PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : قطرات مطر ، وكآبة بألوان إضافية [ قصة قصيرة ]



white dream
02-07-2012, 01:10
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1754762&stc=1&d=1347904551



http://up13.up-images.com/up/viewimages/0c7e649d11.jpg (http://fashion.azyya.com)





تـك .. تـك .. تـك .. تـك .. تـك ..

قطرات متلاحقة تطرق نافذتي كل ليلة تطربني بألحانها العِذاب ، كم أعشقك يا شتاء وكم انتظرتك يا مطر ..!
أخيرا نام الجميع وسيتسنى لنا الوقت لنمرح معا ..
مشيت بخطوات حثيثة لأفتح نافذة غرفتي والتي تطرقها تلك القطرات الصغيرة في اتزان ، وكأنها تخبرني أنها وصلت أخيرا في هذه الساعة المتأخرة من الليل ، جلست هناك وأرحت رأسي على ذراعَيْ وأنا أراقبها ، قطرة إثر أخرى بوقع تناغم مع تكتكت ساعة معصمي ، تمنيت لو أستطيع إبعاد تلك الكتلة الحجرية أعلى النافذة والتي تعمل كمضلة أو شيء كهذا ، عندها لوصلت إلي وبللتني كل القطرات المتساقطة وليس فقط هذه الحبات القليلة والتي بالكاد تصيبني .
كم أحبك يا مطر ، فرغم برودتك فأنت تشعل قلبي دفئا وبهجة ، ليثني كنت قطرة مطر، أقفز بشجاعة من أعالي غيمة فضية لأسقط متهشمة في الحديقة الترابية ، أو ربما أسقط على تُوَيْجَاتْ زهرة غضة لأنساب ببطء إلى الأرض الندية ، كم سيكون جميلا لو ابتعدت عن هذه الحياة وعن هذا الزمن المتصف بالهمجية ! .
ما أجملك يا مطر نقي ،عذب ورغم مرورك بهذه الدنيا فلا تتلوث بآثامها وتتركها فقط لمن يرضى العيش فيها .
من هنا ... من نافذة غرفتي يبدو كل شيء طينيا ، لقد فقد العالم الشعور بالحياة ، وتخلى عن أبسط صورها الطبيعية ..! فمن لم يكن المال همه الأول و حرص على جمعه بكل الطرق – وإن لم تكن شرعية – جعل من نفسه شاعرا مكلوم الفؤاد يتهادى في زنزانة الماضي ويهدهد لقلبه بألحان الكآبة ، متجرعا كل تلك اللحظات التي أنتجها محاولة فاشلة للحفاظ على مشاعر هدمها الدهر – ربما – لأنها لم تكن قوية ، بل ويضل مصدقا أنه سيبقى جريحا دونما يشفى مادام أنه في صورته الإنسانية، لكن المؤسف في الأمر أنه – عادة – يكون في ربيع حياته وله أن يترك المشاعر الحزينة لمن لم تعطه الحياة فرصة إضافية ، ولكن لا ، بل يتشبث ويصر أن الحياة بكل الألوان صارت في عينيه رمادية ! .
هل حقا يعقل هذا ؟
أحبك يا مطر ، فأنت دائما ما تجعلني أحن إلى الأيام الماضية حيث كان للحياة أسمى من هذه المعاني ، حيث كانت رؤية زهرة كللتها دموع الفجر ، أو سماع ضحكة مستبشرة من طفل صغير يمنح الهدوء لأيامنا ويضفي عليها لمسة من طمأنينة حانية ..
ليثني كنت قطرة مطر ، لا أشهد من هذه الحياة سوى تلك التواني التي توصلني إلى لأرض ، وليتك يا مطر تزيل هذه الأحزان التي تلم بأيامنا كما تزيل حبات التراب من على حجر صفوان ، أو كما تمحي أثار الأقدام من تربة رملية ..! .
لطالما أحببت أن أناشد المطر ، وكم أحببت أن أشاركه هذه الجلسات الهادئة ، فأنا أتخيله يصغي إلي دون أن ترهقه كلماتي فهو يتقاسمها بإنصاف ليكون من نصيب كل قطرة بضع حروف فقط قبل أن تصطدم بحافة النافذة الخشبية .
كم هو جميل أن تصارح شيئا طاهرا كحبات المطر ... تلك القطرات الزجاجية ، وهي تموت بسرعة فلا تخاف أن يكشف سرك أو أن تتناقله الألسن البشرية .
البشرية !! هذه الكلمة وما تثير في نفسي من غضب كل ما تذكرت ملامح هذه " البشرية " ، صراخ ، ضجة ، حوادث .. جميعها عند أولائك الذين يدعون التقدم ويعيشون في تلك المدن التي تبدو حضارية ! ألا يكون الحال أفضل لو عشنا في غابة أو سهل ، تهطل علينا الأمطار وننسى المرض والوقت وكل الأشياء التي تربطنا بعالم مليء بالكراهية ؟.
ألا توافقني يا مطر ؟ ألن يكون ذلك رائعا ؟!.
ولكن الناس نسوا كل ذلك فكل ما يفعلونه هو عد تلك الأسباب الألف للكآبة ، رغم أن لكل ألف منها مئة ألف للسعادة ، لكن لا ... فمن لم تعمي بصيرته الثروة أغلق على نفسه بوابة حديدية يشغله الألم و الانكسار ومتناسيا أنها مشاعر ستزول ولن تلازمه إن هو فك قيدها وتركها تبتعد بحرية .
ليت الجميع يصغون لشدوك يا شتاء ، من هزيم الرعود و رقص الرياح و وقع المطر ، ويرون جمالك حين تعلق بقايا تلك القطرات في الهواء ، وتكسر رغم ضعفها ضوء الشمس لسبعة ألوان سحرية .
ولكنهم عموا عن كل هذا ... فهم لا يرون الحياة سوى ظالمة كئيبة ، بل دائما ما يرمزون لهذه المشاعر بالسوداوية ، فهل الخلل في عيني أنا ؟! لأني لم أرها يوما سوداء ... بل رأيت الكآبة في ألوان إضافية ..!
رأيتها حمراء نزفت من دماء شهداء، ولكنها راحت هباء ، فالظالم لا يزال متأصلا في الأرض تحت نظر الأمة العربية جمعاء ! .
ورأيتها زهرية ، في ألعاب طفلة مهجورة ؛ استغلت صاحبتها بأبشع الطرق المجردة من الإنسانية ، ورأيتها صفراء متمثلة في أساور وخواتم ذهبية ، تزاحمت في يدي عجوز نرجسية ، بينما نام على سور قصرها طفل يتيم جائع لا يملك ما يقيه برد الشتاء ، وهل تصدق يا مطر ، لقد رأيتها خضراء ، في أكوام من نقود ورقية ، مكنوزة لمجموعة من الجهلاء ، لم يخرجوا منها يوما صدقة ولا زكاة .
أليس هذا ظلما ويبعث على الكآبة ؟ ولكني لم أرها سوداوية ، بل رأيت الأسود في أشياء أكثر جمالا ، في السماء ، سوداء تبكي مكفهرة ، ولكن أليس كلما كان الشتاء قاسيا جاء الربيع بهيا ؟ .
يا قطرات ألست توافقينني أن الليل أسود ، وما كان صوتك ليكون بهذا النقاء لولا سكونه ، و فوق هذا أخبريهم كم شاهدت متهجدين يقومونه بالصلاة ، وكم رفع فيه من دعاء ! ، وأنهم يستمتعون بالقمر تحيطه هالة ضياء ، أكان هذا ممكنا لو لم تكن الخلفية سوداء ؟ .
ورغم كل هذا مازالوا يرسمون علامات الكآبة في أوراقهم، لا بل في كل ما تلامسه أنفسهم، تضج عوالمهم بالقبور، بالأطلال .. وبعبارات تنزف الدموع ، لم أكن يوما بهذا اليأس ، فلماذا لا يكون الجميع كذلك ؟ .
كم أنت هادئ ، ولنغماتك أثار سحرية على العقول كما على القلوب ، تثقل رأسي وتجعلني أطيع جفوني وأسمح لها بالانطباق ، إن لك من السلام ما يبعث السهاد في قلوب أكثر المترقبين والحيارى ، أنت تمنحني كل ما أريده هذه الليلة ، الطمأنينة ، السلام ... وحتى الأذن للاستماع إلى كلماتي ، فقط لو أنك تمنحني الجواب على تساؤلاتي ..
لو أني فقط أستطيع حمل عيناي على الانتباه أكثر ، ولكن لا إرادة لي في ذلك فلا أملك إلا أن أتركها تنام على وقع قطراتك المتلاحقة ، تطرق باتزان لتضيف النوتات الناقصة من السيمفونية البديعة لزخاتك على أرض الشارع الإسفلتية .
لم أكن أعرف أني بهذا الضعف ، فما هي سوى بضع لحظات حتى سلمت - كرها - ما تبقى لي من انتباه بعدما أجهدته في عد تلك القطرات القريبة .

