PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : روايتي الأولى ( أعد لي قلبي ) بقلمي..حزينة و جريحة



حزينة و جريحة
06-12-2012, 01:43
كتبت روايتي في منتدى اخرى باسمي هذه ( حزينة و جريحة ) و لكني نقلتها هنا لعدم تفاعل اعضائها , أتمنى أن تتحققوني بقلبل من فيض احساسكم لاستمر في كتابتها
أما شخصيات القصة
الفتاة اسمها ماريا عمرها 15 متوسطة الطول , متوسطة الجمال و لكن لونها و ملامحها العربية و شعرها الأسود يجعلها مختلفة و لافتة للأنظار في بلد الغرب التي تعيش مع اخوها .
أما الفتى اسمه يوري فهو سمراء اللون من أصل المكسيكو في جنوب أمريكا , وسيم جدا بعمر 25 غني فهو يملك اكبر مؤسسة طبية في بلاده , رياضي و رغم أنه مسلم إلا أنه لا يعرف عن الدين الا قليل ,
أتمنى أن تنال إعجابكم , لقد كتبت بلغة عربية فصيحة و ذلك لأنني لم أعش في وطن العرب كثيرا و لا أفهم اللهجات

(الجزء الأول )

كنت أهرب من الظلام الذي تعيق طريقي الى الحياة و لكني أجد في نفسي أنغمس في هاويتها مرة أخرى , و يختنق أنفاسي , فيصيح عالمي غدراء كثيف , و يتحول نظراتي الكئيبة الى حزن يتفاقم في صدري , و همُ يستغل و حدتي .

كنت أصرخ من أعماق قلبي لعل هناك من ينقدني ..!! لعل هناك من يسمعني ..!! ألتفت يمينا ثم شمالا و لا شيء سوى ظلام تحجبني و حقد تتسرب في دماغي , و كم مرة طرأني بأفكار مجنونة وهي تنصحني بمغادرة الدنيا بل بمغادرة هذه العناء والعذاب وأنا انتحب من ألم و حسرة أحسه في صدري .

تبدأ معاناتي عندما مات والدي ومات معه ثرواته أو عندما أتيت إلى هده الغربة جنوب أميركا مع أخي وأمي أو لحظات فراغ أمي

أو تلك الليالي التي كنت عائرة بين الطرقات المهدمة الزّري وبين الأكواخ القديمة وقد هلس المرض كاهلي و كزم البرد أصابعي , و انا ابحث دواء لأخي .

في تلك الليلة كنت أتقدم بمشيتي أتساقط في الظلام و قد صحبني الهم في البحث عن بيتي , أمضي في الطرقات تائهة كئيبة ,لا أفكر سوى الدواء الذي لم أجذه لأخي الفاني الذي كان يكدح مند الصغر لقوتي , كان يبقيني بعيدا عن هدا العالم البارد يتحمل الأعمال الشاقة من اجلي , يتحملها برغم ما تسبب له من اعتلال صحته , وضعف بصره , وعندما ينتهي الدوام يعود إلي لا يصرف عنه برد الشتاء القارس وتساقط الجليد او الظلام الحالك .


إن العمل بالليل يكاد يذهب بنور عينيه .. لم أفعل شيئا لأخفف عنه الحمل الذي أثقل كاهله , حتى تلاشى جسده من المرض

لهذا خرجت أبحث عن شيئ يعيد له حيويته ,

جلست في حجر كبير وكأن الجوع والمرض يهدمان في كل دقيقة خلية من خلايا جسدي , وبينما أنا كذلك صرت أتخيل وقع أقدام تقترب , فأنصت لها و ألتفت يمينا وشمالا ويمضي الوقت ولا أرى شيئا , تملكني رعب شديد

