PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : الثلاثي(ليست لي.....كاتبها اخي)



RedRosa
30-09-2012, 00:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حال الشعب الحر الابي

جئت لكم اليوم بجديد ليس من ابداعي

بل هو ما نزفته قريحة فنان....اسميه اخي

عرف هنا سابقا كـ (The Gray Knight)

لذا استمتعو.....وادعو له بالتوفيق
.
.
.
.
.
.
.
http://im24.gulfup.com/M8YZ6.jpg (http://www.gulfup.com/?VDqQpH)

RedRosa
30-09-2012, 00:32
الفصل الاول: العاصمة تيرا http://im21.gulfup.com/tkF72.jpg (http://www.gulfup.com/?nbggpj)


"هل انت مستعد؟" قالها رجل كبير في السن,

"انا دائما مستعد" اجابه فتى في السادسة عشر من عمره,

"هيا بنا اذن" قال الرجل بقوة وانطلق الاثنان بطائرات نفاثة وسط ساحة معركة هائلة,
دبابات تهز الارض برصاصها, طائرات تتطاحن في الجو, ومراكب ضخمة تطفو في الاعلى كانها مدن طائرة, الميدان كالجحيم لكن الرجل والفتى انطلقا بكل ثقة وشجاعة,

قال الرجل للفتى عبر جهاز اللاسلكي بينهما " والان لايوجد ما اقوله لك اكثر مما قلته سابقا, كل ما اقوله الان هو حظا موفقا بني ",

قال الفتى" انا لا احتاج الى الحظ ابي, انا اصنعه بنفسي, ساحطم رقما قياسيا اليوم ",

قال الرجل متنهدا "ربما هناك شيء لم تتعلمه لحد الان, لا تقل ابدا سافعل, بل قل قد افعل, الغرور احيانا يكون اسوأ عدو",

اجابه الفتى "سوف نرى سيدي القائد",

قال الرجل "انا القائد الاعلى لاسطول مملكة تيرا لثلاثين عاما, لكن يوما ما قد تكون انت التالي, لا تخيب ظني الان, مهمتك هي تدمير تلك الطائرات, وطبعا البقاء حيا",

انطلق الفتى بسرعة نحو المعركة وهو يقول "علم",

انطلق بسرعة فائقة اطلق صواريخ نحو الطائرة الاولى فتحطمت بسرعة, اقترب من الطائرة الثانية واصابها في الجناح بالمدفع الرشاش, فسقطت تدريجيا وخلفها عامود من الدخان, لم تمر سوى دقائق حتى سقطت عشر طائرات, الطائرة الاخيرة هربت بمجرد ان اقترب منها نحو احدى المراكب العملاقة, دخلت الطائرة بين اجزاء المركبة بمحاولة لتلاشي نيران الفتى التي انهالت عليها, انتبه خلفه فراى طائرتان تلاحقانه استمر بطريقه نحو الطائرة التي امامه, اقترب منها كثيرا بدون ان يطلق النار, هناك اطلقت الطائرتان اربعة صواريخ نحوه, بحركة بهلوانية تحاشى الصواريخ التى اصابت الطائرة الاخيرة بدلا منه,

"حركة جيدة" سمع الفتى كلمات الترحيب من والده,

فاجابه بفخر"اكيد, انت تعلم انني الافضل, انا عبقري",

فقال الرجل" انظر تحتك ايها العبقري",
انتبه واذا بوابل من النار متجه نحوه حيث انه اقترب من الارض كثيرا, اصاب الرصاص ذيل الطائرة وراحت تسقط بسرعة,

قال الفتى "يارجل, ولقد ظننت اني ساكمل للنهاية",
نزع الفتى خوذته وهو يرى الارض تقترب نحوه بسرعة, اغمض عينيه لحظة الاصطدام, ما ان لامست الطائرة الارض حتى توقف كل شيء حوله, فتح عينيه وراح يمدد يداه للحصول على بعض من الراحة, تلاشى كل شيء حوله حتى وجد نفسه جالس بكرسي وسط غرفة بيضاء,

"مرحبا بكم في عالم الاموات" قالها وهو يقوم من كرسيه,
مشى نحو طرف الغرفة, فتح باب وخرج نحو قاعة تغص بالناس, كان الفتى طويلا, بجسم قوي وشعر اسود, عينان خضراوتان وبشرة بيضاء, كان يرتدي رداء ازرق انيق وفيه شعار صغير على شكل كرة ارضية مكتوب اسفله "اكاديمية تيرا الحربية", مشى اثنان باتجاهه, فتى وفتاة من عمره, يرتديان نفس رداءة,

اشارت الفتاة نحوه وهي تقول" لقد خيبت ظني يا جيمي, كنت على وشك التفوق في الامتحان",

قال جيمي "على الاقل انا افضل منك سوزان"

قال الفتى الاخر بحسد "طبعا كنت لاتمكن من فعل تلك الحركة, واكيد لم اكن لادع النيران تصيبني",