تـك .. تـك .. تـك .. تـك ..

هذه الرائحة ، أعرفها جيدا ... رائحة التراب يتشرب المطر بلهفة ، ولكن أنا لم أعد بنفس المكان ، فلسبب ما لم يعد لوزني أي سلطان ، كأني أطير ... لا ، ليست أطير بل أطفو، نعم أطفو كقشة صغيرة على صفحة غدير ، تتحرك باضطراب بسبب قطرات تصطدم بعنف بالماء فتثير نبضات تتراقص في اتساع تحملني معها من دون إرادة ، نعم هذا تماما ما تفعله هذه الزخات الباردة إنها تقودني من غير هدى نحو ضوء لجيني براق يشع وسط الظلام ، لست أمانع الاقتراب ، إن له هالة دافئة كما لو كان نار مدفئة حجرية تستعر في حزمة من الأخشاب العريضة ، فتضفي على أماسي ديسمبر الباردة بهجة حنونة .

حركت قدمي بإيقاع متزن أحاول الاقتراب منه، إنه يشعرني بالأمان ... ولكنه آثر الابتعاد ، لست أعلم ما أصاب عقلي ليجعلني أنادي بأناة " مهلا ... " وكأنه سيجيبني ؟ حاولت الإسراع حتى بدأت ملامح الظلام تتفكك ببطء كأنها قطع آجار مرصوفة تنزع ويحل مكانها أخرى بيضاء، في لحظة صارت الأرض تحتي كرقعة شطرنج رخامية وفي اللحظة الأخرى عم البياض المكان ، هناك كان أحد ما يجلس في وقار .. تابعت الخطوات ليبدو لي شيخ أبيض الشعر مطمئن القسمات ، يجلس محدقا إلى الأرض ولاح في عقلي لحظة أنني صرت فوق السحاب وليس ينظر إلا لعالم البشر كثير الأحزان .

تباطأت خطواتي عندما رفع عيناه نحوي والابتسامة تفيض من محياه ، عرفت الآن أين أكون ، أنا أحلم ولا بد أن نشيد المطر سحبني إلى هذا المكان ، ولكن من يكون هذا الشيخ المتشح بالبياض ، هل يكون عقلي المجنون جسده كحقيقة روح المطر التي أناشدها منذ أيام ؟ .

رفع يده وحرك أصابعه بهدوء يدفعني للاقتراب ، لست أدري لما فعلت وكأن قدمي تملكان عقلا وإرادة أخرى جعلتها تقبل النداء ، وقفت أمامه ولا أعلم ما أصابني جعلني أهم بالجلوس على ركبتاي ، ربما كان ذلك الدفق من الطمأنينة والسكينة التي يشرق بها وجهه ، وجه يدل على كونه قد تجاوز العقد السادس من العمر بعينين ناعسة عبث الشيب بحاجبيها وابتسامة دافئة من شفاه قد أذبلتها السنون ، بقيت مشدودة الانتباه حتى جاء صوته الرخيم ليكسر شرود أفكاري .