إذ ارتفع سواد مقبل , فتبينت فإذا هو شاب مفتول العضلات يظهر بين الظلام كأنه يحاول أن يختطفني من بعيد , سحبت نفسي الى الوراء و أنا ارتجف من خوف و رعب يمتلك قلبي , لقد اوشكت نهاية وجودي في هذا العالم .
و لكنه و لكنه رغم الخوف البارد يرجف جسدي الهيار إلا أن إبتسامته الساحرة هدءت قلبي . ثم قال بلكنته الأجنبية : هل أنتي خائفة يا صغيرتي , لا تقلقي لن ألتهمك ههههه .
( dont be like this baby , i wont eat you )
أخرج منديل يمسح الغبرة من وجهي الكئيب , نظرت إليه بعينين ساهرتين , دموع يتلألأ في خدودي , أحبس أنفاسي و أحاول أن أكون هادئة , اااه كم كنت خائفة و كاد قلبي أن يخرج من مكانه , و لكني اشعر الان بأمان مفتقدة بين عينيه .
تحرك جسمي دون وعي مني , و أمسكت طرف قميصه و كأني أمنعه من الرحيل , لست أدري و لكن جزء ما في نفسي تمنى البقاء معه .
فابتسم بارتيح ثم قال و في نظرته تعبيرا دقيقا من الحزن : اوه يا صغيرتي , لن اتركك , اخبرني أين أهلك و بيتك ساخدك إليهم ..
( oh baby , i wont leave you , so tell me where is your home or your parents so that i can take you to them )

قلت و أنا اتعثر في كلامي : في .. نهاية .. شارع جورج سي .
طلب مني أن أتمسك بذارعه , و لكني كنت طفلة غبية لأرتمي في أحضانه , و أجهش بالبكاء بين دراعي رجل لا اعرفه , و لكنه ضمني الى صدره الدافئ : لا عليك يا صغيرتي , لا عليك .
حملني فوق ظهره و كأني رضيعة , و هذا غريب بالنسبة لفتاة عمرها 15 , و لكن هل كان بإمكاني السير و أنا لا أقوي سوى بكاء مزعج في وسط تلك الظلام المخيف ..
قال : ما اسمك
قلت : ماريا
قال : أنتي جميلة يا ماريا , انا إسمي يوري ’اه لقد وصلنا , اراك مرة أخرى , باي

و صلت أخيرا الى منزلي , و تركني ذلك الشاب , ولكني تفاجأت بجثة أخي ملقات على الأرض , مات أخي , وحيد عمري , مات دون أن يودعني , تركني وحدي , لماذا .. الم تقل بأنك لن تتركني ابدا , لماذا كدبت على , أين ستتركني , من ستتركني ..

مرت أيام و الشعور بالألم و الوحدة و الفقدان تراودني , لم أكن ابكي و كنت أتمنى البكاء ربما أخفف عن نفسي , و لكني قررت أن أبكي بصمت من داخلي رغم الألم الذي يحتل قلبي , رغم الأرق الذي لم أمر به في حياتي من قبل , أصبحت أخشى النوم بسبب الكوابيس , فأخاف من العتمة و الأموات التي تطاردني طوال الليل في حلمي , فانهض من النومي عدة مرات و انا في حالة من الدهول و التشتت و الصداع نتيجة حلم مزعج يتكرر و لا ينفك عني .. أحلم بأخي هيكل عظمي يطلبني أن أغطيه ( يا اختنا إخجلي و غطي موتانا ) أحلم بأمي عارية و أبي عار يطلبان مني تغطيتهم و لكني أهرب .

أصبحت حباتي في حالة يرثى لها لا أكل و لا اشرب و لا أنام , و كنت مجنونة كفاية بأن أقف ذلك الكرسي الهزيل بعد أن كتبت تلك القصة و الجروح التي لا يصغي إليه أحد , و أضع رقبتي ذلك الحبل الذي أعددته يوم ممات أخي و لكني كنت مترددة ليس خوفا على الموت بل الخوف أن أعود وحيدة مرة أخرى في قبر مظلم لا يختلف عن حياتي المظلمة ..

مرت لحطات من الخوف و الدعر و الحيرة و انا لازلت اقف فوق الكرسي و لازال الحبل في رقبتي , و أنا في وسط حرقة من الألم و بين اتهيار الدموع , وسط لحطات العداب و بين انطفاء الشموع , وقبل أن أقفز من مكاني .....سمعت صوت يناديني ...يا مجنونة !! يا مجنونة !ّ
( you crazy ... you crazy girl , what the hell are you doing)

إنه ذلك الشاب مرة أخرى , لكنه ماذا يفعل في ؟ و في هذا الضباب الكثيف الذي يملئ غرفتي أيمكن أن يظهر مرة أخري في الظلام التي تغمسني بهاويتها , إنه حلم , و لكن كيف يكون حلما و أنا أشعر شريان دمه التي تتدفق في جسمه تدفأني , لم أعد أفهم بين الحقيقة و الخيال و لكني كنت سعيدة و أنا بين دراعيه متمسكة به حتى لا يظهر لي انه حلم و يتلاشى أمامي .
2))
كنت أسكن بين جوانح ذلك الفارس الأبيض , و كنت أستمتع بهمسات صوته , أهدا حلم ؟! إن كان حلما فهو حلم جمبل لا أريد أن أفيق و أحس بقلبي يحترق طلوعي مرة أخرى .

