the kiler
28-06-2013, 18:37
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
القصة هذة قصة رعب و هي عبارة عن تكملة لقصة قصيرة سايقة كتبتها اسمها " انه يتتبعنا "
طلب مني العديد من الأعضاء ان احولها لرواية فقررت ان احولها لرواية رعب
اتمنى ان تعجبكم
http://im31.gulfup.com/Aa43w.jpg
انا اسمي حنين.. طوال عمري يتتبعني ظل او شئ ما قبيح.. لم اكن اعلم ما هو..دائما كان جالبا للنحس فكلما رأيته حدث شئ ما مرعب في حياتي .. اتذكر انني اصبت بأمراض نفسية و حاولت الإنتحار من كثرة خوفي من ان يظهر هذا الشئ .. قلق و خوف و حزن و احباط..كلما ظهر مات او قتل شخص عزيز في حياتي..
طوال الوقت كنت احاول اقناع نفسي انني اعاني من الهلوسات النظرية و ان النحس الذي يحدث بعد رؤيتي لذلك الشئ هو مجرد قضاء و قدر..بعض اصدقائي حاولي تحذيري انه ربما بكون جن او شيطان لكن لم اصدقهم .. حتى حدثت تلك القصة التي سأرويها...
انا اعمل طبيبة في احدى المستشفيات المشهورة .. ضغط العمل علي كبير و صعب و دائما ما كنت اعاني من صداع و ارهاق بعد ساعات العمل فأنا فتاة ضعيفة على اي حال..
في يوم من الأيام اتصل بي ابن خالتي و قال لي ان خالتي مريضة جدا و انها ربما تكون في اواخر ايامها.. خفت كثيرا فهي التي عشت معها واعتبرتها امي بعد وفاة والدتي..
قررت ان اخذ اجازة و طلبت من زوجي احمد ان يرفقني الى منزل خالتي في مدينة الإسكندرية لكنه رفض و قال :لي نحن في منتصف الشتاء اذهبي انتي و انا سأعتني بإبنتنا لكن لا تتأخري هناك..
لطالما كنت اخاف من السفر وحدي لكن لم يكن هناك اي حل اخر لأفعله.. انا اعيش في مدينة اسمها طنطا و المسافة بين طنطا و الأسكندرية تتجاوز الساعتين ..
قررت ان اسافر بسيارتي لأني اخاف من القطارات .. ربما تقولوا اني فتاة جبانة تخاف كثيرا لكن ما عشته في حياتي يبرر كثرة خوفي من كل شئ.. لكن ليتني لم افعل ذلك
اثناء قيادتي على الطريق السريع الى الأسكندرية في حوالي الساعة العاشرة مساءا .. ظهر شخص ما امام السيارة فجأة و بسبب السرعت صدمته بالسيارة...انصدمت و ركنت السيارة سريعا على جانب الطريق و نزلت مسرعة انظر على الطريق لأجد هذا الشخص لكن لم يكن احدا هناك .. مشيت قليلا للأمام خلف السيارة و انا ابحث عن اي شخص ملقي على الطريق لكني لم اجد احدا.....
ماذا هناك؟ هل عادت الهلوسات النظرية مجددا؟ .. ذهبت سريعا و نظرت للزجاج الأمامي و كشافات السيارة لأجد اي خدوش تدل اني صدمت احد ما لكن لم يكن هناك اي شئ..
اخذت انادي ..هل من احد هنا؟؟ .. هل صدمتك؟؟ ... لكن...لمحت من بعيد ذلك الشئ الذي تتبعني طوال حياتي يختبئ خلف احدى العواميد و هو ينظر لي بعينيه الواسعتين.. خفت جدا و اخذت امشي للوراء وانا انظر اليه لكني صدمت بشخص ما..
نظرت خلفي فوجدت رجلا عجوز من القرى المطلة على الطريق و قال : ماذا هناك يا سيدتي ؟
كانت نظراته تدل على الفضول ..قلت له : هل ترى شئ ما خلف ذلك العامود؟ .. نظرت للعامود لكن لم يكن هناك اي شئ...
