S.R.H
01-09-2012, 20:46
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتةة ..,
روايتي لهذه المرة مختلفة .. حيث أن احداثها واقعية :)
لن اطيل عليكم فلست جيدة بالمقدمات ..
الفصل الأول
(1)
دخلت سلمى غرفة ابنتها اسراء بضيق و اندفعت تفتح الستائر قائلة : ( أريد أن اعرف كيف يهنأ لك النوم مع كل هذه الضجة ؟)
رفعت ابنتها رأسها ثم عادت لتدسه أسفل الوسادة بانزعاج وهي تقول : ( أنتِ تعرفين بأن كل هذه الأحداث لا تهمني .. ليسقط الرئيس و ليأتي عشرة مكانه لست أهتم )
فتحت سلمى النافذة فأصبحت الاصوات التي بالخارج أشد وضوحًا و هي تنادي بـ " الشعب يريد اسقاط النظام .. الشعب يريد اسقاط النظام "
تذمرت سلمى : ( لقد قلت لوالدك مرارًا أن لا يبتاع منزلَا يطل على ميدان التحرير .. لكنه لم يصغ الي )
رفعت ابنتها رأسها و جلست على طرف السرير قائلة بلا مبالاة : ( لم يكن يعلم بأن الشعب سيثور .. )
وبدأت بالتثاؤب بكسل وشعرها الكستنائي المتموج يتدلى على كتفيها بحرية .. تنهدت سلمى بقلة حيلة وهي تقول : ( أنا لا اعرف ما الذي قد يثير اهتمام فتاة مثلك ! )
ثم خرجت وهي تتمتم بعبارات تذمر غير مفهومة ..
------------
نزلت اسراء درجات السلم بهدوء و بطء و كأنها تخشى ان يسمع أحد صوت خطواتها ..
اتجهت للمطبخ حيث وجدت والدتها تطهو و تغني .. او هكذا ظنت اسراء لكنها حالما اقتربت اكتشفت انها كانت تردد العبارات المطالبة بإسقاط النظام .. !
هزت كتفيها بلا اهتمام ثم قالت : ( أمي .. سأجلس بالخارج لبعض الوقت .. )
التفت سلمى لتلقي نظرة تفحصيه للباس ابنتها وحالما تأكدت من ستره اومأت لها قائلة : ( حسنًا .. أعيدي لف حجابك فشعراتك ظاهرة .. )
اعادت اسراء لف حجابها سريعا و خرجت من باب المطبخ .. الذي ما إن تخرج منه حتى ترى ميدان التحرير وقد امتلأ بالحشود ..
كان الازدحام شديدًا و الاصوات مرتفعة .. تلفتت فرأت السيدة جين العجوز تجلس على الكرسي الذي يستند على جدار المنزل .. فاقتربت منها وجلست بجانبها باحترام ..
كانت السيدة العجوز من اصل يهودي .. لم تكن اسراء تعرف عنها سوى القليل .. ولم تكن تعرف إن كانت قد اعتنقت الاسلام ام لا .. فهي تتذكر أن والدتها دائمًا ما كانت ترسل لها كتب دعوية متنوعة ..
اسندت اسراء رأسها على الجدار بتململ وهي تراقب اصناف الناس امامها .. كان الحماس يدب في عروق الجميع و الاصوات رغم تعددها الا انها تنادي بصوت واحد ..
جاءت مجموعة من الشبان يركضون وفي ايديهم استقرت لوحات عديدة و وقف احدهم فورًا حال رؤيته لصاحبتنا ..
و تقدم إليها قائلاً : ( اسراء .. ألست تودين مشاركتنا ؟ .. هيا فـ لؤي قد ابتكر صيحة جديدة .. )
هزت رأسها نفيًا قائلة : ( كلا لا اريد .. اذهب يا احمد و بلغ سلامي لصحبك ) و اشارت برأسها لجماعته الذين ينتظرونه على بعد أمتار ..
قال احمد بلا اهتمام : ( كما تريدين ) و جرى مبتعدًا ..
راقبته وهو يغادر و جاءها صوت العجوز قائلا : ( شقيقك أحمد يبدو متحمسًا على عكسك .. )
قالت اسراء بهدوء : ( أجل ..انه.. )
قاطعها صوت والدتها التي اطلت من الباب قائلة : ( اسراء تعالي الى هنا بسرعة .. )
نهضت اسراء ودخلت إلى المطبخ حيث والدتها التي قالت فورًا : ( خذي صحن الفول هذا إلى جين المسكينة و ايضٌا كوب الحليب الساخن .. انه مفيد لها كما تعلمين .. ايضُا قطعة الخبز ستجدينها على الطاولة .. )
وضعت اسراء الصحون على عربة الطعام الصغيرة .. التي تصدر صوت قرقعة مزعج عند دفعها ..
