...تسحبينني و لا تأبهين بما يصيبني من ولع و شوق !
أطبق شفتيه فجأة و هو يرى تلك الدموع تنحدر من عينيها الزرقاء ، رفع يده فمسحها برفق
و هو يبتسم بعذوبة أفسدتها ملامح الإرهاق البادية عليه : هل تعرفين أنكِ مغرورة ؟! مغرورة و عنيدة !
شهقت بالبكاء عندما انتهت كلماته فأسرع يضمها أكثر إليه قائلاً : لكنني أحبكِ هكذا ! و أريدكِ هكذا !
صمت قليلاً و هو يراقب عيونها الدامعة ، اقترب من وجنتها و طبع قبلة رقيقة عليها قائلاً : أميرتي المغرورة ! أحبكِ و لا أريد سواكِ !
فجأة تهاوى جسده بين يديها فشهقت بصرخة مكتومة ، أسندته إلى سيارته واضعة يدها على جبينه فقال و هي تشعر بتلك الحرارة الحارقة : يا الهي ! أنت محموم و بشدة !
وضعت يده على كتفها و هي تقول سائرة به باتجاه القصر : حاول أن تسير معي أرجوك..!
بعد حوالي عشر دقائق من السير البطئ المتعب ، كان دارك طريح فراشه الكبير بجواره توكو التي انتهت لتوها من إعداد الكمادات الباردة له .
رفعت آخر كمادة بعيداً عن جبينه و هي تبتسم ، مدت يدها إلى خصلات شعره فأبعدتها عن عينيه للخلف هامسة : إذا كنت أنا أميرتك المغرورة...فأنت فارسي الغامض !
أطلقت ضحكة خافتة و هي تضيف : غامض و لا تستمع لأحد سوى نفسك فقط !

ΐηѕρΐяαтΐση
29-08-2013, 20:41
حسناً :أوو:
هذان الفصلان اللي ضاعوا مع العشرة أيام الماضية :بكاء:
سأضع الفصول الجديدة الآن..و قد قررت حقاً أننا سنبدأ بالبارتات الجديدة من حيث
توقفت بالنسخة القديمة :سعادة2:
+
جاري تعديل العنوان :d

ΐηѕρΐяαтΐση
29-08-2013, 20:56
الفصل السابع

فتح عينيه ببطء فشعر بذلك الألم الفظيع بهما ، يبدو أن الشمس قد سطعت فالغرفة ممتلئة بهذا الضوء الذهبي..حرك أنامل يده فشعر بذلك الملمس الحريري بينها ، رفع رأسه ببطء ليراها تغط بنومٍ عميق و خصلات شعرها الذهبية منثورة على يده على الفراش .
ابتسم قليلاً من هذا المنظر فهي تبدو جميلة للغاية أثناء نومها ، كأن ذلك الغرور و العناد قد اختفى و رحل بعيداً..بدا غريباً عليها بذلك الوقت !
لكنه ما لبث أن قطب و بشدة ، قلب عينيه بخوف و قلق قائلاً : ماذا حدث ليلة البارحة ؟! لماذا توكو هنا؟!
نظر إليها فلاحظ أنها قد بدأت تفتح عيونها ، وقع بصرها عليه فنهضت سريعاً ناظرة للساعة المجاورة فوجدتها تشير إلى العاشرة .
فركت عينيها بكسل بينما قال هو بنبرة خائفة : ماذا حدث البارحة ؟!
حولت بصرها إليه ، قالت متذمرة : الناس يقولون صباح الخير بالعادة عندما يستيقظون صباحاً !
لم يجبها ، بل أخذ وجهه يتقلب بتوتر شديد منتظراً منها إجابة عن سؤاله الأول..فقالت بابتسامة : أصابتك حمى شديدة بسبب ملابسك الخفيفة !
فهز رأسه إيجاباً ، نظر إليها بطرف عينه ثم قال : هل أصابتني أي هلوسة من أي نوع ؟!
أخذت تحدق به دون أن تفهم ما قصده ، فأردف موضحاً مغمض العينين : أعني..أنا لم كلاماً خارج عن المعقول ؟!
ضاقت عيونها و هي تقول : لا أظن أنني أفهم..! ما نوع الكلام الذي تقصده ؟!
أغمض عينيه بشدة و هو يقول سريعاً جداً بنبرة متصاعدة : ألم أقل أحبكِ أو أي شيء من هذه الترهات؟؟؟!
غرزت آخر كلمة له سكيناً بقلبها...ترهات؟؟! أن يقول أنه يحبها هذه ترهات بالنسبة له ؟! ملأت رئتيها بالهواء الساخن الذي عبأ الغرفة بفعل المدفأة الحجرية ، قالت بنبرة هادئة تخفي حزناً مكتوماً : لا لم تقل شيئاً ! فقط هويت إلى الأرض !
حدق بعينيها عندما أنهت جملتها ، كانتا حزينتين تودان إخفاء أمر ما عنه..كاد أن يتحدث لكنها عاجلته ناهضة : لم يكن هناك أحد من الخادمين ! لذا اضطررت إلى أن أبقى بجوارك حتى أطمئـــ..
بترت جملتها فجأة فاتسعت عيونه ببطء و هو يستوعب تكملتها ، قالت مجدداً : حتى تنزل الحرارة !
و ما كانت ثوانٍ إلا و كانت توكو قد خرجت من غرفته تاركةً إياه يحاول التذكر ، همس بهدوء و هو يحدق إلى الباب الذي خرجت منه : أنتِ مغرورة !
أغلقت باب الغرفة و بقوة شديدة ، شعرت بتلك الدموع تحرق وجنتيها مرة أخرى...اتجهت إلى سريرها و هي تفكر..الآن هي متأكدة من أنه يحبها ، و لكن..هو بالتأكيد يرغب بتعذيبها أو بالأحرى ليس لديه استعداد ليتخلى عن كبرياءه لأجلها !
شعرت بجفونها تنغلق من تلقاء نفسها بعد أن ثَقُل عليها النعاس ، فاستسلمت بهدوء تام لذلك النوم العميق.
أسفل القصر ، جلس مايكل على أحد المقاعد الكبيرة الموضوعة بحديقة الورد ، أخذ يحدق بالقصر كله و قد بدا على ملامحه حزن شديد .
همس بنبرة متقطعة : ليتنا لم نأتي إلى هنا أبداً..! ليتني ما وقعت بحبها ! ليتني لم أقابلها..!
ماذا سيحدث عندما تعلم سرنا ؟! كيف ستكون ردة فعلها ؟!
أغمض عيونه بقوة و هو يتابع الهمس : ليتك تنتبه أكثر يا أبي ! ليتك تنتبه لئلا ينفضح أمرنا !
بالمزرعة المجاورة ، وقفت جيني بشرفتها تراقب ذلك الشاب الأشقر بمزرعة جيرانهم..و على شفتيها رسمت ابتسامة عذبة حانية .
قالت بحب شديد : كم تشبه خالتك ! أنت حقاً معجزة هذه العائلة !
جاءت نورا من خلفها قائلة : لقد انتهى الأمر !
نظرت إليها جيني على الفور ، قالت بنظرة تفاجأ : هل انتهيتِ من الأوراق الرسمية كلها ؟!
أومأت لها بسعادة قائلة : أوراقه و أوراقي أيضاً !
عقدت والدتها حاجبيها بضيق شديد ، صاحت بغضب : ماذا تعنين بأوراقك ؟! نورا...! أخبرتكِ بأن تنسي هذا الموضوع تماماً !
صرخت نورا غاضبة : لا ! قلت لكِ لن أنساه بحياتي !!
تبادلا النظرات الطويلة فعمت فترة صمت مشحون بالتوتر ، قالت نورا أخيراً بعد أن تساقطت دموعها من عينيها الخضراوتين : عليه أن يدفع الثمن غالياً يا أمي ! لقد رمانا إلى هذه الدنيا المظلمة دون أن يأبه لحالتنا ! تزوجكِ سراً و رماكِ بعدها..! كيف تريدينني أن أنسى..؟! من أنسى ؟! أأنسى أبي..؟!
صاحت جيني على الفور : هو ليس أباكِ !
فصرخت نورا مجددا : بلى ! بلى هو أبي !!
أشاحت جيني ببصرها عنها و هي تقلب عينيها بخوف شديد ، اقتربت منها و أمسكت بذراعها قائلة : سوف يأخذكِ مني نورا ! سوف يحرمني من رؤيتك !
ضحكت باستهزاء من قولها : لم أعد طفلة ! عمري واحد و عشرون عاماً !!
أقسمت مرة على أن أجعل هذه العائلة تتعذب...بكل من فيها ! و سوف أفي بعهدي و قسمي ! فرداً فرداً سأعذبهم و سترين !
ثم استدارت بقوة راحلة فصرخت جيني بخوف : نـــــــورا ! أرجوكِ عودي يا ابنتي !
بمزرعة آلــ ويلير ، بغرفة المكتب الضخمة ذات الجدران القرمزية و الأرضية السوداء ، جلس على كرسيه الكبير خلف مكتبه..أخذ يحدق بصورة زوجته الحبيبة ، إنها صورة طبق الأصل من ابنته ! ربما الفرق في شكل الشعر فقط ! لكنها بالفعل كأنها هي..!
قال بوجوم تام و قد أسند وجهه إلى يده : هل كان زواجنا خطئاً ؟! مرت خمسة و عشرون عاماً كاملة فيولا ! أشعر بأن كل شيء يعود كما كان قبل وفاتك ! كأن الأحداث ترتب نفسها لوقوع نفس الحادثة !
امتعض وجهه بشدة و هو يتذكر ، قال بصوت مخنوق : هل يعقل أن تكون هذه الأحداث كلها تمهيداً لحادثة أخرى مطابقة لحادثتك ؟! و لكن من سيكون الضحية هذه المرة ؟!
ارتجفت شفتاه و هو يشعر بذلك الفيض من الدموع على وجهه ، قال بانفعال شديد : أعرف أنه كان خطئي منذ البداية ! موتكِ و موت بلاك و تيفاني ! لكن ماذا كان عليّ أن أفعل..؟! لقد ابتعدت كما أردتِ و لكن على ما يبدو...الدماء لن تترك عائلتي على الإطلاق !
كور قبضة يده بقوة شديدة ثم ضرب بها على سطح مكتبه بعنف ، صاح متوعداً : لكن أنا أقسم...أقسم و أعرف أنني لن أخالف هذا القسم ما حييت...! أقسم بأنني لن أدعهم يقتربون و لو شبراً من ابنتينا ! لن يمسهما أحد..! و من يفكر ، فسوف ابتلعه على الفور..! سوف أمحيه من على الأرض !
صمت أخيراً و صدره يعلو و يهبط من شدة الانفعال ، ابتلع ريقه ثم قال و هو يهز رأسه : أما ليوناردو ، فسيعلم كل شيء قريباً جداً ! وجود الجيران الجدد سيسرع من مجرى الأحداث ! و سينكشف السر الذي حاولت إخفاؤه طوال الخمسة و العشرين عاماً الماضية ! و سينفضح أمر الشابين أمام توكو و تاليا ! بل سينفضح أمري أنا أيضاً !
قلب عينيه الزرقاء بخوف و لكنه قال أخيراً : من يَقتل..يُقتل و لو بعد حين !


مرت أيام عديدة على ذلك الوضع المشحون ، الكل في حالة أرق غريبة و الجميع متوتر و يخفي أسرار عن الآخرين يود الإفشاء بها ، بدءاً من ويلير الذي قاطعه النوم مقاطعة تامة منذ آخر حديث مع صورة زوجته الحبيبة بالمكتب ، فأصبح شغله الشاغل هو ملاحظة ترتيب الأحداث حوله و حول ابنتيه الشابتين..كما أصبح مجنوناً بأمر حمايتهما بشتى الطرق و الوسائل .
أما دارك _و بعد محاولات عديدة للتذكر_ فقد اكتشف ما حدث في تلك الليلة و اكتشف الكلمات التي قالها لتوكو ، فكان يبدو و أنه سعيد أكثر من كونه محرجاً من تنازله عن كبرياءه . توطدت العلاقة بينه و بينها أكثر ، حتى و لو لم يكن هناك كلام صريح يدل على ذلك...لكنهما كثيراً ما كانا يتبادلان الأحاديث و كثيراً ما يترافقا معظم ساعات النهار .
و خاصة أثناء الليل ، فقد أصبحت نافذة دارك المطلة على نافذة غرفة توكو بسبب تصميم القصر الهندسي الغريب قناة اتصال دائم بينهما ، مما زاد من سعادة توكو و زاد من خوف و قلق دارك على الرغم من تلك السعادة .
الغريب ، أن مايكل قد ابتعد عن تاليا و بشكل ملحوظ جداً..لقد أصبح كثير السهر بالليل خارج القصر ،
بل إن هاتفه لا يتوقف عن الرنين طوال اليوم فلا تظهر على شاشته الرقمية سوى أسماء الفتيات .
فجعل هذا تاليا تبدو أكثر تعاسة من أي وقت مضى ، هو لا يهتم بها و لا يهتم بأي شأن تتحدث فيه معه ، لربما كانت تلك التصرفات نابعة من خوفه
و قلقه من أن ينكشف سر العائلة المصونة و الذي لا يعلم منه سوى النصف فقط..!
لاحظ ليوناردو كمية الوقت الكبيرة التي تهدرها هذه السيدة و التي هي جارتهم الجديدة في مراقبته باهتمام ، و تلك النظرة الحانية لا تترك ملامحها أبداً .
أما نورا ابنتها ، فلعلها تشبه دارك لكنها بالتأكيد لا تستطيع إخفاء تلك المشاعر التي بدأت بالظهور مؤخراً عنه..لطالما تميز بتلك الصفة و هي استشعار مشاعر الآخرين عن بعد ، مما جعله هذا في صراع غريب و قوي مع نفسه...فهو لا يستطيع أن ينسى إهانتها لتوكو التي هي رفيقته الوحيدة و التي بدأت تبتعد عنه كثيراً منذ أن توطدت علاقتها بدارك مما أزعجه كثيراً !
و بالتالي ، أصبح سيبتميوس هو الحلقة الغامضة الوحيدة في ذلك النطاق ، لا يراه أحد إلا على مائدة الطعام..و قد لفت هذا انتباه توكو كثيراً ،
خصوصاً أنه لا ينفك يتهامس هو و دارك أو هو و والدها بأمور غامضة و سرية .


عقارب الساعة العملاقة المنتصبة بالصالة الواسعة تشير إلى السادسة مساءً ، جلست تاليا على الأريكة الخضراء بينما لم تكف لحظة عن النظر إلى النافذة خلفها .
كانت ترتدي ثوباً قصيراً بلون التوت ، و قد تركت شعرها البني المائل للصفرة منسدلاً على ظهرها بنعومة..بدت و كأنها على وشك الخروج .
أخرجت هاتفها النقّال و ضربت على أزراره ثم وضعته على أذنها ، فأتاها صوت مايكل المسجل : أنا لا أستطيع الرد الآن..تعرف ما عليك فعله !
انعقد حاجباها بضيق شديد ، تأففت بغضب و هي تنهض متجهة إلى غرفتها فانتقل لمسامعها صوت ليو الهاديء : ما هذا الجمال كله ؟!
توقفت دون أن تنظر إليه قائلة : إذا أتى مايكل رجاءً أخبره أنني متعبة و لا أريد منه أن يزعجني !
ثم صعدت درجات السلم راكضة ، بينما وقف ليو يحدق بها قلقاً..أياً كان ما يفعله ذلك الثعلب مايكل _فقد فضل ليو تسميته هكذا_ فهو يضايق الفتاة المسكينة !
تناهى لمسامعه صوت توكو المرح : ماذا تفعل عندك أيها الوسيم ؟!
نظر إليها بطرف عينه و على وجهه ارتسمت ملامح واجمة ، قال ببرود : أتحدثينني ؟!
فابتسمت توكو متعجبة ، بينما تابع هو : إذاً...أين رفيقكِ الجديد ؟!
اقتربت منه و على وجهها ارتسمت ملامح ماكرة : ما الذي أسمعه ؟! أتغار من داركي ؟!
رد عليها غير مبالي : دراكي...؟! من أنا ؟! مستحيل !
أمسكت بذراعه و جذبته معها إلى خارج القصر و قد تعالت ضحكاتها قائلة : أعلم أنني مقصرة بحقك ! لكن لا تغضب سنصلح كل شيء الآن !
فعادت ملامح القلق إلى وجهه مرة أخرى قائلاً : أولاً تأملي حال شقيقتك المسكينة ثم أصلحي ما لم يفسد بالأساس !
وقفت أمامه و قد لاحظت ملامح القلق على وجهه ، قالت بهدوء : و ماذا بها تاليا ؟!
رفع ليو بصره إلى حيث تقع شرفة تاليا بالطابق الثاني : مايكل يعبث بشيء ما ! هو يضايقها كثيراً هذه الأيام !
قطبت توكو بينما تجلس على أقرب مقعد لها كما فعل ليو قائلة : ماذا تعني بأنه يضايقها ؟! أنا لا أصدق ذلك..مايكل ؟! أنا لم أرى اثنان يحبان بعضهما مثل هذين !
مط ليو شفتيه و هي لا يزال يحدق بشرفة تاليا : لا أعرف ! أنا هكذا شعرت..!
صمت قليلاً و قد نظر إلى توكو التي بدت شاردة بشيء ما ، قال فجأة بمرح : إذاً يا جميلة ! ماذا كنتِ تريدين إخباري ؟!
نظرت إليه و قد عضت على شفتيها برفق ، قالت بشيء من التردد : لقد صارحني دارك بحبه لي !
التوت شفتي ليو بابتسامة متحمسة و هو يترقب لبقية حديثها ، أردفت و قد توردت وجنتاها كثيراً : صحيح أنه صارحني عندما كان محموماً و مريضاً لكنه قالها..! قال أنه يحبني !
هز ليو رأسه بهدوء مبتسماً : و ما المشكلة ؟! أليس هذا ما كنتِ تريدينه ؟!
فاحمرت وجنتاها بشدة ، قالت و هي تشيح ببصرها عنه : ليو..! انتبه لحديثك !
فضحك بخفة بينما أردفت هي بجدية : المشكلة أنني أشعر بأنه خائف..! خائف أو قلق من شيء ما يراه أنا لا أراه ! رغم أنه قد أصبح عالمي بأكمله إلا أنه لا يشركني بعالمه هو..! أشعر و كأنه يعيش بكوكب آخر غير الذي أعيش به..كوكب مليء بالمشاكل و الهموم بينما أنا لا أعرف شيئاً عن كل هذا !
نظرت إلى ليو مرة أخرى فوجدته ينظر إليها مباشرة مبتسماً ، قالت بارتباك : ماذا هناك ؟! لماذا هذه النظرات ؟!
قال بهدوء شديد و قد وضعه يده على رأسها : لقد كبرتِ ! أصبحتِ يافعة و تحبين شاباً أيضاً !
فابتسمت بسخرية : و ماذا أنت ؟! أبي..؟!
ضحك على داعبتها الساخرة ثم قال بجدية و هو ينظر إليها مباشرة : توكو أنا كنت بالنسبة لكِ دوماً حارساً! و لا أعرف لماذا أشعر بذلك الشعور
الغريب ناحيتك أكثر حتى مما أشعر به تجاه تاليا ! لكنني دوماً كنت أعلم بأنني على صلة ما بكِ !
قفزت توكو إلى صدره تعانقه بينما تعالت ضحكته هو ، قالت بسعادة : لا أعلم لو لم تكن موجوداً ماذا كان سيحدث حينها !
قال بهدوء : سأعيدها لكِ مرة أخرى..! ستكونين بألف خير !


في شركة سيبتميوس ، جلس دارك على مكتبه يحدق بتلك الأوراق الملقاة أمامه ، بينما أخذ والده يمشي ذهاباً و إياباً دون توقف و قد بدا الحنق على ملامح وجهه .
قال فجأة بغضب شديد : أنا لا أفهم ! ما الذي صار لك أنت و شقيقك ؟! هل نسيت لماذا جئنا إلى هنا بالأساس ؟!
لم يجبه دارك بل ظل يحدق بما أمامه واجم الوجه ، فصرخ أبوه بغضب أكثر : أجبني ! هل ألهتك تلك الدمية الشقراء عن عملك ؟!
و شقيقك...الأحمق يركض خلف تلك الفراشة التي تقوده إلى حتفه !
رفع دارك بصره إليه و قد اشتعلت عيناه حقداً ، قال بنبرة تصاعدية تتراقص على نغمات غضبه الشديد : هل هذا كل ما تأبه له ؟! المال و السلطة ؟! ألا تأبه لمشاعرنا..؟! نحن أبناؤك يا أبي !
ضرب سيبتميوس على المكتب بغضب ، قال و هو يصر على أسنانه : بل اهتم لأن أجعلك أنت و شقيقك من الأغنياء ! المال و السلطة هما مصدر القوة و العزة أيها الأحمق !
صرخ دارك : لا ! أنا لا أهتم بأيٍ من هذا !
رفع سيبتميوس حاجبه الأيمن و هو يقول باستحقار : و أنا لن أدعكما تقعان في شباك هاتين الفتاتين ! لن أدعهما تحققان ما حققته والدتهما !
نظر إليه دارك نظرة اشمئزاز عنيفة ، نهض واقفاً و هو يقول بغضب : أليست والدتهما هذه من أردت أن تتزوج منها سابقاً ؟! أليست هي من كنت تخون أمي بحثاً عن من تشبهها ؟! هل تريدني أن أصبح مثلك زير نساء بلا مشاعر ؟!
هوت يد سيبتميوس على وجه دارك بقوة شديدة ، فتناثرت خصلات شعره السوداء بالهواء..قال والده بغضب شديد : أيها الحقير..! كيف تجرؤ على قول هذا ؟!
رفع دارك وجهه الأحمر ، نظر إليه بطرف عينه قائلاً ببرود : كيف أجرؤ ؟! أنت علمتني !! و بالمناسبة..!
افعل ما تشاء لكننا لن نترك منزل عمي أبداً ! لن أدعك تصل إلى تلك الفتاتين أبداً ! لن أدعك تنفذ ما برأسك..!
ثم هم بالرحيل فأمسكه والده قائلاً : و ماذا حدث لكل طموحاتك يا دارك ؟! ماذا حدث لرغبتك في القضاء على ويلير ؟! دعك من مايكل المعتوه و لننفذ ما جئنا هنا لأجله !
نظر إليه دارك نظرة احتقار ، قال ببرود : و هل تظنني مثلك..؟! أبيع أخي لأجل المال ؟!
صرخ سيبتميوس : إذاً سوف أخبرهم جميعاً ! سوف أخبرهم جميعاً من نكون نحن و لماذا جئنا إلى هنا !
فضحك دارك باستخفاف و هو يخرج من باب المكتب : أخبرهم..! نحن جميعاً بنفس القارب معاً !
صرخ سيبتميوس بغضب بينما رحل دارك بعيداُ و هو يشعر بأن قدميه لم تعودا تقدران على حمله أكثر .


ركب بالسيارة السوداء و انطلق قاصداً أبعد مكان عن هذه البلدة الصغيرة ، شعر بقلبه يدق بعنف شديد بينما تنهمر دموعه على وجنتيه و بشدة .
الجو بارد ، و السماء تمطر أو لعله ذلك الرذاذ الرطب الذي يلتصق بكل شيء مادي هنا..كل هذه البرودة لم تطفئ النيران التي أشعلها أبوه بصدره .
ضغط على دواسة البنزين بلا رحمة فانطلقت السيارة كالصاروخ من شدة سرعتها ، كيف يمكنه أن يبيع كل من يحبهم بهذه الطريقة ؟! كيف ؟!

ΐηѕρΐяαтΐση
29-08-2013, 20:58
عادت ذاكرته للخلف سبعة عشر عاماً إلى تلك الليلة الماطرة ، تماماً كما هو الجو الآن..
غرفة دائرية توسطها فراش كبير ، احتله جسد تلك المرأة الشابة ، بدت شديدة المرض حيث لم تستطع فتح عيونها أبداً بينما امتلأ جبينها بقطرات العرق الغزير .
وقف هو بجسده الصغير الذي لم يتجاوز الستة أعوام خلف باب الغرفة الأبيض ، يراقب تراقص ظلال أبوه و الطبيب و الخادمة بالغرفة .