قال جيمي "طبعا, لانك اصبت في الجو قبل ان تحطم طائرتك الثانية يا مارتن",
ضحك الاثنان ومارتن ابتسم بخجل, كانت القاعة هي جزء من بناية اكاديمية تيرا الحربية, وكان الوقت هو امتحانات التخرج, القاعة مليئة بالطلاب الذين اجروا الامتحان كما فعل جيمي, والقليل من من ينتظرون دورهم,

بعد ساعتين انتهى الامتحان, اصطف جميع الطلاب بصفوف منتظمة وعينهم على منصة مرتفعة وفوقها شاشة كبيرة, جلست لجنة من اربع رجال وثلاث نساء في المنصة يتوسطهم ابو جيمي, تايوين القائد الاعلى لقوات مملكة تيرا, كان جيمي وزملائه سوزان ومارتن يقفون بجانبه,

قال مارتن "يالحظك, ابوك هو من يترأس اللجنة",

قالت سوزان "بغض انتظر عن ذلك, جيمي استحق نجاحه, ام انت تقول غير ذلك"

قال مارتن بارتباك "ماذا؟ انا لم اعني ذلك حقا",

فقالت سوزان "بل كنت تعني ذلك"

قال جيمي "بالحقيقة, اعتقد انني راسب"

قال الاثنان بصوت واحد "ماذا؟",

قال جيمي بهدوء "سوف ترون".
قام القائد الاعلى تايوين الذي كان يرتدي رداءا عسكريا فاخر, بشعر ابيض مع القليل من الخصل السوداء التي تتمسك بما بقي من عمره, لكنه بدى قويا كشاب في العشرين,

قال بصوت عميق سمع في جميع ارجاء القاعة " ارحب بطلبة اكاديمية تيرا, لقد اكتملت كل الامتحانات وبعد قليل سوف تعرض النتائج على جميع الشاشات, نرحب مسبقا بمن نجح في اسطول مملكة تيرا الحربي, اتمنى ان تكونوا على قدر هذه المسؤولية, عليكم ان تفتخروا بانكم ستنتمون الى اقوى اسطول في المجرة, وانكم ستقاتلون من اجل حرية.... ليس فقط البشر, بل كل اجناس المجرة..... اما بالنسبة لمن رسبوا فاتمنى ان يتمكنوا من النجاح في السنة القادمة وان لا يتملكهم اليأس, والان ستعرض النتائج"

عرضت النتائج, قفزت سوزان بفرح وهي ترى نفسها من الناجحات, ضحك مارتن ايضا عندما رأى نتيجته لكنهم تجمدوا اثر الصدمة عندما وجدوا ان جيمي راسبا, ادار جيمي راسه بحزن نحو باب القاعة, يمشي بهدوء, انطلق زملائه نحوه بكل عجب

قال مارتن"ما هذا الجنون, انت اكثر الطلاب تفوقا, حتى في امتحان الطائرات الذي ينجح فيه القلة فقط انت نجحت",

قالت سوزان "كيف عرفت انك راسب؟",

قال جيمي بهدوء والحزن يملا وجهه "الكمال او الرسوب, هذا ما قاله ابي لي قبل الامتحانات, قال لي اني ابن القائد الاعلى وان النجاح عندي ليس مثل النجاح عند الاخرين",

قالت سوزان "ياله من اب لعين, هل لازلت تحسده يا مارتن على ذلك",

قال مارتن" ذلك كثير يا رجل, ما الذي يفكر به اباك؟",

قال جيمي وهو يبتعد منهم بسرعة "ابي يعلم ما هو الافضل لي"
و وقف الاثنان وهم يرونه يبتعد, كم هو مسكين كان ما فكروا فيه.

العاصمة تيرا, عاصمة كوكب الارض (تيرا), وعاصمة كل كواكب البشر, الابنية ترتفع فيها الى الاف الامتار, وكانها ابر تملا سطح الارض, الشوارع تطفوا في الجو بين الابنية كانها الشرايين في جسد المدينة, كان الوقت هو الليل حيث انيرت ابنيتها اللامنتهية بنور لامع وكذلك الشوارع, كذلك طائرات صغيرة تسير بمسارات محددة عدة فوج من الطائرات يسير بشكل منفرد, انه فوج ملكي متجه نحو بناية عملاقة في قلب المدينة, كانت تلك البناية مدينة بحد ذاتها, انه القصر الملكي, كان القائد تايوين يترأس ذلك الرتل, كان واقفا امام احدى نوافذ الطائرة يشاهد المدينة التي امتدت الى ما وراء الافق,

جاء رجل خلفة وقال بهدوء" سيدي القائد, رئيس الوزراء يطلب حظورك, اجتماع ملكي طاريء",

