PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : مرحى للظلام | Make Things Happen



Miss magic
18-09-2012, 17:03
السلام عليكم .. بدون مقدمات " مرحى للظلام " قصه كتبتها في عقلي سابقاً وأعتقد أن مكسات هو المكان المناسب لإضعها
مبتدئه كما سترون من أسلوبي .. لذلك أتمنى منكم الإفاده ..

مقدمة بسيطة:


أشرقت شمس الثاني عشر من ديسمبر؛ وإنتشرت أشعتها علها تذيب الثلج الذي اجتاح الشوارع بعد عاصفه ثلجية غزت سياتل الليلة الماضية.
اخترقت أشعتها ستارة المشفى البيضاء لتحث تلك النائمة بعمق على الإستيقاظ بعد ليلة من تجرع الألم بسبب تلك النزلة المعوية التي أصابتها بعد تناول طعام فاسد من أحد تلك المطاعم.
رفعت غطاء المشفى بيديها النحيلتين منزعجة من ضوء الشمس الذي باشر وجهها مصراْ على أن تستيقظ من سباتها المريح.
وزيادة على إزعاج الشمس أزعجها صوته الذي انتقل إلى مسامعها وهو يحثها على قطع نومها الذي لم تذق مثله منذ أيام ، همهمت بتعب بعد أن سمعت اسمها من لسانه عدة مرات! ولكنها لم تفتح عينيها أبداً! حاول مجدداً لإيقاظها ولكن يبدو أنها غارقة في أحضان نومها الهنيء. تقدم عدة خطوات بإتجاه السرير ووقف يتأملها بتقطيبة حاجبين أقرب ماتكون إلى العبوس!
قرارها بالأمس كان مفاجئاً جداً للجميع وخصوصاً مفاجئاً له بالذات، هو يعرف أخته جيداً ولكنها تغيرت كثيراً خلال الأشهر الماضية؛ نظر لوجهها المتعب وإلى يديها اللتان تحتضنان غطاء المشفى فتبسم بحنان لمنظرها البريء ولكن مادامت تلك الإبتسامه حيث تبدلت ملامح وجهه للغضب وهو يتذكر عواقب فعلها المتسرع والغبي، تنهد بألم وهو يتذكر صديقه العزيز كيف تلقى ذلك القرار ببرود شديد أثار إستغرابه عما يدور في ذهن ذلك الرجل! تسلل لذاكرته موقف شبيه جداً بموقف البارحة ولكن مع إختلاف ردة فعل آندي حيث تقبل الأمر مرحباً بالفكرة.
أعاد النظر لأخته المرتمية على ذلك السرير ؛ أحس بالغيض فجأه فتقدم مقترباً منها فهزها بعنف " جين .. جين إستيقظي "
لم يأبه لتأوهاتها ولا لتعبها فكل مايشغل باله الآن هو ما سيحدث بعد خروجها من المشفى غداً !
فتحت عينيها بإنزعاج وأول مانظرت إليه وجهه المقابل لوجهها ، نظرت له بإزدراء وهي تشعر بالخمول الشديد يستولي على جسدها فيصعب عليها الحركة والتفاعل معه فكل ما إستطاعت فعله هو تحريك كتفها قليلاً لكي يبعد يده القوية عنها ويبدأ بقول ما أيقظها من أجله.
إنتبه لما فعلت فأنزل يديه وخلل أصابعه في شعره وهو يتحاشى النظر إليها! ماذا يقول ؟! أيقظها لإنه أحس بالأسف على ماوصلت إليه ويريد أن يضع حداً لهذه المهزلة؟ أم إنه أيقظها لإنه أحس إنها نائمه بإرتياح وهو لا يريدها أن ترتاح أبداً فهو لا يزال يشعر بالحقد على ما فعلته بأقرب أصدقائه؟
نظرت إليه بإستنكار وفتحت فمها لتبدأ هي بالكلام ولكنه قاطعها فجأه وهو يقول " كيف حالك بعد المرض؟ "
نظرت له ببرود وسخرية فهو لم يتحدث معها حديثاً ودياً منذ ثلاثة أشهر تقريباً فقطعها كلياً وزاد غربتها المزعومه غربتين ، حقيقةً لمَ هي تشعر بالغربة بين أهلها؟ ألهذا الحد وصل حالها ! أصبحت تشعر بالغربة من دونه وهو الذي لم يأبه بحالها! بلعت ريقها وهي تتذكر إنها أيضاً لم تقصر في إهانته تلك الإهانه التي أدت لهذا الحال السيء وفَكَك أسرتهما الصغيره التي بالكاد كانت أن تبصر النور
" أين ذهبتِ بأفكارك جين؟"
إنتشلها صوته الساخر من أفكارها وكأنه عرف بما تفكر فيه! هي حقاً تشعر بالندم ولكن رغم ذلك إجابتها بالأمس كانت نقيض مشاعرها تماماً ردت عليه بنبرة لا تخلو من الضعف " أنا فقط أفكر في إيفي "
همهم يدعي التصديق وهو ينظر إليها بنظره غريبه أشعرتها بالتوتر حتى رن هاتفه الخلوي فأمسكه يستعد للإجابه وهو لا يزال ينظر لها بتلك النظره لثوان ثم رد على الهاتف؛
" أهلاً .. أمم نعم نعم .. إنها مستقيظه ... أجل بالتأكيد يمكنكم ذلك! ... أجل إلى اللقاء "
نظرت له بإستفسار فإبتسم بزيف واضح قبل أن يخبرها بقدوم أختها بصحبة إيفي؛ إبتسمت بإنشراح لقد إشتاقت لتلك المشاكسة الصغيره فهي لاتستيطع أن تستغني عنها أبداً! غرقت بأفكارها بعيداً مرة أخرى آندي .. إيفي .. أخيها جيسون .. أختها سلفر .. فيلادلفيا .. برلين .. كلها ذكريات تزاحمت بداخلها فرخت يديها ورقبتها التي مالت لليمين قليلاً وغابت عن الوعي نائمة ... !
أما هو بعد أن غطت في نوم ٍعميق ، تقدم لها وغطاها وأسندها جيداً .. تنهد بحيرة ثم خرج وأغلق الباب!



أنتظر النقد البناء وتعليقاتكم =)

جثمان ابتسامة
21-09-2012, 22:02
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..

أسلوبك جميل ما شاء الله .. لحد الآن لا تزال الأحداث مبهمة بالنسبة لي
و أجد في تصرفات الشخصيتين " جين و شقيقها " تناقضات عجيبة
أعتذر على التعقيب البسيط .. لكن البارت حقا قصير
ضعي بارتا أطول حتى أعلق تعليقا شافيا
دمتي بود ^_^
أختكـِ جُثمان ~

♥ Яoηά
22-09-2012, 13:20
مرحباا قصصة عجييبة :أوو: ~
لكن الاسلوووب جذاااب ماشاء الله ^^ ,,

ليتك تضيييعن بارت آخر قريب جداا حتى نتعرف جيدا على الشخصياات ^^

تقبلي مرووري البسيط ,, لكن لي عوودة ان شاء الله قريبااا :سعادة2:
ووودي :wink:

روح تشاد
22-09-2012, 13:43
السلام عليكم أختي

كنت على وشكط الخروج حتى رأيت رائعتك تناديني بدلال !

فأجبت النداء !!!

ما أجمل أسلوبك

سلس ولطيف جدا

أحببته بحق

لكن عزيزتي ..

هلا انتبهتي للأخطاء الإملائية البسيطة ؟

الهمزات وحروف الجر وعلامات الترقيم أيضا

لا شيء غير هذا لأقوله

كما قالت أختي جثمان



ضعي بارتا أطول حتى أعلق تعليقا شافيا

بالرغم من هذا البارت القصير يكشف عن مدى روعة قلمك

دمت بود

وبانتظار القادم

Miss magic
22-09-2012, 15:17
أهلاً وسهلاً بك جثمان ابتسامة
شكراً لمرورك فقد أسعدتني حقاً
بالنسبه لتعقيبك لا داعِ للإعتذار فأنا أعلم إن البارت قصير جداً ولكني وضعته بهذا القصر كـ مقدمه فقط
وبالتأكيد إن شاء الله سوف أَضع بارتاً أطول في المره القادمه
شكراً مره أخرى =)

،

أهلاً ♥Яiηάd أو ريناد
شكراً لمرورك الخفيف وأنتظر عودتك مره أخرى
وكما قلت سابقاً


وعليكم السلام روح تشاد
ههه لم اتوقع بإن قصتي بهذه الروعه كي تنادي ولكن شكراً لمرورك
وأتمنى إقتباس الأخطاء الإملائيه أو اياً كان لإستطيع أن أتفاداها في المره القادمه

روح تشاد
22-09-2012, 17:20
لست محترفة في هذا المجال ..

