PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : بَـوابة الشيطـانْ / A story for Joey's B.D



وَهْج
13-06-2013, 21:07
http://up.ta7a.com/t7/pJ452426.png (http://vb.ta7a.com)

وَهْج
13-06-2013, 21:10
بسم الله الرحمن الرحيم


احتاجت كلارا إلى إطلاق أنفاسها بصوتٍ مرتفع واضح في ذلك الهدوء، مما جعل صديقتها تضع يدها على فمها بغضب لتسكتها وهي تحدجها بنظراتٍ مستنكرة فعلتها،
عقدت الأولى حاجبيها بانكسار وانقلبت ملامحها في تعبيرٍ عن الأسف لكن لم تتبادل الاثنتان كلمة واحدة حتى.
حركت الاثنتان أعينهما في محاولةٍ للرؤية خلف الجدار الذي تختبئان وراءه، وما إن تأكدتا من اختفاء الأصوات حتى أطلقت كلتاهما نفسًا عميقًا بارتياح،
تكلمت الأولى بين لهاثها: جوي، علينا أن نهرب من هنا في الحال!
سكتت جوي للحظاتٍ ثم هزّت رأسها رافضة، أمسكت بمعصم صديقتها بيدها الملطخة بالدماء التي لم تجفّ بعد،
كانت هناك بقعة كبيرة على قميصها البنفسجي أيضًا، أخرجت قلمًا من جيب بنطالها ثم رسمت على يدها شكل معينٍ بداخله دائرة،
وبداخل الدائرة الصغيرة كتاباتٌ غير مفهومة، ثم فعلت نفس الشيء لمعصمها هي أيضًا، سألت صديقتها في استغراب: ما هذا؟
رفعت بصرها إليها للحظة ثم عادت تكمل الرسوم: على عكسكِ، فقد كنتُ أعير انتباهًا في ذلك الدرس القصير؛
لم أكن أحدّق بصديقتي الخائنة طيلة الوقت، بهذه.. لن يستطيع أي شيطانٍ أن يستعمل قواه أو حتى بدنه ضدنا.
- مما يعني أننا سنهرب بأمان!
نهرب؟!
ابتسمت بخبثٍ وسحبت معصم صديقتها، وقبل أن تسمح لها بالتساؤل كانت قد شرعت بالجري لنفس الاتجاه اللتان كانتا قد هربتا منه،
مما أثار الرعب في قلب كلارا؛ صحيحٌ أنهما محصّنتان الآن ولكنهما ليستا بالخبرة الكافية التي تؤهلهم للدخول في مواجهةٍ كهذه،
وخاصةً بعد ما حصل منذ قليل! مالذي تخططّ له صديقتها المجنونة؟

كان قلبها يخفق بشدة، كانت متعبة.. ولكنها لم ترى أن ذلك كان مبررًا لتوقفها عن إنقاذ البشرية بينما قد تستطيع،
ولو كان ذلك بمجرد نسبة واحدٍ بالمائة!


http://up.ta7a.com/t7/gKC53262.png (http://vb.ta7a.com)


قبل خمس ساعات.

بوجود تلك المنصة المشتعلة كان لا بدّ من وجود جمهورٍ يشتعل مثلها، الموسيقى الصاخبة
وتلك الأصوات العذبة تطرب آذان السامعين الذين تمايلت أجسادهم بحماسةٍ منقطعة النظير!
انتهت الأغنية، وحيّا الفنّانين جماهيرهم قبل الانسحاب فقد كان عليهم فعل ذلك بسرعة،
كانت خطورة إقامة حفلٍ مصغّر في شارعٍ عاديٍ دون حراسةٍ مكثّفة أكثر من كافية ولم يستطيعوا البقاء لوقتٍ أطول،
تفرّق بعض الجمهور وخرجت فتاة طويلة ذات شعر متوسط الطول يتمايل مع خطواتها الرشيقة من بينهم وهي تضع هاتفها
على أذنها وتتحدث: آه، أخبرتك أنني رأيتُ حفلًا في الشارع وتوقّفت لحضوره، ليس لفرقةٍ أحبها ولكني سأحبها مع الوقت كما تعرفين، أوه! مالذي تتعجّلينني لأجله؟
توقفت فجأةً وقد تغيرت ملامحها، رفعت حقيبة يدها لتضعها على كتفها وهي تقول باستنكار: مالذي تتحدثين عنه؟ أمجنونةٌ أنتِ؟
كم مرةً أخبرتكِ أن تتوقفي عن حضور جلسات تحضير الشياطين الغبية تلك؟ ألا تفهمين كلارا مدى سخافتكِ وأنتِ تفعلين ذلك؟
أكملت وهي تتأفف بغيظ: أوهه كلارا كم تشعرينني بالخزي في هذه اللحظة كونكِ صديقتي!
بدا صوت كلارا مضطربًا وكأنها تجاهد لكتم بكائها: لكن جوي، هذه المرة لقد أفلح، لقد حضر شيطانٌ بالفعل وتلبّس إحدى الفتيات،
الوضع مخيفٌ جدًا هنا، جوي.. أرجوكِ تعالي الآن فأنا أكاد أموت رعبًا، حسنًا؟ حسنًا جوي؟!
عضّت جوي على شفتها السفلى وهي تطلق زفيرًا متضجّرًا وقالت باستسلام: حسنًا، ابقي في غرفتنا إلى أن أحضر.
ردّت كلارا بحماسٍ: أوه تعلمين كم أحبك!
قفز حاجبي جوي فجأة وهي تتجه نحو سيارتها وتفتحها عن بعد وتقول: لكن أصغي جيدًا.. إن كانت هذه مُزحة؛ فأنتِ ميتة لا محالة!

