ياسمين اسماعيل
03-08-2012, 23:45
http://www.m5zn.com/img/?img=ab26a975d273809.png (http://www.m5zn.com/out.php?code=ab26a975d273809)
http://kll2.com/upfiles/fqe01136.gif (http://kll2.com/)
في مكان بعيد .. حيث امواج البحر تواجه الشمس في رحيلها .. و الشفق الاحمر يتالق بالافق البعيد ..
كان هناك قصر يسحر بفنه و اناقته كل من يراه .. و يزداد جمالا بتلك المواجهة في الغروب ..
و في احد غرفه الواسعة كان يجلس رجل في الخمسينيات .. بوجهه الوسيم ..
و شعره الابيض الذي يزيده وقارا .. و شفاه التي لم تبتسم .. بسب ذهنه العاصف ..
و كانت عينه الزرقاء .. تراقب اصابعه .. وهي تكتب بقلم كل ما به .. و كل ما في روحه ..
و كانه يحفر ذكرياته في الصخر .. ليعلم و يشعر باحسيسه كل قارئ ..
كان يتذكر كيف بدا الامر .. و كيف انتهى .. و كيف رحلت قصة حب ..
رغم انها ما زالت موجودة .. في ذاته و كيانه ..
http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/pSZ01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/)
بدا الامر منذ ثلاث عقود .. عندما كتبت روايتي " الملاك الطاهر "
تلك الرواية التي كنت قد جمعت و اخفيت فيها كل احسيسي منذ طفولتي .. و شبابي ..
لمن اختارها قلبي ... لـ سلوى ..
تلك من رايت فيها حقا الملاك الطاهر ..من جمالها .. و كمالها .. و خلقها .. و كل شيء فيها ..
فلقد كانت ملاك حقا !!!
كانت سلوى صديقة طفولتي .. كنا نقوم بكل شيء معا ..
حتى جاء اليوم ... الذي ارادت عائلتها السفر للخارج ... فتمزق قلبنا ..
و الدموع لم تجف من عيننا ... و في يوم البعاد .. سلمت عليها .. كان جسدي كله يرجف ..
و يدي باردة من هول الصدمة .... لم اكن حينها قد علمت بان ما ينتظرنا اهول و اعظم ...
قد عزمت عيناي على ملاقتها ... و لم اتوقع حينها ان الامر هالك لا محالة ...
ركبت السيارة .. و نظر كلا منا لم يفارق الاخر .. بدون وعي صرت اركض و اركض ...
في محاولة عقيمة للحاق بها ... حتى تعثرت ووقعت .. و قعت امالي و احلامي معي ..
مرت سنين و سنين .. و كان ما يسعدني هو نجاحي .. فلقد كنت وحيد ابواي ...
و كان نجاحي و تفوقي هو ما يعوضني عن سلوى .. و ما يجعلني اتحمل فراقها ...
و تفوقت .. في كل شيء .. حتى دخلت كلية الطب ... و تخرجت منها بامتياز مع مرتبة الشرف ...
و لم اكن اعلم ان تلك هي بداية قصتي الحقيقية .. فلقد حصلت على منحة للدراسة بالخارج ...
و صرت اعمل و اقوم بتحضير دراسات عليا معا ... الى ان امتلكت مهارة و مكانة عالية ...
و قررت العودة الى وطني و اهلي ... و ذهني في كل وقت ... كان يفكر بشخص ...
شخص لم تمحي السنين صورته من مخيلتي ... او انسى اسمه ... اسم سلوى ...
و عند وصول طائرتي ... و اثناء انتظاري في المطار ... وقعت عيناي ... على امرأة ...
امرأة لم و لن انسى شكلها ابدا .. انها سلوى .. لم تتغير طيلة هذه السنوات !!!
بشعرها الاسود الطويل كموج البحر .. و عيناها الخضر كالشجر .. و قومها الممشوق الرقيق ...
و ابتسامتها الساحرة .. و اسلوبها اللطيف المهذب ... و خلوقها الكامل ...
ذلك الجمال الملائكي الذي ياسر كل من يراه ... لم ابعد ناظري عنها ..
و قلبي مسرور خائف .. مسرور من عودة روحي الي .. و انها كما هي ...
و خائف كل الخوف .. من انها قد نسيتني .. او ارتبط قلبها بغيري ...
رغم كل مخاوفي و قلقي .. تقدمت بخطوات ثقيلة .. بطيئة ...
و قلبي تتسارع نبضاته .. و اقتربت و انا اتنفس بعمق لكي اخفي حالي ..