غيري يفيدك في القواعد النحوية والإملائية أكثر

لكن سأتصيد الواضح للعيان


وإنتشرت

انتشرت


عاصفه

عاصفة



الإستيقاظ

الاستيقاظ




حاول مجدداً لإيقاظها

لايقاظها


وإلى يديها اللتان تحتضنان

إلى يديها اللتين


الإبتسامه

الابتسامة



إستغرابه

استغرابه




إختلاف



اختلاف


<<<<<<<<<<<<


اعذريني مشغولة بعض الشيء

بقية الأخطاء على شاكلتها بين الهمزة والتاء المربوطة

أرجو أن لا أكون قد أثقلت

The Lord of Dark
23-09-2012, 16:06
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحباً اختي ^^
مقدمة مشوّقة، انتظر منكِ التتمة
بالنسبة للأسلوب فهو جميل وجيد لكن لديكِ مشكلة لاحظتها بتكرار وضع همزة القطع بغير محلّها
وحتى تستطيعي التغلّب على هذا يوجد طريقة سهلة متمثلة بتحريك الكلمة بعقلك حسب النطق وإضافة حرف قبلها
أي، الكلمات التي بها همزة وصل كـ واستيقظت، وانتشرت، واستغرابه .... إذا أردتي كتابتها حسب النطق ستجدينها هكذا : وستيقظت، ونتشرت، وستغرابه
ومع علمك بوجود الف لـ استيقظت، انتشرت، استغرابه ... ستكون همزة وصل لايتم وضع همزة على ألفها .
بينما كلمة بها همزة قطع كـ أفكارها ، إزعاج ... إذا أردتِ كتابتها حسب النطق تبقى كما هي : أفكارها، إزعاج
أتمنى ألا يكون شرحي مبهماً ~_~"

أما عن الأخطاء المتعلقة بتركيب الجمل فلستُ بارعاً جداً لكن هذا مالاحظت :
وزيادة على إزعاج الشمس - وفوق إزعاج الشمس، أنسب
حاول مجدداً لإيقاظها - حاول مجدداً ايقاظها بدون اللام، كنتِ قد ذكرتي بأنه هزّها ليوقظها
وخصوصاً مفاجئاً له بالذات - وخصوصاً له بالذات
طالما أنكِ ذكرتي أن قرارها كان مفاجئاً للجميع سيعلم القارئ بأنك تقصدين أن أخاها تفاجأ أيضاً ولكن بشكل أكبر فلاداعي لتكرار كلمة تفاجأ

فتقدم مقترباً منها فهزها بعنف - وهزّها
فأمسكه يستعد للإجابه - مستعداً للإجابة، أو فأمسكه مجيباً


تقبلي مروري ^^

كورابيكا-كاروتا
23-09-2012, 20:47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال اختي العزيزة ؟
تمام التمام ان شاء الله

مرحبا بك بمكسات
نورتينا غلاتي ^^

القصة جميلة حقا
و مع انها بالبداية إلا انك استطعت بطريقة جميلة ان تجعلينا نجبر على التفاعل مع شخصياتك و توترهم ، قلقهم ، حزنهم و حتى لطفهم الخفي
مبدعة انتي عزيزتي
حقا مبدعة

احببت فقط ان اطلب منك الانتباه الى علامات الترقيم
فأنت لا تستخدميها بطريقة تفيدك
هذا موضوع قد يساعدك واذا احتجتي الى أي سؤال او مساعدة اخبريني
سأكون سعيدة لمساعدتك عزيزتي
هذا هو الرابط
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D9%82%D9%8A%D9%85

ربما عليك الانتباه الى العلامات الآتية أكثر من غيرها لأنها تقريبا كل ما تحتاجينه ككاتبة ^^

الفاصلة (،) و النقطتان (:) و علامة الاستفهام (؟) و علامة التعجب (!) و
الشرطة ( - )

و تأكيدا
نحن ننتظرك بصبر
لذا ارحمينا ولا تتأخري علينا ^^
دمتي بحفظ الرحمن

لاڤينيا . .
24-09-2012, 16:00
آوه إذًا فقد قرأتها فعلًا :ضحكة: !
لي عودة بإذن الله فور الانتهاء من الأشغال :d ~

Miss magic
04-10-2012, 04:50
لست محترفة في هذا المجال ..

غيري يفيدك في القواعد النحوية والإملائية أكثر

لكن سأتصيد الواضح للعيان


انتشرت


عاصفة



الاستيقاظ




لايقاظها


إلى يديها اللتين


الابتسامة



استغرابه






اختلاف


<<<<<<<<<<<<


اعذريني مشغولة بعض الشيء

بقية الأخطاء على شاكلتها بين الهمزة والتاء المربوطة

أرجو أن لا أكون قد أثقلت


أشكرك كثيراً وأتمنى وجودك الدائم هنا :)



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحباً اختي ^^
مقدمة مشوّقة، انتظر منكِ التتمة
بالنسبة للأسلوب فهو جميل وجيد لكن لديكِ مشكلة لاحظتها بتكرار وضع همزة القطع بغير محلّها
وحتى تستطيعي التغلّب على هذا يوجد طريقة سهلة متمثلة بتحريك الكلمة بعقلك حسب النطق وإضافة حرف قبلها
أي، الكلمات التي بها همزة وصل كـ واستيقظت، وانتشرت، واستغرابه .... إذا أردتي كتابتها حسب النطق ستجدينها هكذا : وستيقظت، ونتشرت، وستغرابه
ومع علمك بوجود الف لـ استيقظت، انتشرت، استغرابه ... ستكون همزة وصل لايتم وضع همزة على ألفها .
بينما كلمة بها همزة قطع كـ أفكارها ، إزعاج ... إذا أردتِ كتابتها حسب النطق تبقى كما هي : أفكارها، إزعاج
أتمنى ألا يكون شرحي مبهماً ~_~"

أما عن الأخطاء المتعلقة بتركيب الجمل فلستُ بارعاً جداً لكن هذا مالاحظت :
وزيادة على إزعاج الشمس - وفوق إزعاج الشمس، أنسب
حاول مجدداً لإيقاظها - حاول مجدداً ايقاظها بدون اللام، كنتِ قد ذكرتي بأنه هزّها ليوقظها
وخصوصاً مفاجئاً له بالذات - وخصوصاً له بالذات
طالما أنكِ ذكرتي أن قرارها كان مفاجئاً للجميع سيعلم القارئ بأنك تقصدين أن أخاها تفاجأ أيضاً ولكن بشكل أكبر فلاداعي لتكرار كلمة تفاجأ

فتقدم مقترباً منها فهزها بعنف - وهزّها
فأمسكه يستعد للإجابه - مستعداً للإجابة، أو فأمسكه مجيباً


تقبلي مروري ^^



شكراً لك كثيراً على مرورك، وطريقتك سهلة جداً لقد أحببتها :02.47-tranquillity:
بالنسبة لتركيب الجمل .. أعترف بصراحة أني لست بارعة في هذا وتلك إحدى الأسباب التي جعلتني مهتمه كثيراً بالنقد والتصحيح من الأعضاء
شكراً مره أخرى :)





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال اختي العزيزة ؟
تمام التمام ان شاء الله

مرحبا بك بمكسات
نورتينا غلاتي ^^

القصة جميلة حقا
و مع انها بالبداية إلا انك استطعت بطريقة جميلة ان تجعلينا نجبر على التفاعل مع شخصياتك و توترهم ، قلقهم ، حزنهم و حتى لطفهم الخفي
مبدعة انتي عزيزتي
حقا مبدعة

احببت فقط ان اطلب منك الانتباه الى علامات الترقيم
فأنت لا تستخدميها بطريقة تفيدك
هذا موضوع قد يساعدك واذا احتجتي الى أي سؤال او مساعدة اخبريني
سأكون سعيدة لمساعدتك عزيزتي
هذا هو الرابط
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D9%82%D9%8A%D9%85

ربما عليك الانتباه الى العلامات الآتية أكثر من غيرها لأنها تقريبا كل ما تحتاجينه ككاتبة ^^

الفاصلة (،) و النقطتان (:) و علامة الاستفهام (؟) و علامة التعجب (!) و
الشرطة ( - )

و تأكيدا
نحن ننتظرك بصبر
لذا ارحمينا ولا تتأخري علينا ^^
دمتي بحفظ الرحمن

مرحباً ، الحمدلله
أشكرك على إطراءك الأكثر من جميل ..
وأشكرك أيضاً لمساعدتك أنا أقدر لك هذا حقاً
لن أفعل إن لم تواجهني ظروف تحتم علي التأخر
شكراً لمرورك الجميل أتمنى أن أراك كثيراً هنا :ضحكة:





آوه إذًا فقد قرأتها فعلًا :ضحكة: !
لي عودة بإذن الله فور الانتهاء من الأشغال :d ~

أنتظر عودتك :ضحكة:
شكراً للمرور

Miss magic
04-10-2012, 15:01
السلام عليكم


أمسكت يدا الصغيرة بإحكام وهي تسير باتجاه غرفة جينفر وصوت بكاء ايفي يعلو ويصدح في أرجاء المكان الهادئ إلا من مجموعة من الممرضين اللذين كان أغلبهم ينظرون لإيفي باستنكار ونظراتهم تأمر سلفر لتسكتها سريعاً حتى لا تزعج المرضى، همست بغضب " إيفي توقفي سوف نصل للغرفة الآن "
نظرت حولها بإحراج عندما علا صوت إيفي ولكنها لمحت جيسون متوجهاً لهما فأفلتت يدا إيفي التي ركضت لذراعي جيسون لتحتضنه وهو يمسح دموعها مبتسماً وهي تضحك ببهجة وما إن وصلت سلفر حتى عبست إيفي ليضحك قائلاً " ماذا فعلتي لها؟ "
همهمت بملل قبل أن تتنقل بأنظارها حول المكان " هذه الطفلة عنيده ومدللـه كثيراً "
ابتسم في وجهها ونهض حاملاً إيفي التي حوطت يديها الصغيرتين حول رقبته بتملك ونطقت أخيراً " إنه لي "
ضحك جيسون وسلفر معاً وشاركتهما إيفي ولكن سرعان ما قطع تلك اللحظات صوت الممرضة الغاضبة " هل لكم أن تخفضوا صوتكم قليلاً؟ لدينا مرضى بحاجة إلى الراحة هنا "
نبرتها الغاضبة والمتوعدة كانت واضحةً جداً مما أدى لإحمرار وجه سلفر إحراجاً وابتسم جيسون بأسف محاولاً امتصاص غضبها بكلمته البسيطة " نعتذر "
لم تجب عليه وسارت مبتعدة لتزفر سلفر " إنها محقه "
أمسك يدا ايفي وسار تتبعه سلفر لغرفة جين وماهي إلا دقائق حتى وصلوا لباب الغرفة الذي فتحته ايفي بعنف لتستيقظ جين وتصرخ " حبيبتي ايفي "
ركضت ايفي متوجهه للسرير وهي تصرخ أيضاً بسعادة كبيره " مااااماااا "
ابتسمت سلفر وهي تنظر لجين كيف تحتضن ابنتها بحب واشتياق لكن جيسون بجانبها كان ينظر بحقد فهو يشعر بنقص في ضحكات ايفي مهما كان ماتفعله أخته لابنتها لا يزال هناك فراغ في حياة الصغيرة ... فراغ الأب!!
رفعت جين رأسها ولكن اختفت ابتسامتها سريعاً لتشعر بتوتر من نظرات جيسون اما سلفر فأحست بشيء غريب يحدث في تلك الغرفة فبدأت الحديث " كيف حالك أختي؟ "
فتحت فمها لتجيب ولكن جيسون سبقها وهو يقول بغيض " يجب علي الذهاب الآن "
سلفر تعلم أن أخويها ليسا على وفاق حتى الآن وإن كانت الأمور ستعود لعهدها السابق فجين أفسدت كل شيء بموافقتها على روبرت!
الجميع يعلم علاقة أخيها بآندي لذلك جيسون هو الوحيد الذي لم يتقبل إنفصالها عنه حتى الآن ولا يزال يملك بصيص من الأمل بعكسها هي! عودة جين لآندي مستحيلة " لم العجلة جيسون؟ "
قالت جملتها وهي تنظر له مبتسمة ببلاهه جيسون غاضب من جين ولكن يجب أن ينسى فهي على أبواب تجربه أخرى مع روبرت ويجب أن يرضى بهذا .. من حقها أن تعيش وتكمل حياتها تاركة آندي وذكرياته من خلفها ومن حق آندي كذلك! وجيسون ليس له أي حق في أن يتدخل بقرارات جين الشخصية!
اختفت ابتسامتها تدريجياً مع كلمات جيسون " يجب أن أستقبل آندي في المطار "
ابتسمت سلفر مره أخرى وهي تشعر بإنجاز عظيم " اعتقد أنه سيصل بعد ساعة وطريق المطار ليس بعيداً! يمكنك أن تبقى ثم نذهب معك أنا وإيفي انها مشتاقة لوالدها كثيراً أليس ذلك إيفي؟ "
صاحت ايفي " نعم نعم انا كذلك سوف اذهب لرؤية بابا "
اما وسط ذلك كانت جين بملامحها الجامدة تنظر لهما وهي لا تملك أي أدنى تعليق عن مخططهما فقالت ببساطة " أرجو أن تحاول بتعجيل خروجي إلى الليلة لأني غبت عن عرض كبير قبل يومين "
كان كلامها موجهاً لجيسون الذي قال بلا مبالاة " سأحاول قبل خروجنا من هنا "
صمتت جين بعدها وبقيت تخلل أصابعها في شعر إيفي التي كانت تسأل سلفر وتسأل ومن منا يتحمل اسئلة الأطفال؟



ليس هناك شيء تفعله إلا النوم الذي استيقظت منه للتو وهي لا تزال تشعر بنعاس شديد! أحست بحركته بجانبها فتأففت بضجر من حركته الدائمة في النوم فالتفتت إليه بغيض لتجد أنه يستحل نصف مقعدها برجله التي ارتفعت لتستقر في حضنها واستشاطت غضباً عندما استمر بتقديم رجله ورائحة جوربيه النتنة تتسلل لأنفها فأبعدتهما بعنف لتسقطا على أرضية الطائرة مما أدى لاستيقاظ مايك المنزعج من آليسون التي أمسكت حقيبتها اليدوية وأخرجت معقم اليدين وهمت بتعقيم يديها بينما قال وهو يتثاءب " كم بقي على الرحلة؟ "
نظرلت له ببغض وتمنت لو كان آندي مكانه فمرافقة هذا المزعج في رحلة من موسكو لسياتل أمر صعب حقاً " ساعتان "
تثاءب مره أخرى وهو يمط ذراعيه في الهواء " لقد نمت كثيراً ! "
لم تعلق آليسون واكتفت بقراءة الكتاب الطبي الذي كان بين يديها وقال مايك غير آبه بانشغالها بالقراءة " لو كان آندي معنا كان سيقرأ كتاباً مثل هذا "
ابتسمت بفخر " آندي مثقف ويحب قراءة الكتب – ونظرت له بإستحقار – أما أنت لا يليق بك الطب أصلاً "
تبسم بفكاهة وقال ملمحاً " لقد ذكرتني بفتاة درست الطب وهي تخاف من رؤية الدم !! "
عادت لقراءة كتابها بامتعاض يكسو وجهها بينما ابتسم هو بانتصار وأغمض عينيه مستعداً للنوم من جديد ...
هكذا هي عادتهم .. آندي وآليسون ومايك رغم شجاراتهم الكثيرة والعنيفة صداقتهم قوية وأواصرها مترابطة ، أغلقت الكتاب بضجر وهي تشعر بأن الرحلة طالت أكثر من المعتاد ! تريد أن تطمئن على حال آندي فقد تركاه بحالة غير معلومة خصوصاً بعد أن أجل عودته لسياتل في آخر لحظة دون أن يذكر لهما سبباً مقنعاً !!
كان الثلاثة في المطار عندما تلقى آندي اتصالاً فرد عليه مبتعداً عنهما ولاحظت تغير لون وجهه وعاد لهما وقال إنه يملك صديقاً يحتاج للمساعدة هناك! لا تعتقد إنه يملك صديقاً هناك ولم يخبرهما عنه أبداً طول رحلتهما التي دامت لشهرين...