لم ترق كلمة " المسكينة " لإسراء .. فهي تعلم كما يعلم الجميع ان هذه العجوز تمتلك ثروة لو قسمت على من في الميدان لكفتهم .. و كذلك تعلم ان ابناءها و احفادها التحقوا بجيش الاحتلال في فلسطين ..
دفعت العربة وهي تحاول طرد هذه الافكار من رأسها .. و قادتها إلى العجوز لتجعلها تستقر أمامها ..
رفعت جين رأسها قائلة : ( اوه .. شكرا لك )
عاودت اسراء الجلوس قائلة : ( لا شكر على واجب عمتي .. )
ابتسمت العجوز و بدأت بتناول وجبتها و عيناها تحدقان بالحشود امامها ..
قالت بعد برهة : ( أتصدقين يا اسراء قبل عدة سنين كنت هنا للتظاهر .. )
- حقَا ! ..أكان هناك ثورة أخرى قبل هذه ؟!
- أجل في عام 1919 .. لا زلت أحفظ هذا التاريخ .. ثورتهم تلك كانت ضد الانجليز المستعمر .. تقودها صفية زغلول .. تصوري أن النساء نزعن حجابهن طلبا للحرية ! و يقول البعض أنه سبب تسمية ميدان التحرير بهذا الاسم !
- آه نعم .. تقصدين تلك الثورة التي اعلن بعدها استقلال مصر .. لتوي تذكرت
- أجل ..
توقفت لتلتهم قطعة خبز و اكملت بعدها : ( شباب مصر مخيفون .. للغاية ..)
ابتسمت اسراء بفخر و اتسعت ابتسامتها حالما رأت نور قادمة من بعيد ..
نهضت قائلة بسعادة : ( المعذرة عمتي .. لكن ابنة عمي قادمة سأذهب إليها .. )
اومأت لها العجوز باستياء و كان من الواضح ان في جعبتها الكثير من الاحاديث التاريخية تود سردها ..
ركضت اسراء نحو نور و احتضنتها قائلة : ( يكفيني من الثورة أن جاءت بك .. أيتها القاطعة )
ضحكت نور بخفة فابتعدت اسراء عنها وقالت بجدية مصطنعة : ( اصدقيني القول .. أجئت لزيارتي أم جئت لتثوري ؟! )
أجابت نور غامزة : ( بل جئت لاصطاد عصفورين بحجر .. )
ضحكت اسراء و سحبت نور معها إلى المنزل حيث جلستا في المطبخ تكملان حديثهما ..
بدأت اسراء الحوار بشوق قائلة :
- ما أخبار عمي ؟
- بخير لقد اوصاني بأن ابلغكم تحياته وقد قال بأنه سيأتي يوم الجمعة ..
- هذا رائع اشتقت اليه حقًا ..
- و هو كذلك مشتاق إليكم .. بالمناسبة هل استطيع القاء نظرة من نافذة غرفتك ؟ .. اشعر أن منظر الثوار مذهل من الأعلى ..
القت اسراء نظرة سريعة على ساعة الحائط قائلة : ( بالطبع .. لكن ليس الان انتظري حتى اذان العصر ..)
ابتسمت نور دون فهم لمقصد اسراء من الانتظار وقالت لتقطع الصمت الذي مر بينهما : ( لن تصدقي من رأيت عند وصولي .. )
- من ؟! ..
- جمانة ابنة مدير جامعتنا .. لم اعتقد انها مهتمة بالثورة إطلاقًا ..
- ياااه .. لا يمكن .. جمانة أتت إلى هنا لتثور ! .. ألم تكن تمتدح الرئيس دائمًا !
- ربما اتى بها الفضول ..
- أجل أنت محقة .. نور في الحقيقة أنا قلقة من نتائج هذه الثورة .. اخشى ان تشعل حربًا ما ..
- على عكسك .. اشعر بأنها ستفتح لنا افاقًا واسعة .. أنا متفائلة بها كثيرا .. كما اشعر بأنها ..
قاطعها دخول سلمى إلى المطبخ فنهضت قائلة : ( أوه مرحبا عمتي .. )
و صافحتها بحرارة قالت سلمى التي بدا أنها قد سمعت نهاية حوارهما : ( مرحبا بك .. يعجبني رأيك يا نور .. لطالما كنت فتاة مثقفة و مهتمة .. على عكس البعض .. )
و ألقت نظرة ذات معنى على اسراء التي تظاهرت بأنها لم تسمع ..
قالت نور بخجل : ( شكرا لك عمتي .. )
صمتت لبرهة ثم قالت بحذر وهي تخرج رسالة من جيبها مدتها لسلمى : ( هذه من والدي .. )
نقلت سلمى نظرها من الورقة إلى عين نور ثم غادرت خارجة بغضب ..