تايوين لم يتحرك من موقعه, قال بهدوء "ساكون هناك حالا".
كان القصر بناية رائعة, بيضاء بزخارف ذهبية, الحرس الملكي كانوا رجالا يرتدون درعا كبيرا جعل منهم عمالقة بطول 3 امتار, بلون ابيض وعباءة ذهبية خلف ظهرهم, يحملون سلاحا ويقفون كالتماثيل في قاعات القصر التي ارتفعت لعشرات الامتار, بديكور فخم ذهبي, تقدم تايوين بزيه العسكري نحو احد الابواب العملاقة, فتح له ليرى قاعة افخم من كل القاعات السابقة التي مر بها, الجدار الذي صار امامه هو عبارة عن نافذة تبرز المدينة كلها من خلفه, وسط القاعة مجلس من عشر اشخاص, رجالا ونساء, يترأس المجلس عرش كبير فارغ وبجانبيه كرسيان احدهما فارغ والاخر يجلس فيه رجل ضعيف اصلع, بسن الخمسين وهو يرتدي ملابس مبهرجة, رئيس الوزراء لوكاس, تقدم تايوين بخطوات ثابتة نحو الكرسي الاخر وجلس فيه,

هنا قال لوكاس" والان اكتمل المجلس الملكي"

قال تايوين بعجب "وماذا عن الملك؟"

اجابه لوكاس " هذا احد اسباب انعقاد هذا المجلس, مع شديد الاسف فان حالة الملك الصحية تدهورت بالكامل, لقد اطلعني الفريق الطبي انه لن يتمكن من العيش اكثر من ايام قليلة",

اجابه احد اعضاء المجلس "انها اخبار سيئة جدا", قالت امرأة اخرى"بتوقيت سيء ايضا, وصلت لنا تقارير كثيرة تفيد ان اسطول الكروكن هاجم عدد من الكواكب البشرية المجاورة لمملكتهم, هذا تقريبا اعلان حرب",

قال رجل اخر "تقارير اخرى تفيد ان النومنيين يجرون ابحاثا محظورة سرا, ابحاثا عن سلاح فتاك",

قال لوكاس"انه وقت عصيب لمملكة تيرا, وفي هذا الوقت يجب اخذ قرارات حكيمة",

قالت امرأة "يجب ان تجرى امتحانات اكاديمية الملوك لكي يتم تهييء الملك الجديد",

قال لوكاس "التحضيرات لن تقام الا بعد وفاة الملك".

قال رجل" بالنسبة لاسطول الكروكن, من بعد اذن القائد الاعلى انا من سيذهب للتصدي لهم",

قال تايوين "لا, انا من سيذهب",

قال لوكاس بعجب "هل انت جاد؟ لكن بغياب الملك نحتاج الى كل القيادات وخاصة الى القائد الاعلى",

قال تايوين بحزم " ان الوضع صعب جدا, لكن الامر ليس اصعب من الوضع على حدودنا مع مملكة انفرنو, اي خطا في التعامل مع اسطول الكروكن قد يعني الحرب مع انفرنو, والحرب هي اخر ما نريده الان",

سكت الجميع موافقا هناك قال لوكاس "قرار حكيم تايوين",

قال احر الرجال "انا ساتكفل بامر النومن, ساشكل لجنة تحقيق ملكية وارسلها للتحقق من امر تلك البحوث المحظورة"

قال لوكاس "جيد جدا, ليحفظ الرب مملكة البشر تيرا, وليحفظكم جميعا".

RedRosa
30-09-2012, 00:50
الفصل الثاني : مملكة انفرنو http://im21.gulfup.com/PjcF3.jpg (http://www.gulfup.com/?UxWtR1)


في الجانب الثاني من المجرة, مملكة انفرنو, مملكة جنس الكروكن, قساة وعنيدين, جنس الكروكن هم مخلوقات بهيئة تشبه البشر لكن بشكل يشبه التماسيح, عيون حمراء ملتهبة, جلودهم اقسى من الحديد, وطباعهم اقسى من ذلك.
بعيدا عن عاصمة الكروكن (انفرنو), في احد كواكب الكروكن الملتهبة, سجن منتال, انه كوكب ,سجن ومنجم, ملايين من الكروكن يخدمون في هذا الكوكب الرهيب, لصوص, خونة, قراصنة, مكان يقضي السجين ما بقي من حياته يجمع المعادن ويوصلها للمصانع التي تغذي اسطول الكروكن باقوى السفن الحربية.
اثنان من الكروكن يدفعون عربة محملة بالمعادن,

قال احدهم للاخر "محاولة اخرى فاشلة من كانسس, هذا الرجل لا يعرف متى يستسلم",

اجابه الاخر "على الرغم من انه كان قريبا جدا من فعلها",

قال الاول "لم يهرب احد من سجن منتال, ولن يهرب احد قط",

قال الثاني "سونكا مدير قوي, اعترف بذلك, لكن كانسس قوي ايضا",

مشى الاثنان حتى توقفا على منظر عجيب "لتحرقني الجحيم! ما هذا!؟",

اجابه رفيقه "انه بشري", قالاها وهما يشاهدان فتى بشري في السابعة عشر من عمره يجر عربة معادن,