" ماذا يعصف في عقلك يا فتاتي ؟ عيناك تقولان أنك تبحثين عن جواب " .

لن أستغرب لو عرف هذا ، حيث أنني صارحته بهذا مرارا ، ولكني أومأت بالإيجاب بعدما خذلتني شفاهي وأبت الكلام ، عاد ينظر إلى الأمام في تلك البقعة المشعة ويتأملها بهدوء وكأنها لوحة زيتية لفنان مرهف الإحساس .
قبل لحظات كنت أعلم أني أحلم أما الآن فقد اختفى هذا الإدراك ، غمغمت بنبرة سؤال " ما الذي يشدك إلى هذه المساحة البيضاء " .

أجابني ولم يرفع عيناه " إني أراقب الحياة .. " .
لست أدري ما أقول ، ربما ... ربما هو محق و أنا هي العمياء ولكن لم أستطيع القبول بتكهني فسألت " ولكنها مجرد منطقة بيضاء خالية .. بيضاء من دون ألوان ! " .

ـ " وهنا يكمن جمالها ، فأنت تستطيعين رؤيتها كما يشاء قلبك " .

حسنا ، أنا أبحث عن جواب وليس عن المزيد من التساؤلات " كما يشاء قلبي ؟ ألسنا نرى الأشياء ونتخيلها بعقولنا ؟ " .
أغمض عيناه بهدوء وملأ رئتيه بالهواء " الجميع يمكنه أن يرى بعينيه ، أن يرسم صورة بعقله ، ولكن قليلون هم من ينظرون بقلوبهم .. إنها مهارة نتقنها بعد أن نتعلم أن نغمض عيوننا " .

أنا لست أفهم شيئا ، لطالما كنت أتخيل لو أننا استخدمنا عقولنا لوصلنا لحال مغاير لما نحن عليه الآن ، فالقلوب لا ترى إلا الأحلام ، ولا تحكم سوى بالمشاعر وحتى إن كانت تنافي الواقع " لماذا نستخدم قلوبنا ، أليس من الأفضل أن نبحث بمنطقية لنصل إلى ما نطمح إليه ، وأن نترك الأحلام الوردية فهي لا تحقق شيئا في زمن كهذا " .
ابتسم الشيخ وهز رأسه برتابة " إن عقولنا هي سبب ما وصلنا إليه فالجميع يفكر بمنطقية ويسعى للبحث عن الأسباب التي تضمن ما توقعه ، ولو أنه نظر بقلبه لوجد معنا أخر في الحياة ، أشياء أكثر جمالا .. أكثر بهجة ، بعيدة عن عالم الرتابة والملل ، والعمل المتكرر بنفس الوتيرة " .

أشياء كثيرة تعصف في عقلي الآن ، ألف سؤال وسؤال جميعهم يتدافعون للخروج.. آملين في أن تحررهم شفتاي ربما عثروا على نصفهم الأخر من هذا الشيخ الذي يتقن العبث بالكلمات ، سألته مرة أخرى ، سؤال متعجل ولا يرتبط بالموضوع بأي شكل من الأشكال وإن كان الهدف منه سماعه يؤكد ما أعرفه مسبقا " أليس الناس صنفان ، صنف يعبد الثروة ، وصنف أخر شاعري يترنح بالكلمات ؟ " .
ـ " وأي الصنفين أنتي ؟ " .

شخصت عيناي في ملامحه الهادئة ، كانت الكلمات تنساب من ثغره بسلاسة ، إنه يثير جنوني ولكن لا يبدو أنه يتعب في انتقاء ما يقول ، وكأنه يدرك ما يضج بعقلي ، ويعرف كيف يجعلني أتخبط مرارا بحيرتي وأنا أحاول أن أفهم ما يقوله ، توقفت عن التفكير ، رغم أني أعرف تماما أني لست من هذين الصنفين ، ولا أتبع هاؤلاء الناس ولكن بطريقته جعلني أعيد التفكير في الأمر ... جعلني أشك بما أقنعت نفسي به طوال سنوات ، سنوات عديدة عندما عرفت معنى البشر عرفت ما يفكرون فيه وما يطمحون إليه ، عندما توقف الجميع من حولي عن الشعور بالحياة الحقيقية ، ولكن كل هذه الثقة في إجابتي المزعومة تخلخلت ببساطة وكأنها عارضة خشبية ثقيلة لم تعد تتحملها المسامير الصدئة التي ثبتتها قبلا .

ورغم استغراقي بالتفكير لم يمل النظر إلى ملامح وجهي ولم تزل تلك الابتسامة عن شفتيه وكأنهما رسمتا من البداية بهذا الشكل ، أجبت بعد أن أيقنت أن ما يجول في خاطري هو حقيقة بعيدة عن الشك " لست من أي النوعين ، ولم أكن يوما أفكر أني سأنضم لأحدهما .. أنا لست أهتم بالمال وأجد من يلهث وراءه مخدوعا و ناسيا لمعنى الحياة ، ولا أصدق تلك الشاعرية الكئيبة التي يتغنون بها طوال حياتهم ، يرسمون لأنفسهم وأفكارهم طريقا واحدا ولا يسمحون بخيار أخر غيره ، وكأن كل أيامهم توقفت عند تلك اللحظة التي تحطمت فيها تجاربهم ومشاعرهم الواهية " .

غمغم بحروف لم أفهمها وكأنه أفلتها بغير إتقان أمام مغارة عميقة متباعدة الجدران فاختلطت بصداها ولم تعد أذني تميزان حروفها ، ولكن عاد صوته ليثبت في نفس الاتزان ، هذا جعلني أفكر أنني أنا من أفلت عقلي فعجزت عن الإنصات ، تكلم مجددا " إذا أفهم أنك تضنين أن حياتنا تكون أفضل من دون عمل سعيا وراء المال ، وتكون أجمل إذا كنا أشبه بحجارة لا نفقه الإحساس " .