قال الطبيب بأسى : أنا آسف حقاً ! لم يعد هناك أمل ! أمامها يومان لا أكثر ! إنه أغرب نوع من التسمم رأيته بحياتي كلها..!
شهقت الخادمة بقوة بينما قال سيدها ذو الجسد الضخم بحزن : لا بأس سيدي ! إنه قدرها ! أرجوك..رافق الخادمة و هي ستدلك على طريق الخروج !
فأومأ له الطبيب و تبع الخادمة كما أمر ، اختبئ هو و عيونه الزرقاء لا تتوقف عن ذرف الدموع حتى رحل الاثنان . عاود التحديق بأبيه الذي جلس على السرير ، أزاح خصلات شعره البنية سريعاً عن عينيه الرمادية الحادة..قال مدعياً الأسى : لا أصدق ما يحدث رولا ! هل تصدقين أنتِ ؟!
انتظر قليلاً ليسمع جوابها لكنها اكتفت بتحريك رأسها ، أو ربما هذا ما استطاعت فعله . فضحك باستخفاف قائلاً : بالطبع تصدقين ! أنتِ السبب بكل شيء ! كنتِ تعلمين بأمر خيانتي لكِ منذ أن تزوجنا ، و مع ذلك كنتِ تلتزمين الصمت التام ؟! ماذا جدّ بالأمور ؟؟ لماذا تفتحين فمكِ الثرثار و تتسببي بكل تلك المعاناة لنفسك ؟!
كنت سأقتلها بصمتٍ تام..دون حتى أن يدري أخي أنها حادثة مقصودة !
أصدرت رولا أنين متألم بينما زاد دمع دارك خلف الباب ، أرجع سيبتميوس رأسه للخلف بحركة استعراضية : صحيح أنه لم يعلم أنني من فعلها ! لكنه الآن يدرك أن المافيا لا تزال تطارده ! لابد و أنه سيهرب بابنتيه بعيداً الآن..! سيخشى عليهما..! هل رأيتِ تلك الصغيرة ذات الأربعة أعوام ؟!
إنها صورة طبق الأصل عن فيولا ! أتوقع أنها ستشبهها لدرجة قد تجعل ويلير يجن و يظن بأنها هي بالمستقبل !
صمت قليلاً و هو يحدق بزوجته المريضة ، قال مرة أخرى ببرود قاتل : على أي حال..! كما كانت فيولا سبباً في تعاستكِ الأبدية معي !
ستكون هي أيضاً سبب موتكِ على يديّ ! لا أعرف كيف يمكنكِ أن تحملي كل هذا الكره بقلبك ؟!
أنّت زوجته بشدة و هو يقترب منها ممسكاً بيدها قائلاً : لا تغضبي يا عزيزتي ! إنها الأوامر ! أوامر أبي العزيز فكما تعرفين..لا يمكن أن نرفض أوامر رئيس المافيا أبداً !
ابتسم و هو يضع يدها إلى جوارها ، ثم همّ بالرحيل فانتقل لمسامعه صوتها المتألم : أنا لا أكرهها ! بالعكس..!
نظر إليها سريعاً متفاجأ من قدرتها على الكلام ، بينما تابعت هي بصعوبة شديدة : أنا أشفق عليها و على نفسي..! تزوجنا من وحوش لا بشر !
صمتت بينما تحاول أن تتنفس بصعوبة شديدة جداً ، قالت مرة أخرى : أتمنى حقاً أن يهرب ويلير بابنتيه ! و أتمنى أن تشبه تلك الصغيرة أمها..! لتذكرك بذنبك دوماً ! سوف ترى ذنوبك تسير على أقدام يا سيبتميوس ! و لا تعلم..! لربما تكون هي السبب في موتك أيضاً !
صرخ غاضباً : كفى أيتها الثرثارة ! سوف تبقين هنا حتى تتعفني و تموتي ! وداعاً أيتها الغبية !
ثم رحل سريعاً تاركاً إياها غارقة ببكاء لا يتحمله قلبها المريض بالمرة ، بينما الفتى الصغير خلف الباب غارق بدموعه و أفكاره التي أصبحت مضطربة .


انتقل لمسامعه صوت اصطدام تلك الموجة العاتية بصخور الشاطئ ، أعاده الصوت إلى المكان الذي توقف عنده بسيارته ، في تلك الذكرى كان عمره ست سنوات ، قضى بعدها سبعة عشر عاماً يقنع نفسه بأن عمه ويلير و زوجته هما السبب بما حدث لأمه ! لربما بسبب كرهه لهما نسي كلمات والدته الأخيرة لأبيه ! لقد سخر حياته كلها للانقام منه ، و كثيراً ما فكر عن كيفية تنفيذ ذلك..! و لكنه لم يجد وسيلة أفضل من تنفيذ ذلك عن طريق ابنته الكبيرة..
لكن كل ذلك تغير و انقلب رأساً على عقب بمجرد أن نظر إلى عينيها ، شيء جديد دخل إلى عالمه المظلم..مؤكد له نصيب كبير من اسمه الغريب و الذي لم يسمع به من قبل !
هذه الفتاة..هي من غيرت نظرته لحياته كلها ، بمجرد أن لاحظ ذلك البريق بعيونها..بريق خطفه و جعله يعيد ترتيب أولوياته من جديد..
إذا كانت تشبه أمها بالفعل فعمه معذور لأن يدافع عن حبه بشتى الطرق و الوسائل !
الآن ، هو يدرك أمراً واحداً ! و هو أنه لا مزيد من الأسرار بعد اليوم ! حتى و إن غضبت منه توكو بسبب ما كان يفكر فيه قبلاً فصدقه و صراحته ستشفعان له عندها ،
و بالنهاية أن تعلم منه أفضل من أن تعلم من غيره !
أسرع يركب السيارة ، و انطلق بأقصى سرعة لديه متجهاً نحو قصر أميرته..يجب أن يخبرها قبل ذلك الرجل الذي أصبح يكرهه و بشدة .

بعد دقائق ، وصل إلى بوابة القصر فدخل سريعاً . نزل من السيارة و أسرع إلى صالة المنزل ليقع بصره على كل العائلة مجتمعة .
والده و عمه ، حبيبته و شقيقتها ، صديقه الجديد و شقيقه ، حتى نيك و ماركو هنا . قال بترقب و قلق بينما اتجهت نظراته إلى والده فقط : ما هذا التجمع المفاجئ ؟!
رفعت توكو وجهها إليه فتفاجأ بتلك الدموع التي لا تتوقف عن الانهمار من عينيها ، صاح بخوف : توكو!
صرخت غاضبة : لا تنطق اسمي ! لا تنطقه أو تذكره على لسانك أيها الحقير !
اتسعت عيونه و هو يراقب ليو يجذبها من ذراعها إلى صدره ، بينما لاحظ أيضاً دموع تاليا و عيون مايكل المرتعبة ، بالإضافة إلى نظرات عمه المتقدة و الحقد الذي يشع من والده .
صاح دارك بوالده غاضباً : لا أصدقك أنك فعلت ذلك...!
رد عليه ماركو معترضاً طريقه : لا داعي للصراخ..! والدك لم يفعل شيئاً سوى أنه أكد لنا شكوكي !
نظر إليه دارك متسع العيون : ماذا..؟!
رمقه ماركو بنظرة استحقار شديدة قائلاً مشيراً نحو سيده و ابنتيه : كدت تخدع هذه العائلة ! لكنك لن تخدعني أبداً..لقد كشفتكم جميعاً !
ظلت عيونه تدور كالمجنون ، يحاول استيعاب ما يحدث..! لقد تأخر ! تأخر كثيراً على إفشاء السر..لقد كشفه شخص آخر لـ توكو..! كُشف أمره بالكامل أمام العائلة كلها..!
صرخ متوسلاً لتوكو و هو يحاول الاقتراب منها بينما نيك و ماركو يحولان بينه و بينها : أرجوكِ توكو ! أعطني فرصة لأشرح لكِ ! أنتِ لا تعرفين ما هي ظروفي..! أرجوكــِ !
التفتت إليه سريعاً فصفعته و بشدة صارخة : ارحل ! ارحل من هنا ! لا أريد رؤية وجهك هنا مرة أخرى ! ارحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل !
وقف يحدق بها بعيون متسعة ، نظر إلى مايكل فرأى أن الدموع قد بدأت تظهر بعينيه هو الآخر..كاد أن يتحدث لولا صوت الخادم الذي عاجله : سيد ويلير !
هناك آنسة شابة تريد مقابلتك !
قال ويلير بصوت لا حياة فيه : الآن..؟! أخبرها أنني مشغــ..!
بتر جملته صوت نورا الحاد قادم من خلف دارك : لا داعي سيد ويلير ! نحن من العائلة أيضاً !
اتسعت عيون سيبتميوس و ويلير معاً ، نهض ويلير واقفاً بينما خرجت الكلمات من بين شفتيه بصعوبة : من أنتِ ؟!
ابتسمت باستخفاف و هي تستوعب منظر البقية الغريب ، بينما انتقل لمسامع الجميع صوت جيني الواثق : إنها ابنة شقيقك سيدي العزيز !
اخترقت سهام الصدمة قلوب كل الموجودين و بسرعة شديدة ، قال مايكل ببطء : مــ..ماذا ؟! هل لدي عم ثالث ؟!
تراجعت نورا خطوتين لتظهر والدتها التي ارتدت ثوباً قطنياً بلون العسل و قد تركت شعرها منسدلاً على ظهرها ، قالت ببرود ناظرة إلى سيبتميوس :ألم تكن تفضلني هكذا دوماً ؟! ألم تقل بأنني أشبهها كثيراً عندما أرتدي ثوبها ؟!
ارتجفت يدي سيبتميوس بينما أغمض ويلير عينيه بألم شديد ، ظلت توكو و دارك و البقية متجمدين مكانهم..قالت جيني بابتسامة متألمة : ألن تعرف ابنتك إلى شقيقيها يا عزيزي ؟!
صاح دارك بصدمة : ماذا ؟!
بينما قال مايكل برعب محدثاً والده : إلى من تتحدث هذه السيدة يا أبي ؟!
وقع سيبتميوس جالساً على أقرب كرسي له ، بينما تابعت جيني ناظرة إلى ليو : أنا جيني بلاك ! جيني دوجلاس بلاك !
اتسعت عيون ليوناردو بقوة ، ارتخت يديه عن توكو التي نظرت إليه مرتعبة ، أخذت تحدق بهما قائلة : دوجلاس بلاك ؟! هذا اسم جد ليو ! إنها كنيته !!

ΐηѕρΐяαтΐση
29-08-2013, 21:05
الفصل الثامن~استراحة

على شاطئ البحر بأقصى شمال مزرعتهم الواسعة ، جلست على الرمال بذلك الثوب الأسود و عيونها الواسعة ملأهما اللون الأحمر ، كالذي لم يذق طعم النوم منذ سنين و ليس أسبوع !
من يراها لا يظن أبداً أن هذه هي ابنة عائلة ويلير المشهورة ، المدللة العنيدة ! بل يعتقد أنها فتاة فقيرة..يتيمة ، مسّها شيء من الجنون !
مطت شفتيها بطريقة جعلتها تبدو و كأنها تبكي منذ الأيام السبعة الماضية ، و هي بالفعل كذلك..فلم يذق جسدها طعم الراحة منذ آخر مقابلة
جماعية مع من كانت تحبهم يوماً..أو بالأحرى من كانوا يحبونها !


أخذت كلمات عمها القاسية تتردد بذهنها مراراً و تكراراً : لقد جئت أنا و ابنيّ إلى هنا بهدف الانتقام منك ! هل تظن أنني نسيت يوماً بأن أخي هو من سرق الفتاة التي أحب ؟!
سرق قلبها و خدعها..؟!
أجابه والدها بغضب شديد : أنا لا أصدق..! ظننت بأنك تغيرت و لكن...الحقير لا فائدة منه مهما فعلت !!
زاد دمعها أكثر عندما تذكرت حديثه عن حبيبها السابق..دارك ! هذا الفتى الذي أنقذ حياتها دون أن يعرف هويتها..الفتى الذي عاندها و سخر منها و أحبها أيضاً !


همست بصوت مبحوح من شدة البكاء : لا ! هو لم يحبني يوماً ! لقد استغلني ! جعلني وسيلة لتنفيذ انتقامه!!
هبت نسمات رقيقة تلاعبت بخصلات شعرها الناعم ، فانتقلت إلى أنفها تلك الرائحة الرطبة..رائحة المياه المالحة و رائحة الرمال ، لطالما امتلأ بها منزل ليو الصغير..و لكن أين هو ليو ؟! أين..؟!
هذا الطفل الذي أصبح شاباً برفقتها ، فقد نشأت لتراه لجوارها..لم يفارقها لحظة و لم يتردد في حمايتها دقيقة !
أما الآن ، الوضع مختلف كلياً..! هذه السيدة التي تحمل كنيته أتت لتثير ريح الماضي العاتية فنزعت كل شيء من مكانه..! فضحت أسرار عائلة ثوديوس ويلير و ابنيه الاثنين !

تذكرت صدمتها و صدمة ليوناردو عندما ذكرت اسمها كاملاً ، "جيني دوجلاس بلاك"...! إنها كنية ليو نفسها..!
تذكرت حديثها الواثق و الحزين بالوقت ذاته ، قالت و الدموع تنهمر من عينيها الخضراء محدثة عمها الذي انكمش من صدمته : جيني بلاك التي تزوجتها قبل اثنين و عشرون عاماً بالسر..لأنك خائف من والدك و ادعيت أنك تحبني ! لكنك لم تتردد لحظة في الهرب بعيداً بمجرد موت كلاود و تيفاني..!
الآن يا عزيزي ! هذه الشابة اليافعة..هي ابنتك التي لم تسأل عنها يوماً ! و التي ظلمتها و ظلمتني معها..!
كما ظلمني أبوك و أخوك أنا و عائلتي كلها !!

صاح ليو و قد تجمعت قطرات الدموع الشفافة في عينيه : أنا لا آبه لكل هذا..! لماذا تحملين نفس كنيتي ؟!
أغمضت جيني عينيها و قد مطت شفتيها بشدة ، قالت و شهقات بكائها تتخلل كلماتها : لأنني عمتك..! ربما أقنعك ويلير بأنك يتيم وجدوك صدفة لكن هذا غير صحيح..! هذه القصة الخيالية هي أكبر دليل على ظلمهم و جشعهم !
اتسعت عيون ليو الزرقاء على آخرها ، فتح ثغره بصدمة بينما تراجع للخلف خطوتين و كأنه سيقع ، انهار على ركبتيه سريعاً و الجميع يراقبه غير مصدق ، في حين أن عيون ويلير لم تكف عن الحركة بكل اتجاه و الدموع تنهمر منها ، استأنفت جيني حديثها الكاشف للحقائق : والدك هو كلاود دوجلاس بلاك ! و أمك..
صمتت و هي تضحك بسخرية ناظرة لتوكو التي كانت حالتها يرثى لها من شدة البكاء و الصدمة ، قالت و هي تتأملها بحرص : والدتك هي خالة هذه الفتاة الجميلة..! تيفاني ويليام ! الشقيقة الكبيرة للسيدة فيولا زوجة ويلير !
أطلقت تاليا شهقة قوية ، بينما سرت همهمة قوية بين الجميع غلبت عليها صيغة الاستفهام : ماذا..؟!
وقع ويلير جالساً على المقعد بجوار شقيقه الذي زاغت عيونه تماماً ، بينما وقفت توكو تقلب عينيها غير مصدقة لما يجري .
همس ليوناردو بضحكة ساخرة : أنا..ابن خالتها ؟! والدي كبير خدم قصر عائلة ويلير المصونة !
قالت نورا ببرودها القاتل بينما التحمت عيونها الخضراء بعيون أخيها الغير شقيق صاحب العيون الزرقاء : و والدتك تنتمي لتلك العائلة..أسياد خالي !


صوت بوق السيارة القوي أعادها إلى حاضرها و جذبها من ذكرياتها التي ترجع إلى أسبوع واحد ، أسبوع تغيرت فيه حياتها و للمرة الثانية رأساً على عقب..مؤكد هذه سيارة النقل التي استأجرتها جيني لتأخذ ما تبقى من أغراض منزلها ، فقد رحلت من هنا و معها ابنتها و...ليوناردو !
أجل...! لقد رحل آخر شعاع أمل لها في هذه الحياة بعد أن عرف أن مكانه منذ البداية لم يكن هنا أبداً ! إنه منزل أعدائه !
الأشخاص الذين قتلوا والديه و خالته ! و الأشخاص الذين ظلموا عمته..!
بمعنى آخر دمروا عائلته بالكامل ، و أهانوه و أذلوه..! لقد أدركت توكو الآن كيف أن الدماء العزيزة لا يمكنها أن تخضع أبداً مهما كانت قوة الذل و المهانة !
رحل بلا تردد بمجرد أن عرضت عليه عمته ذلك ، فقد تزوجت من بعد سيبتميوس رجلاً فاحش الثراء..و لقد توفى ! بمعنى أنها الوريثة الوحيدة لتلك الثروة المتسعة !
لقد أصبح ليو أميراً كما تخيلته دوماً ، أمير وسيم تتهاتف الفتيات عليه ، هي لم تعترض أبداً على رغبته السريعة بالرحيل ، أو ربما هو لم يعطها فرصة حتى ! فقد حزم أمتعته بعد هذا الحديث الفظيع بثوانٍ لا دقائق و رحل سريعاً جداً !
و رغم ذلك لم تعترض ، لانها أصبحت تعلم أن مكانه ليس هنا أبداً..مكانه في قلعة كبيرة أو قصر واسع من قصور الحكايات الخيالية ، حيث ينتصر الخير على الشر دوماً !
و لكن...هل ستراه مرة أخرى يا ترى ؟! هل ستراه و تتمكن من الاعتذار له أو حتى التحدث معه..؟! أم أنه سينساها و يبتعد و لا يسأل أبداً حاكماً عليها بسبب والدها و عمها ؟!
عمها الذي قلب أحلامها الوردية إلى كوابيس سوداء ، انتشرت فيها رائحة الدماء و القتل و الخيانة !
لقد رحل دارك و مايكل ، رحلا إلى الأبد دون زيادة أي حرف على ما قيل وقتها !
هي تتذكر ذلك اليوم الذي رحلا فيه ، لقد وقف مايكل تحت شرفة تاليا كروميو تحت شرفة جولييت..و عيناه معلقتان بسور الشرفة العالي الذي حال بينه و بينها !
بينما دارك ، دارك الحبيب..! حزم أمتعته و لم يتحدث إلى أي شخص بالقصر حتى الخدم ، وقف ينظر إلى مايكل بإشفاق شديد..بدا و كأنه على استعداد بأن يُشنق و لا يسمح لمايكل بأن يترك تاليا !
و كأن الأمر راجعاً إليه ! لقد خانها بالفعل مع فتاة أخرى ، هذا بالإضافة إلى موافقته على تنفيذ الانتقام الذي رغب فيه والدهما !
انتهى ذلك اليوم برحيلهما بعيداً دون أن يودعا أي من توكو أو تاليا ، أما سيبتميوس فقد رحل و هو يجر ذيول الندم خلفه..رحل بعد أن توسل لجيني حتى تسمح له بمحادثة نورا التي لم ترغب بذلك حتى..!
و هكذا ، فرغ المنزل من كل من فيه..أصبح خاوياً كما كان قبل إحدى عشر شهراً ، تقريباً سنة امتلأت بالفرح و الشجار و مشاعر الصداقة
و الإخوة التي ظن الجميع بأنها قد عادت مرة أخرى !
لكنها ما لبثت أن تلاشت ، و تبخرت بالهواء في دقائق معدودة .

تناهى لمسامعها صوت تاليا الهاديء من خلفها : ألن تدخلي إلى المنزل ؟! أصبح الجو بارداً جداً !
لم تلتفت إليها توكو ، بل تنهدت بتعب..كأنها استسلمت و أقرت الهزيمة أمام كل تلك الأفكار التي أجهدت رأسها .
قالت بصوت جامد بدا و كأنه صادر عن ميت : إنه وقت الغروب ! سأشاهد الشمس ثم أدخل !
ظلت تاليا واقفة تحدق بها و هي جالسة أرضاً ، هي الوحيدة بهذا العالم التي أدركت كيف ذبحها ذلك اليوم..فكما شعرت طوال حياتها
بأنها هي المسئولة عن شقيقتها الكبيرة فتشعر الآن بذلك و بشكل أقوى من ذي قبل !
اقتربت منها ثم جلست القرفصاء لجوارها ، قالت و هي تحدق في الغيوم التي تلونت بألوان الشفق : لا بأس بأن نشاهدها..و لكن علينا أن نعلم..! الشمس لا تغرب إلا لتشرق بيوم جديد ! لا توجد أيام بلا شمس توكو ! ستشرق شمسنا قريباً و إن لم يكن بالوقت الحالي..!
زمت توكو شفتيها بشدة و الدموع تتزايد و تنهمر من عينيها ، أمالت رأسها على كتف شقيقتها دون أن تنطق بحرف واحد..!

ΐηѕρΐяαтΐση
29-08-2013, 21:29
عذراً على الأخطاء الإملائية و علامات التعجب و لكنني متعجلة :نوم:
+
سيتم وضع البارتات الجديدة بعد فصلين فقط لذا صبراً :d
و شكراً جزيلاً لـ زوارنا من خارج المنتدى و الذين يتابعونني باستمرار..شاكرة لكم حسن متابعتكم :أوو:
دمتم بحفظ الرحمن~

Amai chan
29-08-2013, 23:51
الإجابة على رد فارسة ضوء القمر الذي حذف:

:ميت: أنا آسفة آســـــــــــفة آســــــــــفــــــــــــــــــــــة حقا

تابعت القصة منذ أمد بعيد ....أظن أنني لما بدأتها كنت تضعين الجزء الخامس

:موسوس::مذنب: و لم أضع ردا.......حقا أردت وضع تعليق طويل وعريض و تكاسلت :مرتبك:

يحق لك ضرب عنقي عزيزتي...........:ميت:

.....................

جميلة كالعادة الأجزاء و لكن لا أظن أنك أضفتي عليها أي تغييرات عما سبق أليس كذلك؟؟
حقا لا تستحق تعديل فهي جميلة هكذا

بانتظاااااااااااااااااااااار القادم :تدخين:

رائحة السماء
30-08-2013, 02:41
حجز مقعد للفترة الصباحية
مع كوب نسكافة ساخنة :d

ΐηѕρΐяαтΐση
30-08-2013, 10:37
بعد مرور عامين~

إنه اليوم الأول من شهر مارس ، أول شهور فصل الربيع الجميل..فصل تفتح الزهور و نضوج الثمار ، و فصل الحصاد أيضاً و الاحتفالات .
بتلك القاعة الدائرية ، ارتفعت أصوات الموسيقى العذبة عالياً ممزوجة بصوت هدير الماء المنبعث من الشلالات الصناعية الصغيرة بتلك النافورة التي اتخذت زاوية قصوى .
جلس الحضور على الطاولات التي غُطت بمفارش وردية اللون ، مستمتعين بشراب الرمان الأحمر أمام ذلك المنظر الرائع..منظر الشباب و هم يرقصون على نغمات الأوتار الموسيقية بكل نعومة .
على إحدى الطاولات ، جلس ذلك الرجل الوسيم ذو الشعر الأسود الذي خالطه قليل من البياض و هو يحدق بالفتاة الشقراء أمامه..بدت عيناها تلتمعان و هي تحدق بشقيقتها التي كانت ترقص مع ذلك الشاب الأنيق بساحة الرقص .
قال و قد بدا الحزن مختبئاً وراء نبرات السعادة التي اصطنعها : أخيراً أنا أراكما تعودان إلى حياتكما السابقة من جديد !
للحظة انطفأ ذلك اللمعان الذي شغل عيونها و حل مكانه شعور فظيع بالألم ، و مع ذلك قالت و بكل ثقة : رجاءً أبي ! لا داعي لفتح هذه السيرة الآن !
أغمض عينيه الزرقاوتين بهدوء ثم فتحهما من جديد ليراها قد عادت لحالة السعادة التي كانت بها من قبل ، لقد كان يبدو مستحيلاً أن تسامحه على ما فعله..كان قد فقد الأمل بالفعل في استرجاع ابنتيه الحبيبتين !
فكلاهما توقفت عن الحديث معه منذ ذلك اليوم الغريب ، اليوم الذي انكشفت فيه أسرار العائلة في لحظات .
أسرار حاول جاهداً طوال خمسة و عشرين عاماً أن يخفيها لكنها ما أبت إلا لتنكشف بالأخير ! هو يعلم أنها ما كانت لتلومه مطلقاً على ما فعله سيبتميوس أو ابنيه أو حتى على موت والدتها ، لكنها بلا شك تلومه لما فعله بـ ليوناردو و والديه !
بنظرها هذا ذنب لا يُغفر مطلقاً ، لذا هو عمل جاهداً محاولاً إعادة كلتا الفتاتين إلى حياتهما من جديد ، و ما كان يستطيع فعلها لولا جارهم الجديد بالمزرعة المجاورة لهم على ناحية الشرق تاماكي .
هذا الفتى النصف ياباني ، فهو ابن ياباني لأم إنجليزية ، استطاع أن يملك قلب تاليا و بأيام قليلة فقط !
استطاع أن ينسيها الآلام التي عانتها مع مايكل ، رفع بصره إليهما على ساحة الرقص حيث كانا يرقصان معاً بسعادة ، همس بهدوء : الحمد لله ! تركت الدماء عائلتي أخيراً !
لاحظت توكو تلك الكلمات فعاودها ذلك الشعور الفظيع يهاجم قلبها ، نهضت من مكانها قائلة : المعذرة ! سأذهب لأستنشق بعض الهواء النقي بالخارج !
فأومأ لها والدها قائلاً : توكو ! انتبهي فالجو ما يزال بارداً على نحو ما !
قالت و هي تستدير : حسناً لا تقلق !
سارعت ما بين خطاها حتى وصلت إلى الشرفة الواسعة ، المطلة على الحديقة الخارجية لهذه القاعة الفخمة .
أسندت مرفقيها إلى السور الأبيض و تطلعت بما أمامها ، لقد مرّ عامين حتى الآن على ذلك اليوم الذي لا يستطيع أحد أن ينساه أبداً !
ترى..؟ أين هؤلاء الناس الآن ؟! أين سيبتميوس و مايكل ؟! و أين جيني و نورا و ليو ؟! و أين دارك حبيبها الذي أقسمت على قتل حبه بقلبها منذ ذلك الحين ؟!
هل لايزالوا يتذكروها هي و شقيقتها ؟!
لقد أصبح التفكير بهم جميعاً أمر مزعج ، بعد أن كان تذكرهم و التفكير في حالهم هو شغلها الشاغل و ذلك بالأيام الأولى من بعد رحيلهم !
الآن هي تعودت على وجودها وحدها بهذا العالم ، فقط هي و شقيقتها ما يهم..أما والدها فقد أصبح عليها التفكير جدياً بمسامحته ، فإذا لم يتذكرها ليو فليس عليها أن تتذكره بأي شيء كان !
تناهى لمسامعها صوت واثق من خلفها : سوف تصابين بالبرد !
نظرت بطرف عينها لترى نيكولاس واقفاً عن باب الشرفة مستند إليه ، كادت أن ترد لولا صوت ماركو القوي الذي عاجلها من وراءه : هل تحتاجين إلى سترتي ؟!
تنهدت توكو بتعب ، لقد توقعت أن تسمع صوت ماركو بعد صوت نيك على الفور ! فبعد رحيل دارك من حياتها نهائياً بدأت منافسة ماركو و نيك على قلبها ، كلاهما يحاول جاهداً الفوز بحبها دون الاكتراث إلى مشاعرها !
فأصبحا يتواجدان بأي مكان تتواجد هي فيه ، أدارت رأسها قائلة بانزعاج شديد : أنا لا أصدق ! ما عدت أستطيع قضاء لحظة واحدة في حياتي دون أن تظهرا أنتما الاثنان !
اعتدل نيك في وقفته قائلاً برقة : أنتِ تعرفين طبيعة شعوري نحوكِ ! و متأكدة من أنني لا أكذب !
فقال ماركو على الفور و لكن بصوت مؤثر للغاية فقد تعلم ذلك من تاماكي الجار الجديد : لكنكِ تعرفين أنني من يحبكِ ! و تعرفين ذلك منذ أكثر من ثلاثة أعوام !! من قبل حتى أن يظهر ذلك الـ..
بتر جملته صوت تاماكي الواثق من خلفه : توكو..! سوف نرحل ! هيا بنا !
استدارت توكو على الفور و كأنها فرصتها الوحيدة للنجاة من هذين الاثنين ، لترى ذلك الشاب الوسيم ذا الشعر الأشقر الفاتح لدرجة تميل للبياض ، فنظرت مباشرة إلى عينيه البنية قائلة : لقد بردت بالفعل !