صاح احدهم "هيه انت", التفت الفتى اليهم ليروا عيونا حمراء كعيون الكروكن,

سكت الاثنان فاستمر الفتى بطريقه,

"ما هذا بحق الجحيم؟",اجابه رفيقه "كراكن",

فقال الاول "كراكن؟",

رد عليه قائلا" الكراكن هو نصف انسان ونصف كروكن, لديه الشكل الكامل للبشر لكن قوة وصلابة وعيون الكروكن, لو كان انسانا عاديا لشوي حيا في هذا المكان".
استمر الفتى يدفع العربة بصمت, لا احد يقترب منه, لا احد يتحدث معه, عيناه الملتهبتان مركزة على المعدن الذي يدفعه, لكن عقله في مكان بعيد جدا, وبينما هو شارد الذهن, ارتطمت عربته بسجين اخر امامه, استدار السجين وهو يفور من الغضب,

ضرب عربة الفتى ليرميها جانبا وصاح بقوة "هل انت مجنون ايها البشري, هل تضرب اسيادك",

قال الفتى بهدوء "انت لست سيدي",

فصاح بعنف "ساعلمك كيف ان جرذان البشر يجب ان تنحني للكروكن",
ركض نحو الفتى بعنف,

اما الفتى فضل واقفا بهدوء وقال "انا لست بشري",
تجاهل المهاجم ذلك واستمر نحو الفتى ويداه بالهواء مستعدا لتسديد ضربة هائلة نحو الفتى, ما ان سدد قبضتيه نحو الفتى حتى اختفى من امامة فاصابت قبضتاه الارض وحطمتها, صار يتلفت بحثا عن الفتى فاحس به خلفه, تفاجا من السرعة التي تحرك بها, اراد ان يدور فضربه الفتى ضربة في ظهره جعلت جسم المهاجم يلتوي للوراء وكان ظهره قد كسر, امسك الفتى بيده الاخرى رقبة المهاجم واليد الاولى لازالت في ظهره, رفعه على الرغم من ان المهاجم ضعف حجمه, رفعه كما يرفع صبي صغير والقى به نحو احد الجدران ليتحطم الجدار فوق المهاجم, نظر الجميع لذلك بعجب واحترام, ان كان هنا شيء يحترمه الكروكن فهو القوة, والفتى قد اظهر قوة غير عادية حتى للكروكن انفسهم.
حراس السجن هم كروكن مدرعين بشكل خفيف وفي ايديهم قفازات معدنية هي اسلحتهم, كانت تلك القفازات مثبته عميقا في جسم الحراس لكي لا تسرق منهم, شاهد الحراس ما جرى ولم يكترثوا له, استمروا في طريقهم كما لو ان شيء لم يحدث, اعاد الفتى المعدن لعربته واستمر بالسير.
حان وقت النوم, لم يكن احد يعلم ان كانت الشمس قد اشرقت ام غربت, السماء مغلفة بدخان اسود طوال الوقت, والارض حمراء ملتهبة, الفتى جالس في غرفته, فارغة تقريبا عدى سرير في احد الجوانب, لم تكن هناك قضبان للغرفة, لم يكن هناك داعي لها, بخصر كل سجين هناك حزام متين, تلك هي القضبان, ان حاول احد شيء فان الحزام بامر من احد الحرس يسدد صعقة كهربائية عميقا في جسد السجين لكي يسقطه ارضا بلحظة, استلقى الفتى على فراشه, اخرج صورة من جيبه, صورة متآكلة متهرئة, احترق معضمها, فيها وجه واحد لامرأة بشرية, يبدو ان هذه الصورة هي اخر شيء بشري بقي في هذا الفتى, وهو لا زال متمسكا به, سرح بفكره بعيدا,

حتى قاطعه احد سجناء الكروكن وهو يقول " فتى, قم.... كانسس يريد رؤيتك",

قال الفتى ببرود "وماذا يريد كانسس مني؟",

قال الرجل "انه يريدك ان تحضر اجتماعه",
اراد الفتى ان يرفض لكنه فكر قليلا, كانسس هو احد سجناء الكروكن, وهو اقوى من فيهم, اقوى من الفتى بمراحل, كانسس دائما يخطط ويحاول الهرب من السجن, ربما هذه فرصته للخروج من هذا الجحيم,

قام الفتى وضع الصورة في جيبه وقال "خذني الى كانسس".
دخل الفتى الى غرفة كبيرة, مزدحمة بالكروكن حتى ان بعضهم وقف ولم يتمكن من الجلوس, طاولة في الوسط يترأسها كروكن ضخم وكبير, كانسس,

قال بصوت تبين منه انه كبير في السن "كراكن, لقد حظرت",

سكت الجميع وصار يحدق بالفتى الذي وقف وهو ينظر الى كانسس, "لماذا دعوتني الان؟",

قال كانسس "كنا نراقبك منذ فترة, وقد اظهرت امكانيات تحضى بالاحترام, ما هو اسمك",

اجابه الفتى قائلا "ساشا",

فقال كانسس "تقدم يا ساشا واجلس معنا على الطاولة",
تقدم الفتى وهو يتطلع الى من في الغرفة, لقد تبدلت نظرتهم له, انها مليئة بالاحترام والتقدير, كانسس اجلسه في الطاولة, انه شرف كبير, في احد اطراف الغرفة وقف الرجل الذي هاجمه, سابقا كانت نظرة الاستصغار والاحتقار في عينيه الملتهبتين, لكن الان نفس نظرة التقدير والاحترام, ان كان هناك شيء يحترمه الكروكن, فهو القوة, هذا ما فكر به ساشا وهو يجلس على الطاولة,