أحسست برأسي يثقل و نوبة الجنون العاصف بدأت تتحرر من داخلي ، لماذا يقول هذا الكلام .. إنه ليس ما أعنيه وليس ما أفكر فيه ، ثم ألن يريحني ويعطيني جواب .. جواب واحد فقط يروي فضولي ويهدئ من نفسي ، لماذا يجيب على كل سؤال بسؤال ، وقفت بانفعال من أمامه وأنا أدرك أن ملامحي كانت مشدودة ، ولكن مالا أفهمه لما لا يتوقف عن الابتسام ؟ رفع رأسه ونظر نحوي .. ولكن نضرته تلك بدت وكأنها بثقل الرخام وجهها لعيني فشعرت بركبتي تترنح تحتها ولم أملك خيارا سوى العودة للجلوس كما كنت قبل ثوانْ ، شيء ما في ذلك العجوز ينزع كل مشاعر التوتر .. شيء يجعلني أشعر بالهدوء والسلام ، ربما كان ردائه الأبيض المائل للزرقة وكانه صنع من دفق البرق أو ربما نبرات صوته عظيمة الاتزان .

لا أدري ما هو ولكني توقفت عن التفكير عندما بدأ الكلام " أنصتي يا فتاتي ، فكما أنك لست من أي الصنفان فهناك من هم مثلك ، صنف ثالث ولكنه غارق في طرح الأسئلة حتى أنه نسي كيفية البحث عن الجواب ، إنما العالم واسع والناس متعددوا الأشكال .. كل يبحث عن ما يرضي نفسه وما يقنع به عقله ، وأنت كما أنا صنف من هذه الأصناف" .

ربما يكون كلامه صحيحا ولكن ليس هذا الجواب الذي كنت أنتظره ، في الحقيقة هذه الدقائق برفقته بدلت كل شيء في عقلي ، وكأن كل تلك الساعات في التحدث مع نفسي ، وكل تلك المرات في شكواي للمطر .. باتت خاوية لا تحمل منطقا ولا حتى سؤال معين ، صرت بنفسي أشعر بمدى سطحية الأسئلة الكثيرة في عقلي ، بل أيا منها لم يكن يستحق أن أستفسر له عن جواب ، لست أدري ما أريد أن أقوله حتى ، وفي الحقيقة ما أثار جنوني منذ لحظات اكتشفت لثوي أنه لم يكن الأسئلة التي تضج برأسي ، بل ... بل شيء أخر ولكن لا أجد السبيل لأقوله الآن .

ـ " ما بالك صامتة ؟ وقد خبا بريق عينيك ؟ " .

صوته يؤكد أن كل ما جال في عقلي ما هو إلا أفكار تافهة لا تستحق أن تذكر على مسمع أيا كان ، ولكني تكلمت لأجيب على سؤاله " لست أعلم ، قبل دقائق كان عقلي يضج بالأسئلة ، أما الآن فقد غابت و صارت مجرد ضلال " .

white dream
02-07-2012, 01:13
لم استطع أن أمنع عيني من ذرف الدموع وكأني صرت ضعيفة حتى على نفسي ... تأكدت من ذلك عندما بدأت النطق من دون تفكير حتى " أشعر أن كل شيء خاطئ ، لا يجب أن يكون الحال هكذا ... لماذا لا تكون الحياة أكثر رفقا بنا ، الكثير من المتألمين والكثير من الظالمين ، وكل امرئ يفقد إنسانيته في كل يوم يمضيه ، ومن لم يفقدها فإنها تزيد بإفراط حتى تخرج من معناها فتبتعد كل البعد به ويصير يتمثل في كومة من الدموع وخربشات أحزان ، ثم إن هذا الزمن يتناقض بشدة مع أي من المشاعر الصادقة ولم يعد الـحب سوى كلمات مجردة من الإحساس ، والصداقة في الحقيقة هي حروف تتجمل بها معاني المصلحة لتغدو قادرة على الوصول لمبتغاها مهما كان ، وكأننا ... وكأننا في حفلة تنكرية كل يخبئ وجهه بقناع متقن الصنع ويعتادون عليها ، فتطول الحفلة وتطول حتى تصبح هي حياتنا الطبيعية وننسى نزع تلك الأقنعة وعندما تسقط خطأ نقف مدهوشين أمام الحقيقة ، ربما لهذا يرتدونها فما الحقيقة سوى مشاعر شوهها الزمن وملأها حقدا وكراهية ، صار الكل يفكر في نفسه وما يرضيه وإن كانت على حساب الغير ، وصار الأصدقاء مجرد درجات سلم نصعد عليها لنصل لما نريد ، و .أ ..أ ...... " .

قطع كلماتي بوضعه يده على رأسي فأحسست بثقلها هناك ؛ إن كانت توجد ذرة ثقة بأن كل هذا هو محض أحلام ، فإن هذه الحركة بعثرتها بعيدا ... بعيدا خارج هالة البياض التي أجلس فيها ، أجاب بعدها " اهدئي ! ربما لا يمكنك الحكم على كل البشر من نفس الميزان، ربما هناك أشخاص مثلك لاتزال هذه الكلمات تحتفظ بمعانيها الأصلية في نفوسهم ، فمن يبدو لك عبدا للثروة ولشهوات نفسه ، ربما يكون الفقر جرعه صغيرا كأس الألم حتى الثمالة ، وقد يكون الظلم خيره بين مُرين ، و ربما يكون من وصفتهم بكومة الدموع أناسا حطمتهم الخيانة في صورها المختلفة ، إحداها من حبيب وأخرى من صديق كان بالنسبة له بمثابة أخ ورفيق أيام ، ثم لم يلبث أن طعنه في ظهره بأبشع الأفعال ، ولم يجد من يعالج له هذه الجراح ، فضل يضمد بكلماته ما خلفته تلك التجربة وما ألحقت به من أضرار ، لست أقول أن الجميع كذلك ، و إنما لا يجدر بك النظر إليهم من نفس المنظار " .

