دهليــز
24-06-2013, 16:11
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1887155&stc=1&d=1373238858 (http://www.mexat.com/vb/threads/1073563)
و ها قد وصلنا هنا، وقد شارفنا على بلوغ النهاية، حيث سنحشر جسده في الأرض و نلقي عليه لومنا الأخير.
نعم، سندفنه وندعه لقدره. لا نستطيع ردع الموت، ولا ردعه هو عن طلبه.
سأحكي حكاية صغيرة مثيرة للشفقة، لا تزال تسكن فوق الأرض في مكان ما، عن شاب و أب و أم، و أخوة و أخوات.
إن الحبكة في هذه العائلة هو هذا الشاب، فهو مدمن على تعاطي ما يسمم جسده و يصبغ جلده بالسمرة، و يكسيه بالعيوب دون مبالاة.
و كأي أب و أم، كانوا يحبون هذا الشاب، بل إنه المفضل لديهم فلم يرد يوماً عليهم بصوت عالٍ-على الأقل في السابق- و حتى بعد أن فعلها الآن، لا يزال هو المفضل.
شيء غير منصف للبقية بالتأكيد. لكن بطبعه الهادئ واللطيف على عكس أخوته، كان يكسب تعاطف الناس بسهولة منهم أنا، لكن ليس بعد الآن.
إن هذا الشاب كاذب من العيار الثقيل و بارع في الوقت نفسه. لم أفلح يوماً في التعرف على الكذب من الحقيقة في كلامه. بل ربما هو لم يصدق يوماً.
في كل يوم -ركزوا، كل يوم- يطلب من والديه المال و من أخوته إن لم يجد من والديه، و كل يوم هو لسبب ما. يوماً لعلاج أسنانه، ويوماً لعلاج لثته، ويوماً لإنتفاخ في وجهه..والأكثر شعبية هو الديون التي لم يقضيها أبداً.
يثار جنوني حين أسمعه في الصباح الباكر يطرق الباب على والديه ليطلب المال، والأكثر هو سبب طلبه.
لقد ذبل والديه ، تباً لما جلبه من نحس على هذه العائلة بمواد قذرة.
والده.
رأيت هذا الرجل الكبير والذي قد اشتعل رأسه شيبا يبكي. ولمن؟ لإبنه العزيز، الذي توقف لفترة مرغماً عن استخدام تلك المواد وما لبث حتى عاد أسوء مما سبق.
والدته.
رأيتها تبكي كذلك. تلك المرأة التي تجعدت بشرتها وأنحل السكري جسدها هي وزوجها، لا يقوون على المتابعة في هذه القصة.
أنا.
أود أن ينتهي كل شيء. أود أن تعود هذه العائلة مجتمعة كما كانت حين كنت صغيرة. كما كانت حين ظنوا أن كل شيء على ما يرام.
كما كانت، قبل أن يموت أخوه الأكبر جراء السم نفسه الذي يتلذذ به اليوم.
أتخيل ذلك اليوم الذي ستبكي فيه العائلة قليلاً وهي تدفن ذلك الجسد في التراب، ثم ما أن تلتفت وتدعه يرقد بسلام، ستبتسم من جديد.
ستبتسم كما إبتسمت بعد دفن الأول في بيته الجديد.
لقد تجردت من المشاعر لهذا اليوم، فلا أزال أرتقبه ولو أني لا أعلم إن كنت سأشهد هذه النهاية المنتظرة، أم سأكون في سبات عميق.
الآن هذا الشاب يشبه عود ذابل محترق، و الساعة الرملية بدأت بالنفاذ.
و ها قد وصلنا هنا، وقد شارفنا على بلوغ النهاية، حيث سنحشر جسده في الأرض و نلقي عليه لومنا الأخير.
نعم، سندفنه وندعه لقدره. لا نستطيع ردع الموت، ولا ردعه هو عن طلبه.
سأحكي حكاية صغيرة مثيرة للشفقة، لا تزال تسكن فوق الأرض في مكان ما، عن شاب و أب و أم، و أخوة و أخوات.
إن الحبكة في هذه العائلة هو هذا الشاب، فهو مدمن على تعاطي ما يسمم جسده و يصبغ جلده بالسمرة، و يكسيه بالعيوب دون مبالاة.
و كأي أب و أم، كانوا يحبون هذا الشاب، بل إنه المفضل لديهم فلم يرد يوماً عليهم بصوت عالٍ-على الأقل في السابق- و حتى بعد أن فعلها الآن، لا يزال هو المفضل.
شيء غير منصف للبقية بالتأكيد. لكن بطبعه الهادئ واللطيف على عكس أخوته، كان يكسب تعاطف الناس بسهولة منهم أنا، لكن ليس بعد الآن.
إن هذا الشاب كاذب من العيار الثقيل و بارع في الوقت نفسه. لم أفلح يوماً في التعرف على الكذب من الحقيقة في كلامه. بل ربما هو لم يصدق يوماً.
في كل يوم -ركزوا، كل يوم- يطلب من والديه المال و من أخوته إن لم يجد من والديه، و كل يوم هو لسبب ما. يوماً لعلاج أسنانه، ويوماً لعلاج لثته، ويوماً لإنتفاخ في وجهه..والأكثر شعبية هو الديون التي لم يقضيها أبداً.
يثار جنوني حين أسمعه في الصباح الباكر يطرق الباب على والديه ليطلب المال، والأكثر هو سبب طلبه.
لقد ذبل والديه ، تباً لما جلبه من نحس على هذه العائلة بمواد قذرة.
والده.
رأيت هذا الرجل الكبير والذي قد اشتعل رأسه شيبا يبكي. ولمن؟ لإبنه العزيز، الذي توقف لفترة مرغماً عن استخدام تلك المواد وما لبث حتى عاد أسوء مما سبق.
والدته.
رأيتها تبكي كذلك. تلك المرأة التي تجعدت بشرتها وأنحل السكري جسدها هي وزوجها، لا يقوون على المتابعة في هذه القصة.
أنا.
أود أن ينتهي كل شيء. أود أن تعود هذه العائلة مجتمعة كما كانت حين كنت صغيرة. كما كانت حين ظنوا أن كل شيء على ما يرام.
كما كانت، قبل أن يموت أخوه الأكبر جراء السم نفسه الذي يتلذذ به اليوم.
أتخيل ذلك اليوم الذي ستبكي فيه العائلة قليلاً وهي تدفن ذلك الجسد في التراب، ثم ما أن تلتفت وتدعه يرقد بسلام، ستبتسم من جديد.
ستبتسم كما إبتسمت بعد دفن الأول في بيته الجديد.
لقد تجردت من المشاعر لهذا اليوم، فلا أزال أرتقبه ولو أني لا أعلم إن كنت سأشهد هذه النهاية المنتظرة، أم سأكون في سبات عميق.
الآن هذا الشاب يشبه عود ذابل محترق، و الساعة الرملية بدأت بالنفاذ.