قال كانسس "هذا اليوم ستكون الخطة مختلفة, لقد درس الرجال موقع الحراس, سنتمكن من ضربهم بسرعة قبل ان يتمكنوا من تفعيل الحزام, هذه المرة لن نفشل",

اجابه اخر "نعم لن نفشل",

قال كانسس "يجب ان نكون نظاميين اكثر من السابق, التوقيت ضروري .... "

قاطعه ساشا قائلا "هذا غباء",
فانتفض الجميع, لقد اهان قائدهم الذي يحترمونه اكثر منه, لكن كانسس كان مختلفا عنهم, لقد كان اكثر حكمة وتعقلا, لم يكن يحترم القوة فقط, اشار بيده للجميع ان يتوقفوا حيث انهم كانوا مستعدين لتمزيق الفتى اربا,

قال كانسس"الكراكن لديه رأي مختلف, ما هو يا ساشا؟",

قال ساشا " تريد ضرب الحراس, وماذا بعد ذلك؟",

قال كانسس "نظربهم حتى لا يبقى احدا فيهم",

قال ساشا "وماذا بعد ذلك؟",

قال كانسس "هل لديك رأي اخر؟",
عرف ساشا ان كانسس لم يخطط للخطوة التالية, الكروكن نادرا ما يستخدمون عقولهم, حتى كانسس الذي يعد اذكى كروكن في هذه الغرفة لم يكن ذكيا جدا,

قال ساشا "انت دائما تهاجم مباشرة, مع انك تقوم بذلك بشكل نظامي, لكنك تهاجم مباشرة",

قال كانسس وقد تملكه الفضول "وماذا يجب ان نفعل اذن؟",

قال ساشا "الفوضى"

اجابه احد الرجال "فوضى؟",

قال ساشا مبتسما "ظننت ان الكروكن يجيدون ذلك",

قال كانسس "ماذا تقصد تحديدا",

قال ساشا وقد تقدم نحو الطاولة " مهما كانت محاولات الهرب, في النهاية نحتاج الى سفن لذلك, اسطول الحراس الحربي حول الكوكب سيحطمون اي سفينة تخرج من الكوكب",

قال كانسس "صحيح",

اكمل الفتى "حراس السجن اعتادوا على نمط واحد, الهجوم المباشر, انهم يتوقعون هجوم السجناء المباشر في حالة الهرب لذلك غضو بصرهم عن امر هام جدا",

قال احد الرجال "وما هو؟",

قال ساشا "غرفة التحكم, اتعجب لماذا لم يفكر احدكم بالهجوم على غرفة التحكم, هل انتم اغبياء لهذا الحد؟",

قال كانسس متجاهلا اهانته "وماذا نفعل في غرفة التحكم؟ نحن لا نعرف كيف نستخدم الاجهزة هناك",

قال ساشا "لحسن حظكم انا اعرف, والان كل ما نحتاجه هو هجوم صغير على غرفة التحكم, تعطيل كل الاحزمة الكهربائية على سطح الكوكب وعندها ... ",

قاطعه كانسس الذي فهم الخطة "فوضى .... فوضى كافية لجعل اسطول الحرس يترك مواقعه ويحاول احتواء تلك الفوضى",

قال ساشا" تماما .... عندها يمكننا اخذ سفينة والخروج من هذا المكان للابد".

RedRosa
30-09-2012, 01:15
الفصل الثالث: مملكة ايدن http://im21.gulfup.com/Uwqi1.jpg (http://www.gulfup.com/?oisdWl)

في الطرف الثالث من المجرة توجد مملكة ايدن, كوكب ايدن عاصمة جنس النومن, ضعاف البنية, طوال القامة, الايدن هم جنس يشبه البشر عدى ان كل جزء في جسمهم طويل وضعيف, حتى رؤوسهم, عكس الكروكن تماما, الشيء الذي يحترمه النومن هو العلم والمعرفة, هم اضعف من ان يقاتلون معاركهم بايديهم لذلك هم يستخدمون جنود آليين ذو تقنية فائقة لكي يحاربون معاركهم بدلا منهم, كوكب ايدن الثلجي, ترتفع ابنيته الى ما هو خارج الغلاف الجوي, وتغور الى اعماق الارض, باشكال دائرية انسيابية, زرقاء وبيضاء, انه اجمل كواكب المجرة.
الاكاديمية الملكية, هي اهم جزء من الكوكب, ترتفع بشكل يجعلها تبدو كالابرة من الفضاء الخارجي, هنا حيث الملك واذكى عقول النومن يجرون ابحاثهم, احدى قاعات الاكاديمية جلس عدد من طلاب النومن, عدى واحدة منهم فقط, لقد كانت بشرية, فتاة في الخامسة عشر بشعر ذهبي قصير, عيناها تلمعان باللون الازرق, انها اجهزة تقوية النظر والاستيعاب لدى النومن, كانت جالسة على مقعدها تلعب بالقلم الالكتروني ونتظر الى الاستاذ يلقي محاظرته امام شاشه الكترونية, انه يتحدث عن انظمة الحماية الالكترونية وكيفية تعزيزها وتحطيمها بنفس الوقت,