قال لي : لا سيدتي ..لكني رأيتك نزلتي من السيارة مسرعة من دون سبب و اخذتي تنادي و كأنك تبحثين عن شئ ما و بديت كأنك خائفة
نظرت له بإندهاش و خوف ... و شكرته و انصرفت.. ماذا يحدث الأن؟ ... كنت في قمة القلق.. ربما انا فقط مضطربة الأن من السفر وحدي..
هل عادت تلك الظلال لتتبعني؟؟؟ جاءت صورة خالتي المريضة في مخيلتي ..هل ستموت الأن بعد ظهور هذا الشئ مجددا ؟ لطالما كانت تلك الظلال نظير شؤم...
اتصلت بإبن خالتي لأطمئن عليها فقال لي انها بخير لكنها مازلت مريضة و نائمة الأن ..وسألني متى سأصل قلت له اني على وشك الوصول
وصلت الى منزل خالتي في منتصف الليل و قابلوني بترحيب لطالما كانت اسرة كريمة جدا عند وصولي اتصلت بزوجي حتى اطمئنه لكنه لم يجيب.. قضيت معهم اسبوع لأطمئن عليها كليا.. كان مرضها هو عبارة عن غيبوبة سكر لكنها تحسنت مع الوقت.. الغريب ان زوجي احمد لم يجب على اي من اتصلاتي طوال تلك المدة..
اذكر ان في اخر ليلة لي في اسكندرية إتصل بي على هاتفي المحمول رقما ما غريب.. رددت عليه .. الو...لم يجبني احد..قلت الو...لم يجبني احد..لكني سمعت صوتا ما غريب..يشبه صوت الرياح او الأعاصير و هي تعصف لكن هناك شئ ما ينادي بإسمي داخل هذا الصوت...لم اهتم بتلك المكالمة لكني تذكرت تلك الحادثة التي قمت بها اثناء السفر..اغلقت هاتفي و نمت بصعوبة فقد كنت قلقة بعض الشئ ..
استيقظت صباحا وقررت ان اسافر في الصباح فأنا لا اريد ان اتوهم شيئا ما ليلا مرة اخرى.. ودعت خالتي و اسرتها و نزلت و ركبت سيارتي و سافرت لمدينتي طنطا.. اثناء الطريق كنت خائفة قليلا لكني هدئت نفسي بأني لن اسافر وحدي مرة اخرى ابدا ..
اثناء قيادتي في الشارع الذي يوجد فيه شقتنا لاحظت ان معظم الناس ينظرون لسيارتي بطريقة غريبة... ركنت السيارة و ذهبت للعمارة التي توجد فيها شقتنا في الدور الخامس..
كان عم محمد البواب يجلس عند بوابة العمارة و عندما رأني نظر لي بدهشة كبيرة و كأنه لم يكن يتوقع رؤيتي ..قلت له اهلا كيف حالك يا عم محمد؟...
لكنه لم يرد علي و كأن من كثرة دهشته لا يجد كلام ليقوله...
قلت له هل احمد في الشقة؟
فقال لي بقلق شديد و عينيه تحملقان بوجهي : لا استطيع ان اجعلك تدخلين الشقة...
كان عم محمد رجلا عجوزا و صعب عليه ان يقوم من كرسيه..فتجاهلته و ظننت انه يمزح فهو يحب المزاح كثيرا..قلت له حسنا و دخلت العمارة وهو ينادي على اسمي : يا دكتورة حنين..يا دكتورة حنين! انتظري!
لم انتظر و اكملت طريقي و ركبت المصعد و صعدت للدور الخامس...ليتني سمعت كلامه....