إنه على حق ، ربما كانت كل أسئلتي وأفكاري السابقة مجرد غطاء لما يزعجني بحق ، إن هذه الجمل المتعجلة التي نجحت بالتحرر هي ما كنت أريد سماع رد عليها ، ففي كل الأوقات السابقة فكرت فيهم على أنهم يدعون الإحساس وأن الحب كان هيكلهم الوحيد ينظمون له الأشعار، ولم أكن أختلف عنهم فأنا ضللت متمسكة بهذا القرار ولم ابحث عن السبب الحقيقي وراء كآبتهم ..

ـ " ماذا يجول في خلدك في هذه الأثناء ؟ "

كلماته تقاطع شرودي مرة أخرى ولكني لم أتردد في البوح هذه المرة " أخطأت التفكير ، وجعلت من جميع الناس بؤساء أو مجموعة من الجهلاء الذين يضيعون الحياة وراء أسباب واهية ، ولكن الآن أدركت أنني كنت مخطئة فأفكاري لم تتعدى حدود المعروف ولم تبتعد عن الشيء الذي تراه عيناي وإن كان مجرد غلاف " .

ابتسم وحرك رأسه بالإيجاب وأشار إلى البقعة البيضاء حيث كان يثبت نظره قبل أن نبدأ الحوار " انظري هنا وأخبريني ما شكل الدنيا الآن " .

في البداية لم تبد لي سوى بقعة خاوية من كل شيء حتى من الألوان ، ولكن بعدها بدأت صور تتشكل داخلي وترتسم أمام عيني ، صور كثيرة ليست غريبة واذكرها جيدا فهي ما يحظر في ذهني من ذكريات ، ولكنها الآن مختلفة وكأني أراها للمرة الأولى وكأن كل واحدة تحمل مضمونها مكتوبا عليها ، صور كثيرة أسأت فهمها ... بل أسأت رؤيتها من قبل لأني رأيتها فقط بعيني أما الآن فأنا أراها بقلبي أيضا .

نظر نحوي الشيخ باستفهام فزفرت لأبدأ الكلام " لست أدري ما أقول ، فهمت الآن لما يجب أن نتعلم أن ننظر بقلوبنا وليس فقط بعيوننا .. " .
ضحك بصوت أكثر ارتفاع " ولكنك أتقنت فنا غير ذلك ، لقد تعلمت أن تنظرِ بعقلك وبقلبك في آن " .

لقد عاد للطلاسم ولكلامه المملوء بالمعان ، نهض من مكانه وتقدم بضع خطوات ما دفعني لأقف وأحثه على الانتظار " لم افهم ما تعنيه .. أرجوك لا تتركني في حيرة وتذهب الآن " .

ـ " يا فتاتي ! إن من يرى بعقله أحمق ، ومن يرى بقلبه أكثر حمقا ... لما ملكت الاثنان معا في هذه الحال ، العاقل من يرى بعينيه ويفسر بعقله وقلبه معا ، فإن استخدمت قلبك وحده صرت حمقاء يستطيع أيا كان العبث معك بالقليل من الكلمات ذات الوقع الرنان ، وإن استخدمت عقلك وحده صرت حجرا لا يفقه معنى الإحساس ، أحينا تكون الصور مجرد طرق لتضليل الإحساس ، وتكون الكلمات مجرد قناع يشتت عقلك لنفرد بضعف قلبك ، فكوني أعقل من ذلك ووثقي بين قلبك وعقلك وستفهمين بعدها حقيقة الدنيا هذه الأيام " .

هززت رأسي بعنف وكأني أنكر عليه هذه الكلمات " لماذا قلت أن هذا المكان يريك الدنيا مثلما يشاء قلبك " .

ضحك لحظة من زمان " أردت أن أعرف من أي الأصناف أنت في بداية الكلام ، ومن يدري قد أكون أحمقا لا يفقه النظر سوى بقلب أذبلته الأيام ، متمنيا حلما ورديا مختلف الحال " .

جعلني أشرد في كلماته ولم يكن البحث عن معناها صعبا هذه المرة ، وتابع هو طريقه للأمام وباتت هالة الضياء التي تحيطه في الانكماش رويدا رويدا لتنسحب من تحت قدماي ، ولكن سؤال أخير جال في ذهني في هذه اللحظة وهو في الحقيقة يحمل معنى كل هذا الكلام ، لذلك قفزت خطوتين سريعتين للأمام وأنا أخاطبه باستفسار " سؤال أخير أرجوك ، من تكون ؟ هل أنت مجرد طيف أحلام ؟ أم أنك واقع لم أصله إلا في المنام " .

ـ " أنا كلاهما يمتزجان في اتزان ، فما أنا سوى طيف صنعه عقلك لتتواصلي مع نفسك ، فأنا هو أنت في آن " .

لم أجبه لأني تعلمت أن ابحث في معاني كلماته لأحصل على الجواب ولكن بطريقة ما تابع الكلام " في الحقيقة إنك تعرفين الجواب لكل أسئلتك الماضية ، ولكنك فقط أضعته وسطها وها قد عثرت عليه الآن ، وكنت تبحثين عن من يحسن الاستماع كحبات المطر ولكنه أيضا يعيد الجواب ، وكم أردته أن يكون حكيما بما يكفي لتثقِ بأن كلامه ليست مجرد حروف مزينة بأوهام ، ومن أفضل من الشيوخ في إجادة الكلام ؟ " .

تركني بعدها وتابع طريقه وأنا أسمع صوت ضحكته الخافتة حتى اختفى ضوءه في الظلام ، عاد بعدها صوت قطرات المطر وكأنه كان يحجزها خارج قبة البياض تلك ، وعدت أمشي بلا هدى في مكان غريب الأركان وكأنه مجرد فضاء أسود ليس له حدود أو أطراف ، وفي لحظة أخرى صرت أسمع نغمات مألوفة صوت يعلو أكثر وأكثر ، وكأني في ناقوس معدني يطرق من جميع الأركان ، عاد ثقل جسمي وأدركت أنني خرجت من ذلك المكان ، فتحت جفني بهدوء ورمشت عدة مرات قبل أرى الصورة أمامي وصار ذلك الصوت واضحا الآن ، رفعت رأسي وحركت أطرافي المتيبسة لأمسك به وأرفعه بين يدي لأسكته ونضرت شرود تعلو محياي .