على الطريق الطويل الذي لم تنيره سوى أعمدة الضوء الطويلة بنورها الأبيض القوي ، سارت تلك السيارة السوداء بسرعة البرق .
فتح عيونه الزرقاء ببطء فضربهما ذلك الضوء الأبيض القوي ، رفع يده لتتخلل أنامله خصلات شعره الأسود بسرعة مرجعة إياه للخلف .
قال بصوته العذب : هل وصلنا ؟!
أجابه الشاب الذي جلس لجواره يقود السيارة و هو ناظر إلى الطريق أمامه : بقت أمامنا ست ساعات ! هل تريد استلام القيادة ! بصراحة تعبت..!
ضحك بخفة و هو يقول : أكيد ! أريد أن نصل سالمين إلى هناك ! أوقف السيارة جانباً و دعني أتولى القيادة عنك مايكي !
فنفذ مايكل كلماته على الفور ، نزل من السيارة و هو يرتدي معطفه الأسود الثقيل قائلاً : هل سنبقى هناك أكثر من يوم دارك ؟!
هز دارك رأسه و هو يستلم قيادة السيارة قائلاً : لا ! سوف نلتقي بالمدير و نرحل على الفور !
انطلقت السيارة إلى طريقها مرة أخرى ، قال مايكل و قد بدا شارداً بشيء ما : هل تظن أنهما لا تزالان تتذكراننا ؟!
تظاهر دارك بعدم سماع سؤال أخيه ، لكنه لم يستطع إخفاء شروده الغريب في أمر ابنتي عمه..تذكر تلك الضحكة الجميلة التي لطالما ارتسمت على ملامح حبيبته السابقة..براءتها و هي تحاول الدفاع عن موقفها في كل مرة كان يسخر منها فيها ، و رقتها عندما كان يعبر لها عن مشاعر حبه لها .
تناهى لمسامعه صراخ مايكل : دارك !! انتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــه !
رفع بصره إلى الطريق ليعميه ضوء سيارة النقل القوي التي كانت تقريباً أمامهما ، أدار عجلة المقود بسرعة شديدة فانفجر إطار السيارة بقوة .
تدحرجت السيارة منحرفةً عن الطريق و بسرعة كبيرة ، فجأة توقفت عند تلك الشجرة التي قضت عليها تماماً .
فتح عيونه بسرعة و هو يشعر بذلك السائل اللزج على وجهه ، قال بسرعة و هو يتلفت حوله : مايكل !! أين أنت..؟! مايكل !
وقع بصره على شقيقه المطروح أرضاً بجوار السيارة من الناحية المقابلة ، خرج سريعاً من السيارة التي تحولت إلى خردة بسبب الحادث .
هبط أرضاً و هو يضرب وجه شقيقه الذي غطته الدماء الحمراء ، صرخ بقوة : مايكل ! أجبني أرجوك !!
لم يتلقى منه جواباً حتى ، حتى أنه لم يحرك جفونه فأخرج دارك هاتفه النقال سريعاً من جيب بنطاله الذي تمزق بقوة عند ركبتيه .
ضرب على الأزرار سريعاً فظهرت على الشاشة رقم الطوارئ ، وضعه على أذنه قائلاً : مرحباً ! أجل ! نحن على طريق البلدة..أصابنا حادث و أخي مصاب ! نحن على بُعد ست ساعات منها !


ارتفع صوت توكو عالياً و هي تنزل درجات السلم سريعاً : تـــــــــــــــــاليـــــــــــــــــــــا ! أين أنتِ ؟!
وقفت عند نهايته تنتظر سماع الرد ، فظهرت تاليا أعلى الدرج قائلة : حسناً حسناً ! لقد انتهيت !
عقدت توكو ذراعيها قائلة بسخرية : من يرانا يظن أنني من ستذهب لرؤية خطيبي و ليس أنتِ ؟!
ما هذا الذي ترتدينه بالضبط ؟! هذا زي معلمة لا فتاة ذاهبة إلى موعد غرامي !!
قطبت تاليا و هي تهرول بمحاذاة شقيقتها للخارج ، قالت بضيق عندما وصلتا للسيارة البيضاء : كفي عن السخرية ! نحن ذاهبتان لمقر عمله !! هل أرتدي ثوب سهرة ؟؟!
رفعت توكو حاجبيها و هي تشغل محرك السيارة : لا ! و لكن بالتأكيد لا ترتدين حلة بيضاء بهذا الشكل ؟! لديكِ الكثير من التنورات..لماذا لا ترتدين واحدة ؟!
صاحت شقيقتها غاضبة : تاماكي يعمل بالمشفى ! لا بفندق خمس نجوم !!
أمالت توكو رأسها باستسلام قائلة : حسناً حسناً ! لن أتدخل ! أساساً لا أعرف لماذا أنا ذاهبة معكِ ؟!
مرت دقائق بسيطة حتى أصبحت الفتاتان أمام بوابة المشفى الكبيرة ، إنه نفسه المشفى الذي دخلته توكو عندما وقعت على السلم قبل عامين..اشتراه والد تاماكي و جعل ابنه مسئولاً عنه .
دخلتا صالة الاستقبال الواسعة و اتجهتا إلى الموظفة المسئولة ، قالت تاليا بهدوء : مرحباً ! تاماكي موجود ؟!
ابتسمت الموظفة على الفور قائلة : أجل آنسة تاليا ! إنه بغرفة الطوارئ فقد أتتنا حالة مصابة بشدة بسبب حادث على الطريق ! شرفتِ المشفى بوجودك !
فأومأت لها تاليا مبتسمة ، ثم استدارت مع توكو لمدخل الغرفة التي هي بالأحرى صالة واسعة .
سارتا معاً بذلك الممر الطويل الذي تلونت جدرانه باللون الأبيض المريح لعيون المرضى ، و قد ارتصت بعض المقاعد ذات لون قاتم قليلاً بجوار أبواب الغرف المترامية يميناً و يساراً .
قالت توكو و هي تعقد ذراعيها خلف ظهرها : الجميع هنا يعرفكِ ! يبدو و كأنه ليس له حديث سواكِ تاليا !
ابتسمت شقيقتها بخجل و هي تقول : إنه شخص رائع ! يكفي فقط أنه نجح في إخراجي من حالة الكآبة الفظيعة التي سببها ذلك الشخص !
أومأت لها توكو بعد عبرتا باب الغرفة ، كادت أن تتحدث لولا أن تناهى لمسامعها صوت تاماكي الهادئ : حسناً لا تقلق ! سيكون شقيقك بخير بعد عدة أيام فقط لا غير !
قالت تاليا بسعادة بمجرد رؤيته : مرحباً تاماكي !
استدار لها مبتسماً ليكشف الشخص الذي يحدثه بالكامل ، شاب طويل القامة...غطت خصلات شعره السوداء المبعثرة عيونه الزرقاء الحادة . بدت حالته يرثى لها ، فبنطاله ممزق و متسخ بالدماء ، بينما سترته السوداء الثقيلة متسخة بالغبار الرمادي .
تجمدت توكو بمكانها بلا أي كلمة و عيونها متسعة على آخرها ، بينما تلاشت ابتسامة تاليا و هي تستوعب هوية الشخص المصاب !
أخذ يحدق بها غير مصدق لما يراه أمامه ، إنها هي...نفس العيون الوديعة..نفس البراءة..نفس الجمال ! حتى أنه نفس الشعور الذي كان يشعر به كلما رأى وجهها الجميل .
حاول أن يتحدث لكن صوته لم يخرج من حنجرته ، رأى تلك الدموع البسيطة التي تكونت بعيون تاليا الخضراء فأشاح ببصره بعيداً .
صاحت تاليا بنبرة باكية : مايكل مصاب..؟!
قال تاماكي متعجباً : ماذا ؟! هل تعرفينهما ؟!
اعتدلت توكو في وقفتها قائلة بصوت واثق : و كيف لا نفعل..؟!
حدق بها دارك على الفور فأردفت و هي تنظر إلى عينيه مباشرة : إنهما أبناء عمنا !
اتسعت عيون تاماكي البنية بقوة ، لقد أدرك الآن لماذا حملا نفس الكنية التي تحملها خطيبته..حاول أن يكذب نفسه و يقنعها بأنه مجرد تشابه أسماء و لكن بالفعل..لا توجد سوى عائلة واحدة هي التي تمتلك هذه العيون الزرقاء الحادة ! تلك الدرجة من اللون التي لم يسبق أن رأى بشراً يمتلكونها من قبل !
حاولت تاليا كتم دموعها عندما لاحظت تغير ملامح خطيبها ، قالت محاولة الحفاظ على هدوئها : هل يمكننا رؤيته ؟!
نظرت إليها توكو متعجبة بينما شعر تاماكي بتلك الوخزة بصدره ، لكنه كان يتوقع طلباً مثل هذا على أي حال..!
قال منكساً رأسه لأسفل فتبعثرت خصلات شعره الناعمة بذلك الاتجاه : طبعاً ! لكن أرجوكِ..انتبهي لأن صحته لا تسمح !
أومأت له سريعاً ثم ركضت إلى الداخل ، حاول أن يقف دون أن يلحقها فقالت توكو بقوة : الحقها و لا تدعها وحدها تاماكي !
دخل على الفور ما أن أنهت كلامها ، تاركاً توكو و دارك وحدهما .
استجمع شجاعته كلها ثم قال أخيراً مبعداً بصره عنها : مرحباً !
نظرت إليه و قد اتسعت عيونها متعجبة ، لقد بدأ هو السلام هذه المرة..كل مرة كانت هي من يبدأ الحديث ! الآن هو من يبدأ..قالت بهدوء : مرحباً !
رفع بصره قليلاً بينما جلست هي على مقعد من المقاعد المرصوصة بجوار أبواب الغرف ، قالت بنبرة جامدة : لماذا عدتما إلى هنا ؟!
ابتلع ريقه و هو يجلس على طرف المقعد الذي جلست عليه ، قال بهدوء : جئنا لننهي بعض الأعمال مع مدير مصنع استثماري هنا ! انقلبت السيارة و...
بتر جملته فجأة ، التزم الصمت الكامل لكن عيونه عبست أكثر و أكثر..مط شفتيه بطريقة تدل على أنه سينفجر باكياً و بلا شك !
لا تعرف لماذا..لكنه بدا كطفل صغير ترغب باحتضانه بقوة ، أدارت رأسها و هي تشعر بتلك القوة التي تجبرها على تجاهله..لا يمكنها أن تسامحه بعد كل ما فعل !
رغبته في تنفيذ ذلك الانتقام الشنيع و رغبته في استغلالها..من أين أتى بكل تلك القسوة ؟!
و لكن...مهلاً ! هل هذا هو سبب غضبها منه فعلاً ؟! كيف يكون هذا هو السبب وهي واثقة مائة بالمائة أن ذلك الانتقام ما كان ليحدث أبداً..تلك النظرة بعينيه عندما كان يراها !
كالذي يسترجع روحه بعد ضياعها منه ، لا يمكن أن تكون هذه النظرات لشخص يرغب في الانتقام..! إذا كان يريد الانتقام فقد كانت الفرصة متاحة له منذ البداية..لكنه قاومها و قاوم حبه لها ! و لم يعترف إلا و هو مريض !! إذاً ما هو سبب غضبها ؟!
لم تظن يوماً أن هذا ما ستفكر به بمجرد رؤيته مرة أخرى ؟! ظنت أنها ستضربه على وجهه أو ربما تتجاهله..لكن أن تفكر لماذا هي غاضبة منه..؟! فلا ! ليس هذا ما توقعته !
نظر إليها فلاحظ ملامح وجهها المتقلبة ، لم يدرك إذا كانت هي راغبة بالبكاء أم ترغب في الصراخ ؟!
لكنه أدرك أن هناك حرباً نفسية بداخلها بلا شك..قال محاولاً تلطيف الموقف : يبدو أن تاليا لا تزال محتفظة بشي من مشاعرها تجاه مايكل..! إنه محظوظ !
قال كلماته الأخيرة و هو ينظر إلى الأرض بحزن شديد ، مما أغضبها كثيراً..هل يشعر بالضيق لأنها لم تركض عليه كما فعلت شقيقتها مع شقيقه ؟!
هل يشعر بالظلم من ناحيتها لأنها محته من حياتها ؟! و ماذا عنه ؟! هل فكر بتوديعها عندما ذهب حتى ؟!
مهلاً...هذه هي ! بدأت عيونها تتسع أكثر فأكثر و هي تدرك سبب غضبها طوال ذلك الوقت !
هي غاضبة لأنه لم يودعها !! أجل ! لقد كانت غاضبة طوال ذلك الوقت لأنه لم يقف تحت شرفتها كما فعل مايكل مع تاليا..غاضبة لأنه لم يطلب منها أن تسامحه..غاضبة لأنه اعتبرها قطعة جماد بلا مشاعر لن تأبه لمثل ذلك التصرف !!!
ضغطت على قبضة يدها بقوة ، شعرت بذلك الجرح الذي ظنت أنه قد اندمل ينزف من جديد ! فجوة كبيرة من الفراغ أحست بها تبتلع قلبها مجدداً .
نهضت سريعاً قائلة و هي تمنع ظهور البكاء في صوتها بلا فائدة : أتمنى له الشفاء العاجل !
كادت أن تستدير فصاح متألماً : كي نرحل سريعاً ؟!
تجمدت بمكانها مرة أخرى لكنها لم تجبه عن سؤاله ، قالت بصوت بارد : أخبرها أنني رحلت !
ثم سارت مهرولة فتحولت هرولتها إلى ركض سريع و هو يراقبها و يشعر بنفس الفجوة تبتلع قلبه !
أخذت تركض بذلك الممر الطويل و دموعها تتطاير خلفها ، وصلت سريعاً إلى سيارتها فدخلت و كادت أن تشغل المحرك لولا صياح شقيقتها القوي الذي أوقفها .
انتظرت حتى ركبت تاليا بالسيارة ، أخذت تلهث من شدة ركضها بينما نظرت لتوكو متسائلة..قالت توكو مجيبة نظراتها : انزعجت من البقاء وحدي !
رفعت تاليا حاجبها قائلة : لكنكِ لم تكوني وحدكِ ! دارك كان برفقتك !
لم تجبها توكو ، بل شغلت محرك السيارة و انطلقت سريعاً..فبعد أن اكتشفت سبب غضبها من دارك..تأكدت أنها لم تستطع نسيانه يوماً ! فتزايدت رغبتها بالهرب من مكان تواجده بسرعة .
حاولت تغيير مجرى الحديث فقالت بهدوء مركزة أنظارها على الطريق : كيف حاله..؟!
لم تتلقَ رداً من تاليا التي بقيت جامدة بمكانها ، عيونها شاخصة و ملامحها حزينة .
قالت توكو مرة أخرى : تاليا..أنا أسألكِ عن حالته !
أجابتها دون أن تحول بصرها : سمعتكِ أول مرة ! إنه..
صمتت قليلاً فحولت توكو بصرها إليها ، اتسعت عيونها وهي ترى الدموع المنهمرة من عيون شقيقتها : إنه بين الحياة و الموت ! هذا ما رأيته..! عظام قدميه مكسورة و لديه جروح عديدة بكامل جسده ! أخبرني تاماكي أنهم سينقلونه إلى العناية المركزة اليوم !
عادت توكو ببصرها إلى الطريق ، و هي تتذكر كل تلك الأيام و الذكريات قبل عامين ، لقد كان مايكل و تاليا هما حديث القصر بأكمله وقتها..خاصة بعد يوم الزهور ذلك !
من كان يتوقع أن تحدث كل تلك الأشياء في تلك المدة البسيطة ؟! عشرة أشهر قلبت حياتهما بالكامل !

ΐηѕρΐяαтΐση
30-08-2013, 10:40
توقف محرك السيارة الحمراء عن العمل ، فحل الصمت الذي تخللته أصوات بعض الحيوانات من المزرعة المجاورة المكان .
نزل من السيارة واضعاً يديه في جيب بنطاله الجينزي الأسود ، أخذ يحدق للمزرعة المجاورة و على عينيه ارتسمت نظرة اشتياق شديد ممزوجة بالحزن العميق .
تناهى لمسامعه صوت خطيبته التي نزلت من السيارة بدورها : لا أظن أنه هناك فائدة ترجى من التحديق بهذا المكان !
نظر إليها بطرف عينه نظرة عتاب ، لطالما سخرت من مشاعره تجاه ذلك المكان و تعجبت كيف أنه لم يمحو ذكراه من باله حتى الآن .
أدركت مغزى نظرته فقالت تغير الموضوع : وصلت سيارات النقل البارحة مساءً ! المنزل في حالة ممتازة و مقر الشركة قد تمت تجهزته على أكمل وجه !
قال بصوته العميق و هو يعود بعينيه الزرقاء مرة أخرى إلى قامة ذلك القصر العتيق : هل تظنين أنهم عرفوا بمجيئنا ؟!
تنهدت و هي ترجع خصلات شعرها البرونزية خلف أذنها قائلة : أخبرني مدير أعمالك بأنهم كانوا بحفلة الربيع بتلك القاعة !
ضحك بسخرية و هو يتذكر تلك الأيام..قال و حزن عميق يطبق على نبرات صوته : أجل..! أتذكر هذه المناسبة ! هناك قابلت تاليا مايكل !
ضمت ذلك المستند إلى صدرها بطريقة لفتت انتباهه ، قال بقلق و قد انحنى لينظر إلى وجهها الذي نكسته قليلاً : نورا..! هل هناك شيء ما تخفينه عليّ ؟!
عضت على شفتيها الكرزيتين..قالت بقلق ممزوج بخوف طفيف من ردة فعله : بصراحة..أنا دفعتك لتأتي إلى هنا لأنهما..
صمتت و هي تقلب عيونها الخضراء بقلق ، فقال بنفاذ صبر : دارك و مايكل..ماذا أصابهما ؟!
رفعت بصرها إليه أخيراً و هي تقول بنبرة مكتومة : انقلبت السيارة بهما و هما على الطريق !
اتسعت عيونه بقوة شديدة ، صاح غاضباً : كيف تخفين عني خبراً كهذا ؟! و ما الذي دفعهما للمجيء إلى هنا على أي حال ؟!
تمكنت تلك الدمعة من الفرار من بين أهدابها الطويلة ، قالت بحرقة : إذا أخبرتك أننا قادمين إلى هنا ما كنت لتأتي معي ! و إذا أخبرتك عن سبب قدومنا ما كنت لتأتي أيضاً..! ليو ! أرجوك افهمني ! إنهما شقيقاي !!
ضغط على قبضة يده بقوة ، قال صارخاً : أنتِ تعلمين ماذا كانت نيتهما ناحية توكو و تاليا ! و مع ذلك..
بترت جملته لتصرخ أعلى منه : و أنت تعلم جيداً ما الذي فعلوه بك آلـ ويلير !! كيف لا تزال تخشى على ابنتيهم ؟!
ضرب بقبضته على غطاء السيارة فارتجفت خائفة ، وقف يحدق بها فترة بينما استمرت الدموع بالانهمار من عينيها ، عندما رآها لأول مرة بدت كـ دارك تماماً..صلبة و قاسية ،
باردة المشاعر و ساخرة لكنه اكتشف ذلك الجانب الضعيف بها عندما انتقل معها و مع عمته..اكتشف كيف تكون ضعيفة عندما يتعلق الأمر بأحد ممن تحبهم !
قالت بهدوء و هي تترك الأوراق التي بيدها أمامه على السيارة : أتمنى ألا تنسى أنهما شقيقيّ من سيبتميوس ! و أتمنى ألا تنسى أن دارك...كان يوماً صديقك المفضل !
ثم استدارت لتدخل إلى منزل المزرعة ، أغمض عيونه بقلق و هو يتذكر أول حديث فعلي بينه و بين دارك..عندما دخلت توكو المشفى بسببه .
ليس لديه الحق بأن يحاسب دارك ، فليحاسب نفسه أولاً على تركه لها و هو يعلم أكبر العلم شدة تأثرها بذلك لاحقاً..و مع ذلك فضل الهروب !
قرر أن يدخل وراء نورا ، فرآها جالسة على أحد المقاعد بصالة الاستقبال شاردة الذهن .
قال بهدوء : أنا آسف..!
رفعت بصرها إليه بينما تقدم هو ليجلس على مقعد مجاور لها ، قالت بحزن : دائماً ما تقحم مشاكلهم بيننا ليو ! دائماً ما تجعل هذا الحاجز بيني و بينك !
سادت فترة صمت طويلة ، لكنه استجمع شجاعته أخيراً و قال بينما يضغط على يد المقعد بقبضته : أعرف أنني لم أتجرأ على السؤال من قبل و لكن...
نظرت إليه متعجبة ، فأردف و هو ينظر إليها مباشرة : أنا لا أعلم أي شيء عن والدي ! و لم أتجرأ حتى على السؤال !
ظهر شبح ابتسامة على شفتيها ، قالت بهدوء : ماذا تريد أن تعرف ؟! روت لي أمي هذه القصة كثيراً !
ابتلع ريقه ثم قال بصعوبة : ماذا حلّ بهما ؟! كيف تزوجا ؟! و كيف قتلا و لماذا ؟! لماذا لم تمنع خالتي حدوث ذلك ؟!
أدارت نورا بصرها إلى القصر الذي ظهرت قامته من النافذة الكبيرة ، قالت و هي تستحضر كل حرف روته لها والدتها كأنها روته لها بالأمس : عائلة دوجلاس بلاك كانت العائلة الخادمة الوحيدة بقصر ألـ ويلير ! جدي و عائلته و من قبله أبيه و عائلته عاشوا هناك..! قصر عتيق و كبير ! أكبر من هذا القصر الذي تراه أمامك مائة مرة...بروما حيث أصل هذه العائلة !
بجوار القصر كان يعيش لورد كبير من كبار رجال الدولة مع ابنتيه فيولا و تيفاني ، وقع سيديّ قصر ويلير الشابين في حب الابنة الصغرى فيولا و عشقاها حتى الموت..!
لكن الفتاة لم ترغب يوماً في سيبتميوس الابن الأكبر ، بل أحبت ويلير الصغير ذا العيون الزرقاء و الشعر الداكن ! أحبته لدرجة كانت على استعداد فيها بأن تفتديه بروحها !
و على رغم من مكانة والدها العالية و ثراءه الفاحش ، إلا أن ثوديوس والد الشابين لم يرغب بمثل هذا النسب على الإطلاق ! رغب في أن يزوج ابنيه من فتاتين من عائلة شريكه بأعمال المافيا التي كان هو سيدها الأول في ذلك الوقت..!
دار شجار حاد و طويل بين الشقيقين لأجل الفتاة و علم والدهما بالأمر ، فهددهما بأن الذي لن يستمع إلى كلامه منهما فسوف يتبرأ منه و يعلن خلو ذمته منه و سيحرمه من ميراثه الشرعي !
بالطبع لم يتحمل سيبتميوس فكرة أن يعيش فقيراً لأجل فتاة ما ، فاستسلم لأمر والده..أما ويلير ، فكان عشقه لها حقيقياً و قوياً فوقف بوجه والده و أعلن رغبته القوية في التزوج من فيولا ! و رفض أي مال يأتي من ناحية أبيه الذي استشاط غضباً و طرد ابنه خارج القصر !
كون ويلير أعماله بعيداً عن والده بمساعدة والد فيولا ، فأصبح ذراعه الأيمن في كل شيء..حتى أنه اعتبره مسئولاً عن عائلته بأكملها .
و تزوج منها بالفعل مما أثار غضب و غيظ شقيقه الكبير الذي عرف ماذا أضاع من يده ، فقد أرغمه والده على التزوج من ابنة شريكه رولا ، فما كان منه إلا أنه قد استجاب !
و لكن ما كان لثوديوس أن ينسى ابنه الأصغر أبداً ، لطاما كان هو الأحب إلى قلبه و الأبرع في عمله ، فكان كثيراً ما يرسل ابن خادمه المخلص إليه و هو خالي كلاود..كان يرسله برسائل استعطاف مرة و أحياناً تهديد لويلير بأن يترك هذه الفتاة و يعود إلى قصر والده حيث هو مكانه الطبيعي !
أثناء كل ذلك ، لم ينتبه أحد إلى تلك الصداقة التي نشأت بين تيفاني و كلاود ، فكان كلما ذهب إلى قصرها سأل عنها ليراها و يتحدث معها..فنشأ ذلك الحب بينهما دون دراية من أحد !
أتت تيفاني والدها ذات يوم تخبره بأنها تحب أحدهم و أنه متسعد بأن يتقدم للزواج منها ، فعندما وافق تفاجأ بوجود الخادم ابن الخادمين على بلاط قصره الفاخر !
اشتعل غضباً و صرّح برغبته في قتله إذا ما عاود الظهور أمام قصره حتى ، و عاقب ابنته بأشد الطرق مما ضايق فيولا كثيراً فقد رأت شقيقتها في نفس الموقف الذي كان فيه زوجها عندما رغب بالتزوج منها.
فما كان منها إلا أنها كانت تساعدهما على التراسل و اللقاء ، حتى قررت تيفاني أن تتزوج من كلاود سراً دون علم والدها فوافقتها فيولا على ذلك و بالفعل تم الزواج !
و بمجرد أن اتصل ذلك بعلم والدها حتى انفجر غاضباً و أصيب بنوبة قلبية حادة ، شمت به كل أعدائه و سخروا منه لما فعلته ابنته به ، و أولهم كان ثوديوس..!
فحاول كثيراً التفريق بينهما لكنه لم يستطع ، فكانت آخر حيله أن طلب من ويلير أن يقتله..و ما كان ليرفض له طلباً ففعل ما أُمر به دون اعتراض !
لكن بدلاً من أن يموت كلاود وحده ، مات هو و تيفاني بعد أن ولدت أنت ليو ! بمعنى أصح..قتلا على يد ويلير زوج خالتك !
انهمرت الدموع من عينيه الصافية و هو يشعر بطبقات من الغضب و الألم و الحزن بالوقت نفسه ، أردفت نورا بحزن : بعدها مات والد فيولا التي ظلت غاضبة من ويلير ، ثم لعب سيبتميوس لعبته القذرة و قتل فيولا انتقاماً من أخيه ! علم والده بذلك فغضب غضباً كبيراً حيث كاد ذلك الأمر أن يكشف هويتهم للعامة و كاد أمرهم أن ينفضح و يتسبب بدخولهم إلى سجن !
حاولوا إخفاء الأمر لكن رولا زوجة سيبتميوس قررت إخبار ويلير ، و إخبار الشرطة ! و بالفعل ، أخبرت ويلير لكن ثوديوس أمر بقتلها قبل أن يتصل للشرطة أي علم !
صمتت نورا فجأة و الدموع تنهمر من عينيها ، فنظر إليها ليو بتعجب ، قالت بنبرات مكتومة : لقد تزوج أمي سراً لينتقم من زوجته فقط ! تزوجها و تركها بأمر من والده دون أن يعلم أنها حامل بي حتى..!
اقترب منها ليو ثم عانقها قائلاً : لا بأس ! أنا أعلم أن الأمر صعب..! و لكن من منا لم يعش أموراً أصعب!
وضعت يدها البيضاء على يده ، قالت و هي تضغط على كل كلمة : و لكن انظر ما الذي حل بهم الآن ! إنهم متفرقين..لا يجمع شملهم شيء ! ربما أجدت دعوات أمي عليهم أخيراً !
شرد ليو بكلماتها ، ربما تكون خطيبته و ابنة عمته و لكنه مع ذلك لا يستطيع أن يجاريها في كرهها لتلك العائلة ! ربما هو يكره ويلير و بلا شك لأنه قد حرمه من والديه و جعله يعيش مذلولاً و مهاناً لكنه مع ذلك لا يمكنه أن ينسى حنان خالته عندما كان مجرد طفل يناهز الخامسة من عمره !
لن يتمكن أبداً من كره هذا المكان و لن يتمكن مطلقاً من كره هذه العائلة بسبب خالته فقط ! لم يكن يتوقع أنه قد يشتاق إلى هذا القصر بهذه الطريقة أبداً إذا ما رحل عنه يوماً !
و لكن ، الأيام أثبتت له العكس..!