عاد لسلفر وإيفي الواقفتان بترقب وهو غاضب جداً من تصرف آندي الذي لم يخبره بتأجيل رحلته وعلم عن ذلك عندما رأى آليسون ومايك بدونه فأخرج هاتفه واتصل به ولكنه لم يجب! تسائل عن هذا الصديق الذي خرج فجأه من العدم وهو يشك في صحة هذا الكلام ولكنه سيعلم بعد أن يرد عليه
" أين أبي ؟؟ " صاحت إيفي بضجر فحملها مبتسماً برقة " حبيبتي والدكِ لن يأتي اليوم "
تفاجئت سلفر بينما تقوست شفتا الصغيرة استعداداً للبكاء! كانت متحمسة كثيراً لرؤية والدها الغائب وحماسها انطفئ حين أخبرها خالها بذلك فبالرغم من صغر سنها إلا أنها تشعر أنه غاب مدة تكفيها أن تكون مشتاقة له كثيراً فهذه المرة الأولى التي يغيب فيها آندي عن ابنته مدة طويلة كهذه !
جثت سلفر على ركبتيها لتمسح على رأس إيفي التي أنزلها جيسون أرضاً بعد أن علا صوت بكائها وقالت بحنان " سوف نتصل لبابا الآن وسيخبرك بأنه سيعود قريباً جداً "
عبس جيسون لهذه الفكرة فلقد إتصل به منذ لحظات ولم يجب ولا يظن أنه سيجيب أيضاً ولكنه التزم الصمت دام هذه الفكرة ستسكت إيفي عن البكاء وسار بعد أن وعدت سلفر إيفي أن تتصل بآندي في السيارة وسبقتاه بالمشي لمواقف المطار حيث سيارته...


استيقظ من النوم منزعجاً من صوت هاتفه الرنان وهو يشعر بثقل وخمول شديدين فمد يده تجاه الرنين وأمسك بهاتفه ورفعه لإذنيه وأجاب بصوت ناعس " مرحباً "
وصل لمسامعه صراخ جيسون الذي خاب ظنه بإجابة آندي " أيها البغيــــــــض المخالف للوعود لماذا لم تخبرني بأنك أجلت الرحلة لأجلٍ غير معلوم! "
فتح عينيه على وسعهما ونهض من السرير بسرعة ليستوعب أنه لم يخبره بتأجيل الرحلة وقال وهو يضع إحدى يديه على جبينه بإحراج " إنني آسف حقاً لقد نسيـ........ " بتر كلمته عندما سمع صراخ إيفي التي سحبت الهاتف الخلوي من إذن جيسون بعنف " باااابااااا "
ابتسم ابتسامة واسعة ... طفلته المدللَه هاهي الآن تحادثه بصراخها كالعادة وهو يجزم أنها الآن في حالة فوضوية من السعادة " اشتقت إليكِ إيفي "
ضحكت ببهجة عندما سمعت صوته وهي تتذكر بعض الذكريات التي تستوعب عقليتها الصغيرة " متى ستأتي لنلعب معاً ؟ "
ضحك آندي بسبب سؤالها الطفولي وهو يشعر بحنين لصغيرته المشاكسة .. كيف فكر بتأجل الرحلة ولا يعجلها من أجل رؤية هذه الصغيرة ! ولكن أمر ما يدفعه للإبتعاد عن سياتل على الأقل في الفترة الحالية
" بابا أين ذهبت ؟ "
أعاده صوتها من تفكيره السريع ليجيب " لم أذهب لمكان إنني أسمعك حبيبتي "
هاهو الضوء الأخضر ... آندي يستمع لإيفي يعني الكثير من القصص والأحداث والأسئلة المخزنة في ذاكرتها من اليوم الذي سافر فيه إلى هذه اللحظة. أغمض عينيه بابتسامه وهي تثرثر بكل ما حدث ولم يحدث فليس هناك مستمع جيد كآندي ..

Miss magic
04-10-2012, 15:02
شعرت بنعاس يتسلل لجفنيها وهي تنتظر عودتهم من المطار وكأنها لا تعلم بأنهم لن يأتوا مرة أخرى خلال الساعات القادمة ... هي فقط تنتظر ولا تزال جملة جيسون تتردد في مسامعها بإن آندي سيعود من موسكو!
تنتظر وتنتظر والوقت يمر بلا فائدة ومشاعر كئيبة تحاوطها من كل جانب! لن تنكر أن بسفره أحست بقليل من الراحة والمساحة الكافية لتفكر في مستقبل إيفي بأريحية وصفاء ذهن وبوجوده تشعر بأنها غريبة أو غير مرغوب فيها بسبب ذلك الموقف الذي أدى لانفصالهما وتشعر بأن الجميع يكرهها حتى إيفي! عندما تراها تشعر بتأنيب ضمير قاسٍ جداً ولكن ماذا كان يظن آندي أن تفعل بعد اكتشافها لخطتهما الحقيرة هو وجيسون خصوصاً بأنهما واصلا الكذب عليها حتى بعد الزواج إلى أن جاء ذلك اليوم الذي اكتشفت فيه الحقيقة بالصدفة من ورقة سقطت من ملفات آندي يوماً فالتقطتها لتصعق بما كتب عليها من كلمات جعلتها تشعر بالدوار فلم تصدق يومها ما قرأت وكانت ردة فعلها عنيفة حين بدأت بإستيعاب ما يحدث وأنها فقط كانت كـدمية يحركها الاثنان دون مبالاة برأيها وقرارها أو حتى مشاعرها!
ابتلعت غصتها بألم من تلك الذكرى الحزينة فهي بصمة سوداء في حياة آندي وجيسون وكل ما تريد أن تعرفه الآن السبب الذي جعلهما يفعلان ذلك ولكن بنفس الوقت لا تريد أن تعرف بأن سببهما كان مقنعاً بقدر كافي لإن تسامحهما وتتغاضى عن ما حصل.
عبست باستنكار لمعاملة جيسون لها بالرغم من وجوب العكس .. إنه يعاملها كأنها ارتكبت ذنباً بحق آندي وذلك ما يخيفها من معرفة السبب
كانت غارقة في تفكيرها العميق ولم تنتبه له عندما فتح الباب بهدوء وتقدم قليلاً لكنه توقف حين لم يرى أي تفاعل منها فتنحنح مبتسماْ لما يتوقعه من ردة فعلها وفعلاً التفت جين إليه فلمع في عينيها بريق سعادة كبيرة وابتسمت ابتسامة واسعة تدل على فرحتها برؤيته " أهلاً أهلاً ، لماذا لم تزرني طيلة الأيام السابقة؟ "
ضحك بخفوت ، بدأت عتابها أولاً وهاهي جين تستعيد القليل من حبها للحياة فكما يرى وجهها أكثر إشراقاً من قبل .. تقدم ناحية السرير وجلس عليه بينما اعتدلت في جلستها لتقابله بوجه مبتهج وكأنها لم تكن تفكر بسلبية منذ عدة دقائق قبل دخوله .. سألها عن حالها وكيف تعاملت مع تلك النزلة المعوية وأجابته واصفه أيامها السيئة في المستشفى وكيف أمضت ليلة العاصفة وحيدة في الظلام فوضع يديه مواسياً وقال بفكاهة " لا عليك يا ابنتي .. أعدك بأنني لن أتخلى عنك في مثل هذه الظروف في المرة القادمة "
ضحكا للحظات وبعدها صمتت جين قليلاً ثم قالت بتساؤل " ولكن يا أبي كيف استطعت أن تبنعد عني وأنت تعلم أني مريضة ! "
تنهد وأمسك يديها بيده التي برزت عروقها من كبر سنه " تعلمين يا ابنتي أني كبير في السن! ولا أحب أن آتي إلى المستشفيات لأنني أكرهها ولقد عانيت من وعكة صحية قبل يومين "
نظرت لوجهه المليء بالتجاعيد التي كونها الزمن .. خلفها الكثير من القصص التي يحكيها لسان حياة عمرٍ طويل ، وإلى شعره الذي يحيط بوجهه كغمامة ، يغزوه الشيب من كل جانب!
تسلل إلى نفسها خاطر حزين .. وتخيلت حياتها بدون والدها الحنون! دمعت عينيها بخوف ونفضت هذه الأفكار وحاولت الابتسام بصعوبة وهو ينظر إليها بترقب قبل أن يسألها عن سبب هذه الدموع " هل هناك أمر يبكيك يا جين ؟ "
زيفت ابتسامتها المعتادة واحتجت بأول فكرة طرت على ذهنها " امم لا شيء ابداً .. ليس هناك شيء يذكر .... أنا فقط .. أنا فقط أشعر بالوحدة هنا "
" هل تريدين الخروج الليلة ؟ "
زفرت براحة يبدو أن والدها صدق كذبتها لأنها لم تكن ترى في عينيه نظرات شك كالمعتاد فلا أحد من أخوتها يستطيع أن يكذب بسهولة على والدها وكأنه يقرأ ما بداخلهم " نعم أريد هذا .. – قالت بتردد – ومن الأفضل أن أخرج الآن لأنني تحسنت كثيراً كما ترى "
أومأ برأسه بموافقة ونهض بثقل وسار باتجاه الباب " حسناً ، أنا ذاهب لأحضر الموافقة على خروجك "
ابتسمت بحماس ولكن ابتسامتها اختفت تماماً عندما سمعت كلماته التي وصلت لمسامعها ببطء شديد " روبرت يخطط لرؤيتك الليلة "
خرج وصفق الباب لتستوعب ما قاله للتو كيف لم تفكر في هذا! أمسكت رقبتها وهي تشعر بضيق تنفس لا تريد رؤيته .. لا تريد! إذن جين لمَ أعلنتِ الموافقة من البداية ! لقد أجلت التفكير في هذا الأمر مسبقاً حتى وضِعَت أمام الأمر الواقع الآن ولأول مره تعترف بأن قرارها كان غير صائب أبداً ! لقد وافقت لتتخلص من ذكرياتها السابقة ولأنها كانت تشعر أن الجميع ينظر لها بشفقة! تزاحمت عدة أمور أمامها وبدأت تشعر بصداع يفتت كيان الراحة التي كانت تشعر بها قبل أن تتلقى هذا الأمر الذي ظهر فجأه ولكن .... مهلاً جين ! هذا أمر طبيعي ويجب أن تعتادي على ذلك وتتحملي نتيجة قرارك كان مناسب لك أو لا !
أحست بأن تفكيرها بات مسموعاً فنفضت رأسها برفض ومدت يدها لتمسك بهاتفها الخلوي المركون جنباً وضغطت رقمه بسرعة ولكنها تراجعت قبل أن تضغط زر الاتصال فهذا رقم جيسون!
أصدرت صوتاً تهكمياً بسيطاً ماذا تنتظرين منه ! سيضحك بالتأكيد وسيعاتبها بشدة لأنه لم يكن راضياً أصلاً !
بلعت ريقها وهي تشعر بالعجز عن فعل أي شيء فقد كانت تتهرب من التفكير والاعتراف بأنها وافقت بدون تفكير أصلاً ولم تفكر في مستقبل إيفي كما كانت تظن! فكرت في نفسها فقط .. ستتزوج وتبتعد وابنتها ستكون مشتته بينها وبين آندي!
أغمضت عينيها وهي على مقربة من البكاء وتمنت لو لم يحدث أي شيء أبداً ! لو لم يفعلان ذلك لكانت الآن تعيش براحة وهناء!! فتحتهما بعصبية ونهرت نفسها بعنف .. تذكري مافعلاه ! .. لقد خدعها جيسون وكسرها آندي! كانت تتمنى منه لو نفي الأمر ولكنه أكده بسهولة وبلا مبالاة لمشاعرها ! تنهدت بضيق واستسلمت للأمر الواقع وبدأت بترتيب أفكارها وكيف ستقابل روبرت الليلة !



