كاسر الكلمات
22-02-2013, 12:05
هُناك حيثُ إجتمعَ الظلامُ كأنهُ جماعةٌ مِنْ البشرِ ،،،
كُنت قد أبصرتُ الحربَ آتيتٌ تجرٌ خلفها أذيال الشُرورِ ،،، كَأنْ الظلام
حل في غير موعدهِ ،،، عندها شعرتُ بالأسى يخيمُ على الأرضِ
التي سقتها داماءُ الشُهداء ،،، فراح كأنهُ آلةٌ شديدةُ القوةِ تمتصُ الحياةِ مِنْ ينابيع
الأرض العذبةِ ،،، حيثُ أزهرتْ الأحلامُ على جوانبِ ينابيع المحبة المورثةِ لنا مِنْ
أجدادنا في سالف العصرِ ،،، والقَمرُ لم يزل في ليلتهِ التي تسبقُ الإكتمال ،،،،،
والبحرُ خفتْ حركاتهُ بمدٍ وجزرِ ،،، حيثُ أخذتْ السُحب تواري
البريق الفضيَّ لقمر ليلةٍ أضحى فيه الظلامُ نهارها ،،، فما عُدتُ أسمعُ همسَ
الرجالِ حتى تمردْ الهدوءُ وأخذ أرضاً كانتْ في سويعاتٍ مِنْ ضجيجِ السيوفِ تُهتزُ ،،،
مواقفٌ تعجزُ عن وصفها الأحبارُ والأقلامُ ،،،
حتى شعرتُ بأن الزهر قد نبت بِسُقيا مِنْ دم الرجال ،،،،
حين إعتراني شعورُ الحنين رحتُ أذرفُ الدمع على من أخذهُ سيلُ الرصاصِ ،،،
تلك الدِماءُ بِطُهرها لأصحابِ الشموخِ والعزة التي بها إحتضنوا أرضاً في القدمِ
ولازلتِ تلك الأمُ التي حفتهم بالحنانِ وسقتهم ماء الحياةِ ،،،،،
فإذا بي أرى نحيبَ الأرضِ قطراتٌ مِنْ المطرِ تهطلُ لتبكي أرضاً أمةً
قد وهبت الحياةَ لها بالدماءِ ،،،، يالها من لحظاتٍ شعرتُ بها في نفسيَّ
التي بكتْ الدماءَ كما بكتها أرضُها ،،،،،
هُناك حيثُ الدِماء ،،، حيثُ الأشلاء ،،، حيثُ سطر الرجال
ملاحم القوةِ والإباء ،،،، أمعن النظر يا أخي وتأمل ،،، تبصرُ
الأجسادْ ،،،، تبصرُ السلاح ،،،، سلاح القوةِ يا ابن العزة والإباء ،،،
أمعن النظر وأبصر ،،، رجالاً وزعوا هُنا وهُناك ،،،،
حيثُ الغارقُ في بحر الدماء ،،،، والمُدججُ بالسلاح ،،،،
كأنها أعلنتْ أن يبعثَ كُلٌ مِنْ مرقدهِ ،،،،
إمثالاً لقول النبي العدنان ،،،، حيثُ يبعثُ المرءُ كيف مات ،،،
يالها من لحظاتٍ شعرتُ بقسوتها على قلمٍ لطالما أبى الإنكسار ،،،
وراح يخطُ عن ارضٍ توارى في ثراها الشُهداء ،،،،،
هُناك حيث أبصرتُ ولأول مرةٍ طفلاً صغيراً كأنهُ البدرُ في حلتهِ ،،،
لم يزل صغيراً ،،،، بين يديهِ دُرةٌ مِنْ دُرر الحربِ ،،،،
يحتضنهُ كالطفل الذي يخشى فقدان ما يملكهُ بين حنايا صدرهِ ،،،،
إقتربتُ لأرى ذلك البدر يحتضنُ علم بلادهِ ،،،،
ذلك العلم الذي نال الشهادةَ لأجلهِ الرجال ،،،،،،
يستشعرُ بهِ الحنين ،،، ويبكي غيرهُ عزةً وإباء ،،،،،
رأيتهُ مُجندلاً بدمائهِ ،،،،
