[ỉтсн₩]
19-07-2012, 23:01
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1754762&stc=1&d=1347904551
I'm about to die?! Then why i'm alive?!
أنا على وشكِ الموت؟!، إذن لماذا أنا حيّة؟!
.
.
.
"تبقى من حياتكِ شهرٌ واحد فقط.."
قالها الطبيب وهو يحدق بالأوراق المبعثرةِ على مكتبه، كان يتحاشى النظر إلى عينيْ، لم يكن ليخبرني بذلك حتى أصررت عليه أن يطلعني على حقيقةِ مرضي، بدايةِ برؤيتي لتلك الهلاوس الغريبة، وشعوري بالإغماء فجأة، أو حتى فقدان البصر لدقائق معدودة دون أي مناسبة، كان هذا الأمر الذي جعلني أزور فيه المشفى.. وبعد إجراء الفحوصات اتضح بأنني أعاني من مرضٍ نادر أشبه بالورم في رأسي أسفل المخيخ، لست أدري ولكن.. عندما اخبرني بقرب منيتي شعرت بشعورٍ غريب، لم استطع فهمه.. لم استطع فهم نفسي لأنني حينها شعرت بأنني فارغة، شعرت بتجويف غريب في قلبي، وبأنني بحاجة للإختلاء بنفسي قليلاً.
خرجت من المشفى بهدوء وأنا اقطب حاجبي بحيرة، اغلقت هاتفي الخليوي واطلقت العنان لقدمي لتسير بي إلى أي مكانٍ تشاء، لوهلة ظننت بأنني أحلم، وأخرى ادركت بأنه واقع!، ثم وفجأة وجدتني أفكر فيمَ فعلته طيل تلك السنوات التي أمضيتها في الدراسة، أو الاهتمام بالملابس، بشريك المستقبل، بالأصدقاء والأهل والعائلة أو حتى المال!..
لا أدري لماذا ولكن سألت نفسي باستغراب "ماقيمة كل هذا؟!"، أتسائل لو كانت هذه أعراض الصدمة وحسب؟، أم أنني أدركت بأنه لا قيمة لأي شيءٍ فعلاً.. هل أبصرت الحقيقة؟!، هل نفعني كل مافعلته حتى الآن؟، لقد تخرجت بالفعل، سنوات من الدراسة وأخذت الشهادة التي استحقها.. ولكن حقاً ماقيمة هذا بالضبط؟.
الغريب في الأمر حينها هو أنني لم اشعر بالحزن، لم أشعر بذاك الحزن الذي لطالما توقعت أن أشعر به لحظة تلقيي لخبرٍ كهذا، شعورٌ مختلف لم اشعر به من قبل، وكأنني لم أكن قطعةً من هذا العالم أو بين الناس حولي، كل ما اشعر به الآن هوَ فراغ وضيق غريب لم أفهمه،.. بت أتسائل، هل أهدرت أوقات حياتي للا شيء؟.
توقفت عن السير لتحدق بالقمر الذي كان بدراً أبيضاً يتوسط عرش السماء السوداء، فهمست في خلدها محتارة بشرود: "لمَ لم أذهب للقمر؟!، أليست حياة واحدة التي أعيشها؟!".
ثم سكتت قليلاً وهي تتأمله ببرود بعد أن ارتخى حاجبيها، فهمست مجدداً: "وإن زرت القمر مرة،.. مالذي سأحققه بعد ذلك؟ مالشيء الذي سيجعلني مرتاحة لأنني فعلته قبل وفاتي؟".
حولت بصرها إلى بقية الناس الذين كانوا يسيرون على أرصفة الطريق، امرأة تمسك بيد زوجها ويضحكان معاً، وأخرى في الخامسة تتبع جدتها قائلة ببكاء: أريد تلك اللعبة!.
وآخر كان يسير لوحده يحادث أحدهم عن طريق هاتفه الخليوي بعصبية، كانت تحدق بالناس بشرود، بدوا وكأنهم لاهون بعمق في حياتهم، تلك وكأن زوجها أغلا ماتملك، وتلك المرأة العجوز وكأن شراءها اللعبة لتلك الطفلة يعني نهاية العالم!، وذاك منغمسٌ في الشجار، بدت مكالمة مهمة ولكن هل هيَ فعلاً كذلك؟!، هل الأمور تبدوا فعلاً كما تظهر لنا؟!
لا تدري لماذا ولكنها وجدت نفسها تتمتم: لماذا نحن أحياء من الأصل؟ ماهو السبب الذي وجدنا من أجله؟.
جلست على إحدى الكراسي العامة، كانت تحدق بالمارة، بالأرصفة، بالشارع وبالسيارات وحتى الإشارة.. بدت حائرة تماماً وكأنها بتأملها لتلك الأشياء ستجد الإجابة، إنها المرة الأولى التي بدأت تفكر فيها عن السبب الذي وجد الإنسان من أجله بشكلٍ جاد، أليست تمتلك عقلاً؟!، لمَ لم تستخدمه من قبل لتفكر بسبب وجودها!، لماذا لم تفكر بذلك سوى الآن؟.