و توقفت .. عندما صارت المسافة بيننا لا تتعدى نصف متر ..
و حولنا العديد من المارة ... و انصدمت عندما وقعت عيناها علي ..
و نظرت الي و اتسعت عيناها و تلالات الدموع فيها ...
لا اعرف كم مر من الوقت وكل منا يتامل الاخر بامعان ...
فلقد توقف الزمن ... و ساد الصمت ... و كانت عيوننا كفيلة بالحديث ...
كم اتذكر ذلك اليوم ... الذي ظننت فيه ان سعادتي قد بدات ...
لقد كان وجودي قربها هو غاية احلامي و امالي ... شعر كلا منا انه عاد طفلا مجددا ...
اقتربنا من بعد و كان الابتسامة المبللة بالدموع هي ما استطعات سلوى قوله ...
و تنفست الصعداء حينها .. و ادركت انه مهما غيرتنا السنين فنحن سنظل اطفلا كما كنا ...
وبعد تلك الاحداث صرنا نلتقي كثيرا ... و نحدث بعضنا .. و قصصت لها كل شيء حدث اثناء فراقي عنها ..
و عندما كنت اسالها عما حدث اثناء فراقنا ... كانت تتهرب مني ... و لكنها دائما ...
كانت تقول بانها كانت و لا زالت تتمنى ان اكون معها في تلك الفترة ...
و انها عادت لاجل ان نبقى معا ... و ايضا لحبها الكبير للكتابة فالتحقت للعمل بدار نشر ..
و التقنيا عدة مرات .. و كنت في غاية السعادة .. و شعرت احلامي بدات من جديد ..
و حينها نطق لساني بما كنت اتمناه منذ صغري ... و طلبت يدها ..
http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/pSZ01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/)
" لا!!! "
كانت تلك الكلمة كالصفعة القوية التي افاقتني من حلمي .. و جعلتني مصدوم من الواقع ...
فقولت لها و الانفعال جعل شفتاي ترجفان :
لماذا ؟!!!
ما سبب رفضك لي ؟!!!!
فاجابت مغمضة عينها بصمت هادئ لا تبدي اي انفعال :
اني مرتبطة باخر ...
كانت اجابتها هذه اقوى و اصلب .. كانت كالخنجر الذي مزق قلبي و كياني ...
شعرت بفصول من الالام و الحزن .. كاني ضائع تائه ...
و حبست نفسي في علمي و عملي ... و لم اعد اتزوق طعم الحياة الكئيبة ...
حتى جائت ليلة كنت فيها مستغرقا بالنوم من شدة التعب ..
و استيقظت بفزع على طرق عنيف على الباب ... ففتحت و كم كانت دهشتي ...
حين وجدت والدتها تبكي و تستنجد بي :
سلوى تنزف !!!!
فلقت لها بصدمة :
تنزف !!!
من اين ؟!!!!
فقالت والدتها و هي تكبت دموعها :
من فمها !
فلقد اعتدنا ذلك في الغربة !!
فهي تعاني من سرطان المريء و الكبد !!!!
هذه اللحظة لم اتذكر سوا انها سلوى .. و ركضت بكل ما املك من قوة ..
و تذكرت لحظة فراقي عنها ... و وصلت اليها و حملتها بين ذراعي ...
و طرت بها بسيارتي .. حتى وصلت الى المشفى ... و لم استطع انقاذها ...
فجعلت غيري يعالجها .. و انتظرنا ساعات امام غرفة العمليات ..
و لم اكن اشعر بالم او ارهاق ... فقط ما كان في بالي هو سلوى ...
و ساد صمت الخوف و القلق .. و قاطعه ... صوت والدتها ...
حينما قالت وهي تستجمع قواها لتنطق بكل حرف ... و الدموع الحارقة تنهمر منها :
ابني ...
ارجوك ... ارجوك لا تكره سلوى ...
حينها اردت ان اخبرها باني لم اكرهها ابدا .. و لكن فجائتني بانها تكمل مباشرة :
انها لم و لن ترتبط بغيرك ... لم يكن في قلبها و عقلها سواك ...
انت حبها الاول و الاخير ... و هي رفضت الزواج منك ...
بسبب ذلك المرض ... ارادت جرحك لكي تنساها و تتعلق بغيرها ...
و طلبت مني عدم اخبارك ... لكن .. عندما رايت خوفك و لهفتك عليها ...
ايقنت انه لابد من ان تعرف ... لانك رغم جرحها لك ... ما زلت تحبها و تحميها ...
