PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : مع الله في أيام الشهر الفضيل ...



shymaa ali
08-07-2013, 11:33
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1926227&stc=1&d=1381102952




http://im33.gulfup.com/Bj6La.jpg (http://www.gulfup.com/?3zEiFr)

الحمد لله الذي مد الأرض ورفع السماوات وصلاة الله وسلامه علي خير الأنام ونور الأيام سيدنا محمد عليه وعلي آله وصحبه خير الصلاة وأفضل السلام وبعد :


أسعد الله صباحكم وساءكم بكل خير رواد عالم النور
ساعات قليلة تفصلنا عن معرفة فتوي دور الإفتاء حول رمضان وهل هو غداً أم بعد غد
ولكن هل تعرفنا علي هذا الضيف الكريم حفّ المعرفة حقاً ؟
هل اتفقنا مع الله كيف سنستقبل أيامه العطرة ؟؟ ... كيف سنزين حدائقة اليانعة ؟

إن الله قد وضع لعبيده فرصاً في كل لحظة وفي كل ثانية ... في كل أسبوع وفي كل شهر وفي كل عام
فهذا فرصة العام ..
http://im37.gulfup.com/2Od9S.jpg (http://www.gulfup.com/?17unap)

إننا هنا نتناول هذه المواضيع ..
- بطاقة تعريف .. شهر رمضان
- بطاقة تعريف .. الصوم والصائم
- شبهة يضل الله من يشاء
- ابدأها بتوبة نصوح




يتبع .. أرجو عدم الرد

shymaa ali
08-07-2013, 11:41
http://im39.gulfup.com/n8zkh.jpg (http://www.gulfup.com/?2cjrlp)

بطاقة تعريف ... شهر رمضان


روي الطبراني عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال يوماً وقد حضر رمضان :" أتاكم رمضان ، شهر بركة ، يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ، ينظر الله إلي تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل "
فالنبي صلي الله عليه وسلم يرَّغب أمته في استقبال هذا الشهر الكريم أفضل الاستقبال فيخبرنا أنه شهر بركة ويغشانا الله فيه أي يحوطنا بعنايته ورعايته التي من مظاهرها إنزال الرحمة وحط الخطايا واستجابة الدعاء ، فيغفر الذنوب ويكفر السيئات . فرصة للمسلم يتطهر فيها من أدرانه ومن غفلات قلبه ومن أرجاس حسه ومن أهواء نفسه ومن آثار خطاياه طوال أحد عش شهراً مضت عليه .
ينظر الله تبارك وتعالي إلي تنافسنا في الخيرات وتسابقنا في الطاعات فيباهي بعباده المؤمنين ملائكة السماوات ، يقول : انظروا إلي عبادي كيف تركوا شهوتهم ولذتهم وكل ما يرغبون فيه ؟ تركوا ذلك من أجلي .
يباهي الله بنا ملائكة السماوات ، فأروا الله من أنفسكم خيراً .
لهذا يقول نبينا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم : فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من حرم في هذا الشهر رحمة الله عز وجل "
أي إذا لم يغفر له في رمضان ، والمغفرة توزع ليل نهار ، والمنادي ينادي :" يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر " ، إذا لم يغفر له الآن فمتى يغفر له ؟!
فيا خيبة هذا المحروم البائس ، وبعداً لمن أدرك رمضان فلم يغفر له !!



http://im39.gulfup.com/SB9aE.jpg (http://www.gulfup.com/?Ke3ZBZ)