مشيت في الممر حتى وصلت الى باب الشقة لكني وجدت ان باب الشقة عليه شمع احمر و حوله شرائط بلاستيكية صفراء مكتوب عليها "ممنوع ".. لا تتخيلوا مقدار الخوف الذي شعرت به في هذة اللحظة.. تجاهلت كل تلك الشرائط و الشمع الأحمر و فتحت الباب و دخلته مسرعة و اخذت انادي : احمد!..احمد! ..ريم! هل انتم هنا؟؟!؟
بحثت في المنزل غرفة غرفة لكني لم اجد احد .. حتى فتحت غرفة ابنتي ريم....
دماء كثيرة متجلطة ملطخة الحوائط و الأرض و ساطور كبير ملقى على الأرض... انهمرت الدموع من عيني و انا اصرخ.. فأول ما جاء في خيالي ان هناك شخص ما قتل ابنتي و زوجي..
جريت مسرعة ناحية الباب و الدموع تنهمر من عيني كالنهر و انا اصرخ و ابكي فرأيت عم محمد صاعد على السلم و هو ينهج و قال لي : قلت لك انك لا تستطيعي الدخول يا دكتورة حنين..
صرخت في وجهه : اين هم و ماذا حدث ...و انا ابكي و مخي يتخيل اي جريمة حدثت و هو يحاول طمئنتي ..خرج الجيران من ابواب بيوتهم و التموا حولنا و انا اصرخ : اين احمد اين ريم؟!!؟
جاءوا لي بكوبا من الماء لتهدئتي لكني كنت في حالة هستيرية وركنت ظهري على الحائط و انا ابكي فجاء جارنا استاذ علي و قال لي انه سيأخذني لرؤية زوجي...
ذهبت معه و انا مازلت ابكي و لا استوعب اي شئ يدور حولي..
اخذني لمستشفى كبيرة في منتصف المدينة.. دخلناها و طلبت منهم اني اريد ان ارى زوجي..بعد ان تأكدوا اني زوجته قرر الأطباء ان يتركوني اراه ..فعنادي كان لا يطاق... لكنه لم يكن في قسم العناية المركزة او اي شئ اخر ..كان في قسم المرضى النفسيين...
فتحوا لي الغرفة لكني صدمت عندما دخلتها...كانت غرفة مغلقة ..و زوجي احمد مقيد و جالس على الأرض ..وجهه ابيض تماما ..و عينيه تحتها هالات سوداء كبيرة ..و هو يتمتم بكلمات غريبة و تخاريف..
قلت له احمد؟
...فنظر لي و قال ريم؟...حنين؟؟
...قلت له و انا ابكي...انا حنين..زوجتك
فأخذ يناديني بإسمي..حنيييين..حنييين...حنييين...
.وفجأة بدأ يصرخ بإسمي بشدة ..حنييييييييييييين!!!! ... حنييييييييييييييييييييييييييييين! لما اخبرتيني عن ذلك الشئ؟؟! .. سأقتلك!!! حنيييييييييين! ..سأقتلك كما قتلت ريم ابنتك !!!
كان يتلوى بشده و هو يحاول ان يفك قيده و هو ينظر لي بنظرات مفترسة كنظرات الوحوش .. و انا ابكي بشدة و اصرخ
دخل الأطباء سريعا الى الغرفة و القوني خارجها بعيدا عنه و اغلقوها و حاولوا السيطرة عليه..ركنت ظهري على الحائط و سقطت على الأرض و انا ابكي بشدة و الدموع تنهمر من عيني كأنها .. جاء في مخيلتي وجه ذلك الشئ المرعب الذي يتتبعني من سنين...ماذا فعلت الأن..هل عدت .. هل ستتبعني مجددا؟ .. هل ستقتل اعزائي و احدا تلو الأخر؟..
جاء الأطباء و الممرضات و حاولوا تهدئتي و انا ابكي و اتمتم بكلمات لا افهمها..اتتخيلون تلك الصدمة و الخوف؟..لا تستطيع فتاة ضعيفة مثلي ان تتحمله...