حدقت بالسماء مجدداً، كانت تشعر بجوٍّ هادئ وغريب رغم صخب المكان بمنبهات السيارات، وازعاج المارة، أو حتى رنين الهواتف، إلا أنه بالنسبة لها كان هادئاً ولحظة تأمل قد تغير تفكيرها للشهر الأخير المتبقي من حياتها.
لم تبالي بالمدة التي مكثت فيها في هذا المكان، بل إن الساعات قد مرّت وهي لا تزال تحدق بالناس حولها بشرود، "الوقت لا قيمة له!، مهما فعلت وما سأفعل فلا قيمة له!" مضى الوقت حتى خلا الشارع نسبياً من الناس، كانت الساعة تشير للثانية مساءاً، بينما كانت تعيد سؤال نفسها مجدداً "لماذا وجدنا إن كنّا سنموت بعد ذلك.."
مضى الوقت وهي لا تزال في محلّها، تكرر سؤال نفسها مجدداً بحيرة " مالسبب الذي وجدنا من أجله؟"، ارتخت نظراتها وهي تتأمل المكان حولها بحيرة، حتى مضى للرابعة فجراً، وهنا تأوهت باستنكار عندما أخذت الصورة في عينيها تتبدل إلى دوائر صفراء وأخرى رمادية، وصوتٌ كهدير مياه الشلال أخذ يقتحم سمعها، ارتخت نظراتها بعد ذلك وهي تهمس: الإغماء.. مجدداً؟!
إلا أن صوتاً آخر قد تبادر إلى مسامعها، صوتُ رجولي يرتل بخشوع: "لاهيةً قلوبهم.." التفتت إلى مصدرِ الصوت لتجد بأنه قادم من هاتف امرأةٍ مسنة، كانت تتمنى لو يتسنى لها الاستماع لما تبقى من تلك الآية، إلا أن هذا لم يحدث بل شعرت بدوارٍ غريب وحاد وبأكتافها تصبح أثقل من السابق، ظلّ ثقل جسمها يزداد ثانية بعد أخرى حتى وجدت نفسها تنهار على جنبها الأيمن لتغط في نومٍ عميق دون أن تجد الإجابة لسؤالها "إن كنّا سنموت، فلماذا نحن أحياء من الأصل؟".
أتمنى بأن تكون واضحـة، وكل عام وأنتم بخير ::سعادة::
I'm about to die?! Then why i'm alive?!
أنا على وشكِ الموت؟!، إذن لماذا أنا حيّة؟!
.
.
.
"تبقى من حياتكِ شهرٌ واحد فقط.."
قالها الطبيب وهو يحدق بالأوراق المبعثرةِ على مكتبه، كان يتحاشى النظر إلى عينيْ، لم يكن ليخبرني بذلك حتى أصررت عليه أن يطلعني على حقيقةِ مرضي، بدايةِ برؤيتي لتلك الهلاوس الغريبة، وشعوري بالإغماء فجأة، أو حتى فقدان البصر لدقائق معدودة دون أي مناسبة، كان هذا الأمر الذي جعلني أزور فيه المشفى.. وبعد إجراء الفحوصات اتضح بأنني أعاني من مرضٍ نادر أشبه بالورم في رأسي أسفل المخيخ، لست أدري ولكن.. عندما اخبرني بقرب منيتي شعرت بشعورٍ غريب، لم استطع فهمه.. لم استطع فهم نفسي لأنني حينها شعرت بأنني فارغة، شعرت بتجويف غريب في قلبي، وبأنني بحاجة للإختلاء بنفسي قليلاً.
خرجت من المشفى بهدوء وأنا اقطب حاجبي بحيرة، اغلقت هاتفي الخليوي واطلقت العنان لقدمي لتسير بي إلى أي مكانٍ تشاء، لوهلة ظننت بأنني أحلم، وأخرى ادركت بأنه واقع!، ثم وفجأة وجدتني أفكر فيمَ فعلته طيل تلك السنوات التي أمضيتها في الدراسة، أو الاهتمام بالملابس، بشريك المستقبل، بالأصدقاء والأهل والعائلة أو حتى المال!..
لا أدري لماذا ولكن سألت نفسي باستغراب "ماقيمة كل هذا؟!"، أتسائل لو كانت هذه أعراض الصدمة وحسب؟، أم أنني أدركت بأنه لا قيمة لأي شيءٍ فعلاً.. هل أبصرت الحقيقة؟!، هل نفعني كل مافعلته حتى الآن؟، لقد تخرجت بالفعل، سنوات من الدراسة وأخذت الشهادة التي استحقها.. ولكن حقاً ماقيمة هذا بالضبط؟.
