PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : الطفـلْ , و المــرآةْ



Ļonely Ęlite
02-06-2013, 19:57
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1887155&stc=1&d=1373238858 (http://www.mexat.com/vb/threads/1073563)



http://up.shamoa.com/viewimages/fc3f0ff1a0.jpg




في ليلة لطيفة من أيام الشتاء الأخيرة , ضرب المطر الناعم بقطراته النقية على زجاج النوافذ الكبيرة , في هذا المنزل الصامت الغارق بالهدوء , ولكن بقيت عينان تراقبان بسكون وخفية الممر الطويل المفروش تحت الإضاءة الخافتة القادمة من الخارج ...
فجأة سمع صوت خفيف , ثم فتح باب بمكان ما و ظهر خط ذهبي يسري على الأرض سريعاً حتى استقر على الجدار , ثم ظل طويل يمسك بيد ظل آخر , لتظهر امرأة ممسكة بيد صغيرها ... مشيا من أمامها بلا مبالاة لها و كانت الأم تهمس لطفلها بصوت نعس بأنه دوماً لا يشعر بالعطش إلا بهذا الوقت المتأخر من الليل ... و هذا ما يجعله ينهض بتلك الساعة ثم يصعد السرير ليصل إليها و يبدأ مناجاة خافته لا تنتهي إلا بفتح عيني الأم المتعبة...
عيناه الواسعتان و الواضحتان في هذا الظلام يحدقان بها . تلك التي تراهم من زاويتها في آخر الممر المظلم , و اختفيا في ممر آخر .
بعد دقيقة أو اثنتين . عادت الأم تسير و من خلفها يمشي الصغير وحده و بين يديه كأس من الماء .. و هذه المرة أيضا تلفت بنفسه و توقفت قدماه الصغيرة و الكأس بين يديه في منتصف طريقه إلى فمه ... كان مدهوشاً لدرجة اللمعان عينيه اتّضح... اقترب أكثر و أكثر , ببطء و تروٍ وكانت السجادة تخفي صوت مشيه ...حتى توقف أمام وجهها تماماً و قد غرق وسط ظلام الزاوية ...
همس بصوت خفيض : ما هذه ؟!.
و أخذ يلوح بأحدى يديه أمام وجهها . قال بسعادة و شفتيه تتسعان بابتسامة مبتهجة: أنها رائعة ".
_ " شكراً لك أيها الصغير , هلا أبعدت وجهك عني قليلا ! "
_تلفت حوله بدهشة و فضول ثم استقرت عيناه على انعكاسه " من الذي يتكلم معي ؟! ".
مد يده الرطبة بالماء و أخذ يمسح عليها بحماس , تضايقت وهي تراه يشوهها باحتراف و تفنن , قالت بصبر :" أنا المرآه يا صغير , لا تلمسني هكذا فتفسد صفائي !".
جلس متربعاً مندهشاً و عيناه لا تفارقانها و هو يضع كأسه جانباً ...
سأل بفضول و لهفة :" لكني أرى نفسي , هذا أنفي و عيناي....".
ضحك بسعادة لترن ضحكاته مختلطة مع صوت المطر الرخيم . ثم تابع يتلمسها بأنامله الصغيرة و يشير إلى أماكن أصابع يديه ....
_ " بالطبع يا صغير , ترى نفسك . لكني أنا من أراكم ، و لم يسبق لأحد أن تربع أمامي وهو يضحك على صورته .. أشعر بأنك تضحك علي ! , الجميع يمرون بي و يحدقون باهتمام وجدية... ".
_ " ألا يرون وجوههم و أيديهم كما أفعل ؟! , أنتِ مرآه عجيبة مثل مرايا القصص الأسطورية! "
غلف البرود لكنة المرآة :" كلا , فأنا حقيقية و مميزة يا صغير .إنهم مهتمين فقط بشكلهم الخارجي أثناء نظرهم إلي.. ".
" وأنا أساعدهم على فعل ذلك ببساطة فهم يمرون أمامي لأريهم أنوثتهم أو رجولتهم الشكلية الظاهرة ".
توسعت عيناه بشدة و ألتمعتا بإثارة كبيرة بينما تبسم ثغره بسعادة و قال و لهفته تزداد مع كل كلمة :" هل تخبرينهم بأنهم قد أصبحوا أفضل مظهراً .. ".
_ " كلا فأنا اكتفي بعكس صورتهم الخارجية , و هم يعدلون من هندامهم و يمشطون شعرهم و لكن هذا لا يحسب لدي , لأن كم من مرةٍ شاهدتهم ينطقون بكلمات سيئة ويتصرفون بعكس ما يظهرون , بني البشر هؤلاء لا يمكنك الحكم عليهم بسهولة ! , فتارةً يبدون طيبي المعشر و يبالغون كأنهم الأمراء , و تارةً يتصرفون و كأنهم وحوش يفقدون عقولهم لفترة ..".
تساءل الصغير بعد تفكير عميق لدقيقتين _ " ألم يبدون جيدين كفاية لأجل الخروج , لكن هل كان هنالك أمراء أمامك هذا رائع ؟! "
ضحكت المرآه رغماً عنها و قالت بلطف _ " لستُ متأكدة لكن ...مهما كانوا . يجب أن يكونوا حسن الخلق فالكلام الطيب يرفع العمل الصالح , و هنالك ذلك الدعاء الذي يقال عند النظر في المرآة ! ".
فتح الصغير فمه ليستوعب ما تنطقه المرآة فصمت ثوان ثم ردد وهو يهز رأسه _ " الكلام الطيب يرفع العمل الصالح , و ما هو الدعاء الذي أقوله عندما أرى صورتي ".
ابتسمت له وهي تنطق ببطء و وضوح _ " اللهم حسـّن خُلقي كما حسّنتَ خلقي ! ".
_" لقد فهمت عليك أيتها المرآه مع أنني أنظر لنفسي , هل أقوله الآن ؟! ".
ضحكت المرآه لفكاهته أو براءته , و قالت بحنو _:" أجل يا صغيري , لكن بعدما تمسح وجهك و تقوم بمسحي أنا أيضاً , سيكون كلانا بمظهر جيد , و أنت من داخلك و خارجك ..".
هب الصغير واقفاً و ركض إلى الممر الذي جاء منه , ثم جلب ممسحة نظيفة و بكل حماسة أخذ يمسح المرآه الطويلة المستنده على قاعدة معدنية على الأرض , ظهر ضوء القمر يتسلل إليهما ناظرا إليهما خلسة وابتسامة دافئة تنبعث من بين شفتيه...

