PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : أحــلام**نـجيـب محــفوظ**



جسد المطر
30-10-2005, 18:26
أحببت أن أنشر هذه المجموعة من أحلام نجيب محفوظ , وهي بما تحويه من دلالات ورموز تعد بحق تحفة فنية رائعة , أرجو أن تستمتعوا بها :



الحلم الأول :
أسير على غير هدى وبلا هدف ولكن صادفتني مفاجاة لم تخطر لي في خاطري فصرت كلما وضعت قدمي في شارع انقلب الشارع سيركا.
اختفت جدرانه وابنيته وسياراته والمارة وحل محل ذلك قبة هائلة بمقاعدها المتدرجة وحبالها الممدودة واراجيحها واقفاص حيواناتها والممثلون والمبتكرون والرياضيون حتي البلياتشو وشد ما دهشت وسررت وكدت اطير من الفرح ولكن بالانتقال من شارع وبتكرار المعجزة مضى السرور يفتر والضجر يزحف حتي ضقت بالمشي والرؤية وتاقت نفسي للرجوع الي مسكني ولكم فرحت حين لاح وجه الدنيا آمنت بمجيء الفرح. وفتحت الباب فإذا بالبلياتشو يستقبلني مقهقها.

الحلم الثاني :
رن جرس التليفون وقال المتكلم:
الشيخ محرم استاذك يتكلم
فقلت بأدب واجلال:
اهلا استاذي وسهلا..
اني قادم لزيارتك.
على الرحب والسعة
لم تمسني اية دهشة علي الرغم من انني شاركت في تشييع جنازته منذ حوالي ستين عاما وتتابعت عليٌ ذكريات لاتنسي عن استاذي القديم في اللغة في معاملة التلاميذ وجاء الشيخ بجبته وقفطانه الزاهيين وعمته المقلوظة وقال دون مقدمات: هناك عايشت العديد من الرواة والعلماء ومن حواري معهم عرفت ان بعض الدروس التي كنت ألقيها عليكم تحتاج الي تصحيحات فدونت التصحيحات في الورقة وجئتك بها.
قال ذلك ثم وضع لفافة من الورق علي الخوان وذهب

الحلم الثالث :
في ظل نخلة علي شاطيء استلقت علي ظهرها امرأة فارعة الطول ريانة الجسد. وكشفت عن صدرها ونادت. يزحف نحوها أطفال لايحصرهم العد. وتزاحموا علي ثدييها ورضعوا بشراهة غير معهودة وكلما انتهت جماعة أقبلت أخري وبدا أن الامر أفلت زمامه وتمرد على كل تنظيم. وخيل إليٌ أن الحال تقتضي التنبيه او الاستغاثة ولكن الناس يغطون في النوم على شاطيء النيل. وحاولت النداء ولكن الصوت لم يخرج من فمي وأطبق على صدري ضيق شديد. اما الأطفال والمرأة فقد تركوها جلدة على عظم ولما يئسوا من مزيد من اللبن راحوا ينهشون اللحم حتي تحولت بينهم إلى هيكل عظمي . وشعرت بأنه كان يجب علي أن أفعل شيئا أن أكثر من النداء الذي لم يخرج من فمي وأذهلني ان الاطفال بعد يأس من اللبن واللحم التحموا في معركة وحشية فسالت دماؤهم وتخرقت لحومهم. ولمحني بعض منهم فأقبلوا نحوي أنا لعمل المستحيل في رحاب الرعب الشامل.

الحلم الرابع :
هذا هو المطار. جوه يموج بشتي الأصوات واللغات. وكن قد فرغن من جميع الاجراءات ووقفن ينتظرن. اقتربت منهن وقدمت إلى كل منهن وردة في قرطاس فضي وقلت: مع السلامة والدعاء بالتوفيق فشكرنني باسمات وقالت إحداهن: انها بعثة شاقة ونجاحنا يحتاج إلي أعوام وأعوام.
فأدركت ما تعني وغمر الألم قلبي وتبادلنا نظرات وداع صامتة ولاحت لأعيننا مرات الزمان الاول وتحركت الطائرة وجعلت اتابعها بعيني حتي غيبها الأفق. وحال عودتي الى بهو المطار لم أعد أذكر إلا رغبتي في الاهتداء إلي مكتب البريد.
وكأنني ماجئت إلا لهذا الغرض وحده. وسمعت صوتا يهمس أنت تريد مكتب البريد؟ فنظرت نحوه ذاهلا فرأيت فتاة لم أرها من قبل فسألتها عن هويتها فقالت بجرأة:
أنا بنت ريا. لعلك مازلت تذكر ريا وسكينة؟
فقلت وذهولي يشتد انها ذكرى مرعبة
فرفعت منكبيها وسارت وهي تقول:
إن كنت تريد مكتب البريد فاتبعني.
فتبعتها بعد تردد غاية في العنف.









تحياتي..







مجنون الــســاهر..

joey wheeler
30-10-2005, 18:34
مشكووووووووووووووووووووور

enemy
31-10-2005, 02:30
nice words
thanks alot
peace

أوراق الـــورد
31-10-2005, 05:39
كاتب مثل نجيب محفوظ جميل أن تقراء له ولو بضعة سطور لكي تعجب بشخصية مثله ...

نال إعجابي ما قدمت لنا من أحلام نجيب محفوظ ..

فلك كل الشكر ..

أوراق الورد

جسد المطر
31-10-2005, 19:07
شكراً..

على لكوم المشاركه..

شكر خاص لكي أوراق الورد..







مجنون الــســاهر..