الغريب في الأمر حينها هو أنني لم اشعر بالحزن، لم أشعر بذاك الحزن الذي لطالما توقعت أن أشعر به لحظة تلقيي لخبرٍ كهذا، شعورٌ مختلف لم اشعر به من قبل، وكأنني لم أكن قطعةً من هذا العالم أو بين الناس حولي، كل ما اشعر به الآن هوَ فراغ وضيق غريب لم أفهمه،.. بت أتسائل، هل أهدرت أوقات حياتي للا شيء؟.
توقفت عن السير لتحدق بالقمر الذي كان بدراً أبيضاً يتوسط عرش السماء السوداء، فهمست في خلدها محتارة بشرود: "لمَ لم أذهب للقمر؟!، أليست حياة واحدة التي أعيشها؟!".
ثم سكتت قليلاً وهي تتأمله ببرود بعد أن ارتخى حاجبيها، فهمست مجدداً: "وإن زرت القمر مرة،.. مالذي سأحققه بعد ذلك؟ مالشيء الذي سيجعلني مرتاحة لأنني فعلته قبل وفاتي؟".
حولت بصرها إلى بقية الناس الذين كانوا يسيرون على أرصفة الطريق، امرأة تمسك بيد زوجها ويضحكان معاً، وأخرى في الخامسة تتبع جدتها قائلة ببكاء: أريد تلك اللعبة!.
وآخر كان يسير لوحده يحادث أحدهم عن طريق هاتفه الخليوي بعصبية، كانت تحدق بالناس بشرود، بدوا وكأنهم لاهون بعمق في حياتهم، تلك وكأن زوجها أغلا ماتملك، وتلك المرأة العجوز وكأن شراءها اللعبة لتلك الطفلة يعني نهاية العالم!، وذاك منغمسٌ في الشجار، بدت مكالمة مهمة ولكن هل هيَ فعلاً كذلك؟!، هل الأمور تبدوا فعلاً كما تظهر لنا؟!
لا تدري لماذا ولكنها وجدت نفسها تتمتم: لماذا نحن أحياء من الأصل؟ ماهو السبب الذي وجدنا من أجله؟.
جلست على إحدى الكراسي العامة، كانت تحدق بالمارة، بالأرصفة، بالشارع وبالسيارات وحتى الإشارة.. بدت حائرة تماماً وكأنها بتأملها لتلك الأشياء ستجد الإجابة، إنها المرة الأولى التي بدأت تفكر فيها عن السبب الذي وجد الإنسان من أجله بشكلٍ جاد، أليست تمتلك عقلاً؟!، لمَ لم تستخدمه من قبل لتفكر بسبب وجودها!، لماذا لم تفكر بذلك سوى الآن؟.
حدقت بالسماء مجدداً، كانت تشعر بجوٍّ هادئ وغريب رغم صخب المكان بمنبهات السيارات، وازعاج المارة، أو حتى رنين الهواتف، إلا أنه بالنسبة لها كان هادئاً ولحظة تأمل قد تغير تفكيرها للشهر الأخير المتبقي من حياتها.
لم تبالي بالمدة التي مكثت فيها في هذا المكان، بل إن الساعات قد مرّت وهي لا تزال تحدق بالناس حولها بشرود، "الوقت لا قيمة له!، مهما فعلت وما سأفعل فلا قيمة له!" مضى الوقت حتى خلا الشارع نسبياً من الناس، كانت الساعة تشير للثانية مساءاً، بينما كانت تعيد سؤال نفسها مجدداً "لماذا وجدنا إن كنّا سنموت بعد ذلك.."
مضى الوقت وهي لا تزال في محلّها، تكرر سؤال نفسها مجدداً بحيرة " مالسبب الذي وجدنا من أجله؟"، ارتخت نظراتها وهي تتأمل المكان حولها بحيرة، حتى مضى للرابعة فجراً، وهنا تأوهت باستنكار عندما أخذت الصورة في عينيها تتبدل إلى دوائر صفراء وأخرى رمادية، وصوتٌ كهدير مياه الشلال أخذ يقتحم سمعها، ارتخت نظراتها بعد ذلك وهي تهمس: الإغماء.. مجدداً؟!
إلا أن صوتاً آخر قد تبادر إلى مسامعها، صوتُ رجولي يرتل بخشوع: "لاهيةً قلوبهم.." التفتت إلى مصدرِ الصوت لتجد بأنه قادم من هاتف امرأةٍ مسنة، كانت تتمنى لو يتسنى لها الاستماع لما تبقى من تلك الآية، إلا أن هذا لم يحدث بل شعرت بدوارٍ غريب وحاد وبأكتافها تصبح أثقل من السابق، ظلّ ثقل جسمها يزداد ثانية بعد أخرى حتى وجدت نفسها تنهار على جنبها الأيمن لتغط في نومٍ عميق دون أن تجد الإجابة لسؤالها "إن كنّا سنموت، فلماذا نحن أحياء من الأصل؟".
أتمنى بأن تكون واضحـة، وكل عام وأنتم بخير ::سعادة::