ان سلوى ... تحبك حقا ... من كل قلبها ...
لا ادري كيف اصف هذا الشعور .. فلقد شعرت بكياني يحترق و يلتهب ...
لم اصدق ... فلقد تحملت كل هذه الالم لاجلي .. و لحبها لي .. و انا اظلمها ؟!!
كم كرهت نفسي بهذه اللحظة .. و كرهت نفسي اكثرعندما خرج زميلي ...
و ليخبرني بان .. اجمل شيء في حياتي قد فارقني ... و اني لم املك حتى فرصة ..
لاعتذر لها ... و اخبرها كم احببتها ...
http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/pSZ01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/)
اني متسائل الان .. هل سمحتني ؟!
و هل انتي راضية بروحك ؟!
هل انتي تشعرين بي و بحالي ؟!
انا في كل وقنت اتذكرك ؟!
اما ان روحكي نستنيني لذنبي معكي ؟!
اعدكي .. و اعهد لكي .. و لكل قصائد الحب التي في قلبي ..
التي صارت مواجهة كالسفن في البحار .. مواجهة لمشاعري الغاضبة كالامواج ...
و حزني و المي .. الذي صار كالسيل الجماح .. الذي ازال كل احلامي ..
فانا لن لن اقبل بغيرك قبلة لحبي و احساسي ... حتى لو اشتعل كياني ..
و احترق قلبي و روحي ... فغضبي كالبركان .. احاول جعله خامد لاجلكي ...
و هذا وداعي لكي .. حتى لو دار بنا الزمان ... فتذكري دائما ..
اننا روح واحدة .. حتى لو كان جسدنا اثنان !!
http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/pSZ01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/)
فاغلق ذلك الرجل كتابه الذي خطه بيده .. و الذي حبس به كل الامه و اسراره ...
و وضع قلمه بجانبه .. و راح يتنفس بعمق ...
و يتذكر كل شيء معها .. كل شيء ...
ثم تاتي الرياح لتغلق ذلك الكتاب الذي تغيرعنونه الى ... { قلب يدمع }
و هي تحمل اسم صاحبها سهيل ...
http://kll2.com/upfiles/fqe01136.gif (http://kll2.com/)
تآليف و تنسيق و آشرآف :-
يآسمين آسمآعيل ..
http://kll2.com/upfiles/fqe01136.gif (http://kll2.com/)
في مكان بعيد .. حيث امواج البحر تواجه الشمس في رحيلها .. و الشفق الاحمر يتالق بالافق البعيد ..
كان هناك قصر يسحر بفنه و اناقته كل من يراه .. و يزداد جمالا بتلك المواجهة في الغروب ..
و في احد غرفه الواسعة كان يجلس رجل في الخمسينيات .. بوجهه الوسيم ..
و شعره الابيض الذي يزيده وقارا .. و شفاه التي لم تبتسم .. بسب ذهنه العاصف ..
و كانت عينه الزرقاء .. تراقب اصابعه .. وهي تكتب بقلم كل ما به .. و كل ما في روحه ..
و كانه يحفر ذكرياته في الصخر .. ليعلم و يشعر باحسيسه كل قارئ ..
كان يتذكر كيف بدا الامر .. و كيف انتهى .. و كيف رحلت قصة حب ..
رغم انها ما زالت موجودة .. في ذاته و كيانه ..
http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/pSZ01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/)
بدا الامر منذ ثلاث عقود .. عندما كتبت روايتي " الملاك الطاهر "
تلك الرواية التي كنت قد جمعت و اخفيت فيها كل احسيسي منذ طفولتي .. و شبابي ..
لمن اختارها قلبي ... لـ سلوى ..
تلك من رايت فيها حقا الملاك الطاهر ..من جمالها .. و كمالها .. و خلقها .. و كل شيء فيها ..
فلقد كانت ملاك حقا !!!
كانت سلوى صديقة طفولتي .. كنا نقوم بكل شيء معا ..
حتى جاء اليوم ... الذي ارادت عائلتها السفر للخارج ... فتمزق قلبنا ..
و الدموع لم تجف من عيننا ... و في يوم البعاد .. سلمت عليها .. كان جسدي كله يرجف ..
و يدي باردة من هول الصدمة .... لم اكن حينها قد علمت بان ما ينتظرنا اهول و اعظم ...
قد عزمت عيناي على ملاقتها ... و لم اتوقع حينها ان الامر هالك لا محالة ...