وَهْج
13-06-2013, 21:12
هذا في الحقيقة في غاية الغرابة!
-"حسنًا.." قالت جوي بنبرةٍ حاولت جعلها مهذبةً قدر الإمكان نظرًا لكبر سنّ الرجل: لو لم يكن غريبًا لما كنّا استدعيناك هنا في المقام الأول!
تشبثّت كلارا في ذراع جوي وهي تقول: حتى لو كان لشخصٍ خبيرٍ مثلك فهوَ غريب؟ أهوَ نوعٌ جديد من الشياطين!
هزّ المُسّن رأسه بيأس وقال بنبرة تنضح استخفافًا: أنتم أيها المراهقون، تقومون بجلسات تحضير الشياطين معتقدين أنها ستنجح فعلًا!!
لو كانت الجلسات تُفلِح لانقرضت البشرية منذ عصورٍ مضت؛ فلستم الحمقى الوحيدون في العالم، ثمّ.. وإن كانت تعمل،
فمالذي ستستفيدينه من استدعاء مخلوقاتٍ عُرفت بالشر الخالص كالشياطين؟!
مدّت كلارا شفتيها وهي تقول بسخط: إن كنت تقول أن الجلسات لا تفلح، ففسّر لي سبب جنون تلك الفتاة المحبوسة في الغرفة إذًا؟
جلس المسّن على السرير الذي خلفه والذي كان لجوي، وقال بثقة: دعيني أسألكِ أولًا، تلك الفتاة هي من اقترحت إقامة الجلسة، هل أنا مخطئ؟
أرخت كلارا من قبضتها على ذراع جوي باستغراب، وأجابت صديقتها الطويلة عوضًا عنها: أجل، آشلي هي المجنونة التي تحضّهن على فعل هذه السخافات.
زمّ شفتيه وهوَ يهزّ رأسه وقال: هل ستصدقينني إن أخبرتكَ بأن صديقتكِ هي شيطانةٌ منذ البداية؟
اعتلت علامات الدهشة وجه جوي وصاحت كلارا: ما هذا الهراء الذي تتفوه به! حاذر أيها المسن فقد بدأت بالهذيان!!
- هل هي صديقتكما منذ فترة طويلة؟ هل لاحظتما نموّها؟
سكتت الاثنتان وأكمل المُسّن: كما أخبرتكما، إنها شيطانة بجسدٍ خالد، ربما تكون بعمر الألف سنةٍ أو أكثر حتى،
أن تقضي سنة واحدة معكما بالنسبة لها يعادل قضاء أسبوعٍ فقط في فريق العدو للتجسس عليهم أو سرقتهم،
لذا لا تخبريني أنها صديقتكِ أو أنها تشعر بأي أحاسيسٍ تجاهكِ أيتها الفتاة الجاهلة! إنكم لا شيء سوى جزءٍ من مخططٍ أكبر.
سكت للحظاتٍ وتمعنّ في وجهي الفتاتين، كانت جوي تطوّق كتف صديقتها المصدومة بذراعها و تمسّدها محاولةً التخفيف عنها، فعلى أي حال،
تلك المجنونة لا تمتّ لجوي بأي صلة وهي لا تحبها ولا تهتم بشأنها حتى، على عكس كلارا التي كانت مفتونةً تمامًا بجنون وتهور صديقتها الجديدة آشلي!
آخر ما أرادت فعله هو إبداء أي ملاحظاتٍ سيئة كي لا تشعر صديقتها بالضيق أكثر،
فقد تشاجرت معها مراتٍ عدة بسبب تلك المخبولة وبالطبع لن تشمت بصديقتها في وضعٍ كهذا مهما كان.
أكمل بنبرةٍ أرّق: في الحقيقة حوادثٍ مثل هذه حصلت بشكلٍ متكرر خلال هذا العام، لقد أُشير للعدد ثلاثة عشر،
وهاهي الشيطان الثالث عشر أمامنا تكشّر عن أنيابها وعلى قدرتها على استخدام قواها الشيطانية المكبوتة مجددًا.
رددّت جوي: مجددًا؟
- أجل، منذ خمسة قرونٍ مضت.. ثار الشياطين وتمرّدوا، فتمّ طردهم جميعًا وإعادتهم إلى عالمهم الذي دمّروه بجشعهم وشرّهم،
لكن هناك قلة باقية منهم تتجاوز الخمس مئة استطاعت النجاة والتمسّك بوجودهم في عالم البشر. السيّد البشري الذي حبسهم وجماعته
كانوا في غاية الدهاء والحنكة بحيث استطاعوا إطلاق لعنةٍ لحبس وكبت قوى هؤلاء المتبّقين منهم، ومواساتهم بقوى البشر.
شعرت جوي بأنها نفسها لا تصدّق ما يدور حولها، فكّرت بكون ما يجري هذا كله مجرد حلم، لكنه يبدو حقيقيًا جدًا ومليئًا بالتفاصيل،
تركت كتف صديقتها وسألت: إذًا فمالذي يجري، لم استعاد ثلاثة عشر منهم قواهم الآن؟
حكّ المسن رأسه وقال وهو يتنهّد: إنها قصة طويلة ولا وقت لديّ الآن، لذا فسأختصر: أقل من المائتين استطاعوا كسر اللعنة، بطرقٍ استغرقت منهم جهدًا ووقتًا طويلًا،
لقد استطعنا القضاء على أغلبهم وقتلهم. على أية حال.. أحد من أمسكنا بهم من بقيتهم في الآونة الأخيرة أخبرنا بلعنة الثلاثة عشر،
قال بأنه إن كُسِرت لعنة ثلاثة عشر شيطانًا بواسطة مجموعةٍ مختلفة من البشريين في كل مرة على حدة، في سنةٍ واحدة..
فإن عالم الشياطين سيقدر على إقامة طقوسٍ تكسر البوابة واقتحام عالم البشر بكل سهولة مجددًا.
عمّ الصمت لثوانٍ ثم رنّ هاتف كلارا فجأة، مما جعلها ترتعش بشكلٍ لا إرادي، سحبته من الطاولة وابتعدت قليلًا ولا زالت لم تستطع محو ملامح الصدمة من على وجهها،
قالت جوي للمسن: إنكَ تتكلم عن مجموعتك وكأنكم منظمة قتال الشياطين! أيوجد شيءُ كهذا فعلًا؟!
ابتسم المسن بفخرٍ وقال: أوه بالطبع، لكن الاسم مختلفٌ قليلًا.
احتدّت نظرة جوي وقالت وهي تقبض يديها وتقول بنبرةٍ مهاجمة: لكن لماذا تخبرنا بكل هذا؟ أليس من المفترض أن تحمي هذه المعلومات السرية عن العامة؟
قد أكون جاهلةً ولكني على الأقل أعرف هذه القاعدة البسيطة!
ابتسم الرجل مجددًا ولكن هذه المرة كانت تنطق بالخبث، كرهت جوي بشرته السمراء المتجّعدة وهي تتحرك لترسم ابتسامته التي أخافتها كثيرًا وقال:
يا لكِ من فتاةٍ بديعة الذكاء! أنتِ الأولى ممن أبدت ملاحظةً كهذه بين كل المجموعات الحمقاء الثلاثة عشر الذين قابلتهم! لكسر اللعنة المضادة التي سيفتحون بها بوابتهم،
نحتاج لثلاثة عشر بشريًا أيضًا ممن شاركوا في عمليات كسر اللعنة، فمن حررّوهم وحدهم هم من يستطيعون إعادتهم لقدراتهم البشرية.
التفتت جوي بسرعةٍ لصديقتها التي كانت تتحدث بوجهٍ مشدوه في الهاتف، كان من الواضح أنها لا زالت تحت تأثير الصدمة،
التفتت إليه مجددًا وقالت بغيظ: مالذي تريده منها أيها الحقير!
وقف المسن وقال بنبرةٍ غاضبة: أن تصلح أخطائها ليس إلا!
اقتربت منه جوي وهي تشعر بدمائها تغلي، سحبت ياقته بقوةٍ وهمست بين أسنانها: ولمَ هيَ بالذات؟ ألا يمكنكَ أخذ أي حمقاء من تلك المجموعة؟
أمسك بيديها بقوة وشدّ قبضته عليهما مما جعلها تغمض عينيها في ألم وقال: لا يمكنني. ماذا أفعل؟ أحتاج شخصًا يتميز بسرعة البديهة ليتصرّف فورًا،
وفي حال أخذتُ صديقتكِ؛ فستأتين معها لا محالة. لقد عرفتً أنكِ مفيدةٌ منذ اللحظة التي فتحتِ فمكِ فيها لمحادثتي بكل ذلك الهدوء وتلك الرزانة بينما
أولئك الحمقاوات استمررن بالصراخ، لقد أعجبني حديثك.
أفلت يديها بهدوء فسحبتهما فورًا وهي تدلّكهما والتفتت لكلارا التي كانت تنظر لهما من آخر الغرفة بصمتٍ واستغراب بينما الهاتف لا يزال على أذنها،
التفتت بسرعة للمسّن وقالت: سآتي معكَ دون أن تأخذها! خذ أي فتاةٍ أخرى.
- أحتاج محفّزًا لكِ بينما نحن نواجه الخطر، ولن أجد شيئًا أفضل من علاقة صداقةٍ بين فتاتين صغيرتين، يمكنني اشتمامها من أعينكما النقية.
تمتمت جوي بصوتٍ قصدت أن تجعله مسموعًا: أي نوعٍ من الوحوش يفعل هذا بفتاتين قاصرتين لم تصلا سنّ الثامنة عشرة بعد!
التفت الاثنان على صوت كلارا التي رفعت صوتها فجأة: جوي! إن ليسا لا ترد علي! لقد صرخت فجأةً وكان هناك ضجيج ثم انقطع الصوت.. أتظنين أنهنّ بخير؟ هل فعلت آشلي شيئًا؟
سحب المسن جوي من يدها ثم تقدم حتى سحب يد كلارا أيضًا، فتح النافذة ورأى رجالًا يرتدون بدلاتٍ سوداء، قال بانفعال: هيا، هيا بسرعة إلى الخارج..
قفز قلب كلارا فزعًا وقالت وقد جحظت عيناها: ماذا؟ هل أنت مجنون؟ أتريدنا أن نقفز من الطابق الثاني بدون أن تعطينا سببًا حتى!
هزّ رأسه بسخطِ وقال بصوتٍ غاضب: بما أن المجموعة التي كسرت اللعنة هي الوحيدة القادرة على صدّهم،
أتظنان أنهم لن يأخذوا احتياطاتهم بقتل كل شخصٍ شارك في جلسة الاستحضار ليسدّوا كل ثغرة ؟ هيا اقفزا وسيتلّقفكما رجالي بأمان!
لم تفهم كلارا شيئًا لأنها لم تستمع للجزئية التي ذكر فيها عملية صدّ اللعنة، لكنها نظرت إلى صديقتها التي أومأت لها بالإيجاب واكتفت بالثقة بها،
فهي تعلم أنها ستفعل الصواب، لذا قالت بسرعة: اقفزي أولًا وأنا بعدك؛ أشعر بالخوف!
كانت جوي تعرف أن تلك مجرد كذبة، ففي حال وصول آشلي للغرفة أرادت كلارا أن تتأكد من حماية صديقتها، لكن الوقت لم يكن مناسبًا للشجار الذي سيأخذ وقتًا طويلًا،
رجّحت أن استسلامها الهادئ سيأخذ وقتًا أقل وهذا ما لم تضيّع دقيقةً في عدم فعله، فقد خرجت من النافذة ونظرت لارتفاعها،
شعرت أنها ستصاب بالدوار لذا فقد رفعت رأسها ونظرت للسماء.. كانت صافيةً هذا اليوم، عسى أن يكون حظها كذلك أيضًا فهي تحتاجه!
أفلتت يديها وقفزت على الفور دون تفكير، وبالفعل تلقفها رجلٌ ضخم، ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى تفعل صديقتها المثل وبعدها ذلك المسن الذي كانت
رشاقته أكثر مما توقعته الفتاتان بكثير.
كُسِر باب الغرفة واصطدم بالدولاب المقابلة له بقوة ثم ارتدّ ليصطدم بالأرض ويصدر صوتًا مفزعًا آخر، فحصت الفتاة ذات الشعر الأشقر الطويل المكان بعينيها الحمراوتين بصمت،
ثم اتجهت بخطىً بطيئة للنافذة وأطلّت لتجد الفتاتين قد ركبتا السيارة، رمقها المسّن بنظرةٍ أخيرة قبل أن يركب هو الآخر،
خرجت من النافذة ولكن السيارة تحرّكت بسرعةٍ قوية فجأة مصدرةً صوتًا قويًا مما جعلها تقفز بسرعة وتجري خلفها.
في السيارة، أعطى الرجل المسن التعليمات والنصائح لهما؛ فقد أطلعهما على بعض التعويذات والمعلومات، لم تكن كلارا مرتاحةً أو مركّزة؛
فقد كانت تنظر للخلف بارتياعٍ وهي لا زالت تستطيع رؤية آشلي تركض خلفهم رغم اتجاههم للشارع الرئيسي وكانت شعرت بطبولٍ تُقرع في قلبها بسبب سرعة السيارة المروّعة أيضًا،
" إن لم تقتلني الشياطين فإني سأموت بحادث سيارة، كم هذا مؤسف، كنتُ أود أن أفعل أشياء كثيرة في حياتي" حاولت تقليب هذه الأفكار في رأسها بسخرية لتهدأ من روعها.
بعد دقائق كانت آشلي قد اختفت، وعمّ الصمت السيارة التي كانت لا تزال تحافظ على سرعتها ولكن بشكلٍ أكثر استقرارًا، جوي تحدّق بالنافذة وتفكّر في الكلمات التي قالها المسن:
[على البشريين الثلاثة عشر أن يحتووا الشياطين]، لم يعرف حتى هو ما معناها، لكنها كانت مذكورة في طريقة صدّ كسر اللعنة لذا بدأت الفتاتان بالتفكير فيما قد يعنيه ذلك.