بطاقة تعريف .. الصوم والصائم


ننتقل إلي نقطة أخري وهي الصائم والصوم نفسهما ، كيف صيامه ؟ وما جزاؤه ؟ فها يجيبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما روي الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم ، فإنه لي ، وأنا أجزي به . والصيام جنُّة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم ، إني صائم . والذي نفس محمد بيده ، لخُلُوف فم الصائم أطيب ند الله من ريح المسك . وللصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه ."
الخلوف هو تغير الفم .
في هذا الحديث يروي لنا النبي صلي الله عليه وسلم عن ربه عز وجل ف الحديث القدسي عن التشريف والتكريم الذي خص به الله شهر رمضان ، وإنما كرم الصوم فنسبه إلي نفسه دون العبادات كلها لما لهذه الفريضة من خاصَّة لا توجد في غيرها .
هذه العبادة لم يعبد بها غير الله سبحانه .. كل العبادات عبدت بها الآلهة المزيفة والأصنام التي عبدها المشركون علي مر العصور .
وقالوا أيضاً : إن في الصوم خصيصة لا توجد في غيره ، وهو أنه لا رياء فيه ، حيث إنه مجرد إمساك وكف وامتناع لا يراه الناس إلا إذا أخبر الإنسان عن نفسه أنه صائم .
ثم هناك أمر آخر وهو ما في هذه العبادة من مشقة ؛ حيث يجيع الإنسان بطنه ، ويظمئ نفسه ، ويدع شهواته كلها لله سبحانه .
والمراد بقول الله " وأنا أجزي به " أني أنفرد بعل ثوابه وتضعيف حسناته . هو وحده الذي يتولي جزاء الصائمين بنفسه ويعطيهم بيده ، والأعمال تتفاوت في جزائها ؛ هناك عمل بعشر أمشاله ، وعمل بسبعمائة ضعف ، وهناك عمل بمثله ، وعمل لا يعلم جزاءه إلا الله .
ثم يقول النبي صلي الله عليه وسلم في تتمة هذا الحديث مبيناً نوع الصيام الذي يستحق أن ينسب لله فقال عنه : " الصيام جنة "
والجنة هي الدرع والترس ، فهي درع يقي صاحبه من الآثام والمعاصي في الدنيا ويقيه من النار في الآخرة وهذا ما لم يخرق هذه الجنة بكذب أو غيبة .
يخرق هذه الدرع بالغيبة ، بالكذب ، بالمعاصي التي تخدش الصيام وتجرحه وتزيل أثره ، فلا يؤدي إلي التقوى التي ه ثمرة الصيام ورتبها الله عليه في كتابه حيث يقول :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"
كما جاء في الحديث الآخر :" من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " أي لا قيمة لصومه عند الله عز وجل .
ثم يقول النبي صلي الله عليه وسلم :" فإذا كان صوم أحدكم ، فلا يرفث ولا يصخب " أي عليه أن يحفظ صيامه من الرفث وهو الكلام في الأمور الجنسية وكل كلام قبيح .
ولا يصخب أي لا يصيح ولا يرفع صوته علي الناس . ليضبط أعصابه ، ليملك أمر نفسه ولا يجعل صومه شجاراً ويجعل يومه قتالاً مع الناس .
لا ، فإنما جعل الصوم لتربية الإرادة وتهذيب النفس .
" فإن سابه أحد أو قله فليقل إني صائم إني صائم " أي لا ينبغي أن يقابل السيئة بالسيئة وإنما يقابل السيئة بالحسنة فإذا كان هذا شأن الناس جميعاً فهو أولي بالصائم .
هذا هو الصائم الذي يقبله الله ، والذي حلف النبي أن خلوفه "أطيب عند الله من ريح المسك "
وخلوفه هي رائحة فمه المتغيرة من ترك الطعام والشراب طول النهار . هذه الرائحة التي قد ينفر منها بعض الناس هي أطيب عند الله تبارك وتعالي من ريح المسك .
ثم ختم النبي هذا الحديث ببشارة للصائم عن فرحتين جعلهما الله له ، فرحة في الدنيا وفرحة في الآخرة .
فأما فرحة الدنيا ف" إذا أفطر فرح بفطره " أي بأن عادت حريته في الأكل والشرب والتمتع بطيبات الحياة وأما فرحة الآخرة ف" إذا لقي ربه فرح بصومه " فهي الفرحة الكبرى يفرح فيها حين تناديه الملائكة فيمن تنادي :" كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية " ... يفرح إذا فتح له باب الريان الذي لا يدخل منه إلا الصائمون فإذا دخلوا أغلق ولم يدخل منه أحد بعدهم والله أعلم .



http://im39.gulfup.com/SB9aE.jpg (http://www.gulfup.com/?Ke3ZBZ)



يتبع .. أرجو عدم الرد

shymaa ali
08-07-2013, 11:46
http://im41.gulfup.com/TQhXN.jpg (http://www.gulfup.com/?RPdYZ5)

