PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : يوم آخر



Elwen Russell
04-01-2013, 09:05
بسم الله الرحمن الرحيم

قصة قصيرة بعنوان : يوم آخر

أترككم مع القصة :smilet-digitalpoint





طرقت الباب بهدوء كالعادة، فتحته!

لم تكن في الغرفة انذاك، فتحت احدى أبوابها المغلقة .. وأخذت تتنزه في حديقة صغيره ملأى بالزهر "الجوري والبلسان"، كان من طراز من أحبته، تنشقة أحداها بخفة وكأن نسيم الزهر يمد لها كفي عطره.

أغمضت كلتي عينيها وفي وجهها ابتسامه ملحوظة
"أمي!!، لم أرك من مدة؟! كيف حالك الأن؟!

لم تجب عليها، ابتسمت ومدة كلتا يدها وأخذت تسبح في حضنها ..
بعد لحظات .. أخذت تتلاشى تدريجيا .. شاهدت تطاير روحها تماما ..
سمعت صوتها الحنون ينادي اعماقها
"عيشي"

لم تكن حادثة!!
"عداني بأنكما ستبقيان هنا وراء الستار، فمهما حدث ابقيا هنا .. هل فهمتا ما أقوله"

مايا: ولكن ما الذي يحدث يا أمي؟

"لا شيء .. فقط ابقيا هنا .. أكملت بصوت حنون هامس: عديني إذا

لم تقل شيئا، فهما مجرد فتاتان أحداهما في التاسعة والأخرى في الخامسة من عمرها.
"لم يعرفا بأن زائرا ثقيلا سيأتي ليغير مجرى حياتهما للأبد.

وقفت وبصوت مخنوق:
"ههه - ليسى مجرد أطفال .. فهما لا يفقهى في الحرب شيئا ... أرجوك يا ألاهي ساعدهما ...

فتح الباب كارثة ... كارثة!

بصوت حاد: ما الذي حصل؟! تكلم

اختك يا مايا! نعم أختك - رحلت وسط الظلام! تبحث عن ابنتي الصغيرة دون أن أناقش أهل القرية عن ...

بصوت غاضب: ماذا تقوول!!!
"كان الليل دامسا وعاصفا، يملىء الثلج الأبيض، كانتا تعيشان في قريه صغيرة يملؤها البهجة والروح حياة! ...

قفزت من الكرسي: ليس الوقت للجدال، استدعي أهل القرية ليساعدونا في البحث عنهما ..

سارة؟!! سارة؟!! أين أنتي يا حبيبتي؟!
بعد لحظات "أنزلقت من أعلى الضفة وهي تصرخ"

بصوت ضعيف: "أأه .. قدمي .. سمعت صوت بكاءها ..
أوه .. إنها سارة!

جرت نفسها رغم أن ساقها لا تقوى أن تجرها ..
بصوت حنون: ها انتي ذا .. تعالي إلى هنا، وأخذتها في حضنها متبسمة رغم ألم ساقها
"يجب عليكي أن لا تلعبي بعيدا في المرة القادمة .. هيا نرجع"

وقفت وامتصت شفتاها ألم ساقها فلقد انكسرت، جلست بعنف
"يا ترى ما الذي سيحل بنا؟؟؟"

بعد 3 ساعات من منتصف الليل ...

سارةة! مارياا! أين أنتما!
"يارباه ساعدني في إيجادهما"

بعد لحظات لمحت شيءا منيرا من بعيد، لحقت به ..
"أ - أ - أمي!

أخذت تتراقص مع الزهر ثم لفتت نحوها متبسمة!

ركضت نحوها .. كادت تسقط، فرجلها تؤلمانها من كثرة البحث .. ولكنها تابعت الركض ..
"أمي!!"

بعد لحظات من وصولها .. فجأة تكسرتا حلم مايا!
"كلا عودي! عودي!"

بعد لحظات من عودتها
"إنه مجرد كابوس لا أكثر"

أكملت الطريق ووجدت جثتان هامدتان، أخذت تستلق النظر إليهما!
"إنهم هم ..!
ركضت نحوهما لتجدهما باردتان .. الثلج يغطي جميع أرجاءهما .. وجههما شاحب بارد كلون الثلج!

وهي ممسكة بكتف أختها: "كلا .. كلا .. استفيقى ماريا سارة كلااا!!!

أخذت الدموع تنزل من بؤبؤ عينتاها الزرقاوتان حسرة
"كلا - لا يمكن حدوث ذلك"

في اليوم التالي، طرقت الباب!
"إني قادمة" أكملت الحديث وهي تضع الحساء على الطاولة وبصوت غاضب:
"كانا يجب عليكما أن لا تذهبا وحدكما، سمعتما ماريا، سارة!

بصوت متأسف "نحن أسفتان"
بصوت حنون "هههه .. لا عليكما"
خرجت للخارج، الشمس بدت تخرج والعصافير تزقزق!

بعد عدة أشهر .. بدء موسم جديد "الربيع"
تفتحت أزهار "الجوري والبلسان" التي اعتنتا بهما مايا وماريا .. طرقت الباب بهدوء، فتحته ولكنها لم تجدها!

تجدها!

راتها تتلاشى!
ابتلت وجه مايا بالدموع:
"شكرا أمي" :)

By : Elwen