أفقت من نومي لأجد نفسي في المستشفى وفي سرير بين الحياة و الموت و قد تخمر جسدي و أثار الحبل في عنقي و تمزيق الداخلي تفوح مني , و فجأة و بالقرب مني رأيت ذلك الشاب الوسيم مستلقيا على بطنه و كأنه نام هناك من الإرهاق و الإنتظار ,

مع أني كنت أشعر أن عضلاتي يتمزق من الداخل إلا أني كنت سعيدة لوجوده معي , لم أرد أن أوقطه عندما وقعت يدي بذراعه الثقيل الذي كان ممدودا فوقي , نظر إلي على وجه ترتسمه علامة إستعجاب مصحوب بالتسائل , و كأنه يريد أن يسألني عن سبب فعلتي هذه .. و لكن غير وجهته بسؤال الأخر , فقال لي كيف أشعر ,( how you feeling ) ثم بدأنا نتبادل أحاديث تجري كالماء , و جاء الليل و كان علي يوري أن يدهب الى بيته و يتركني .

كانت ليلة شتاء طويلة و موجعة في المستشفي , تصيبني رجفة برد أعجزعن إخمادها الا بتفكيري عنه , و تارة أطرد هاجسي الذي تتملك مخيلتي , فقلت لها بأنني لن أفارق الذنيا ماذام هناك يوري في هذا الحياة .

اصبح يأتي كل يوم الى مشفى لزيارتي و يحكيني قصص مغامراته و حياته , و اراى إبتسامته العدبة تشرق حياتي أمام عيني فتنسيني عالم الأحزان و الألم فأذمنت في حبه من دون قصد , و عشقته بجنون دون أسباب , لقد إحتل قلبي ووجداني دون سابق إنذار , و بعث بداخلى أمل من جديد .

فجاء يوم الذي أخرج من المشفى و لم أتوقع أن يوري سيطلب مني أن أعيش في منزله , فترددت قليلا لكنه قال لي : كيف ستنجوا فتاة مثلك في هذه المدينة التي لا ترحم
ماريا : لم أكن أريد أن أزعجك أكثر , لكنني مضرة لأوافق
يوري : رائع , أنا و زوجتي سنسعد على وجودك معنا , فأنت فتاة مرحة و ظريفة , و لن يمل منك أحد
ماريا : زوجتك ...ها
شعرت بوخزة في قلبي , كأنه شد عضلي من مكانه , و لكني مثلت فرحتي بابتسامة مزيفة و أنا أخفي عذابي و حسرتي ولكن عيوني فضحتني بدمعتها الحزينة ...

حزينة و جريحة
06-12-2012, 01:49
البارت الثاني
إن يوري متزوج , و لم أتماسك نفسي فعيوني فضحتني بدمعة مريرة , لكنه لم يعرف انه سبب وجعي و بكائي , و بدأ يتفقد بين أعضاء جسدي, و يقول : أين يألمك ؟! هل يألمك هنا ؟! ماذا حصل لك ؟! , إنه لم يعرف أني أحببته من كل قلبي , و يسكن حبه بداخل جفوني , نعم أحبه كثيرا بل إنه أول رجل احببته في حياتي , و في لحظات ظنتت بأنني ملك له , دون أن أدري يأن هذا الإنسان ملك لغيري , و أن هناك زوجة في ذمته تنتظره في منزله , ها أنا عرفت الان فبدأ البكاء و الغيرة تتأجج الى قلبي .
يوري بلكنته الأجنبية : عزيزتي إهدئي أخبرني ماذا حصل لك ..( honey clam dawn , whats wrong)
ماريا : لا شيء , تذكرت فقط ما يحزنني .. ( nothing , just old meomrry)
يوري : أتعرف أن ماضي قد مات , و يجب أن لا تفكري به كثيرا , ( you know past is dead dont think about it t )
إقترب يوري و ضمني الى حضنه الذافئ وهو يقول :
ماريا أنتي لست وحدك , أنا هنا موجود من أجلك , فأنت صديقتي العزيزة , لا تنسى ذلك
( maria you not alone , AM here for you, you are my sweet friend
dont forget that , okay )
طلب يوري مني أن أحزم حقيبتي في ذلك المساء , فذخلت الى شقتي التي كانت الحزن تلف جدرانها , لم استطع أن أتحمل النظرات الكئيبة التي ترتسم في وجهي عندما أتذكر طيف أخي , فخرجت لألتقي يوري في جهة اليسار من الشارع و هو راكب بسيارته السوداء مع تلك النظرات السوداء الذي يحتمي منها عن الشمس , و كانت نفسي مبتهجة و هي تخاطب أحاسيسي المنتشية قائلة لي في دلال : بعد خمس دقائق سوف أكون في بيت يوري.. حبيبي يوري.. روحي التي يحيا بها جسدي وفيها يعيش.. وسوف اختطف منه بقارورة إغرائي .