روايتي لهذه المرة مختلفة .. حيث أن احداثها واقعية :)
لن اطيل عليكم فلست جيدة بالمقدمات ..
الفصل الأول
(1)
دخلت سلمى غرفة ابنتها اسراء بضيق و اندفعت تفتح الستائر قائلة : ( أريد أن اعرف كيف يهنأ لك النوم مع كل هذه الضجة ؟)
رفعت ابنتها رأسها ثم عادت لتدسه أسفل الوسادة بانزعاج وهي تقول : ( أنتِ تعرفين بأن كل هذه الأحداث لا تهمني .. ليسقط الرئيس و ليأتي عشرة مكانه لست أهتم )
فتحت سلمى النافذة فأصبحت الاصوات التي بالخارج أشد وضوحًا و هي تنادي بـ " الشعب يريد اسقاط النظام .. الشعب يريد اسقاط النظام "
تذمرت سلمى : ( لقد قلت لوالدك مرارًا أن لا يبتاع منزلَا يطل على ميدان التحرير .. لكنه لم يصغ الي )
رفعت ابنتها رأسها و جلست على طرف السرير قائلة بلا مبالاة : ( لم يكن يعلم بأن الشعب سيثور .. )
وبدأت بالتثاؤب بكسل وشعرها الكستنائي المتموج يتدلى على كتفيها بحرية .. تنهدت سلمى بقلة حيلة وهي تقول : ( أنا لا اعرف ما الذي قد يثير اهتمام فتاة مثلك ! )
ثم خرجت وهي تتمتم بعبارات تذمر غير مفهومة ..
------------
نزلت اسراء درجات السلم بهدوء و بطء و كأنها تخشى ان يسمع أحد صوت خطواتها ..
اتجهت للمطبخ حيث وجدت والدتها تطهو و تغني .. او هكذا ظنت اسراء لكنها حالما اقتربت اكتشفت انها كانت تردد العبارات المطالبة بإسقاط النظام .. !
هزت كتفيها بلا اهتمام ثم قالت : ( أمي .. سأجلس بالخارج لبعض الوقت .. )
التفت سلمى لتلقي نظرة تفحصيه للباس ابنتها وحالما تأكدت من ستره اومأت لها قائلة : ( حسنًا .. أعيدي لف حجابك فشعراتك ظاهرة .. )
اعادت اسراء لف حجابها سريعا و خرجت من باب المطبخ .. الذي ما إن تخرج منه حتى ترى ميدان التحرير وقد امتلأ بالحشود ..
كان الازدحام شديدًا و الاصوات مرتفعة .. تلفتت فرأت السيدة جين العجوز تجلس على الكرسي الذي يستند على جدار المنزل .. فاقتربت منها وجلست بجانبها باحترام ..
كانت السيدة العجوز من اصل يهودي .. لم تكن اسراء تعرف عنها سوى القليل .. ولم تكن تعرف إن كانت قد اعتنقت الاسلام ام لا .. فهي تتذكر أن والدتها دائمًا ما كانت ترسل لها كتب دعوية متنوعة ..
اسندت اسراء رأسها على الجدار بتململ وهي تراقب اصناف الناس امامها .. كان الحماس يدب في عروق الجميع و الاصوات رغم تعددها الا انها تنادي بصوت واحد ..
جاءت مجموعة من الشبان يركضون وفي ايديهم استقرت لوحات عديدة و وقف احدهم فورًا حال رؤيته لصاحبتنا ..
و تقدم إليها قائلاً : ( اسراء .. ألست تودين مشاركتنا ؟ .. هيا فـ لؤي قد ابتكر صيحة جديدة .. )
هزت رأسها نفيًا قائلة : ( كلا لا اريد .. اذهب يا احمد و بلغ سلامي لصحبك ) و اشارت برأسها لجماعته الذين ينتظرونه على بعد أمتار ..
قال احمد بلا اهتمام : ( كما تريدين ) و جرى مبتعدًا ..
راقبته وهو يغادر و جاءها صوت العجوز قائلا : ( شقيقك أحمد يبدو متحمسًا على عكسك .. )
قالت اسراء بهدوء : ( أجل ..انه.. )
قاطعها صوت والدتها التي اطلت من الباب قائلة : ( اسراء تعالي الى هنا بسرعة .. )
نهضت اسراء ودخلت إلى المطبخ حيث والدتها التي قالت فورًا : ( خذي صحن الفول هذا إلى جين المسكينة و ايضٌا كوب الحليب الساخن .. انه مفيد لها كما تعلمين .. ايضُا قطعة الخبز ستجدينها على الطاولة .. )
وضعت اسراء الصحون على عربة الطعام الصغيرة .. التي تصدر صوت قرقعة مزعج عند دفعها ..