قال الاستاذ "الان وبعد تلك المحاضرات السابقة انتم يجب ان تكونوا مهيئين لاستعمال مستوى السيطرة الاول, كما تعلمون مستوى السيطرة الاول هو مهم ليس فقط لاختراق الانظمة وكسرها, بل ولبناءها, واجراء الابحاث, انها يد العلماء الاولى, اما مستوى السيطرة الثاني فاخشى انكم ستستغرقون سنتين اخريتين لتعلمها, والان محاضرتنا ستكون تطبيقية, والمحاضرة القادمة ستكون امتحان في استخدام هذا المستوى الاول, عليكم الاستعداد جيدا, فالبروفيسور جانك لن يكون رحيما معكم غدا, حسنا ...... من يريد ان يطبق الان؟",

تجمد الجميع مكانهم عدى الفتاة البشرية التي قامت من مقعدها رفعت يدها وقالت وهي تقفز "انا ... انا ....انا",

نظر الاستاذ بفخر لها ثم نظر الى البقية بخيبة امل, "اي احد عدى اريا؟ .... اي احد؟",

الجميع خائف من الاحراج ان اخطأ لكن الفتاة اريا كانت بكامل ثقتها تقفز وتصيح,

هنا استسلم الاستاذ وقال "تقدمي اريا"
تقدمت بكل بهجة وفرح, جلست على كرسي جانب الاستاذ, ارتدت قفاز زجاجي يلمع باللون الازرق وظهرت امامها شاشة الكترونية شفافة,

قال الاستاذ "الان اريا سوف تقوم بعرض لمستوى السيطرة الاول, باستخدام يد واحدة, ارجوكم ان تدققوا النظر وتتعلموا منها, والان اريا هذا نظام من المستوى الاول, انه احد انظمة الكروكن الحربية, رجاءا اخترقي هذا النظام",

قالت اريا مبتسمة "بكل سرور بروفيسور",
تحركت يداها على الشاشة بسرعة فائقة, لم يتمكن احد من مجاراة يداها ولا حتى البروفيسور,

قال البروفيسور مبتسما "اريا هلا ابطأت قليلا حتى يتمكن التلاميذ من مجاراة سرعتك",

قالت وقد ابطأت سرعتها كثيرا "اسفة بروفيسور",

ما هي الا ثواني حتى تمكنت اريا من اختراق نظام دفاعي يستخدمه الكروكن في سفنهم الحربية, لطالما كان الكروكن اقوى من النومن باضعاف مضاعفة, لكن انظمة الكروكن الحربية كانت لعبة بيد النومن يعلمونها للطلاب, لهذا السبب كان الكروكن يعتمدون كثيرا على الاجهزة الميكانيكية اليدوية في قتالهم مع النومن, الامر الذي يعادل كفة القوة لصالح النومن,

قال الاستاذ "احسنتي يا اريا, سوف اتطلع لما ستنجزينه غدا في الامتحان",

قفزت بفرح وهي تقول "جميل ... جميل, شكرا بروفيسور",
قبلته في خده ورجعت الى مقعدها, الحسد والاحترام بنفس الوقت في عيون كل الطلاب الاخرين, انها اريا الذكية, الكل يشير اليها بهذا القول ,على الرغم من انها بشرية الا انها متفوقة على اقرانها من النومن بمراحل كثيرة,
خرج الطلاب من الصف, كل يحمل جهازه الالكتروني بيده, اما اريا فقد احاط بها عدد من طالبات النومن وهي تحدثهم بكل سعادة عن انجازاتها, هناك قطع طريقهم صبي من النومن, وقف الجميع ونظروا نحوه,

اما اريا فقد قالت "ماذا تريد يا جوري",

قال جوري "اريد ان اطلب منك طلب",

قالت بعجب "وما هو؟",

قال الفتى بخوف "هل ..... هل ... هل يمكنك ان تعلمينني؟",

ضحك الجميع عدى اريا فقالت احدى الطالبات "هل انت مجنون, اريا لا تعلم حتى اعز صديقاتها",

قالت اريا "موافقة!",

فنظر الجميع لها بعجب "هل انت بخير اريا",

قالت اريا "نعم",
شع وجه الفتى نورا عندما سمع ذلك, وطار من الفرح حتى كادت عيناه ان تدمعان,

هناك قاطعته اريا "بشرط واحد",

قال الفتى "اي شيء اريا",

قالت بهدوء "اريد منك ان تجلب لي هدية",

قال الفتى بحماس "وما هي اخبريني"