اجلسوني على احدى الكراسي و اعطتني ممرضة منديل لأمسح دموعي ..
و جاء الطبيب المسؤول عن حالة احمد و جلس بجانبي فسألته ما به؟ و ماذا حدث له؟
فأجابني: الحقيقة يا سيدتي حالته حاله غريبة جدا...لم استطع تشخيصها بالضبط
لمحت من بعيد في الممر صديق احمد يمشي ناحيتي ..فقمت و هرعت اليه.. ايمن ايمن! ماذا حدث لأحمد؟ هل اخبرك شئ ما؟
نظر لي ايمن بدهشة و انا ابكي و قال لي: اين كنتي يا دكتورة حنين؟..
قلت له: ما قصة احمد ؟ هل حقا قتل ريم؟
فأجابني: منذ يومين كان يقول لي ان ريم بدأت تصرخ في غرفتها ليلا بكلمات غريبة و عندما يحاول تهدئتها كانت تقوم بضربه..
ايضا قال لي ان كانت عينيها تحولت لعينين بيضاء و كأنها قد اصابها العمى و وانه رأى وجهها يتحول احيانا لوجه شئ ما مرعب و قبيح و هي تصرخ بإسمه ..
كنت اسمعه بلهفة وانا ابكي اكثر..
فأكمل: اخبرته انه ربما يتوهم ما يرى على وجهها من الضغط النفسي الذي يتعرض له وانه ربما من المفترض ان يعرض ريم على اخصائي نفساني..لكنه قال لي لا .. انا اعرف ما ذلك الشئ... ان لم يترك ابنتي سوف اقتله... قال لي ذلك و هو يبدو على وجهه الجدية لكن لم اتخيل ابدا انه سوف يقوم بشئ كهذا...
اثناء سماعي للقصة كنت اتخيل صورة احمد و هو يقتل ابنتنا و اتخيل ذلك الشئ القبيح الذي يتتبعني و يدمر حياتي...
ماذا تريد؟!
يتبع.....
القصة هذة قصة رعب و هي عبارة عن تكملة لقصة قصيرة سايقة كتبتها اسمها " انه يتتبعنا "
طلب مني العديد من الأعضاء ان احولها لرواية فقررت ان احولها لرواية رعب
اتمنى ان تعجبكم
http://im31.gulfup.com/Aa43w.jpg
انا اسمي حنين.. طوال عمري يتتبعني ظل او شئ ما قبيح.. لم اكن اعلم ما هو..دائما كان جالبا للنحس فكلما رأيته حدث شئ ما مرعب في حياتي .. اتذكر انني اصبت بأمراض نفسية و حاولت الإنتحار من كثرة خوفي من ان يظهر هذا الشئ .. قلق و خوف و حزن و احباط..كلما ظهر مات او قتل شخص عزيز في حياتي..
طوال الوقت كنت احاول اقناع نفسي انني اعاني من الهلوسات النظرية و ان النحس الذي يحدث بعد رؤيتي لذلك الشئ هو مجرد قضاء و قدر..بعض اصدقائي حاولي تحذيري انه ربما بكون جن او شيطان لكن لم اصدقهم .. حتى حدثت تلك القصة التي سأرويها...
انا اعمل طبيبة في احدى المستشفيات المشهورة .. ضغط العمل علي كبير و صعب و دائما ما كنت اعاني من صداع و ارهاق بعد ساعات العمل فأنا فتاة ضعيفة على اي حال..
في يوم من الأيام اتصل بي ابن خالتي و قال لي ان خالتي مريضة جدا و انها ربما تكون في اواخر ايامها.. خفت كثيرا فهي التي عشت معها واعتبرتها امي بعد وفاة والدتي..
قررت ان اخذ اجازة و طلبت من زوجي احمد ان يرفقني الى منزل خالتي في مدينة الإسكندرية لكنه رفض و قال :لي نحن في منتصف الشتاء اذهبي انتي و انا سأعتني بإبنتنا لكن لا تتأخري هناك..