أذكر أني تركتك نائما في الصالة الليلة الماضية ، أم أني أحضرتك لغرفتي دون أن أذكر ، ليس يهم هذا الآن ، مشيت بسرعة ووضعته على حافة السرير المرتب لأني في الحقيقة استبدلته الليلة الماضية بإطار النافذة متوسدة ذراعي ..
" ابقَ هنا ، سأعود فيما بعد ... فقط أتمنى ألا أنساك حتى تصرخ مجددا وتسقط أرضا ، لا أريد منك أن تتأذى أو أن يتوقف نبضك إذا سقطت المدخرة من ظهرك فتتوقف ثوانيك عن الخفقان . "

الآن يمكن أن أقول أني حصلت على إجابة لبعض أسئلتي ، وربما إن تولد ليدي غيرها في احد الأيام ، قد أجد طريقي إلى شيخ المطر المتربع داخل عقلي في إحدى الأركان .



انــتـــهـــتـــ ...

mystory
02-07-2012, 01:13
حجز عند آذان الفجر ^^ >>>1

white dream
02-07-2012, 01:21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كيف حالكم جميعا ؟ بخير إن شاء الله ..
..
حسنا إذا حدث وقرأتم خربشاتي في الأعلى ... أو إن لم تقرؤها بعد ..
ربما يجب أن تعرفوا قصتها في أي حال ...
هذه الخربشات .. كنت قد ( خربشتها ) سابقا .. بتاريخ 8 - 1 - 2011 ..
نعم ... نعم ، أعلم إنها قديمة ..
ما جعلني أضعها هنا الآن ؟
في الحقيقة كنت أقلب أحد الكتب المفضلة لدي ( من روائع الشعر العربي ) ..
ووجدت هذه الأوراق مطوية داخل الكتاب .. تذكرت القصة وأني كتبتها ونسيت أين رميتها ..
وفكرت في رميها في أقرب سلة ، فأنا موقنة أنها مجرد ( خربشات ) ..
ولكن فكرت ما المشلكة لو عرضتها هنا ؟ سأجد من يقول لي شيئا عنها ، رغم أنها دون المستوى ^^
..
لذلك أنا أرحب بكل أنواع الردود ... وجميع الانتقادات .. لعلها ( الأصح أن أقول ) بالتأكيد ستفيدني في محاولة أخرى .

عذرا للإطالة ، ولكم أحر تحياتي ^^
في حفظ الله ~

white dream
02-07-2012, 01:23
حجز عند آذان الفجر ^^ >>>1




أهلا بك ^^
تقبل الله صلاتك ^^
الفجر لم يؤذن هنا بعد ^^

king fawaz
02-07-2012, 02:23
حجز .... و سنعود قريباًُ :star:

C.F SWAT
02-07-2012, 10:56
حَ ــــــجْزْ ~|| ,, :mask:

ميرا اوي شهر
02-07-2012, 11:01
السلام عليكم اختي الحبيبة الرائعة

كيف حالك ؟

في الحقيقة و الواقع .... انا مذهولة !!

ماشاء الله تبارك الله

عيني عليك باردة !!!

لقد جعلتني اذهب الى عالم اخر

لقد كنت لتوي فوق السحب اجلس معك و مع الشيخ

لأرتطم بقوة على الارض عندما انتهت القصة !!!

حقا تمنيت ان تطول اكثر !!

قد لا تصدقين هذا و لكنني حقا , احسست بالهدوء و السكينة و انا اشحذ افكاري و احاول ان اجيب عن التساؤلات معك

لقد وصفت كل شيء باتقان شديد

و و ضعت الاسئلة المناسبة و طرق الاجابة عليها

لذا اقول - و بكل صدق - هذه القصة القصيرة تستحق النشر بكل لغات العالم

جزاك الله كل خير للحظات المتعة التي منحتني اياها من خلال قصتك النادرة

شكرا جزيلا لك ^^

Deidara Lover
02-07-2012, 13:41
هلووووو ..
اولا شلونج ؟ >> اتمنى بخير ^^
احم احم قصة قصيرة اخرى مذهلة ..
لا انا غرت خلاص بكتب قصة قصيرة انا الثانية :تدخين:
مشالله القصة رووعة وهادئة مشاعر متصادمة وافكار متناسقة :joyous: ..
الشيء الي عجبني انج وضحتي ان المطر جميل ليس كما يضنه البعض فدائما عندما نقول المطر يفكرون بالحزن بينما هو عنوان النقاء والسعاده !
السكينة كانت طابع هذه القصة ..
انها ليست خربشات يا فتاه وبعدين قد تكون الخربشات افضل من ان نجلس ونحاول ان نفكر في فكره :chuncky:
فاحيانا نحاول ان نجد فكره نكتب عنها ونجلس ويطول الجلوس لكن ولا فكرة تظهر :grief: >> دايما تصير فيني ..
ولمن نكون مو ناوي نكتبت او نفكر بشي تطلع فكره جذي فريده :rolleyes-new: ..
يقولون لا تنتظر شيء ولا تطلب شيء فاجمل الاشياء تأتي صدفة ههههه :D >> ترا سارقتها من توقيع احدهم هذي اللصة :غول: >> عادي ونعم السرقة :ضحكة:
اهنيج ع هذه الخربشات ع قولتج :tongue-new:
واستمري ع هذا الطريق لديك طريقة جميله ^^
تقبلي مروري البسيط ..
جانى ^^

mystory
02-07-2012, 16:18
حجز عند آذان الفجر ^^ >>>1







عودة ^^

قصة رائع بل واكثر
بالفعل عجزت عن الكلام
لقد قرأتها فى وقتها لكنى تأخرت فى الرد لعد ايجاد كلام يوازى كلاماتك
من بادية العنوان احسست ان القصة ستكومن فريدة لذلك
لم اتمهل فى الدخول والقراءة
وبالفعل ولاول مرة اعيد قراءة كل فقرة اكثر من مرتين او ثلاث
خاصة