شبهة يضل الله من يشاء

هذا وإذا كان شهر رمضان شهراً أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران بإذن الله تعالي وجب أن نلفت النظر إلي كون هذه الميزات بعيدة عن المتناول إلا من عمل صالحاً وأصلح علاقته مع ربه في هذا الشهر الفضيل فعلي الواحد منا أن يتوب إلي الله توبة نصوحاً وأن يستغل وقته كله في الطاعة وليس غيرها ولكن هاهنا في موضوع التوبة إشكالية خطيرة وشبهة كبيرة تمنع الكثيرين من التوبة إن كان في رمضان أو غيره علي حد سواء ..
إنها مسألة استغلها أعداء الإسلام بصورة بشعة ورددها خلفهم آلاف المسلمين وللأسف الشديد دون تمعن أو تدبر في مفهوم هذا الكلام .
هم يقولون إن قرآنكم أخبر أن إلهكم هو الذي يضل من يشاء ويهدي من يشاء فإذا كان الأمر كذلك فلماذا يعاقب المسيء بالنار ؟
إنهم يريدون القول بأن القرآن الكريم فيه تناقض علي غرار كتبهم من التوراة والإنجيل أي كما نقول نحن عن الأخطاء والتحريف الذي فيهما فهم هنا يقولون كتابكم ليس بأحسن من كتبنا ودليل ذلك هذا السؤال ، فتعالوا نتجول معاً في معاني هذه القضية التي لها شقان .
الشق الأول هو قوله تعالي : " يَهْدِى مَنْ يَشَاءُ" والهداية لها مفهومان .. الأول هو البيان والتوضيح والثاني هو التوفيق والاصطفاء ، فالله تعالي قال لرسوله صلي الله عليه وسلم " وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " وهو المعني الأول للهداية فهو صلي الله عليه وسلم يبين ويوضح لنا وللبشرية جمعاء الركائز الأساسية للدين فيصبح المسلم واعياً فاهماً لأمور دينه ويصبح غير المسلم مدركاً لكينونة هذا الدين ولكنه جل شأنه قال أيضاً " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِى مَنْ يَشَاءُ" وهنا يأتي دور المعني الثانية للهداية وهو التوفيق لما سبق توضيحه فهو بإرادة الله تعالي كأنما يقول أنت يا محمد ترس للناس الطريق الصحيح وتخبرهم كيف يسيرون عليه بخطيً ثابتة ولكن الله وحده هو من يوفق ويختار ويصطفي من سيمشي علي هذا الطريق معتنقاً الإسلام حقاً فلا إرادة فوق إرادته ولا سلطان يعلو علي سلطانه ، هذا و الشق الأول .
وأما الشق الثاني وهو أصل الجدل المثار وهو ما سيطول الحديث فيه وهو " يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ " فكيف يكون هذا ؟؟
إذا اتبعنا سؤال أعداء الإسلام ، أي لماذا يدخل المسيء النار عندما يكون الله هو الذي يضل من يشاء فإننا نصل إلي نقطة وهي أن المحسن لا يدخل الجنة أيضاً كونه لا يفعل هذا الإحسان بإرادته فالله هو الذي يجبره علي فعل الخير كما يجبر المسيء علي فعل الشر ، فنحن هنا قد جاوزنا حدود الصواب فإذاً كيف الأمر ؟؟
صلوا علي رسول الله ..
مازال الكلام بعيداً عن أذهان القراء ولكن الله تعالي يقول في سورة الأنعام مخبراً عن هؤلاء العاصين الذين يحتجون علي معصيتهم بالقضاء والقدر :" سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ" فهم يقولون أنهم لا يكفرون بإرادتهم المحضة وإنما لأن الله لم يشأ لهم الإيمان فيرد الله علي هذا القول ويعلمنا كيف نرد عليه بكل سهولة ولكنه أولاً يذكر في مواشع عدة من القرآن هذا القول ثم يتبعه بالرد في سورة الأنعام قائلاً :" قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّة الْبَالِغَة "
قل يا محمد .. ليس هناك كلام بعد كلام الله ..
هذه هي الإجابة يوجهها الله لهم علي هيئة أسئلة عدة يجيبونها بأنفسهم فيصلون إلي الجواب .. السؤال الأول : هل تؤمنون أنتم أن الله هو بكم ورب كل شيء ؟؟