لطالما كنت اخاف من السفر وحدي لكن لم يكن هناك اي حل اخر لأفعله.. انا اعيش في مدينة اسمها طنطا و المسافة بين طنطا و الأسكندرية تتجاوز الساعتين ..
قررت ان اسافر بسيارتي لأني اخاف من القطارات .. ربما تقولوا اني فتاة جبانة تخاف كثيرا لكن ما عشته في حياتي يبرر كثرة خوفي من كل شئ.. لكن ليتني لم افعل ذلك
اثناء قيادتي على الطريق السريع الى الأسكندرية في حوالي الساعة العاشرة مساءا .. ظهر شخص ما امام السيارة فجأة و بسبب السرعت صدمته بالسيارة...انصدمت و ركنت السيارة سريعا على جانب الطريق و نزلت مسرعة انظر على الطريق لأجد هذا الشخص لكن لم يكن احدا هناك .. مشيت قليلا للأمام خلف السيارة و انا ابحث عن اي شخص ملقي على الطريق لكني لم اجد احدا.....
ماذا هناك؟ هل عادت الهلوسات النظرية مجددا؟ .. ذهبت سريعا و نظرت للزجاج الأمامي و كشافات السيارة لأجد اي خدوش تدل اني صدمت احد ما لكن لم يكن هناك اي شئ..
اخذت انادي ..هل من احد هنا؟؟ .. هل صدمتك؟؟ ... لكن...لمحت من بعيد ذلك الشئ الذي تتبعني طوال حياتي يختبئ خلف احدى العواميد و هو ينظر لي بعينيه الواسعتين.. خفت جدا و اخذت امشي للوراء وانا انظر اليه لكني صدمت بشخص ما..
نظرت خلفي فوجدت رجلا عجوز من القرى المطلة على الطريق و قال : ماذا هناك يا سيدتي ؟
كانت نظراته تدل على الفضول ..قلت له : هل ترى شئ ما خلف ذلك العامود؟ .. نظرت للعامود لكن لم يكن هناك اي شئ...
قال لي : لا سيدتي ..لكني رأيتك نزلتي من السيارة مسرعة من دون سبب و اخذتي تنادي و كأنك تبحثين عن شئ ما و بديت كأنك خائفة
نظرت له بإندهاش و خوف ... و شكرته و انصرفت.. ماذا يحدث الأن؟ ... كنت في قمة القلق.. ربما انا فقط مضطربة الأن من السفر وحدي..
هل عادت تلك الظلال لتتبعني؟؟؟ جاءت صورة خالتي المريضة في مخيلتي ..هل ستموت الأن بعد ظهور هذا الشئ مجددا ؟ لطالما كانت تلك الظلال نظير شؤم...
اتصلت بإبن خالتي لأطمئن عليها فقال لي انها بخير لكنها مازلت مريضة و نائمة الأن ..وسألني متى سأصل قلت له اني على وشك الوصول
وصلت الى منزل خالتي في منتصف الليل و قابلوني بترحيب لطالما كانت اسرة كريمة جدا عند وصولي اتصلت بزوجي حتى اطمئنه لكنه لم يجيب.. قضيت معهم اسبوع لأطمئن عليها كليا.. كان مرضها هو عبارة عن غيبوبة سكر لكنها تحسنت مع الوقت.. الغريب ان زوجي احمد لم يجب على اي من اتصلاتي طوال تلك المدة..
اذكر ان في اخر ليلة لي في اسكندرية إتصل بي على هاتفي المحمول رقما ما غريب.. رددت عليه .. الو...لم يجبني احد..قلت الو...لم يجبني احد..لكني سمعت صوتا ما غريب..يشبه صوت الرياح او الأعاصير و هي تعصف لكن هناك شئ ما ينادي بإسمي داخل هذا الصوت...لم اهتم بتلك المكالمة لكني تذكرت تلك الحادثة التي قمت بها اثناء السفر..اغلقت هاتفي و نمت بصعوبة فقد كنت قلقة بعض الشئ ..