كان الثلاثة في السيارة سلفر وجيسون يستمعان لإيفي التي لم تتوقف عن الثرثرة حتى بعد مكالمتها لآندي!
ضحكت سلفر باستغراب من كذبتها فقالت باستنكار " ولكن لم نشتري حوضاً للسمك يا إيفي ! "
نظرت لها ببراءة " ولكن أبي قال أنه سيشتري واحداً ! "
صحح لها جيسون " قال أنه سيشتري واحداً ! ولكنه لم يشتري بعد "
نفت إيفي بطفوليه " لا لقد اشترى واحداً "
قال وهو يخطط ليغضبها بسهولة " لم يشتري بعد ! وقال أنه سيشتري هناك فرق يا إيفي "
وهكذا بدأ جيسون بإغاظة الصغيرة التي بدأت تصرخ بنفي بينما كان هو يضحك باستمتاع أما سلفر كانت قلقة على جين وتشعر أنها لن تكون بأيدي أمينه والوضع لن يكون سهلاً فربما ستكون إيفي معها في الغالب إذا وافق آندي وإن حدث ذلك فهي تتنبأ بمشاكل ستحصل بينهما ولكن هل يعلم آندي أصلاً بأن جين ستتزوج روبرت ؟! " جيسون "
توقف عن مشاكسة إيفي ونظر لها بترقب لتكمل قائلة بتردد " هل ... هل يعلم آندي أن جين سـتتزوج؟ "
عقدت حاجبيه بغضب طفيف " لا أعرف ولا أريد أن أعرف ولا أريد أيضاً أن أكون الشخص الذي يخبره بذلك!! "
أضافت غير آبه بما قاله " هل تتوقع أنه سيرضى بأن تبقى إيفي مع جين إذا تزوجت؟ "
" سلفر ! " قال بصوت عال تقريباً وهو ينظر لها باستنكار وأكمل " لا أريد أن أتوقع شيئاً ولن أتدخل بين جين وآندي أبداً "
قالت بسخرية وبتلميح " لكنك تتدخل بشكل غير مباشر "
عقد حواجبه بعصبية وركز على الطريق بينما شعرت بانتصار فقد جاء دورها كما يبدو في إغاظته بدلاً من أن يغيظ إيفي التي ألصقت وجهها أسفل النافذة كالعادة وتنظر بصمت ..




~




الثالث والعشرون من ديسمبر ،
بضعة أيام تفصل عن نهاية سنة مشئومة وبداية سنة جديدة .. استنشق هواء سياتل و لفحات باردة تصفع وجهه بقسوة .. سار على الرصيف المغطى بالثلوج التي تكاد أن تغطي المدينة بأكملها من غزارتها .. ابتسم بحنين رغم يقينه بقدوم الكثير من المشاكل وفضل الوصول سيراً على الأقدام ليستعيد نشاطه بعد رحلته المتعبة جداً
ابتسم بحماس وهو يتخيل ردة فعل أهله بعد وصول أمتعته بدونه بالأمس! إنه متأكد بأن والدته ستفكر بسوداوية كالعادة وستظن أن أمر ما قد حصل له خصوصاً أنه لم يجب على مكالمات أحد حتى مايك وآليسون!
إرسالهم إلى المنزل فكرة ممتعة فهو يحب المقالب كثيراً.
رن هاتفه في جيبه فأخرجه بملل ليرى أن المتصل آليسون فأعاده إلى مكانه وهو عازم على حبك قصة مأساوية لتكمل ما بدأ ..
أحس بالتعب بعد دقائق من المشي .. لقد ظن إنها فكره مفيدة ولكن طريق العودة إلى منزله طويل جداً فرفع يديه ليوقف أحد سيارات الأجرة المارة وركب أحدها عند توقف السائق له ووصف منزله وهاتفه يرن بين الحين والآخر .. إنها آليسون المزعجة!!
أجاب بضجر ليتخلص من إزعاجها فهو يعلم إن لم يجب الآن لن تتوقف الاتصال به " ماذا تريدين ؟ "
وصل لمسامعه صوت صراخها المتحمس " آنـــــــــدي لقد قررت العودة وأخيراً "
قال وهو يخرج من السيارة بعد أن دفع للسائق أجره " وكيف علمتِ ذلك ؟ "
" أغراضك! لقد وصلت لمنزلي بالأمس ولقد أرسلتها لمنزلك "
صمت متفاجئاً بما سمعه ! منزل آليسون! " منزلك؟ أنا لم أرسل شيئاً على عنوانك "
تأففت بملل " آندي أعلم أنها واحده من خدعك السخيفة ولقد قابلت السيدة فلوري وأخبرتها أنك على قدوم لذا اتصل بي عندما تصل رجاءً ولا ترسل شيء مره أخرى! إلى اللقاء "
أغلقت الخط دون انتظار رد منه وأعاد هاتفه لجيبه وهو يشعر بالغيض بسبب آليسون! لقد أخبرت والدته أيضاً
وأستغرب من وصولهم إلى منزل آليسون! ربما أني أخطأت في العنوان أو ما شابه .. لم يعطي الأمر أهمية للتفكير وسار بخطوات سريعة لباب المنزل ودخل ليتفاجأ بخلو المكان!!
صعد للدور العلوي وبدأ بطرق وفتح أبواب الغرف ليتأكد فعلاً أن المنزل خالياً من أي أحد!
أحس بخيبة .. خطته التي فشلت وخلو المنزل .. أخرج هاتفه واتصل بجيسون الذي رد بتوتر لم يخفى عليه " مرحباً آندي "
قال بلا مبالاة وهو يخرج من المنزل باتجاه سيارته المركونة لأكثر من شهرين " لقد وصلت منذ قليل من موسكو وبضع دقائق وسوف أكون في منزلك كن مستعداً "
أغلق الخط دون أن ينتظر رده وهذا ما يتشارك به مع آليسون .. وقاد السيارة متوجهاً إلى هناك وهو يشعر أن شيئاً ما يحدث!