وَهْج
13-06-2013, 21:13
كانت تلك الغرفة تحوي تسعة عشر شخصًا، بمساحةٍ واسعة و طاولةٍ خشبية ضخمة معينة الشكل بحوافٍ غير حادة ونقوشٍ جميلة،
جلس الجميع على الكراسي وقال المُسّن: سألخص الكلام لمرة أخيرةٍ لمن لم يفهم، وأي شخصٍ لديه أي تساؤلٍ فليطرحه، ستحاولون إيجاد مكان بوابة الشيطان،
سترددون التعويذة التي حفظتموها -والتي كتبناها على سيقانكم أيضًا تحسبًا لأي خطأ- ، و هناك ستسكبون دمائكم على الخط الذهبي و تحتوون الشياطين الموجودة.
رفع شابٌ ذا عينان زرقاوتان حادتّان وجسدِ مليءٍ بالعضلات يده وقال: ألم تعرف بعد مالذي يعنيه الاحتواء؟
سألت كلارا بتردد: أيمكن أن يكون احتواءًا عاطفيًا؟
التفت الشاب إليها وحدّق بها بصمتٍ للحظات، ثم أطلق ضحكة فغرق بعده عددٌ منهم في ضحكة ساخرة، جالت جوي بنظراتها بينهم في استنكار و وبّخ المسن: ديفيد!
هزّ الشاب رأسه وقال: يا لها من حمقاء! هؤلاء الشياطين لا يملكون أي مشاعر، ألم تري كيف ذبحوا أصدقائكِ؟ أو أنكِ فررتِ هاربةً بكل جبن قبل أن تري ذلك حتى.
اعتدلت جوي في جلستها وأمالت عنقها وهي تقول: بإمكانكَ القول أننا فررنا بكل شجاعة، نحنُ هنا لننقذك والعالم!
ضحك الجميع مجددًا مما جعل الدماء تثور في رأس ديفيد الذي تمتم: بلهاء!
أكمل بغيظ: إنكما آخر من ينضم إلى هذا المكان، لقد أتيتُ من ستة أشهر، وهناك من هم قبلي وقد شارفوا على إنهاء السنة،
لقد عرفنا كل تصرفاتهم ودرسناها، ليست لديهم أي عواطف؛ إنهم مخادعون!
لقد فقدنا أربعة أشخاصٍ هنا ممن تعاطفوا معهم وصدقوا أنه بإمكانهم إنشاء العلاقات والثقة بالشياطين،
وكل ما جنيناه هو هروب كل من أمسكنا بهم وبهذا قدرتهم على استكمال خطتهم.
لو أننا أعقنا عددًا بسيطًا من الشياطين الثلاثة عشرة لكنا سنستطيع إنهاء السنة وسيتوجّب عليهم جمع ثلاثة عشر أُخر،
لكن هذه المرة كان الحمقى المتأثّرين بالأفلام وإمكانية مصادقة الشياطين أكثر، وهذا ما سيتسبب بنجاح خطتهم اللعينة وتدمير العالم! وكأن تدمير قلوبنا لم يكن كافيًا!
لوت جوي شفتيها وقالت كلارا بهدوء: هذا لا يبرر لكَ إهانتنا، كان بإمكانكَ إيضاح ذلك بطريقةٍ ألطف بما أنكَ تعرف أننا آخر المنضمين و أن كل هذا جديد علينا.
ضرب الشاب ذو الشعر الطويل والجسد العادي صديقه بجانبه وقال: لا عليكما، إنه سريع الانفعال فقط وهوَ لا يقصد أن يكون فظًا.
- جون!
رمقت جوي ديفيد بنظرةٍ ملتهبة لكنه لم يبادلها ذلك، بل أشاح ببصره بهدوء بعدما وكزه صديقه جون، واستكمل المسن: هل من مقترحاتٍ أخرى لمعنى الاحتواء هنا؟
لم يجب أحد ورفعت جوي يدها، نظر الجميع لها فقالت بعد أن تنهدت: لا أعرف شيئًا عن الاحتواء، ولكن.. ألا يجب أن نأخذ دماء بعضنا البعض؟
هؤلاء الثلاثة عشر مهددون بالموت وهذا سيجعلنا نفقد أهم عناصر خطتنا.
هزّ المسن رأسه في سرور وهوَ ينظر إلى تابعيه الواقفين على رأسه: ألم أقل أنها ذكية جدًا؟ أنا على وشك فعل ذلك الآن، ديفيد.. أمامك هذا القدر الكبير،
فلتسكب به بعضًا من دمك وترسله للثالث عشري الذي بجانبك.
نفّذ ديفيد فورًا ما إن مدّ له أحد التابعين للمسن سكينًا، فقد جرح ذراعه وهو يعقد حاجبيه وشاهد الدماء تنزل على القدر، ثم دفعه بعد ذلك للشخص الذي بعد جون،
فهو لم يشهد جلسة التحضير ولكن مثل جوي.. أتى لمساندة صديقه ديفيد وهكذا كان حال رجلٍ آخر أيضًا يدعى مارك جاء لأجل حبيبته التي قُتلت في فترة بقائهم
في المقر لتعاطفها مع أحد الشياطين، وقد أقسم على قتله بيديه الاثنتين.
جرح الاثني عشر أيديهم ولم يتبقى سوى كلارا التي كانت تجلس في نهاية الطاولة، مدت جوي راحتها ففهمت كلارا قصدها واستجابت لصديقتها التي قبضت على
معصمها وجرحت ذراعها بأرق ما أمكنها مع إمكانية انسياب الدماء بينما أطلقت كلارا صرخةً صغيرة مكتومة.
ما إن انسكبت الدماء حتى تركت جوي السكين وأمسكت بيد صديقتها لتطمئن عليها، ووزّع عليهم الرجال بعض الضمادات. بينما كانوا يستعملونها قال المسّن أخيرًا:
والآن هل فكر أحدكم ماذا ستصنعون بهذه الدماء الممزوجة؟
نظر له الجميع باستنكار وأكمل: سيشرب كلٌ منكم رشفتين، بهذا، مارك وجون وجوي سيكونون ذوو فائدةٍ أيضًا وسيحملون دمائكم،
كنتُ لأجعل الكثير من الرجال المدرّبين يفعلون هذا أيضًا لكنه لن ينفع إلا مع الثلاثة عشر ومن لهم صلة عاطفية بهم،
لذا بوصول شخصٍ واحدٍ فقط منكم أيها الخمسة عشر وسكب الدماء المشتركة التي ستسري في عروقكم في نفس وقت قراءة التعويذة سيفلح الأمر،
هم يحتاجون إلى ثلاثة عشر شيطانًا ويظنوننا مثلهم، لذا لا أظنهم سيركّزون قليلًا على قتل الجميع وبهذا ستتاح فرصة لبقيتكم بالهروع للبوابة وإنهاء العملية،
أيعترض أحدكم على هذه الخطة؟
نطق جون وعلامات التقزز على وجهه: لم يكن عليك إخبارنا بأن بعضنا سيموت فقد كنا نعلم ذلك بالفعل، الجزء الأصعب هو أن تجعلنا نشرب الدماء..
أمقاتلتنا للشياطين ستحوّلنا إلى مصاصي دماء؟
كان التابع قد وضع القدر أمامه تعليقًا على كلامه، لكن ديفيد سحبه وارتشف منه رشفتين كما أُمر ثم ناوله لجون الذي كانت ملامح وجهه تتقلب في اشمئزاز.
التفتت جوي لكلارا وأمسكت بذراعها وهي تغمض عينيها وتقول ببغض: هذا مقزز بالفعل، لا يمكنني أن أطيق منظر الدماء حتى.
عضت كلارا على شفتها وهي تقول: حدّثي ولا حرج، حاولي سدّ أنفك وإغماض عينيكِ وابتلعي جرعتين فقط، أتمنى أن يكون ذلك سهلًا!


http://up.ta7a.com/t7/gKC53262.png (http://vb.ta7a.com)