استيقظت صباحا وقررت ان اسافر في الصباح فأنا لا اريد ان اتوهم شيئا ما ليلا مرة اخرى.. ودعت خالتي و اسرتها و نزلت و ركبت سيارتي و سافرت لمدينتي طنطا.. اثناء الطريق كنت خائفة قليلا لكني هدئت نفسي بأني لن اسافر وحدي مرة اخرى ابدا ..
اثناء قيادتي في الشارع الذي يوجد فيه شقتنا لاحظت ان معظم الناس ينظرون لسيارتي بطريقة غريبة... ركنت السيارة و ذهبت للعمارة التي توجد فيها شقتنا في الدور الخامس..
كان عم محمد البواب يجلس عند بوابة العمارة و عندما رأني نظر لي بدهشة كبيرة و كأنه لم يكن يتوقع رؤيتي ..قلت له اهلا كيف حالك يا عم محمد؟...
لكنه لم يرد علي و كأن من كثرة دهشته لا يجد كلام ليقوله...
قلت له هل احمد في الشقة؟
فقال لي بقلق شديد و عينيه تحملقان بوجهي : لا استطيع ان اجعلك تدخلين الشقة...
كان عم محمد رجلا عجوزا و صعب عليه ان يقوم من كرسيه..فتجاهلته و ظننت انه يمزح فهو يحب المزاح كثيرا..قلت له حسنا و دخلت العمارة وهو ينادي على اسمي : يا دكتورة حنين..يا دكتورة حنين! انتظري!
لم انتظر و اكملت طريقي و ركبت المصعد و صعدت للدور الخامس...ليتني سمعت كلامه....
مشيت في الممر حتى وصلت الى باب الشقة لكني وجدت ان باب الشقة عليه شمع احمر و حوله شرائط بلاستيكية صفراء مكتوب عليها "ممنوع ".. لا تتخيلوا مقدار الخوف الذي شعرت به في هذة اللحظة.. تجاهلت كل تلك الشرائط و الشمع الأحمر و فتحت الباب و دخلته مسرعة و اخذت انادي : احمد!..احمد! ..ريم! هل انتم هنا؟؟!؟
بحثت في المنزل غرفة غرفة لكني لم اجد احد .. حتى فتحت غرفة ابنتي ريم....
دماء كثيرة متجلطة ملطخة الحوائط و الأرض و ساطور كبير ملقى على الأرض... انهمرت الدموع من عيني و انا اصرخ.. فأول ما جاء في خيالي ان هناك شخص ما قتل ابنتي و زوجي..
جريت مسرعة ناحية الباب و الدموع تنهمر من عيني كالنهر و انا اصرخ و ابكي فرأيت عم محمد صاعد على السلم و هو ينهج و قال لي : قلت لك انك لا تستطيعي الدخول يا دكتورة حنين..
صرخت في وجهه : اين هم و ماذا حدث ...و انا ابكي و مخي يتخيل اي جريمة حدثت و هو يحاول طمئنتي ..خرج الجيران من ابواب بيوتهم و التموا حولنا و انا اصرخ : اين احمد اين ريم؟!!؟
جاءوا لي بكوبا من الماء لتهدئتي لكني كنت في حالة هستيرية وركنت ظهري على الحائط و انا ابكي فجاء جارنا استاذ علي و قال لي انه سيأخذني لرؤية زوجي...
ذهبت معه و انا مازلت ابكي و لا استوعب اي شئ يدور حولي..
اخذني لمستشفى كبيرة في منتصف المدينة.. دخلناها و طلبت منهم اني اريد ان ارى زوجي..بعد ان تأكدوا اني زوجته قرر الأطباء ان يتركوني اراه ..فعنادي كان لا يطاق... لكنه لم يكن في قسم العناية المركزة او اي شئ اخر ..كان في قسم المرضى النفسيين...