اليوم .. لم يكن مميزاً بالنسبة لها كما كان يوم زفافها الأول!
تشعر أنها وسط ضجيج كابوس مزعج ستستيقظ منه لاحقاً .. استنشقت هواءً عميقاً وهي تنظر لنفسها في المرآة ولفستانها المتصف بالفخامة والأناقة معاً وكأنه صمم خصيصاً لتلبسه عارضة الأزياء جينفر ميليغن !
كل ما تشعر به الآن هو إحتقار لنفسها ! وما تنظر إليه الآن بشاعة شكلها وهي ستزف لروبرت بعد دقائق!
شخص تافه حقير ، طموحه الأول والأخير رئاسة شركات والده دون ملك أدنى خبرة وكل ما يجيد فعله هو السهر في الملاهي الليلية
بعكسه .. بعكسه هو بكل شيء! هادئ وحنون .. مرح ورؤيته تبعث الراحة وشعورها الوحيد معه هو الأمان
لم تثق به منذ البداية ولكنها لم تخف على نفسها منه .. كم هو مختلف حقاً!!
قطع سرحانها وأعادها للواقع صوت سلفر التي تكفلت بكامل حفل الزفاف " جين ! لقد تأخرتِ كثيراً والمدعوون بدؤوا بالتجمد بسبب البرد القارس خارجاً "
" من يتزوج في فصل الشتاء ؟! " قالت تلك الفتاة بملل لتجيب عليها سلفر محذره " جين تريد أن تسير الأمور بسرعة يا أليكس "
ابتسمت جين ابتسامه باهته وقالت بتوتر " أنا أسفه أردت أن استعد قليلاً "
فُتح الباب بقوه وطلت إيفي كالملاك بفستانها الأبيض القصير وطوق من الورود البيضاء يحيط برأسها ليزين شعرها القصير " أليكس .. إلبرت يبحث عنك خارجاً "
ابتسمت بإحراج وانسحبت خارجة لتقول بعدها سلفر بغضب طفيف " جين ! أنا أعلم إنك غير مرتاحة أبداً لكن هذا هو قرارك الذي يجب عليك أن تتحملي نتائجه مهما كانت ولكن على الأقل أبدي القليل من الفرح !! – وأكملت بعد ثوان – حتى أليكس بدأت تشك بالأمر "
زفرت جين وهي تنظر للنافذة التي تطل على الحديقة الأمامية لقصرهم وعقدت حواجبها حين رأت جيسون يسير ذهاباً وإياباً وفي ردهة الحقيقة ويبدو من هيأته الترقب والتوتر الشديد!
توسعت عينيها ، نفسها ضاق وبات مسموعاً في أرجاء الغرفة حين رأته من بعيد يخرج من سيارته السوداء ويتقدم بابتسامه نحو جيسون..

فرك جبينه بتوتر لماذا يجب عليه أن ينقل مثل هذه الأخبار دائماً؟
لا يتوقع ردة فعله أبداً وما يخفف عليه أن آندي يعلم سابقاً ولكن لم يكن الأمر واقعياً بعد ..
تمنى أن يكون كل هذا كذبه وسيتصل به بعد قليل ليخبره أنه أجل رحلته مره أخرى كالسابق ولكن خاب أمله عندما وقف آندي مقابله بابتسامه ودوده " مرحباً جيسون – نظر لملابسة الرسمية – يبدو أن لديكم ضيوفاً ما؛ هناك سيارات كثيرة بالخارج"
ابتسم وحاول أن يبدو طبيعياً .. اقترب منه وضمه بخفه وضربه على كتفه " لقد أطلت الغياب حقاً "
ضحك آندي " أعلم ذلك لكن الأمر لم يكن بيدي كما تعلم "
التزم جيسون الصمت فعقد آندي حاجبيه باستغراب وقال " جيسون هل لك أن تكف عن التصرف بغرابة وناديت إيفي .. أريد أن أرى ابنتي! "
رد عليه بسرعة " آندي "
صمت ينتظر منه أن يكمل كلامه .. تردد جيسون في البداية ثم قال " آندي اليوم هو .... اليوم حفل زفاف جين وروبرت "




عذراً للإطالة وقصر البارت .. واجهتني ظروف صعبة
أنتظركم :)

لاڤينيا . .
14-10-2012, 22:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :أوو: ~

تبارك الرّحمان :أوو: ، حبكةٌ رائعة وتحكّم ممتاز بالشّخصيات ::سعادة:: !
أسلوبكِ مُناسب جدًّا لنوعيّة الرّواية التي باتَ واضحًا أنّها دراميّة ولكن لست
أدري فربّما ينقلب كلّ شيءٍ رأسًا على عقب عمّا قريب :لقافة: !@
جين أعجبتني شخصيّتها وبدت لي متوتّرة وقلقة وربما نادمة قليلًا على تسرّعها !
حقيقةً فوجئت بكونها متزوجّة كثيرًا ، ولكن جميل أن يحدث مالا أتوقّع !
أرى أنّ عدم رغبتها بمعرفة السبب الذي جعل أخوها وآندي يفعلان ذلك - الشّيء المجهول- :صمت:
أنانيّةٌ محضَةٌ منها ، وإرادة حمقاء على احتكار الحزن لنفسها وعدم الرغبة بتبديده والانسلاخ منه !
أرى أنّها من أولئك الأشخاص الذين يحبون أن يستغرقوا في الحزن والقلق كثيرًا !
ولا أعلم ربّما تتغير نظرتي تمامًا !
أمّا آندي بدا لي شخصًا لطيفًا حقًّا وغامضًا في الوقت ذاته ، أظن بأنّه يخفي أمرًا ما وراءه :لقافة: !
وقد يكون لهذا الأمر دورٌ كبيرٌ في الأحداث :لقافة: !
جايسون لم تتضح ملامحه كثيرًا بعد ، ولكنّي غاضبة منه لتدخله رغم شكّي بأنّه ساخط على انفصال
آندي وجين لسببٍ ما قد يتعلّق بما فعل بأخته هو وآندي !!
بالمناسبة إخفائك لهذا الأمر خطوة جيدة ، فليس من الجميل أن يفصح الكاتب عن غالبيّة أوراقه منذ
البداية ، لقد حافظتِ بإخفائكِ له على التّشويق واللّهفة للمعرفة فأحسنتِ :جيد: !
أمّا البقيّة فليس لديّ تعليق لأنّي لم أعرفهم جيّدًا بعد :d !
أنتظر التكملة بفارغ الصبر فقد توقّفتِ في نقطةٍ حاسمة :غول: ، ردّة فعل هذا الآندي ستكشف لنا
إن كان يحبّ جين وإن كان نادمًا على انفصالهما أم لا !
أسرعي رجاءً :بكاء: !
استودعكِ الله الذي لا تضيع ودائعه ♥

جثمان ابتسامة
16-10-2012, 19:50
مكاااااني محفوظ ^_^

جثمان ابتسامة
20-10-2012, 17:36
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
بسم الله ما شاء الله تبارك الله .. كل مالك و تزدادين إبداعا ..
الوصف لديك مدهش ..
اندمجت مع الشخصيات جميعها .. جيسون و آندي أعجبتني صداقتهما لكن اتساءل ما السر الذي يخفيانه ؟
أعني ذاك الذي قرأته جين في الورقة
روبرت لم أرتح له أبدا .. و جين اغضبتني بتسرعها على الموافقة
ما مصير الصغيرة ايفي يا ترى .. و ماذا ستكون ردة فعل آندي ؟؟
لقد قطعتي البارت في لحظة حاسمة .. استمري يا مبدعة .. و سأطلع على روايتك بإذن الله من خلف الكواليس
دمتي بخير ^_^

لاڤينيا . .
22-10-2012, 04:14
أين أنتِ :بكاء: ؟!