هكذا كان أفكاري , كم كنت طفلة لأفكر بهذا الغباء , فيوري لا يحبني , إنه يشفق علي فقط لأنني فتاة جاهلة و طفلة غبية وحيدة ليس لذيها أحد ..
و ماهي إلا عشرة أمتار حتى وصلنا الى بيته , و للحظة وقفت دون حراك , وقد صدمني جمال المنزل , إنه قصر كبير ساحر الجمال , فلم أكن أعرف بأن يوري بهذا الذوق ,
ذخلنا و كان المذخل يزينه الأزهار الحمراء و الأشجار الكرز الورد , اما النوافد تلفها شجرتا بلح مذهلتا الجمال تلقيان ظلهما عى مياه نافورة رائعة .
يوري : إعتبري كأنه بيتك و لا تخجلي ..
و قبل أن أقول شيئا قاطعت أفكاري صوت متجهم ثقيل الظل , رأيت امرأة شرقاء جميلة , كثيرة الزينة , طويلة و رشيقة تربط ذراعيها بذراعي يوري .
: اه لا بد أنك ماريا , يوري تحدث عنك كثيرا .. انا زوجته إيسبيلا و الجميع هنا ينادوني بسيدة , اسمحي لنفسك أن تقضي معنا هنا , فأنتي مرحبة ..
ماريا : شكرا
كانت ردي كلمة واحدة مما جعل تلك السيدة تنظر إلي نظرت ذات مغزي و تنصرف .
يوري : ماريا إن إحتجتي شيئا , ارجوك لا تترددي في طلبها , هذه الخادمة ستريك غرفتك .
كانت امرأة عجوزة سمينة ترتدي زي الخادمات , فستان أزرق مع أشراط بيضاء مزين برقبة فستانها , و قالت لي بنبرة صوت العجرفة كتلك التي سمعتها قبل قليل من سيدة اسبيلا , كأنها نسخة عجوزة منها
: لا تظن بأنني فارغة لك , سأريك غرفتك تعالي
أمسكت يدي و جردتني ورائها حتى وصلت الى غرفة فوق الشرفة , نظيف مرتب , فيه خزانة واحدة و سرير واحد , ثم إنصرفت تلك العجوزة ذات الرائحة الكريهه .
و لكن لم تمض الوقت حتى عادت و هي تحمل فستان , كتلك التي تلبسها , و يلبسها جميع الخادمات , ثم رمت في وجهي بوقاحة و هي تقول : سيدتي طلبت مني أن أحضر لك هذا الفستان ماذا أن فستانك قديم و رثة , فماذام أن شيدتي رشقية فهي تحب التألق للجميع , إلبسيها و قابليني في التحت حتى أخبرك عملك .. فهمتي
يا إلهي , الجميع وقحون هنا , و لكن ما العمل !! فلا يوجد شيء مجاني في هذا العالم , فأنا لست قريبتهم بالطبع , و لا أختلف الخادمات هنا ..و لكن لم أعمل في حياتي , فكنت مذللة عائلتي الغنية حتى مات أبي و أخد أعمامي ميراثنا .. و حتى بعد ذلك لم أعمل .., ماذا يتوقعون مني , و لكن ماذا أفعل , هذه هي الحياة , فإن طردت هنا فأين يأدهب , لا أعرف أحدا غير يوري الذي تعرفته قبل شهر .
لبست ذلك الفستان القبيح الأزرق ذات أشراط البيضاء , ثم نزلت في تحت لأنصدم أكوام من القمامات تطلب مني العجوزة الوقحة بتجميعها و أخدها الخارج . . .
توالت أيامي في ذلك القصر و لكن حبي ليوري لم ينتهي , فكنت أحمل أجمل المشاعر له و أنا أعد له الفطور و قهوة الصباح , و أرشف له الشاي في المساء مع قطع الكيك و الحلويات التي كنت أعد له بكل حب و الاهتمام , إلا أني كنت أشعر بتلك الوقزات من الغيرة في قلبي عندما أجده مع زوجته ...
زوجة يوري حقا جميلة و لا مجال في مقارنتي بها , مع أنها تكبرني بخمسة عشر عاما , هذا يعني أنها في ثلاثين عاما , و لكنها تبدو أصغر من سنها بعشرة عاما , مما أتاح لها فرصة أن تتغلب على شباب يوري رغم تقدمها في العمر , السبب في إحتفاط برونقا أنها إمرأة بلا عواطف و أيضا هي دكية و مثقفة و صاحبة سلطة و لديها مال كثير توظفه في ابعاد جمالية على مظهرها و أسلوبها حياتها . ..
مع أنني كنت أحقد عليها بدون سبب يذكر إلا أنني أعترف بأني كنت معجبتا بها فأنا الوحيدة قليلة الخبرة أنطوائية , و ليس لي شخصية حقيقة أفتخر بها , و أسوء من ذلك أنني لا أعيش كمرأة , المرأة الحقيقة هي التي تكون ملكة في قلب رجل , المرأة محور حياة حبيبها , ماذا عني , فقلبي يحتل انسان متزوج , و لا ينظر إلى سوى أنني مجرد فتاة يشفق عليها مع أنني وضعت جهدي أن الفت انتباهه ( أنظر إلي أنا مرأة .. أمرأة ناضجة ..حلوة الملامح ذات صوت رقيق ) , و لكن دائما ما يدعوني بصغيرتي , فهو من ذلك كله يراني طفلة تحتاج الى رعاية أبً.. سحقا ..
تخلصت من أفكاري المحبطة حتى أكمل غسل الأطباق بسرعة لأدهب الى غرفتي بسلام , ولكن في ذلك الوقت المتأخر و بينما كنت وحدي جالسة في مطبق أفكر حياتي تعيسة تارة و تارة أخرى أغسل الأوني بيدي النحيلة التي كادت أن تتجمد من البرد , دخل يوري في المطبق و عضلاته تبرز مفاتن صدره , فقفز قلبي بعنف حين رأيته , و لم أكن أملك إلا التطلع إليه على إستحياء لم أكن قادرة على رفع نظري إليه أو النطق و كنت أهمس في قلبي بكلمة واحدة أظل أرددها : أحبك ..أحبك ..أحبك
, نظر إلى , وبدا قلقا ... مسد براحته شعره البني و هو يحك بيده الأخرى على عيونه البني بلطف كأنه استيقط من النوم , ثم إقترب بي بمشية جذاب و لفتات رجولية فتأمل في وجهي بدقائق , و بصمت تزداد رهافة الإصغاء و تسمع أدق دبدبات المشاعر..
ثم إتخدت ملامحه و ضعية جدية , وقال يوري بنبرة حادة : ماذا تفعل الفتاة الصغيرة في هذا الوقت هنا..أتسائل ؟؟
(what the lettle girl doing here at this time , wondering )
ماريا : عمل المطبق لا ينتهي أبدا , سأدهب الى غرفتي عندما اكمل .
قلتها و قلبي يضطرب اضطرابا شديدا و أأنا أتنهد من التوتر .
يوري : ألا يجب أن تكون في السرير في هذا الوقت من الليل , أترك العمل الى الغد ..
you should be in bed at this time , leave the work tomorow