ركبت السيارة .. و نظر كلا منا لم يفارق الاخر .. بدون وعي صرت اركض و اركض ...
في محاولة عقيمة للحاق بها ... حتى تعثرت ووقعت .. و قعت امالي و احلامي معي ..
مرت سنين و سنين .. و كان ما يسعدني هو نجاحي .. فلقد كنت وحيد ابواي ...
و كان نجاحي و تفوقي هو ما يعوضني عن سلوى .. و ما يجعلني اتحمل فراقها ...
و تفوقت .. في كل شيء .. حتى دخلت كلية الطب ... و تخرجت منها بامتياز مع مرتبة الشرف ...
و لم اكن اعلم ان تلك هي بداية قصتي الحقيقية .. فلقد حصلت على منحة للدراسة بالخارج ...
و صرت اعمل و اقوم بتحضير دراسات عليا معا ... الى ان امتلكت مهارة و مكانة عالية ...
و قررت العودة الى وطني و اهلي ... و ذهني في كل وقت ... كان يفكر بشخص ...
شخص لم تمحي السنين صورته من مخيلتي ... او انسى اسمه ... اسم سلوى ...
و عند وصول طائرتي ... و اثناء انتظاري في المطار ... وقعت عيناي ... على امرأة ...
امرأة لم و لن انسى شكلها ابدا .. انها سلوى .. لم تتغير طيلة هذه السنوات !!!
بشعرها الاسود الطويل كموج البحر .. و عيناها الخضر كالشجر .. و قومها الممشوق الرقيق ...
و ابتسامتها الساحرة .. و اسلوبها اللطيف المهذب ... و خلوقها الكامل ...
ذلك الجمال الملائكي الذي ياسر كل من يراه ... لم ابعد ناظري عنها ..
و قلبي مسرور خائف .. مسرور من عودة روحي الي .. و انها كما هي ...
و خائف كل الخوف .. من انها قد نسيتني .. او ارتبط قلبها بغيري ...
رغم كل مخاوفي و قلقي .. تقدمت بخطوات ثقيلة .. بطيئة ...
و قلبي تتسارع نبضاته .. و اقتربت و انا اتنفس بعمق لكي اخفي حالي ..
و توقفت .. عندما صارت المسافة بيننا لا تتعدى نصف متر ..
و حولنا العديد من المارة ... و انصدمت عندما وقعت عيناها علي ..
و نظرت الي و اتسعت عيناها و تلالات الدموع فيها ...
لا اعرف كم مر من الوقت وكل منا يتامل الاخر بامعان ...
فلقد توقف الزمن ... و ساد الصمت ... و كانت عيوننا كفيلة بالحديث ...
كم اتذكر ذلك اليوم ... الذي ظننت فيه ان سعادتي قد بدات ...
لقد كان وجودي قربها هو غاية احلامي و امالي ... شعر كلا منا انه عاد طفلا مجددا ...
اقتربنا من بعد و كان الابتسامة المبللة بالدموع هي ما استطعات سلوى قوله ...
و تنفست الصعداء حينها .. و ادركت انه مهما غيرتنا السنين فنحن سنظل اطفلا كما كنا ...
وبعد تلك الاحداث صرنا نلتقي كثيرا ... و نحدث بعضنا .. و قصصت لها كل شيء حدث اثناء فراقي عنها ..
و عندما كنت اسالها عما حدث اثناء فراقنا ... كانت تتهرب مني ... و لكنها دائما ...
كانت تقول بانها كانت و لا زالت تتمنى ان اكون معها في تلك الفترة ...
و انها عادت لاجل ان نبقى معا ... و ايضا لحبها الكبير للكتابة فالتحقت للعمل بدار نشر ..
و التقنيا عدة مرات .. و كنت في غاية السعادة .. و شعرت احلامي بدات من جديد ..
و حينها نطق لساني بما كنت اتمناه منذ صغري ... و طلبت يدها ..
http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/pSZ01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/)
" لا!!! "
كانت تلك الكلمة كالصفعة القوية التي افاقتني من حلمي .. و جعلتني مصدوم من الواقع ...
فقولت لها و الانفعال جعل شفتاي ترجفان :
لماذا ؟!!!
ما سبب رفضك لي ؟!!!!
فاجابت مغمضة عينها بصمت هادئ لا تبدي اي انفعال :
اني مرتبطة باخر ...
كانت اجابتها هذه اقوى و اصلب .. كانت كالخنجر الذي مزق قلبي و كياني ...
شعرت بفصول من الالام و الحزن .. كاني ضائع تائه ...