حيث إختلط بخصلاتِ شعرهِ ،،،،
ولازلتُ أرى الدماءَ كأنها
تبكي رحيل ذلك البدر الصغير ،،،
وتبكيهِ ،،،،، رأيتهُ ممسكاً بعلمهِ كأنهُ الحياة ،،،
يالها من لحظاتٍ تبكي لأجلها العيون ،،،،
وتقشعرُ لها الأبدانُ وترجفُ الأياد والشجون ،،،،
أبصرتُ الفتى باكياً يصارعُ الألم
وكأن الأنفاسَ كالغُصةِ تخرجُ مِنْ جسدهِ ،،،،
كأنها وحشُ يطبقُ عليه فيمنعهُ الأنفاس ،،،،
يحتضنْ العلم ويضمهُ بحرقةٍ إلي صدرهِ ،،،،
أرى الأنامل التي تشبثت قد إعتلتها رجفةٌ
شديدةٌ تحيكُ خيوط الضعف على جسدهِ ،،،،
فلاح أمامَ عينيهِ شريطُ الذكريات ،،،،
فأصبر أختهُ تلك الفتاةَ الصغيرة ذاتُ الشعر
الأسود الجميل في حلةٍ كالليل يشتهي بهِ
القمرُ أن يمر ،،،، وتذكر جُنونها في بداياتِ
الصباحِ وهي تقومُ بتسريح ذلك الشعر الجميل ،،،
وظلت تلك الذكرياتُ تلوحُ كأنها النُور
في عيني ذلك الشابِ الصغير ،،،، فظل
يبصرُ تلك الشقاوة الطفولية عند لحظات
الصباحِ وقطراتُ الندى تزينُ أوراق الشجر ،،،
كيف كانت تتذمر مِنْ قلة مكعباتِ
السكر الملونةِ ،،،، وكيف كانت ترى
جماليتها في كوبٍ من الشاي ،،،،،
آآآآآآهٍ كَمْ بكيتُ وأنا أرى دموع العين قد
إتخذت من وجنتيه مجرى ليتذكر ذلك
القلب الرحيم ،،،، ذلك الحنانُ الجزيل ،،،
ليتذكر رحمة الله المُهداة إليه ،،، أمهُ ،،،،
تذكرها وهي تخافُ عليه
السرعة في قيادتهِ ،،،، تذكرها
وملامح الحنانِ رسمت على وجهها
النقي كنقاء الثلج تنتظرُ فلذة كبدها
لكي يغط في النوم ،،،،،
تذكر تلك الدمعات التي أطلقتها
خوفاً عليهِ منْ كل ما يصيبهُ ،،، تذكر
رائحة العنبر وهي تنبعثُ من ذلك
الحجاب اللؤلؤي وهي تُزينُ به رأسها ،،،
أغمض عينيهِ ليتذكر ذلك اللحن الشجي
الذي كانت تطلقهُ امهُ كأنها طيرٌ
وهب جمال الصوتِ في فتراتِ الظهيرةِ
وهي تعدُ تلك الوجباتِ لأجلهم ،،،،،
بكى ،،،، وبكى كأنهُ يحاولُ أن يهضمُ
ذلك الألم الذي إعتصر صدرهُ ،،،،
فصار كالطفلِ ينوحُ لا يدري ما مصيرهُ
فأبكاني ،،،، تذكر ناصراً وذلك الموقفُ
الذي كان في طفولتهِ ،،،،
فسعى كطفلٍ ليشتري الحلوى ،،،
يريدُ تذوق طعم الحلوِ في فيهِ ،،، فلم
يدر بأن ابن عمهِ قد نسي نقودهُ ،،،،
فتاه ذلك الفتيُّ الصغير في أحد الأزقةِ
ليبكي وحدتهُ بعد غايب ناصراً عنهُ ،،،،
عندها كانت المرة الأولى
التي يشعرُ بها بالضياع ،،،،
فلما وجدهُ ناصراً ضمهُ إلي صدرهِ
وطأطأ رأسهُ ليريح قلب ذلك الطفل
الصغير ،،،،ويبعد عنهُ ملامح الخوفِ ،،،
لكنْ .....!!! لكنْ ...!!!
