PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : خاطرة في زحمة الحياة بعنوان " الوحدة الراهنة "



سكون صرخة
12-10-2012, 20:50
الوحدة الراهنة...!

في أحد أركان الجامعة انزويت على مقعد من الرخام الأبيض تحت أظلال الشجر الواجمة أحدق بناظري بعيداً على اليمين حيناً وعلى اليسار حيناً أخرى , أشخاص في كل مكان تحمل وجوههم مزيجاً من الكلمات الصامتة وأحياناً الصارخة الضاحكة وقد كنت واحدة من هؤلاء الصامتين البائسين فرغم هذا الزحام الذي جمع شباب من جميع الفئات والاختلاط بين غالبيتهم إلا أنني لم أندمج مع أحدهم فلم أجد منهم من يعبر عما بداخلي من صمت يخالطه شعور غريب لم يفارقني منذ أن نزلت قدماي أرض العاصمة حاولت تصنيف هذا الشعور بمسمى " الغربة " أو ما شابه لكن لم يكن معبراً عنه كما يجب فهو لم يكن دالاً على الغربة المعتادة وهي أنني غادرت أهلي إلى موطن أخر لا يسكنه إلا الغرباء وبعض الأصدقاء ولكن ما أصابني من غربة هو تواجدي في مكان لم يخطر ببالي يوماً أن ترسي الأقدار بي إليه وأن يفرض عليّ أن أساير أناس لا يشبهونني كثيراً فما بالك بأناس لا يعرفونني حتى !!
بعدما اعتدت على حضور أعز الأصدقاء واللهو سوياً والضحك بصوت الحب الذي جمع بين قلوبنا , يا له من صوت عذب رقيق تهتز له أوتار قلبي فرحاً , تذكرت عندما كنت أجلس وحدي هكذا كانت تأتيني إحداهما تداعبني بعبارتها الساخرة دوماً من وجومي في بعض الأحيان محاولة إضحاكي بها , وتأتي الأخرى بوجهها البشوش المعتاد وتقول في مرح شديد :- "بنات ...!دعوني أسمعكم هذة الأغنية في هاتفي ربما تضحك هذة الكئيبة ؟!
فأنظر لها وقد ارتسمت بسمة عجب من هذة الفتاة التي اعتادت حياتي المظلمة على نورها الذي انطفئ الآن وسحرها الجذَّاب الذي اختفى في لمح البصر كأنه شيئاً لم يكن !!
ومع ذلك فقد تركت في قلبي شيئاً لها من الصعب وصفه أو ذكره حتى ...!!
وبعد هذا كله فأنا لم أحصي من حب الأصدقاء ما هو الحق !
فعندما يذهب هذا إلى دفاتر الذكريات سريعاً دون موعد أو لقاء ...!
ولا يتبقى سوى الحب في قلوبنا لكل هؤلاء والوفاء لعهود المحبة والوصل بيننا وبينهم بها , حتى لو فرقت الحياة كثيراً في جمعنا معاً ...
شعرت حينئذٍ بألم ينزغ في صدري صادراً من ضربات قلبي العنيفة فقد اشتدت من الحزن والأسى على ما مضى وعلى ما أتـى من حاضرمؤلم
بعدما كان هذا الهاتف لا يكف عن إزعاجي أصبح هو الآخر صامتاً كصاحبته لم يعد يسمع صوت الأصدقاء إلا قليلاً ...!
ربما وصل بي الحال أن أتخيل أنه أصدر رنيناً فأسرع إليه فأرى أن ذلك مجرد هاجساً خطر نتيجة الشوق والحنين ...!!
فيالها من خيبة أمل تجسدني عندما يحدث هذا معي ...
وسريعاً تختفي بسمة قد تسللت من قلبي إلى وجهي الحزين , وأعود مرة أخرى لحالي الذي ترثيه أدمعي كل يوم عندما يأتي المساء حاملاً أشجان النهار كلها معاً
وينتهي بي الأمر بالهروب في غيابات النوم المُهدد بالأحلام المفزعة التي أصبحت منبهاً لبداية يوم آخر ليس بجديد فهو يشبه ما قبله فأصبحت الأيام تسير على نفس المنوال منذ أن بدات غربتي وزادت معها وحدتي وضاعت فيها بسمتي

Ḟłч
22-10-2012, 12:47
لي حجزٌ هُنا أيضاً ..
مكآني ويُشرفني أني مِن اول مَن يَردون هُنا .

nona rey
22-10-2012, 16:38
السلام عليكم
كيف حالك ؟
خاطرة جميلة ....... مؤثرة
اعجبتني كلماتك .... صادقة.... معبرة
بالفعل ما اقسى الغربة ........ ترك الاصدقاء مودعا دون عودة
بالتوفيق ان شاء الله

sky storm7
22-10-2012, 16:51
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عزيزتي الغربة لاتأتي بالأماكن بل هي غربة النفوس حروفك قد ملأها الألم

لكن صدقيني لن يلبث حتى يزول...

احببت حبك لأصدقائك وحنينك لهم لكن لا يدوم الحال

وحال الدنيا كذلك فتجمعنا ونحن لا نعرف بعضنا وتفرقنا ونحن اقرب الناس الى بعض..

كانت العبارات صادقة وجعلتني احيا لحظاتها كلها ...

كوني بخير وأبتسمي وامحي حروف الوحدة من روحك..

استمري بالكتابة أختاه ..

وأمل ان يكون القادم يحمل الفرح..

في امان الله وحفظه.