إنه يقول و هو يعني بذلك أيضا , و لكني سأوبخ بصرخات جارحة في الصباح من قبل زوجته او تلك العجوزة إذا رقدت دون أن أكمل عملي , فتجاهلت كلام يوري حتى أمسك يدي الباردة المتجمدة فشعرت بدفء شديد , فعرف بأني كذت أن أموت من البرد في بحر من الصابون و الماء التي كنت أغسلها في بلاط المطبق , و لا شيء يحميني , فنظر إلي بإندهاش , و لكن صدرت مني حركة تلقائية دفعت بها يده , و لكنه اعادني و أحاطني بذراعه و طواني تحت إبطه فشعرت بمزيد من الدفء و النشوة , شعرت بضعف شديد , ابتلت فبدت في عينيه كطفلة تستحم , ثم حملني بذراعيه و انا أرتجف فأعادني الى غرفتي ووضعني في السرير , ثم تركني.
شعرت بالتعب فغفوت و لم يغادرني هذا الشعور الرائع حتى في نومي ..الدفء و الحنان. أتملل و أتصوره بجانبي في الفراش و ليس أكثر ..فالبراءة و النقاء كانتا غطائنا تحت مظلة من الرومانسية التي تخفف من الحاح الجسد ..
إستيقطت في ساعة من المتأخرة كما لو أني مخدرة أحس جسدي ثقيلا غاطسا في الفراش الوثير , و العطرة الغريب الذي يفوح من غرفتي , احتجت لدقائق كي أستوعب أين أنا , وما الذي حدث البارحةّ !! فجأة انتفضت من الفراش , وقلبي يخفق بعنف و حالة من الدهول تلبسني , رائحة رجل تفوح من جسدي المنهك , لقد كان يوري , ولكن ليس لذي وقت لأنغمس في أحلامي و أفكاري ..