الآن أين ناصر ،،، ناصرٌ ذلك
الذي خفف الألم والخوف الذي إجتاح
تلك الطفولة الآن مجندلاً بالرصاصِ
جثةً بجانبهِ ،،،، فذهبتْ الحياةُ مِنْ
ذلك الجسد الطاهر في ساح معركةٍ
تبسمْ ذلك الفتى ،،،،
ونالتْ منهُ بعضُ التنهداتِ ،،،،
كأن الرضى بلغ قلبهُ ،،، فقد جاهد
لأجل الوطنِ ،،،، وذب عنهُ كل غاصبٍ
وكانت بجانبه تلك التي تواعد معها ،،،
وأراد ان يقضي حياتهُ بجانبها ،،،
تداوي تلك الجروحِ تمتصُها ،،، لتفتخر
بهِ أمام الشعوب ،،،، تلك الأرضُ الجميلة
التي تواعد أن يكون معها عند التحرير ،،،
فصار وبصوتٍ خفيفٍ ضعيف ،،،
يكرر ذلك النشيد ،،، الذي تعلمهُ وتربى
على تكرارهِ في الصباح ،،،،
وطني الكويت سلمتَ للمجد ..
وعلى جبينك طالع السعد ..
خيم الصمتُ على لسانِ ذلك الشهيدِ ،،،
كأنه أراد أن يودع أمهُ ويضمها ،،، كم أراد
أن يخاطب أهلهُ ،،، كم تاق لشقاوةِ سارة في
الصبحِ ،،،، كم أراد أن يخبرها كم
أحب تلك البسمة في الصباح ،،،،
لكن ،،،،، !!! تجري الرياحُ بما لا تشتهِ
السُفنُ ،،،، وهو في غمرةِ الأنفاسِ نالتْ
منهُ بحةٌ كأنهُ يريد قول شيءٍ ،،،
رفع سبابتهِ ،،،، وإرتعش الجسد
فراح يجمعُ القوة ليقول بأعلى صوتهِ :
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..
وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول
الله فسكتت أنفاسهُ وتركتُ ذلك المكانْ حيث
نال شهادةً تمناها وبيده علمُ بلادهِ الكويت ،،،
تاركاً خلفهُ رسالةً ،،،،
يرددها في حياتهِ وفي مماتهِ ،،،،
دماء الروح يا وطني ،،،،
أحمد جلال
كُنت قد أبصرتُ الحربَ آتيتٌ تجرٌ خلفها أذيال الشُرورِ ،،، كَأنْ الظلام
حل في غير موعدهِ ،،، عندها شعرتُ بالأسى يخيمُ على الأرضِ
التي سقتها داماءُ الشُهداء ،،، فراح كأنهُ آلةٌ شديدةُ القوةِ تمتصُ الحياةِ مِنْ ينابيع
الأرض العذبةِ ،،، حيثُ أزهرتْ الأحلامُ على جوانبِ ينابيع المحبة المورثةِ لنا مِنْ
أجدادنا في سالف العصرِ ،،، والقَمرُ لم يزل في ليلتهِ التي تسبقُ الإكتمال ،،،،،
والبحرُ خفتْ حركاتهُ بمدٍ وجزرِ ،،، حيثُ أخذتْ السُحب تواري
البريق الفضيَّ لقمر ليلةٍ أضحى فيه الظلامُ نهارها ،،، فما عُدتُ أسمعُ همسَ
الرجالِ حتى تمردْ الهدوءُ وأخذ أرضاً كانتْ في سويعاتٍ مِنْ ضجيجِ السيوفِ تُهتزُ ،،،
مواقفٌ تعجزُ عن وصفها الأحبارُ والأقلامُ ،،،
حتى شعرتُ بأن الزهر قد نبت بِسُقيا مِنْ دم الرجال ،،،،
حين إعتراني شعورُ الحنين رحتُ أذرفُ الدمع على من أخذهُ سيلُ الرصاصِ ،،،
تلك الدِماءُ بِطُهرها لأصحابِ الشموخِ والعزة التي بها إحتضنوا أرضاً في القدمِ
ولازلتِ تلك الأمُ التي حفتهم بالحنانِ وسقتهم ماء الحياةِ ،،،،،