الإجابة هي الموافقة بكل تأكيد فانتقل جل وعلا إلي السؤال الثاني وهو : هل يوجد بين الله وبين أحد خلقه نسب أو منفعة ؟
نفي مؤكد كان الجواب هاهنا فليس لله مصلحة عند أحد من خلقه ولا منفعة وليس بمستفيد شيئاً من علاقته كهذه وهنا يجئ دور السؤال الثالث وهو هل يظلم الله أحداً ؟؟
إنه سؤال معروف إجابته قبل أن يطرح بكل تأكيد ولكن الله أراد أن يسمعها من الكفار أنفسهم تمهيداً للرد الصارم علي قولهم الباطل فيجيبون هم بالنفي فلا يمكن أن يظلم الإله أحداً لأن الظلم هي نقيصة في البشر والإله ينبغي أن يكون منزهاً عن كل نقص ويشمل ذلك العدل .
فإذاً خرجنا من هنا بثلاث .. أنتم أيها الكفار العاصون تؤمنون أن الله هو الإله وهو ربكم ورب كل شيء ، قالوا نعم . أنتم أيضاُ موقنون بأنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب ولا مصلحة ولا منفعة ، فقالوا نعم كذلك . في النهاية أنتم تؤمنون ك1ذلك بأن الله لا يظلم أحداً فجاءت الإجابة كابقاتها أيضاً .
فالآن يحين دور الرد الأول المسكت لهؤلاء .. الله تعالي ، كيف كانت ردة فعله علي عصيان الأمم السابقة لرسلها ؟ هل عاقبهم أم تركهم هكذا ؟ أم هنأهم علي الكفر ؟ أم ماذا فعل الله عز وجل ؟
لقد عاقبهم بكل تأكيد فمازالت الآثار باقيةً تشهد علي ذلك ويكفينا قوله في كتابه العزيز :" فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ" فإذا كان الله أجبرهم علي عصيان رسله والكفر برسالاتهم فإنه لم يكن ليعاقبهم فهذا ظلمٌ بينٌ فكيف يعاقبهم علي فعل شيء أمرهم به من الأصل ؟ وقد أجمعنا منذ قليل أن الربَّ يستحيل أن يظلم أحداً وليس له في ذلك مصلحة ، هذه نقطة .
النقطة الثانية هي : هل اطَّلع هؤلاء علي اللوح المحفوظ فوجوا أنهم سجلوا فيه كفاراً عاصين وبالتالي فهم مجبرون علي ارتكاب المعصية والكفر بالله عز وجل ؟؟ هل تيقن السارق أنه كتب عند الله سارقاً فلا يجد بداً من السرقة ؟ أم هل تيقن الزاني أنه كتب في اللوح المحفوظ زانياً فيزني ؟ هل تأكدت المرأة أن الله كتبها العة للحجاب فإذ بها تجد نفسها خالعةً له بلا إرادة منها تنفيذاً لإرادة الله ؟
بكل تأكيد لا ! فيالعجب !! .. أهؤلاء يخمنون أن الله كتب عليهم ذلك وأن هذا قدرهم فيفعلون ما يفعلون افتراءً علي الله بغير علم ؟!
هؤلاء أنفسهم هم من قال فيهم المولي سبحانه :" كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا" هذا شطر وأما الشطر الآخر فهو قوله أيضاً :"قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا" ، هل عندكم أيها المدعون معلومة عن كيفية الاطلاع علي اللوح المحفوظ لتعرفوا منه من أنتم عند الله فتسلكوا هذه الطرق اختصاراً ؟؟ إن كان الأمر كذلك فهلا أخبرنا أحدكم عنها لنعرف من نحن أيضاً !!
" هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون "
هؤلاء إذاً محكمتهم عوجاء يلتمسون لأنفسهم العذر ليبيحوا لها ارتكاب ما حرم الله ، ونعرض الآن مثالاً علي ذلك ..
أنت خارج من باب المسجد فرأيت سيارة أحد أولئك الذين يرتكبون المعاصي وعندما نصحته شكي لك أنه مسكين مجبور علي ما يفعل لأن إرادة الله جاءت هكذا فانحنيت والتقطت حجراً ألقيت به علي زجاج سيارة صاحبك هذا فكسر فإذ به يصرخ ويعوى ويهددك بأخذك إلي الشرطة ومحاسبتك إذا لم تصلح ما فعلت فما عليك أخي الكريم إلا أن تقول له : وما ذنبي إن كان الله أراد أن أفعل هذا ؟! كيف تعاقبني وأنا وأنت في نفس المركب ؟!