ما أجملك يا مطر نقي ،عذب ورغم مرورك بهذه الدنيا فلا تتلوث بآثامها وتتركها فقط لمن يرضى العيش فيها .
من هنا ... من نافذة غرفتي يبدو كل شيء طينيا ، لقد فقد العالم الشعور بالحياة ، وتخلى عن أبسط صورها الطبيعية ..! فمن لم يكن المال همه الأول و حرص على جمعه بكل الطرق – وإن لم تكن شرعية – جعل من نفسه شاعرا مكلوم الفؤاد يتهادى في زنزانة الماضي ويهدهد لقلبه بألحان الكآبة ، متجرعا كل تلك اللحظات التي أنتجها محاولة فاشلة للحفاظ على مشاعر هدمها الدهر – ربما – لأنها لم تكن قوية ، بل ويضل مصدقا أنه سيبقى جريحا دونما يشفى مادام أنه في صورته الإنسانية، لكن المؤسف في الأمر أنه – عادة – يكون في ربيع حياته وله أن يترك المشاعر الحزينة لمن لم تعطه الحياة فرصة إضافية ، ولكن لا ، بل يتشبث ويصر أن الحياة بكل الألوان صارت في عينيه رمادية ! .


رائعة تلك الفقرة بكل ما للكلمة من معنى
استخامك للقافية فى كل انحاء القصة
احسسنى ان اقرأ شئ فريد من نوعة
كأنها قصة ممتزجة بأبيات شعر غاية فى الروعة
بالفعل لقد ابدعت
بل وتستحقين لقب مبدعة
سلامى الحرا لك يا مبدعة ^^~

Aisha-Mizuhara
02-07-2012, 17:02
انتهيت من القراءة :سعادة2:

سأعود لأرد :تدخين: إن شاء الله ^^

لذلك الوقت

يُثبت

لاڤينيا . .
02-07-2012, 18:20
×


آه أمهليني لحظاتٍ حتّى أستعيد نفسي من عالمك الذي سحبتني وأدخلتني فيهِ عنوة فانصعت دون إدراك وراء بريق كلماتكِ المطمأن !


آآه !
هاقد عدت :ضحكة: ! < من جد قعدت وقت :ضحكة: xD
رآئعة ، مذهلة ، هادئة ، لاذعة !
لا أملك أكثر من هذه الصفات فقلمي هنا يعجز عن التعبير وكلماتي تهرب خشية عجزها عن وصف ما خطّيته هنا !
يبدو أنّ جميع الكتّاب هكذا :ضحكة: ، ما يسمّونه خربشة يكون في الحقيقةِ شيءٌ خارق وهم لا يدركون ذلك أبداً :غياب: xD
رغم أنّها كانت تميل في البداية لخطابِ أو رسالةِ أكثر من قصة ولكن ما إن وصلنا إلى النصف حتّى تبدّل كل شيء !
أعجبتني كثيراً جُملكِ التي زيّنها السّجع !
أنا أيضاً عاشقةٌ للمطر كما الفتاة ، أعشق الشّعور بهِ وهو يداعب أطرافي ببرودتهِ الدّافئة في نفس الوقت :أوو:..
أبدعتِ في وصف مشاعر البطلة المتصادمة وتوضيحكِ للحقّ كان في مكانه تماماً !

أنتظر قصة أخرى لكِ بفارغ الصبر .. أو لنقل خربشة حتّى تكون خارقةً كهذه :ضحكة: ! xD
استودعكِ الله ♥

ωinly
02-07-2012, 18:53
حجز~لي عوودة لاحقة~~
:tranquillity:

white dream
02-07-2012, 22:57
انتهيت من القراءة :سعادة2:

سأعود لأرد :تدخين: إن شاء الله ^^

لذلك الوقت

يُثبت



شكرا لك جدا ( جدا ) ..
اسعدك الله كما اسعدتني بتثبيتها ^^
اتشوق لردك كثيرا ^^

Aisha-Mizuhara
03-07-2012, 14:11
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

:
:
::سعادة::..

:
:

قِصة مبهرة جدا ما شاء الله تبارك الرحمن ..
أحببت تجسيدك للمطر واللون الأسود بالذات:سعادة2:..

لكن هناك أخطأ املائية تشوب القصة @_@
مشكلة بعضها أنها تغير معنى الكلمة

مثل كلمة"نضرة" كنتِ تعنين نظرة.
فلكل كلمة معنى آخر يختلف..


اعذريني على ردي القصير..لكن حاولت أن ارد الآن قبل أن انشغل وانسى أمرها.
عموما هاتي لنا قصة أخرى ولو قبل اربع سنوات :d

موفقة =)

Ệήặś
03-07-2012, 15:00
حجز ~

Sleepy Princess
03-07-2012, 19:28
حجز حتى ما أنساها :أوو:

رائحة السماء
03-07-2012, 22:27
منذ الأمس و انا قررت أن اقرءها
لكن....!
لنا عودة :جرح:

white dream
03-07-2012, 23:55
مرحبا جميعا ...
الكلمات لن تعبر ابدا عن شكري لكل من أضاف ردا ..
و لن تشكر أبدا من وضع حجزا ... يشرفني أنه دخل حتى وإن لم يقرأ حرفا واحدا ..
وأيضا لن تشكر من قرأ صامتا ...
تسعدني جدا وتشرفني زيارة الجميع ..
وخاصة أنها ثبتت ... الفرحة ستصل بي إلى حدود السماء ..
الشيء الوحيد الذي يزعجني ..
اني أعرف حقا أنها دون المستوى بمراحل ... حتى أن الأخطاء الاملائية بها كثيرة ..
لذلك شكرا لكل من دخل ، قرأ ورد أو رحل صامتا ^^
زيارة الجميع تعني لي الكثير ^^