وصلت سيارة توكو إلى مزرعتها قبل ساعتين تقريباً ، لجئت كل فتاة إلى غرفتها و لا يشغل بالهما شيء سوى ذلك اللقاء العجيب الذي رتبه القدر لهما .
وقفت تاليا بشرفتها تحدق بما تحتها و هي تتذكر كيف وقف مايكل ذلك اليوم منتظراً فقط أن تطل برأسها من السور و لو لثانية فقط !
تذكرت كيف كانت تشعر بالألم الشديد وقتها ، كمية الإهانة التي شعرت بها في ذلك اليوم عندما أفشى عمها سره و سر ولديه الشابين كانت لا تحتمل..! جعلتها تذرف دموعاً لم تذرفها بحياتها كلها !
لقد ظنت وقتها أنه لن يعود مطلقاً..بل لن تأتيه الجرأة للعودة و الوقوف بوجهها ! لكن ما رأته اليوم..رقوده على ذلك الفراش و كل تلك الأسلاك عالقة بجسده...جعلها تفقد عقلها !
بل جعل دموعها تفيض من جديد بعد أن كانت قد عاهدت نفسها على عدم البوح بها أبداً ، لكنها كانت دموع اشتياق..خوف و رعب من ضياعه بعيداً..بعيداً عن هذه الدنيا !
ارتجفت شفتيها و هي تشعر بذلك الخط الرفيع الدافئ يشق طريقه على وجنتيها ، أسندت رأسها إلى العمود الطويل بنهاية سور الشرفة و هي تهمس : ليتني لم أذهب ! ليتني لم أراك مجدداً..!
بالناحية الأخرى من المزرعة ، على شاطئ البحر الرملي..وقفت تحدق بالمياه التي ملأت الآفاق إلى أن التقت بالسماء الصافية...الهواء يعبث بخصلات شعرها الذهبية كيفما شاء و قدميها قد غرزتهما بالرمال الدافئة .
لقد عاد حبيبها أخيراً بعد غياب دام لعامين و قد ظنت كثيراً أنه سيدوم للأبد ! ما توقعت أبداً أنه قد يأتي يوم و ستراه فيه من جديد..!
لربما هو خدعها و أهانها بتفكيره المريض بالانتقام ، و لربما شعرت بأطنان من الكره تجاهه لكنها مع كل هذا..ما تخيلت نفسها أبداً مع أحد آخر سواه ! ما تخيلت مستقبلها مع أي شاب ممن يحومون حولها كـ نيك أو ماركو !
لطالما كانت تراه هو فارس أحلامها ، أميرها الخاص الذي زيّن أحلامها دوماً و جعلها وردية إن كانت لم تكتمل...!
أغمضت عيونها الزرقاء بحزن و هي تدرك أنه لم يعد هناك فائدة ترجى من كل تلك الترهات التي سمتها في يوم ما أحلام ، صحيح أنه قد عاد لكنه لم يرجع إلا و معه كل تلك الأيام التي عانت فيها بسببه !
انتقل لمسامعها صوت أحدث عامل لديهم بالمزرعة : آنسة توكو..!
التفتت خلفها لترى ذلك الشاب اليافع ، طويل القامة ببشرة بيضاء..يحدق بها و قد تحلت نظرات عينيه العسلية بالثقة العمياء .
ابتسمت برفق و هي تقول : ألم أطلب منك عدم مناداتي بالألقاب دوني ؟!
بادلها الابتسام و هو يحك شعره البني الفاتح بسذاجة ، قال بهدوء : أعتذر..! لم أعتد بعد على ذلك ! أعني أنتِ ابنة سيدي..بمعنى آخر أنتِ أميرة هذا المكان !
ضحكت بخفة عندما سمعت كلمته الأخيرة ، قالت و قد تقدمت لتسير بمحاذاته خارجين من المنطقة الرملية إلى أرض المزرعة الفعلية : أرجوك..! أنا لا أحب مثل تلك الألقاب الخيالية !
نظر إليها بتردد قائلاً : لماذا..؟! لقد أخبرني العمال هنا أنه كان لديكم عامل يناديكِ هكذا ! أخبروني بأنكما كنتما صديقين !
تغيرت ملامحها على الفور عندما ظهرت صورة ليوناردو أمامها ، كانت أقرب للعبوس مما دفع دوني للحديث : أنا آسف ! يبدو أنه فعلاً موضوع حساس كما قال البعض !
رفعت توكو كتفيها بابتسامة زائفة ، قالت بهدوء : أنت لازلت جديداً هنا ! سوف يخبروك بالكثير من الأشياء عني و عن تاليا و أبي ! لكن أتمنى ألا تضع كل هذا بذهنك !
أومأ لها مبتسماً بحماس : حسناً..! أنا أعدكِ بهذا !
صمت قليلاً ثم قال فجأة متحمساً : صحيح..! هل أخبركِ ماركو ؟!
نظرت إليه متعجبة ففهم من ذلك أنه ليس لديها خبر بما يود إخبارها به ، ابتسم بسعادة قائلاً : هذا جيد ! أحب أن أكون أول من ينقل الأخبار الجيدة !
قطبت توكو و عقدت ذراعيها أمام صدرها ، فتابع دوني : لقد عاد جيراننا من سفرهم ! البارحة رأيت سيارات النقل و هي تفرغ الأثاث كله..حتى أن عمال شركة النظافة كانوا هنا !
تجمدت توكو بمكنها فور دخول تلك الكلمات لنطاق سمعها ، هزت رأسها بعدم تصديق و هي تستوعب كم الأخبار الفظيعة التي تنزل عليها كالصواعق !
كادت أن تتحدث لكنها فضلت أن تتأكد بنفسها أولاً ، تركت دوني و ركضت إلى المزرعة المجاورة و قلبها يرتجف خوفاً من أن يكون ما تفكر به حقيقة !
وصلت إلى بوابتها فرأت الحركة تعم بالمكان ، هناك الكثير من العمال الجدد و الكثير من الماشية و الدواجن..يبدو أن الأمور لم تستقر هنا بعد !
خطت إلى الداخل فوقع بصرها على تلك الدراجة النارية اللامعة ، حمراء مع بعض الشرارات البرتقالية تماماً كما يحبها ليو !
تجمع الدمع بعيونها و هي تنصت لذلك الصوت المبتهج : حسناً شباب ! نحن لن نضغط عليكم مطلقاً بعد ذلك..هذا اليوم استثنائي فنحن نرتب أمورنا فقط !
تقدمت أكثر فرأته هناك..واقف تحت تلك الشجرة العملاقة و حوله حلقة كبيرة من العمال ، يرتدي سروال أسود و قميص أبيض أنيق...تناقل لمسامع الجميع صوت شهقتها التي خرجت دون دراية منها .
التفت الجميع من بينهم هو حيث اتسعت عيونه المشابهة لعيونها حتى برسمتها ، عضت على شفتيها و هي ترى تخيلاتها تصبح حقيقة..! إنه ليو بزي الأمير و أخيراً ! ها هو واقف وسط رعاياه كما كان يفعل بقية الأمراء بالعصور الوسطى !
أصبح الصمت سيد الموقف ، حيث حلّ على المكان و كأنه خيمة ثقيلة لا يستطيع أحد التخلص منها !
قطعه هو أخيراً بتردد واضح : تـ..توكو !
ضغطت على قبضة يدها و هي تشعر برغبة عارمة في الصراخ ، استدرات بسرعة البرق تركض عائدة إلى مزرعتها فانطلق ورائها يحاول اللحاق بها .
صرخ بعلو صوته : أرجوكِ توكو ! توقفي ! فقط توقفي و حدثيني !
ربما ودت أن تقف و تتحدث معه لكن كرامتها ما كانت لتسمح لها ، هو أيضاً جرحها و أهانها عندما احتسبها واحدة ممن قتلوا والديه و حاسبها على ذنب لم تقترفه !
أصبح على مسافة قريبة منها فمد يده ليمسك يدها و جذبها إليه بقوة ، صرخت و هي تدفعه بعيداً عنها : ابتعد !
وقف أمامها و هو يلهث بقوة كما تفعل هي ، قال و قد ضاقت عيونه بشدة : أرجوكِ ! فقط اسمعيني !
صرخت بقوة باكية : اسمع ماذا ؟! اسمع روايتك السخيفة عن ما حدث ! عن ما فعلته بي ؟! أم أسمعك و أنت تبرر لي لماذا احتسبتني من هؤلاء الذين أفسدوا حياتك ؟؟!!
دمعت عيونه و هو يستوعب صراخها العنيف ، إنه أكثر من يعلم ماذا يعني أن تصرخ بوجه من تحبهم ! و لكن أ مازلت تحبه بالأساس ؟! أم أن فعلته كانت كفيلة بقلب الموازين و المقاييس ؟!
هزت رأسها و هي تمسح الدموع عن وجنتيها : لن أسامحكم بحياتي ! لن أسامحكم على ما فعلتوه بي و بشقيقتي ! ليتني لم أعرفكم ! ليتني لم أراكم يوماً..!
قالت كلماتها الأخيرة و هي تركض مبتعدة عنه..تاركةً إياه يغوص في بحار الأحزان التي ظن أنه قد فر منها أخيراً..كيف فعل هذا بها ؟! كيف تركها و هو يعلم أنها كانت في أشد محناتها ؟!
همس بغضب شديد : غبي..! غبي..!
بعد دقائق ، كانت على فراشها دافنة وجهها بقوة في وسادتها الريشية ، سألها والدها و نيك و ماركو عن سبب بكائها لكنها لم تجب أياً منهم !
ربما عقلها يعمل بجهد أكثر من اللازم في اتجاه آخر تماماً ، اتجاه يتماشى مع تساؤلات كثيرة مثل هل ما يحدث حقيقي ؟! هل عاد كل شخص أحببته يوماً و جرحها ؟!
لكن..لماذا عادوا ؟! هل عادوا ليزيدوا من جرحها ؟! أم لأنهم اشتاقوا إليها ؟!
اشتاقوا..؟! ما هذه السخافة ؟! كيف يمكنها أن تفكر من جديد بهذا الأمر ؟؟!
صوت الطرقات العنيفة أعادها لأرض الواقع ، تناقل لمسامعها صوت تاليا المُلّح : توكو..؟! أنتِ بخير ؟!
حاولت أن تضبط نبرة صوتها و هي تجيبها : أجل تاليا ! لكنني نائمة..! هل من خطب ما ؟!
أجابتها شقيقتها بقليل من السعادة الزائفة : لا..! قلقت عليكِ فقط ! أخبرني أبي بأنكِ..
قاطعتها توكو بسرعة : أجل أنا بخير ! عذراً تاليا أود أن أنام فأنا متعبة ! غداً أكمل حديثي معكِ !
تخيلت سماع صوت تنهيدة شقيقتها المستسلمة ، فتابعت هي تفكيرها الغامض...

ΐηѕρΐяαтΐση
30-08-2013, 10:44
الفصل التاسع

نظر إلى عقارب ساعته السوداء فوجدها تشير إلى العاشرة مساءً ، تنهد بإرهاق و هو يرجع رأسه للخلف مسنداً إياها إلى ظهر المقعد الأبيض الذي احتله جسده المتعب .
نظر عبر زجاج الغرفة الشفاف الذي أمامه ، فشعر بتلك الغصة في حلقه..شقيقه الحبيب راقد على فراش و عشرات من الأسلاك عالقة بجسده المنهك .
ما كان ليكون هنا لولا شروده بحبيبته التي تركها قبل عامين ، شروده بها أدى إلى انقلاب السيارة و دخول شقيقه في تلك الحالة !
ابتلع ريقه بصعوبة و هو يخفض من بصره إلى الأرض ، كان لقاءه بها اليوم صعباً..بل بدا و كأنه خيال لم يحدث...فكيف يا ترى سيكون لقائه بها لاحقاً ؟!
عليه أن يرحل من هذه المدينة بأي صورة ممكنة ، و لكن المشكلة تكمن بشقيقه..ماذا سيفعل عندما يستيقظ و يعرف بحضور تاليا ؟! ماذا سيقول عندما يعلم أنها قد تابعت حياتها و كأنه لم يكن جزءً منها ؟!
هذه التساؤلات دفعته أيضاً للتفكير بأمر حبيبته..هل تابعت حياتها هي أيضاً ؟! فكما بدا من صوتها الواثق..يبدو أنها لم تتأثر كثيراً !
رن هاتفه الجوال بصوت منخفض فأخرجه من جيبه ليرى اسم أخته الغير شقيقة على شاشته الرقمية ، ضغط على زر الإجابة ثم وضعه على أذنه سريعاً : مرحباً نورا !
اتى صوتها هادئاً : كيف حالكما الآن ؟!
ابتسم بقلق : تقريباً أنا بخير..جروحي كانت طفيفة فقد كنت أرتدي حزام الأمان !
قالت بصوت خائف : ماذا عن مايكل ؟!
قلب عينيه بألم ، قال و البكاء يخنق صوته : بين الحياة و الموت !
شهقت نورا سريعاً بينما تابع هو : لا أدري ماذا يفعلون به ! وضعوه بالعناية المركزة و علقوا بجسده الكثير من الأسلاك الموصولة بالمحاليل !
قالت محاولة إخفاء بكائها : أرجوك دارك ! ابقى هادئاً..سوف آتي إليك على الفور !
أجابها و هو يمسح دموعه بأكمام قميصه : كيف ستأتين ؟! ألستِ بروما ؟!
صمتت قليلاً فقال دارك مجدداً بنبرة غاضبة : نورا..أين أنتِ بالضبط ؟!
قالت بتردد : أنا بالمدينة دارك ! بالمزرعة..!
صرخ بغضب : أنتِ بالمزرعة..؟! ماذا تفعلين هناك ؟! ألم أخبركِ بألا تأتي ؟!
صاحت بضيق : تتصل بي و تخبرني بأن مايكل أصيب بحادث و لا تريد مني أن آتي لأطمئن عليه ؟!
صرخ من جديد : و هل أتى ليو معكِ ؟!
قالت متوترة : بلى..! بالمناسبة..لقد التقى توكو اليوم !
أغمض دارك عيونه بقوة شديدة و هو يشعر بأطنان من الغضب تغرق كل ذرة أعصاب بداخله ، صرخ بقوة شديدة : شكراً جزيلاً نورا ! فعلتِ ما كنت أتجنب فعله بالضبط !
ثم ضغط على زر إنهاء المكالمة بقوة و وضع الهاتف بجيبه ، عاود الجلوس مرة أخرى و هو يشعر بأن بقاءه في هذه المدينة قد يدوم لأكثر مما توقع .


مرّ أسبوع كامل على ما حدث ، الكل متوتر و قلق من عودة هؤلاء الأشخاص..فقد علم ويلير بعودة دارك و مايكل ، و علم أيضاً بعودة ليو و نورا .
و لكن ما ظل غامضاً هو أين سيبتميوس ؟! و كيف أصبحت نورا على وفاق مع دارك و مايكل ؟!
علم الجميع أيضاً بأمر خطبة ليو و نورا ، كما علموا بأمر خطبة تاليا و تاماكي مما أثار فزع دارك لتوقعه لرد فعل شقيقه عندما يعلم الخبر .
طلبت نورا من دارك أن يأتي ليريح نفسه قليلاً ببيت المزرعة لكنه كان يرفض دوماً بسبب وجود ليوناردو معها ، لكنها ما أبت أن تتراجع حتى استسلم لإلحاحها و ذهب إليها بالفعل بعد أن استفاق شقيقه من غيبوبته التي استمرت لمدة ستة أيام كاملة ، فتم نقله إلى مزرعتها حيث تم تهيئة مشفى متنقل هناك !
مما أثار حفيظة ليوناردو الذي حاول قدر استطاعته عدم التواجد بالوقت الذي يكون دارك موجوداً فيه .
حان موعد حصاد الأراضي بالمزرعة المجاورة ، فكانت الضجة عالية و الكل يعمل بجد و اجتهاد..العمال مستنفرون و الخدم في حركة دائبة لتنفيذ أوامر توكو التي أصبحت هي المسئولة عن أعمال المزرعة بالكامل .
وقف بالنافذة المطلة على أراضي المزرعة المجاورة يحدق بتلك الفتاة الجميلة و هي تراقب العمال و تعطيهم الأوامر..بدت صارمة للغاية تماماً كما أصبح تعاملها معه !
لم يتحدث إليها بعد ذلك اليوم ، و لم يخبرها بأمر بقاءه بمزرعة أخته...حتى بأمر استفاقة شقيقه لم يعلمها. تناقل لمسامعه صوت مايكل الراقد على السرير خلفه : أتحدق بها ؟!
ابتسم بخفة و قال دون أن يغير وجهة بصره : هل ظهر ذلك من نظراتي ؟!
ضحك مايكل و هو يسعل فالتفت إليه دارك على الفور ، صحيح أنه نُقل إلى المنزل و لكن صحته لا تزال في مرحلة قليلة المناعة .
قال بقلق : هل أنت بخير ؟! أنت تعلم أنه بإمكاننا العودة للمشفى في أي وقت !
ضحك مايكل باستخفاف و هو ينظر إلى النافذة : و من قال لك أنني سأدعكم تفعلون ؟! أريد النهوض من هنا بأقصى سرعة ممكنة ! عليّ أن التقي بـ تاليا و أفهم منها ما يحدث !
جلس دارك بجواره على السرير الكبير ، قال و هو يتنهد بنفاذ صبر : مايكل..أخبرتك سابقاً أن هذا كان قرارها ! قررت أن تتابع حياتها بدونك فماذا بقى لكي تفهمه منها ؟!
هز رأسه نفياً و هو يزم شفتيه باستنكار : أنا لست مثلك يا دارك ! ليس لدي استعداد على أن أضيعها من يدي مرة أخرى !
ضحك دارك بسخرية : لقد ضاعت و انتهى الأمر !
صاح مايكل بقوة و هو يمسك بصدره المتألم : لا لم ينتهي بعد ! لن أدعها تظن أنني استسلمت دون مثابرة..! دون أن أحارب لكي أصل إليها ! و إن فعلت فأنا لا أستحقها !
حدق به دارك و هو يشعر بتلك الكلمات تخترق ضلوعه لتستقر راسخة بقلبه ، لقد فعل عكس ما يتحدث عنه مايكل بالضبط ! لم يحاول أن يثابر أو يحارب لينال حب الفتاة الوحيدة التي أحبها و عشقها !
فهم مايكل مغزى نظرات شقيقه فقرر التزام الصمت لئلا يزيد من التهاب جرحه .
بالأسفل ، حيث صالة الاستقبال الواسعة التي تمت تهيئتها بأثمن و أجود أنواع الأثاث الفاخر جلس ليو على أحد المقاعد البنية الدافئة..يحتسي قهوته الصباحية شارد الذهن .
كان يفكر بأمر ذلك اللقاء المؤلم مع توكو ، فقد علم من نورا أنها التقت مع دارك بالفعل بالمشفى فأصبح عقله يعمل جاهداً منذ يومها على تحديد الشخص الأكثر أذىً بالنسبة لها .
لكن كيف يمكنه أن يفعل و هو أحد أطراف المشكلة ؟!
لقد أصبح كثير الشرود و غير مكترث بأحاديث الآخرين ، مما أثار انزعاج نورا كثيراً و التي سوف تستشيط غضباً عندما تعلم ما الذي يفكر به !
تنهد بإرهاق شديد بينما انتقل لمسامعه صوتها مبتهجاً : لقد انتهينا من تحضيرات المطعم !
رفع بصره إليها على الفور فلاحظ ملامح السعادة المرتسمة على وجهها ، و ابتسامتها التي ملأت وجهها كله مما دفعه للابتسام أيضاً...
ربما لـ توكو تأثير عليه و لكن بالتأكيد تأثير نورا لا يقل أثراً على مزاجه المتغير .
جلست إلى جواره و هي تحدق به قائلة : تم تحضير كل شيء ! المقاعد و الطاولات حتى الموظفين انتهينا من أمر تعيينهم !
قال و هو ينظر إلى عينيها الخضراوتين المتألقتين : هذا جيد ! إذاً ما بقي علينا سوى قص الشريط الأحمر !
أومات له مبتسمة بشدة ، أجابته بشيء من الحماسة : سيكون علينا ايضاً العثور على فرقة موسيقية جيدة !
من أجل الحفل الافتتاحي..أليس كذلك ؟!
هز رأسه موافقاً و هو يبتسم لابتسامتها و حماسها ، قال يجاريها في ذلك : و هل أعددتِ قائمة بالمدعوين ؟!
رفعت حاجبيها بعدم اكتراث و هي تريح ظهرها للخلف على الأريكة البنية : لا..! أوكلت هذه المهمة لـ جيمس مدير أعمالك ! أظن أنه سيقوم بدعوة الأثرياء و رجال الأعمال فقط !
نهض واقفاً يهم بالرحيل بينما قال : لقد ضاع علينا محصول هذه السنة ! لا أنوي أن أضيعه العام القادم و حديثكِ عن المطعم يبدو أنه سيفعل !
فابتسمت بشدة و هي تلوح بيدها اليمنى مودعة إياه بينما تراقبه يخرج من باب المنزل الكبير ، هي تعلم أنه لا طاقة له بالبقاء بعيداً عن الأراضي الزراعية فهي أشبه بمصدر حياته و سببه في الوجود ! كما أن وجود دارك يوتره كثيراً لذا لم تلح عليه للبقاء .
بالجهة المقابلة لهذا المنزل الممتلئ بحماسة نورا ، وقفت صاحبتنا ذات الشعر البني المائل للأصفر بنافذتها الكبيرة التي تطل على المنزل الآخر و قد اكتست ملامحها بالألم التام .
أخفضت بصرها إلى ذلك الإطار الذي أمسكته بيديها ، ذهبي لامع بداخله تألقت صورتها برفقة ذلك الشاب المرح و قد أحاطها بذراعيه .
تسارعت دموعها تتساقط على بللوره الشفاف و هي تتأمل تفاصيل وجهه بعناية شديدة ، لا تستطيع أن تمحي من ذاكرتها صورة الأسلاك المعلقة بجسده أبداً و لا تستطيع أن تنسى ملامح وجهه الباهتة على ذلك الفراش !
ربما ودت كثيراً لو أنها تستطيع سؤال تاماكي عنه ، و لكنها في كل مرة تتعلثم عندما ترى نظرات تاماكي الحانية إليها ، ربما ترأف له و لحبه لها...و لكن ماذا عنها ؟! ماذا عن مشاعرها..؟! هل تمكنت يوماً من تخطي حبها لـ مايكل أم أن هذه مجرد خيالات صورتها لها رغبتها في الانتقام منه .
أعادت بصرها مرة أخرى إلى المنزل القابع أمامها و هي تتنهد بتعب ، تتمنى أن تراه يدخل من باب قصرها العملاق حاملاً حقائبه بكل ثقة..مبتسماً عابثاً بشعره الناعم كما قابلته للمرة الثانية مع أخيه و والده !