وانظروا أيها السادة الكرام كيف سيكون الرد علي قولكم هذا ، فسبحان الله !! يحلون لأنفسهم المعاصي ويستنكرون علي غيرهم فعلها !!
إذاً فقد وصلنا إلي الإجابات الآن ..
1) الله تعالي لا يظلم أحداً
2) أنت لم تطلع علي اللوح المحفوظ لتعلم أن الله كتب عليك هذا فتختصر علي فسك الطريق وتفعله
3) كن علي قول واحد ، واتبع قانوناً واحداً ؛ بمعني أنك لا ترضي أن يرق أحدٌ مالك أو يخرب أحد ممتلكاتك فلم تحاسبه في الوقت الذي توقن أنت فيه أن الله كتب عليه هذا كما كتب عليك غيره والمكتوب علي الجبين تراه العين ؟
4) لننظر إلي آيات القرآن الكريم .. إن عقيدتنا وديننا الإسلامي الحنيف أخبرنا أن هذه الآيات الكريمة توضح كل شيء ، فإذاً أولا تخبرنا هذه الآيات أن الله تعالي جعل الكون علي سنن ثابتة ؟ وإننا نعلم أن السنن هذه لا تتغير ولا تتبدل سواء كان الإنسان مسلماً أو غير مسلم .
إن من هذه السنن أن الطعام لا يصل إلي الجوف من تلقاء نفسه وإنما علي الإنسان أن يمد يده إليه فيضعه في فمه فيبتلعه ، أليس كذلك ؟ لنقم إذاً بهذه التجربة البسيطة لنؤكد علي ما وصلنا إليه من خطأ هؤلاء الناس وهي :
أنت تقول أن كل شيء مقدر ومكتوب فتعال إذاً ، سنجلسك أمام مائدة عليها ما لذ وطاب من أنواع الطعام ولكنك ممنوع من مد يدك عليها فالله كتب أنك ستعيش مدة معينة وستأكل الطعام في لحظة معينة فإذاً ضع يديك إلي جوارك وانتظر أن يجد الطعام طريقه إلي جوفك ، فإذا قلنا لك هذا تجد نفسك تتهمنا بأننا نحضك علي قتل نفسك ، أولست قلت منذ ثوان معدودة أن ما كتبه الله هو ما سيحدث ؟ فلماذا لا تنتظر حدوثه إذاً فلا تشق علي نفسك ؟
الجواب هنا حاضر أيضاً وهو الأخذ بالأسباب ، فإذا وصلت لهذا الجواب فإذاً لقد وصلنا .. أليس الأخذ بالأسباب في هذه يعني أن الإنسان مخير يأكل متى شاء ويمسك عن الأكل متى شاء كذلك ؟ فإذاً لا تبحث لنفسك عن عذر للمعصية والانحراف عن أوامر الله وسنة رسول الله .
الله تبارك وتعالي منحنا إرادة لنا أن نختار بها طريق الخير أو الشر ، هذا ما وصلنا إليه ، وهناك أيضاً أن الله بقدرته الله يعلم الإعجازية ما ستختاره أنت دون وضع أي مؤثرات أو ضغوطات تتحكم في ردك .
كيف هذا ؟! إن الله تعالي قد كتب علي كل واحد منا مذ كان جنيناً في بطن أمه أين يولد ومتى يموت وشقي هو أم سعيد فلماذا أوجب العمل علي كل إنسان إن كان يعلم ما سيئول إليه حاله ؟
لما عرض هذا الأمر علي الرسول صلي الله عليه وسلم قال :" اعملوا فكلٌ ميسرٌ لما خُلِقَ له "
أنت لم تدرك بعد أيها الإنسان ولم يستوعب عقلك كيف خلقك الله من العدم فكيف تريد لعقلك المحدود أن يدرك الطريقة التي يوفر الله لك بها الاختيار بين طريق الخير وطريق الشر دون أن يوقع عليك أي ضغطٍ يدفعك لاختيار أي منهما وفي نفس الوقت يعلم ما ستختاره أنت ؟!
إن هذا جزءٌ من عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر التي لا يكتمل إيمان المرء إلا بها وليس علينا إلا كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم أن نسعى وعلي الله التوفيق .
هكذا قد اتفقنا أن الله تعالي لا يضع أمام الواحد منا مانعاً يمنعه من التوبة إلي الله عز وجل فإذاً بات الدور علي هذه التوبة ، لنتعرف علي مفهومها وكيفيتها وموانعها التي تضعها النفس أمام الإنسان لتحول بينه وبين رضا الله عز وجل والفوز بالجنة