Miss magic
08-11-2012, 14:48
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :أوو: ~

تبارك الرّحمان :أوو: ، حبكةٌ رائعة وتحكّم ممتاز بالشّخصيات ::سعادة:: !
أسلوبكِ مُناسب جدًّا لنوعيّة الرّواية التي باتَ واضحًا أنّها دراميّة ولكن لست
أدري فربّما ينقلب كلّ شيءٍ رأسًا على عقب عمّا قريب :لقافة: !@
جين أعجبتني شخصيّتها وبدت لي متوتّرة وقلقة وربما نادمة قليلًا على تسرّعها !
حقيقةً فوجئت بكونها متزوجّة كثيرًا ، ولكن جميل أن يحدث مالا أتوقّع !
أرى أنّ عدم رغبتها بمعرفة السبب الذي جعل أخوها وآندي يفعلان ذلك - الشّيء المجهول- :صمت:
أنانيّةٌ محضَةٌ منها ، وإرادة حمقاء على احتكار الحزن لنفسها وعدم الرغبة بتبديده والانسلاخ منه !
أرى أنّها من أولئك الأشخاص الذين يحبون أن يستغرقوا في الحزن والقلق كثيرًا !
ولا أعلم ربّما تتغير نظرتي تمامًا !
أمّا آندي بدا لي شخصًا لطيفًا حقًّا وغامضًا في الوقت ذاته ، أظن بأنّه يخفي أمرًا ما وراءه :لقافة: !
وقد يكون لهذا الأمر دورٌ كبيرٌ في الأحداث :لقافة: !
جايسون لم تتضح ملامحه كثيرًا بعد ، ولكنّي غاضبة منه لتدخله رغم شكّي بأنّه ساخط على انفصال
آندي وجين لسببٍ ما قد يتعلّق بما فعل بأخته هو وآندي !!
بالمناسبة إخفائك لهذا الأمر خطوة جيدة ، فليس من الجميل أن يفصح الكاتب عن غالبيّة أوراقه منذ
البداية ، لقد حافظتِ بإخفائكِ له على التّشويق واللّهفة للمعرفة فأحسنتِ :جيد: !
أمّا البقيّة فليس لديّ تعليق لأنّي لم أعرفهم جيّدًا بعد :d !
أنتظر التكملة بفارغ الصبر فقد توقّفتِ في نقطةٍ حاسمة :غول: ، ردّة فعل هذا الآندي ستكشف لنا
إن كان يحبّ جين وإن كان نادمًا على انفصالهما أم لا !
أسرعي رجاءً :بكاء: !
استودعكِ الله الذي لا تضيع ودائعه ♥



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
لا أريد البوح بأي شيء لكن ربما أنها لن تكون درامية ;)
حقيقة أعجبني كثيراً تحليلك للشخصيات خصوصاً جين وجيسون..
أشكرك كثيراً للمرور هنا وأنتظر عودتك لاحقاً وأنا أحاول قدر الإمكان أن لا أتأخر ولكن في الوقت الحالي هناك ظروف تحتم علي هذا ..





السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
بسم الله ما شاء الله تبارك الله .. كل مالك و تزدادين إبداعا ..
الوصف لديك مدهش ..
اندمجت مع الشخصيات جميعها .. جيسون و آندي أعجبتني صداقتهما لكن اتساءل ما السر الذي يخفيانه ؟
أعني ذاك الذي قرأته جين في الورقة
روبرت لم أرتح له أبدا .. و جين اغضبتني بتسرعها على الموافقة
ما مصير الصغيرة ايفي يا ترى .. و ماذا ستكون ردة فعل آندي ؟؟
لقد قطعتي البارت في لحظة حاسمة .. استمري يا مبدعة .. و سأطلع على روايتك بإذن الله من خلف الكواليس
دمتي بخير ^_^

أشكرك على المرور وقراءة قصتي .. أسئلتك إجاباتها في الأجزاء القادمة بإذن الله ;)
مرحباً بك وإن كان من خلف الكواليس .. أشكرك مره أخرى ..

Miss magic
08-11-2012, 14:57
السلام عليكم ورحمة الله ..

هذا هو الجزء الثالث وأعتذر عن التأخير


وسط فترة صمت وتشنج مشاعر انطلق صوت ضحكة بسيطة خلفها كثير من المعاني التي أثارت فضول جيسون الذي ابتسم بصدمة ولا يزال لا يصدق
ردة الفعل البسيطة هذه! يبدو أن سلفر كانت محقة! زواج جين لا يؤثر أبداً في آندي!! خاطبه بهدوء " جيسون .. إذهب وأحضر لي إيفي! "
نظر لها بشك للحظات ثم سار داخلاً للمنزل وتركه واقفاً ينتظر و ما هي إلا دقائق حتى خرجت إيفي بفستانها راكضه " أبـــــــي! "
رفع رأسه وأحس بانقباض جيسون لم يكن يكذب إذن!
تعلقت برجله وهو يحاول ترتيب أفكاره المشتتة بدايةً بلا أصدق ونهايةً بلا يهم! " لقد اشتقت إليك! "
" وأنا أيضاً إيفي " قال بخفوت ولم يكن متأكداً إذا سمعته أصلاً وبعدها بدأت إيفي بثرثرتها المعتادة وهي تتكلم بسعادة كبيره
" ماما كالأميرات!! إنها تلبس فستاناً طويلاً وجميلاً ولونه أبيض!! إني أريد أن ألبس مثله "
قال بهدوء " أنتِ أيضاً أميره "
" لقد أخبرتني أليكس أن أمي ستذهب مع روبرت إلى منزل جديد ! "
الآن .. بعد جملة إيفي يجب أن يحدد مشاعره فعلاً! ولكن ما يشعر به هو .... لا شيء الآن!!
" إحملنـي! أريدك أن تحملني "
انحنى قليلاً بهدوء وحمل إيفي بين يديه وإكتفى بالنظر لوجهها وهي تقول " ألن ندخل لترى أمي؟ "
أغمض عينيه ورفع رأسه للسماء غير قادر على الإجابة ثم فتحهما لتتعلقان بعينيها وهي تنظر إليه بدهشة بفستانها الأبيض!
عبس وجهه وتحولت ملامحه للكره وأنزل رأسه فتفجرت ينابيع من الغضب الذي بان على وجهه بعد كلمات إيفي " ماما سعيدة جداً "
شد على إيفي وقال " لن ندخل يا إيفي ، ستذهبين معي!
عقدت حاجبيها باستغراب وقالت بشفاه ملتوية ونبرة مستنكره " لكنني أريد أن أدخل ! "
نظر لها لثوان ولم يعد يستوعب ما يفعله ! تحرك باتجاه السيارة وبدأت إيفي بالصراخ والتحرك بعشوائية بين يديه ..
قاومها قليلاً إلى أن اقترب من السيارة حيث علا صوت إيفي عن حده بينما انطق صوت من داخله يوقظه .. آندي ماذا تفعل ؟! ..
أفلت إيفي لتسقط على الأرض من مسافة ليست عالية جداً ولكن كافيه لتجعلها تبدأ بالبكاء أما هو أسرع بخطواته نحو السيارة هرباً تاركها خلفه وسط معمعة من البكاء!

أما بين أشجار حديقة العائلة .. كانت واقفة تنظر بابتسامة حزينة انرسمت على وجهها!
ما إن رأته دبت في أركانها سعادة كبيرة ولكنها تأخرت عن الظهور عندما رأت تصرفاته الغير طبيعية وبعد أن رحل ظهرت متقدمة نحو إيفي الباكية وحملتها وهي تقول عدة جمل علها تسكتها
" إيفي والدك لم يكن يقصد!! .. إيفي توقفي عن البكاء يا أميره .. ستخرج والدتك الآن! "


