PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : سقطوا عندما ساعدوا في إسقاطها



Ganony
22-12-2012, 20:14
المقدمة
الحمد لله الذي لولاه ما جرى قلم, ولا تكلم لسان, والصلاة والسلام على
سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كان أفصح الناس لسانا وأوضحهم بيانا, ثم أما بعد:
إنه من دواعي سروري أن أتيحت لي هذه الفرصة العظيمة لأكتب في هذا الموضوع الهام
الذي يشغل بالنا جميعا لما له من أثر كبير في حياة الفرد



دائماً ما نشهد عملية السقوط الحضاري ومن ثَم التاريخي لأي أمة من الأمم
على مر العصور انقلاباًت في الموازين وازدواجاً في المعايير
فمثلاً قد تُبتلى أمةٌ ما بالعديد من الانتكاسات والهزائم أو ربما طَلبت دوائها من عدوها بينما تجد
أُخرى يُصِر عناصر منها بيدهم الأمر وهم أبعد ما يكون عن الأمر على ترك الصواب بل واجتنابه والبحث
عن طريق الفناء والدمار لأمتهم مقابل جيفة الدنيا من أموالٍ وسلطة
وليس كل هذا بعجيب
العجيب أن تسقط دوله كبيره بسبب الطائفيه مسلم شيعي يهودي مسيحي
وقد كانت دولة يحكم فيها بـكتاب الله وسنة نبيه المصطفي قاموا بمحاولة
تغير حكم هذه الدولة إلى حكم مسيحي أو يهودي وتستروا بالإسلام
والعجيب أن يقوم شعب دوله كبيره كاليد والواحد لإسقاط دولتهم ولم
يستطيعوا أن يجدوا شخص كرئيس لهم بإجماع هل العرب
لا يستطيعون أن يجتمعوا لإصلاح دولة مثلما أسقطوها

العجيب أيضا في أن تتنكر أمة ما لليد الكريمة التي أنقذتها وأن تحاول البحث
جاهدة عن نفسها عن طريق لعن الذين أنقذوها والذين تربطهم بها صلات
عقدية وحضارية وتاريخية و بدلاً من البحث عن حلول عملية لإصلاح وشكر
الذين وقفوا بجانبها بدلاً من هذا كله تُحرِّف تاريخها لتلعنهم وتزيف الحقائق
لتُحِيل إليهم وحدهم أسباب تَخلُّفِها مع أنها لم تستطيع بعدهم أن تتقدم
شيئاً بل وقعت في أحابيل أشرار البشر كان هذا بالضبط هو موقف بعض
العرب من الدولة العثمانية التي حمت الحضارة الإسلامية والعرب لخمسة
قرون من الزمان

أليس من المضحك حتى البكاء أم من المبكي حتى الصراخ أن تمر هذه القرون على بعض كتابنا في العالم العربي مرَّ السحاب؟!!
بل إن بعضهم تجرأ على وصف الحركات التي ناهضت الدولة العثمانية ووقفت ضدها بالحركات الاستقلالية
وكأن الدولة العثمانية في نظر هؤلاء لا تعدو أن تكون استعمارا والانشقاق عنها تحرراً متجاهلين تماماً لوشيحة الإسلام التي تربط العثمانيين بالعرب
ناهيك عن إن الانفصال عن العثمانيين كان لحساب الاستعمار الأوربي الذي كان يقوده مغذِّياً في العرب روح الانفصال لمصلحته
وهاهم العرب قد تحرروا كما أرادوا وسقط آل عثمان وسقط بعدهم ومعهم العالم الإسلامي بلداً بلداً وتفككت بينهم أواصر المحبة والوحدة بينهم
ونال العرب حظهم من كل ما أصاب العالم الإسلامي وانحدرت بهم قوميتهم العربية إلى أسفل سافلين

ولعل الأقدار قد لقنتهم أقسى الدروس حين زرعت في قلبهم شوكة الصهيونية تؤرق مضجعهم وتنتقم
للخلافة الإسلامية التي سقطوا حين ساعدوا في إسقاطها



الخاتمة
من خلال ما سبق وما ذكرنا يتضح لنا أن هذا الموضوع من الموضوعات
الهامة المؤثرة فى مجالات الحياة , فيجب الاهتمام
به حتى نرتقي ونتقدم بوطننا العزيز

T.B.R.I
23-12-2012, 08:13
أهلاً يا أخي

لنكن واقعين، لا أحد من الكتاب ينكر الجميل الذي قدمته لنا الدولة العثمانية وحمتنا من كل هذه الحملات الصليبية الشرسة على مر القرون بل ووصلت القسوة إلى قلوب الصليبيين لدرجة أنهم أرادوا الوصول إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومسحها لولا صحوة القائد العظيم سليمان القانوني ولاننسى أيضاً أنهم من فتحوا القسطنطينية على يد القائد محمد الفاتح لتسقط بذلك الكنسية وتتحول إلى مسجد أيا صوفيا وتنتقل العاصمة الإسلامية إلى القسطنطينية

لكن هناك سلبيات كثيرة في تاريخ الدولة العثمانية مثلها مثل الدولة الأموية والعباسية والأيوبية والفاطمية

والحضارة كما وصفها لنا ابن خلدون، إذا وصلت إلى ذروة مجدها انشغل أصحاب السلطة باللهو والتمسك بالشهوات حتى تمسح الحضارة عن بكرة أبيها من قبل قوم متعصبون وبعد ذلك سيندمون في وقت لاينفع فيه الندم