http://im41.gulfup.com/LYbR8.jpg (http://www.gulfup.com/?tuv5bO)


يتبع .. أرجو عدم الرد

shymaa ali
08-07-2013, 11:49
http://im41.gulfup.com/SLIYL.jpg (http://www.gulfup.com/?3qXw3y)

ابدأها بتوبةٍ نصوح ..

روي مسلم في صحيحه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال وهو الصادق الأمين :" يا أيها الناس توبوا إلي الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة . "
إذاً فإن التوبة واجبة علي كل مسلم ، فإذا كان خير الأنام صلي الله عليه وسلم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يتوب إلي الله في اليوم الواحد مائة مرة فما شأننا نحن الذين ملئت صحفنا بالأخطاء ليس لنا أمل إلي الوقوف علي باب الله ضارعين راجين رحمته التي وسعت كل شيء ؟!
هذا هو المولي جل شانه وتعاظمت قدرته ، يفتح أمامنا الأبواب المغلقة ، ويسهل علينا السبيل فيقول :"وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "
إنه سبحانه يعلم أن كل ابن آدم خطاء ، ويعلم أيضاً ان خير الخطائين التوابون ، فلا يضر الواحد منا أن يخطئ مرة ولكن يضره إلا يسرع إلي الله منيباً إليه ، تائباً ,.. يضره أن يستمر علي خطئه ويتغافل عن أبواب الله المفتوحة ، فيتجاهل قوله تعالي :" إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً{17} وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّى تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً{18}"
إن الله تعالي هنا ينهانا عن ارتكاب الذنب ما دمنا قد علمنا عن كونه ذنباً ولكن هذا لا يمنع أن آدم أبا البشر قد نسي فنسيت ذريته وجحد فجحدت ذريته ، فمن أخطأ يلجأ إلي باب الله المفتوح يرتجي رحمته ، ولكن ليس معني هذا أن التوبة هي كلمات تقال هكذا يجدها المرء سهلةً علي لسانه كلما تمادي في الذنب قالها ، وغنما هي مزيج مركب من قواعد اساسية ، اولها الندم علي المعصية ، وثانيها النية الصادقة ، ثم ثالثاً وأخيراً العمل الصالح .
الندم علي المعصية ، والأسى ، والحزن ، والخوف من الله سبحانه وتعالي ... إن الله هو التواب الرحيم .
النية الصادقة والعزم علي ترك ما فات من المعاصي والاتجاه إلي الله عز وجل علَّه يتجاوز عن سيئاتنا ويغفر لنا ..
العمل الصالح وإبدال السيئات بالحسنات ، وهو قرينة التوبة ، كما قال تعالي :" إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ."
إن الله تعالي يتوب علي العبد فيتوب العبد فيقبل توبته ، وليس علي الواحد منا إلا أن يطرد اليأس ويبعد عنه وسوسة الشيطان ويسارع إلي الله استجابة لقوله :"قُلْ يَا عِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54)"
فالله تعالي يخبرنا أن نهرع إليه فهو وحده يقبل التوبة وليس لغيره ذلك ، وقد قيل لرابعة العدوية مرة : إذا تبت ، تاب الله علي ؟ فقالت : يا هذا ، إذا تاب الله عليك ، تبت . ثم قالت للسائل : أما سمعت قول الله تعالي :" ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" ؟
فإذا كان الله يفتح أمام الإنسان باب التوبة كل يوم وكل ليلة فيتنزل بالنهار ليتوب مسيء الليل ويتنزل بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده في كل ليلة فيقول : هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟
إذا كان كل هذا ، فماذا يمنع الإنسان من التوبة ؟ ..