لبست ذلك الفستان الأزرق كعادتي كل صباح و نزلت في الطابق الأخير من المنزل , ودخلت الى المطبق لأجد سيدة اسبيلا تصرخ و تشتم , وعدت الى عملي و أنا في غاية من الخجل و الشعور بالعجز , أحسست معدتي خاوية و لكنني لا اشتهي الطعام و لا أرغب , تموت الرغبات في الأزمات , تنعدم الشهوة و تتعطل الشهية , و تنسحب الطاقة , حاولت أن أركز في عملي , فلم أستطع يااه لقد انتهيت , أنا الان نصف ميتة و نصف حية , و أسوء من ذلك أنني لا أعرف لم كان قلبي مكدودا بالشوق إلي يوري طوال الوقت ,, دون توقف , و حين يغلبني الوجد و أشجاني الحنين بأنه يسير الى جواري , فأمد يدي لأحتويه فلا أجد أحدا ,
يوري ..يوري ..يوري , لماذا !!؟ لقد استحوذ قلبي و أفكاري تماما , و أتصور بأنه يلاحقني كالطيف , أدعوا إليه بصوت خافت لا يسمع الا من هو بجواري , فألتفت و لا أرى أحد مثل ما لم يستجب أحد لندائي , طننت بأني قد جننت حقا ..
و أخيرا كملت تجهيز الفطور لاخد الى الطاولة بمشيتي المتساقطة , فرأيت يوري جالس على الكرسي يتأمل على مشيتي الغبية و يضحك بضحكة سريعة , و أسنانه الناصعة و البروز الخفيف الجميل في فك العلوى ااه , و طريقته في شرب القهوة , كنت أسحر بكل حركة تصدر عنه , فيسري في أعماقي سهم حارق من ألم المتعة . و أظنه لاحظ نظراتي الموهجة المتركزة عليه طوال الوقت , من اتساع عيني و أنا أحدق إليه بإفتتان , كما لو أن عيني تتحولان الى يدين للإمساك به .....
دخلت زوجته ايسبيلا لتقطع خيالاتي وقع خطواتها البطيئة , أنظر الى وجهها المتجهم وجه عاجز عن الإبتسام , أبادرها بتحية الصباح , في معظم الأحيان لا ترد , فأحس بسخرية منها و لا أبالي .
إمرأة بادرة ,قاسية بلا عواطف , ترى كيف يتحملها , لم أرى أنه يصرخ او يغضب في زوجته و لو لليلة واحدة , ولم يوجه أبدا نقدا أو توبيخا و إنما يحبها حبا جما يمتدحها و يعلي من شأنها و لا يطيق الإبتعاد عنها , أما هي امرأة جشعة و طموحها كان أزيد من الحدود المسموح بها للمرأة في هده المجتمعات , فهي تأتي في المنزل وقت متأخر من الليل , و تسافر الى لندن في كثير من الأحيان فتغيب شهورا , و هو ينتظر .. مسكين !! هل أشفق عليه لأنه في قبضة إمرأة جشعة ..
كما أن طبيعة عملها أن تقود فريقا من الرجال و أن تأمر فتطاع مما جعلها متغطرسة و قاسية أكثر .
في كل صباح كعادتهم يجتمعان في الطاولة , و يأكلان الفطور دون أن يتبادلا أطراف الحديث , يا لروتينية حياة زوجية كئيبة , ثم يأخد كل شخص سيارته الى طريق عمله ..