Ļonely Ęlite
02-06-2013, 19:59
و الحمد لله *

أول مرة أقوم بكتابة قصصة قصيرة :لقافة: !

آمل أنها تنال أعجابكم و توسع مدارككم :أوو: ~

و أتمنى أشوف ردود ايجابيه و آراء و نقد الجميع :)


تحيااتي ^^

لمسات قاسية
02-06-2013, 20:44
السلام عليكم

اختي بداية رائعة
و لكن ارى انه بارات قصير و انا لم يعجبني انه قصير لانك حمستيني للبارات القادم اتمنىان يصبح اطول
تقبلي مروري
في امان الله



االلهم صلي على نبينا محمد
ولا تنسوني من الدعاء

*طيار الكاندام*
03-06-2013, 13:38
السّلامٌ عليكم و رحمة الله و بركاته


يٌثَبّتْ


أول مرة أقوم بكتابة قصصة قصيرة :لقافة: !

رآآآآآآآآآآآآآآآآئعة يا Ļonely Ęlite (http://www.mexat.com/vb/member.php?u=756609)
من يصدّق أنّها المحاولة الأولى ، ما شاء الله :D

جميلة هيَ تلكَ التساؤلاتِ البريئة و اللطيفة التي تَفَطّنَ لها الصغيرٌ ،
والأجمل هي خبرةٌ تلكَ المرآة الحكيمة و حسنٌ جوابها له.

طريقةٌ تصويركِ للمشهدِ في البدايةِ و وصفِكِ لهٌ راقت لي كثيرًا ،
عباراتكِ البسيطة والموجزة ،
و أسلوبكِ اللطيف السلس .. كل تلكَ العوامل ساعدت على جعلِ المشهدِ على مرأى من عينيّ .

و كأنّ الصّورةَ تقتربٌ أكثرَ فأكثرَ داخلَ البيتِ حتى يكتمل َالمشهد ، لآآآآآآ أدري كيفَ أعبّر xD

محاولة أولى متميّزة جدًا ، و ننتظرٌ أفضلّ منها في المرّاتِ القادمةِ ،
فلا تحرمينا ::جيد::

باركَ اللهٌ فيكِ .


في حفظِ اللهِ

رِنتي
04-06-2013, 08:02
السلام عليكم

ماشاء الله اسلوبك مررررررررررررره جميل أعجبني الوصف بالبداية لاهو الطويل والمعقد ولا هو القصير الي مايفهم

القصة كذا بريئة وطفولية بطابع جميل جدًا :) لكن أحس في كلام المرآة أكبر من الي يستوعبه طفل :rolleyes:

يعني ان شرحها للكيف ان الناس متقلبين وكذا كان كانها تكلم شخص ناضج مب طفل صغير

لكن على العموم القصة جد جد جميلة وفيها كثير من القيم باسلوب سلس وطرح مميز

موفقة أختي وأتوقع لك مستقبل مزهر ;)

:)

أمواج المحيط
04-06-2013, 17:54
السلام عليكم


راقت لي القصة كثيرا رغم بساطتها .. بل يمكن أن هذا هو سر جمالها
وصفكِ جميل .. فيه شيء فريد .. استمتعتُ بالقراءة وشعرتُ وكأنني أرى الموقف بتفاصيله وأنا أكاد أحبس انفاسي بسبب الجو المظلم والمطر!
ما شاء الله
أحب أن اقرأ قصة لها هدف .. فكرة ذكية وغريبة أن تتذمر المرآة من التناقض بين اهتمام البشر بأشكالهم وقلة انتباههم لأخلاقهم
كما فاجأني أنكِ ذكرتِ الدعاء .. أرى بأن علي أن أتعود على ذكره ، فقد بدوت غبية وأنا أسأل نفسي: دعاء عند النظر إلى المرآة؟!