إنها النفس البشرية الأمارة بالسوء .. إنه الشيطان الرجيم الذي لا يريد لابن آدم الذي فضله الله عليه فأمره بالسجود له أن يكون في الجنة ويتمتع بنعيم وعده الله به فيها ، فلماذا يكون هو عليه لعنة الله وحده في النار خالداً فيها وبئس المصير ؟؟
إنه يضع الموانع والعقبات أمام الإنسان لينعه من الرجوع إلي الحق ، وأول هذه هي التسويف ..
إنه إذا رأي الإنسان يتوب في هذه اللحظة يأتيه من باب ضعف نفسه فيؤجل التوبة إلي غد أو بعد غد أو بعد شهر أو بعد عام حتى لا يجد نفسه إلا وقد وافته المنية وصحيفته مليئة بالذنوب التي لم يستغفر الله عليها ولم يتب إليه كما مره بل تمادي في الطغيان ، فكلما أراد التوبة وسوس له شيطانه أن افعل هذا الذنب ثم تب بعده ، فلا يزال هكذا حتى لا يتوب ابن آدم أبداً ..
الأمر الثاني هو الاستهانة بالمعصية ، وما أعظمه من أمر !! إنك أيها الآدمي الضعيف تستهين بهذا الذي عصيت به الله فتؤجل التوبة لما تراه أنتي أعظم ؟!! إذاً فاعلم أن هذا الذي تراه أعظم لن يأتي أبداً وأنك ستستصغر كل ما تقوم به .
روي البخاري عن ابن مسعود :" المؤمن يري ذنبه كالجبل ، يخاف أن يقع عليه ، والمنافق يري ذنبه كذباب وقع علي أنفه فقال هكذا وهكذا أطاره عن أنفه "
إن الذنب الوحيد الذي لابد أن يخشى الإنسان عقابه هو ذاك الذي يقول فيه : ليت كل ذنوبي مثل هذا ! استصغاراً له ..
المانع الثالث من موانع التوبة هو الاتكال علي عفو الله ، فنصبح كاليهود الذين " يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا " ... سبحان الله !! يرتكبون الذنب مراتٍ ومراتٍ ثم ينظرون إلي عفو الله ولا ينتظرون عقابه وهو الذي قال " وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَاب " ؟؟
أيها الإخوة الكرام ، " سارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض " أعدها الله لعباده الصالحين .. لا تدخلوا رمضان إلي وقد نويتم نية توبةٍ صادقة تثبتونها بأعمال صالحة علي مدار ثلاثين يوماً مفتوحةٍ فيها أبواب الجنان ، تتنزل فيها رحمات الكريم المنان ، فتصبح هذه الأعمال عادة لنا فيما سواه .
قال بعض الصالحين :
ما بال قلبك ترضـــي أن تدنسـه * وثوبك الدهر مغسول من الدنس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها * إن السفينة لا تجري علي اليبس
أسال الله عز وجل أن يتوب علينا ويوفقنا إلي التوبة الصحيح النصوح .
اللهم متعنا بالنظر إلي وجهه الكريم واسقنا من يد الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً إنك ولي ذلك وأنت القادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

http://im41.gulfup.com/twAfv.jpg (http://www.gulfup.com/?SeDHSI)

http://im41.gulfup.com/Vou6A.jpg (http://www.gulfup.com/?X1hk5B)

الامبـراطــور/ة
09-07-2013, 19:31
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته /

قلم نوراني نثر درر لا تقدر بثمن ،
طرح جميل ومتميز ، ويتناسب مع الموقف .
فها نحن ذا وقد أعلن أن غداً أول يوم من أيام الشهر الفضيل .
لنعايش الأجواء الروحانية ،..
لايسعني سوى أن أقول أن قلمك مميز ،
ويثبت الموضوع ..
وفقك الله .

stop am top
14-07-2013, 03:59
جميل
جزاك الله خير
وكلام جميل قاله الشيخ محمد مختار الشنقيطي عن الصيام
وهو أن أجر الصيام لا ياخذه الغرماء يوم القيامة


نفع الله بك

(:smile
01-08-2013, 22:16
جزاكم الله خير

LO! FANCY
07-05-2015, 16:31
أسأل الله أن يبلغنا رمضان ع كل خير ..
جزاك الله خيرًا ^^