فتحوا لي الغرفة لكني صدمت عندما دخلتها...كانت غرفة مغلقة ..و زوجي احمد مقيد و جالس على الأرض ..وجهه ابيض تماما ..و عينيه تحتها هالات سوداء كبيرة ..و هو يتمتم بكلمات غريبة و تخاريف..
قلت له احمد؟
...فنظر لي و قال ريم؟...حنين؟؟
...قلت له و انا ابكي...انا حنين..زوجتك
فأخذ يناديني بإسمي..حنيييين..حنييين...حنييين...
.وفجأة بدأ يصرخ بإسمي بشدة ..حنييييييييييييين!!!! ... حنييييييييييييييييييييييييييييين! لما اخبرتيني عن ذلك الشئ؟؟! .. سأقتلك!!! حنيييييييييين! ..سأقتلك كما قتلت ريم ابنتك !!!
كان يتلوى بشده و هو يحاول ان يفك قيده و هو ينظر لي بنظرات مفترسة كنظرات الوحوش .. و انا ابكي بشدة و اصرخ
دخل الأطباء سريعا الى الغرفة و القوني خارجها بعيدا عنه و اغلقوها و حاولوا السيطرة عليه..ركنت ظهري على الحائط و سقطت على الأرض و انا ابكي بشدة و الدموع تنهمر من عيني كأنها .. جاء في مخيلتي وجه ذلك الشئ المرعب الذي يتتبعني من سنين...ماذا فعلت الأن..هل عدت .. هل ستتبعني مجددا؟ .. هل ستقتل اعزائي و احدا تلو الأخر؟..
جاء الأطباء و الممرضات و حاولوا تهدئتي و انا ابكي و اتمتم بكلمات لا افهمها..اتتخيلون تلك الصدمة و الخوف؟..لا تستطيع فتاة ضعيفة مثلي ان تتحمله...
اجلسوني على احدى الكراسي و اعطتني ممرضة منديل لأمسح دموعي ..
و جاء الطبيب المسؤول عن حالة احمد و جلس بجانبي فسألته ما به؟ و ماذا حدث له؟
فأجابني: الحقيقة يا سيدتي حالته حاله غريبة جدا...لم استطع تشخيصها بالضبط
لمحت من بعيد في الممر صديق احمد يمشي ناحيتي ..فقمت و هرعت اليه.. ايمن ايمن! ماذا حدث لأحمد؟ هل اخبرك شئ ما؟
نظر لي ايمن بدهشة و انا ابكي و قال لي: اين كنتي يا دكتورة حنين؟..
قلت له: ما قصة احمد ؟ هل حقا قتل ريم؟
فأجابني: منذ يومين كان يقول لي ان ريم بدأت تصرخ في غرفتها ليلا بكلمات غريبة و عندما يحاول تهدئتها كانت تقوم بضربه..
ايضا قال لي ان كانت عينيها تحولت لعينين بيضاء و كأنها قد اصابها العمى و وانه رأى وجهها يتحول احيانا لوجه شئ ما مرعب و قبيح و هي تصرخ بإسمه ..
كنت اسمعه بلهفة وانا ابكي اكثر..
فأكمل: اخبرته انه ربما يتوهم ما يرى على وجهها من الضغط النفسي الذي يتعرض له وانه ربما من المفترض ان يعرض ريم على اخصائي نفساني..لكنه قال لي لا .. انا اعرف ما ذلك الشئ... ان لم يترك ابنتي سوف اقتله... قال لي ذلك و هو يبدو على وجهه الجدية لكن لم اتخيل ابدا انه سوف يقوم بشئ كهذا...
اثناء سماعي للقصة كنت اتخيل صورة احمد و هو يقتل ابنتنا و اتخيل ذلك الشئ القبيح الذي يتتبعني و يدمر حياتي...
ماذا تريد؟!
يتبع.....