أنزلت السيارة ديفيد وجون برفقة جوي و كلارا، بينما أنزلت سيارات أخرى بقية الثلاثة عشر في أماكن متفرقة قريبة،
المسن يعرف بوجود البوابة في هذه المنطقة لكنه لا يعرف أين بالضبط، لذا فقد وزّعهم آملًا منهم أن يجدوه، بحث من قبل ولكن لم يستطع ذلك بشكل مكثّف لكثرة
تركّز الشياطين في هذا المكان، بالطبع رجال مدربون سينزلون أيضًا على أمل قتل أكبر عددٍ ممكن منهم ومساعدة الخمسة عشر بشريًا في العبور وإيجاد بوابة الشيطان بأسرع وقت.
كان الظلام قد حلّ، وسار الأربعة قليلًا حتى دخلوا زقاقًا صغيرًا، المكان كان قديمًا وشبه مهجور فلا عجب أن تكون البوابة في هذه المنطقة، شعرت جوي بالدوار والغثيان مجددًا،
لا زالت تشعر بالاشمئزاز بعد شربها للدم؛ فقد تقيأت بعد شربه واضطرت لشربه مرة أخرى بعد دقائق، لم يكن هناك خيار وإلا لما فعلت ذلك أبدًا،
لو لم تشرب الدم لما جعلها ذلك المسن الشرير ترافق صديقتها وقد أدركت ذلك من نظراته الخبيثة، فقدت توازنها لكنهما لم تسقط،
حين فتحت عينيها كانت بين ذراعيّ ديفيد الذي سألها بقلق: هل أنتِ بخير؟
ابتعدت عنه ببطء و أمسكت بها كلارا بقلق واضح على وجهها، عقدت حاجبيها وأجابت: أجل، شكراً.. أيملك أحدكم بعض الماء؟
مدّ لها جون قارورةً وهو يقول: لا بد أنه من الصعب عليكما فعل ذلك، لقد تدربنا لستة أشهر لهذا اليوم بينما أنتما باشرتما في الحال؛
ليس لدينا وقت فقد شارفنا على انقضاء الحول منذ تحرير أول شيطان.
تأمل ديفيد الحزامين المتعلقين بخصريّ الفتاتين لثوانٍ وقال: لديكما مسدسات وسيف وخنجر، أتمنى أنكما تعرفان ولو القليل عن التصويب،
هناك مهارات لاستخدام السيف بالطبع لكن ربما يمكنكما الاستفادة منه، المهم هو أن تتمكنا من طعن عدوكما والأمر نفسه يسري على الخنجر،
لا تفكرا بالمهارات أو أي شيء، فلا أظن الشياطين تحمل سيوفًا.
نظرت جوي لخصرها ثم رفعت بصرها لديفيد الذي أشاح بوجهه على الحال، كتمت ابتسامتها على وجهه الذي تورد، لم يخطر لها أنه شابٌ خجول أبدًا.
أكمل وهو يسبقهم بالسير ويقول بحرج: على أي حال، لا أعتقد أنكما ستفلحان في أي شيء، فقط اصرخا وسنحاول أن نساعدكما، والأفضل ألا تفترقا عنا أبدًا.
لحق جون به محاولًا مسايرته بينما تبادلت كلارا وجوي النظرات والابتسامات الخبيثة، همست كلارا وهي تقترب من كتف صديقتها: أظنه معجبٌ بكِ.
نظرت لها جوي وكتمت ضحكتها وهي تجيب: أظن أن الإعجاب يحصل بسهولةٍ كبيرةٍ هذه الأيام إذًا.
سحبت كلارا يدها وقالت وهي تنظر إليه: إنه طويلٌ ووسيم وذو جسدٍ رائع وعضلاتٍ مفتولة، هل يمكنكِ أن تطلبي المزيد؟
أجابت جوي وهي تنظر لصديقتها وتحرك شفتيها بسخرية: قد أستفيد من القليل من العقل والأخلاق أيضًا.
وكزتها بمرفقها وهي تقول بعناد: هيااا، لقد كان فقط غاضبًا لأجل أصدقائه، أظنني قلتُ شيئًا غبيًا أيضًا ولستُ ألومه على ردة فعله.
مدّ جون ذراعه للخلف في إشارة لهما بالتزام الهدوء، سكتت الاثنتان والتصق الأربعة بالجدار، التفت لهم ديفيد وهو يضع أصبعه أمام فمه مشيرًا لهم بالسكوت،
عدّل معطفه الذي كان يحمله في يده ثم خرج يسير بثقة.
" توقف عندك!! "
لم يستطع الثلاثة رؤية أي شيء لاختبائهم خلف الجدار، سمعوا صوت ديفيد يقول وهو يتنهد بتمثيلٍ متقن: حمدًا لله أن هناك بشرٌ هنا! لقد ظننتُ أني سأموت في هذه المتاهـ..
وقبل أن يكمل كلمته كان قد انطلق صوت طلقة نارية منخفضة، ارتعدت أفئدة الجميع، لكن ديفيد أطلّ عليهم وهو يهمس باستنكار: مالذي تفعلونه؟ هيا لنكمل البحث!
تنهد الثلاثة بارتياح وقال ديفيد وهو يبتسم حين فهم ما دار بخلدهم: لقد خبئت المسدس تحت المعطف لأستطيع إطلاق الرصاصات المنقوشة واستخدام كلتا يدي بحرية،
بما أن النقش اخترق جسده ففي خلال دقيقة سيؤثر ذلك على جسده كله ويقتله، إنه كاتمٌ للصوت لذا لا تقلقوا؛ فلا أظن أن أحدًا سمع ذلك.
خرج جون لسحب الجثة ووضعها على الجدار آملًا في ألا يراها شيطان آخر، كان المكان واسعًا الآن لكن استطاعوا رؤية بعض الشياطين يمرّون بين الأزقّة أحيانًا مما أكّد تشديدهم للحراسة،
لم يستطيعوا التحرك إلا بعد التأكد من خلو كل الطرق والفتحات.
شدّ بصر جوي باب طويل على أعلاه نُقش رسم كانت قد لمحته في أحد الكتب حين كانت تتجول في المكتبة ريثما يعدّ المسن للاجتماع،
قالت وهي تشير له بسبابتها: أعتقد أن هذا الباب مؤدٍ لبوابة الشيطان،؛هذا النقش، كما أن ترميم الجدار لوحده من بين بقية الجدران العتيقة أمر مريب.
نظر الثلاثة له وبدا أنهم يؤيدونها، عقّبت كلارا: إن كان هذا صحيحًا، فأنا متأكدة من وجود حراسةٍ مكثفةٍ في الداخل، لذا علينا أن نكون مستعدين وأن نأخذ حذرنا.
صدر صوتٌ من داخل المكان، مما جعل الأربعة يرجعون مفزوعين إلى أقرب جدارٍ للاختباء خلفه بملامح باهتة، خرج رجل بعينين حمرواين مسرعًا وأخذ يجول ببصره في المكان
ويصغي بسمعه تحسبًا لأي حركة مما وترّ جوي و كلارا كثيرًا لكنهما حاولتا تماسك نفسيهما، أخرج الرجل هاتفًا وأجرى مكالمة ثم قال بسرعة: سموّكِ،
لا يوجد أحدٌ أمام المبنى، هل تريدين مني أن أتصل بالبقية وأخبرهم بتكثيف البحث؟ أنتِ متأكدة! هل اعترف من قبضتِ عليهم بقتلهم لشيطان الأحلام؟!
إن كنتِ تظنين أن هناك المزيد فلن نرتاح حتى نقبض عليهم، أرجوكِ اطمئني! سنستعيد هذا العالم ونكمل العملية قبل انتهاء هذا العام بكل تأكيد،
فعلى أيّ حال لقد شاركتِ أنتِ بنفسك في ساحة المعركة هذه المرة.
أغلق الهاتف وهو يتمتم بغضب، انطلق صوتٌ خفيف ووضع الرجل يده على معدته بسرعة، أبعدها ليراها مليئةً بالدماء وما إن رفع بصره حتى رأى فتاة نحيلة تمسك بمسدسٍ مصوب تجاهه،
ابتسمت وهي تقترب منه ببطء وتقول: أوه.. هدفي الأول كان ناجحًا! صحيحٌ أنكَ كنت قريبًا ولكن أتدرك كم يعني ذلك بأني عبقريةٌ في كل شيء؟
لطالما رغبتٌ في قتل أحدهم وأخيرًا وجدت شخصًا يستحق ذلك ولن أُعاقب بسببه!
انهار الشيطان على الأرض وقد بدأ جسده بالارتعاد، كانت روحه تفارق جسده وبدأ جسده بالتيبّس. ابتسمت جوي بخفة وسمعت كلارا تناديها بصوتٍ مرتفع،
كانت ستلتفت لتوبّخها لكن ذراعين قويتين أحاطت بكتفيها وعنقها لتلتفّ بها فتجعلها مقابلةً لرفاقها بينما لامست حافةٌ حادة عنقها، همس صوتٌ أنثوي في أذنها بحقد:
من قال أنكِ لن تعاقبين؟!
اقترب الثلاثة منها لكن آشلي رمقتهم بنظراتٍ ملتهبة جعلتهم يتوقفون وهي تقول: آآء آآء! خطوةٌ واحدة وسأغرز هذا الخنجر في عنقها، أوه كلارا،
أنتِ لا تعرفين كم قاتلت رغبتي لفعل ذلك!
سقطت أحزمة الثلاثة المسلحة مرةً واحدة، مما رسم ابتسامة على شفتيها وحركت حاجبيها قائلة: أستعيد قدراتي أخيرًا، كم افتقدتها!
كانت ترتدي فستانًا أبيض قصيرًا وكأنها تحتفل بهذه المناسبة، تمتمت جوي بحقدٍ وهي تحاول إبعاد يديّ آشلي عنها دون جدوى: أيتها الوقحة ، أيتها الحقيرة..
لم أحبكِ منذ اللحظة التي رأيتكِ فيها، لقد كان حدسي مُصيبًا.
رفعت كلارا يديها باستسلامٍ وهي تقول: أرجوكِ آشلي، لا تفعلي.. نحن لا نريد إيذائك إنما نريد حماية عالمنا فقط.
قال ديفيد بغضب: لا يجدي الحديث مع هؤلاء الحشرات، ألم أخبركِ؟
صرخت به بصوتٍ حاولت جعله منخفضًا بقدر الإمكان كي لا تجذب المزيد من الشياطين والدموع تجتمع في عينيها: هل أنتَ غبي؟ هل ترى أي خياٍر آخر!
لم أرد الانضمام إليكم في المقام الأول بل جررتُ جرًا، أنا لا أعرف عن كل هذه الأشياء.. أنا فقط أراها على التلفاز، لكن ما لن أراه هو صديقتي تقتل أمامي، هل فهمت؟!
التفتت لصوت آشلي الساخر برقة: واو، خطبةٌ جميلة كلارا، أتعلمين؟ لطالما كنتِ المفضّلة لدي بين مجموعة الحمقاوات تلك، لقد رأيتكِ في بداية العام وقررتُ أني
سأجعلك من المجموعة التي تحررّني، لقد أعجبتني كثيرًا!
قالت كلارا باندفاع: لأجل صداقتي معك، ألا يمكنكِ أن تدعي جوي وشأنها!
شدت آشلي قبضتها على عنق جوي التي أطلقت آهةً خافتة وأجابت بحقد: لكن أوووه.. كما ترين، أنا وهي لا نطيق بعضنا على الإطلاق،
لقد تركتها كثيرًا وأنتِ تعرفين ذلك فقد كنتِ من يفكّ نزاعاتنا دائمًا، صحيح؟
- ألا يمكنكِ أن تسمحي لي بفك نزاعكم للمرة الأخيرة، أرجوكِ آشلي!
سحب جون يدها بغضب وهمس لها: لمَ تتوسّلين لشيطان باسم صداقتكم؟ إنها تعيش بلا مشاعر للبشر، ليست لديها حتى القدرة على الشعور بأي شيءٍ سوى الكره تجاهنا!
قاطعته آشلي مما أرعبه فلم يكن يعلم بأنها سمعته: أنا أحب كلارا، ولأجلها سأترك جوي تذهب فقط إن وعدتني أن ذلك سيكون ذهابًا بلا عودة،
ولكني لا زلتُ أملك شرطًا فأنا لن أفعل ذلك بالمجان!
توقفت جوي عن المقاومة وهدأت مما جعل آشلي تهمس في أذنها مطلقة بعض الهواء الذي جعلها ترغب في التقيؤ: فتاة جيدة! أتثقين بصديقتكِ لهذه الدرجة؟
"أكملت بصوتٍ مرتفع": لكني سأطلب منها أن تتقدم وتتركني أسلب روحها..
اتسعت حدقتي الفتاتين وصرخت جوي: مستحيل! مالذي سأستفيده إن أفلتّني وقتلتُ صديقتي، هل تظنيننا غبيتان؟ لن ننصاع لشرطكِ أبدًا،
أفضل الموت بكبريائي بدل الموت مذلولةً بعفوك الذي لا يعدّ في الحقيقة سوى جريمةٍ أخرى.
- أنتِ.. من سألك؟!
نظرت جوي بصدمة لكلارا التي نطقت بتلك الكلمات بنفس الإصرار الذي أشّع من عينيها، أطلقت آشلي ضحكةً فخورة وقالت: بالطبع عزيزتي،
و سأحاول إعادة روحكِ كشيطانةٍ وحينها يمكننا نحن الاثنتان أن نبقى صديقتان إلى الأبد.
قالت جوي بغيظ: أنا..
توقفت للحظةٍ لتغرز الخنجر الذي تعبت في استخراجه من حزامها في خاصرة آشلي بعمقٍ، شعرت بالدماء تسيل وترطّب قبضتها وأكملت: لن أترك صديقتي لكِ أبدًا،
لن أدعها تتحول إلى شيطانةٍ لعينةٍ مثلكِ إطلاقًا.