لكم كل تحياتي :)

ωinly
04-07-2012, 14:53
حجز~لي عوودة لاحقة~~
:tranquillity:


السلآم عليكم~
كيفك ؟؟ ان شاء الله تمآآم~
أول شي آسفة ع الرد المتأخر =="
أتمنى ألا تفكري بفكرة رمي ماتكتبه يداك في السلة مجددا ~::مغتاظ::
المهم~
أول ماجذبني العنوآآن كآن مفتاح لقصتك إن صح التعبير شوقني لمعنآه~

ما شآء الله ~لديك موهبة رآئعة يآفتآة ~
لاأبآلغ أن قلت أنك أبدعتي~أحس أني أبحرت في عالم آخر مع قصتك~
اندمجت معهآ وصدقتي بكلماتك~
وصفك رآآئع وكذلك تشبيهك~ومضمون القصة ~
أكثر جزء عجبني لمآ تكلمت البطلة مع الشيخ~^.^
انتقآلك للأشيآء سلس لم أجد صعوبة.. يعني لاحظت جبتي أكثر
من حآجة بالقصة وربطتيهم مع بعض اذا فهمتي قصدي~هنآ رووعة~
وكلآمك عن المطر جميييل خآصة أني أحبه~
بآختصآر بنظري تووحفة~ماتوقعت منك شي كذا:d

أتمنى كلآمي يكون مفهوم لأني ماأعرف أعبر زين~>.>
ويسلموو الأنآمل الذهبية ع القصة ذي~
ووآآصلي ابدآعك القميل ~
ودي لك~
:strawberry:

Simon Adams
04-07-2012, 17:19
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:بكاء: وآيتُووو كم أحبكِ :بكاء:
كأنكِ تستمعين من بعيد لروحي المشتاقة للشتاء :بكاء:

تمت قراءة أغلبها قبل يومين لكن ظروف النت لم تساعد على الانتهاء :بكاء:
أحببتها جدًا ولي عودة بعد قراءة آخر قطرات المطر هُنا

تبًأ :ضحكة: نسيت أن أسأل عن أحوالكِ أيتها الجميلة؟ وأحوال المزاج؟
إن شاء الله تكوني بخير وبمزاج رائق ^___________^

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1622153&stc=1&d=1328293572

ايمي الحلوه
04-07-2012, 23:32
مرحبااا،،،

قصــة راااائعة جدا جدا جدا جدا ...


حركتي كل مشاعري مع القصة والاسلوووب

وفي كلمات قشعرتني ...^^

ابدعـتـــــــــــــــــــــ،،،،ــــي

شكرااا على مجهودكـــ،،،

اتمنى رؤية المزيـــ،،ــد

تقبلي مروري ...

خيال ماطر
05-07-2012, 09:20
حجز ..^^

لي عودة بإذن الله ...^^

خيال ماطر
05-07-2012, 15:30
حجز ..^^

لي عودة بإذن الله ...^^



قصة جميلة جداً..
مع حبكة مميزة ومتناسقة في كل شيء،ما شاء الله ..

بعض الكلمات تحتاج لتعديل فقط ..^ــ^

شكراً لك على هذه القصة الجميلة ...^^

Sleepy Princess
05-07-2012, 19:15
آه !! تنهيدة عميقة بعد الانتهاء من القراءة !!
ولا أدري أي حمقاء كنت لأتي أنتظرت كل هذا الوقت لأدخل هنا وأرى عجايب ما خطته روحك الابداعية
خطفتي أنفاسي يا فتاة ...بقيت مشدوهة في وضعية تجعل من يراني يحسب أني في منومة مغناطيسي تحت سحر آسر لا ينفك تأثيره
كلماتك رقيقة كقطرات المطر ...عميقة المعنى بعيدة الأفق ...رهيفة الحس ...تحمل حس رسام تفنن في رسمه لوحة
وعازف كمان أتيقن عزف ألحانه تطرب القلوب ... وتعديتي حدود الشاعرية الرائعة بصور بهية ...
روائية أنتي ولست كأي روائية .....
لديك قلب طفلة بريئة واسعه الخيال ، وعقل امرأة ناضجة تبحث بين السطور عن حقائق زمرية تنير لنا مشهد تختلط فيه المشاعر مع الأفكار ...
سأظل أهذي هنا بضع كلمات بحروف شاخصة ومرتبكة ...لأني لا أرى أن ما لامستي به قلبي وعقلي شيء أستطيع وصفه
لذيذ ما قرأت هنا .وسأظل أتبع حرفك دائما وأبدا !!
مع حبي واحترامي واعجابي !

s!scely
07-07-2012, 10:45
حجز ..ولي عودة اكيده ..
جذبني اسلوب السجع ..

Ệήặś
24-07-2012, 16:12
حجز ~


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيتي بعد السلام ~

بعدَ إنتهآئي منْ قرآءة قصتِكِ القصيْرة هذِه ..
شردتُ مَع نفسي قليلاً وعدتُ لأيآمٍ كنت فيها قد أثقلتُ على عقلي من تلكَ الاستفسارات وعلامآت الاستفهام !
وَ تذكرتُ حينهآ أن بالفعلْ .. جميع الأجوبة التي نقضي دهراً في السؤال عنها موجودة في ذوآتنا ..
فَقَطْ .. نحن بحآجة الى تفكير منطقيّ وَ نظرٌ من زآوية بعيدة الى الأمور ~
بالمنآسبة رآق لي أسلوبُ الكهل العظيم وكلمآته الرنآنة !
+
ملاحظآتي ..()
أرجو أن تنتبهي إلى اللغة أكثرَ قليلاً أي
[ميزي بين الكلمات التي تحوي حرف "الظاء" والكلمات التي تحوي حرف "الضاد" ]
أيضاً .. طوري من حصيلتك اللغوية بإضافة مفردات جديدة لكي يكونَ سردكِ أكثرَ جآذبية !

تحيآتي ~

Flight Risk
24-07-2012, 21:28
حجز