و حبست نفسي في علمي و عملي ... و لم اعد اتزوق طعم الحياة الكئيبة ...
حتى جائت ليلة كنت فيها مستغرقا بالنوم من شدة التعب ..
و استيقظت بفزع على طرق عنيف على الباب ... ففتحت و كم كانت دهشتي ...
حين وجدت والدتها تبكي و تستنجد بي :
سلوى تنزف !!!!
فلقت لها بصدمة :
تنزف !!!
من اين ؟!!!!
فقالت والدتها و هي تكبت دموعها :
من فمها !
فلقد اعتدنا ذلك في الغربة !!
فهي تعاني من سرطان المريء و الكبد !!!!
هذه اللحظة لم اتذكر سوا انها سلوى .. و ركضت بكل ما املك من قوة ..
و تذكرت لحظة فراقي عنها ... و وصلت اليها و حملتها بين ذراعي ...
و طرت بها بسيارتي .. حتى وصلت الى المشفى ... و لم استطع انقاذها ...
فجعلت غيري يعالجها .. و انتظرنا ساعات امام غرفة العمليات ..
و لم اكن اشعر بالم او ارهاق ... فقط ما كان في بالي هو سلوى ...
و ساد صمت الخوف و القلق .. و قاطعه ... صوت والدتها ...
حينما قالت وهي تستجمع قواها لتنطق بكل حرف ... و الدموع الحارقة تنهمر منها :
ابني ...
ارجوك ... ارجوك لا تكره سلوى ...
حينها اردت ان اخبرها باني لم اكرهها ابدا .. و لكن فجائتني بانها تكمل مباشرة :
انها لم و لن ترتبط بغيرك ... لم يكن في قلبها و عقلها سواك ...
انت حبها الاول و الاخير ... و هي رفضت الزواج منك ...
بسبب ذلك المرض ... ارادت جرحك لكي تنساها و تتعلق بغيرها ...
و طلبت مني عدم اخبارك ... لكن .. عندما رايت خوفك و لهفتك عليها ...
ايقنت انه لابد من ان تعرف ... لانك رغم جرحها لك ... ما زلت تحبها و تحميها ...
ان سلوى ... تحبك حقا ... من كل قلبها ...
لا ادري كيف اصف هذا الشعور .. فلقد شعرت بكياني يحترق و يلتهب ...
لم اصدق ... فلقد تحملت كل هذه الالم لاجلي .. و لحبها لي .. و انا اظلمها ؟!!
كم كرهت نفسي بهذه اللحظة .. و كرهت نفسي اكثرعندما خرج زميلي ...
و ليخبرني بان .. اجمل شيء في حياتي قد فارقني ... و اني لم املك حتى فرصة ..
لاعتذر لها ... و اخبرها كم احببتها ...
http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/pSZ01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/)
اني متسائل الان .. هل سمحتني ؟!
و هل انتي راضية بروحك ؟!
هل انتي تشعرين بي و بحالي ؟!
انا في كل وقنت اتذكرك ؟!
اما ان روحكي نستنيني لذنبي معكي ؟!
اعدكي .. و اعهد لكي .. و لكل قصائد الحب التي في قلبي ..
التي صارت مواجهة كالسفن في البحار .. مواجهة لمشاعري الغاضبة كالامواج ...
و حزني و المي .. الذي صار كالسيل الجماح .. الذي ازال كل احلامي ..
فانا لن لن اقبل بغيرك قبلة لحبي و احساسي ... حتى لو اشتعل كياني ..
و احترق قلبي و روحي ... فغضبي كالبركان .. احاول جعله خامد لاجلكي ...
و هذا وداعي لكي .. حتى لو دار بنا الزمان ... فتذكري دائما ..
اننا روح واحدة .. حتى لو كان جسدنا اثنان !!
http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/pSZ01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/) http://kll2.com/upfiles/ElI01136.gif (http://kll2.com/)
فاغلق ذلك الرجل كتابه الذي خطه بيده .. و الذي حبس به كل الامه و اسراره ...
و وضع قلمه بجانبه .. و راح يتنفس بعمق ...
و يتذكر كل شيء معها .. كل شيء ...
ثم تاتي الرياح لتغلق ذلك الكتاب الذي تغيرعنونه الى ... { قلب يدمع }
و هي تحمل اسم صاحبها سهيل ...
http://kll2.com/upfiles/fqe01136.gif (http://kll2.com/)
تآليف و تنسيق و آشرآف :-
يآسمين آسمآعيل ..