حلّ الليل بلونه القاتم على المدينة الصغيرة ، فتناثرت النجوم البراقة بفناء السماء الواسع حيث بدت أنها ليلة من ليالي الربيع الصافية .
في صالة الطعام ، التف أفراد الأسرة الصغيرة حول مائدة الطعام الكبيرة..ويلير على رأس الطاولة و على يمناه جلست توكو بجوارها نيك الذي اتخذ من القصر منزلاً دائماً له تنفيذاً لأوامر ويلير ، و على يساره جلست تاليا و بجوارها تاماكي و ماركو .
بدا أن الصمت هو سيد الموقف ، فقد انشغل كل منهم بصحنه من حساء الدجاج ما عدا تاماكي الذي لم ينزل عينيه من على تاليا .
تناقل لمسامعهم صوت الخادم المسئول عن تقديم الطعام : سيد ويلير..! هناك رسالة لسيادتكم !
رفع ويلير عينيه الزرقاء إلى الخادم الذي تقدم ليعطيه الرسالة بأدب ، قال بهدوء : شكراً لك !
نظرت إليه توكو بترقب بينما يفتح هو غلاف الرسالة ، ابتسم و هو يقرأ محتواها : إنها دعوة..!
التفت إليه الجميع بفضول ، بينما قالت توكو بحماس : لحفلة ؟!
هز رأسه إيجاباً قائلاً : حفل افتتاح مطعم فاخر بالمدينة ، إنها تلك الشركة التي نقلت مقرها إلى هنا مؤخراً يا ماركو..! صحيح..هل عرفت من هو مالكها ؟!
أجابه برسمية زائدة بسبب وجود تاماكي : لا سيدي ! و لكنني عرفت أن من يدير أمورها هو مدير أعمال العائلة المالكة لها ! يدعى جيمس ستيوارت و لكن لا أحد يعلم شيئاً عن تلك العائلة !
هز ويلير رأسه و هو ينظر لابنتيه ، قال بهدوء : الحفل سيكون بعد أسبوعين من الآن ! أظن أنني سأحضره لأعرف المزيد عن هذه الشركة ! هل ستأتيان ؟!
أومأت له الفتاتان بسعادة فقال بحماس : هذا جيد إذن ! اتفقنا..!



مرّ الأسبوعان بأسرع ما يمكن لتوكو أن تتصور ، فقد كانا حافلين بالأعمال المجهدة لها و الشاقة ! عكس شقيقتها تاليا التي كانت تنتظر قدوم هذا اليوم بنفاذ صبر غريب..كانت تشعر بأنه مميز بشكل ما ! ربما أخبرها حدسها بأنه سيكون حدثاً عظيماً للجميع على وجه عام و لها على وجه خاص...و لربما كانت هذه مجرد تخيلات و تصورات فتاة تعاني من كبت مشاعر مختلفة لمدة تزيد عن عامين !
أتى يوم السبت المراد ، و قد أشارت عقارب ساعات المدينة كلها إلى الثامنة إلا ربع..صعدت توكو آخر درجات السلم الرخامية ذات اللون العاجي المغطاة بالسجاد الأحمر الفاخر .
بدت ملامحها متأففة أو مرهقة بمعنى آخر ، فقد كان اليوم أشبه ما يكون بالجحيم بالنسبة لها من كثرة الأعباء و الأعمال .
لكزتها تاليا بمرفقها قائلة من بين أسنانها : ابسطي ملامح وجهكِ و لو قليلاً فقط ! أخبرتكِ أن هذا اليوم مميز!
رفعت حاجبها و هي تزيح تلك الخصلة الذهبية عن عيونها المكحلة : و أنا لا أفهم وجهة نظركِ الغريبة ! لقد جعلتيني أتأنق دون سبب وجيه ! ربما كان من الأفضل لو أنني بقيت بالمنزل !
تأففت تاليا متذمرة من فتور شقيقتها و عدم استجابتها لحماسها ، فمضت تسير بخطوات واسعة سمح بها ثوبها القصير ذو اللون الذهبي اللامع و هي تنفض شعرها الذي رُفع على هيئة ذيل فرس طويل .
أغمضت توكو عينيها بتعب ، سارت بهدوء و هي ممسكة بطرف ثوبها الأسود الطويل بينما تحرك شعرها المنسدل على ظهرها المكشوف للخلف .
جلست على طاولة والدها التي احتلها كل من نيكولاس و ماركو ، فتذكرت اعتذار تاماكي لتاليا عن الحضور بسبب مناوبته بالمشفى اليوم .
أسندت رأسها إلى يدها اليمنى و هي تحدق بصالة المطعم الفاخرة حولها ، فقد شغل المطعم طابقين في هذه البناية الأثرية القديمة ، غطى الزجاج جوانب الحوائط الأمامية بينما تدلت أطراف الستائر القرمزية على حوافه. أضاءت الثريات الذهبية المكان بضوء قوي لامع ، سمح للحضور كلهم بمراقبة بعضهم البعض تصيداً لأخطاء الذوق العام..
وقع بصرها على والدها أخيراً حيث عرفته من حلته الرمادية الأنيقة واقف ضمن تلك الحلقة الصغيرة من رجال الأعمال التي التفت حول رجل وسيم بدا من ملامحه أنه في أواخر الثلاثنيات .
لابد من أنه السيد جيمس ستيوارت ، ذلك الرجل الذي يتحدث عنه الجميع..كان يرتدي النظارات الرفيعة مما أضفى عليه مظهراً يدل و ينم عن ذكاء شديد !
تنهدت بملل و هي ترى شقيقتها واقفة بإحدى الزويا مع بعض الفتيات ذوات العقول الفارغة التي لا يشغلها شيء سوى مواعدة الفتيان و الأزياء و مثل هذه الأمور التافهة .
تناقل لمسامع الجميع فجأة صوت السيد جيمس الذي اعتلى منصة الفرقة الموسيقية ممسكاً بمكبر الصوت : سيداتي سادتي ! أرجو منكم أن ترحبوا بمالك هذا المطعم الذي قرر استثمار أمواله في مدينته مسقط رأسه !
السيد ليوناردو بلاك و خطيبته الآنسة نورا ويلير !
اتسعت عيونها و هي تراقب صديقها و رفيقها منذ طفولتها يدخل إلى صالة المطعم و قد تشابك الأيدي مع ابنة عمها الحديثة..!
مبتسماً و هو يلوح للحضور الذي لم يصدق أن هذا هو خادم ألـ ويلير الوفي ، و الذي لم يصدق سماع كنية تلك الفتاة رائعة الجمال ذات الشعر البرونزي الناعم .
وضعت تاليا يدها على صدرها و هي تتأكد من تحقق تنبؤها الذي لم يكن تراهات بالنهاية بينما تغيرت ملامح ويلير إلى الصدمة التامة !
سمعت نيك يقول بغضب شديد : هذا المطعم الفاخر ملك لهذا الحقير ؟!
فاكتفى ماركو بتحريك رأسه و هو يوجه لـ ليو نظرات احتقار شديدة ، و لكن ما لبث الجميع أن هدأ حتى تناقل لمسامعهم صوت جيمس من جديد : أيضاً..نحن نتوجه بخالص تهانينا للسيد مايكل ويلير على شفائه السريع من تلك الإصابات الحادة على الطريق !
فشهقت تاليا و قلبها يضرب ضلوعها بعنف شديد بينما يدخل حبيبها القديم من باب الصالة و برفقته شقيقه الكبير الذي انشغلت به عيون شقيقتها الكبيرة !
كاد قلبها يتوقف و هي تراه يلوح مبتسماً لبعض معارفه في آخر الصالة بينما بدت ملامح دارك مشدودة و متوترة للغاية ، كانت عيونه تدور كأنما تبحث عن أحد ما...حتى توقفت عند الفتاة ذات الثوب الأسود و الشعر الأشقر الطويل .
التقت عيونه بعيونها الدامعة ، فانخلع قلبه و شعر به يتهاوى و يسقط مع تلك الدمعة الرقيقة التي انسابت على وجنتيها بنعومة !
في هذه اللحظة..ود لو أنه يقطع هذه الصالة بسرعة البرق ليمسح دموعها الشفافة ، يواسيها و يأخذها إلى صدره ليشتم عبير شعرها الذهبي .
ودّ لو أن المكان يخلو من زائريه فينفرد بها وحده ، يشرح لها و يفسر لماذا لم يثابر لأجلها ! لماذا لم يقف تحت شرفتها..؟! لماذا لم يقل وداعاً..؟!

ΐηѕρΐяαтΐση
30-08-2013, 10:46
الفصل العاشر

مرت ثواني تلك الليلة ببطء شديد ، بطء جعل قلبها ينبض صارخاً بألم اجتاح كل جسدها كلما التقت عيونهما..!
كان _كبقية الرجال_ واقف في إحدى تلك الحلقات يتحدث عن الاقتصاد و السياسة و بقية الأعمال المتاحة في هذه المدينة الصغيرة ،
و قد لفت انتباه كل أنثى في هذه الصالة الواسعة بحضوره القوي و ابتسامته الواثقة .
ربما كانت تسترق بعض النظرات خلسةً ، و ربما كانت تخشى أن تنظر إليه فتلتقي أعينهما مرة أخرى..لكنها مع ذلك وجدت نفسها تقترب من مكان وقوفه دون شعور منها ،
كأنه يجرها إليه كلما سمعت نغمات صوته العذب أو اخترقت ضحكته قلبها الصغير..!
تناقل لمسامعها صوت إحدى الفتيات التي وقفت معهن : لقد سمعت أنهم ينون الاستقرار هنا !
ردت عليها أخرى بينما تنقلت نظرات توكو بينهما : أجل..! لقد أصبحت العلاقات بينهم جميعاً جيدة على نحو ما..! فـ دراك و مايكل يعيشان مع أختهما الغير شقيقة الآن..!
نظرت الأولى لـ توكو ثم قالت بفضول كرهته كثيراً : صحيح..! ماذا سيحل بشقيقتكِ ؟! هل ستعود لسابق علاقتها مع مايكل أم أنها ستبقى مع تاماكي ؟!
ضغطت توكو بأناملها على الكأس الذي كان بيدها_ و الذي لم ترتشف منه شيئاً بعد_ و قالت بوجه جامد تماماً كصوتها : أظن أنه لا علاقة لكِ بهذا..! إنها أمور عائلية !
رمقتها الفتاة بنظرة غاضبة دون أن تجيبها ، بل أدارت وجهها لمحدثتها الأخرى قائلة : حسناً..أظن أن شقيقتكِ هي التي لم تعرف كيفية التعامل مع شاب مميز و رائع مثله..!
زاد ضغط توكو على الكأس فانفلق بين يديها و تناثر سريعاً إلى الأرض بللورات صغيرة ، نظر إليها الحضور الذين كانوا حولها و عيونهم متسعة على آخرها .
أخفضت بصرها إلى يديها لتراهما ملوثتان بالدماء الحمراء ، دمعت عيونها من لسعات الألم التي انتابتها فجأة .
تناقل لسمعها صوت أقدام تركض نحوها فرفعت بصرها مرة أخرى لترى كل من عرفتهم يوماً قد أصبحوا حولها و في ثوانٍ معدودة..
صرخت تاليا بخوف : ماذا حدث..؟! هل أنتِ بخير..؟!
و صرخ نيك مذعوراً و هو يحاول الإمساك بيديها دون أن يلوث حلته : كيف حدث هذا..؟! هل تعمد أحدهم فعلها..؟!
لقد سمعت الكثير من الصراخ و التعليقات و الشهقات المتتابعة كلما رأى أحدهم منظر الدماء ، لكنها ما رأت أحد سواه هو..
على الرغم من إحالة هذه الجموع بينها و بينه إلا أنها قد تمكنت و بوضوح رؤية تلك اللهفة تعتلي ملامحه المذعورة..عيونه التي نظرت
إليها و قد نطقت و تحدثت بالكثير مما يرغب بالإفصاح عنه..!
و على الرغم من شرودها في تفسير ملامحه إلا أن هذا الصوت قد اجتذبها من كل هذا ، صوت يصرخ و يقطع كل المسافات إليها..
صوت ليو الذي افتقدته لمدة عامين كاملين و ما يزيد عليهما !
صرخ بخوف و هو يبعد نيك عن طريقه بينما أمسك بذراعها يجرها خلفه برفق : ما هذا ؟! تقفون كأن شيئاً لم يحدث..! إنها تنزف يا جماعة !!
نزلت درجات السلم وراءه بسرعة شديدة بينما تبعهما كل أفراد العائلة تاركين موجة عارمة من الاعتراضات و التعليقات بصالة المطعم العليا .
بعد حوالي خمسة عشر دقيقة ، كانت توكو جالسة على أحد المقاعد بالصالة السفلية للمطعم و التي خلت من أي حضور ، و قد ضمدت يديها بالضمادات البيضاء .
حولها ، جلس كل أفراد العائلة يحدقون بالطبيب الشاب الذي أنقذ الموقف..تاماكي . فقد تحدثت إليه تاليا و لحسن الحظ...تمكن من تبديل مناوبته مع أحد زملاءه .
نظرت إلى دارك فوجدته منكس الرأس ، وجه نظره إلى الأرض الرخامية و قد هدأت ملامحه قليلاً..أما ليو فقد جلس على مقربة منها دون أن يأبه
بنظرات نيك أو ماركو الحاقدة و دون أن ينتبه لنظرات ويلير المحملة بالشعور الفظيع بالذنب .
قال تاماكي بابتسامة عذبة مطمئنة : لقد أخرجت قطع الزجاج البسيطة من يديكِ ، يجب ألا تنزعي الضمادات لمدة أسبوع و نصف تقريباً حتى يلتئم الجرح !
تسائلت تاليا و هي تنظر إلى توكو : هل سيترك هذا أثراً ؟!
هز رأسه نفياً ثم أردف بنفس الابتسامة قائلاً : لا تخافي ! فكما قلت..عدد قطع الزجاج كان قليلاً جداً و كذلك حجمها كان صغيراً لحسن الحظ !
ثم نظر إلى توكو و هو يتابع معاتباً : و أرجو أن تكوني أكثر اهتماماً لنفسكِ !
فابتسمت توكو برفق و هي تقول : حسناً..بالنهاية هذا الحادث البسيط جعل العائلة كلها تجتمع..لا ينقصنا سوى عمي..!
تغيرت ملامح الجميع عندما سمعوا تلك الكلمات ، نهضت واقفة و هي تحدق بوجوههم متأملة..ابتسمت بخفة ثم قالت بألم شديد : شكراً جزيلاً لوجودكم !
و أعتذر بشدة على القلق الذي تسببت به..!
نظر إليها دارك و هو يشعر بأن لسانه قد ألجم عن الكلام تماماً ، إنها على بعد بضع خطوات منه فقط..و مع ذلك لا يستطيع أن يقترب منها أو يتحدث معها .
قال ليوناردو و قد لاحظ ملامح دارك : أنتِ لا تتوقفين عن جرحنا بهذا الكلام توكو..! أصبحتِ تتعاملين معنا و كأننا أشخاص غرباء لا تعرفينهم ! كل من يوجد هنا يحبكِ و يأبه لأمركِ..!
قالت بنبرة تصاعدية غاضبة و قد التفتت إليه بقوة : ألم تتذكر ذلك عندما كنت تحزم حقائبك قبل عامين ؟!
كلماتها جمدته في مكانه بلا حراك ، بينما أغمض دارك عينيه بندم شديد لم يلاحظه أحد سوى مايكل..تأملتها نورا بجمود تام و قد اشتعلت عيونها الخضراء غضباً مكتوماً .
ابتسمت بسخرية : لقد كنت متأكدة من أنك لا تمتلك رداً..!
التفتت إلى شقيقتها و والدها قائلة : هيا بنا أبي..! لم أعد أتحمل البقاء هنا أكثر من ذلك...!
لم ينطق والدها بكلمة لمعارضة قرارها ، أما تاليا فقد تبعتهما بعدما ألقت نظرة سريعة على مايكل الذي لم تسنح له الفرصة للحديث معها .
مرت ساعات الليل سريعة بعد ذلك ، كلٌ عاد إلى دياره و قد امتلأت أذهانهم جميعاً بصورة توكو الغاضبة أو الحزينة بمعنى آخر لا قيمة له بالنسبة لـ نورا .
بغرفته ، جلس على حافة النافذة الكبيرة ذات الإطارات المنزلقة..يتذكر أول لقاء بينه و بين حبيبته الحزينة .
يتذكر أصغر تفصيل بوجهها في هذه اللحظة التي التقت فيها عيونهما ، و يقارنها بملامحها العابسة اليوم .
يبدو أن مايكل كان محقاً..! يبدو أنه جرحها و آلم قلبها دون أن يدري ، و لكن أكان وقوفه تحت شرفتها سيحدث فرقاً..؟! أكانت مثابرته من أجلها لتجدي نفعاً ؟!
حدق عبر الظلام إلى القصر الكبير..تحديداً إلى تلك الزاوية التي تلألأت الأضواء بركن من ركنيها في هذا السواد ، أحدهما كان له قبل عامين .
إنها مستيقظة ، فهل تفكر فيما يفكر به..؟! هل لديها أي استعداد لمسامحته ؟! أم أنه لو حاول فستضيع محاولاته مع الريح ؟!
لكنه مع ذلك ، ربما يحاول أن يسترعي انتباهها دون أن يجرح كرامته..
بالغرفة التي أخذ يحدق في أركان نافذتها المضيئة ، جلست هي على طرف سريرها تذرف دموعاً اعتادت أن تذرفها كلما سمعت اسمه أو اسم ليوناردو .
كانت لا تزال بملابس تلك السهرة ، بينما مسحت تبرج وجهها دموعها الكثيرة..لم يتحدث إليها اليوم و لو بكلمة يطمئن فيها عن حالتها !!
لم يحاول أن يكسر صفوف المتفرجين إليها كما فعل ليو و نيك !
على الرغم من لهفته عليها ، إلا أنها لهفة قد تهفو بفؤاد أي شخص آخر يرأف لحالتها .
لقد كانت بحاجة لكلمة واحدة..واحدة فقط تجعل من العفو عنه أمر ممكن التحقيق ، لكن كرامته أعلى و أكبر من أن تخرج هذه الكلمة من بين شفتيه .
استلقت على الفراش و هي تشهق بقوة ، أغمضت عيونها و هي تتمنى لو أنها تستيقظ فقط بالصباح فلا تتذكره و لا تتذكر ذلك الألم الذي يسببه لها كلما رأته أو سمعت باسمه .

ΐηѕρΐяαтΐση
30-08-2013, 10:51
الأجزاء الجديدة بدءاً من الفصل التاسع يا بنات :أوو:
أريد ردوداً قوية فأسرعن :غول:
+
هل هذه سماء بموضوعي ؟؟ :موسوس:
يا فتاة صارلي ثلاث سنين لم أسمع منكِ :غياب:
اشتقنا لكِ :بكاء:

Marsilla
30-08-2013, 11:26
حجز ( الرحمة ) لا ازال اكتب ردا للاجزاء السابقة يا الهي

ΐηѕρΐяαтΐση
30-08-2013, 14:05
الإجابة على رد فارسة ضوء القمر الذي حذف:

:ميت: أنا آسفة آســـــــــــفة آســــــــــفــــــــــــــــــــــة حقا

تابعت القصة منذ أمد بعيد ....أظن أنني لما بدأتها كنت تضعين الجزء الخامس

:موسوس::مذنب: و لم أضع ردا.......حقا أردت وضع تعليق طويل وعريض و تكاسلت :مرتبك:

يحق لك ضرب عنقي عزيزتي...........:ميت:

.....................

جميلة كالعادة الأجزاء و لكن لا أظن أنك أضفتي عليها أي تغييرات عما سبق أليس كذلك؟؟
حقا لا تستحق تعديل فهي جميلة هكذا

بانتظاااااااااااااااااااااار القادم :تدخين:



:d
و لا يهمك ناتسو كنت أمزح :لعق:
البارتات الجديدة فوق :سعادة2: تم وضعها بالفعل .
بانتظارك :أوو:

ΐηѕρΐяαтΐση
30-08-2013, 14:06
لا تنسي تحطي الجديد معها ولك عندي ذاك الرد السنع المتسنع بس :em_1f624:



شيمو :لعق:
تم وضعها بسببك لتكوني في الصورة :d
حمستيني لوضعها و الله :أوو:
بانتظارك~

ΐηѕρΐяαтΐση
30-08-2013, 14:07
حجز مقعد للفترة الصباحية
مع كوب نسكافة ساخنة :d



إذا لم تعودي فسوف آكلك أكلاً :غول:
وحشتيني :بكاء:

Marsilla
30-08-2013, 14:08
.. http://images.ztona.com/images/posts/8747.gif ..


... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

مرحبا فارسة ضوء القمر .. كيف حالك ..؟؟ انشاء الله تكوني بخير ..
اعتذر عن الانقطاع الطويل جدا ولكنها ظروف صعبة جدا .. اتمني تعذريني ..
كما ان عقلي في ركود تام حقا ولا استطيع التركيز علي اي شئ ..
البارتات السابقة رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ئعة للغاية وفي قمة الجمال ..

http://up.3dlat.com/uploads/13604187514.gif

هههههههههههههههههه توكو و نيكولاس .. توكو الفأر ونيك القط .. يلعبون لعبة القط والفأر كثيرا هذه الايام ..
هههههه كان مضحكا جدا عندما اختبأت وراء الكرسي الخشبي ثم وجدها رغم كل ما تفعله ..
لقد عزبها كثيرا جدا ومن الصعب ان تسامحه ولكن يبدو الفتي نادما بالفعل ..
انه يحبها حقا وبكل جدية ولكن .. بعد فوات الآوان ..
امممممممممممم اعتقد ان نظرتي لدارك تغيرت في الآونة الاخيرة جميل جدا حين هب مسرعا لنجدة توكو من خلال عينيها فقط ..
ولكن .. ما فعله بعد ذلك غباااااااااااااااااااااء كبيييييييييييييييير ايظن حقا انها جلبته الي هنا ليسمع نيك وهو يقول ( احبك ) فقط
هناك حدود للغباء وسوء الفهم انا لم اري شيئا كهذا من قبل .. ان كلامي نابع من القهر الشديد الذي انتابني عندما قرأت كامل الاجزاء ..
دائماً كلما حاول ان يفعل شئ جيد وتحبه توكو عندما يفعله او علي الاقل تغير وجهة نظرها عن بروده .. يقلب كل شئ رأسا علي عقب ..
اما هي لديها سلبيات ايضا ولكن في اجزاء اخرى سأرويها عندما يأتي دورها ..
اممممممممممممم مشهد دخولها الحديقة كان وصفك اكثر من رائع جدا لديك خيال جامح يصور الكثير من الاشياء الجميلة ..
جلوسها علي تلك الاورجوحة وكلامها مع نفسها يعكس شخصيتها اللطيفة الرقيقة للغاية ..
تصرف ذلك الغبي كان فظاً للغاية كما انه لم يكن عليه الضحك ابدا لقد جرح مشاعرها وكبريائها للغاية كما لم يرد هذا ان يحدث لنفسه حتى لو لم يعترف بحبه لها ..
اصدقك القول هو يستحق الصفعة التي اخذها منها ..
غضبها كان ظريفا للغاية وتبدو ذات كبرياء عالي جدا اما هو اضحكتني جملته ( ومن تظنيني ؟؟ ابن الجيران !! ) ههههههههههههههههههههههههه يبدو انه كذلك ههههههه
اما سعادته فهي حماقة لانه جعل فكرته عنه اسوء من السابق ..
مداعبة توكو لتاليا بخصوص مايكل كان لطيفا للغاية ..
هههههههههههههههههههه كلام تاليا عن تصرفات توكو ودارك هو الاكثر اضحاكاً علي الاطلاق ..
امممممممممممم امور العمل لم يكن لدارك ان يفاتحها في ذلك لان ذلك خطأ فادح كما بدا كان عليه ان يترك الامور كما هي فقط او ان يحاول اخبارها بطريقة اخرى وليس شخصيا هكذا
انا لا اعلم ما المشكلة بالضبط ولكن ربما كان انفعالها مبالغا فيه قليلا ام انني اتخيل .. اوه ربما انفعاله دائماً مبالغاً فيه علي ما اعتقد
كما ان دارك ان لم يتخلي عن كبرياؤه هذا فلن يكون هذا جيداً ابداً لانه هو من يدمره دائماً ويمنعه عمن يحب ..
تعجبني علاقة توكو وليو الاخوية كثيراً انها الافضل علي الاطلاق ولكن .. ارتكب اكبر حماقة في قول انه يريد الرحيل واختار اصعب الظروف ليقول لها هذا ..
هل هو احمق ؟؟ بينما تشعر انه ملاذها الوحيد ونقطة بيضاء في حياة سوداء يأتي ليقول انه سيرحل ..
وبكل بساطة !! كان يجب ان يتوقع ردة فعلها جيدا ..
اممممممممممم ان ماركو دائما يستفزني لانه يتدخل فيما لا يعنيه دائما كما انه اكثر غرورا من اي شئ اخر بغض النظر عن كونه خادما هو الاخر ..
ليو كان غاضباً للغاية لدرجة فقدان اعصابه وتهجمه علي ماركو بعد ان تذكر كل ما عاناه منه سابقاً ..
اما ويلير يبدو انه انتهز الفرصة لينتقم من ليو خصوصا انه يكرهه اكثر من اي شئ اخر بسبب .. الماضي
بعد كل هذا اجد توكو هي الضحية لانانية الجميع يالها من فتاة مسكينة تجد الامر يطوقها من كل ناحية ..
انطلق الجميع ورائها ( سيارة الاسعاف ) ليلحقوا بمن خطفت جميع القلوب دون ان تعلم ومع ذلك يظلون يجرحون بها دون ان يحسبوا حسابا لشئ ..
بالتأكيد ويلير وماركو غاضبون من وجود ليو في المشفى لكن ما زاد غضبهم انانيته في رغبته برؤيتها وان يدخل اول شخص الي الغرفة ..
عندما خرج ودخل الباقي كان دارك وحيدا في الممر مما ادي الى فتح حوار بينهما سعدت لاجله كثيرا للغاية انه الافضل ..
تعبير ليو عن دهشته عندما رأى ابتسامة رقيقة علي وجه دارك و لاول مرة ينقشع قناع البرود والغرور والعجرفة من علي وجه دارك و امام ليو ..
دارك رائع جدا بدون ذلك القناع البارد فقط لو يتخلي عنه تماما .. متأكدة ان كل شئ سيكون علي ما يرام ..
عندما خرج مايكل ووجدهما يضحكان ثم انقلب الضحك الي سعال شديد كان مشهدا في غاية الكوميدية ..
اما محاولة دارك الفاشلة ليغطي صفات نفسه الحقيقية التي كشفت للتو .. واعني بذلك قوله ( فنهض دارك سريعاً قائلاً : لن أسامحك على ما فعلته بها ! )
راااااااااااااااااائعة جدا وفي غاية الاضحاك وكذلك قول ليو ( همس بتعجب : هل جنّ هذا الفتى ؟! )
عندما خرج ويلير ورد فعله تجاه قول مايكل ( عمي ) كانت مضحكة للغاية وتعبيرك عندما ضحك الثلاثة معا بشدة تجاه ذلك اعطاني شعور بالاُلفة بينهم والصداقة ..
كان شعوراً لذيذا ورائعاً للغاية ..
كنت افكر بعد قراءة البارتات كم اتمنى لو يجتمع الاطفال كلهم معاً ويتغاضون كلهم عن الماضي ليعيشوا معاً بسعادة ..
( دارك ، توكو ، ليو ، نورا ، مايكل ، تاليا ) كلهم معاً ويتركوا الباقين يُحرقون بماضيهم واعمالهم الشنيعة تلك ..
المشهد الاكثر تأثيرا عندما بكى دارك .. دارك بكى !! كم هذا رائع للغاية كون مشاعره اخيرا خرجت للنور ..
كلامه كان رومنسي للغاية .. قمة الروعة