وَهْج
13-06-2013, 21:16
استطاعت آشلي سحب السيف من حزام جوي، لكن الثانية قبل أن تسمح لها بالقيام بأي حركة دفعتها بعيدًا عنها ثم أسرعت باتجاه رفاقها،
سحبها ديفيد بذراعيه القويتين، جحظت عيناه حين رأى آشلي تقترب بسرعة بعينيها المشتعلتين بالحقد والغضب واستطاع أن يحتضن جوي ويديرها للجهة الأخرى،
شعرت بعدها جوي بوخزةٍ بسيطةٍ في بطنها ثم رطوبةٌ قوية، لمست مكان الوخزة ثم ابتعدت عنه ببطء لترى طرف سيفها قد اخترق ظهره حتى خرجت نهايته من بطنه،
بدأت بقعة الدماء بالاتساع فرفعت بصرها له بينما يداها المليئتان بالدماء ترتجفان بقوة، شعرت أن قلبها يرتجف أكثر من ذلك،
وبأنه قد يخرج من جسدها وهي تحدّق بوجهه المتعرّق، بدأت الدماء بالنزول من بين شفتيه، وضع يديه على كتفيها النحيلين وقال بمرح وبصوتٍ متقطّع: إنها مسؤوليتي،
لقد سمحتُ.. لفتاةٍ هزيلة لا تعرف شيئًا بالقدوم معنا.
وضعت جوي يدها اليمنى المرتجفة على كفه لتلطخ يده الأخرى بالدماء وقالت والدموع تتساقط على وجنتيها: لماذا فعلت ذلك؟
لقد تقابلنا منذ ساعاتٍ فقط، لماذا تضيّع حياتك لأجلي؟
ابتسم بصعوبةٍ وهو يجيبها ويحتوي يدها المرتجفة: ليس أمرًا شخصيًا.. – سعل قبل أن يكمل ليخرج المزيد من الدم من فمه – عيناكِ تنطقان بالإصرار على العودة،
بينما جئت إلى هنا عازمًا على الموت، أنا معميٌ بالغضب والانتقام لأصدقائي، لكني أعرف أن شخصًا ينوي الحياة هو من سينجح فقط،
لأنه سيمنح الحياة حينها للبشر أيضًا، أيتها الهزيلة!
ابتعد خطوةً للخلف وأطلق آهةً خافتة حين انتزع جون السيف من جسده، استطاعت جوي رؤية جسد آشلي ممددًا بلا حراك وخنجرين في جسدها،
الخناجر والسيوف بها تلك النقشات القاتلة للشياطين أيضًا، وهي صعبة الإتقان.
سحبت الخنجر من جسدها والتقطت السيف من على الأرض لتعيدهما إلى حزامها محاولةً أن تبدو ثابتة بالقدر الذي تستطيع ثم ساعدت جون بالإمساك بيدي ديفيد لتحافظ على توازنه،
ثم سحباه ولحقت بهما كلارا -التي لم تنبس ببنت شفة- لأحد الأزقة وتركوه ليستند على الجدار، جلست على ركبتيها أمامه وقد عرفت أنه ينازع الموت،
لذا فقد قالت وهي تنظر في عينيه: شكرًا، لقد أعطيتني سببًا آخر للحياة، أعدكَ بأني سأسكب دمائك على تلك البوابة لترقد في سلام!
وضع يده على كتفها ونطق بصعوبة أكبر الآن: ذلك ما أردت.. سماعه.
أمسكت بيده التي ارتخت ووضعتها على بطنه، أغمضت عينيه والتفتت لجون الذي كان يبكي بحرقة، أمسك بيد صديقه واقترب منه ليحتضن رأسه إلى صدره ويبدأ بالنحيب..
حاولت كلارا تمالك دموعها ولم تفلح، لكنها على الأقل نجحت في الاكتفاء بالدموع دون إصدار أي صوت، وضعت يدها على كتف جون وقالت:
أنا آسفة لكننا سببنا إزعاجًا كبيرًا جون، علينا أن نهرب.
التفت جون لها بغضب وصرخ بوجهها: أنا.. أتعرفين لماذا انضممتُ لهذه التفاهة؟! لأجله.. لأجل ديفيد. مالذي تريدينني أن أقاتل لأجله الآن؟
البشرية؟ إنكم حمقى وملاعين ملأى بالعيوب والشر.. فلتحترقوا في الجحيم! سأموت هنا بجانب صديقي.
- لكن..
سحبتها جوي من يدها وقالت بهدوء وهي تمسح دموعها: لقد مات ديفيد لأجلنا، إنه يريد تضييع تضحية صديقه سدىً.. ذلك شأنه لوحده، لكننا لن نتصرف مثله!
التفتت لترى الباب قد فتح، ثلاثة شياطين متحلقين حول الجثة بالفعل والمزيد يتقدمون، سحبت يد كلارا وهي تهمس: ليس لدينا وقت، هيا!
كان أحد الشياطين قد انتبه لبقع الدم المؤدية للزقاق، ركضت الاثنتان بسرعة وهما تدخلان بين الأزقة المختلفة وصوت الأقدام التي تجري والصرخات المنتشرة تملأ الجو خلفهما،
كانتا تحاولان الجري بأسرع ما تستطيعان، أقدامهما تؤلمهما وأجسادهما، كثير من الدموع لم تستطيعا ذرفها وقلوبهما تهتزّ بشدة داخل صدريهما.
توقفتا أخيرًا و اختبأتا بصمت تام، كتمتا أنفاسهما بقدر الإمكان حتى احتاجت كلارا إلى إطلاق أنفاسها بصوتٍ مرتفع واضح في ذلك الهدوء،
مما جعل صديقتها تضع يدها على فمها بغضب لتسكتها وهي تحدجها بنظراتٍ مستنكرة فعلتها، عقدت الأولى حاجبيها بانكسار وانقلبت ملامحها في تعبيرٍ عن
الأسف لكن لم تتبادل الاثنتان كلمة واحدة حتى.
حركت الاثنتان أعينهما في محاولةٍ للرؤية خلف الجدار الذي تختبئان وراءه، وما إن تأكدتا من اختفاء الأصوات حتى أطلقت كلتاهما نفسًا عميقًا بارتياح،
تكلمت الأولى بين لهاثها: جوي، علينا أن نهرب من هنا في الحال!
سكتت جوي للحظاتٍ ثم هزّت رأسها رافضة، أمسكت بمعصم صديقتها بيدها الملطخة بالدماء التي لم تجفّ بعد، كانت هناك بقعة كبيرة على قميصها البنفسجي أيضًا،
أخرجت قلمًا من جيب بنطالها ثم رسمت على يدها شكل معينٍ بداخله دائرة، وبداخل الدائرة الصغيرة كتاباتٌ غير مفهومة،
ثم فعلت نفس الشيء لمعصمها هي أيضًا، سألت صديقتها في استغراب: ما هذا؟
رفعت بصرها إليها للحظة ثم عادت تكمل الرسوم: على عكسكِ، فقد كنتُ أعير انتباهًا في ذلك الدرس القصير؛ لم أكن أحدّق بصديقتي الخائنة طيلة الوقت، بهذه..
لن يستطيع أي شيطانٍ أن يستعمل قواه أو حتى بدنه ضدنا.
- مما يعني أننا سنهرب بأمان!
نهرب؟!
ابتسمت بخبثٍ وسحبت معصم صديقتها، وقبل أن تسمح لها بالتساؤل كانت قد شرعت بالجري لنفس الاتجاه اللتان كانتا قد هربتا منه،
مما أثار الرعب في قلب كلارا؛ صحيحٌ أنهما محصّنتان الآن ولكنهما ليستا بالخبرة الكافية التي تؤهلهم للدخول في مواجهةٍ كهذه ،وخاصةً بعد ما حصل منذ قليل!
مالذي تخططّ له صديقتها المجنونة؟
كان قلبها يخفق بشدة، كانت متعبة.. ولكنها لم ترى أن ذلك كان مبررًا لتوقفها عن إنقاذ البشرية بينما قد تستطيع، ولو كان ذلك بمجرد نسبة واحدٍ بالمائة!
ما إن خرجتا من الأزقة حتى رأتا جثة ديفيد و فوقها جثة جون الذي بدا أن عظامه قد خرجت من جلده، كان مشهدًا مرعبًا فقد استخدم الشياطين قواهم وبسبب هذه الوحشية
فهم لا يحتاجون لحمل أي أسلحة، شحن المشهد قلبيهما بالحقد والغضب، ما إن واجهتا الباب الطويل حتى التفت عدد من الشياطين الذين لا يتجاوز عددهم السبعة عليهما،
لم يكن هناك أي وجودٍ لجثة آشلي واقترب أحدهم منها بغضب وهو يقول بين أسنانه: كيف تجرؤان؟!
سار بضع خطوات فقط ثم توقف فجأةً لينهار على الأرض، ابتسمت جوي وهي تفكر لنفسها بأنها قد استفادت من الإصغاء لذلك المسن اللعين،
مدت مسدسها لجبينه وأطلقت عليه قبل أن تسمح له بالتساؤل، رفعت كلارا هي الأخرى مسدسها واقتربت منهم، ابتسمت بسخرية حين رأتهم يتساقطون وقالت:
أعتقد أنه فعلًا كان يجب علي الإصغاء عوضًا عن إشغال نفسي بشيطانةٍ وضيعة!
إنها المرة الأولى.. ترددت قليلًا لكنها تشجعت وأطلقت على أحدهم، انتفض قلبها قليلًا فقط.. ظنت أن قلبها سيختلج بالمزيد من المشاعر،
لكن كل ما انتابها هو الفخر.. وأن ما فعلته هو شيءٌ عادي يتوجّب عليها أن تواصل فعله.
بعد أن طرحتا أولئك الشياطين صرعى، اتجهت الاثنتين للباب وقالت جوي: في الحقيقة لا أعرف أيهما يُشعرني بهذا الشعور الجيد، قتل الشياطين أو كوننا في طريقنا لإنقاذ العالم؟
ابتسمت كلارا وهي تفتح الباب وتنظر لها: أتمنى أن يكون الثاني.
ما إن دخلتا حتى فوجئتا برجلين في آخر الغرفة يصوّبان مسدسان عليهما، همست كلارا بخوف: كيف سنؤثر عليهم؟ لم أعرف أنهم يستخدمون الأسلحة فقد ظننتُ أنهم يكتفون بقواهم!
كانت جوي خائفةً هي الأخرى لكنها كانت تدرك أنه يجب عليها التظاهر بالثبات كي لا تنهار صديقتها وقالت بابتسامةٍ شاحبة: لا تقلقي؛
إنهم لا يعرفون بأمر تعويذاتنا وبالتالي لن يترددوا في التقدم منا، كل ما علينا فعله هو الاقتراب منهم.
- اثبتا مكانكما! لا تتحركا!
فوجئت جوي بهذه الكلمات لكنها رفعت يديها وتقدمت خطوتين وهي تقول متظاهرة بالشجاعة: لقد جئنا للحديث فقط!
- ليس هذا ما تقوله الدماء على قميصك، أتحاولين الكذب على شيطان المائة كذبة؟!
حدّقت جوي به للحظات، كان شابًا وسيمًا، لا عجب أنه سيكذب مليون كذبة دون أن يشكّ أحدٍ به، لأنهم في الحقيقة سينشغلون بجماله عن الاستماع لأحاديثه!
اقتربت أكثر وهي تقول: شيطان المائة كذبة؟ لقد سمعت الكثير عنك.. إنكَ في الحقيقة أوسم مما تقول الشائعات.
صاح به الآخر: ما بالك هكذا! ألا تستطيع السيطرة على فتاة بشرية حتى!
صرخ شيطان المائة كذبة بغضب وهو يسحب الزناد: أخبرتكِ أن تثبتي مكانكِ، فإن كنتِ تعرفينني فلا بد أنكِ تعرفين كوني لا أمانع قتل أحد!
رفعت يديها أكثر باستسلام وهي تنظر للفوهة المصوبة نحوها بخوف، تقدمت كلارا حتى وقفت بجانبها ثم قالت: في الحقيقة لقد أتت صديقتي معي لأجلي،
لقد رأت مقدار هوسي بشيطان المائة كذبة وأرادت أن تساعدني في الحصول على هدية ميلادٍ لا تنسى.
اقتربت أكثر مما جعل البندقيتين تتجهان نحوها وقالت وهي تبتسم بثقة: فقط أريد أن أحظى بنظرةٍ قريبة، وبعدها سأرحل بكل هدوء.. دمرا العالم!
اقتربت خطوتين سريعتين حتى لم يعد يفصلها عنهما الكثير، لتضعف قواهما بسبب التعويذة أخيرًا لتسقط مسدساتهما من يديهما و يبدآ بالانهيار وقالت بسخرية:
أوه.. لقد أفسدتما الأمر، كان من المفترض أن تقولا "كيف عرفتِ بأننا نريد تدمير العالم! لم نخبر أحدً بهذا."، إنكم أيها الشياطين تخيّبون آمالي!
أخرجت مسدسها من حزامها ووضعته على فم الوسيم وقالت: نظرتنــا!!
ضغطت على الزناد فتناثرت دمائه في المكان، وعلى ملابسها ووجهها مما جعلها تمسحه بضيق، بدأ الآخر يتوسل لحياته لكن جوي اقتربت منه وأطلقت على جبينه بهدوء،
أخرجت الاثنتان المزيد من الرصاص وأعادتا تعبئة حشو مسدسيهما.
التفتت كلارا لجوي وقالت: إن كنتِ تعرفين هذه التعويذة، فلمَ لم تضعيها من قبل على جون وديفيد أيضًا؟ كانا سيبقيان على قيد الحياة، وبقية الثلاثة عشر.
أجابت جوي وهي تضع يدها على الباب أمامها بهدوء: لقد قال المسن أنه لم يطلع عليها سواي، لقد أخبرني أنه يظنني أكثر المؤهلين للنجاح في المهمة،
وأن التعويذة لن تعمل إن كانت موجودة في النطاق بكثرة بل يجب أن تكون منفردة، فلن تنفع سوى لشخصٍ أو ربما شخصين، بحسب قوة العلاقة التي تربطهما،
لذا فقوة هذه التعويذة تعتمد على قوة عاطفتكِ نحوي؛ فقد رسمتها لكِ أولًا، نحن هنا بفضلك.
قالت كلارا باستغراب: ذلك المسن، سمح لنا بالعيش وتجاهل كل المتدرّبين الذين سبقونا؟ إنه لم يعرفنا سوى لسويعات!
- إنه خطأه لإقحامنا في شيءٍ كهذا دون تدريب؛ ذلك أقل ما أمكنه فعله ليخففّ من شعوره بالذنب! لندخل الآن.
أدارت أكرة الباب ودخلت، ما إن خطت خطوتان حتى فغرت فاها برؤيتها لتلك البوابة الضخمة، كانت متقوسة ذات لونٍ أسود بلا باب،
تملؤها نقوش شيطانيةٍ وغريبة باللون الرمادي، تحتها خطٌ ذهبي عريض، هتفت كلارا: لقد وصلنا!! جوي، ها هو الخط الذهبي!
اقتربت الاثنتان وهبطتا ثلاث خطواتٍ من الدرج، توقفتا فجأةً حين رأتا امرأةً تظهر من يمينه، كانت ترتدي فستانًا أبيض تمامًا كالذي كانت ترتديه آشلي،
ببقعتي دم على خاصرتها وفي بطنها، لولا أن شعرها كان رماديًا كالشيب.
توقفت أخيرًا أمام البوابة ورفعت وجهها لهما، كانت آشلي بالفعل، لولا أن وجهها قد تجعّد قليلًا وشحب لونها وازداد احمرار عينيها،
أطلقت كلارا شهقةً مفزوعةً وهي تقترب من جوي وتمسك بيدها بشدة ومسدسها بيدها الأخرى، فهي لا تريد للموقف أن يتكرر مجددًا.
رفعت آشلي يدها بقوةٍ لتظهر مجموعة أجساد بعضها مقطعة وتحلق في السماء من يمين الدرج، ما لبثت إلا أن رمت بها على الأرض بقوة وقالت بسخرية:
ظننتما أنه يمكنكما قتلي بهذه السهولة؟ أنا..؟ أنا الأميرة ابنة ملك الشياطين، أنا ملكة بوابة الشيطان!!
شعرت جوي برعشةٍ تسري بجسدها وهي تنظر لتلك الأجساد المُلقاة كالنفاية! كانت أجساد الثلاثة عشر ناقصةً جسد ديفيد وجون،
جسد مارك ممزّقٌ إلى جزأين متباعدين عن بعضهما، وضعت يدها على فمها لتمنع شهقة من الفرار وأردفت آشلي: لماذا؟
ألم تقتلي عددًا قريبًا من هذا مع صديقتكِ الشجاعة من رجالي؟! لا تتظاهري بالبراءة أيتها الشريرة! فلتظهري الشرّ الكامن في أعماقكِ المظلمة!
صرخت كلارا بغضب: أيتها الغبية! ماذا؟ أميرة؟ خسئتِ أن تكوني أي شيءٍ علينا نحن البشر! إن كان للظلام منبعٌ أيتها الحقيرة فلن ينبع إلا منكِ،
أتظنين بأننا لسنا قادرتين على قتلك؟ حتى لو كنا بشريتين عاديتين يا ملكة البوابة! أيتها المنافقة!
أطلقت آشلي ضحكة عالية ورفعت يدها بقوةٍ لترمي الحزام المعلق بخاصرة كلارا بأسلحته بعيدًا، ثم حركت يدها مجددًا ليسقط المسدس من يد جوي وترتفع في الجو!
صرخت بخوف وكانت ذراعها قد جرحت لشدة تشبث كلارا بها، كررت آشلي هازئة: منافقة؟ أوه.. ألا زلتِ مجروحةً لأنكِ اعتبرتني صديقتك العزيزة؟
إنها مشكلتكِ وحدكِ! فلمَ تلومين شخصًا آخر على غبائكِ الآن؟
رفعت الاثنتان رأسيهما باستنكار بسبب صوت الضحكة الذي أطلقته جوي وصرخت آشلي بغضب: مالمضحك؟
وضعت جوي يدها على فمها وقالت وهي تبتسم: أنتِ! أولًا تعطينني رحلة طيرانٍ مجانية والآن للتو استطعت أن أسمح لضحكي على شكلك بالخروج،
أوه يا إلهي كم تبدين بشعة آشلي!
ثم غرقت في موجة ضحكٍ أخرى، نظرت آشلي لكلارا التي كانت قد ابتسمت وبدأت بالضحك هي الأخرى، و تمامًا كما توقعت جوي فإن آشلي سحبتها بقوةٍ لتقع أمامها،
وما إن حصل هذا حتى تقدمت خطوة واحدة وقالت وهي تبتسم بكبرياء: أنا؟! بشعـ...
تراجعت إلى الخلف وبدأت بفقدان سيطرتها على جسدها، مما سمح لكلارا بالإسراع في نزول الدرج لتصل إلى جوي وتساعدها على الوقوف،
صرخت آشلي بغضب: تعويذة! من أين حصلتِ على شيءٍ كهذا.. كيف وجدتِ شيء كهذا أيتها الطفلة اللعينة!
ما لبثت أن استعادت توازنها مجددًا واقتربت من جوي لتقول بغضب: لقد رأيتني أنجو من طعنتين في مناطق حساسة في جسدي، وتظنين أن تعويذةً كهذه ستؤثر بي؟
اقتربت منها جوي وسددت لها ركلة قوية على بطنها وقالت وهي تبتسم: لكن ماذا ستفعلين آشلي؟ إنها بالفعل تؤثر بكِ!
تراجعت للوراء خطوة لكنها سرعان ما اندفعت للأمام بغضب يلتهب من عينيها الحمراوتين، صرخت بهستيرية: لا تظّني أنكِ قد هزمتني بقتلكِ لبعض الشياطين الثلاثة عشر،
فقد التهمت بعض أجزائهم الميتة ولا زلت أحتويهم بداخلي الآن، مهما فعلتما فإني سأكسر اللعنة لا محالة!
اتسّعت حدقتي جوي، همست لنفسها "أحتويهم؟!"، لربما كان المعنى حرفيًا!، لربما يجب عليها أن تفعل المثل!!
كل ما عليها الآن هوَ أن تحتوي شيئًا من آشلي التي تحوي بقية الشياطين الثلاثة عشر أيضًا، لكن بصراحة! هضم لحم آشلي هو الفكرة الأكثر إثارةً للاشمئزاز في العالم!
وقد ظنت أن شربها للدم كان الأول، بعد هذا اليوم فكّرت بأن عليها إعداد قائمة.
قفزت آشلي على جوي بقوةٍ لتقع الاثنتان،وسحبت الخنجر من حزامها ورفعته في وجهها، اعتلى الفزع وجه الأخرى التي استطاعت توجيه لكمةٍ قوية على وجهها
وانقلبت عليها وهي تحاول سحب الخنجر من يدها، كانت كلارا تنظر لهما مرعوبة، أطلقت بالمسدس على يد آشلي ولكن لبعد المسافة ومهارتها المتدنية في الرماية
فلم تنجح إلا بإصابة ذراعها، وبدا أن التعويذة المنقوشة على الرصاصة لم تؤثر سوى بتلك الذراع، كان من الواضح أن قوة آشلي تفوق بقية جنسها بكثير!
التفتت آشلي لها وصرخت بحقد: لم أنتهِ منكِ بعد، سأدعكِ تشاهدين موت صديقتكِ ثم سأسلخ جلدكِ وأستمتع بتعذيبكِ أيتها الوقحة!
التفتت مجددًا لجوي وما إن فعلت ذلك حتى حاولت كلارا تجاهل كلماتها والتفتت للخط الذهبي ثم أسرعت إليه، جرحت يدها بقوة ولم تأبه لذلك،
بدأت دمائها بالتساقط على الخط و عقدت حاجبيها ثم بدأت تهمهم: مو.. مولن..
ضربت جبينها بقوة ونزلت لترفع البنطال عن ساقها وتبدأ في قراءة التعويذة التي نسيتها، استمرت يدها تصبّ دمها الذي بدأ باتخاذ مجرىً مستقيمٍ على الخط.
انتبهت آشلي لما تقوم به كلارا فالتفتت لها، مدت يدها إليها محاولة استعمال قواها لكن جوي استطاعت أخيرًا سحب السيف و رفعته بسرعةٍ ليخترق ذراع آشلي من الأسفل للأعلى،
كل ما قصدته كان قطع جزء من لحم كتفها في ذراعها الضعيفة وقد استطاعت فعل ذلك، شهقت آشلي متألمة والتفتت لترى شريحةً من لحمها مرميةً على الأرض
ويدها تنزف بشدة عاريةً من اللحم بمشهدٍ يسبب الغثيان، التفتت لجوي وهي تشعر بكرهٍ وبغضٍ فظيع ينتابها مما جعلها ترتعد وهي تزمجر غاضبة،
أمسكت السيف بيدها وكسرته ثم بعيدًا، لكمت جوي بقوةٍ على وجهها لكن جوي استمرت بالمقاومة وصرخت وهي ترفع مرفقها ليصطدم أنف آشلي به،
دفعت بيدها قطعة اللحم المرمية على الأرض بعيدًا وما إن أصبحت في متناول قدمها حتى حاولت دفعها بها وقالت بسخرية لتحاول استفزاز وتشتيت انتباه المرأة القبيحة التي تعلوها:
ملمس بشرتكِ مقزز أيتها العجوز.
لكمتها آشلي ثلاث لكماتٍ متكررة بقوة ثم رفعت الخنجر في وجهها، نظرت لها جوي ببرود وكان كل الجهد الذي بذلته هو في تحريك عضلات وجهها للابتسام،
مما استفز آشلي التي صرخت بهستيرية تنمو بالحقد مع كل كلمة: ستدفعين ثمن هذه الضحكات أيتها المخبولة!