فإذا بي أرى نحيبَ الأرضِ قطراتٌ مِنْ المطرِ تهطلُ لتبكي أرضاً أمةً
قد وهبت الحياةَ لها بالدماءِ ،،،، يالها من لحظاتٍ شعرتُ بها في نفسيَّ
التي بكتْ الدماءَ كما بكتها أرضُها ،،،،،
هُناك حيثُ الدِماء ،،، حيثُ الأشلاء ،،، حيثُ سطر الرجال
ملاحم القوةِ والإباء ،،،، أمعن النظر يا أخي وتأمل ،،، تبصرُ
الأجسادْ ،،،، تبصرُ السلاح ،،،، سلاح القوةِ يا ابن العزة والإباء ،،،
أمعن النظر وأبصر ،،، رجالاً وزعوا هُنا وهُناك ،،،،
حيثُ الغارقُ في بحر الدماء ،،،، والمُدججُ بالسلاح ،،،،
كأنها أعلنتْ أن يبعثَ كُلٌ مِنْ مرقدهِ ،،،،
إمثالاً لقول النبي العدنان ،،،، حيثُ يبعثُ المرءُ كيف مات ،،،
يالها من لحظاتٍ شعرتُ بقسوتها على قلمٍ لطالما أبى الإنكسار ،،،
وراح يخطُ عن ارضٍ توارى في ثراها الشُهداء ،،،،،
هُناك حيث أبصرتُ ولأول مرةٍ طفلاً صغيراً كأنهُ البدرُ في حلتهِ ،،،
لم يزل صغيراً ،،،، بين يديهِ دُرةٌ مِنْ دُرر الحربِ ،،،،
يحتضنهُ كالطفل الذي يخشى فقدان ما يملكهُ بين حنايا صدرهِ ،،،،
إقتربتُ لأرى ذلك البدر يحتضنُ علم بلادهِ ،،،،
ذلك العلم الذي نال الشهادةَ لأجلهِ الرجال ،،،،،،
يستشعرُ بهِ الحنين ،،، ويبكي غيرهُ عزةً وإباء ،،،،،
رأيتهُ مُجندلاً بدمائهِ ،،،،
حيث إختلط بخصلاتِ شعرهِ ،،،،
ولازلتُ أرى الدماءَ كأنها
تبكي رحيل ذلك البدر الصغير ،،،
وتبكيهِ ،،،،، رأيتهُ ممسكاً بعلمهِ كأنهُ الحياة ،،،
يالها من لحظاتٍ تبكي لأجلها العيون ،،،،
وتقشعرُ لها الأبدانُ وترجفُ الأياد والشجون ،،،،
أبصرتُ الفتى باكياً يصارعُ الألم
وكأن الأنفاسَ كالغُصةِ تخرجُ مِنْ جسدهِ ،،،،
كأنها وحشُ يطبقُ عليه فيمنعهُ الأنفاس ،،،،
يحتضنْ العلم ويضمهُ بحرقةٍ إلي صدرهِ ،،،،
أرى الأنامل التي تشبثت قد إعتلتها رجفةٌ
شديدةٌ تحيكُ خيوط الضعف على جسدهِ ،،،،
فلاح أمامَ عينيهِ شريطُ الذكريات ،،،،
فأصبر أختهُ تلك الفتاةَ الصغيرة ذاتُ الشعر
الأسود الجميل في حلةٍ كالليل يشتهي بهِ
القمرُ أن يمر ،،،، وتذكر جُنونها في بداياتِ
الصباحِ وهي تقومُ بتسريح ذلك الشعر الجميل ،،،
وظلت تلك الذكرياتُ تلوحُ كأنها النُور
في عيني ذلك الشابِ الصغير ،،،، فظل
يبصرُ تلك الشقاوة الطفولية عند لحظات
الصباحِ وقطراتُ الندى تزينُ أوراق الشجر ،،،
كيف كانت تتذمر مِنْ قلة مكعباتِ
السكر الملونةِ ،،،، وكيف كانت ترى
جماليتها في كوبٍ من الشاي ،،،،،
آآآآآآهٍ كَمْ بكيتُ وأنا أرى دموع العين قد
إتخذت من وجنتيه مجرى ليتذكر ذلك
القلب الرحيم ،،،، ذلك الحنانُ الجزيل ،،،
ليتذكر رحمة الله المُهداة إليه ،،، أمهُ ،،،،
تذكرها وهي تخافُ عليه
السرعة في قيادتهِ ،،،، تذكرها