http://up.3dlat.com/uploads/13604187514.gif

اما الباقي جيد جدا ان ليو ودارك اصبحا صديقين جميل ان ليو حصل علي فتاة احلامه .. اما باقات الزهور فكرتها كانت جميلة ..
تقليد تاليا لطريقة توكو في قول ( داركي ) كانت ظريفة .. ردة فعل توكو عندما علمت بأمر فتاة ليو كان جميلا ..
شعور تاليا بأنها هي المسؤولة عن توكو اي اختها الكبري وليس العكس وضح مدي طفولية توكو ولطفها بالضافة لظلم الحياة لها كثيرا ..
لدرجة ان اختها الصغري احست انها المسؤولة عنها .. شعور تاليا تجاه توكو نبيل للغاية ..
ظهور دارك المفاجئ بينما كانت توكو تتأمل الطبيعة جميل للغاية وذلك عندما شعرت بالارتباك لحضوره فيبدو انها اول مرة منذ ان دخلت المشفى ..
وصفك لمشاعر دارك ولهفته واشتياقه لتوكو جذاب للغاية ورائع جدا وصفتيهما بشكل رائع ..
تخليه عن توقيع العقد لاجلها فقط يسبت حبه الكبير وصدمة توكو تبين ان رفض التوقيع لم يكن سهلا ابدا ولا يفعله شخص عاقل ..
رغبته الشديدة لجعلها تسامعه جميلة كما نبرته العذبة والنار التي تتأجج داخله بسببها رائعة ايضا ..
استغلالها لما قاله واحتجاجه بدا لي الامر طفولياً وكانه يحاول ارضاء طفلة ذات عناد كبير باستماتة ..
ظهور نيكولاس كان سيئ للغاية لانه اختار الوقت الغير مناسب ومع ذلك حركة الفرقة التي عملها كانت رومانسية جدا اعترف بذلك ..
اما ذلك الاحمق الغبي لم يكن محق بذهابه وتركه للمكان وذلك بسبب كبرياؤه الاحمق وسوء فهمه الذي بات يظهر كثيرا في اجزاء الرواية في الفترة الاخيرة ..
لقد كدت اشُد شعري لحماقته لماذا تركها وذهب كان سيكون انتصارا عظيما اذا ما ركبت معه دونا عن نيك ..
ولكن ايضا اعماه غضبه بسبب سوء الفهم لانه اعتقد انها من اخبرت نيك عن موعد خروجها ..
لقاء توكو ولي مليئاً بالحنان كالاشقاء واكثر وجلوس ليو الذي اصبح عادة الان علي تلك الشجرة لرؤية سعيدة الحظ ..
ولكن كما قلت الشخصيات كلهم يوسيئوا الفهم دائماً كما حدث مع ليو الان فقد اعتقد ان دارك من اخبر توكو وهو لايكلمها الا نادرا من الاساس ..
غير المشكلة التي حدثت الان ايضا ..
تصرف الفتاة نورا مع توكو كان سيئا وازعج ليو ولكن كل شئ سيظهر الان ..
الان موقف دارك وتوكو عندما اعترف بحبه اخيرا ..
كان موقفا رائعا وجميلا للغاية .. خصوصا ( اميرته المغرورة .. وفارسها الغامض )
لكن حماقته تراءت عندما قال عن حبه لها انه تراهات .. هل هو احمق .. ؟؟

ΐηѕρΐяαтΐση
30-08-2013, 14:08
حجز ( الرحمة ) لا ازال اكتب ردا للاجزاء السابقة يا الهي



:d
هذا كي لا يطالبني أحد بالبارت لمدة سنة أدام :نينجا: <<< تمزح تمزح :d
بانتظارك ميسا تشان :أوو:

Miss saw
01-09-2013, 12:02
:eek: !!

أعتقد أنني لن أكتب الردّ الآن ..
فيجب أن أضرب عشرة ردود بردٍّ واحد :ضحكة: !!

سآعود .. وستكون عودتي منشارية قنبلية ميثية :تعجب: !
تحيّنيها :نينجا:

Šiļěnť Řoŝe
01-09-2013, 20:56
واااااااااااااااااو ست فصول فاتتني :e107:
ييييييييييي ساعوووووووووووود ان شاء الله قريبا جدا بعد ان اقراها جميعا :em_1f634:

Miss saw
01-09-2013, 23:08
:eek: !!!
لا .. لا .. لا .. لم يحصل ما قراته الان لم يحصل لم يحصل :بكاء: .
:تتدحرج على الارض وتبكي .. تبكي .. تبكي .. وتبكيييييييييييييييييييي:

رفقاً بقلبي ي شريرة فروسة شريرة :بكاء:
توقعات الاف التوقعات عن ما قد يحصل وما قد يكون لغز تلكَ العائلة !!
لكنّ هذا الأمر أبداً لم يخطر على بالي أبداً أبداً ...

\\

<< ما قدرت تمسك نفسها عن الردّ والنطّ فجأة :بكاء:

ساعود بردٍّ أطول بعدَ أن أقرأ ما حصل بعدَ عامين :بكاء:
قلبي :بكاء:
سأبكي وسعوا

Mirren
02-09-2013, 20:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
كيفك يافارسة ضوء القمر ^^؟
انا كنت متابعة لروايتك من خلف الكواليس :e404:...وقريت كل رواياتك ماشاء الله عليك فعلا كاتبة مبدعة وكتاباتك افضل من الكتّاب العالمين حتى.
كل البارتات رائعة جدا وحبيتها كثير .
ساعطيك رأيي في الشخصيات.
دارك:اكثر شخصية حبيتها تعجبني شخصيتة الغامضة وكبرياؤه العنيدة وتحكمة القوي في نفسة ولكن رغم ذالك يمتلك قلب طيب ومحب.
توكو:شخصية لطيفة وجميلة حساسة جدا ومدلله كثيرا ومغرورة كما يقول داركي.
مايكل:حبيت شخصيتة العفويه والغير مسوؤلة وحبه الكبير لتاليا واظن انه سوف يحاول جاهدا من اجل ان تعود له تاليا.
تاليا:شخصيتها جعلتها تبدو اكبر من اختها فتاة هادئة ورزينة وقوية ايضا واعتقد انها سوف تعود لمايكل لانها لاتزال تحبة كثيرا.
ليو:صديق توكو الوفي والمخلص طيب القلب ولكنة جرح توكو بعمق عندما تجاهلها عندما كشفت الأسرار.
نورا:بالرغم من انها تبدو قوية الا انهاتمتلك قلب طيب ومحب وانا سعيدة جدا لانها تحب اخويها ولم تحقد عليهم.
تاماكي:لم اعرف شخصيتة تماما ولكن اظن انه شخص طيب ومتفهم واعتقد انه قد عرف بحب تاليا لمايكل لذلك اظن انه سوف يترك تاليا.
هذه هي الشخصيات التي احببتها اما عن والد دارك واخية لم احببهم ابدا فهم من جلبوا المشاكل والمأسي للعائلتين...واما نك وماركو فهما شخصيتان مزعجتان وتثيران الغيظ.

ننتظر الاحداث القادمة فانا متاكدة من انها سوف تكون قمة في الرووعة وستكون النهاية سعيدة فاكثر مااحبة في كتاباتك هي النهايات السعيدة لان النهاية الحزينة بنظري تفسد جمال الرواية
وقد يخالفني البعض في ذلك ولكنني اعيش اجواء القصة واشعر باحاسيس الابطال فاندمج في القصة لذلك احزن كثيرا عندما تكون النهاية حزينة.
دمتي مبدعة ....
في امان الله.

Miss saw
02-09-2013, 22:14
بسّم الله الرحمن الرحيم ..
والسلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته ..~
حبيبتي الغالية فروسة :بكاء: .. معذرة على التأخير الطويل هذا .. ولكنّ إزدحام أشياء عديدة فوق رأسي هذهِ الأيّام جعلت من إمكانية الجلوس أمام الحاسب لأكثر من ساعةٍ واحدة أمرٌ شبه مستحيل :نينجا: !
المهم اليوم كرّست كل جهودي لأجعل هذا اليوم كله للاب :ضحكة: !

بداية وقبل أن أبـــــــــــدأ بالتــعقيب .. أحبّ أن أقول شيءٌ وآحــــــــــــــــــــد :أوو: ~

.
.
.
.
.

ســــــــــــــــــــــــــــــأقتلكِ يا فتـــــــــــــــــــاة :غول: !!
سأقتلكِ قتلاً شنيعاً أجعلكِ فيه تشعرين بما تخبّطتني مِن مشاعر حزينة أليمة أدمت قلبي قبل أن تذرف عيناي دموعي !!
وأنا التي دخلت للرواية بكلِّ تفاؤل كما أفعل دائماً .. وبابتسامةٍ مليئة بالأمل قائلة .. " لقد عادَ دارك ::سعادة:: "
لأفاجئ بأنّ ما عاد ليسَ دارك وحسب .. بل أحضر معه موجاتٍ أليمة رماديّة داكنة ملأت قلبي تعاسة :بكاء:
الرحمة :بكاء:
أعييييدووو لي قلبي :بكاء: < خلاص خلاص يكفي ميلودراما :تعجب: !

حسناً :نوم: . هدأت قليلاً .. نفّست عن غضبي .. :نوم: ..

لنعد للأحداث :نظارة: ..
لحظة أشرب رشفة من عصير الليمون :نظارة: < جلبت معي العصير كي لا أفتعل جريمة هُنا :تعجب: .. وهل أُلام :تعجب: ؟!

أولاً اعتقد أنكِ مخطئة بترتيب تسلسل الفصول أليس كذلك :موسوس: ..؟
فأنا أذكر بأنني وضعت ردّاً على الفصلين " الخامس والسادس " ..

ماعلينا من التسلسل المهم الفكرة :d

\\


بالفصل الخامس < حسبَ تسلسلكِ :نظارة: ..
أعجبني وبشدّة تغيير تصرفات كلٌّ من دارك وليو بين بعضهم البعض ..
وشكرت توكو على مرضها ذاك لتقريب هذين الشخضين لبعضهما ..
فكما بدى لي أنّ ليو كان معجبٌ من البداية بقوّة دارك وصرامته .. بغضّ النظر عن مقته لغروره .. ولكنّ تلكَ الحادثة التي خصّت توكو أسدلت الستار عن مشاعرهم وعرّتهم من التكبر ليكون واضحاً للعيان صدقهم وشفافيّتهم وطيبة قلبهم .. خصوصاً حينَ علمَ دارك بأن توكو هيَ مثل أخته - بالنسبة ل ليو - .. وبما أن ليو يحرص على سلامة توكو ويحميها من أيِّ سوء , إذن فيجب أن يحبّه كونه يحرص على سلامة مالكة قلبه .. ونفس الشيء بالنسبة لليو على الرغم من أنه يعلم بأنّ دارك يكابر على حبّه لها ولا يحبّ أن يتخلى عن عنفوانه وكبرياءه في حضرتها .. ولكن إلى متى :لقافة: ؟

قدوم نورا وجيني بالبداية شتّتني وأزعجني بشدّة .. فقد رأيتها فتاةً فضّة تتصرف بعنجهيّة مطلقة غير آبهة حتّى بوالدتها ..
وبمرور الأحداث إتّضحت لي خيوطاً طيّبة في شخصيتها .. وبالنهاية أنا لا أكره نورا أبداً على العكس بل أشفق عليها ..
تأكيداً يجب أن تتصرف هكذا .. حينَ ترى من دمّر حياتها وحرمها من لذّة الأبوّة وعيش طفولتها كما باقي الأطفال ..
وأراها تغار من توكو وتاليا - خصوصاً توكو - فهي الفتاة المدللة التي تربّت تحت ضلّ والديها وكسبت حنانا من أبيها وعاشت في حياة الغنى طوال حياتها ..
لهذا أرى أن غيمة الغيرة والحقد الذي يكسو قلبها لن تضمحلّ قريباً منها :موسوس: .. آمل فقط أن يستطيع ليو تغييرها :صمت: !

سيبتموس : أكرهه :غول: .. ببساطة ما بعدها بساطة أكرهه !
فبغباءه اللامحدود .. هوَ لم يخرّب عليه مخططّاته ولم يبعد ولديه عن من ملكوا قلبيهم .. ولكّنه بعثر أمور الرواية وعكّر صفو الأحداث وقلبَ كيان توكو - بالاخص - رأساً على عقب ..
على الرغم من أن فعلته هذهِ لو لم تكن حصلت .. لم يكن ليثني نورا وجيني عن ما كانا ينويان فعله .. ولكنّ لولا تدخله لما كرهت توكو دارك بهذا الشكل ولما جعلته يغادر دونَ عودة ..

سنتين ؟!
هذا أمرٌ صعب .. صعب للغاية .. سنتين ليست بالفترة القليلة التي يتحملها قلبٌ عاشق يقاسي مرارة الفراق ويلتاع بنار الاشتياق المريرة !
رأيته أمرٌ أقرب للمستحيل أن يبتعد دارك ومايكل عن الفتاتين طوال هذهِ الفترة
إلّا لو كان هناك سبباً قويّاً ومنطقيّا يغفر لهم طولَ هذا الغياب ..
أويكون السبب هوَ خشية رفضِ توكو له؟؟ أو تاليا لاعتذار مايكل ؟!
وهل كانت محاولاتهم لتنقص من قدرهم مثلاً ؟
أعجبني تصرف مايكل كثيراً حينَ صرخ بوجه دارك قائلاً بكلّ عزم أنه لن ييأس ..
ليتَ دارك يحمل نفس إصرار وعزيمة مايكل ..
على الرغم من أنني أرى مايكل يعبث كثيراً ويفتقر للحنكة التي لدى دارك .. إلّا أن تبلّد دارك هذا جلطني :غول: !
حينَ يتعلق الأمر بالقلب وبالمشاعر الصادقة .. وبعدَ طول هذا الغياب الذي استمرّ لسنتين تماما ..يجب أن يكون القلب بحالةٍ من الإهتياج .. أن تكون روحه ملتاعة لمالكتها .. وما مالكتها سوى توكو !
حتى لو كان دارك ذو بأسٍ شديد وعزيمة قوية وكبرياء لا مزحزح له ..
لكنّ القلب العاشق يتعرّى من كل تلكَ القيود بعدَ طول هكذا غياب ..
هذا من الناحية الفلسفيّة التي رأيتها من قراءتي لبعض كتب علم النفس ..
يجب أن يكون لدى دارك سبباً قويّاً يجعله بهذا الصمت!
وإلا فسأقتله :غول: !!


ليو ..
حسناً ليو كان القشة التي قصمت ضهر الحمار :غول: !
بالفعل يعني .. أستغرب لأمر هذا الـ ليو ..كيفَ لهُ وأن يعامل أخته الروحيّة بهذا الشكل ؟!
كيفَ لهُ أن يتركها وكيفَ لهُ أن يراها وأبيها سواسية !
أراه قدْ وضعَ لتوكو عقاباً على شيءٍ هيَ لم تفعله !
بعدّ تلكَ الفاجعة كانت محتاجة لسندها الذي كان دوماً وأبداً معها ..
حينَ كانت دوماً ما تقول له " لا أعرف مالذي كنتُ سأفعله من دونك .. " فيجيبها بثقة " ستكونين بأفضل حال " أنا ضدّة وبشدّة ..!
فلو أنه بالفعل يعرف توكو لما كان ليقول هذا الكلام وخصوصاً حينَ حصل الأمر وانكشفت كلّ الحقائق ..
ومن الناحية الأخرى أنا معه بشكلٍ بسيط حينَ علمَ بالفاجعة ومن هوَ بالفعل وكيفَ كان يعامله ويلير كخادم وهوَ من المفترض أن يكون سيّد قصر وما إلى ذلك ..
له كلّ الحق بالحقد على ويلير وكرهه والابتعاد عنه وحتى مغادرة القصر أنا لا أنكر هذا ..
ولكن أن يترك توكو تتخبّط بين جدرانِ اليأس هكذا .. آلمني وبشدّة
فقد تعرّضت توكو لصدمة ثلاثية ..
والدها.. ليو .. ودارك !!
وكأنّ الثلاثة باتو ينهشو وجدانها من كلّ جهةٍ غير آبهين لقلبها الذي ينزف .. كالنسور التي تنهش بلحمِ فريستها ..! كيفَ لهم أن يتعاملو معها بهذهِ القسوة .. أنا أعني ليو ودارك تحديداً .. والدها آذاها بصورةٍ غير مباشرة .. ولكنّ ليو ودارك أذوها بالرحيل وكانت هذهِ طعنةٌ أليمة نزف قلبها إثرها كثيراً حتى أحالها كجثّة لا روحَ فيها . بعدَ كلّ تلكَ الفترة الطويلة أنا لن أصدم لو كانت توكو بلا مشاعر حتّى ! فهوَ أمرٌ صعب أن تغدر من اقرب ثلاثة إلى روحك .. الأب, الأخ .. والحبيب!
دارك وغيابه ..
ليو وغدره لصداقتهم الطويلة الأمد..
وأبيها لما فعله بعائلة ليو ..

مؤسف هوَ ما يحصل معها ..
ولها كلّ الحق بأن تثور وتتعامل معهم بجفاء ..
موقفها في الحفل أعجبني .. وبشدّة كبيرة أعجبني !
وحتى أن عيناي التمعت فخراً لجوابها القويّ على ليو .. لقد أخرسته وجعلته يعيد حساباته!
يستحقّ :تعجب: !
هوَ ودارك . كلاهما يستحقّان ..
وأعتقد أن الاثنين سيتواجهان ويكثّفا جهودهما بصورةٍ مباشرة أو غير مباشرة من أجل استعادة توكو ..
وأثناء هذا أنا أقف خائفة من تفكيرها .. خصوصاً من تواجد نيك هذا ...
أعتقد بأنها ستقدم على عملٍ طائش .. كأن تقول له لنتزوج مثلاً .. =_=
لا أدرِ ولكنّ الأمر لن يكون بذاتِ الهدوء الحالي خصوصاً بعدَ انفجار توكو أمام الجميع هكذا ..
سيحصل أمرٌ سيء .. هذا ما أنا مترقبة لهُ وأخشاه بذاتِ الوقت.!

أما بخصوص تاليا وتاماكي .. فأعتقد أن البرود من ناحية تاليا سيكون واضحاً لتاماكي .. وسيبدأ بالبحث عن تاريخها مع مايكل والنتيجة لن تسرّه خصوصاً من تلكَ الفتيات الثرثارات .. !!
أعتقد أن التوتر سيكون حفيل الأحداث القادمة ..
وأنا أقف متوجسّة خطرَ هذا التوتر ونتائج فعل الشخصيات إثرها ...

على الرغم من أنني استشطتُّ غضباً .. ولكنّ الفصول بكلّ جماليتها ورماديّتها وطابعها الارستقراطيّ الذيذ أعجبتني ..
أسلوبكِ بالوصف والسرد الهادئ الرزين يروق لي .. دوماً ما كان ودوماً ما سيكون ..
وفّقكِ الله فروستي .. بانتظار الفصل الجديد على نارٍ زرقاء :بكاء: ! < أشدّ درجات النيران حدّة :نظارة:...~
كوني بخير .. بحفظِ الرحمن :أوو:

shymaa ali
04-09-2013, 08:15
إليك ما سأفعل
سأنهي الجزء الأخير من الرواية التي أقرأها حالياً
وأرد علي واحدة
ثم تجدين الرد الذي وعدتك به هنا
انتظريني إذاً في الغد علي الأكثر إن شاء الله

Marsilla
05-09-2013, 11:34
.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مرررررررررررررحبا فارسة ضوء القمر .. معذرة على التاخير في الرد ..
ولكن هذا تعليقي للفصل السابع و الثامن ..
كان الفصلان يشتعلان حماسة وحزنا ايضا ..
في البداية عندما استيقظ دارك ايسمي حبه لها تراهات ياله من احمق
انا اشفق علي تلك الفتاة حقا اتمني ان يكون انتبه لكلمة اطمئن التي غيرتها
بسرعة بعد ان كاد لسانها ان ينطق ..
كذلك غيرة ليو من دارك كانت ظريفة للغاية حقاً ..
في هذا الجزء كانت نورا مسكينة لابد انها عانت كثيرا بسبب والدها ..
لقد عاشت يتيمة الاب ووالدها حي لا يسأل عنها يالا السخرية
جيني ايضا عانت كثيرا .. ان يتزوجها شخص ويحبها علي انها امرأة اخرى ..
كم هذا قاسي ..
شجار دارك ووالده كان ذو اكشن فظيع ..
اخيرا اعترف دارك بكل ما كان في صدره وافرغ كرهه لوالده في وجهه مباشرة ..
يحزنني ما حدث لوالدته حقا ولكن الم يدركوا طبيعة ازواجهم من قبل ان يتزوجوا ..
الم يعلموا ان آلـ ويلير سفاحين او زعماء مافيا ..
امممم ربما تزوجوهم اجباريا ..
علي العموم هذه ليست المشكلة ..
بل الكارثة حينما اوشك دارك ان يعترف و سبقه والده للاسف ..
كان كل شئ قد انتهي ولم تقبل توكو باي توضيح ..
ل زجرته و صرخت بكرهها له وطردته ايضاً .. كل هذا وماذا تريد ايضا تريده ان يودعها هل هي حمقاء لهذه الدرجة ..؟؟
هو لن يتجرأ ان يقترب منها حتى بعد كل هذا ..
امممممم لكن اظن الصدمة كانت كبيرة عليها عندما تعلم ان الشخص الذي احبت جاء ليستغلها ويدمرها ..
ولكنك لم تبيني خطتهم بالتفصيل فارسة ..
على كلٍ تلك الليلة كانت .. كيف اقولها الاسوء علي الاطلاق كشفت كل الحقائق فجأة ومرة واحدة ..
دارك له اخت غير شقيقة وهي تشبهه في شخصيته كثيرا فكلاهما عانى لذلك ورثا نفس البرود ..
الامر الذي حيرني كثيرا لدرجة اني جلبت ورقة وقلم هههههههههههه :em_1f605:
صلة القرابة بينهم ..
من المفترض ان ليو ابن خالة توكو .. وابنة عمة ليو تكون اخت دارك ومايكل غير الشقيقة ..
اممممم اعتقد ان كره ويلير لليو كان بسبب ان ابيه خادم للعائلة ومع ذلك لقد تجاهل تماما ان زوجة ذلك الخادم هي اخت زوجته ..
حقا ان الامر معقد للغاية ..

انتظريني في تعليق لباقي الاجزاء باذن الله ..
:e40a:
:em_1f60b:

Marsilla
05-09-2013, 14:41
.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

اوووووه لقد عدت من جديد بعد قراءة باقي الفصول
التي جعلت الحماسة تتفجر بداخلي واعصابي على المحك ..
لقد اصبحت متوترة بشكل كبير لسخونة الاحداث ..
يا الهي لقد تجمعوا مجددا في نفس اليوم كما تفرقوا بالضبط في يوم واحد ..
كم هذا مثير .. :e417:
مقابلة توكو ودارك كانت باردة بسبب تصرفات توكو ولكنها علي الاقل اكتشفت ما كان يغضبها منه ..
انها محقة في هذا انه مخطأ في عدم مثابرته ليحصل عليها او ان يحاول جعلها تسامحه ..
ااااه اعتقد ان هذه شخصية دارك هو بالتاكيد يختلف عن مايكل الذي لم يتخلي عن تاليا ابدا في اي وقت من الاوقات ..
اما نورا انها رااااااااااااااااااائعة لانها لم تدخل اخويها في اعمال ابيها جيد جدا ان علاقتها بدارك ومايكل في تحسن ..
كما ان جانبها الضعيف الذي ظهر وحماسها ايضا كان جميلا ..
ولكن الغموض يلف علاقتهم كيف تحسنت بعد ذلك اليوم المشؤوم ..
وماذا فعل دارك لوالده بعد ما حدث وما فعله لهم ..
اياتري سيعود لينتقم ويهدم كل شئ بعد المصالحة ..
ناتي لذلك الدوني كدت اجن عندما اخبرها عن ليو ..
ويظن انها اخبار جيدة .. :e40b:
تصرف توكو بعد معرفتها للامر كان مؤثرا للغاية ..
اما القصة التي ذكرت عن الماضي كانت تبين استبداد العائلات في ذلك الوقت ..
ولكنها قصة جميلة للغاية .. ذلك السيبتموس كان سيئا للغاية كان حبه زائفاً لا يستحق ..
لقد تجمعت فيه كل المساوئ حقا ..
اعتقد ان توكو لا ذنب لها حتى تكرهها نورا ..
والان حان وقت القنبلة الذرية .. المتفجرة التجمع الرهيب في الحفل ..
لقد تجمعوا جميعا في الحفل .. اااااه كان ذلك حماسيا ..
يبدو ان حماس تاليا وشعورها بالترقب للحفل كان في محله ..
اممممممم جرح توكو وتجمهر الجميع حولها كان يدل علي غلاوتها لديهم ..
ومعزتها الخاصة في قلوب الجميع ..
اتمني ان تفكير دارك بينما ينظر من نافذة غرفته سيفتح بابا جديدا لمسامحتها له ..
وتجمع الاصدقاء من جديد ..