وَهْج
13-06-2013, 21:17
كانت كلارا قد أنهت التعويذة تقريبًا، تأملت الدماء التي بدأت أخيرًا بملأ الحفرتين اللتان في طرف الخط، نظرت لقطعة اللحم باستغراب فقد أدركت بأنها تعني شيئًا،
سمعت صوت جوي الغاضب: لقد كنتِ قادرةً على احتواء وأكل لحم رفاقكِ، لا أشكك في كونكِ وحشًا مرعبًا، يا له من استخدامٍ حرفي لكلمة احتواء!
فهمت التلميح وانكمشت ملامحها باشمئزاز، سحبت القطعة بقوةٍ وأغمضت عينيها وسدّت أنفها بأصابعها وهي تلوك اللحم وتشعر بطعمه وغلظته،
انهمرت دموعها وهي تشعر بالغثيان يقتلها، ما إن أدركت بأنها ابتلعت قليلًا منه حتى رمت القطعة على الأرض ووضعت يدها على فمها محاولة منع جسدها من رمي ما تلقّاه للتو.
في تلك اللحظة كانت آشلي قد هبطت بالخنجر مصوبةً إياه لقلب جوي، لولا أن كلارا ضربت بيدها على خط دمائها وأطلقت الكلمة الأخيرة للتعويذة، اشتعلت الدماء بنارٍ زرقاء..
ويا للغرابة؛ فقد بدت بغاية الجمال!
سارت النيران على المجرى كما لو كان بارودًا ثم ارتفعت للبوابة التي بدأ بنيانها يتساقط، ابتعدت كلارا بسرعة وما إن التفتت حتى رأت جسد آشلي متجمدًا
في وضعيتها المصوبة للخنجر وقد بدأت تلك الزرقة بإحراقها.
أسرعت إلى جوي وسحبتها بقوة من تحتها، كان وجهها ينزف بكثرة وابتسمت كلارا وهي تنظر لوجهها، التفتت الاثنتان لآشلي التي كان رمادها قد بدأ يتساقط و آلت إليه،
عادتا للنظر لبعضهما وابتسمت جوي هي الأخرى ثم أطلقت شهقةً ليختلط بكائها بضحكاتها، احتضنتها كلارا وهي تشاركها تلك المشاعر المتضاربة، شعرت جوي براحةٍ عجيبة..
بسلامٍ عارم يغطي فؤادها وبأمانٍ يحميها من كل شيء وهمست: لقد نجحنا.. كلارا، لقد أنقذنا البشرية، و نحن كلتانا بخير.
شدت عليها كلارا وهي تبتسم، أرادت أن تشعر بقلب صديقتها وهي لا تكاد تصدق بأنها نجت، وليس كذلك فقط، معًا.. لقد كانتا قادرتان على فعل ذلك،
قالت بين دموعها: أجل، نحن بخير، لقد كنتِ بطلةً رائعة.
ابتعدت عنها جوي وابتسمت بينما الدموع تملأ وجهها تمامًا كما شعرت بالسعادة تملأ قلبها أيضًا: في هذه اللحظة، أنا أشعر بالفخر جدًا كوني صديقتكِ.
مسحت كلارا دموعها بظاهر كفها وضربتها بخفةٍ على كتفها وضحكت، قالت بخجل: أحبكِ جدًا، لا أعرف كيف كنتُ لأفعل كل هذا دون وجود أختٍ مثلك بجانبي!
التفتت الفتاتان على صوت المسن الذي قال بحماس: حسنًا، الفريق الذي رشّحته قد فاز، أليس كذلك؟
جال بنظرةٍ حزينة على أجساد متدربيّه وقال: لم يذهب تعبهم هباءً.. كلا، لا أحد منهم قد ذهب تعبه سدىً، شكرًا لكم جميعًا أيها الشجعان!
ألقى بنظرةٍ أخيرةٍ عليهم ثم قال: هيا إذًا أيتها البطلتان، لقد حان الوقت لكما لتخرجا من ساحة القتال، فلنذهب.