لي انتقاد وحيد .. عندما تقدم الطفل إلى المرآة تساءل: ما هذه؟
بدا غريباً أن طفلا ينظر إلى المرآة ويسأل عنها ويلعب وكأنه يراها للمرة الأولى
خاصة أنكِ نفيتِ جهله هذا حين قال للمرآة بأنها مرآة سحرية كما في القصص!

على فكرة أعجبني رد المرآة حين قالت بأنها حقيقية :ضحكة:


أتمنى أن أقرأ المزيد من قصصكِ مستقبلاً
في حفظ الله

~ Jasmine charm
05-06-2013, 07:22
رائع جداً
لنا عودة بإذن الله
بالتوفيق

Ļonely Ęlite
17-06-2013, 07:04
آوه اضعت القصة أتصدقون :غياب: !!

عودة للرد عليكم قريبا :أوو:

< لا اصدق غبائي أحياناً :emptiness:

A'SHAR
17-06-2013, 11:57
حجز لي عودة ان شاء الله

~ Jasmine charm
17-06-2013, 12:09
رائع جداً
لنا عودة بإذن الله
بالتوفيق

السلام عليكم
مرحباً ^^ ، كيف حالكِ عزيزتي ؟؟ << أرجو أن تكوني بخير :)
قصة رائعة بحق
أسلوبكِ رائع للغاية عزيزتي
أهنّئكِ على هذه الموهبة التي تمتلكين
لم أصدق أنها أول قصة قصيرة لكِ !!
ما شاء الله ... تبارك الله
أمتعينا دائماً بجديدكِ عزيزتي
بالتوفيق

şᴏƲĻ ɷ
23-08-2014, 19:46
قصَّة جميلة جداً، ورائَعة !
المَعنى لطِيف وصفُكِ للمشَهد مُحكم والفكَرة ممُيَّزة
وفرِيدَة من نوِعها، رآقت لِي المعانِي المخُتبئة بيَن
كلِمات المرآة بَل واختياركِ لمثل هذَا العُنوان وهذِه
الفكَرة كان جميلاً أيضاً.

أوصلتِ رسالَة سامِيَة بِين الكلِمات، فاستحَّقت القصَّة
التَّميُز كما رأيت فِي حُسن وصفكِ أنَّ المحاولَة الأولى ما
هِيَ إلَّا ترَجمة لمُوهبَة عميقة تمتلكِينها لذا أرجُو
أن تكُون هذِه بدايَة المزِيد من الكِتابات والحكايات
الماتِعة بقلمكِ.


لِي قبل أن أختِم مُلاحظاتٌ قصيرة ربَّما لم يتطرَّق
إلِيها أحد :




عيناه الواسعتان و الواضحتان في هذا الظلام يحدقان بها


تحدَّقان* لأنَّ تحدَّقان عائَدة على العينَان



لكن هذا لا يحسب لدي , لأن كم من مرةٍ شاهدتهم ينطقون بكلمات سيئة


لَم أفهَم هذِه الجملَة جيّداً، أتعنين بأنَّها
لا تنزِعج ممَّن يعتنُون بهنداهم وشعرهِم أمامَها
بقدِر ما يكُون انزعَاجها من أولئكَ الّذين ينطقُون بكلِمات سيَّئة
ويكشَّفُون وجَوههم الحقيقيَّة الماكرَة أمامها ؟


فإن كان كذلِك فأرى أن يتمَّ تعديل الجملة إلى :


ولكِن دَعك من ذلِك أو ولكِنَّ ذلِك لِيسَ مهماً بالنَّسبةِ
إليَّ لأنَّني شَاهدَّتهم ينطقُون بكلِمات سيَّئةٍ أو لأنَّني أشاهدهم ينطقُون بكلِمات سيَّئة ... إلخ




يجب أن يكونوا حسن الخلق فالكلام الطيب يرفع العمل الصالح


يجب أن تكُون أخلاقهم حسَنة أو يجبُ أن يكونوا حسنِي الأخلاق




هذِه ملاحظاتِي وأرجو أن تكُون صائِبة وتحِمل
الفائِدة لكِ -بإذن الله- ، بالمُناسَبة ، أكرَّر الإشَادة
والإعجاب بقلمكِ الجمِيل رآق لِي كثيراً


القصَّة سلسلة وأسلُوبكِ لطِيف ، بالفعل
أنتِ بارِعَة فإن كانت هذِه هيَ المحاولة الأولى فإنَّني
أتساءَل عمَّ تلاها ؟


حفظكِ الله وأدام تميَّزكِ