انه مستعد ان يدفع كل ما لديه ليحضى بدرس من عبقرية صفه نظرت اليه بمكر وقالت "اريد منك ان تجلب لي ........ ثقبا اسودا ... هاهاهاهاها"
اكملت سيرها وهي تضحك بجنون, انفجرت الفتيات بالضحك والفتى كان على وشك البكاء من الحرج,

تقدمت احدى الطالبات منها بعد ان هدأ الضحك منهم "انت فعلا شريرة, هل انت متأكدة من ان احد اقاربك لم يكن من الكروكن؟",

قالت اريا "المجنون, يريدني ان اعلمه, هل جرى لعقله شيء",

قالت احدى الفتيات وقد اشفقت قليلا على الفتى "المسكين سيمتحن معنا غدا, وهو متأخر جدا في دراسته, ربما كان عليك الاشفاق عليه",

قالت اريا بحزم "ليست مشكلتي انه غبي, تذكروا ايتها الطالبات, العلم قوة .... اخفوه جيدا, عندها لن يتمكن احد من هزيمتكم"
بهذه الكلمات تركت اريا بقية الطالبات وعلى وجههم نظرة الخوف, لقد كان العلم لدى اريا خطا احمر, ان تجاوزه احد تعاقبه اشد العقوبة.
اليوم التالي, حضر الطلاب, كان هناك البروفيسور يوري الذي القى محاضرة البارحة, البروفيسور جانك الذي يرتعب الطلاب من صدى اسمه, لقد كان معروفا باهانه الطلاب لاقصى حد, وهناك رجل اخر, نومن كبير في السن, بلحية طويلة

همست اريا لاحدى زميلاتها "انه احد الاعلام, انه نيون",

قالت لها زميلتها "مستحيل, ماذا يفعل شخص مثله هنا",

قالت اريا "لا اعلم",
الاعلام هم عدد قليل من النومن الذين امتلكوا معرفة وعلما واسعا جدا, هم اذكى رجال النومن بعد الملك, تسائلت اريا مع نفسها عن سبب وجوده, هل هو هنا من اجلها, اكيد هو من اجلها, لابد من ان البروفيسور يوري اخبره عنها, يجب ان تفعل شيء مميز هذا اليوم لتبهر به هذا العلم الكبير, هذا ما قررت اريا فعله, بالحقيقة هذا ما قرر الجميع فعله, التفتت اريا لترى الفتى جوري يجلس امامها وهو يرتجف خوفا, اشفقت عليه قليلا, ثم رجعت وسخرت منه, الاحمق يريدني ان اعلمه!.
تقدم الطلاب واحدا تلو الاخر, نجح بعضهم واخطأ الاخر, لم ينجوا المقصرين من انتقادات جانك اللاذعة, هناك حان وقت الفتى جوري الذي تقدم بكل رعب نحو المنصة, جلس على الكرسي, ارتدى القفاز الزجاجي, اشار له يوري بالبدء وهناك بدأ, لم تكن سوى ثلاث ثوان حتى فشل في اختراق النظام, من الرعب سقط القفاز الزجاجي من يد الفتى ليتحطم على الارض, وقف البروفيسور جانك وعيناه تقدحان شررا,

قال بكل غضب "هل انت احمق, انك لم تفشل بثلاث ثوان فحسب, بل وانك حطمت القفاز, لا يمكنني تخيل غباء اكثر من هذا, حتى الكروكن لن يفعل هذا الخطا, انت عار على جنس النومن, ارجع الان قبل ان احطم وجهك",
رجع الفتى وعيناه تفيض من الدمع جلس في مقعده, اخفى وجهه من الحرج وراح يبكي, نظرت له اريا, احست بالذنب, لو انها علمته لما حصل له ذلك, لكن مبادئها لا تسمح بذلك, العلم قوة ..... اخفوه جيدا, مع ذلك فقد احست بذنب شديد, وشفقة كبيرة على هذا الفتى, يبدوا انها سوف تخرج عن مبادئها, هذه المرة فقط. وصل دورها, تقدمت, وصلت للفتى جوري الذي توقف عن البكاء لكن لازال يخفي وجهه عن الطلاب,

امسكت بكتفه وهمست في اذنه "سانتقم لك",
رفع جوري وجهه بعجب ليرى اريا تتقدم نحو المنصة, لم يعيد وجهه لكن استمر بالمراقبة,

قالت اريا بعد ان جلست في المنصة "سيداتي سادتي, اليوم ساقوم بعرض مبهر, اليوم ساكسر نظاما من الدرجة الثانية",
تعجب الجميع وصار يحدث بعضهم الاخر,

اما يوري فقد قال "هل انت متأكدة اريا؟",

ادارت وجهها نحوه وقالت مبتسمة "نعم بروفيسور",
سكت البروفيسور الذي كان ضائعا بين الخوف من فشلها, والفخر بها, اما جانك فقد ابتسم وهو يظن انه سوف يحصل على فريسة ثانية لكي ينقض عليها, هناك التفت العلم نيون الذي لم يلفت انتباهه شيء لحد الان, صار يراقبها بدقة, ارتدت القفاز في احدى يديها و بدأت تعمل بسرعة فائقة لم يتمكن احد من معرفة ماذا تفعل