لم ترق كلمة " المسكينة " لإسراء .. فهي تعلم كما يعلم الجميع ان هذه العجوز تمتلك ثروة لو قسمت على من في الميدان لكفتهم .. و كذلك تعلم ان ابناءها و احفادها التحقوا بجيش الاحتلال في فلسطين ..
دفعت العربة وهي تحاول طرد هذه الافكار من رأسها .. و قادتها إلى العجوز لتجعلها تستقر أمامها ..
رفعت جين رأسها قائلة : ( اوه .. شكرا لك )
عاودت اسراء الجلوس قائلة : ( لا شكر على واجب عمتي .. )
ابتسمت العجوز و بدأت بتناول وجبتها و عيناها تحدقان بالحشود امامها ..
قالت بعد برهة : ( أتصدقين يا اسراء قبل عدة سنين كنت هنا للتظاهر .. )
- حقَا ! ..أكان هناك ثورة أخرى قبل هذه ؟!
- أجل في عام 1919 .. لا زلت أحفظ هذا التاريخ .. ثورتهم تلك كانت ضد الانجليز المستعمر .. تقودها صفية زغلول .. تصوري أن النساء نزعن حجابهن طلبا للحرية ! و يقول البعض أنه سبب تسمية ميدان التحرير بهذا الاسم !
- آه نعم .. تقصدين تلك الثورة التي اعلن بعدها استقلال مصر .. لتوي تذكرت
- أجل ..
توقفت لتلتهم قطعة خبز و اكملت بعدها : ( شباب مصر مخيفون .. للغاية ..)
ابتسمت اسراء بفخر و اتسعت ابتسامتها حالما رأت نور قادمة من بعيد ..
نهضت قائلة بسعادة : ( المعذرة عمتي .. لكن ابنة عمي قادمة سأذهب إليها .. )
اومأت لها العجوز باستياء و كان من الواضح ان في جعبتها الكثير من الاحاديث التاريخية تود سردها ..
ركضت اسراء نحو نور و احتضنتها قائلة : ( يكفيني من الثورة أن جاءت بك .. أيتها القاطعة )
ضحكت نور بخفة فابتعدت اسراء عنها وقالت بجدية مصطنعة : ( اصدقيني القول .. أجئت لزيارتي أم جئت لتثوري ؟! )
أجابت نور غامزة : ( بل جئت لاصطاد عصفورين بحجر .. )
ضحكت اسراء و سحبت نور معها إلى المنزل حيث جلستا في المطبخ تكملان حديثهما ..
بدأت اسراء الحوار بشوق قائلة :
- ما أخبار عمي ؟
- بخير لقد اوصاني بأن ابلغكم تحياته وقد قال بأنه سيأتي يوم الجمعة ..
- هذا رائع اشتقت اليه حقًا ..
- و هو كذلك مشتاق إليكم .. بالمناسبة هل استطيع القاء نظرة من نافذة غرفتك ؟ .. اشعر أن منظر الثوار مذهل من الأعلى ..
القت اسراء نظرة سريعة على ساعة الحائط قائلة : ( بالطبع .. لكن ليس الان انتظري حتى اذان العصر ..)
ابتسمت نور دون فهم لمقصد اسراء من الانتظار وقالت لتقطع الصمت الذي مر بينهما : ( لن تصدقي من رأيت عند وصولي .. )
- من ؟! ..
- جمانة ابنة مدير جامعتنا .. لم اعتقد انها مهتمة بالثورة إطلاقًا ..
- ياااه .. لا يمكن .. جمانة أتت إلى هنا لتثور ! .. ألم تكن تمتدح الرئيس دائمًا !
- ربما اتى بها الفضول ..
- أجل أنت محقة .. نور في الحقيقة أنا قلقة من نتائج هذه الثورة .. اخشى ان تشعل حربًا ما ..
- على عكسك .. اشعر بأنها ستفتح لنا افاقًا واسعة .. أنا متفائلة بها كثيرا .. كما اشعر بأنها ..
قاطعها دخول سلمى إلى المطبخ فنهضت قائلة : ( أوه مرحبا عمتي .. )
و صافحتها بحرارة قالت سلمى التي بدا أنها قد سمعت نهاية حوارهما : ( مرحبا بك .. يعجبني رأيك يا نور .. لطالما كنت فتاة مثقفة و مهتمة .. على عكس البعض .. )
و ألقت نظرة ذات معنى على اسراء التي تظاهرت بأنها لم تسمع ..
قالت نور بخجل : ( شكرا لك عمتي .. )
صمتت لبرهة ثم قالت بحذر وهي تخرج رسالة من جيبها مدتها لسلمى : ( هذه من والدي .. )
نقلت سلمى نظرها من الورقة إلى عين نور ثم غادرت خارجة بغضب ..