انتظر البارت القادم ..
تقبلي مروري ..
ميساكي ـ تشان ..

shymaa ali
06-09-2013, 09:39
آه يا فروستي الحبيبة
هاقد وضعت الأجزاء الجديدة التي طال انتظارها حتى بلغ عاماً كاملاً !!
لا يمكن لأحد أن يعرف شعوري وأنا أري العنوان المتغير ، فصحيح لم أتمكن من العودة سريعاً ولكنني عدت في النهاية
سامحيني لتأخري يوماً كاملاً ولكنه لم يكن بيدي للأسف
إنها نوبات انقطاع الكهرباء المعتادة مؤخراً
وانقطاع الانترنت أيضاً :em_1f629:

بالطبع أثارت عودة دارك ومايكل زوبعة من التساؤلات في ذهني
وللأسف فليو زاد ذلك
أولاً عن تاليا
تلك الفتاة تفكيرها مختلف تماماً عن أختها وقد تترك خطيبها في لحظة واحدة للعودة إلي ابن عمها الشاب الذي تركها دون مقدمات ووافق عل الانتقام منها وتنسي اليد التي امتدت لمساعدتها من نصف الياباني نصف الانجليزي عندما كانت في أوج حالات الاكتئاب
إن فعلت ذلك يوماً ما فستفقد كل ما بقي لها من احترام عندي ، فصحيح أن مايكل أحبها دوماً ولكنه امتلك عشرة أشهر لجعل هذا الحب متوجاً برابط رسمي لكنه فضل بدلأً من ذلك إكمال مشوار الانتقام وترك حبيبته تعاني الأمرين
ما يتفق فيه هذا الثنائي هو قلبها مرهف المشاعر ، فإذا فكرت تاليا يوماً في ترك تاماكي فأظن أنه سيكون فقط حتى لا يؤنبها ضميرها لأنها لن تستطيع أن تقابل حبه النقي بحب مماثل

دارك وتوكو من جهة أخري هما الأكثر تعقيداً هنا
ففي حين تستعد تاليا في نظري للارتماء في أحضان حبيبها الحقيقي فلا أظن أن الاثنين الأكثر كبرياء سيتخذ أحدهما هذه الخطوة سريعاً
ما أخطأ الشاب في تقديره خلال هذه الأحداث هو ظنه استحالة مسامحة فتاته له
لقد فوت فرصاً كثيراً كانت كلمة اعتذار منه لتهدم كل هذه الأسوار الزجاجية التي بنيت فجأة ولكنه بل هذا فضل الوقوف والتفرج كما حدث في الحفلة جاعلاً النظرات وحدها تعبر عما انتابه ليقع في نفسها ذلك فتظنه لم يعد يحبها بل أشفق عليها تماماً كأي غريب شهد الحادث
بتفكير كهذا أظن أن توكو توقع نفسها في خطر سوء الفهم من جديد حيث قد تظن نظرات أزرق العينين لها منذ عاد لا تتعدي شفقة شاب علي ابنة عمه الذي دمر الجانب العاطفي من حياتها بأكمله في حين لا تعني هي له شيئاً
عليكِ حل العقدة قبل أن تصل الأمور إلي هذا وتجدين نفسك غارقة في مسار مختلف تماماً فروسة

الثنائي الثالث نورا وليو أعني
يبدو لي من الأحداث أن هذين الاثنين يعانيان بعض المشاكل ، ففي حين تمكنت نورا من تجاوز والدها لتصل إلي شقيقيها موقنة تماماً ألا ذنب لهما في الأحداث ، فهي لا تستطيع التفكير بالطريقة نفسها في توكو وتاليا بل تلوم ابن خالها علي مجرد التفكير في المزرعة وصديقة طفولته بسبب ما فعله والدها بوالده متناسية ألا ذنب للفتاة تماماً كما لم يكن هناك ذنب لأخويها نصف الشقيقين
ليوناردو في الجهة المعاكسة يري أن الذنب الذي ارتكبه سبتيموس في حق عمته يمنعه من التعامل مع صديقه القديم وأخيه ولكنه يوقن تماماً أن رفيقته لا تتحمل شيئاً من ذنب والدها تجاه عائلته
ري أن هناك شجاراً طاحناً بين هذين الخطيبين الحديثين قبل أن يتمكن كل منهما من فهم الحقيقة والاقتناع بها والتوقف عن لوم الآخر في خطأ ، أو سوء فهم يقوم به هو ولكن أذرع هذا الشجار في رأيي ستطول لتلتف حول كل شخصبة هنا وما إن تبدأ في الحركة مبتعدة عنهم حتى تكون كل الأوضاع الجديدة قد حلت
لذا متي سأجد شيئاً كهذا هنا ؟

بالمناسبة
أري أن احتمال مسامحة توكو لدراك أكبر بكثير من احتمال مسامحتها لليو
ففي حين لم يشغل ذلك حيزاً من حياتها سوي عشرة أشهر ، كلن الأخير معها طوال حياتها
صحيح أن دارك تمكن من مد جذوره في تربة الفتاة سريعاً إلا أنهما لم يتمكنا من سبر جميع الأغوار ما يضعه في حالة أفضلية مقارنة بليو الذي كان يعرف ما تفكر فيه الفتاة من مجرد نظرة
.
.
.



هذا ما لدي الآن فهناك من يزاحمني علي اللاب في الوقت الحالي >> تباً للإخوة الصغار :e11a:
لذا سأعود لاحقاً لأكمل ردي التحليلي الممل فروستي
وربما أتذكر أماكن بعض الأخطاء التي لمحتها في أثناء قراءتي ولكن الكسل المعتاد حال بيني وبين كتابتها حتى لا أنسي كما هو متوقع
شكراً لأنكِ لم تخيبي ظني ووضعتِ الأجزاء الجديدة
أراكِ لاحقاً
في أمان الله .

كان هذا منذ ساعة أو اثنتيتن كما أظن ولكنني تمكنت من العودة الآن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
كنا واقفين عند ليو وتوكو واحتمالية عودة صداقتهم
أعتقد أن القنبلة التى ينتظرها الجميع ستكون السبب في ذلك
هذه الفتاة تحتاج لشيء كبير لتتجاوز حاجز كبريائها ظاهرياً علي الأقل

هناك بالنسبة لماركو ونيك
هذان الاثنان مثابران فعلاً وكلاهما يحاول الفوز بتوكو
في وضع عادي بالنسبة لعالم القصص والروايات كنت لأجزم أنهما سيحظيان بخيبة أمل كبيرة جداً ولكن
يبقي هناك احتمال اللمسة الواقعية التي يسعي الجميع مؤخراً لإضفائها علي رواياتهم
إن هذه اللمسة ترفع وبكل وضوح شعار "ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"
وبالتالي قد ينتهي مشوار توكو ودارك لصالح واحد من هذين الاثنين
أرغب أن أعرف اختيارك رغم كوني أفضل التطبيق مع مايكل وتاليا

داني ، المزارع الجديد الذي أخذ مكان ليو
لو كنت مكانك لجعلت له دوراً هاماً في الأحداث فربما يكون هو من يبدأ بزحزحة أفكار توكو نحو الاتجاه الصحيح وهو مايلزم لتأتي القنبلة المتوقعة بمفعولها
أما الأبوان وأعني ويلر وسبتيموس
أعتقد أن كلاً منهما الآن غارق في ذكرياته عن زوجته الأولي ولكن هذا الأخير تحديدا ً
أظنه يفكر جدياً بجيني وبالأيام التي قضاها مع هذه الفتاة البسيطة الفقيرة وقتها وباستعادتها الآن


هذا مالدي بالنسبة للرؤية التحليلية للشخصيات وبقي الأخطاء وتعليق بسيط علي أحداث الجزء التاسع الجديد

يرجع رأسه للخلف مسنداً إياها إلى ظهر
الرأس مذكر وبالتالي كان يجب أن تكتبي ( إياه ) وليس ( إياها )

راقد على فراش
هناك خطأ هنا أيضاً
كلمة فراش النكرة هنا ليست صواباً في السياق لأنك لم تحددي فراش ماذا
أهو فراش الموت أم المرض أم المشفي أم البيت أم ماذا ؟!!
أمكنك أن تضيفي الـ التعريف أو أي كلمة من التي كتبتها بالأعلي ليكون الشكل أفضل

قالت محاولة إخفاء بكائها : أرجوك دارك ! ابقى هادئاً..سوف آتي إليك على الفور !
أجابها و هو يمسح دموعه بأكمام قميصه : كيف ستأتين ؟! ألستِ بروما ؟!
صمتت قليلاً فقال دارك مجدداً بنبرة غاضبة : نورا..أين أنتِ بالضبط ؟!
في الواقع أنا لا أحتاج إلي الفقرة كاملة بل إلي تعبير دارك الأخير فقط وأعني نبرة صوته
لقد تركتنا لنخمن سبب غضبه المفاجئ من مكان أخته دون أن يكون ذلك منطقياً في السياق
أي شخص مكانه كان ليفرح بوجود أخته إلي جانبه لتسانده
في النهاية علمنا السبب فيما بعد فلم يكن يريد حضور ليو إلي نفس المكان في الوقت نفسه معه حتى لا يشكل ضغطاً علي توكو ولكن تعبير الغضب كان مبكراً جداً فمثلاً كان عليكِ استخدام ( بنبرة من بدأ يستوعب أمراً ما ) وتأجيل الغضب إلي موضوع تالٍ )
.
.
.
فروسة
في هذه اللحظة ، انتبهت أن هناك فصلين وبالتالي فالرد قد لا يستوعب كل ما أرغب بكتابته لذا سأكتفي بهذا وأنتقل إلي رد جديد بعد قليل ..


يتبع ..

shymaa ali
06-09-2013, 13:54
ها قد عدت لإكمال ردي من جديد ولنكمل مشوارنا مع الأخطاء أولاً ..
.
.
.

لكنها ما أبت أن تتراجع
هناك عبارة مشهورة تقول إن نفي النفي إثبات
وبما أن أبي تدل علي رفض أو نفي فإن نفيها بما يعطي مفهوماً آخر تماماً هو أن نورا تراجعت
أظنه كان خطأً غير مقصود علي كل حال فانتبهي بالمرة القادمة

أومات له مبتسمة بشدة ، أجابته بشيء من الحماسة :
الصياغة هنا توحي بأنهما جملتان منفصلتان
وبذلك يكون النتيجة حدوث الابتسامة في زمن مختلف عن زمن الكلام
كان عليكِ استخدام أداة ربط
الأمر نفسه سأطلب منك الانتباه له في كل الأحوال

بللوره
الكلمة بلام واحده ( بلوره )

مرّ الأسبوعان بأسرع ما يمكن لتوكو أن تتصور ،
لدي سؤال لكِ هنا
أكنتِ تقصدين أنهما مرا بالسرعة التي اعتقدت أنهما سيمران بها ؟؟
إن كان الجواب إثباتاً فصياغة الجملة صحيحة ولكن إن كان بالنفي فبالتأكيد كان عليكِ كتابة ( مما يمكن لتوكو أن تتصور ) :em_1f62c:

جلست على طاولة والدها التي احتلها كل من نيكولاس و ماركو ، فتذكرت اعتذا
تعليقي هنا هو علي حرف العطف ( الفاء ) المستخدم للربط بين الجملتين
إنه يجعل تذكر توكو للأمر نتيجة للجلوس لذا فموضعه خطأ وكان يستحسن استخدام ( الواو ) بدلاً منه

وقع بصرها على والدها أخيراً حيث عرفته من حلته الرمادية الأنيقة واقف
هل الاسم واقف بداية لجملة جديدة أم حال ؟
إن كان الأولي فهو صحيح
أما الثانية فتعني خطئاً نحوياً إذ إن الحال منصوب دائماً والكلمة ليست ممنوعة من الصرف لذلك تكتب ( واقفاً )
.
صديقتي العزيزة ، لا تكرري استخدام اسم الشخص كثيراً وجربي استخدام ضمير الغائب
أيضاً أرجوكِ لا تكثري من علامات التعجب فهي تصيبني بالدوار
.
.
أعتقد أن هذه هي جملة الأخطاء فكل ما تلاها مشابه من حيث الفكره لها وبالتالي لننتقل إلي تعليق سريع علي الأحداث
.
.
.
عودة مايكل ودراك المفاجئة إلي القرية بينما خرجا فوراً في الماضي دون محاولة التبرير لما كانا ينويان فعله كان لها أثرها الصادم علي توكو التي رفضت الاستماع لأي شيء بل رفضت حتى البقاء في مكان واحد مع ذلك الأخير
شعرت حقاً أن دارك أحمق عندما أخبرها أن سبب قدومهما هو مشكلة مع المصنع لأنه سبب المشكلة بينهما من الاساس فملأني الغضب تجاهه ولكني في النهاية تراجعت عن جزء كبير من هذا عندما أدركت أن سبب حنقه علي أخته كان خوفه من أثر اجتماعهم معاً علي حبيبته التي مازالت تتربع علي عرش قلبه
أظن أن نورا لم تكن لتهتم بماشعر توكو أو تاليا للسبب الذي وضحته سابقاً لذا لم يكن رد فعل أخيها متوقعاً من قبلها ولهذا ملأها التوتر في خلال الحديث التالي
شعرت بالشفقة علي مايكل ، فهو رغم كونه فتاً طئشاً يحتل مكانة من نفسي وارغب حقاً أن يستعيد علاقته مع تاليا > كلام قلبي وليس عقلي يا ختشي
يكفي أنها شعرت بأن الاحتفال سيكون مميزاً ففي النهاية ستجتمع به في مكان واحد دون أن يكون خاطبها المسكين موجوداً لتشعر بعقدة الذنب
أما توكو التي انخرطت فيما تراكم علي عاتقها من أعمال فهي قد استشعرت نذير الخطر في الحفلة المتمثل في اجتماع كل شخص أحبته وآذاها يوماً وقد اكتشفت أن اجتماعها مع أشخاص تكرههم هو أسهل بكثير من أن تجتمع بهؤلاء لذا نري أن عقلها ترجم ذلك إلي رسائل جمعت قوة هذا الغضب في قبضتها التي حطمت الكأس لتلفت انتباه كل شخص في القاعة إليها ولكن هذا كان مفيداً فالفتاة ربما اختنقت من جراء كتمها لمشاعرها

أعجبني كثيراً وصفك الذي أتي علي لسان نورا وتمحور حول ليو وتعلقة بالأرض فقد أعطاني دليلاً علي أن هذا الشاب لن يتغير ولو وضعت أموال الدنيا تحت يده

فروسة
لا تستغربي عندما تجدينني أركز علي التعليق التحليلي فهو أسلوبي المفضل غالباً لأنه يعتمد علي اللغة العربية وليس اللهجات العامية
صحيح أنني اركز علي أحداث معينة أو شخصيات معينة في الرد ولكن هذا لا يعني تجاهلي للفرعيات الني قد تكون أساساً للقادم
أفضل فقط تركها للقادم
أعتذر لاندفاعي في تصيد الأخطاء ولكنني أراكِ كاتبة صاعدة ومن الخطأ أن تفسد أشياء بسيطة مثل هذه بالأعلي جمال ما تخرجينه
أرجو أن أكون قد وفيت بوعدي في كتابة رد سنع بس
ويلا أشوفك بعدين وإياكي تتأخري بأه
في أمان الله

hangy
06-09-2013, 18:34
واااو قصتكي رائعة جدا انشاء الله ابداع مستمر ياانسة

دلوعة البصرة
06-09-2013, 19:54
وااااااااااااو
ما هذا الابداع يا اختي
ما هذا الحزن
قلبي يعتصر الما لحال دارك حبيبي
ارجوك انزلي البارت بسرعة

ΐηѕρΐяαтΐση
06-09-2013, 20:49
:أوو:
لي عودة مع الردود :d

shymaa ali
08-09-2013, 10:12
:أوو:
لي عودة مع الردود :d


ننتظرك

Marsilla
10-09-2013, 20:26
انتظرك :e403:

ΐηѕρΐяαтΐση
12-09-2013, 20:20
.. http://images.ztona.com/images/posts/8747.gif ..


... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

مرحبا فارسة ضوء القمر .. كيف حالك ..؟؟ انشاء الله تكوني بخير ..
اعتذر عن الانقطاع الطويل جدا ولكنها ظروف صعبة جدا .. اتمني تعذريني ..
كما ان عقلي في ركود تام حقا ولا استطيع التركيز علي اي شئ ..
البارتات السابقة رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ئعة للغاية وفي قمة الجمال ..

http://up.3dlat.com/uploads/13604187514.gif

هههههههههههههههههه توكو و نيكولاس .. توكو الفأر ونيك القط .. يلعبون لعبة القط والفأر كثيرا هذه الايام ..
هههههه كان مضحكا جدا عندما اختبأت وراء الكرسي الخشبي ثم وجدها رغم كل ما تفعله ..
لقد عزبها كثيرا جدا ومن الصعب ان تسامحه ولكن يبدو الفتي نادما بالفعل ..
انه يحبها حقا وبكل جدية ولكن .. بعد فوات الآوان ..
امممممممممممم اعتقد ان نظرتي لدارك تغيرت في الآونة الاخيرة جميل جدا حين هب مسرعا لنجدة توكو من خلال عينيها فقط ..
ولكن .. ما فعله بعد ذلك غباااااااااااااااااااااء كبيييييييييييييييير ايظن حقا انها جلبته الي هنا ليسمع نيك وهو يقول ( احبك ) فقط
هناك حدود للغباء وسوء الفهم انا لم اري شيئا كهذا من قبل .. ان كلامي نابع من القهر الشديد الذي انتابني عندما قرأت كامل الاجزاء ..
دائماً كلما حاول ان يفعل شئ جيد وتحبه توكو عندما يفعله او علي الاقل تغير وجهة نظرها عن بروده .. يقلب كل شئ رأسا علي عقب ..
اما هي لديها سلبيات ايضا ولكن في اجزاء اخرى سأرويها عندما يأتي دورها ..
اممممممممممممم مشهد دخولها الحديقة كان وصفك اكثر من رائع جدا لديك خيال جامح يصور الكثير من الاشياء الجميلة ..
جلوسها علي تلك الاورجوحة وكلامها مع نفسها يعكس شخصيتها اللطيفة الرقيقة للغاية ..
تصرف ذلك الغبي كان فظاً للغاية كما انه لم يكن عليه الضحك ابدا لقد جرح مشاعرها وكبريائها للغاية كما لم يرد هذا ان يحدث لنفسه حتى لو لم يعترف بحبه لها ..
اصدقك القول هو يستحق الصفعة التي اخذها منها ..
غضبها كان ظريفا للغاية وتبدو ذات كبرياء عالي جدا اما هو اضحكتني جملته ( ومن تظنيني ؟؟ ابن الجيران !! ) ههههههههههههههههههههههههه يبدو انه كذلك ههههههه
اما سعادته فهي حماقة لانه جعل فكرته عنه اسوء من السابق ..
مداعبة توكو لتاليا بخصوص مايكل كان لطيفا للغاية ..
هههههههههههههههههههه كلام تاليا عن تصرفات توكو ودارك هو الاكثر اضحاكاً علي الاطلاق ..
امممممممممممم امور العمل لم يكن لدارك ان يفاتحها في ذلك لان ذلك خطأ فادح كما بدا كان عليه ان يترك الامور كما هي فقط او ان يحاول اخبارها بطريقة اخرى وليس شخصيا هكذا
انا لا اعلم ما المشكلة بالضبط ولكن ربما كان انفعالها مبالغا فيه قليلا ام انني اتخيل .. اوه ربما انفعاله دائماً مبالغاً فيه علي ما اعتقد
كما ان دارك ان لم يتخلي عن كبرياؤه هذا فلن يكون هذا جيداً ابداً لانه هو من يدمره دائماً ويمنعه عمن يحب ..
تعجبني علاقة توكو وليو الاخوية كثيراً انها الافضل علي الاطلاق ولكن .. ارتكب اكبر حماقة في قول انه يريد الرحيل واختار اصعب الظروف ليقول لها هذا ..
هل هو احمق ؟؟ بينما تشعر انه ملاذها الوحيد ونقطة بيضاء في حياة سوداء يأتي ليقول انه سيرحل ..
وبكل بساطة !! كان يجب ان يتوقع ردة فعلها جيدا ..
اممممممممممم ان ماركو دائما يستفزني لانه يتدخل فيما لا يعنيه دائما كما انه اكثر غرورا من اي شئ اخر بغض النظر عن كونه خادما هو الاخر ..
ليو كان غاضباً للغاية لدرجة فقدان اعصابه وتهجمه علي ماركو بعد ان تذكر كل ما عاناه منه سابقاً ..
اما ويلير يبدو انه انتهز الفرصة لينتقم من ليو خصوصا انه يكرهه اكثر من اي شئ اخر بسبب .. الماضي
بعد كل هذا اجد توكو هي الضحية لانانية الجميع يالها من فتاة مسكينة تجد الامر يطوقها من كل ناحية ..
انطلق الجميع ورائها ( سيارة الاسعاف ) ليلحقوا بمن خطفت جميع القلوب دون ان تعلم ومع ذلك يظلون يجرحون بها دون ان يحسبوا حسابا لشئ ..
بالتأكيد ويلير وماركو غاضبون من وجود ليو في المشفى لكن ما زاد غضبهم انانيته في رغبته برؤيتها وان يدخل اول شخص الي الغرفة ..
عندما خرج ودخل الباقي كان دارك وحيدا في الممر مما ادي الى فتح حوار بينهما سعدت لاجله كثيرا للغاية انه الافضل ..
تعبير ليو عن دهشته عندما رأى ابتسامة رقيقة علي وجه دارك و لاول مرة ينقشع قناع البرود والغرور والعجرفة من علي وجه دارك و امام ليو ..
دارك رائع جدا بدون ذلك القناع البارد فقط لو يتخلي عنه تماما .. متأكدة ان كل شئ سيكون علي ما يرام ..
عندما خرج مايكل ووجدهما يضحكان ثم انقلب الضحك الي سعال شديد كان مشهدا في غاية الكوميدية ..
اما محاولة دارك الفاشلة ليغطي صفات نفسه الحقيقية التي كشفت للتو .. واعني بذلك قوله ( فنهض دارك سريعاً قائلاً : لن أسامحك على ما فعلته بها ! )
راااااااااااااااااائعة جدا وفي غاية الاضحاك وكذلك قول ليو ( همس بتعجب : هل جنّ هذا الفتى ؟! )
عندما خرج ويلير ورد فعله تجاه قول مايكل ( عمي ) كانت مضحكة للغاية وتعبيرك عندما ضحك الثلاثة معا بشدة تجاه ذلك اعطاني شعور بالاُلفة بينهم والصداقة ..
كان شعوراً لذيذا ورائعاً للغاية ..
كنت افكر بعد قراءة البارتات كم اتمنى لو يجتمع الاطفال كلهم معاً ويتغاضون كلهم عن الماضي ليعيشوا معاً بسعادة ..
( دارك ، توكو ، ليو ، نورا ، مايكل ، تاليا ) كلهم معاً ويتركوا الباقين يُحرقون بماضيهم واعمالهم الشنيعة تلك ..
المشهد الاكثر تأثيرا عندما بكى دارك .. دارك بكى !! كم هذا رائع للغاية كون مشاعره اخيرا خرجت للنور ..
كلامه كان رومنسي للغاية .. قمة الروعة

http://up.3dlat.com/uploads/13604187514.gif

اما الباقي جيد جدا ان ليو ودارك اصبحا صديقين جميل ان ليو حصل علي فتاة احلامه .. اما باقات الزهور فكرتها كانت جميلة ..
تقليد تاليا لطريقة توكو في قول ( داركي ) كانت ظريفة .. ردة فعل توكو عندما علمت بأمر فتاة ليو كان جميلا ..
شعور تاليا بأنها هي المسؤولة عن توكو اي اختها الكبري وليس العكس وضح مدي طفولية توكو ولطفها بالضافة لظلم الحياة لها كثيرا ..
لدرجة ان اختها الصغري احست انها المسؤولة عنها .. شعور تاليا تجاه توكو نبيل للغاية ..
ظهور دارك المفاجئ بينما كانت توكو تتأمل الطبيعة جميل للغاية وذلك عندما شعرت بالارتباك لحضوره فيبدو انها اول مرة منذ ان دخلت المشفى ..
وصفك لمشاعر دارك ولهفته واشتياقه لتوكو جذاب للغاية ورائع جدا وصفتيهما بشكل رائع ..
تخليه عن توقيع العقد لاجلها فقط يسبت حبه الكبير وصدمة توكو تبين ان رفض التوقيع لم يكن سهلا ابدا ولا يفعله شخص عاقل ..
رغبته الشديدة لجعلها تسامعه جميلة كما نبرته العذبة والنار التي تتأجج داخله بسببها رائعة ايضا ..
استغلالها لما قاله واحتجاجه بدا لي الامر طفولياً وكانه يحاول ارضاء طفلة ذات عناد كبير باستماتة ..
ظهور نيكولاس كان سيئ للغاية لانه اختار الوقت الغير مناسب ومع ذلك حركة الفرقة التي عملها كانت رومانسية جدا اعترف بذلك ..
اما ذلك الاحمق الغبي لم يكن محق بذهابه وتركه للمكان وذلك بسبب كبرياؤه الاحمق وسوء فهمه الذي بات يظهر كثيرا في اجزاء الرواية في الفترة الاخيرة ..
لقد كدت اشُد شعري لحماقته لماذا تركها وذهب كان سيكون انتصارا عظيما اذا ما ركبت معه دونا عن نيك ..
ولكن ايضا اعماه غضبه بسبب سوء الفهم لانه اعتقد انها من اخبرت نيك عن موعد خروجها ..
لقاء توكو ولي مليئاً بالحنان كالاشقاء واكثر وجلوس ليو الذي اصبح عادة الان علي تلك الشجرة لرؤية سعيدة الحظ ..
ولكن كما قلت الشخصيات كلهم يوسيئوا الفهم دائماً كما حدث مع ليو الان فقد اعتقد ان دارك من اخبر توكو وهو لايكلمها الا نادرا من الاساس ..
غير المشكلة التي حدثت الان ايضا ..
تصرف الفتاة نورا مع توكو كان سيئا وازعج ليو ولكن كل شئ سيظهر الان ..
الان موقف دارك وتوكو عندما اعترف بحبه اخيرا ..
كان موقفا رائعا وجميلا للغاية .. خصوصا ( اميرته المغرورة .. وفارسها الغامض )
لكن حماقته تراءت عندما قال عن حبه لها انه تراهات .. هل هو احمق .. ؟؟





و عليكم السلام و رحمة الله و بركاتهـ..
عذراً على التأخير بس مشاغل الكلية بدأت :d

عزيزتي ميسا تشان :أوو: ما هذا الرد الخورافي :غياب: و باللون الأزرق أيضاً ، كم أحب هذا اللون :أوو:
و الآن لنبدأ النقاش :d

أنتِ محقة بأمر نيك فهو يلاحق المسكينة توكو من مكان لمكان و يزيد من الحصار عليها كي لا تهرب منه
و لكن أتظنين أن من فعل بها ما فعله هو سابقاً فجأة ستصفو نيته نحوها و يستيقظ ضميره ؟؟ أنا لا أظن ذلك :تدخين:
لا أدري لماذا و لكنني أهوى تعذيب هذه الفتاة :ضحكة: <<< مريضة نفسياً :d

دارك و ليو مقدر لهما أن يصبحا صديقين :نظارة: فلو تلاحظين كما قلت سابقاً دارك الفارس الأسود بينما ليوناردو هو الفارس الأبيض :أوو:
و لكن كلاهما يحب توكو و يهتم لأمرها مع اختلاف نوع الحب طبعاً :لقافة:
ما فعله دارك بالمشفى كان اندفاعياً :محبط: ربما جُرِحَ من قبل فيخاف أن يجرح مرة أخرى :بكاء:
هذا الفتى أيضاً أعذبه بطريقة خاصة :غياب:

هذا بالنسبة لهذا الرد :أوو: و الباقي بالسكة :d

ΐηѕρΐяαтΐση
12-09-2013, 20:37
:eek: !!