وملامح الحنانِ رسمت على وجهها
النقي كنقاء الثلج تنتظرُ فلذة كبدها
لكي يغط في النوم ،،،،،
تذكر تلك الدمعات التي أطلقتها
خوفاً عليهِ منْ كل ما يصيبهُ ،،، تذكر
رائحة العنبر وهي تنبعثُ من ذلك
الحجاب اللؤلؤي وهي تُزينُ به رأسها ،،،
أغمض عينيهِ ليتذكر ذلك اللحن الشجي
الذي كانت تطلقهُ امهُ كأنها طيرٌ
وهب جمال الصوتِ في فتراتِ الظهيرةِ
وهي تعدُ تلك الوجباتِ لأجلهم ،،،،،
بكى ،،،، وبكى كأنهُ يحاولُ أن يهضمُ
ذلك الألم الذي إعتصر صدرهُ ،،،،
فصار كالطفلِ ينوحُ لا يدري ما مصيرهُ
فأبكاني ،،،، تذكر ناصراً وذلك الموقفُ
الذي كان في طفولتهِ ،،،،
فسعى كطفلٍ ليشتري الحلوى ،،،
يريدُ تذوق طعم الحلوِ في فيهِ ،،، فلم
يدر بأن ابن عمهِ قد نسي نقودهُ ،،،،
فتاه ذلك الفتيُّ الصغير في أحد الأزقةِ
ليبكي وحدتهُ بعد غايب ناصراً عنهُ ،،،،
عندها كانت المرة الأولى
التي يشعرُ بها بالضياع ،،،،
فلما وجدهُ ناصراً ضمهُ إلي صدرهِ
وطأطأ رأسهُ ليريح قلب ذلك الطفل
الصغير ،،،،ويبعد عنهُ ملامح الخوفِ ،،،
لكنْ .....!!! لكنْ ...!!!
الآن أين ناصر ،،، ناصرٌ ذلك
الذي خفف الألم والخوف الذي إجتاح
تلك الطفولة الآن مجندلاً بالرصاصِ
جثةً بجانبهِ ،،،، فذهبتْ الحياةُ مِنْ
ذلك الجسد الطاهر في ساح معركةٍ
تبسمْ ذلك الفتى ،،،،
ونالتْ منهُ بعضُ التنهداتِ ،،،،
كأن الرضى بلغ قلبهُ ،،، فقد جاهد
لأجل الوطنِ ،،،، وذب عنهُ كل غاصبٍ
وكانت بجانبه تلك التي تواعد معها ،،،
وأراد ان يقضي حياتهُ بجانبها ،،،
تداوي تلك الجروحِ تمتصُها ،،، لتفتخر
بهِ أمام الشعوب ،،،، تلك الأرضُ الجميلة
التي تواعد أن يكون معها عند التحرير ،،،
فصار وبصوتٍ خفيفٍ ضعيف ،،،
يكرر ذلك النشيد ،،، الذي تعلمهُ وتربى
على تكرارهِ في الصباح ،،،،
وطني الكويت سلمتَ للمجد ..
وعلى جبينك طالع السعد ..
خيم الصمتُ على لسانِ ذلك الشهيدِ ،،،
كأنه أراد أن يودع أمهُ ويضمها ،،، كم أراد
أن يخاطب أهلهُ ،،، كم تاق لشقاوةِ سارة في
الصبحِ ،،،، كم أراد أن يخبرها كم
أحب تلك البسمة في الصباح ،،،،
لكن ،،،،، !!! تجري الرياحُ بما لا تشتهِ
السُفنُ ،،،، وهو في غمرةِ الأنفاسِ نالتْ
منهُ بحةٌ كأنهُ يريد قول شيءٍ ،،،
رفع سبابتهِ ،،،، وإرتعش الجسد
فراح يجمعُ القوة ليقول بأعلى صوتهِ :
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..
وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول
الله فسكتت أنفاسهُ وتركتُ ذلك المكانْ حيث
نال شهادةً تمناها وبيده علمُ بلادهِ الكويت ،،،
تاركاً خلفهُ رسالةً ،،،،
يرددها في حياتهِ وفي مماتهِ ،،،،
دماء الروح يا وطني ،،،،
أحمد جلال