فمنذ انتقال الحكم إلى البيت الأموي بدلاً من أن تكون شورى بين المسلمين، والمسلمين يعانون الفتنة، تارة يخرجون متمردين من البيت العلوي وتارة من البيت العباسي بقولهم أنهم أحق بالخلافة، ولكن العناصر التركية وصلت إلى السلطة في عهد الدولة العباسية وبالذات في عهد المعتصم، وكانت من الأسباب الرئيسية في ضعف الدولة العباسية لتحمل محل العنصر العربي

الدولة العثمانية كانت فاسدة وضعيفة في أواخر أيامها، والحركات الإستقلاية ستظهر عاجلاً أو آجلاً لو كانت الدولة فاسدة، فهذه الحركات ظهرت في عهد الدولة الأموية والعباسية وهذا ليس بغريب، لأنك تسيطر على شعبك بيد من حديد دون ترقي كل هذه الشعوب التي بيدك ودون أن تعطي الشعوب حقها

فمثلاً وفي هذه الأوقات بالضبط، كانت الفرصة مناسبة للغرب والصهاينة بأن يخلقوا تعاريف تساعد الشعوب العربية على الإستقلال مثل غرس فكرة القومية في عقول الشباب التي حذرنا منه الله جل شأنه بقوله

((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِإِخْوَاناً))

الدولة العثمانية أو الخلافة الإسلامية لم تسقط بسبب قوة الغرب وبإمتلاكهم الأسلحة الفتاكة، ولكن بسبب تفرق المسلمين وعدم وحدتهم وانتشار الفساد بينهم

فمثلاً وفي هذه الأوقات بالضبط، كانت الفرصة مناسبة للغرب والصهاينة بأن يخلقوا تعاريف تساعد الشعوب العربية على الإستقلال مثل غرس فكرة القومية في عقول الشباب التي حذرنا منه الله جل شأنه بقوله

((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِإِخْوَاناً))

الدولة العثمانية أو الخلافة الإسلامية لم تسقط بسبب قوة الغرب وبإمتلاكهم الأسلحة الفتاكة، لا ولكن بسبب تفرق المسلمين وعدم وحدتهم وانتشار الفساد بينهم

فإذا راجعنا التاريخ، نرى مثل هذه الأحداث تتكرر كإحتلال فلسطين في عهد الدولة الفاطمية والعباسية بسبب تقرقهم لولا ظهور الشخصيات البارزة مثل نور الدين وصلاح الدين لوصلت الحملات الصليبية إلى مصر واحتلتها

فالأمة في هذه الأوقات بالضبط تحتاج إلى حاكم عادل يوحد المسلمين تحت راية الجهاد في سبيل الله ومسح الأفكار الهدامة مثل العلمانية والقومية من قلوبهم، فالغرب لم ينجح أبداً في هزيمة المسلمين دفعة واحدة إلى بهزيمة إيمانهم عن طريق نشر الرذيلة بينهم مستخدمين أفتك الوسائل، والنساء في هذه الأوقات بالضبط أصبحن أضحوكة في نظرهم دون الحاجة إلى مال أو قوة، فالتي تتعرى أصبحت متحضرة، أما الفتاة المحتشمة فهي متخلفة ولاتعرف معنا الحضارة وذلك بسبب سيطرتهم على الرأي العام

هذه هي الأفكار التي يسممون بها عقول المسلمين للأسف

والغريب في الأمر أن جميع الدول الإسلامية لاتشرح للمسلمين أن الغرب يهدف إلى مسح ايمان المسلمين من قلوبهم بهذه الأفكار أكثر من أي شيء ولاحول ولا قوة إلا بالله


لنعد إلى موضوعنا، أنا قرأت تاريخ الدولة العثمانية ولا أعتقد أن هناك كاتب ينكر جميل الدولة العثمانية، ولكن كما قلت لك هم يذكرون الإيجابيات والسلبيات، فمثلاً نرى الدولة العثمانية تدخل في الحرب العالمية الأولى دون سبب مقنع وتقاتل هذا وتدعم هذا دون الإهتمام بشؤونها الداخلية، فالأمل الوحيد كان لدولة العثمانية هو السلطان عبدالحميد الذي طالما عمل اصلاحات عظيمة ولكن بسبب هذا، خلع من منصبه ووضع مكانه قائد لايعرف من السياسة شيئاً

ولكن المصيبة الكبرى التي حلت بالأمة هي عدم وحدتهم، فمثلاً الخلافة ليست الحل الوحيد للاسترداد القوة ولكن الوحدة، فإذا توحدت القلوب واجتمعت النفوس حتى لو كانت في دول مستقلة لرأينا رحمة الله، ولكن دول للأسف هاجرت القرآن والسنة ونست ما حذرنا منه القرآن بعدم اتخاذا اليهود والنصارى أوليا ولم تطبق الشريعة الإسلامية، وسكتت عن الحق، وسكتت عن القضية الفلسطينية، واعتمدت على الغرب في ايجاد الحل للملف السوري..إلخ

ولكن عجبني هذه الصحوة الإسلامية في هذه الأوقات بالضبط فياليت لو سميت الربيع العربي بالربيع الإسلامي حتى يتحمس المسلمين في كل العالم من أهل خراسان وبلاد ماوراء النهر وتركيا، لأن عزتنا بالإسلام وليست العزة بالعروبة، وياليت أيضاً أن تجعل القضية الفلسطينة قضية اسلامية لأنها تهم جميع المسلمين وليس فقط العرب

فالمسلمين ولله الحمد بدؤوا يستيقظون من سباتهم الطويل، انشاء الله تكون هذه الصحوة تمهيداً للخلافة الإسلامية القادمة

سورة البقرة:155-157

((لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)،(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)،(أولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ))

عودوا إلى ربكم يا أمة محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه، وسترون الفرج بإذن الله على يد قائد آخر عظيم يعيد للمسلمين عزتهم

قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يصلح لهذه الأمة أمر دينه"