أعتقد أنني لن أكتب الردّ الآن ..
فيجب أن أضرب عشرة ردود بردٍّ واحد :ضحكة: !!

سآعود .. وستكون عودتي منشارية قنبلية ميثية :تعجب: !
تحيّنيها :نينجا:



:d
جاري القراءة و الرد آنستي المنشارية :ضحكة:

ΐηѕρΐяαтΐση
12-09-2013, 20:38
واااااااااااااااااو ست فصول فاتتني :e107:
ييييييييييي ساعوووووووووووود ان شاء الله قريبا جدا بعد ان اقراها جميعا :em_1f634:



بانتظاااااارك :غول:
إياكِ ما تعودي :غوووووول:
:d

ΐηѕρΐяαтΐση
12-09-2013, 21:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
كيفك يافارسة ضوء القمر ^^؟
انا كنت متابعة لروايتك من خلف الكواليس :e404:...وقريت كل رواياتك ماشاء الله عليك فعلا كاتبة مبدعة وكتاباتك افضل من الكتّاب العالمين حتى.
كل البارتات رائعة جدا وحبيتها كثير .
ساعطيك رأيي في الشخصيات.
دارك:اكثر شخصية حبيتها تعجبني شخصيتة الغامضة وكبرياؤه العنيدة وتحكمة القوي في نفسة ولكن رغم ذالك يمتلك قلب طيب ومحب.
توكو:شخصية لطيفة وجميلة حساسة جدا ومدلله كثيرا ومغرورة كما يقول داركي.
مايكل:حبيت شخصيتة العفويه والغير مسوؤلة وحبه الكبير لتاليا واظن انه سوف يحاول جاهدا من اجل ان تعود له تاليا.
تاليا:شخصيتها جعلتها تبدو اكبر من اختها فتاة هادئة ورزينة وقوية ايضا واعتقد انها سوف تعود لمايكل لانها لاتزال تحبة كثيرا.
ليو:صديق توكو الوفي والمخلص طيب القلب ولكنة جرح توكو بعمق عندما تجاهلها عندما كشفت الأسرار.
نورا:بالرغم من انها تبدو قوية الا انهاتمتلك قلب طيب ومحب وانا سعيدة جدا لانها تحب اخويها ولم تحقد عليهم.
تاماكي:لم اعرف شخصيتة تماما ولكن اظن انه شخص طيب ومتفهم واعتقد انه قد عرف بحب تاليا لمايكل لذلك اظن انه سوف يترك تاليا.
هذه هي الشخصيات التي احببتها اما عن والد دارك واخية لم احببهم ابدا فهم من جلبوا المشاكل والمأسي للعائلتين...واما نك وماركو فهما شخصيتان مزعجتان وتثيران الغيظ.

ننتظر الاحداث القادمة فانا متاكدة من انها سوف تكون قمة في الرووعة وستكون النهاية سعيدة فاكثر مااحبة في كتاباتك هي النهايات السعيدة لان النهاية الحزينة بنظري تفسد جمال الرواية
وقد يخالفني البعض في ذلك ولكنني اعيش اجواء القصة واشعر باحاسيس الابطال فاندمج في القصة لذلك احزن كثيرا عندما تكون النهاية حزينة.
دمتي مبدعة ....
في امان الله.



أهلاً و سهلاً مرين :أوو:
ربي يخليكِ :أوو: أفضل من الكتاب العالميين كتييير أوي :d
الحمد لله لأن لدي متابعين مثلك :أوو: و الله تخجلوني :أوو:
رأيك بالشخصيات جميل و خصوصاً دارك هذا الفتى اللي مسيطر على عقول البنات
بالرواية كلها :تعجب: :D
دارك قاتل قلوب العذارى :ضحكة:
نعم نعم أحب النهايات السعيدة للغاية :لقافة: و أشعر أن الرواية الرومانسية لا تحتاج إلا لنهاية سعيدة
أما إذا خالط هذه الرواية دراما قوية أو غيرها فربما يختلف الكلام حينها :D
نورتِ بوجودك مرين :أوو:
دمتِ بحفظ الرحمن~

ΐηѕρΐяαтΐση
12-09-2013, 23:22
بسّم الله الرحمن الرحيم ..
والسلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته ..~
حبيبتي الغالية فروسة :بكاء: .. معذرة على التأخير الطويل هذا .. ولكنّ إزدحام أشياء عديدة فوق رأسي هذهِ الأيّام جعلت من إمكانية الجلوس أمام الحاسب لأكثر من ساعةٍ واحدة أمرٌ شبه مستحيل :نينجا: !
المهم اليوم كرّست كل جهودي لأجعل هذا اليوم كله للاب :ضحكة: !





و ها هو رد الآنسة المنشارية :D
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاتهـ..
و لايهمك و لا يهمك مثموثة :أوو: فكل منا لديه ما يشغله منذ بداية شهر العودة للمدارس و الكليات
شهر سيبتمبر شهر سخييييف :تعجب: <<< يذكرني بـ سيبتميوس :ضحكة:
يلا آخر سنة تنشغلي فيها بالدراسة إن شاء الله :أوو: عقبال الدراسات العليا يا حبيبتي :نظارة:




ســــــــــــــــــــــــــــــأقتلكِ يا فتـــــــــــــــــــاة :غول: !!
سأقتلكِ قتلاً شنيعاً أجعلكِ فيه تشعرين بما تخبّطتني مِن مشاعر حزينة أليمة أدمت قلبي قبل أن تذرف عيناي دموعي !!
وأنا التي دخلت للرواية بكلِّ تفاؤل كما أفعل دائماً .. وبابتسامةٍ مليئة بالأمل قائلة .. " لقد عادَ دارك ::سعادة::"
لأفاجئ بأنّ ما عاد ليسَ دارك وحسب .. بل أحضر معه موجاتٍ أليمة رماديّة داكنة ملأت قلبي تعاسة :بكاء:
الرحمة :بكاء:
أعييييدووو لي قلبي :بكاء: < خلاص خلاص يكفي ميلودراما :تعجب: !


:e107: :e107: :e107:
و ماذا فعلت أنا كي تقتليني ؟؟ :e40f: روحي اقتلي دارك حبيبك يا أختي :تعجب: مالي دخل أنا :لعق:
من الأول و أنا أقنع فيكم إن الفتى شرير بس ما حدا يسمعني :ميت:
ليس ذنبي مثموثة فانا مجرد كاتبة مسكينة :بكاء: أقولك..روحي اقتلي الكي بورد :D :لعق:




حسناً :نوم: . هدأت قليلاً .. نفّست عن غضبي .. :نوم:..

لنعد للأحداث :نظارة:..
لحظة أشرب رشفة من عصير الليمون :نظارة: < جلبت معي العصير كي لا أفتعل جريمة هُنا :تعجب:.. وهل أُلام :تعجب: ؟!

أولاً اعتقد أنكِ مخطئة بترتيب تسلسل الفصول أليس كذلك :موسوس: ..؟
فأنا أذكر بأنني وضعت ردّاً على الفصلين " الخامس والسادس " ..

ماعلينا من التسلسل المهم الفكرة :D


يب وضعتِ رداً و حذف مع الفصول في تلك المشكلة التي ستسجل في التاريخ المكساتي الخالد :D



بالفصل الخامس < حسبَ تسلسلكِ :نظارة:..
أعجبني وبشدّة تغيير تصرفات كلٌّ من دارك وليو بين بعضهم البعض ..
وشكرت توكو على مرضها ذاك لتقريب هذين الشخضين لبعضهما ..
فكما بدى لي أنّ ليو كان معجبٌ من البداية بقوّة دارك وصرامته .. بغضّ النظر عن مقته لغروره .. ولكنّ تلكَ الحادثة التي خصّت توكو أسدلت الستار عن مشاعرهم وعرّتهم من التكبر ليكون واضحاً للعيان صدقهم وشفافيّتهم وطيبة قلبهم .. خصوصاً حينَ علمَ دارك بأن توكو هيَ مثل أخته - بالنسبة ل ليو - .. وبما أن ليو يحرص على سلامة توكو ويحميها من أيِّ سوء , إذن فيجب أن يحبّه كونه يحرص على سلامة مالكة قلبه .. ونفس الشيء بالنسبة لليو على الرغم من أنه يعلم بأنّ دارك يكابر على حبّه لها ولا يحبّ أن يتخلى عن عنفوانه وكبرياءه في حضرتها .. ولكن إلى متى :لقافة: ؟


و سأعيد أنا ما قلته سابقاً على ما حذف من ردودك النارية عزيزتي :أوو:
دارك و ليوناردو مثل فرق الشطرنج ، دارك الفارس الأسود و ليو الأبيض :سعادة2: و الاثنان يكملان بعضهما
فكلاهما يهتم بنفس الشخص و لكن كل بطريقته الخاصة..مع أنني لو بمكان ليوناردو لما سمحت لـ دارك بالاقتراب منها و خصوصاً إذا كانت لدي مثل
شكوك ليو نحوه :نظارة:



قدوم نورا وجيني بالبداية شتّتني وأزعجني بشدّة .. فقد رأيتها فتاةً فضّة تتصرف بعنجهيّة مطلقة غير آبهة حتّى بوالدتها ..
وبمرور الأحداث إتّضحت لي خيوطاً طيّبة في شخصيتها .. وبالنهاية أنا لا أكره نورا أبداً على العكس بل أشفق عليها ..
تأكيداً يجب أن تتصرف هكذا .. حينَ ترى من دمّر حياتها وحرمها من لذّة الأبوّة وعيش طفولتها كما باقي الأطفال ..
وأراها تغار من توكو وتاليا - خصوصاً توكو - فهي الفتاة المدللة التي تربّت تحت ضلّ والديها وكسبت حنانا من أبيها وعاشت في حياة الغنى طوال حياتها ..
لهذا أرى أن غيمة الغيرة والحقد الذي يكسو قلبها لن تضمحلّ قريباً منها :موسوس: .. آمل فقط أن يستطيع ليو تغييرها :صمت: !


بالطبع ستغار من توكو فقط لأنها من حظت باهتمام أخيها الغير شقيق و والدها الذي ظل طوال عمره مشغولاً بامها "فيولا" :لقافة:
الموقف العدائي من توكو اتخذته نورا مبكراً جداً و أعلنت الحرب عليها دون حتى أن تتعرف على طبائعها ، أنتي تأملين أن يغيرها ليو :ضحكة:
و أنا آمل ألا تغيره هو <<< خواطر الكي بورد لست أنا :D



سيبتموس : أكرهه :غول: .. ببساطة ما بعدها بساطة أكرهه !
فبغباءه اللامحدود .. هوَ لم يخرّب عليه مخططّاته ولم يبعد ولديه عن من ملكوا قلبيهم .. ولكّنه بعثر أمور الرواية وعكّر صفو الأحداث وقلبَ كيان توكو - بالاخص - رأساً على عقب ..
على الرغم من أن فعلته هذهِ لو لم تكن حصلت .. لم يكن ليثني نورا وجيني عن ما كانا ينويان فعله .. ولكنّ لولا تدخله لما كرهت توكو دارك بهذا الشكل ولما جعلته يغادر دونَ عودة ..


هذا الشخص يمثل كل الشر بالرواية :نظارة: فإذا كرهتيه منذ الآن فماذا ستفعلين مستقبلاً ؟؟ :غياب:
و لكن هذا ما كان يطمح له منذ البداية..:لقافة: كسر قلب الفتاتين لأنهما و باختصار كون ويلير و شمسه التي يدور حولها :تدخين:
لذا لم يتردد لحظة في إفشاء هذا السر الذي كان يؤجل الاعتراف به لعدة شهور فقط..
أما عن جيني و نورا فهذا ما لم يتوقعه :ضحكة: و لكن عندما تأتي المصائب تأتي كلها مرة واحدة :ميت:



سنتين ؟!
هذا أمرٌ صعب .. صعب للغاية .. سنتين ليست بالفترة القليلة التي يتحملها قلبٌ عاشق يقاسي مرارة الفراق ويلتاع بنار الاشتياق المريرة !
رأيته أمرٌ أقرب للمستحيل أن يبتعد دارك ومايكل عن الفتاتين طوال هذهِ الفترة
إلّا لو كان هناك سبباً قويّاً ومنطقيّا يغفر لهم طولَ هذا الغياب ..
أويكون السبب هوَ خشية رفضِ توكو له؟؟ أو تاليا لاعتذار مايكل ؟!
وهل كانت محاولاتهم لتنقص من قدرهم مثلاً ؟
أعجبني تصرف مايكل كثيراً حينَ صرخ بوجه دارك قائلاً بكلّ عزم أنه لن ييأس ..
ليتَ دارك يحمل نفس إصرار وعزيمة مايكل ..
على الرغم من أنني أرى مايكل يعبث كثيراً ويفتقر للحنكة التي لدى دارك .. إلّا أن تبلّد دارك هذا جلطني :غول: !
حينَ يتعلق الأمر بالقلب وبالمشاعر الصادقة .. وبعدَ طول هذا الغياب الذي استمرّ لسنتين تماما ..يجب أن يكون القلب بحالةٍ من الإهتياج .. أن تكون روحه ملتاعة لمالكتها .. وما مالكتها سوى توكو !
حتى لو كان دارك ذو بأسٍ شديد وعزيمة قوية وكبرياء لا مزحزح له ..
لكنّ القلب العاشق يتعرّى من كل تلكَ القيود بعدَ طول هكذا غياب ..
هذا من الناحية الفلسفيّة التي رأيتها من قراءتي لبعض كتب علم النفس ..
يجب أن يكون لدى دارك سبباً قويّاً يجعله بهذا الصمت!
وإلا فسأقتله :غول: !!


لا يمكنكِ أن تلومي دارك على ابتعاده..لقد تحطمت كرامته لأجزاء صغيرة ثم تحطمت الأجزاء لأجزاء أصغر فأصغر وقت صرخت توكو
بوجهه ليرحل :لقافة: لقد انتظر منها الوقوف معه و تصديقه..بل الثقة به فهذا ما تفعله الحبيبة .
و بما أن فتانا عنيد لأقصى درجة ، فمن المستحيل أن يبدأ هو بالخطوة الأولى :ميت:
لكن عن حالات الاشتياق التي تتحدثين عنها ستجديها كنوبات مرضية تظهر لدى دارك لحظة و تختفي لحظات :غياب:
ربما يراها مذنبة و ربما يدرك أن حجم خطئه كبير لا يغتفر !! فلمَ المخاطرة بما تبقى له من كرامته و طلب سماح لن ينفذ ؟؟ :لقافة:
مايكل من ناحية أخرى يعيش على مبادئ مخالفة لـ دارك تماماً...و هذا يتضح في أسلوبه و فلسفته بالحياة :ضحكة:
و في علم النفس ستجدين أن أغلبية الأشقاء الصغار بهذا الطبع ، عندما يكون الأخ الكبير أكثر عنداً ، حكمة ، هدوءً تجدي الصغير
تجسيد للصفات المعاكسة تماماً..ربما كنوع من أنواع لفت الانتباه :لقافة:
لذا سيكون هو من يركض و يقف تحت الشرفات ، و سيكون هو الأكثر تضحية..!



ليو ..
حسناً ليو كان القشة التي قصمت ضهر الحمار ogre !
بالفعل يعني .. أستغرب لأمر هذا الـ ليو ..كيفَ لهُ وأن يعامل أخته الروحيّة بهذا الشكل ؟!
كيفَ لهُ أن يتركها وكيفَ لهُ أن يراها وأبيها سواسية !
أراه قدْ وضعَ لتوكو عقاباً على شيءٍ هيَ لم تفعله !
بعدّ تلكَ الفاجعة كانت محتاجة لسندها الذي كان دوماً وأبداً معها ..
حينَ كانت دوماً ما تقول له " لا أعرف مالذي كنتُ سأفعله من دونك .. " فيجيبها بثقة " ستكونين بأفضل حال " أنا ضدّة وبشدّة ..!
فلو أنه بالفعل يعرف توكو لما كان ليقول هذا الكلام وخصوصاً حينَ حصل الأمر وانكشفت كلّ الحقائق ..
ومن الناحية الأخرى أنا معه بشكلٍ بسيط حينَ علمَ بالفاجعة ومن هوَ بالفعل وكيفَ كان يعامله ويلير كخادم وهوَ من المفترض أن يكون سيّد قصر وما إلى ذلك ..
له كلّ الحق بالحقد على ويلير وكرهه والابتعاد عنه وحتى مغادرة القصر أنا لا أنكر هذا ..
ولكن أن يترك توكو تتخبّط بين جدرانِ اليأس هكذا .. آلمني وبشدّة
فقد تعرّضت توكو لصدمة ثلاثية ..
والدها.. ليو .. ودارك !!
وكأنّ الثلاثة باتو ينهشو وجدانها من كلّ جهةٍ غير آبهين لقلبها الذي ينزف .. كالنسور التي تنهش بلحمِ فريستها ..! كيفَ لهم أن يتعاملو معها بهذهِ القسوة .. أنا أعني ليو ودارك تحديداً .. والدها آذاها بصورةٍ غير مباشرة .. ولكنّ ليو ودارك أذوها بالرحيل وكانت هذهِ طعنةٌ أليمة نزف قلبها إثرها كثيراً حتى أحالها كجثّة لا روحَ فيها . بعدَ كلّ تلكَ الفترة الطويلة أنا لن أصدم لو كانت توكو بلا مشاعر حتّى ! فهوَ أمرٌ صعب أن تغدر من اقرب ثلاثة إلى روحك .. الأب, الأخ .. والحبيب!
دارك وغيابه ..
ليو وغدره لصداقتهم الطويلة الأمد..
وأبيها لما فعله بعائلة ليو ..


لا تقسي على ليوناردو مثموثة :بكاء: هو أيضاً عانى في ذلك اليوم مثل توكو تماماً..
و وجود عمته و ابنتها جعله متشتتاً..إنهما جانب أساسي من حياته لم يختبره و لم يعرفه قط :صمت:
عالم خفي بالنسبة له لطالما شعر هو و توكو بوجوده و ها هو أمامه فاتحاً ذراعيه له..فهل سيتركه ؟؟!
مساواته لـ توكو بوالدها كان صعباً و خطئاً بلا أدنى شك..و لكن يومها اختل ميزان الأمور و اختل عقله معها :محبط:
و عن جملته لـ توكو ، كانت هذه بمثابة علامة لها..لم يكن عليها هي الأخرى أن تظن أنه سيبقى معها للأبد !!
كان عليها أن تتركه حراً بلا قيود..ربما هو أراد الرحيل و منذ زمن لكن قيدها طوقه لدرجة الاختناق :ضحكة:
صدمة توكو الكبرى برأيي كانت في أبيها..الذي ظنت أنه بالفعل كل ما تملك في هذه الدنيا خصوصاً بعد وفاة والدتها ، ربما أيضاً صدمتها
فيما خبأه الماضي و ما لطالما أقنعها به من مبادئ خالفها جدها و عمها..تكتشف أخيراً أنه لا يختلف شيئاً عن كلاهما..:ضحكة:



مؤسف هوَ ما يحصل معها ..
ولها كلّ الحق بأن تثور وتتعامل معهم بجفاء ..
موقفها في الحفل أعجبني .. وبشدّة كبيرة أعجبني !
وحتى أن عيناي التمعت فخراً لجوابها القويّ على ليو .. لقد أخرسته وجعلته يعيد حساباته!
يستحقّ :تعجب: !
هوَ ودارك . كلاهما يستحقّان ..
وأعتقد أن الاثنين سيتواجهان ويكثّفا جهودهما بصورةٍ مباشرة أو غير مباشرة من أجل استعادة توكو ..
وأثناء هذا أنا أقف خائفة من تفكيرها .. خصوصاً من تواجد نيك هذا ...
أعتقد بأنها ستقدم على عملٍ طائش .. كأن تقول له لنتزوج مثلاً .. =_=
لا أدرِ ولكنّ الأمر لن يكون بذاتِ الهدوء الحالي خصوصاً بعدَ انفجار توكو أمام الجميع هكذا ..
سيحصل أمرٌ سيء .. هذا ما أنا مترقبة لهُ وأخشاه بذاتِ الوقت.!


هذه المواجهة التي ظلت توكو تتجنب التفكير بها طوال العامين ، أو ربما حاولت أن تقنع نفسها باستحالتها :جرح:
عن الانفجارات..أسألي الكي بورد أنا مالي دخل :تعجب: :لعق:



أما بخصوص تاليا وتاماكي .. فأعتقد أن البرود من ناحية تاليا سيكون واضحاً لتاماكي .. وسيبدأ بالبحث عن تاريخها مع مايكل والنتيجة لن تسرّه خصوصاً من تلكَ الفتيات الثرثارات .. !!
أعتقد أن التوتر سيكون حفيل الأحداث القادمة ..
وأنا أقف متوجسّة خطرَ هذا التوتر ونتائج فعل الشخصيات إثرها ...

على الرغم من أنني استشطتُّ غضباً .. ولكنّ الفصول بكلّ جماليتها ورماديّتها وطابعها الارستقراطيّ الذيذ أعجبتني ..
أسلوبكِ بالوصف والسرد الهادئ الرزين يروق لي .. دوماً ما كان ودوماً ما سيكون ..
وفّقكِ الله فروستي .. بانتظار الفصل الجديد على نارٍ زرقاء :بكاء: ! < أشدّ درجات النيران حدّة :نظارة: ...~
كوني بخير .. بحفظِ الرحمن :أوو:


تاليا هذه مسكينة و الله :محبط: في اعتقادي أن توكو مهما كان ما تعرضت له فاختيارها سيكون لمن يحبها حقاً و هي تعرف من يحبها حقاً
لكن المشكلة في أن جروح من نحبهم هي الأكثر إيلاماً على الإطلاق :ضحكة:
بينما تاليا هنا بين نارين ، فكلا الشابين صادق تماماً بحبه لها..و كلاهما على استعداد للتضحية :غياب: ففي هذه الحالة أياً كان اختيارها
فسيترجم من قبل البعض على أنه أنانية بحتة :تعجب:

ربي يخليكِ مثموثة على ردك الممتع :أوو: صدقيني تمتعت كثيراً بينما أصوغ إجابات على كل نقطة ذكرتيها
لذا أدامكِ الله لي خير متابعة :سعادة2:
بإذن الله لن أتأخر :اوو:
دمتِ بحفظ الرحمن~

ΐηѕρΐяαтΐση
12-09-2013, 23:30
إليك ما سأفعل
سأنهي الجزء الأخير من الرواية التي أقرأها حالياً
وأرد علي واحدة
ثم تجدين الرد الذي وعدتك به هنا
انتظريني إذاً في الغد علي الأكثر إن شاء الله



و إليكِ ما سأفعله أنا لأني أنام على الكي بورد الشريرة :ضحكة:
سأعود غداً بإذن الله تعالى مع بقية الردود..:سعادة2:
دمتم بحفظ الرحمن~

Šiļěnť Řoŝe
13-09-2013, 00:05
شريييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييره :غول:
كنت في قمة النعاس وتوجهته للفراش وفجأة قررت فتح اللاب
ووقعت عيوني على قصتك وكانت الساعه 11 ونصف ليلا
ومع اخر كلمه من اخر بارت صعقت بالساعه 3 فجرا
سانتقم منك شر انتقام :غول:
وادعي الله ان ياتي ردي سريعا لست فصول كامله :تعجب:
ولي كلام اخر معك ستجدينه في ردي

هرووووووووووووووووووووووووب الى النوم :سعادة2:
سلااااااااااااااااام :d

Marsilla
16-10-2013, 21:10
البارت
:e411:

Marsilla
16-10-2013, 21:10
فاجئتني بتغيير اسمك :e40e:

ΐηѕρΐяαтΐση
20-10-2013, 08:55
أدري أنني مهملة بحق هذه الرواية و لكن و الله سأضع بارت قريبا :مرتبك:
فقط انتهي من بعض امور الجامعة التي تشغلني حاليا :سعادة2:
+
ميسا تشان :d
احب المفاجآت :لعق:

Marsilla
20-10-2013, 18:09
:e412:
:e40a:

Marsilla
06-11-2013, 19:56
البارت:e416:

Marsilla
31-01-2014, 19:55
:e023:

Marsilla
14-04-2014, 15:40
:e411:

ملكة المطر
22-05-2014, 13:21
السلام عليكم
رجاءا اختي اين الفصول البقية
اشتقت لدارك
رجاءا اكملي


لانني بدات اكرة القصص بسبب بعض الكتاب يتركوهن بالمنتصف لهذا رجاءا لا تكوني منهم