http://up.ta7a.com/t7/gKC53262.png (http://vb.ta7a.com)



سارت جوي و كلارا متشابكتيّ الأيدي، كان وجه جوي مليئًا بالجروح وقالت في امتعاض:
كيف يعقل أنكِ لم تصابي سوى بالجرح الذي في يدكِ بينما حصلتُ أنا على كل هذه التشوهات!
ضحكت كلارا وهي تجيبها: أعتقد أن آشلي قد كرهتكِ بشدة؛ ذلك هو السبب.
التفتت الاثنتان لتستمعا إلى محادثةٍ تدور بين ثلاثة فتيات قالت إحداهنّ: أقسم لكنّ أنه عضو تلك الفرقة!
لقد رأيته يحترق بنيرانٍ زرقاء وثم اختفى فجأة ولم يترك خلفه سوى رماد!
- نار زرقاء؟ هل فقدتِ عقلك؟ مالذي تتحدثين عنه؟
تحدثت الثالثة بحماس وهي تحرك يديها: لقد كنتُ معها ورأيتُ ذلك، أعتقد أن أحدهم اغتاله! أوه، لم أحب فرقتهم على أي حال فقد كان من الأفضل أن تفترق.
قالت صديقتهما باستياءٍ وهي توبخها: كيف يعقل أنكِ بهذه القسوة؟ أنتما مجنونتان فعلًا.
نظرت كلارا لجوي التي قالت وهي تبتسم باستسلام: حسنًا، ها هنا فرقةٌ لن أحبها أبدًا.
ابتسمت كلارا وقالت وهي تكتم ضحكتها: بعد أن قضينا على الشياطين وأنقذنا العالم فلا أستطيع أن أقول أن هذا مستحيل
فلا أعرف إن كان هناك وجودٌ له أصلًا الآن! ابذلي جهدك!
ضربتها جوي على كتفها بخفة وأكملت الاثنتان طريقهما،
توقفتا أمام محلٍ وأخذتا تتشاجران على صور الفرق مما جعل رغبة ملحة تنتاب البائع، كانت طردهما بكل قوة.