, قال طالب لاخر "هذا مستحيل, حتى اريا لا يمكنها خرق النظام بيد واحدة",

اجاب الاخر "لا اعلم, دعنا نشاهد",
هناك وبينما يدها اليمنى تعمل بسرعة البرق رفعت اريا يدها اليسرى ببطئ ليرى الجميع ذلك, ابتسامة عريضة على وجهها, لقد ارتدت قفازا اخر في تلك اليد,

ارتفع صوت الطلاب الذين اصابهم العجب الشديد "هل اتقنت المستوى الثاني..... هذا مستحيل"

قال اخر "انها تستعرض فقط, مستحيل انها اتقنت المستوى الثاني..... ذلك يستغرق سنتين اضافيتين لتعلمه".
هناك هبطت يدها اليسرى لتعمل بنفس سرعة اليد اليمنى, جن جنون الطلاب, البروفيسور يوري في اقصى حالات الفرح, وعكسه البروفيسور جانك الذي غضب كثيرا, ابتسامه خفيفة على وجه العلم نيون, لم تكن سوى ثواني حتى انهت اريا عملها, في الشاشة الكبيرة للصف ظهر مقطع فيديو للبروفيسور جانك وهو يرقص بملابسه الداخلية, ويغني بشكل فاضح, تجمد الطلاب مكانهم,

وقفت اريا وهي تقول " سيداتي سادتي, لقد اخترقت نظام المراقبة لشقة البروفيسور جانك, ارجوا ان يعجبكم العرض",
انحنت نحوهم كالنجم السينمائي, هناك انفجر الطلاب من الضحك حتى دمع بعضهم من ذلك, البروفيسور يوري يضحك معهم, البروفيسور جانك اصبح وجهه احمر وهو ينفجر غضبا وحرجا, اما العلم نيون فقد امسك بطنه وصار يضحك بصوت عالي,

اريا اشارت الى الفتى جوري وكانها تقول له "هذه هدية لك".

ارتفع صوت جانك منتفضا وهو يقول "كفى ضحكا",
سكت الجميع وحاولوا جاهدين ان لا يضحكوا, الفيديو لا زال معروضا, جلس جانك على المنصة واطفأ الفيديو,

التفت الى العلم نيون الذي لازالت اثار الضحك عليه وقال "لقد خرقت هذه الطفلة البند السابع من قانون الخصوصية, اطالب بمحاكمتها حالا",

قال العلم نيون وهو يحاول عدم الضحك "اه .... فعلا, لقد خرقت هذه الطفلة القانون, اريا اريد رؤيتك بعد هذا الدرس يا طفلتي",

قالت اريا مبتسمة "كما تشاء سيدي العلم",

رجعت اريا لمقعدها ما ان وصلت الى جوري حتى همست في اذنية مرة ثانية وهي تقول "ساعلمك بعد الدرس, لكن لاتخبر احد, موافق؟",

اومأ برأسه واستمرت اريا بطريقها نحو مقعدها, جلست وهي تفكر, كيف قلت ذلك؟ ... انا لا اعلم احد,

احست انها اخطأت خطأ كبير, مع انها لم تدر اي بال للمحاكمة الموعودة كما قال جانك.
بعد الدرس خرجت من الصف لترى العلم نيون ينتظرها, اشار لها بان تتبعه, ومشى الاثنان بخطوات بطيئة في ممر يطل على المدينة الرائعة,

قال العلم نيون "لقد فعلتي شيء رائع اليوم اريا, لقد اذهلتيني حقا!",

قالت اريا بكل فرح "فعلا سيدي العلم؟",

قال نيون "نعم, وهذا جعلني افكر بمستقبلك معنا كعالمة, من الان فصاعدا اعتبري نفسك قد تخرجت من الاكاديمية الملكية, وسوف اكون استاذك الخاص",
لم تعرف اريا ما الذي تقوله, هذا كثير جدا, وكانها حققت كل احلامها بلحظة واحدة,

عانقت نيون وهي تقول "شكرا نيون .... شكرا جزيلا",

ربت على ظهرها وقال "لا تشكريني يا صغيرتي, لقد استحققت ذلك",

نظرت اليه وقالت "وما الذي سوف اتعلمه معك؟",

قرب راسه منها وقال بصوت منخفض "المستوى الثالث من التحكم",

رجعت بعجب وقالت "وهل هناك مستوى ثالث؟, انا لم اسمع به من قبل",
وضع نيون يديه خلف ظهره وابتعد وهو يضحك,

ركضت اريا خلفه وهي لا تصدق نفسها, اقتربت منه وقالت بمرح "وماذا عن المحاكمة سيدي العلم",

قال وهو لازال يسير "اه فعلا ... المحاكمة, يجب ان تعاقبين .... اريا اقتربي مني",

اقتربت منه فضربها ضربة خفيفة جدا على خدها وكأنه يدغدغها ثم قال "حسنا, هذه عقوبتك",
فضحكت اريا وضحك العلم معها.