حزينة و جريحة
06-12-2012, 01:55
البارت الثالث

التوق للتغير متعب , بل إنه حمل لا فائدة منه , لذا استسلم يوري للرتابة , للأيام تتعاقب بألية , لا يفكر بشيء , و لا يحلم بشيء , بل صار يجد شيئا من متعة أن أيامه تتطابق ذون أن يحمل درة تغير .
عاد يوري من عمل مبكرا كعادته , و علامات الإكتئاب و انهاك ترتسم في ملامح وجه , فاتجهت الى المطبق لأعدّ له القهوة , و فيما أنتظر غليان الماء توقف قلبي للحظات من الخفقان كأنه استوعب دفعة واحدة معنى الحب, الحب هو الاهتمام , و كأن الحب له مذاقا شديد الغرابة و العذوبة ينسكب فجأة في فمي .
ذهبت إليه أرشف له القهوة و هو جالس الى طاولة كتابته و يستمع الى موسيقية كلاسيكية فوق الشرفة في البلكونة قريب من غرفتي , وقفت خلفه , و تعمدت أن أضغط رأسه على نهدي المتمردين , و أنا أقول بلهجة تمثيل متصنعة : ااه كتابتك رائعة , يا يوري !!

التفت الي و كان وجهه تحت سطوتي , مسحورا , متيما .. يحدق الى بإستمرار ثم انزلقت نظراته في شفتي ثم في عنقي ثم في صدري , هل يتأمل بإفتتان عنقي و أعلى صدري ؟ ولكنه ابتسم بوقاحة وقال : إنتبه الى أين تضع نهديك.
خفق قلبي من المفاجأة , كنت مبهورة ليس بتعبير وجهه والتمثيل , بل بمعجزة الإمساك و سيطرة على نفسه بعد كل ما يتلقى مني من الإغراء , كيف يمكن لرجل أن لا يفتتن بأنوثة المرأة و عطرها المأجج بالرغبات .
.صار الجو محرجا و مكهربا بيننا , فاحمر وجنتاي من الخجل , واضطرب قلبي , فتركته لأتجه الى غرفتي وفي حمامي الخاص , فكنت اشعر بالحر و الاختناق , فرميت ثيابي أرضا , أقف تحت الدوش , أدعك يدي بالذوف و الصابون , تعريني رعشات رغبة , أفكر لو كان لحق بي إلى الحمام , والتصق بي تحت الدوش , ولانصر جسدانا في شبق و هوى .
تعمدت أن أترك باب الحمام مواربا , فلا يخطر له إختلاس النظر حتى , مع أنه لا يبعد عني سوى عشرة أقدام , و لكن لم كل هذا الغضب و الإحساس بالمهانة , إنه رجل واقعي يحب زوجته و لا يفكر بخيانها , و لا يريد أن يرتبط معي بعلاقة محرمة , أنا أيضا لا أريد ذلك و كل ما يصدر عني تلقائية و لم أخططها ... سخرت بنفسي : علاقة محرمة , انتي ترغبينه , يا لك من كاذبة ,..... ولكن ليس هذا ما أريد , إنني أحبه , يحق لي أن أحب و أن استدفئ بحب رجل , الحب مشروع للإنسان و لو كان متزوجا ..و يجب ان نتبع قلبنا .
أإلى هذا الحدّ يهم القلب ؟ كم من العبر استخلصتها من قصص الناس الذين سمحوا لقلبهم أن يقودهم , فتدمرو أ ...لكن , يا إلهي إنه متزوج , متزوج من إمرأة أخرى .
خرجت من الحمام , و ارتميت على الفراش لدقائق , فرأيت يوري من فتحة بابي الصغير و هو لا يزال جالسا من الولهان ينتظر زوجته و قد وقب الظلام , فأتيت إليه بالعشاء لكنه رفض و قال بأنه سيأكل مع زوجته , انقلب مزاجي ما أن سمعت هذه العبارة انتابني رغبة الغضب و أن اصرخ فيه , لكني كبت رغبتي المجنونة , اردت أن أقترب منه أمسك من كتفه و أهزه : ما بك .. ما بك .. تظل بحالة إنتظار و الإكتئاب ألا يحق لك أن تسعد نفسك بغيرها ...