وَهْج
13-06-2013, 21:21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كيف الحال جميعًا xD ؟
بعد فترة غياب أتمنى أنها كانت بسيطة عدتُ لكم بقصة قصيرة أخرى، أتمنى أن تروق لكم $: .
وكما هو واضح من العنوان فهي قصة كتبتها خصيصَا بمناسبة ميلاد صديقتي الجميلة (جُوِي).
بدأت في كتابة القصة الساعة الثانية ليلًا ولم أترك الحاسوب إلا عند الساعة التاسعة والنصف صباحًا،
وأنهيتها بجلسة واحدة وعلى عُجالة لذا ترفّقوا بي إن كان هناك ثمة ملاحظات.
أرجو ألا تبخلوا علي بردودكم؛ فهي تعني لي الكثير.
قراءة ممتعة.

http://up.ta7a.com/t7/gKC53262.png (http://vb.ta7a.com)

❀Ashes
13-06-2013, 22:14
السلام عليكم
مرحبا وهج
كيف حالكِ ؟ اتمنى ان تكوني بخير

قصه راااااااائعه جدا و اسلوبك بالسرد سلس يوصل احداث ومشاعر التي خطتها اناملك لنشاهدها امامنا ونندمج بحروفها
عاده انا لست من محبي قصص قصيره لكن قصتك مختلفه اسرتني من اول كلماتها
و الى اللقاء

لاڤينيا . .
15-06-2013, 18:00
فااااااااااااااااااااااااااااتنة وجمييييييييييييييييييييييييييييييييييييلة بشكل لا يُصدّققققققققققققققققققققققق
*وقعت في الغرام* ماشاء الله تبارك الله :بكاء: ..

وَهْج
06-07-2013, 17:10
السلام عليكم
مرحبا وهج
كيف حالكِ ؟ اتمنى ان تكوني بخير

قصه راااااااائعه جدا و اسلوبك بالسرد سلس يوصل احداث ومشاعر التي خطتها اناملك لنشاهدها امامنا ونندمج بحروفها
عاده انا لست من محبي قصص قصيره لكن قصتك مختلفه اسرتني من اول كلماتها
و الى اللقاء




مرحححبآ عزيزتي.. 3>
شكرًا لكلماتكِ اللطيفة، سعيدة بأني كنتُ قادرة على تغيير رأيكِ ولو في قصة واحدة!
سعدت بتواجدك بحق.

shymaa ali
07-07-2013, 15:16
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
كيف الحال وهج ؟؟
مضي زمن مذ قرأت شيئاً عن الشياطين وكان هذا أكثر ما جذبني للعنوان ولكن لا أخفيكِ سراً أنني لم أنتبه له كله لدرجة أنني ظننتها رواية فتفاجئت بكون الموضوع قصة قصيرة :e415::e415::e415::e415:
علي كل
ميلاداً سعيداً جوي
والآن تعليقاً علي الأحداث أراها متكاملة وسلسة تماماً أحسنتي >> برااا
ولكن يبقي لدي تعليق صغير
قلتي هنا

كانت هناك بقعة كبيرة على قميصها البنفسجي أيضًا، أخرجت قلمًا من جيب بنطالها ثم رسمت على يدها شكل معينٍ بداخله دائرة،
وبداخل الدائرة الصغيرة كتاباتٌ غير مفهومة، ثم فعلت نفس الشيء لمعصمها هي أيضًا، سألت صديقتها في استغراب: ما هذا؟
رفعت بصرها إليها للحظة ثم عادت تكمل الرسوم: على عكسكِ، فقد كنتُ أعير انتباهًا في ذلك الدرس القصير؛
لم أكن أحدّق بصديقتي الخائنة طيلة الوقت، بهذه.. لن يستطيع أي شيطانٍ أن يستعمل قواه أو حتى بدنه ضدنا.
إذا تمعنتِ في الكلمات باللون الأحمر فتكتشفين خطأً صغيراً
لم يكن استخدام كلمة أحدق مناسباً هنا لأنه يجعل جوي هي الخائنة وإنما كان من الأفضل استخدام تعبير آخر مثل أفكر :em_1f610:

ربما لم تنتبهي لهذا ولكن خذي حذركِ في المرة القادمة

في أمان الله

وَهْج
16-07-2013, 22:22
فااااااااااااااااااااااااااااتنة وجمييييييييييييييييييييييييييييييييييييلة بشكل لا يُصدّققققققققققققققققققققققق
*وقعت في الغرام* ماشاء الله تبارك الله :بكاء: ..

شكرًا *^* !
الحمدلله أنها حازت على إعجابك

وَهْج
16-07-2013, 22:27
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
كيف الحال وهج ؟؟
مضي زمن مذ قرأت شيئاً عن الشياطين وكان هذا أكثر ما جذبني للعنوان ولكن لا أخفيكِ سراً أنني لم أنتبه له كله لدرجة أنني ظننتها رواية فتفاجئت بكون الموضوع قصة قصيرة :e415::e415::e415::e415:
علي كل
ميلاداً سعيداً جوي
والآن تعليقاً علي الأحداث أراها متكاملة وسلسة تماماً أحسنتي >> برااا
ولكن يبقي لدي تعليق صغير
قلتي هنا

إذا تمعنتِ في الكلمات باللون الأحمر فتكتشفين خطأً صغيراً
لم يكن استخدام كلمة أحدق مناسباً هنا لأنه يجعل جوي هي الخائنة وإنما كان من الأفضل استخدام تعبير آخر مثل أفكر :em_1f610:

ربما لم تنتبهي لهذا ولكن خذي حذركِ في المرة القادمة

في أمان الله


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلًا عزيزتي $: !
لحسن حظي أني استطعت جذبكِ لقصتي إذًا xd

بالنسبة لتعليقك، كلارا في الحقيقة كانت تحدّق بآشلي التي كانت تجري خلفهم،
لذا أعتقد أنها " أحدق " وليس " أفكر " :em_1f610:

شكرًا لكلماتك اللطيفة؛ كان لها وقع جميل على نفسي

prison of zero
16-07-2013, 23:14
لي عودة بعد القراءة ^^

prison of zero
17-07-2013, 17:29
الســـلام عليكِ وهج , كيف الحــال ؟

في الحقيقة , أعجبتني القصة بشكل لا يصدق , حبكة الأحداث وتسلسلها , أسلوبكِ الفذ والجميل ,

التنسيق والترتيب الأحداث , لقد أحببتُ كل شيء في القصة..

لكن أتعلمين ؟ , أتتني رغبة جامحة بغرز خنجر في قلبك , لماذا قتلتِ ديفيد و جون أيتها الشريرة ؟:e416:

لقد أحببت ديفيد كثيراً , وكنتُ أظنه سيكون لجوي , لكن هيهات لم يحدث ما أرادته..

على العموم...ليس كل ما يتمناه المرء يدركه صحيح ؟ e415

كنتُ أتمني أن تكون القصة روايةٍ طويلة , لكن ماذا أفعل ؟

شكراً جزيلاً لكِ عزيزتي وهج على هذا المجهود العظيم و بالفعل إنها قصة رائعة ولم ألحظ أي أخطاء

املائية سوى خطأ صغير منكٍ ولكن لا مشكلة مادام كتبتِ القصة بسرعة..

في حفـــظ الله

وَهْج
23-07-2013, 22:30
الســـلام عليكِ وهج , كيف الحــال ؟

في الحقيقة , أعجبتني القصة بشكل لا يصدق , حبكة الأحداث وتسلسلها , أسلوبكِ الفذ والجميل ,

التنسيق والترتيب الأحداث , لقد أحببتُ كل شيء في القصة..

لكن أتعلمين ؟ , أتتني رغبة جامحة بغرز خنجر في قلبك , لماذا قتلتِ ديفيد و جون أيتها الشريرة ؟:e416:

لقد أحببت ديفيد كثيراً , وكنتُ أظنه سيكون لجوي , لكن هيهات لم يحدث ما أرادته..

على العموم...ليس كل ما يتمناه المرء يدركه صحيح ؟ e415

كنتُ أتمني أن تكون القصة روايةٍ طويلة , لكن ماذا أفعل ؟

شكراً جزيلاً لكِ عزيزتي وهج على هذا المجهود العظيم و بالفعل إنها قصة رائعة ولم ألحظ أي أخطاء

املائية سوى خطأ صغير منكٍ ولكن لا مشكلة مادام كتبتِ القصة بسرعة..

في حفـــظ الله


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمدلله بخير حال.

هههههههههههههههههههههه، أضحكتني بحقّ xD
القصة الجيدة تحتاج لتضحية جيدة، ألا تعتقدين ذلك أيضًا؟

حتى أنا أحببت ديفيد وجون ولكن ماذا نفعل ): *فيس بريء*

إن شاء الله لدي رواية قادمة أجواءها مقاربة لهذه نوعًا ما، لست متأكدة xD

بل الشكر لكِ أنتِ فعلًا رسمتِ ابتسامةً عريضة على وجهي وأنا أقرأ كلماتك.
في حفظ الله عزيزتي

prison of zero
24-07-2013, 03:58
أتمني أن تدوم ابتسامتكِ عزيزتي..

حسناً لا مشكلة , التضحية ضرورية في بعض الأوقات :em_1f619:

وااااو , رواية جديدة ؟؟ هذا رائع , سأكون من المتابعين ان شاء الله..:em_1f60e:

في حفــــظ الله....