،


كانت ترتجف بين أحضانه وصدرها يعلو ويهبط وقلبها ينبض بقوة ونظرات آندي لا تزال عالقة في ذهنها وما زادها توتر حوارها الأخير مع جيسون!
فاجئها بحنانه وكلامه اللطيف ليحظيان بلحظات أخوية تجمعهما قبل ابتعادها للمرة الثانية!
أما سلفر كانت تنظر لجين بعدم رضا خصوصا ً بعد أن أحست بشيء غريب عندما نظرت من النافذة لتتصرف بغرابة بعدها جيسون الذي دخل مفاجئاً ليحادثها
وبعد دقائق اقترب صوت بكاء خلف الباب الذي فُتح لتدخل فلوري وهي تمسك إيفي
" ماذا فعلت هذه المشاكسة!! أخبرتها أن لا تخرج الآن! انظري لشكلها الفوضوي "
صرخت سلفر في وجه إيفي لتخفف عنها فلوري ببعض جمل مهدئه علها تمتص غضبها فالطين الملطخ على أطراف فستانها وطوق الورود التالف ووجهها الباكي كان كفيلاً لتبدو بشكل غير مرتب أبداً !
أمسكت سلفر يدا إيفي بعنف لتعود لموجة البكاء السابقة ولكن بشكل أقوى وخرجتا من الغرفة وسلفر لا تزال تهمهم بجمل غاضبة ..
أما بين ذلك ابتعدت جين عن جيسون وابتسامة كبيره تعلو وجهها لتخفي مشاعر متناقضة عصفت بها حين دخلت فلوري " وقتك مناسب جداً لأنني سوف أخرج الآن! "
ربت جيسون بعدها على كتفها برقة وأضاف " إذن لنخرج الآن ، لقد مل المدعوون خارجاً "
أمسكت جين يدا جيسون لتقاطعهما فلوري " ألن تنتظران سلفر وإيفي ؟ "
تقدم جيسون " سأذهب لأستعجل سلفر "
وبقيتا في تلك الغرفة التي يبدو أنها مشؤومة بالنسبة لجين!
أي حظ بائس تمتلكه حتى يعود آندي في يوم زفافها وتبقى مع والدته وحيده في نفس المكان!
تظاهرت بالانشغال بفستانها علها تهرب من نظرات فلوري الموجهة تحديداً لوجهها بجمود كلي فتمنت أن تصدق ثقتها المزيفة قبل دقائق فلقد كلفتها جهداً ويبدو أنها نجحت في ذلك.
سرقت عدة نظرات ولا تزال تنظر لها بتركيز ضايقها قليلاً لأنها أحست بتوتر يهز ثقتها الزائفة
فتظاهرت بالقوة ورفعت رأسها لتقابل السيدة فلوري التي ابتسمت وقالت بهدوء " أتمنى لك حياة سعيدة مع روبرت "
ابتسمت مجاملة " شكراً لك "
ردت لها الابتسامة بوجه حنون فاستشعرت جين حنين خفي يدفعها للتحليق بجناحي الماضي بعيداً نحو شخص يتخفى خلسة خلف ملامح فلوري
.. تمعنت قليلاً في تلك العينان .. بحران من الأحاسيس المختلفة كل إحساس يقتلها أكثر من الآخر !!
هاهو آندي أمامها يقف بتلك النظرات الساخرة التي يراها بها دائماً ..
سمعت صوته يهتف باسمها لتستوعب أنه كان من الأساس صوت والدته التي اتجهت ناحية الباب خارجة بعد عودة أخويها وابنتها اللذين لم تنتبه لهم بتاتاً
.. انضمت أليكس وبعض من صديقاتها وبدئوا بتجهيزها فخرج جيسون ينتظر خارجاً أما جين فقد غرقت بينهم تاركة مشاعرها لتكون وليدة اللحظة ! ....


،


صعدت للدور العلوي سريعاً وهي تشعر بالقلق ..
خطت خطوات سريعة لتصل لغرفته وتنفست الصعداء بعد أن وقفت أما الباب ، أمسكت المقبض وحركته بهدوء وتفاجئت حين رأت آندي مستلقٍ على السرير بسكون وعيناه مغمضتان!
تقدمت ناحيته لتتأكد وكان نائماً فعلاً !!
شعرت بالاستغراب لأنه لم يكن في حالة تسمح بالنوم منذ ساعة تقريباً
.. جلست بجانبه وبدت بتأمل ملامح وجهه المتعبة ..
أمسكت إحدى يديه بحنان وابتسمت كالعادة لطفلها الذي مهما كبر وابتعد يعود إليها كضائع لهوف لحنان والدته
.. تركت يده بعد أن شعرت بأنه بدأ بالإنزعاج وخلال لحظة فزت حين استيقظ من نومه مفزوعاً ووضع يديه أسفل بطنه وتأوه بألم

" هل أنت بخير؟! "

لم يجبها ودفن وجهه في السرير وبدأ بالتقلب يميناً ويساراً .. تأكدت أنها تلك الحالة المعتادة فحاولت السيطرة على حركته وساعدته على النهوض ..
وبعد أن عاد لهدوئه بعد دقائق من الألم قالت بانفعال " متى ستتوقف عن شرب القهوة يا آندي ؟ "
رفع رأسه ونظر لها باستنكار " ولماذا أنتِ متأكدة من ذلك؟ "
" لأني أعلم أنك لا تهم بمرضك أبداً ولا تكف عن شرب القهوة ! "
قالت بصوتٍ عال وهي تنظر له بغضب أما هو أنهى النقاش السقيم ببساطة وقال " لقد عدت من موسكو "
زفرت بقلة صبر " لم ننته يا آندي .. متى ستهتم بصحتك وتتوقف عن هذه الحركات الصبيانية ؟!! قلة الاهتمام لن تجدي نفعاً "

تنهد بملل من إصرارها وقال " سأفعل ما تريدين "

" هذا ليس من أجلي! إنه لمصلحتك "

صمت لدقيقه .. ثم قال بهدوء " لقد توقفت عن شربها فعلاً ! "

تقدمت ناحيته مجدداً وجلست بجانبه " إذن هل هناك شيء آخر تعانيه ؟ "

" لقد عانيت كثيراً مسبقاً "

" والآن ؟ "

ابتسم بسخرية " فيلادلفيا طمرت الذكريات! "

تستمع بالحديث مع آندي ، فهو بارع في إخفاء أسرار عميقة خلف كلمات بسيطة .. وهذا يذكرها بزوجها خصوصاً أنه يشبهه كثيراً ..

قاطعها وكأنه قرأ ما كان يدور في ذهنها " أنا نسخة مهشمة من الداخل فقط "
نظرت له باستنكار لوهلة ثم قالت " يبدو أنك بحاجة لرعاية! لقد بدأت بالهلوسة "
ابتعد واستلقى على السرير بعد أن غطى جسده بالكامل " ما يُكسر لا يعود كما كان يا أمي "
استنتجت سريعاً " أنت مجهد كثيراً ! "
عقدت حاجبيها بعد دقائق حين لم يصل لها رد فاقتربت منه ورفعت الغطاء بقوة ليفتح عينيه بانزعاج!

نظرت لعينيه وكان ينظر لها بتعب وقال بصوت خافت " أريد النوم "

سألت باهتمام " هل أنت بخير ؟ هل تريد شيئاً ؟ "

استمر على ذلك الخفوت " أريد أن أرتاح .. اتركيني أنام "

بحركة لا إرادية وضعت يدها على جبينه لتجد أن حرارته كانت مرتفعه جداً .. هرعت للأسفل لإحضار ما يلزم .. أما آندي وضع رأسه على الوسادة باستسلام لنومٍ عميق ..


،


عادت للغرفة بعد انتهاء مراسيم الزفاف .. جينفر زوجة روبرت رسمياً الآن أمسكت هاتفها الخلوي وبحثت عن آندي بين قائمة الأسماء ..
هي معارضة أخرى لزواج جين من روبرت ولكنها لم تتدخل أبداً كجسيون !
ضغطت زر الاتصال وانتظرت الرد بعد ثوان ولكن وصلها صوت مرأه مألوف " مرحباً "

قالت بتردد " عفواً ؟ هل هذا هاتف آندي ؟ "

جاوبتها " نعم .. ماذا أردتي يا أليكس ؟ "

ضحكت وهي تفرك جبينها بإحراج " أوه ، أهلاً .. سيدة فلوري .. أنا أعتذر ولكني أردت محادثة آندي ولكن إممم يبدو أنه عاد من موسكو بدون أن نعلم ! "

أخبرتها بعودته المفاجئة وبعدها أغلقت الخط وأحست أليكس بشيء غريب بسبب نبرتها الجادة على غير عادتها المرحة
لقد كانت هنا قبل ساعتين تقريباً ! كيف اختفت وكيف عاد آندي! وما سبب هذه النبرة الغريبة !
وقعت عينيها على هاتف جين على الطاولة فتقدمت بهدوء بعد أن أضاءت الشاشة برسالة جديدة ..
فتحتها بفضول لتجدها فارغة تماماً من رقمٍ غريب فأعادته لمكانه بملل وابتعدت متوجهة للخروج ولكن أوقفها رنين رسالة جديدة
فعادت بفضول أكبر خصوصاً أنها كانت من نفس المرسل ففتحتها وتفاجئت من محتواها الغريب!

( سيدة الدموع .. أتمنى لك حياة سعيدة .. كوني حذرة )

سيدة الدموع؟ كوني حذرة! من سيرسل لجين رسالة كهذه في يوم زفافها !
لم تلقي أي اهتماماً بعد أن تذكرت أن هذه الرسالة عادية بالنسبة لشخص مثل جين !
الأشخاص المشاهير دائماً يتلقون رسائل كهذه !
أعادته لمكانه وحذفت الرسالة وخرجت من الغرفة بعد أن أقنعت نفسها بأن سكوتها لن يشكل خطراً على جين وبدأت بالبحث عن البرت وسط الحضور !


،


خللت أصابعها في شعره بعد أن وضعت رأسه في حجرها و الكمادات الباردة ومخفف الحرارة بجانبها ..
الآن سيصبح ابنها الخاسر في هذه الصفقة التافهة بين زوجها وإدوارد ملغن ..
ليس من عادتها أن تحقد على أحد ولكن الراحة والسعادة هما ما تتمناه كل أم لأبنائها فهمست

" أتمنى لك حياة بائسة مع روبرت .. جينفر ! "



أنتظركم :redface: