PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : روحٌ تُـزّف إلى السمـاء { قـلاع شيّدتها الأقـلام ~



أنامل عاشـقه
04-08-2012, 14:01
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1725032&stc=1&d=1344084256




حرارة الأنفاس تتزاحم في شاحنة اكتظت برجال ارتدوا الزي الأخضر وأصوات تسبيحهم تصاعدت بين ذرات الهواء
احتلت ثغري ابتسامة لم يشعر بها الا من سمت روحه للسماء
وعيني تحدقان إلى الأمام بدهاليز أفكار لا نهاية لها
لم يكن لحياتي هدف ! وكأنني كنتُ أتوه بين مسارات مسدودة فمنذُ تجنيدي الخارج عن إرادتي ونفسي تأبى الجهاد فقد أعتادت الكسل والخمول واللهو بين ملذات الدنيا
إلى أن زف الوطن للعدو و قتل الكثير وتصاعدت أرواح الشهداء إلى السماء وهدمت المضاجع وأريقت الدماء حتى توحلت الأرض بها
استرجعت ذاكرتي مساء ذلك اليوم الذي كنت فيه أحدق إلى السماء بوجهٍ اكتسحته الرهبة
فانبثقت القذائف كخيط نور شق الفضاء, كلهيب نار لمع في السماء
أثنيتُ جذعي إلى الأسفل وقدماي تتحركان باحتراس وتمرس إلى مجموعة من الجنود الجالسين على الأرض متناولين بعض بقايا طعام الغداء
وفي حين غرة منا دوى صوت انفجار يليه فوهة حمراء من اللهيب أندلعت في وجهي فتتطايرت أجساد رفاقي إلى السماء وتناثرت كقطع
ارتعد قلبي وهوى جسدي أرضاً برعبٍ احتل وجهي , ودمائهم تتقاطر على جسدي وبقايا لحومهم تتناثر من حولي
شل جسدي وأنا التقط أنفاسي المتلاطمة مستنشقاً ذرات البارود الممزوج بالدخان
حملقتُ حولي بأعين فزعه وقد حجب الدخان السماء نجومها وارتدت الأرض اللون الأحمر
انطلقت قذائف أخرى ضجت الأرض بها
أسندتُ ذراعي أسفلاً رافعاً جسدي عن أرض تغطت بالبارود
أعتصرت مقلي حاملاً لسلاحي مهرولاً إلى رفاقي المجاهدين المتبقين فلقد قتل الكثير منهم وتطايرت أرواحهم إلى الباري واحتضنت الأرض أجسادهم
وقفت أنظر إلى المجروحين النازفين والمقاومين للآلام الجروح التي غطت أجسادهم بإبتسامة شقت الأثغر
هذا يحمس ذاك وأخ يربت على كتف أخيه , وذاك يرثي صديقة على فقدان أخيه
احتلت روحي الجروح حتى بت أعتصر طعناتها النازفة من فؤادي
أشعر بالعار والذل أين أنا من تلك الهمم ! لما لا تكون همتي للآخرة أسمى !
فالوطن استحال تحريره وقد قتل الكثير وترملت النساء وثكلت الأمهات وبت أنا بلا نفع وليس الجهاد من سبيل لي !!
جررتُ قدمي على طريقٍ غاص بالدماء وهدمت فيه صوامع ومباني وتشرد أهاليه
تصارعت أصوات الأنفجارات من حولي فاختبأت عن العدو في محاولة لاسترداد أنفاسي المسروقة والتأهب للمواجهة ممسكاً بالبندقية
ارتخت البندقية من يداي لرؤية صبي في ربيع عمره بملامح أصطبغت بالشدة وغمرت بروح لم تلطخها أهواء الدنيا وهو يصيح بأمه المهاجمة من قبل أحد جنود الأحتلال : " يا أماه أهربي , يا أماه أني منقذكِ من دنس الأعداء , وطني أنا لك , إلهي إن الروح لملاقاتك قد ارتعشت واشتاقت "
ارتفعت المقل بقوة أهملت الدنيا ورائها إلى الجندي الساكن المشبع بابتسامة تحتقر الصبي
تأهبت الروح بجسدٍ رفع هامته واستعد للمواجهة أمام أمه المرتجفة, الباكية, اخترقت رصاصة جسده ومزقت أحشاء قلبه الصغير
رسم إبتسامة بعينين تنظران إلى السماء وهو يهوي أرضاً وقد جرت أنهار من دمائه على الأرض
ارتعش بيد ارتفعت إلى الأعلى ممسكة كف أمه الناحبة بروحٍ قد فاضت , صاحت فشقت الدموع على وجنتيها سيلاً من الأمطار : " بني , يا بني قتلوك الغزاة , قتلوك أعداء لا إله إلا الله , يا مجاهدين أين أنتم !! أين أنتم من تحرير الوطن أين هي همتكم ! ابني الصبي قد قتل وأريقت دمائه "
ضربت الأرض من تحتها بنحيبٍ اخترق الآذان : " توشحوا بالهمم وارتدوا الشجاعة وقولوا بأعلى صوتكم لا إله إلا الله ترفع بين جدران مساجدنا "
سقطت بندقيتي على الأرض وسبحت الدموع في المقل لرؤية تلك المرأة الناحبة وبين ذراعيها أبنها المضجر بدمائه
استعدتُ أنفاسي بضيقٍ مزق رئتي
لماذا تخاذل تلك النفس ! لما تلك العزيمة الخائرة !
ألا يكفي من ترمل وثكل وقتل
طعنت فقتلت فانطلقت الروح وتوسد جسدي التراب
وكأن قيوداً كانت تطوقني وتحررت فانخشعت ستائر الظلام عنها
توقفت الشاحنة ميقظة عقلي من شروده
اكتست الوجوه تقاسيم روحانية ثائرة تفجرت وقست بهمة لن يعرفها إلا من سمت روحه للسماء
وامتطت المقل شجاعة طوقت تلك القلوب الساميه بنبض قلبٍ تعلق بين السماء والأرض
ترجلنا من الشاحنة بأصواتٍ توشحت بالله أكبر
أرتفعت الأيداي بشدة فأمسكت العدة والتعداد واحتلت الشفاه المزمومة قوة من وثق بالانتصار
بأجسادٍ تلوح برداء الوطن المرتفع بين الكفوف وأصواتهم تهتف :" بلا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله "
احتدمت الصيحات واشتد القتال وتصارعت الأجساد
ركضتُ بأنفاسٍ تسابق بعضها وحطّتُ بركبتان اصطدمتا بالأرض , تشتت بصري حولي وذراعي تحتوي بندقية رسمت عليها الأيام عرق الحرب
لمس أصبعي الزناد بعينين تتربصان العدو
انطلقت رصاصة تجر أخرى حتى أصابت عشرة انطرحوا على الأرض بدمائهم
رفعت رأسي إلى الأعلى بدموع التفت حول الأجفان وروح احتضنت السماء

التقط أنفاسهُ بجحوظ عينيه وخروج الدم من فمه بعد اختراق عدة رصاصاتٍ لصدره مفجرة الدماء منهُ

خر على الأرض صريعاً بدموع تهطل من مقليه وابتسامة تشق ثغره النطاق "بإلاله إلا الله وأن محمداً رسول الله "

تمـــت

لاڤينيا . .
04-08-2012, 14:19
وقتلتهِ بالنّهاية يا شريرة :بكاء: ّ!
بعدما اندمجتُ معه وتعلّقت روحي به :بكاء: !
< مسوية ما كأنّها قرأتها قبل ::سخرية:: < مالك صلاح :غول: xD
رائعة ومؤثرة :بكاء: تعابيركِ ومفرداتكِ تنفذ إلى القلب بلا استئذان
بسبب عمق المشاعر وكثافتها :بكاء: !
سلمتْ يمناكِ ومن الله التّوفيق بإذن الله :أوو: ~
استودعكِ الله ♥

أنامل عاشـقه
06-08-2012, 13:50
وقتلتهِ بالنّهاية يا شريرة :بكاء: ّ!
بعدما اندمجتُ معه وتعلّقت روحي به :بكاء: !
< مسوية ما كأنّها قرأتها قبل ::سخرية:: < مالك صلاح :غول: xD
رائعة ومؤثرة :بكاء: تعابيركِ ومفرداتكِ تنفذ إلى القلب بلا استئذان
بسبب عمق المشاعر وكثافتها :بكاء: !
سلمتْ يمناكِ ومن الله التّوفيق بإذن الله :أوو: ~
استودعكِ الله ♥

اهلا وسهلا

لابد من النهاية
ولا تنسي انني مجرمة محترفة :unconscious:
ولا تقولي انك لست شريرة :hypnotysed:

شكرًا على كلماتك المنعشة وحفظك ربي من كل شر

اتمنى رؤية تعقيب ونقد قرائي بفارق الصبر لا تحرموني من بصمتكم وتواجدكم

وشكرا