و لكن فورة غضبي تنطفئ , و تغمرني شفقة ناعمة عليه ..مسكين ..مسكين حقا , أيه علاقة ملتبسة يجمعكما معا ؟! هل يحلو للقدر أن يلهو !
و أظنه لاحظ كيف عبرت وجهي سحابة كآبة , و لكنه وضع يده على صدره كأنه يتوجع , و قفت حائرة لا اعرف ما يؤلمه , نظر إلى بصمت فيه رجاء كأنه يقول أرجوكم ارحموني يا نساء.. أنا مسكين لم أقترف ذنبا , لماذا تعذبوني ؟!
قلت له : ماذا فعلت ؟! هل صدر مني فعلة يضّرك يا يوري ؟
يوري : لا يا ماريا , لماذا تقولين ذلك ؟
ماريا : أظن أنني لا أطيق رؤيتك مكتئبا تجلس هنا وحدك , إنه يضايقني نوعا ما !!
ضحك كعادته دوما في التوري و إخفاء ضيقه , قال لي بدلال : إذن إجعلني سعيد !
ماريا : أخبرني ما يسعد , و سأذهب الى أخر الدنيا لأجلبها لك !!
إقترب يوري مني مما جعلني أنزلق من الكرسي من التوتر و أقع على الأرض , اااه لكني تفاجأت عندما وجدته فوقي , يمسك يدي بقبضته القوية , يا ويلي ماذا وضعت نفسي ! تخيلت بأن نهايتي في هذا العالم قد أوشكت و أنا أواجه عاصفة من غضب رجل !! ثم قال وهو يبتسم و يتثاءب بوقاحة : أنتي تعرفين ما يريد الرجل من المرأة !! ألم تتوقع بأنك تثيرني الى حد ينفد صبري , معتقدتا بأني لا ألاحظ نظراتك , وحركاتك , نظرة تقيس حرارة عواطفك الجنسية , و لكن في الحقيقة أحس بالقرف و العار حين أتخيل بأني أضاجع فتاة صغيرة , مثل ما أشعر بالقرف عن أكل ثمرة خضراء لم تنضج .
انفجرت بغضب عاصف على وقاحة يوري :livid:, يصفني بثمرة خضراء , فرفعت نظري إليه , و تأملته بلا مبالية و سخرية تعمدت أن تصله قائلة : أتطلق إمرأة على تلك الجامدة التي ليس لذيها ذرة عاطفة !!
رد ببرودة : طبعا , إنها امرأة حقيقة كاملة أفضل منك, و ناضجة . و لا ينقصها شيء ,
و بينما كنا فوق الشرفة و في نقاش مضجر سمعنا صوت الجرس, وقفز من فوقي , فقلت له بإبتسامة ساخرة :tranquillity:: هيا اذهب إليها , لقد جاءت امراتك الكاملة , دعها تشبع عواطفك المكبوت
تأملني ببرودة تام , و لكن لسانه توقف .. فأناب عيناه بالحديث , فتلقيت نظراته الكئيبة , و كانت نظرات كاملة المعنى بقدر فصاحة عينيه ثم قال : شكرا ماريا , لقد كان الحديث معك ممتعا . ا أردت أن أنطق برد مفحم و لكن لساني عجز عن الحركة , وتركني مرة أخرى .
يتبع ...

حزينة و جريحة
06-12-2012, 02:27
Guys let me the SEE coments !!

أأروني ردودكم يا أعزاء , هل أعجبتكم ؟ هل ينقصها شيء ؟ أموووووت لأعرفا

Ł Ơ Ν Ạ ✿
10-12-2012, 13:37
ليً عودةً ..

امواج السراب
13-12-2012, 17:36
[b]
ارى ابداعا جميلا تحمله روايتك
افكار جديدة وتنيسق جميل
ساكون من المتابعييييييييين