فتى الأنديز
07-08-2012, 22:50
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1754762&stc=1&d=1347904551
الجِد والإستمتاع وجهاً لِوجه
كان (الإستمتاع) يتجوّل في المدينة، وبالمصادفة رأى (الجِدّ) أمامه، فدار بينهما هذا الحوار:
(الإستمتاع): مرحباً أيها الجِد، يالكَ من صفةٍ غريبة، فما أن يتّصف بكَ شخصٌ من بني البشر حتى
يُمارس ما يُمارس بغير تعشُّق، فيُصبح عَمَله بلا طعم، وإن شئت فقُل طعمٌ كريه المذاق.
(الجِد): مرحباً أيها الإستمتاع، يا صاحب الرقم القياسي لأطول ابتسامه في التاريخ ! .. يا مَن تجعل
بني البشر مبتسمين مستمتعين حتى في أوقات الجد. ألا تخجل من نفسك ؟!
(الإستمتاع): أما أنتَ فتجعل الإنسان عبوس الوجه، لا يَطرب للنّكتة الحلوة. على أية حال دعنا من
الأرقام القياسية، ومن هذا الهُراء. ما رأيك أن نتنافس نحنُ الإثنان لنرى أيّنا يفوق الآخر في التأثير
على الإنسان إيجاباً ؟
(الجِد): وكيف ؟!
(الإستمتاع): نقوم بتخيُّر صديقين يتشاطران هواية من الهوايات، فتدخل أنت في أحدهما وتجعله
يتصِف بالجِد. وأنا أدخل في الشخص الآخر وأجعله يتصف بالإستمتاع.
(الجد): حسناً، أقبل التحدي.
جلال وأمين، صديقان يمضيان بعضاً من وقتهما في المطالعة، يتبادلان الكُتب ويقرآن ويكتبان سوياً.
دَخل (الجِد) في نفس جلال فأصبح شخصاً مُجِّداً، ودخل (الإستمتاع) في نفس أمين فأصبح يُمارس
ما يُمارس بالإستمتاع.
جلال وضع نصب عينيه هدفاً بأن يُصبح كاتباً وأديباً كبيراً، مُتّخذاً من الجِد سبيلاً للموصول إلى
هدفه المنشود. أما أمين فلم يحلم ولا بالقليل من ذلك، مُكتفياً بالإستمتاع بالكتابة والقراءة.
طَوَت السنة السنة، ومرّت عشرُ سنوات، وأصبحت مراهنات سباق الخيل تتصدر إهتمامات جلال !
أما أمين فقد أصدر خلال السنوات العشر عدة كتب بين قصصية ونقدية وإجتماعية، وأصبحت دور
النشر تتهافت عليه طمعاً في التعاون معه، هذا وهو الذي لم يهمّه من الكتابة والقراءة سوى
الإلتذاذ كلّ الإلتذاذ.
.
بقلم: فتى الأنديز
الجِد والإستمتاع وجهاً لِوجه
كان (الإستمتاع) يتجوّل في المدينة، وبالمصادفة رأى (الجِدّ) أمامه، فدار بينهما هذا الحوار:
(الإستمتاع): مرحباً أيها الجِد، يالكَ من صفةٍ غريبة، فما أن يتّصف بكَ شخصٌ من بني البشر حتى
يُمارس ما يُمارس بغير تعشُّق، فيُصبح عَمَله بلا طعم، وإن شئت فقُل طعمٌ كريه المذاق.
(الجِد): مرحباً أيها الإستمتاع، يا صاحب الرقم القياسي لأطول ابتسامه في التاريخ ! .. يا مَن تجعل
بني البشر مبتسمين مستمتعين حتى في أوقات الجد. ألا تخجل من نفسك ؟!
(الإستمتاع): أما أنتَ فتجعل الإنسان عبوس الوجه، لا يَطرب للنّكتة الحلوة. على أية حال دعنا من
الأرقام القياسية، ومن هذا الهُراء. ما رأيك أن نتنافس نحنُ الإثنان لنرى أيّنا يفوق الآخر في التأثير
على الإنسان إيجاباً ؟
(الجِد): وكيف ؟!
(الإستمتاع): نقوم بتخيُّر صديقين يتشاطران هواية من الهوايات، فتدخل أنت في أحدهما وتجعله
يتصِف بالجِد. وأنا أدخل في الشخص الآخر وأجعله يتصف بالإستمتاع.
(الجد): حسناً، أقبل التحدي.
جلال وأمين، صديقان يمضيان بعضاً من وقتهما في المطالعة، يتبادلان الكُتب ويقرآن ويكتبان سوياً.
دَخل (الجِد) في نفس جلال فأصبح شخصاً مُجِّداً، ودخل (الإستمتاع) في نفس أمين فأصبح يُمارس
ما يُمارس بالإستمتاع.
جلال وضع نصب عينيه هدفاً بأن يُصبح كاتباً وأديباً كبيراً، مُتّخذاً من الجِد سبيلاً للموصول إلى
هدفه المنشود. أما أمين فلم يحلم ولا بالقليل من ذلك، مُكتفياً بالإستمتاع بالكتابة والقراءة.
طَوَت السنة السنة، ومرّت عشرُ سنوات، وأصبحت مراهنات سباق الخيل تتصدر إهتمامات جلال !
أما أمين فقد أصدر خلال السنوات العشر عدة كتب بين قصصية ونقدية وإجتماعية، وأصبحت دور
النشر تتهافت عليه طمعاً في التعاون معه، هذا وهو الذي لم يهمّه من الكتابة والقراءة سوى
الإلتذاذ كلّ الإلتذاذ.
.
بقلم: فتى الأنديز