روح تشاد
07-08-2012, 20:23
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1754762&stc=1&d=1347904551
بعد صلاة العصر يتجمع أولاد الحي كل يوم في الساحة الكبيرة للعب الكرة.. أحيانا ينوعون في لعبهم ولكن غالبا ما كانت كرة القدم هي اختيارهم .. قبيل أذان المغرب يعودون لديارهم ليأخذوا قسطا من الراحة ثم يلتقون مجددا في المسجد ويصلون خلف الرجال وبعد ذلك يقرؤون القران معا ويؤدون صلاة العشاء ويعود كل منهم لبيته فيتسلى بطريقته: منهم من يشاهد التلفاز وآخرون يلعبون العاب الفيديو المشوقة وقليل من يؤثر القراءة أكانت مجلة هزلية أم كتابا علميا.. هكذا تجري أمورهم في حيهم الشعبي .. وهذا نظامهم في العطل الصيفية .. أطفال يتراوح أعمارهم بين العاشرة والثالثة عشر نشئوا معا يتراوح عددهم العشرة ,,
في إحدى الأيام ملوا اللعب بالكرة .. وملوا كل الألعاب الأخرى .. الغميضة والمطاردة والكرات الزجاجية الملونة .. كل الألعاب التي يعرفونها ملوها ,, فجلسوا معا يتجاذبون أطراف الحديث .. قال أحدهم : لقد مررت اليوم بدكان العم حسين وكان الدكتور وليد يوبخه لغشه وقد نهره بشدة أمام الموجودين وحذره أن تكرر ذلك سيبلغ أمره للشرطة ..
ضحك الأولاد فقال أحدهم متهكما : أن الدكتور وليد منذ أن جاء لحينا وهو ينادي للإصلاح كل يوم .. بالأمس رأيته يؤبخ عمنا سعد الزبال عن تكاسله في تنظيف الحي وتراخيه عن أخذ القمامة ..
رد طفل آخر: بصراحة العم سعد يستحق ذلك .. إنه مثال حي للكسل .. لولا فكرة محمود في أن ننظف نحن الحي كل ليلة خميس لكان حينا في حالة يرثى لها ..
أيد الطفل محمود قائلا: إن الدكتور وليد على حق ., لا يمكن السكوت أكثر .. إن حينا أسوء الأحياء على الإطلاق فالبقَال عندنا يغش والزبال يتكاسل عن أداء مهامه حتى معلمونا لا يواظبون على الحضور وإن حضروا لم نستشف منهم المعلومة الصحيحة .. بصراحة لا أحد هنا يحترم عمله ..
وقف سمير بين أصدقاءه : محمود لديه حق .. لا يمكن السكوت أكثر .. يجب أن نري هؤلاء أن يحترم كل واحد عمله ..
قال حسين متهكما وهو يشبك أصابعه خلف رأسه : وماذا تريدون منا أن نفعله ؟ نصرخ بوسط الحي"اعملوا" فيعملون بجد وكأنهم فقط بحاجة إلى من يذكرهم بذلك!
رد عليه محمود :إن لزم الأمر ذلك .. أجل !!
وقف وسيم وهو أصغرهم سنا وقال بحماسة "وجدتها .. ليكن أسبوعنا هذا مخصص لتوعيتهم .. نحن صغار ونريد مستقبلا آمنا .. سنبدأ من الغد بنشر التوعية والمنشورات ,, سنقيم مسرحيات تعبر عن رسائلنا ..
حماسة وسيم انتقلت لباقي الأصدقاء فقال عبد الله : سنطلب مساعدة الدكتور وليد وإمام المسجد .. وكذا مساعدة والدينا ,, إن من لا يحترم قانون حينا لا يحق له العيش فيه ..
صرخ الأصدقاء معا "معا لحياة ملؤها عملا شريف" وهكذا استمر الأطفال يدلون بأفكارهم سعداء ..
مر أسبوع ,, تجمع الأصدقاء مجددا .. كانت خيبة الأمل مرسومة على وجوههم .. "سخروا منا" قالها وسيم حزينا..
ربت محمود على كتفه :لا بأس .. لقد فعلنا ما بوسعنا ..
تنهد عبد الله وقال: كنا نظن أننا سننجح .. لكنهم سخروا منا وضحكوا علينا ..
صرخ سمير :لا تجعلوا اليأس يتسرب إليكم .. لقد أريناهم أننا نحن الأطفال واعون جدا ونستطيع معرفة الصواب من الخطأ .. لقد فعلنا الصواب بحملتنا تلك .. قد يكون العم حسين سخر منا .. وربما صرخ في وجهنا العم سعد .. لكن ألا تتذكرون ابتسامة الخالة مريم والخالة سميرة ؟ وماذا عن ثناء الدكتور وليد وإمام مسجدنا ؟ لقد زرعنا البذرة وأيقظنا ضمير الحي .. لا يجب علينا التوقف بل يجب أن نستمر ..لنكون نحن في المستقبل أمناء في أعمالنا .. ألستم معي ؟
ابتسم الأصدقاء وقد حسن خطاب سمير نفسيتهم .. ضحك وسيم وقال : هيا نلعب كرة القدم !!
لعب الجميع معا .. استمتعوا وضحكوا نسوا أحزانهم وبعد أن انتهوا رفع حسين رأسه فرأى حماما يطير في السماء .. فصرخ سعيدا :وجدتها !!!
نظر إليه الجميع متعجبا وسألوه ماذا وجدت ؟
صرخ : سنوصل فكرتنا لجميع أطفال المدينة بل والعالم أيضا ..
ابتسم عبد الله وقال : تعني بالانترنت ؟
قال حسين : هذه فكرة حسنة أيضا لكن فكرتي أكثر جمالا ..
قال عبد الله ساخرا وما فكرتك يا فالح ؟
بدأ حسين بشرح فكرته والأصدقاء يستمعون له..
في اليوم التالي كان الأصدقاء في منزل سمير الذي يربي والده حماما في سطح المنزل .. أمسكوا أقلاما وأوراقا وكتبوا عبارات مختلفة"اعملوا بضمير"
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"
"لأجلنا نحن الأطفال أعملوا بأمانة"
"يا أيها الأطفال في العالم أيقظوا ضمير ذويكم"
"نحن نحبكم فأحبونا"
وهكذا تنوعت عبارتهم .. كل طفل كتب عبارة في ورقة صغيرة وربطه برجل حمامة وحينما انتهوا أطلقوا الحمام ليطير عاليا حاملا رسائلهم .. ربما لأطفال آخرون يدفعهم فضولهم لرؤية ما هو مكتوب في رجل الحمامة .. ولم لا ؟ فهكذا هم الأطفال خيالهم واسع ...
بعد صلاة العصر يتجمع أولاد الحي كل يوم في الساحة الكبيرة للعب الكرة.. أحيانا ينوعون في لعبهم ولكن غالبا ما كانت كرة القدم هي اختيارهم .. قبيل أذان المغرب يعودون لديارهم ليأخذوا قسطا من الراحة ثم يلتقون مجددا في المسجد ويصلون خلف الرجال وبعد ذلك يقرؤون القران معا ويؤدون صلاة العشاء ويعود كل منهم لبيته فيتسلى بطريقته: منهم من يشاهد التلفاز وآخرون يلعبون العاب الفيديو المشوقة وقليل من يؤثر القراءة أكانت مجلة هزلية أم كتابا علميا.. هكذا تجري أمورهم في حيهم الشعبي .. وهذا نظامهم في العطل الصيفية .. أطفال يتراوح أعمارهم بين العاشرة والثالثة عشر نشئوا معا يتراوح عددهم العشرة ,,
في إحدى الأيام ملوا اللعب بالكرة .. وملوا كل الألعاب الأخرى .. الغميضة والمطاردة والكرات الزجاجية الملونة .. كل الألعاب التي يعرفونها ملوها ,, فجلسوا معا يتجاذبون أطراف الحديث .. قال أحدهم : لقد مررت اليوم بدكان العم حسين وكان الدكتور وليد يوبخه لغشه وقد نهره بشدة أمام الموجودين وحذره أن تكرر ذلك سيبلغ أمره للشرطة ..
ضحك الأولاد فقال أحدهم متهكما : أن الدكتور وليد منذ أن جاء لحينا وهو ينادي للإصلاح كل يوم .. بالأمس رأيته يؤبخ عمنا سعد الزبال عن تكاسله في تنظيف الحي وتراخيه عن أخذ القمامة ..
رد طفل آخر: بصراحة العم سعد يستحق ذلك .. إنه مثال حي للكسل .. لولا فكرة محمود في أن ننظف نحن الحي كل ليلة خميس لكان حينا في حالة يرثى لها ..
أيد الطفل محمود قائلا: إن الدكتور وليد على حق ., لا يمكن السكوت أكثر .. إن حينا أسوء الأحياء على الإطلاق فالبقَال عندنا يغش والزبال يتكاسل عن أداء مهامه حتى معلمونا لا يواظبون على الحضور وإن حضروا لم نستشف منهم المعلومة الصحيحة .. بصراحة لا أحد هنا يحترم عمله ..
وقف سمير بين أصدقاءه : محمود لديه حق .. لا يمكن السكوت أكثر .. يجب أن نري هؤلاء أن يحترم كل واحد عمله ..
قال حسين متهكما وهو يشبك أصابعه خلف رأسه : وماذا تريدون منا أن نفعله ؟ نصرخ بوسط الحي"اعملوا" فيعملون بجد وكأنهم فقط بحاجة إلى من يذكرهم بذلك!
رد عليه محمود :إن لزم الأمر ذلك .. أجل !!
وقف وسيم وهو أصغرهم سنا وقال بحماسة "وجدتها .. ليكن أسبوعنا هذا مخصص لتوعيتهم .. نحن صغار ونريد مستقبلا آمنا .. سنبدأ من الغد بنشر التوعية والمنشورات ,, سنقيم مسرحيات تعبر عن رسائلنا ..
حماسة وسيم انتقلت لباقي الأصدقاء فقال عبد الله : سنطلب مساعدة الدكتور وليد وإمام المسجد .. وكذا مساعدة والدينا ,, إن من لا يحترم قانون حينا لا يحق له العيش فيه ..
صرخ الأصدقاء معا "معا لحياة ملؤها عملا شريف" وهكذا استمر الأطفال يدلون بأفكارهم سعداء ..
مر أسبوع ,, تجمع الأصدقاء مجددا .. كانت خيبة الأمل مرسومة على وجوههم .. "سخروا منا" قالها وسيم حزينا..
ربت محمود على كتفه :لا بأس .. لقد فعلنا ما بوسعنا ..
تنهد عبد الله وقال: كنا نظن أننا سننجح .. لكنهم سخروا منا وضحكوا علينا ..
صرخ سمير :لا تجعلوا اليأس يتسرب إليكم .. لقد أريناهم أننا نحن الأطفال واعون جدا ونستطيع معرفة الصواب من الخطأ .. لقد فعلنا الصواب بحملتنا تلك .. قد يكون العم حسين سخر منا .. وربما صرخ في وجهنا العم سعد .. لكن ألا تتذكرون ابتسامة الخالة مريم والخالة سميرة ؟ وماذا عن ثناء الدكتور وليد وإمام مسجدنا ؟ لقد زرعنا البذرة وأيقظنا ضمير الحي .. لا يجب علينا التوقف بل يجب أن نستمر ..لنكون نحن في المستقبل أمناء في أعمالنا .. ألستم معي ؟
ابتسم الأصدقاء وقد حسن خطاب سمير نفسيتهم .. ضحك وسيم وقال : هيا نلعب كرة القدم !!
لعب الجميع معا .. استمتعوا وضحكوا نسوا أحزانهم وبعد أن انتهوا رفع حسين رأسه فرأى حماما يطير في السماء .. فصرخ سعيدا :وجدتها !!!
نظر إليه الجميع متعجبا وسألوه ماذا وجدت ؟
صرخ : سنوصل فكرتنا لجميع أطفال المدينة بل والعالم أيضا ..
ابتسم عبد الله وقال : تعني بالانترنت ؟
قال حسين : هذه فكرة حسنة أيضا لكن فكرتي أكثر جمالا ..
قال عبد الله ساخرا وما فكرتك يا فالح ؟
بدأ حسين بشرح فكرته والأصدقاء يستمعون له..
في اليوم التالي كان الأصدقاء في منزل سمير الذي يربي والده حماما في سطح المنزل .. أمسكوا أقلاما وأوراقا وكتبوا عبارات مختلفة"اعملوا بضمير"
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"
"لأجلنا نحن الأطفال أعملوا بأمانة"
"يا أيها الأطفال في العالم أيقظوا ضمير ذويكم"
"نحن نحبكم فأحبونا"
وهكذا تنوعت عبارتهم .. كل طفل كتب عبارة في ورقة صغيرة وربطه برجل حمامة وحينما انتهوا أطلقوا الحمام ليطير عاليا حاملا رسائلهم .. ربما لأطفال آخرون يدفعهم فضولهم لرؤية ما هو مكتوب في رجل الحمامة .. ولم لا ؟ فهكذا هم الأطفال خيالهم واسع ...